لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة ما الدليل على بقائهما؟ لا تفنيان ابدا؟ الجواب قال الله تعالى في الجنة خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم. وقال تعالى وما هم منها بمخرجين. وقال تعالى فيها عطاء غير مجدود. وقال تعالى ان هذا لرزقنا ما له من نفاذ قال تعالى ان المتقين في مقام امين الى قوله لا يذوقون فيها الموتى الا الموتة الاولى وغيرها من الايات فاخبر تعالى بابديتها وابدية حياة اهلها وعدم انقطاعها عنهم وعدم خروجها من وعدم خروجهم منها. وكذلك النار قال تعالى فيها الا طريق جهنم خالدين فيها ابدا. وقال تعالى ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا. خالدين فيها ابدا لا يجدون وليا ولا نصيرا. فقال تعالى ومن يعصي الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا. وقال قال وما هم منها وما هم بخارجين من النار. وقال تعالى لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون. فقال تعالى لا يقضى فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها. فقال تعالى انه من يأتي ربه مجرما فان له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى وغير ذلك من الايات فاخبر تعالى في هذه الايات وامثالها ان اهل النار الذين هم اهلها خلقت لهم وخلقوا لها انهم والدون فيها ابدا فنفى تعالى خروجهم منها بقوله وما هم بخارجين ونفى ونفى انقطاعها عنهم بقوله لا يفتر عنهم ونفى ثناؤه ونفى ثناؤهم فيها بقوله لا يموت فيها ولا يحيى. وقال النبي صلى الله عليه وسلم اما اهل النار اما اهل النار الذين هم اهلها فانهم لا يموتون فيها ولا يحيون. الحديث وقال صلى الله عليه وسلم اذا صار اهل الجنة الى الجنة واهل النار الى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادي منادي يا اهل الجنة لا موت يا اهل النار لا موت فيزداد اهل الجنة فرحا الى فرحهم ويزداد اهل النار حزنا الى حزنهم وفي لفظ كل كل خالد فيما هو فيه. افي رواية ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وانذرهم يوم الحسرة اذ قضي الامر وهم في في غفلة وهم لا يؤمنون وهي في الصحيح وفي ذلك احاديث غير ما ذكرنا ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فذكر المؤلف رحمه الله في هذا السؤال والجواب مسألة بقاء الجنة والنار وعدم ثنائهما وقد اتفقا المسلمون على ان الجنة باقية ومن فيها وان النار باقية وما فيها فهاتان الداران باقيتان بابقاء الله سبحانه وتعالى لهما ولما فيهما من المسلمين في الجنة ومن الكفار في النار خالف في هذا طوائف من اهل البدع فمنهم من قال بفناء الجنة والنار وهؤلاء هم الجهمية فالجنة باقية الى امد ثم تفنى ويفنى ما فيها وكذلك النار عندهم وذهبت طائفة من اهل البدع الى ثنائي حركات اهل الجنة والنار وهذا كله من القول الباطل الذي لا شك فيه واخطأ بعض اهل العلم وهم قلة من المتأخرين ذهبوا الى بقاء الجنة وفناء النار وهذه الاقواء وهذه الاقوال كلها اقوال باطلة مخالفة لادلة الكتاب والسنة واجماع اهل العلم فقد نقل جماعة من العلماء اجماع العلماء على ان الجنة والنار باقيتان لا تفنيان منهم ابو الحسن الاشعري في بعدد من كتبه ونقل هذا عنه شيخ الاسلام ايضا مقرا له في درء التعارض وكذلك نقل هذا الاجماع شيخ الاسلام رحمه الله في المجلد الثامن عشر من مجموع فتاوى وفي غير ذلك من كتبه ونقل هذا غيرهم ايضا و يمكن ان توضح المسألة من خلال مسلك الصبر والتقسيم وذلك ان الاحتمالات الواردة في هذا المقام يعني في كون الجنة والنار باقية او لا الاحتمالات لا تخلو من خمسة اما الجنة فلا خلاف فيها بين اهل السنة قاطبة ولا ولا بحث فيها عندهم انما البحث في مسألة فناء النار فاقول ان الاحتمالات في مسألة النار لا تخلو من خمسة احتمالات الاحتمال الاول ان النار تفنى ويفنى ما فيها ولا شك ان هذا الاحتمال باطل يرده قول الله سبحانه وتعالى كلما خبت زدناهم سعيرا وكلما في لغة العرب تدل على التكرار بتكرار الفعل الذي بعدها فكلما خبت اعاد الله سبحانه وتعالى توهجها وعاد اليها ما هي عليه من السعير كلما خبت زدناهم سعيرا فهذا الاحتمال اذا غير وارد الاحتمال الثاني ان النار تبقى واهلها يخرجون منها وهذا الاحتمال ايظا لا يصح اذ يرده قوله تعالى كلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها وما هم بخارجين من النار الى غير ذلك من هذه الادلة التي تدل على انه لا يمكن ان يخرج الخالدون في النار منها الاحتمال الثالث هو ان النار تبقى واهلها الذين هم اهلها يموتون فيها وهذا الاحتمال ايضا لا يصح يرده قوله تعالى انه من يأتي ربه مجرما فان له نار لا يموت فيها ولا يحيى فان له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى وكذلك الاحاديث الواردة في ذبح الموت وسيأتي الكلام عنها ان شاء الله كل ذلك دال على ان اه اهل النار لا يموتون فيها الاحتمال الرابع ان النار تبقى ويبقى اهلها الا ان العذاب يخف عليهم فيها وهذا الاحتمال ايضا مردود يرده قوله تعالى فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا لا يخفف عنهم من عذابها الاحتمال الخامس هو الباقي وهو الصحيح الذي لا شك فيه وهو ان النار باقية خالدة ومن فيها باق خالد وهذا هو الذي تدل عليه دلائل الكتاب والسنة ومنها قول الله سبحانه خالدين فيها ابدا. ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا خالدين فيها ابدا فالله سبحانه وتعالى وصف اهل النار بانهم خالدون فيها وآآ بين ايظا ان هذا الخلود مؤبد يعني الى ما لا نهاية وهذا هو القول الصحيح الذي لا شك فيه ولا ريب وعليه الاجماع كما قد علمت اذا هذه خلاصة هذه المسألة التي قررها علماء اهل السنة والجماعة في كتبهم تقرأ تقريرا واضحا والمؤلف رحمه الله ساق جملة من الادلة التي تدل على تقرير هذه المسألة استدل المؤلف رحمه الله على بقاء الجنة وخلود اهلها فيها بخمسة ادلة من القرآن اولا قول الله سبحانه خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم وهذا قد تكرر في القرآن في مواضع كثيرة فيها وصف اهل الجنة بانهم خالدون ابدا فهذا دليل على بقاء اهلها فيها واذا بقى او اذا بقي اهلها فيها فهي باقية استدل ثانيا بقول الله تعالى وما هم منها بمخرجين يعني من الجنة وهذا ايضا دليل على بقائها وبقائهم ايضا استدل بقوله تعالى عطاء غير مجذوذ مجذوذ يعني مقطوع فالله وصف النعيم الذي يكون في الجنة بانه نعيم لا ينتهي ولا ينقطع وهذا ايضا دليل على بقاء الجنة ايضا استدل رابعا بقوله تعالى ان هذا لرزقنا ما له من نفاد يعني ما له من انقطاع فهذا ايضا دليل على بقاء الجنة وما فيها ايضا استدل بقوله تعالى ان المتقين في مقام امين الى قوله لا يذوقون فيها الموتى الا الموتة الاولى وهذا دليل ايضا على ان اهل الجنة لا يموتون وبالتالي فهم باقون خالدون والدار التي هم فيها بالتالي باقية خالدة اما بالنسبة الى فناء النار فالمؤلف رحمه الله ساق سبع ايات واحاديث ايظا تدل على هذا الامر اولا استدل بقوله تعالى الا طريق جهنم خالدين فيها ابدا ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا خالدين فيها ابدا ومن يعصي الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا هذه ثلاث ايات في القرآن فيها تأكيد الخلود بالتأبيد وتقييد الخلود بالتعبيد فهذه هي المواضع الثلاثة التي جاءت في القرآن فيها تأكيد خلود اهل النار بالتأبيد بخلاف الادلة التي جاءت في خلود اهل الجنة فيها ابدا فهي اكثر اما في شأن اهل النار فانها جاءت في هذه المواضع الثلاثة وكلها دليل على بقاء الجنة وعدم ثنائها هنا مسألة وهي في قوله تعالى في اية الجن ومن يعصي الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا تنبهي رعاك الله الى ان العصيان في القرآن جاء عصيانا اكبر وجاء عصيانا اصغر العصيان الاكبر هو الكفر وهو الذي جاء في هذه الاية والعصيان الاصغر هو المعاصي التي دون الكفر وهذه لا لا يكون اهلها خالدين في النار ابدا بل ان بقاؤه في الجنة بقاء مؤقت ويدل على ما ذكرت لك سياق الاية فالاية في سورة الجن تتحدث عن اه الاستجابة للرسول صلى الله عليه وسلم او الكفر به فالله سبحانه وتعالى قال الا بلاغا من الله ورسالاته ومن يعصي الله ورسوله اذا اما الذين يستجيبون لهذا البلاغ ولهذه الرسالة فيكونون ماذا مسلمين مؤمنين وبالتالي فهو من اهل الجنة او الذين يعصون الله في هذا الامر وهو وهو مسألة الرسالة ومن عصى الله في مسألة البلاغ والرسالة ماذا يكون لا يكون الا كافرا وبالتالي فالعصيان ها هنا هو العصيان الاكبر وبالتالي فلا اه شك ولا ريب بان صاحب هذا العصيان خالد في النار ابدا نسأل الله السلامة والعافية استدل رابعا بقوله تعالى وما هم بخارجين من النار وهذا ايضا دليل على انهم باقون فيها واستدل ايضا بقوله تعالى وهي الاية الخامسة لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون لا يفتر عنهم يعني لا يخفف عنهم من العذاب وهم فيه مبلسون يعني هم في هذا العذاب ساكتون سكوت اليأس الابلاس سكوت اليائس فهم مبلسون في النار. نسأل الله العافية والسلامة مبلسون في هذا العذاب يائسون قانطون من رحمة الله جل وعلا كما اخبر سبحانه فاولئك يئسوا من رحمتي واستدل سادسا بقوله تعالى عن اهل النار لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك استدل باية طه انه من يأتي ربه مجرما فان له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى لا يموت فيها وبالتالي فيستريح ولا يحيى حياة مستقرة لا يحيى حياة هانئة وانما حياته في عذاب نكال وهم وغم دائما لا ينقطع وبالتالي عدم هذه الحياة لا شك انه امنية له ولذلك ينادون مالكا خازن النار ليقضي علينا ربك دل هذا على ان هذه الحياة بالنسبة لهم ليست هي الحياة المستقرة المقصود انهم لا يموتون بل هم باقون في النار وهذا دليل ايضا على بقائي الجنة ومن فيها وهذه الاية يقال فيها ايضا كما قيل في اية الجن فا الاجرام ينقسم الى اجرام اكبر واجرام اصغر والمجرمون قد يكونون كفارا وقد يكونون عصاة فاسقين فايهما هو الوارد في هذه الاية لا شك انه الاول ولو تأملت سياق الاية فان الخطاب فيها كان بين السحرة الذين امنوا وفرعون انا امنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما اكرهتنا عليه من السحر والله خير وابقى انه من يأتي ربه مجرما فان له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى فالخطاب كان تهديدا وتذكيرا لفرعون فاي الاجرام اذا هو المراد ها هنا لا شك انه الاجرام الاكبر بدلالة سياق الاية قال وغير ذلك من الايات فاخبرنا تعالى في هذه الايات وامثالها ان اهل النار الذين هم اهلها خلقت لهم وخلقوا لها انهم خالدون فيها ابدا فنفى تعالى خروجهم منها بقوله وما هم بخارجين ونفى انقطاعها عنهم بقوله لا يفتر عنهم ونفى ثنائها فيها وثناءهم فيها بقوله لا يموت فيها ولا يحيى وهذا كله قد تبين لك من خلال مسلك الصبر والتقسيم حيث يحصى او يحصر كل ما يمكن من الاحتمالات فتبطل الاحتمالات الباطلة والاحتمال الذي يبقى فيتعين ان يكون هو الحق وهذا ايضا قد تأكد بادلة كثيرة كما سبق قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم اما اهل النار الذين هم اهلها فانهم لا يموتون فيها ولا يحيون اهل النار قسمان اهل النار الذين هم اهلها وهؤلاء هم الخالدون فيها وثانيا العصاة الذين هم من اهل التوحيد لكنهم فعلوا كبائر فهؤلاء يدخلون النار لكن دخولهم دخول مؤقت وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حديث ابي سعيد عند مسلم جمع ذكرى هذين فقال اما اهل النار الذين هم اهلها فانهم لا يموتون فيها كما قد علمت ولا يحيون اي حياة سعيدة مستقرة ولكن اناس اصابتهم النار بذنوبهم او قال بخطاياهم فاماتهم فيها اماطة وهذا يدل على ان العصاة في النار يعذبون مدة يشاؤها الله عز وجل ثم انهم يموتون فيها ثم انهم ماذا يموتون فيها حتى اذا صاروا فحما امر بهم فاخرجوا ضمائر ضبائر ضبائر يعني جماعات على تفرقة ثم يلقون على انهار الجنة ويقول او ويقال لاهل الجنة افيضوا عليهم فيفيضون فيفيضون عليهم او يفيضون عليهم من الماء فينبتون يعني يعاد انشاؤهم كما تنبت الحبة في حميل السيل يعني تكون محمولة مع السيل فالشاهد ان عصاة الموحدين اذا دخلوا النار فانهم يعذبون فيها مدة يشاوها الله ثم انهم ماذا يموتون فيها ثم بعد ذلك يخرجون يخرجون محمولين جماعات جماعات ضبائر ضبائر ضبائر واحدها ضبارة كما تقول عمائر وعمارة ثم يلقون على نهر الجنة كما قد علمت ويفيض عليهم اهل الجنة من هذا الماء ينبتهم الله عز وجل نباتا اخر ويكون لهم اجساد صالحة الحياة والعيش في جنات النعيم خالدين فيها وهؤلاء يسميهم اول ما يدخلون اهل الجنة الجهنميين هؤلاء العصاة اذا دخلوا النار فانهم يسمون فيها ماذا الجهنميين نسبة الى الدار التي كانوا فيها والاحاديث في هذه في هذه التسمية ثابتة في الصحيحين وغيرهما ثم انهم يدعون الله سبحانه ان يذهب عنهم هذا الاسم فيسميهم الله جل وعلا عتقاء الجبار فلا يصبحون او لا تصبح هذه هي تسميتهم وانما يسمون عتقاء الجبار يعني عتقاء الرحمن سبحانه وتعالى الشاهد ان اهل النار الذين هم اهلها والذين اعدت النار لهم واتقوا النار التي اعدت للكافرين هؤلاء باقون فيها خالدون ابد الاباد اي مدة يقدرها الذهن فانهم باقون اليها والى ما زاد عليها الى ما لا نهاية فاي بلية اعظم من هذه البلية واي مصيبة اعظم من هذه المصيبة هذه المصيبة وهذه الخسارة التي ليس بعدها خسارة ان يكون العذاب متصلا دائما ابد الاباد نسأل الله السلامة والعافية فالامر اذا والله عظيم وعلى الانسان ان يحذر اشد الحذر فلربما كفر الانسان بكلمة وربما كفر باعتقاد وربما كفر بعمل فهذا يحثنا جميعا على ضرورة ان نتمسك بالتوحيد وان نحذر من ضده وان نتعلم اسباب الردة وموجباتها التي توقع الانسان في الكفر عافاني الله واياكم حتى يكون الانسان منها على حذر فالمقام والله مقام عظيم هؤلاء الذين يشركون مع الله عز وجل غيره اصبحوا كافرين وبالتالي فانه في النار خالدين فاحذر يا عبد الله واياك ان تأخذك الاهواء او العادات او البغض لاهل التوحيد او الحمية لاهل الشرك فتصر على ان تشرك بالله سبحانه وتعالى او ان تلهيك زخارف الدنيا و تقع فيما يوقعك في الكفر لاجل تحصيل شيء من الدنيا حذاري يا عبد الله من هذا فالامر والله عظيم هذه النار ليست لعبا وليست عبثا هذا عذاب عظيم اهله ليسوا باموات وليسوا باحياء يتمنون ان يقضى عليهم فيستريحون ووالله انهم لا يستريحون بل لا يخفف عنهم بل ليس لهم الا زيادة في العذاب فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا اهون ذلك العذاب اهون ذلك العذاب هو الذي جعله الله سبحانه وتعالى لابي طالب. عم النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك تأمل في هذا العذاب الذي يطيش له اللب والله قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح وهذا يقوله الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم يقول اهون اهل النار عذابا ابو طالب اهلها الذين هم اهلها يعني كفار اهونهم ابو طالب ومع ذلك ما عذابه ينتعل نعلين من نار يغلي منهما دماغه هذا اهون اهل النار عذابا نسأل الله السلامة والعافية فكيف بمن هو اشد منه اذا احذر يا عبد الله تنبه يا عبد الله هذه الحياة مدة قصيرة وتنتهي وانت بعد ذلك ستكون في احد الفريقين اما مع الذين شقوا واما مع الذين سعدوا. لا يوجد فريق ثالث النتيجة والمآل اما في جنات النعيم او في نار تلظى والله المستعان قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم اذا صار اهل الجنة الى الجنة واهل النار الى النار جيء بالموت جاء في رواية في الصحيح كانه كبش املح كانه ماذا كبش املح املح يعني ابيظ او هو ابيض وفيه سواد لكن البياض هو الغالب قال حتى يجعل بين الجنة والنار وفي رواية ينادى يا اهل الجنة فيشرئبون يرفعون اعناقهم ينظرون ويقال يا اهل النار فيشرئبون ثم يقول ثم ينادي مناد ثم يذبح يذبح هذا الكبش يعني يذبح الموت وبالتالي فينتهي شيء اسمه ماذا الموت لا يكون هناك الا حياة فقط بعد ان يستقر اهل الجنة في الجنة واهل النار في النار ينتهي الموت يذبحه الله سبحانه وتعالى قال ثم ينادي مناد يا اهل الجنة لا موت ويا اهل النار لا موت فيزداد اهل الجنة فرحا الى فرحهم لانهم يتيقنون بهذا انهم باقون في سعادة وحبرة الى ما لا نهاية ويزداد اهل النار حزنا الى حزنهم لانهم يتيقنون ان ما هم فيه من النكال والعذاب لن ينتهي نسأل الله العافية قال وفي لفظ كل خالد فيما هو فيه اهل الجنة سيخلدون فيما هم فيه من النعيم والعكس لاهل الجحيم قال وفي رواية ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وانذرهم وانذرهم يوم الحسرة اذ قضي الامر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون. هؤلاء اهل النار الذين يتحسرون على حالهم وعلى ما فرط منهم قال وهي في الصحيح وفي ذلك احاديث غير ما ذكرنا لكن قد يقول قائل وماذا انت قائل في قول الله سبحانه فاما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد فهذا الاستثناء الا يدل على انهم خالدين الا المدة التي يشاؤها الله سبحانه وتعالى وهي حالة ما اذا خربت النار وبالتالي تفنى وبالتالي فان اهلها لا يكونون خالدين فيها وكذلك الامر في قول الله سبحانه في اية اية الانعام قال النار مثواكم قال النار مثواكم خالدين فيها الا ما شاء الله ان ربك حكيم عليم فهذا الاستثناء الا يدل على ان هذا الخلود ليس بمتصل ابدا يعني ليس بمتصل الى ما لا نهاية والجواب عن هذا ان يقال ان الاستثناء الوارد في اية هود وكذلك الواردة في اية الانعام قد وجهه اهل العلم بتوجيهات وهذه التوجيهات مقتضاها الاخذ بجميع النصوص والتأليف بينها والايمان بها جميعا وهذه طريقة اهل السنة والجماعة انهم يؤمنون بالكتاب كله وآآ يعاملون النصوص معاملة النص الواحد فيردون بعضها الى بعض وبالتالي يفهمونها بما تكون به متوافقة جميعا والجواب عن هذا الايراد يرجع او الاجوبة التي ذكرت ترجع في اه غالبها او في اهم ما قيل الى ما يأتي اولا ان هذا الاستثناء الذي جاء في هذه الاية عائد الى عصاة الموحدين الذين دخلوا النار خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك يعني الا الذين شاء الله اخراجهم من النار وقد اعلمنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بهم. ومن هم عصاة الموحدين يمكثون مدة يشاءها الله ثم يخرجهم الله سبحانه وتعالى اما بشفاعة يقبلها من الشافعين او بمحض رحمة ارحم الراحمين وقد يقول قائل هل يمكن ان يكون الاستثناء ها هنا عائدا الى اشخاص لانه قال خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء وما قال من شاء والجواب ان في هذا استعمال ما للعاقل وهذا موجود وكثير في النصوص قال الله سبحانه فانكحوا ما طاب لكم من النساء قال تعالى ما تعبدون من بعدي وما قال من تعبدون من بعده فدل هذا على ان ما تأتي في اللغة وجاءت في القرآن مستعملة في حق من في حق العقلاء اذا الا ما شاء ربك تعود الى من الى العصاة فانهم لم يكونوا باقين فيها ابدا وهذا الذي اختاره جماعة من السلف كقتادة والضحاك ورجحه شيخ المفسرين ابن جرير الطبري رحم الله الجميع الجواب الثاني ان يقال ان هذا الاستثناء راجع الى المدة التي سبقت دخولهم النار فهم خالدين فيها يعني في النار ما دامت السماوات والارض والسماوات والارض كانت باقية وموجودة قبل دخولهم النار قالوا وهي المدة التي من البعث والى دخولهم الجنة والنار. فهم في هذه المدة كانت السماوات والارض باقية ومع ذلك ما كانوا ما كانوا في النار فهذا الاستثناء راجع الى المدة التي من البعث والى نعم والى دخولهم النار وقال بعضهم هي المدة التي كانوا فيها في البرزخ وبعضهم قال هي المدة التي كانوا فيها في الدنيا وعلى كل حال كل ذلك راجع الى قول واحد وهو ان هذا الاستثناء راجع الى المدة التي سبقت دخولهم النار الجواب الثالث ان يقال ان قوله تعالى الا ما شاء ربك هذا قول مجمل والنصوص المبينة قد دلت على ان خلودهم في النار خلود ماذا ابدي بانواع من الدلالات والقاعدة ان المبين مقدم على المجمل وان المجمل يرد الى المبين فيتضح وبالتالي فان هذه الاية نردها الى الادلة المبينة وبالتالي يتضح المعنى الجواب الرابع ان يقال ان هؤلاء الذين خالفوا في هذه المسألة من اهل العلم واخطأوا فيها يتفقون مع اهل السنة قاطبة على ان الجنة ماذا باقية وان اهلها خالدون ونقول بالتالي ان الله سبحانه وتعالى قد ذكر هذا الاستثناء في حق اهل الجنة ايضا واما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها. ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك فدل هذا على ان الاستثناء كما جاء في اهل النار جاء في حق اهل الجنة وهم يقولون بماذا ببقائهم وخلودهم فاي جواب لهم على هذه الاية هو جوابنا عليهم في قولهم بعضهم اجاب بان هذا الاستثناء الذي ذكر في حق الذين سعدوا راجع الى العصاة الذين دخلوا النار ثم ثم اخرجوا منها الى الجنة هكذا قالوا فنقول وكذلك الاستثناء الذي جاء في الذين شقوا راجع الى العصاة الذين كانوا في النار ثم اخرجوا منها قال بعضهم ان هذا الاستثناء راجع الى المدة التي سبقت دخولهم الجنة فنقول وكذلك نقول في الاية التي قبلها وهكذا. اذا اي جواب لهم على هذا الشق هو جواب عليهم في الشق الاول واضح يا مشايخ وبالتالي فان الادلة التي دلت على بقاء الجنة والنار وعدم فنائهما ادلة محكمة وادلة لا يرد عليها اي وارد وهذا هو الذي اجمع عليه اهل العلم والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما الدليل على ان المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى في الدار الاخرة؟ الجواب قال الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة. فقال تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة وقال تعالى في الكفار كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون فاذا حجب اعداءه لم يحجب اولياءه. وفي الصحيحين عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه انه قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر الى القمر ليلة اربعة ليلة اربع عشرة فقال انكم سترون ربكم كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا. وقوله كما ترون هذا اي كرؤيتكم هذا القمر تشبيه للرؤيا بالرؤيا. لا للمرء بالمرء. كما ان قوله في حديث تكلم الله عز وجل بالوحي ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله كانه سلسلة على صفوان. وهذا تشبيه للسماع بالسماع لا للمسموع بالمسموع تعالى الله ان يشبهه في ذاته او صفاته شيء من خلقه وتنزه النبي صلى الله عليه وسلم ان يحمل شيء من كلامه على التشبيه وهو اعلم الخلق بالله عز وجل. وفي حديث صهيب عند وفي حديث صهيب رضي الله عنه عند مسلم في كشف الحجاب فما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر الى ربهم عز وجل. ثم تلا هذه الاية للذين احسنوا الحسنى وزيادة وفي الباب احاديث كثيرة صحيحة صريحة. ذكرنا منها في شرح سلم الاصول خمسة واربعين حديثا عن اكثر من ثلاثين صحابي ومن رد ذلك فقد كذب بالكتاب وبما ارسل الله به رسله. وكان من الذين قال الله تعالى فيهم كلا انهم عن ربهم يومئذ يجيبون نسأل الله تعالى العفو والعافية وان يرزقنا لذة النظر الى وجهه امين امين اللهم امين انتقل المؤليف رحمه الله الى الكلام عن مسألة الرؤية رؤية المؤمنين لربهم سبحانه وعلماء العقيدة في مصنفاتهم قد يتناولون مسألة الرؤية في ختام مباحث الصفات وقد يتناولون هذه المسألة في مباحث اليوم الاخر كما فعل المؤلف رحمه الله تعالى رؤية الله سبحانه الناس فيها طرفان ووسطا الطرف الاول الذين قالوا ان الله تعالى يرى في الدنيا وفي الاخرة وهؤلاء قوم من اهل الخرافة والبدعة الذين جوزوا ان يرى الله سبحانه وتعالى في الدنيا الطرف المقابل له هم الذين نفوا الرؤية في الدنيا وفي الاخرة وهؤلاء طائفة ايظا من اهل البدعة والاعتزال نفوا رؤية الله سبحانه وتعالى مطلقا لا في الدنيا ولا في الاخرة اما القول الوسط فهو قول اهل السنة والجماعة هم الذين قالوا بامتناع الرؤية او بعدم الرؤية في الدنيا ووقوعها في الاخرة وهؤلاء هم اهل السنة الذين فازوا باصابة الحق الرؤية اعني رؤية الله سبحانه في الدنيا هذه غير واقعة تدل على هذا ما ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا. اذا في هذه الدنيا لا رؤية لله سبحانه وتعالى وقد قال جل وعلا لما سأله موسى عليه السلام ان ينظر اليه قال ماذا قال لن تراني فان هذا الجسم لا يحتمل رؤية الله العظيم سبحانه وتعالى اذا كان الجبل الذي هو جبل هذا المخلوق العظيم القوي الغليظ ما تمالك حتى اندك لما تجلى الله سبحانه وتعالى له فكيف بابن ادم لكن في الاخرة يعاد خلق الانسان وينبت نباتا اخر فيكون جسدا صالحا للبقاء وبالتالي فان الذي يبقى يرى الذي يبقى الذي يبقى يرى الذي يبقى كما قال اهل العلم يعني ان المؤمنين الذين اجسادهم خلقت للبقاء ترى الله سبحانه وتعالى الذي هو باق لا يفنى فانه الاخر الذي ليس بعده شيء جل ربنا وعزه اهل السنة والجماعة يعتقدون ان المؤمنين يرون ربهم في موضعين في الاخرة في عرصات القيامة كما مر معنا هذا سابقا لعلكم تذكرون ما خرج الامام مسلم عنه صلى الله عليه وسلم انكم تعرضون على ربكم اذا عرض الناس على رب العالمين فترونه كما ترون القمر ليلة البدر فسيراه المؤمنون سبحانه في عرصات القيامة والموضع الاخر هو في جنات النعيم كما في هذه الادلة التي ستأتي معنا ونسأل الله عز وجل ان يجعلنا من اهل هذا النعيم العظيم و الادلة التي تدل على هذا الامر كثيرة في الكتاب والسنة بلغت مبلغ التواتر وهذا واظح جليل لمن تأمل ونظر في ادلة الكتاب والسنة وفي النظم المشهور للتاودي مما تواتر حديث من كذب ومن بنى لله بيتا واحتسب ورؤية شفاعة والحوض ومسح خفين وهذي بعض والسلف رحمهم الله شددوا تشديدا عظيما في هذه المسألة ومن ذلك ان الامام احمد رحمه الله قيل له ان بعض الناس ينكرون رؤية الله في الاخرة فقال رحمه الله كفار كفار وقيل للامام مالك ابن انس امام دار الهجرة ان ناسا ينكرون رؤية الله في الاخرة فقال رحمه الله السيف السيف يعني هؤلاء مرتدون يستتاب يعرضون على السيف فان تابوا والا قتلوا على الردة لتكذيبهم ايات الكتاب واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم و الادلة التي اوردها المؤلف رحمه الله واظحة وان كان المقام فيه اكثر من ذلك من ذلك انه ذكر انه اورد في كتابه شرح سلم الوصول الذي هو معارج القبول اورد خمسة واربعين حديثا عن اكثر من ثلاثين صحابيا والمؤلف رحمه الله في ذاك الكتاب له عناية عجيبة الايراد الادلة من الكتاب والسنة فهو من احسن الكتب في جمع الادلة على مسائل الاعتقاد. كتاب معارج القبول كتاب قيم لا يستغني عنه آآ طالب علم او حتى عامي ولا سيما في هذا الجانب الذي ابدع فيه المؤلف رحمه الله وهو حشد الادلة من الكتاب والسنة على المسائل العقدية بدأ المؤلف رحمه الله باية القيامة وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة وهذه اشهر الادلة التي يستدل بها اهل العلم على مسألة الرؤية وذلك لان النظر فيها عدي بالى والقاعدة عند العلماء عند علماء اللغة ان النظر اذا عدي بالا فانه لا يراد به الا نظر العين لا يراد به الا الرؤية البصرية ولذا اذا قال اذا تلوت قول الله سبحانه انظروا الى ثمره اذا اثمر. ماذا تفهم الرؤية البصرية بخلاف ما اذا عدي النظر بفي فانه حينئذ يراد به التفكر بالقلب اولم ينظروا في ملكوت السماوات والارض؟ يعني يتفكرون ويتأملون بعقولهم وقلوبهم وبخلاف ايضا ما اذا عديت هذه الكلمة بنفسها فانها حينئذ بمعنى الانتظار انظرونا نقتبس من نوركم اما اذا اذا عديت بالا فانه لا يراد بها الا الرؤية البصرية وها هنا يقول الله سبحانه وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة قد يقول قائل وماذا تقول في البيت المشهور الذي قاله حسان رضي الله عنه وجوه يوم بدر ناظرات الى الرحمن يأتي بالفلاح لا يمكن ان نحمل النظر ها هنا على النظر البصري فلابد ان يكون النظر بمعنى اه النظر بالبصيرة او التفكر بالعقول ما رأيكم هل يشكل هذا على قاعدتنا الجواب لا يشكل وهذا الايراد غير وارد والجواب عنه من اوجه اولا ان نقول للمستدل بهذا البيت ثبت العرش ثم تنقش فمن اين لك ان هذا البيت ثابت عن حسان؟ رضي الله عنه والديوان المطبوع له ليس فيه هذا البيت فاثبت لنا اولا ان هذا البيت من كلام حسان رضي الله عنه او من كلام من يحتج بكلامه من اهل اللغة العربية ثم بعد ذلك نبحث معك فيه. هذا اولا ويقال ثانيا ان اننا سلمنا جدلا ان هذا البيت صحيح وقد قاله حسان حسان او غيره فاننا نقول ان النظر ها هنا هو النظر البصري على ما هو عليه وذلك ان المسلمين يوم بدر كانوا يستغيثون بالله سبحانه وتعالى يطلبون النصر ورأسه في هذا نبينا صلى الله عليه وسلم وبالتالي فانهم كانوا يرفعون بصرهم الى السماء حيث ربنا سبحانه فانه في السماء اليس كذلك فصار نظرهم الى السماء هو نظر الى حيث ربنا سبحانه وتعالى فالبيت اذا صحيح وجوه يوم وجوه يوم بدر ناظرات الى الرحمن يعني الى حيث الرحمن وهو وهو السماء والجواب الثالث ان يقال ذكر بعضهم ان هذا البيت محرف وانما هو وجوه يوم بكر ناظرات الى الرحمن يأتي بالفلاح هذا الذي قاله هو احد اتباع مسيلمة الكذاب الذي كان يسمى ماذا؟ سمى نفسه رحمان اليمامة فهو يقول وجوه يوم بكر يعني يوم آآ الحروب التي كانت مع مسيلمة مسيلمة يرجع الى بكر ابن وائل كما تعلمون وهكذا الذين كانوا يقاتلون معه فيكون الكلام صحيحا ومستقيما على هذا فالكلام عن الحروب التي كانت اه وقت الردة وانهم كانوا ينظرون الى مسيلمة ماذا ماذا سيفعل؟ وكيف سيأتيهم بالنصر وقد ادعى انه رسول من عند الله فاذا الجواب عن هذا البيت يرجع الى هذه الاجوبة الثلاثة والله تعالى اعلم اعود الى الاية فاقول ان عندنا ايضا قرينتين تدلان على ان النظر ها هنا هو النظر البصري وذلك انه قال سبحانه وجوه والعينان اين تكون اين تكونان في الوجه وبالتالي فهو ذكر الوجه الذي فيه العينان وبالتالي يكونان هما الناظرتان وبالتالي ليس هذا هو التفكر او التأمل اليس كذلك الامر الثاني انه ذكر نتيجة النظر وهو مناسب جدا او وهي مناسبة جدا للنظر وهي حصول النضارة فثمرة هذا النظر ان تصبح الوجوه ماذا ناضرة وهذا فيه مناسبة لطيفة ظاهرة قال وقال تعالى اه عفوا وقال تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة وزيادتها هنا فسرها النبي صلى الله عليه وسلم برؤية الله سبحانه وتعالى كما سيأتي في الحديث الاتي الذي اخرجه الامام مسلم و لا شك ان من خير ما يفسر به كلام الله عز وجل حديث نبيه صلى الله عليه وسلم فالذين احسنوا يعني المؤمنون لهم الحسنى يعني الجنة وزيادة وهي رؤية وجه ربنا سبحانه وتعالى رؤية الله سبحانه وتعالى وهذه الاية لها اية اه قريبة منها في المعنى وهي قوله تعالى لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد وقد ثبت باسناد صحيح عن انس رضي الله عنه انه فسر المزيد برؤية الله سبحانه وتعالى وجاء هذا ايضا عن غيره جاء عن علي رضي الله عنه وجاء عن غيرهما ايضا من سلف استدل ايضا بقوله تعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون فاذا حجب اعداءه لم يحجب اولياءه. وهذا قاله الامام مالك رحمه الله وغيره. وهذا يدل على ان القول الصحيح ان الكفار لا يرون الله سبحانه وتعالى يوم القيامة والخلاف واقع في هذه المسألة بين علماء اهل السنة و بعد هذه الاية بسبع ايات دليل اخر فالله جل وعلا ذكرها هنا انه حجب الكفار عن النظر اليه سبحانه وتعالى ولما ذكر اهل الايمان في الجنة قال على الارائك ينظرون على الارائك ينظرون وابهم ما ينظرون اليه تعظيما له الابهام قد يأتي كما يقول علماء البلاغة لتعظيم الشيء ينظرون الى شيء عظيم وما هو اعظم ما في الجنة؟ اعظم نعيم في الجنة ما هو رؤية الله سبحانه وتعالى ولذا قصر كما يقول ابن القيم من فسر هذه الاية بانهم ينظرون الى القصور والاشجار والحور يقول هذا نعيم يستلذ الانسان بالنظر بالنظر فيه لا شك ولكن اذا ما قورن باعظم نعيم فانهم ينسون هذا كله اذا نظروا الى الله سبحانه وتعالى فاعظم نعيم الجنة رؤية الباري سبحانه وتعالى قال وفي الصحيحين عن جرير ابن عبد الله رضي الله عنه قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر الى القمر ليلة اربع عشرة فقال انكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا يعني القمر لا تضامون في رؤيته او ان شئت قل لا تضامون في رؤيتك للشتاء ان تقرأه بالتشديد او بالتسهيل لا تضامون يعني من الضيم يعني المشقة والشدة لا يحصل عليكم مشقة وشدة في رؤيته كما اه اه يحصل لمن يرى شيئا دقيقا او آآ ان هذه الرؤيا يستأثر بها البعض دون البعض او يدفع البعض عن الرؤية؟ لا الرؤيا حاصلة للجميع وهم مرتاحون. رؤية واضحة لهم وهم في راحة. لا مشقة لهم في هذا او لا تضامون من الضم الاجتماع والازدحام كالذي يحصل لمن ارادوا ان ينظروا الى شيء خفي او دقيق فانهم ماذا يجتمعون كالذين يجتمعون لرؤية الهلال يقول هذا ظهر ويقول الاخر لا لم يظهر يدل بعضهم على يدل بعضهم بعضا عليه اما رؤية الله سبحانه وتعالى فانها لا تكون كذلك رؤية واضحة لا يحتاجون الى ان ينضم بعضهم الى بعض حتى اهتدوا الى رؤيته قال فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس يعني الفجر وصلاة قبل غروبها يعني العصر فافعلوا فان هذا من اسباب دخول الجنة ومن ثم رؤية الله سبحانه وتعالى فقوله كما ترون هذا هذا تنبيه مهم من المؤلف رحمه الله حتى لا يحصل خطأ في فهم هذا الحديث قال اي كرؤيتكم هذا القمر تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرء بالمرء هذا كلام حسن هذا التشبيه الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث كما ترون هذا وفي بعض الاحاديث الاخرى كما ترون الشمس ليس دونها سحاب هذا كله تشبيه للرؤية بالرؤية يعني كما ان رؤية القمر ليلة البدر رؤية واضحة سهلة لا ضيم فيها ولا مشقة ولا صعوبة فان رؤية الله سبحانه وتعالى ستكون رؤية واضحة لا مشقة فيها ولا صعوبة وليس هذا تشبيها للمرء يعني ليس تشبيها لربنا العظيم سبحانه وتعالى بالقمر حاشى وكلا فالله اعظم من ان يماثله شيء من مخلوقاته والنبي صلى الله عليه وسلم ينزه عنان يشبه ربه سبحانه وتعالى بشيء من المخلوقات قال كما ان قوله في حديث تكلم الله عز وجل بالوحي ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا يعني مصدر الخضوع او خضعانا يعني يعود اليهم حال كونهم خضعانا لقوله يعني اذا تكلم الله عز وجل لكلامه يعني لقوله كانه سلسلة على صفوان السلسلة معروفة هذه الحلقات من الحديد التي تكون متصلة بعضها ببعض تسمى ماذا سلسلة اذا جرت على صفوان وهو الصخر الصلد الاملس يكون لها ماذا صوت مرتفع صوت عظيم قال وهذا تشبيه للسماع بالسماع لا للمسموع بالمسموع. نعم هذا هو الصحيح في فهم هذا الحديث دون شك وذلك ان هذا الصوت الذي يسمعه الملائكة انما هو اه عفوا الاثر الذي يكون لهذا الصوت في قلوبهم كاثر آآ مروري الحديد او السلسلة على الصفوان فهم آآ يجدون هذا الصوت العظيم الذي اه يقع في قلوبهم وينفذ الى اسماعهم كما ان هذا الصوت يكون له هذا الاثر اذا هو تشبيه للسماع بالسماع كما انه سماع لشيء عظيم كذلك ذاك يكون سماعا لشيء عظيم وليس بالمسموع يعني ليس صوت الله سبحانه كصوتي السلسلة تعالى الله عنان يماثل في ذاته او في صفاته شيئا من مخلوقاته. تعالى الله ان يشبهه في ذاته او صفاته شيء من خلقه. وتنزه النبي صلى الله عليه وسلم ان يحمل او ان يحمل شيء من كلامه على التشبيه وهو اعلم الخلق بالله عز وجل. وصدق المؤلف رحمه الله. قال وفي حديث صهيب عند مسلم في كشف الحجاب. قبل هذا ينادي في اول الحديث ان الله سبحانه وتعالى ينادي اهل الجنة فيقول هل ازيدكم فيقولون قد بيضت وجوهنا وادخلتنا الجنة فعند ذلك يكشف الله سبحانه وتعالى الحجاب فيرونه وحينئذ ما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر الى ربهم عز وجل. ثم تلا قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة واخيرا اشار المؤلف رحمه الله الى ان في الباب احاديث كثيرة صحيحة صريحة ذكرنا منها في شرح سلم الوصول اه خمسة واربعين حديثا عن اكثر من ثلاثين صحابيا. ومن رد ذلك فقد كذب بالكتاب وبما ارسل الله به رسله. ولا شك في ذلك. اي شبهة لهذا الذي ينكر رؤية الله سبحانه وتعالى بعد هذه الادلة الكثيرة وكان من الذين قال الله تعالى فيهم كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون نسأل الله تعالى العفو والعافية وان يرزقنا لذة النظر الى فيه امين وهذا مما كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم كما عند النسائي وغيره