الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفى به يا رب العالمين قال الشيخ حافظ الحاكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة ما دليل القصاص من الكتاب؟ الجواب قال الله تعالى ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما. وقال تعالى اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم الى قوله والله يقضي بالحق الايات وقوله تعالى وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون الايات ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد انتقل المؤلف رحمه الله بعد الكلام عن الصراط الى الكلام عن القصاص والمناسبة مناسبة لطيفة في وضعه هذا الموضوع بعد الصراط وذلك لان من القصاص ما يكون قبل الصراط ومنه ما يكون بعد الصراط القصاص هو القود يعني اخذ الحق للمظلوم من الظالم اخذ الحق من المظلوم للمظلوم من الظالم هذا هو القصاص يوم القيامة يوم العدل هو اليوم الذي يقتص فيه للمظلوم من الظالم فلا ظلم فيه كما قال سبحانه لا ظلم اليوم والقصاص كما اسلفت ينقسم الى قسمين ينقسم الى قصاص قبل الصراط وهو الذي يكون في عرصات القيامة وهو القصاص العام الذي يختص فيه يقتص فيه من الخلائق اجمعين من كان منهم مظلوما فانه يأخذ حقه من ظالمه وهذا هو المراد بالقصاص في مواقف القيامة او في مباحث القيامة غالبا هذا القصاص يكون بين الانس ويكون بين الجن ويكون بين الحيوانات يكون بين الصالح والطالح والطالح والصالح والصغير والكبير والكبير والصغير والحر والعبد والعبد والحر بل حتى الحيوانات فانه يقتص لبعضها من بعض قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في مسند احمد باسناد صحيح يقتص للخلائق بعضهم من بعض يوم القيامة حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء وحتى يقتص للذر من الذر سبحان الله العظيم ما اعجب هذا الحديث يقتص حتى للذر من الذر الذر هو اصغر النمل فلو قدر ان نملة ظلمت نملة فانه سيقتص لهذه من تلك يوم القيامة نملة تأخذ حقها من نملة فكيف ببني ادم اذا هذا مقام عظيم مقام يستدعي من المسلم ان يحذر اشد الحذر وان يتنبه اشد الانتباه فالظلم ظلمات يوم القيامة ظلمات حقيقية تكون على الظالم نسأل الله السلامة والعافية الشأن انه ليس في ذاك اليوم دينار او درهم او حتى مسامحة بل كل سيطلب حقه ولا يقادى ولا يقاد الا بالحسنات والسيئات ليس هناك شيء اخر يمكن ان توفى الحقوق به ذاك اليوم الذي الانسان فيه احوج ما يكون الى حسنة واحدة ربما تكون السبب في نجاته لربما يأخذها منه المظلوم بل ربما اظيفت عليه اظيفت عليه سيئات لم يكتسبها انما سيتجرع ثقلها في ميزان سيئاته ولربما تكون سببا في رجحان كفة السيئات فيكون من اهل البلية والعذاب فالظلم شأنه عظيم حقوق العباد شأنها عظيم والله انك لو ظلمت اي انسان ولو كان قريبا فانه سيأخذ حقك منه فانه سيأخذ حقه منك ولو ظلمت بعيدا فانه سيأخذ حقه منك ولو ظلمت كافرا فانه سيأخذ حقك حقه منك ولو ظلمت حيوانا فانه سيأخذ حقه منك ذلك اليوم لا ظلم فيه انه العدل المحض الذي يقيمه اعدل العادلين واحكم الحاكمين سبحانه وتعالى حذاري يا عبد الله من الظلم حذاري من حقوق العباد حذاري من الذنوب التي لها تعلق بالمخلوقين احرص اشد الحرص على ان تلقى الله سبحانه وليس لاحد من الخلق عليك مظلمة ليكن هذا من اعظم ما تهتم له وتنشغل به اياك ان يكون لاحد عليك حق في عرض اياك ان يكون لاحد عليك حق في مال في اي حق كان حتى ولو كان ابنك حتى ولو كان زوجك حتى لو كانت زوجك حتى لو كان خادمك كل اولئك احرص على ان توفيهم حقوقهم في الدنيا والا فالخطر ان تكون مفلسا يوم القيامة اتدرون من المفلس هكذا سأل النبي صلى الله عليه وسلم قالوا لا يا رسول الله او قالوا المفلس عندنا الذي لا دينار له ولا درهم هذا مفلس في الدنيا لكن الافلاس الحقيقي هو الذي يكون يوم القيامة قال ولكن المفلس الذي ياتي يوم القيامة بصلاة وصيام وصدقة ويأتي وقد ضرب هذا وشتم وشتم هذا واخذ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته حتى اذا فنيت حسناته اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار اذا عليك يا عبد الله ان تحاسب نفسك قبل ان تحاسب وان تحاكم نفسك قبل ان تحاكم وان توفي الحقوق التي عليك في الدنيا قبل الاخرة اذا كان عليك ديون مالية احرص على ان لا يفجأك الموت الا وقد وفيتها والا فان هذا الذي له الحق عليك سيأخذ حقه منك يوم القيامة ولكن سيكون ذلك من الحسنات كذلك تنبه الى اعظم مصيبة قد تبتلى بها وقد توردك الموارد الا وهو لسانك اياك ان تقع في عرظ احد هذه الغيبة تجنبها فان شأنها والله عظيم و ما اكثر ما يقع الانسان وما اصعب ما ان يضبط لسانه فاحذر يا رعاك الله من افات لسانك من ان تقع باعراض المسلمين فاذا اغتابهم او ان تبهتهم فهو اعظم المقصود ان مقام القصاص يوم القيامة حري ان يقف الانسان عنده مليا وان يتأمل في شأنه فيه كثيرا النملة سيقتص منها للنملة فكيف بك انت يا ايها العبد المكلف والله المستعان استدل المؤلف رحمه الله على هذا ب قول الله سبحانه ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تكن حسنة يضاعفها قبل ان اذكر تفسير هذه الاية اشير الى القصاص الثاني وهو القصاص الخاص الذي يكون بين مسلمين ناجين ينجون من النار ويتجاوزون الصراط. ولكن لبعضهم على بعض مظالم. فيقتص لبعضهم من بعض اقتصاصا خاصا حتى تهذب نفوسهم وتنقى ويزول ما فيها منا الغل والحقد حتى اذا دخلوا الجنة كانوا طيبين ونزعنا ما في صدورهم من غل هذا سيأتي الحديث عنه قريبا ان شاء الله. يقول الله جل وعلا ان الله لا يظلم مثقال ذرة الظلم مقدور عليه لله سبحانه وتعالى ولكنه نزه نفسه عنه لانه لا يليق به يتنافى وكمال الله سبحانه نفى الله الظلم عن نفسه وهو قادر عليه لانه لا يليق به ويتنافى وكماله سبحانه وتعالى والظلم قد حرمه الله على نفسه يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا فالظلم وان دق فهو لا لا يقع من الله سبحانه وتعالى البتة ان الله لا يظلم مثقال ذرة الذرة قيل انها اصغر النمل وقيل ان الذرة هي حبة الخردلة مرت بنا سابقا وقيل ان الذرة هي حبة الهباء التي تظهر في ضوء الشمس اذا طلع من ثقب وقيل ان الذرة هي حبة التراب الصغيرة والاقرب والله تعالى اعلم هو الاول ان الذرة هي النمل الصغير لما دل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم الانف وهو حتى يقتص للذرة من الذرة فهي كائن حي يقع منه الظلم والاعتداء والمقصود ان هذا مثل على انتفاء الظلم في حق الله سبحانه وتعالى قليلا كان او كثيرا الله جل وعلا لا يظلم خلقه البتة سبحانه وتعالى ان الله لا يظلم مثقال ذرة ومن هذا الظلم الذي حرمه الله على نفسه وامتنع منه ان يجازي الانسان بغير ما عمل يعني ان يجازيه على سيئة لم يعملها فهذا مما طمأن الله عز وجل عباده انه جل وعلا لا يفعله فلا يجازى الانسان الا بما عمل كذلك من الظلم الذي تنزه الله عنه ان يعمل انسان حسنة فلا يثاب فلا يثاب عليها فلا يثاب عليها بل كل ما عمل الانسان من حسنات فانه محفوظ وسيثاب عليه لا بالعدل بل بالفضل فاي حسنة تقع من الانسان فانها ستضاعف عند الله سبحانه وتعالى ثوابا وادنى درجات المضاعفة هي ان يعطى ما يقابل الحسنة عشر امثالها هذه ادنى درجات المضاعفة ثم قد يكون شأن المضاعفة اعظم. قد يعطي الله سبحانه ويثيب الالة الحسنة باكثر من ذلك الى اضعاف كثيرة الى حد لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى اذا هذا من الظلم الذي لا يمكن او لا يقع يوم القيامة سيجازى الانسان على اعماله لا على اعمال غيره هل تجزون الا ما كنتم تعملون كذلك حسنات العباد لا يضيعها الله سبحانه وتعالى قال وان تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما يعني ان الله سبحانه سوف يجازي على الحسنات لا بالعدل بل بالفضل وهذا وهذه درجة اعلى من درجة العدل العدل هو ان يثاب على الحسنة بثواب حسنة ولكن لان الله هو الكريم الذي جوده عظيم ورحمته وسعت كل شيء فانه يثيب على الحسنات بثواب مضاعف والحمد لله رب العالمين قال وقال تعالى اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم. حكم الله الذي لا يبدل القول لديه جل ربنا وعز انه لا ظلم يكون يوم القيامة اذا الحجة قد قامت عليك يا عبد الله فليس الا ان تعلم ما قدمت يداك فالسيئات انت فيها بين عدل الله سبحانه وعفوه واما الحسنات فانت فيها امام فضل عظيم من الله سبحانه وتعالى والحجة قائمة عليك فافعل ما شئت فانك مجزي به الى قوله تعالى والله يقضي بالحق قضاء الله جل وعلا حق والحق يقابله الباطل والظلم من الباطل وهو مما تنزه الله سبحانه عنه فالحق هو الذي يقضي به وهو اسمه تبارك وتعالى فهو الحق وفعله حق وجزاؤه حق وقضاؤه حق سبحانه وتعالى وقوله تعالى وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون صدق الله ومن اصدق من الله قيلا فانه لا يكون الا العدل الذي لا ظلم فيه البتة ولاحظ انه جيء ها هنا بصيغة الفعل الماضي دليلا على تأكيد وقوعه وان القضاء سيكون قضاء بالحق وبالعدل وليس فيه ظلم البتة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما دليل القصاص وصفته من السنة الجواب فيه احاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم اول ما يقضى بين الناس في الدماء وقوله صلى الله عليه وسلم من كانت عنده مظلمة لاخيه فليتحلل منه اليوم فانه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل ان اخذ لاخيه من حسناته ان لم يكن له حسنات اخذ من سيئات اخيه فطرحت عليه وقوله صلى الله عليه وسلم يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى اذا هذبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة كلها في الصحيح وغيرها كثير استدل المؤلف رحمه الله بثلاثة احاديث على وقوع القصاص بالعدل والحق يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم اول ما يقضى بين الناس في الدماء اذا سيقضى بين الناس في كل شيء لكن اول ذلك سيكون في الدماء يعني في شأن القتل وهذا اعظم ما يكون من الاعتداء والظلم على الاخرين فهذا اول ما يقضي الله سبحانه وتعالى فيه بين المتخاصمين والمتظالمين يوم القيامة فالمحاصلة والاقتصاص يكون اولا في شأن الدماء كما ان الاعمال التي يحاسب عليها الانسان فيما بينه وبين الله سبحانه اولها الصلاة اذا اول المحاسبة فيما يتعلق بالانسان مع حق ربه في الصلاة واول المحاسبة فيما يتعلق بحقوق المخلوقين في الدماء ثم يكون بعد ذلك الحقوق على ترتيب يعلمه الله سبحانه وتعالى قال وقوله صلى الله عليه وسلم من كانت عنده مظلمة لاخيه هذا هو الاشهر في هذه الكلمة بكسر اللام مظلمة وجوز بعض اللغويين كابن قتيبة وغيره فتحها لكن الكسر اشهر وهناك قول ليس بذاك هو بضمها بضم اللام مظلمة لكن الاشهر مظلمة قال من كانت عنده مظلمة لاخيه و ذلك ان الظلم الذي يكون عليك لاخيك سوف يقتص منه وهذا اعظم ما يكون من الظلم حتى ولو كان الظلم ليس لاخيك بل حتى لو كان لعدوك اوكت حتى لو كان للحيوانات فلا شك انه سوف يقتص من الانسان في شأنه في ذلك اليوم العظيم ولكن ذكر كلمة الاخ ها هنا فيها اثارة لمشاعر الانسان احذر ان يكون منك لاخيك ظلم فهذا اعظم ما يكون من الظلم ظلم القريب اشنع وافظع من ظلم البعيد قال من كانت عنده مظلمة لاخيه فليتحلل منه اليوم احرص على ان تستسمح وان تتحلل ممن ظلمته هذا هو المخرج الاسلم في هذا الامر لاخيك عليك مال نهبته منه سرقته اخذته منه على حين غفلة منه او حاجة من حاجاته او شأن من شؤونه تسلطت عليه واقتنصت حق اخيك ظلما وعدوانا تحلل منه يا عبد الله حتى ولو كان هذا الامر قديما حتى ولو كان قبل عشرات السنين بما ان عندك فسحة فاحرص على ان ترد الحقوق الى اهلها وان مات هذا المظلوم فاحرص على ان ترد الحق لورثته وعسى ولعل عسى ولا حل عسى ولعل ان تبرأ ذمتك واما ان كان الحق حقا معنويا يعني كالغيبة فهل الاولى بالمسلم ان يتحلل اخاه منه ان كان امكن ذلك دون مفسدة راجحة فلا شك ان هذا هو المتعين يعني ان كنت تعلم في اخيك عقلا راجحا بحيث انه يتقبل اه اعتذارك ويقدر موقفك ويسامحك على ما جنت يداك فاياك ان تعدل عن هذا ولا تأخذك العزة والانفة فانه ان سامحك فان المطالبة تزول يوم القيامة واما ان كنت تعرف فيه آآ انه لن يتقبل هذا الامر بل ستتقطع اواصر الصلات بينكم وسوف يحمل في قلبه عليك شيئا عظيما فالذي اختاره جماعة من المحققين كشيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما من اهل العلم انك لا تتحللوا منه لدفع المفسدة الاعظم وهي حصول الشحناء والعداوة بينكما وانما تحرص على الدعاء له والثناء عليه لا سيما في المواضع في المواطن التي كنت تقع فيها في عرضه و آآ تحرص على ان تسدل اليه كل معروف امكنك وعسى ولعل ان يقوم هذا بهذا بلية الغيبة عظيمة فان الذنب فيها متيقن ولكن البراءة فيها غير متيقنة وهذا يدلك على صعوبة المقام وانه لا سلامة اعظم من ان تنزه لسانك عنها البتة وقوع الغيبة امر متيقن اذا وقعت لكن المصيبة في البراءة منها امر مظنون الا ان الا ان يحللك اخوك وهيهات ان يكون هذا الا من اقل الناس فالله المستعان قال فانه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل ان يؤخذ لاخيه من حسناته فان لم يكن له حسنات اخذ من سيئات اخيه فطرحت عليه الجزاء بالحسنات والسيئات فاستكثر من الحسنات فلعلك ظلمت هذا ونسيت واعتديت على ذاك ونسيت اكثر من الحسنات حتى يكون هناك مجال للمجازات ويفضل لك شيء يكون سببا في نجاتك يا عبد الله قال وقوله صلى الله عليه وسلم يخلص المؤمنون من النار كيف يخلص المؤمنون من النار ها من خلال تجاوزهم الصراط والحافظ رحمه الله اشار الى ان رواية عند البخاري فيها اذا خلص المؤمنون من جسر جهنم ولكني بحثت في الصحيح كثيرا فلم اجد هذه الرواية فان ثبتت فانها صريحة في المقصود والا فالمعنى واضح ولله الحمد يخلص المؤمنون من النار وذلك بان يتجاوزوا الصراط. من تجاوز الصراط نجا وسلم كما جاء معنا في الحديث الماظي فناج مسلم يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار هذا الحديث هو دليل الاقتصاص الثاني الذي قلنا انه الاقتصاص الخاص هذه القنطرة هي الموقف الذي لم يرد ذكره في القرآن لا صريحا ولا اشارة وسيأتي الكلام ايضا عن الحوض فهو ايضا على الصحيح لم تأتي له اشارة في القرآن هذان الموقفان لم يأتي اليهما او لم يأتي لهما او في شأنهما اشارة في القرآن وانما فيه هذا الحديث الصحيح الذي بين ايدينا وهو حديث مخرج في صحيح البخاري من رواية ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ايضا هذا الموقف ليس فيه كثير ادلة ادلته قليلة جدا ولذلك الكلام فيه ايضا قليل قال فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار. القنطرة هي الجسر القنطرة هي الجسر و موضع ذلك بين الجنة والنار ومكان ذلك على التحديد يقال الله اعلم لماذا يحبسون ولماذا يوقفون على هذا الجسر ولا يبادرون بالوصول الى الجنة هذا مما تكلم فيه اهل العلم كلاما كثيرا لكن النبي صلى الله عليه وسلم بين في هذا الحديث خلاصة ذلك فقال صلى الله عليه وسلم فيقص لبعضهم من بعض في بعض الروايات البخاري فيقتص كما بين هذا اه القسطلاني في شرحه على البخاري بعض روايات الصحيح فيقص وبعضها فيقتص فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا اذا هذا الايقاف وهذا الحبس سببه ان يكون هناك اقتصاص بين هؤلاء المؤمنين الناجين في شأن مظالم كانت بينهم قال طائفة من اهل العلم ان هؤلاء الذين يقتص منهم هذا الاقتصاص الخاص سوى الاقتصاص السابق الذي كان قبل الصراط هو لمن علم الله ان المظلمة التي عليه لا تستنفذوا حسناته بل يبقى له بقية فاضلة يدخل بسببها الجنة وهذا ما مال اليه القرطبي رحمه الله في التذكرة وقالت طائفة من اهل العلم ان هذا الحديث كانه والله اعلم في شأن اناس من هؤلاء الناجين لكل واحد منهم على الاخر مظلمة يعني هذا ظلم ذاك وذاك ظلم هذا فكل واحد منهما ظالم ومظلوم وبالتالي فانه لن يكون هناك ماذا لن يكون هناك آآ اخذ من الحسنات او وضع على السيئات انما سيكون هناك مقابلة مظلمة مظلمة هذا تقابل مظلمة هذا وينتهي الامر اذا ما الفائدة من هذا الجواب ما ذكر في هذا الحديث وهو قوله صلى الله عليه وسلم حتى اذا هذبوا ونقوا يعني حتى يزول ما في صدورهم وقلوبهم على بعضهم من الغل والحقد فانه وان قيل ان القصاص قد حصل بين هؤلاء فيما تقدم الا ان هذا لا لا يلزم منه ان يكون قد زال ما في صدورهم. اليس كذلك يعني ربما يكون قد اخذ الحق لهذا من ذاك او اخذ الحق اه على هذا لذاك ولكن يبقى في قلب كل واحد على الاخر شيء اليس هذا ممكنا وبالتالي فلا بد ان يزول ما في صدورهم لان الداخلين الى الجنة لابد ان يكونوا طيبين. طبتم فادخلوها خالدين وقال جل وعلا ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين. لا يمكن ان يكونوا متدابرين لا يمكن ان تكون في نفوسهم احن وشحناء بعضهم على بعض اذا لابد ان يهذبوا وينقوا وكان هذا هو والله تعالى اعلم الحكمة من ايقافهم في ذلك المقام حتى تهذب وتنقى صدورهم فلا يكون فيها على بعض او لا يكون في نفوس بعظهم على بعظ غل او حسد ثم بعد ذلك يؤذن لهم بدخول الجنة قال حتى اذا هذبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة ولكن لا يدخلونها حتى يشفع النبي صلى الله عليه وسلم في دخول الجنة كما سيأتي ذلك ان شاء الله. قال كلها في الصحيح نعم يعني في صحيح البخاري نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما دليل الحوض من الكتاب؟ الجواب قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم انا اعطيناك الكوثر صورة الحوض في اللغة هو مجمع الماء المكان الذي يجتمع فيه الماء يسمى ماذا حوضا والمراد به في مباحث القيامة هو مجمع الماء العظيم الذي يضعه الله سبحانه يوم القيامة وهو من اوجه اكرام نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهذا ثاني موقف بعد القنطرة لم يرد في القرآن. طبعا القنطرة على الصحيح جسر مستقل ولذا نقول انه لم يرد في القرآن اما على قول من قال من اهل العلم ان القنطرة طرف الصراط مما يلي الجنة فانها تكون داخلة في الصراط لكن اه آآ على القول الصحيح وهو ظاهر النص ان القنطرة جسر مستقل وليس جزءا من الصراط والحوض كذلك لم يرد في القرآن وانما دل عليه سنة النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة الحوض في السنة دلت عليه دلائل كثيرة جدا حتى ان الحافظ ابن حجر رحمه الله في في شرحه على الصحيح احصى اكثر من خمسين صحابيا رووا احاديث الحوض ونقل رحمه الله ان بعضهم جمع ثمانين من الصحابة ممن رووا احاديث الحوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو اذا من الامور المتواترة التي استفاضت فيها الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجت في الصحيحين والسنن والمسانيد والمصنفات وغيرها فهي قضية قطعية لا شك فيها ولا ريب وان كان خالف فيها من خالف من الخوارج وبعض المعتزلة تتعلق بالحوظ مسائل منها ان خلافا طويلا وقع بين اهل العلم الحوض قبل الصراط ام بعد الصراط ذهب جماعة من اهل العلم الى ان الحوض يكون قبل الصراط وذهبت طائفة الى ان الحوض يكون بعد الصراط وذهبت طائفة الى ان الامر او ان الشأن فيه حوضان فحوض قبل الصراط وحوض بعد الصراط ومنهم من ذهب ومن اولئك المؤلف رحمه الله في كتابه المعارج الى ان الحوض متسع فيسع ما قبل الحوض وما ما قبل الصراط وما بعد الصراط والاول هو الاقرب والله تعالى اعلم وذلك انه قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال بينما انا على حوضي اذا بطائفة من امتي حتى اذا عرفتهم اختلج بيني وبينهم فاقول امتي امتي فيقال لهم هلم الى النار يعني يساقون يساقون الى النار اقول امتي امتي فيقال انهم الى النار الى النار والله هكذا جاءت الرواية الى النار والله وهذا لا يمكن ان يكون الا متى قبل الصراط لان من تجاوز الصراط لو كان هذا الموقف قد حصل بعد المرور على الصراط فلا يمكن ان يكون هناك دخول الى النار فهذا الحديث صريح في ان الحوض انما هو قبل الصراط لا بعد والله تعالى اعلم على كل حال مسائل الترتيب تنبه يا طالب العلم الى انها في الغالب اجتهادية مسائل الترتيب ترتيب مواقف القيامة في الغالب اجتهادية والامر فيها يسير ايضا من مسائل الحوض انه يجب علينا ان نؤمن بصفاته التي اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنها فاولا مساحته اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان حوضه مسيرة شهر وطوله وعرضه سواء وزواياه سواء اذا هذه مساحة الحوض مسيرة شهر اذا هو حوض واسع جدا ايضا من صفاته ان لونه ابيض من الثلج وفي رواية ابيض من الورق وابرد من الثلج ايضا من صفاته ان طعمه احلى من العسل ايضا من صفاته ان كيزانه واباريقه كعدد نجوم السماء ونجوم السماء كثيرة جدا لا يحصي عددها الا الله وكذلك كيزان واباريق الحوض العظيم للنبي صلى الله عليه وسلم ايضا من صفاته ان من شرب منه لم يظمأ بعد ذلك ابدا. كما ثبت في الصحيحين وثبت في مسند احمد ولم يسود وجهه ابدا ايضا من صفاته انه يشخب فيه ميزابان من الجنة يشخب يعني يصب فيه ميزابان من الجنة وكأن ذلك والله اعلم من الكوثر كما سيأتي الكلام عنه بعد قليل ان شاء الله ايضا مما علينا الايمان به ان نؤمن ان الحوض موجود الان يعني مخلوق وموجود الان وهذا ما يدل عليه الحديث الذي اورده المؤلف رحمه الله واني والله لانظر الى حوضي الان يعني ليس هو شيئا يخلقه الله عز وجل يوم القيامة بل هو موجود الان حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم قد مكنه الله من ان ينظر اليه وهو في الدنيا قال هذا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فعلينا ان نؤمن بهذا ايضا علينا ان نعلم ان هناك طائفة من امة محمد صلى الله عليه وسلم ستذاد عنه. يعني ستدفع وتبعد وتصرف عن الشرب من هذا الماء العظيم وهؤلاء كما دلت عليهم السنة طائفتان الاولى المرتدون الذين امنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وبدينه ولكنهم عياذا بالله ارتدوا على ادبارهم فهؤلاء يذادون عن الحوض ويدفعون ويصرفون تدفعهم الملائكة وتصرفهم عن شرب او عن الشرب من هذا الحوض والصنف الثاني المبتدعون المحدثون في دين الله انك لا تدري ما احدثوا بعدك فهذا مما يجعل المسلم في حذر عظيم من ان يحدث في دين الله عز وجل او ان يبتدع في دين الله او ان يعمل اعمالا ليس عليها اثارة من علم من سنة النبي صلى الله عليه وسلم اذا اعلم يا عبد الله ان الحوض حوضات كما ان الصراط سرطان الحوض حوضان له صلى الله عليه وسلم حوضان عظيمان حوض في الدنيا وحوض في الاخرة اما حوضه الذي في الدنيا فسنته صلى الله عليه وسلم واما حوضه في الاخرة فذلك الحوض العظيم الذي يعطاه يوم القيامة فمن شرب من حوضه في الدنيا شرب من حوضه في الاخرة ومن استكثر او استقل فهو كذلك ومن اعرض عن الشرب من حوضه في الدنيا فانه سيزاد عن الشرب في الاخرة وامرؤ حجيج نفسه كذلك الصراط صراطان صراط في الدنيا وهو الاسلام اهدنا الصراط المستقيم وصراط في الاخرة وهو ذاك المنصوب على جهنم فبقدر ثباتك على صراط الدنيا يكون ثباتك على صراط الاخرة و ايضا من مسائل الحوظ ان نعلم ان اهل العلم قد اختلفوا هل الحوض مما اختص به النبي صلى الله عليه وسلم فلا حوض يوم القيامة لغيره ام ان للانبياء عليهم الصلاة والسلام احواض كذلك هذه المسألة خلافية و سبب الخلاف هو الحكم على حديث روي في هذا المقام وهو ما خرج الامام الترمذي في جامعه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل نبي حوض يوم القيامة وانهم ليتباهون ايهم اكثر واردا واني لارجو ان اكون اكثرهم واردا هذا الحديث صححه طائفة من اهل العلم وضعفه طائفة اخرى وعلى القول بثبوته فان علينا ان نؤمن ان لكل نبي حوض ان لكل نبي حوضا يوم القيامة ولكن يبقى ان نبينا صلى الله عليه وسلم له الحوض الاعظم الاكثر واردا وشاربا يوم القيامة واما على القول بضعفه فان الحوض انما هو لنبينا صلى الله عليه وسلم فحسب و المؤلف رحمه الله استدل على ثبوت الحوض من القرآن بقوله تعالى انا اعطيناك الكوثر ما رأيكم بهذا الاستدلال لاحظ انه قال ما دليل الحوض من الكتاب؟ فقال الله قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم انا اعطيناك الكوثر ما رأيكم هل الحوض هو الكوثر والكوثر هو الحوض او بينهما اختلاف نعم ما في اختلاف. الحوض هو الكوثر والكوثر هو الحوض ها بينهما اختلاف هذا هو الذي لا شك فيه لا شك ان هذا غير سديد والمؤلف رحمه الله في هذا الكتاب ايضا في كتابه المعارج اه مال الى ان الحوض والكوثر شيء واحد ولكن هذا فيه نظر ليس بسديد بل الصواب ان بينهما فرقا الفرق بينهما ان الحوض اين يكون نعم في عرصات القيامة قطعا اليس كذلك مر بنا الحديث في صحيح البخاري انه يختلج هؤلاء الذين احدثوا ويساقون الى النار فاقول الى اين؟ فيقولون الى النار والله واين الكوثر في الجنة قطعا ثبت في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم لا ادري هل اورده المؤلف نعم اورده المؤلف قال آآ اتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ اللؤلؤ المجوف فقلت ما هذا يا جبريل؟ فقال هذا الكوثر والحديث عند البخاري وفي رواية الترمذي لهذا الحديث رأيت نهرا في الجنة فالكوثر في الجنة قطعا فهل لو كان الحوض هو الكوثر يقال لاولئك الذين اشرفوا عليه وكادوا ان يشربوا منه يقال لهم الى النار اجيبوا لا يمكن لا يمكن لمن دخل الجنة ان يقال له هلم الى النار اليس كذلك فدل هذا على ان الحوظ شيء والكوثر شيء اخر الحوض في عرصات القيامة في مواقف القيامة واما الكوثر فانه نهر في الجنة الامر الثاني ان هناك فرقا في اللغة بين الحوض والنهر الحوض فيه قرار ماء مستقر ومجتمع في مكان ما واما النهر فالغالب ان يكون ماذا جارية الامر الثالث ان الكوثر اصل الحوض ومنه يمد يعني الماء الذي يكون في الحوض انما هو قد جاء في او قد جاء من الكوثر كما جاء في الحديث الذي في صحيح مسلم يشخب فيه ميزابان من الجنة بل جاء في مسند الامام احمد عنه صلى الله عليه وسلم انه قال يفتح نهر الكوثر الى الحوض يفتح نهر الكوثر الى الحوض وجاء ايضا في مسند الامام احمد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعطاني اعطاني الله الكوثر فهو نهر في الجنة يسيل في حوضه يسيل في حوضه يعني يصبه في حوضه. فدل هذا على ان ان هناك علاقة واتصالا بين الكوثر والحوض ولكن ليس هذا هو ليس هذا هو هذا قال ما دليله وصفته من السنة؟ قال فيها احاديث كثيرة بلغت مبلغ التواتر كما سبق منها قوله صلى الله عليه وسلم انا فرطكم على الحوض الفرط والفارق هو الذي يسبق القوم يتقدمهم الى الماء مثلا يصلح لهم الدلاء ويجهز لهم اسباب الشرب هذا يسمى ماذا فرط ويسمى فارطا فالنبي صلى الله عليه وسلم سيتقدم الامة الى الحوض وقوله صلى الله عليه وسلم اني فرط لكم واني شهيد عليكم واني والله لانظر الى حوضي الان كما سبق قال وقوله صلى الله عليه وسلم حوضي مسيرة شهر ماؤه ابيض من اللبن وريحه اطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء. الكيزان جمع كوز الكوز هذا الاناء الذي له عروة ويشرب به هذا يسمى في اللغة كوز والجمع كيزان كنجوم السماء من شرب منه فلا يظمأ ابدا قال وقوله صلى الله عليه وسلم اتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف فقلت ما هذا يا جبريل؟ قال هذا الكوثر