الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة. ما دليل الايمان بالشفاعة؟ وممن تكون ولمن تكون؟ ومتى تكون الجواب قد اثبت الله عز وجل الشفاعة في كتابه في مواضع كثيرة بقيود ثقيلة. واخبرنا تعالى انها ملك له ليس لاحد فيها شيء فقال تعالى قل لله الشفاعة جميعا فاما متى تكون فاخبرنا عز وجل انها لا تكون الا باذنه كما قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وقال ما من شفيع الا من بعد اذنه وقال تعالى وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى. فقال تعالى ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له واما ممن تكون فكما اخبرنا تعالى انها لا تكون الا الا من بعد اذنه اخبرنا ايضا انه لا يأذن الا لاولياءه المقتضين المرتضين الاخيار كما قال تعالى لا يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا وقال لا يملكون الشفاعة اتى الا من اتخذ عند الرحمن عهدا واما لمن تكون فاخبرنا انه لا يأذن ان يشفع الا لمن ارتضى كما قال تعالى لا يشفعون الا لمن ارتضى. وقال تعالى يومئذ لا تنفع الشفاعة الا لمن اذن له الرحمن ورضي له قولا. هو سبحانه لا يرتضي الا اهل التوحيد والاخلاص واما غيرهم فقال تعالى من الظالمين من حميم ولا شفيع يطاع. وقال تعالى فيهم فما شفاعة الشافعين وقد اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم انه اوتي الشفاعة ثم اخبر انه يأتي فيسجد تحت العرش ويحمد ربه بمحامد يعلمه اياها لا يبدأ بالشفاعة اولا حتى يقال له ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع. الحديث ثم اخبر انه لا يشفع في جميع العصاة من اهل التوحيد دفعة واحدة بل قال فيحد لي حدا فادخلهم الجنة سيمد لي فيحد لي حدا فادخلهم الجنة. ثم يرجع فيسجد كذلك فيحد له فيحد له حدا الى اخر حديث الشفاعة فقال له ابو هريرة رضي الله عنه من اسعد الناس بشفاعتك؟ قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد انتقل المؤلف رحمه الله للكلام عن موضوع الشفاعة هذا الموضوع العظيم الذي ظلت فيه افهام وزلت فيه اقدام واخطأ كثير من الناس في فهمه حتى ان الخطأ في فهمه كان سببا عظيما في وقوع الشرك قديما وحديثا فهو حري ان يفهمه الانسان فهما صحيحا في ضوء ما دلت عليه ايات الكتاب واحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الشفاعة التي نتحدث عنها هي الشفاعة الاخروية يعني الشفاعة التي تكون يوم القيامة و هذه الشفاعة معناها اللغوي يرجع الى طلب الخير للغير طلب الخير للغير يسمى شفاعة ونتحدث ها هنا عن الشفاعة التي يأذن الله سبحانه وتعالى بها في من يرضى عنه يوم القيامة بحثنا اذا في هذه الشفاعة الاخروية ما هو الصحيح في هذا الموضوع وما هو الخطأ ما هو الثابت؟ وما هو المنفي الذي ينظر في ادلة الكتاب والسنة يجد ان الشفاعة جاءت تارة مثبتة وجاءت تارة منفية ومعنى كونها مثبتة يعني انها ستكون وستقع وستحصل يوم القيامة ومعنى كونها منفية يعني نفى الله سبحانه وتعالى كونها يوم القيامة ولا يمكن ان تتعارض نصوص الكتاب والسنة اذا المثبت نوع والمنفي نوع اخر اما الشفاعة المثبتة وهي التي ستكون يوم القيامة فضابطها انها الشفاعة التي تكون باذنه فيمن رضي عنه الشفاعة التي تكون باذنه فيمن رضي عنه هذه هي الشفاعة المثبتة اجتمع فيها شرطاها ابن الله للشافعي ان يشفع فلا يمكن ان يتقدم احد بالشفاعة بين يدي الله سبحانه وتعالى الا من بعد ان يأذن الله جل وعز والشرط الثاني ان يكون المشفوع فيه ممن رضي الله سبحانه عنه الله انما يرضى عن اهل التوحيد ولا يرضى عن الكافرين اذا هذان عماد وركنا وشرطا الشفاعة المثبتة اما الشفاعة المنفية فلو تأملت في القرآن لوجدتها الاكثر ورودا نفيت في نحو من عشرين موضعا في القرآن وذلك لدفع ما يتوهم الناس فيها مما هو ليس بصواب الشفاعة التي يعرفه الناس في الدنيا ليست هي التي ارادها الله سبحانه وتعالى ولذا تكرر في النصوص نفيها حتى يزول من القلوب ظنوا ان هذه هي الشفاعة التي اثبتها الله سبحانه وتعالى يوم القيامة و هذه الشفاعة المنفية ترجع في مجملها الى ثلاثة او الى ثلاث صور الصورة الاولى الشفاعة التي تطلب من غير الله فيظن ان الشافع حر يشفع في من يريد فهو الذي يشاء ان يشفع او يشاء الا يشفع الشفاعة ملك له هذا المعنى ممتنع ومن في ولا يمكن ان يظن وقوعه فالشفاعة ملك لله سبحانه وتعالى قل لله الشفاعة جميعا اذا الشفاعة تطلب ممن يملكها اما ان تطلب من غير الله سبحانه فلا شك ان هذا ممتنع وهذا هو الذي اوبق المشركين واوقعه في الشرك العظيم يقول الله سبحانه ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ظنوا انهم يملكون الشفاعة لذا تقربوا اليهم حتى يسمحوا بها وحتى يعطفون عليهم وحتى يعطفوا عليهم بها ثانيا الشفاعة التي يظن انها تكون بلا اذن من الله سبحانه وتعالى وهذا لا شك انه من ابطل الباطل. وفيه من انتقاص مقام الربوبية ما فيه فان الله سبحانه وتعالى عظيم والجميع له عبد ذليل وبالتالي فلا يمكن ان يتقدم احد بالشفاعة حتى يأذن الله اذنا كونيا له والا فلو لم يأذن الله فلا يجرؤ احد ولا يستطيع ان يشفع بين يدي الله سبحانه وتعالى اذا الشافع اثنان شافع من بعد اذنه وشافع من دونه لو تأملت في القرآن لوجدت النوعين فيهما تجد الشفيع من بعد اذنه وتجد الشفيع من دونه الشفيع من بعد اذنه هو العبد الذليل لله سبحانه وتعالى والشفيع من دونه هو الشريك الذي يظن مع الله سبحانه وتعالى ولا شك ان هذا اعظم شيء انتفاء وامتناعا الامر الثالث الشفاعة التي تطلب للكفار فلا شك انها منفية لا يمكن ان تكون ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع فلا شفاعة يوم القيامة في حق كافر البتة انما الشفاعة تكون في حق اهل التوحيد ثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته واني اختبأت دعوتي شفاعتي لامتي يوم القيامة فهي نائلة ان شاء الله من مات من امتي لا بالله شيئا هنا مسألة مهمة قد يقول قائل لماذا كان المشركون خالدين في النار ملعونين مغضوبا عليهم وهم انما ارادوا ان يتخذوا شفعاء بين يدي الله سبحانه وتعالى تعظيما لله ظنوا ان الله العظيم لا يمكن ان يسأل مباشرة لان السائل يظن نفسه مذنبا فليس من اللائق ان يتوجه الى الله مباشرة بالدعاء فليتخذ شفيعا يرفع حاجاته الى الله ويقربه زلفى بين يديه ويشفع له عنده اذا لماذا كان هذا الذنب العظيم الذي لا يغفره الله سبحانه وتعالى مع ان قصده كان قصدا حسنة والجواب عن هذا من وجهين اولا سلمنا جدلا ان قصده كان حسنا لكنه مع ذلك وقع في ذنب عظيم وهو الذنب الذي لا يغفر فكان عقابه على هذا الذنب الذي فعله لا على حسن ظنه ان كان كما سيأتي بيانه والوجه الثاني ان يقال لا يسلم ان هذا المشرك كان معظما لله حق التعظيم كان يقدره حق قدره سبحانه وتعالى كلا لو كان الامر كذلك لاخلص العبادة لله ولم تلأ حب ولمتلأ قلبه حبا واقبالا وقصدا لله سبحانه وتعالى لا غير فصدق الله عز وجل في وصف هؤلاء المشركين وما قدروا الله حق قدره حقيقة الحال يا ايها الاخوة ان هؤلاء الذين اتخذوا من دون الله شفعاء جمعوا بين ثلاث سوءات عظيمات من عرفها ادرك لما كانت عقوبة هؤلاء المشركين اعظم العقوبات هؤلاء اولا انتقصوا حق الربوبية وثانيا هضموا حق الالوهية وثالثا اساءوا الظن برب العالمين اما كونهم انتقصوا حق الربوبية فان هؤلاء حقيقة حالهم انه اعتقدوا ان هؤلاء الشفعاء الذين يشفعون عند الله سبحانه هم من جنسي الشفعاء في الدنيا ولذا فان لهم دالة على الله ولهم تأثير على الله ان كان الله لا يريد ان يرحم ولم يشأ ان يعفو فان هؤلاء يؤثرون على الله والله سبحانه العظيم العزيز جل وعلا يراعيهم يتنزل لهم فيجيبهم في شيء هو في الاصل لا يريده وهذه هي حقيقة الشفاعة الدنيوية التي يعرفها الناس والتي نفاها الله سبحانه وتعالى عن نفسه حقيقة الحال ان الشفاعة الدنيوية لا تخرج عن صورتين عن شفاعة وجاهة وعن شفاعة محبة اما شفاعة الوجاهة فهي ان الوجيه فهي ان ذا المكانة والحظوة كالوزير ورئيس الجند والتاجر الكبير ونحو ذلك هذا يشفع عند السلطان يشفع في مجرم يشفع في صاحب جناية ان يعفى عنه فتجد ان هذا الذي له وجاهة ومكانة يتقدم بين يدي السلطان فيشفع عنده دون ان يستأذنه ويشفى عنده ولو كان السلطان لا يريد ان يشفع عنده فيه ويشفع عنده ويقبل السلطان شفاعته لحاجته اليه ويشفع عنده ويقبل السلطان شفاعته لانه اعلمه بشيء لم يكن يعلمه او اقنعه بوجهة نظره التي رأى انها سديدة مهما يكن تجد ان هناك تأثيرا على هذا السلطان وتجد انه رضخ تحت ضغط هذا الشافعي بالوجاهة اليس كذلك فهل يظن هذا بالله العظيم سبحانه وتعالى والله لا يظن هذا في الله سبحانه الا من لم يقدره جل ربنا وعز حق قدره من هذا الذي يجعل الله سبحانه وتعالى مريدا لشيء لم يرده من ذا الذي يخشاه الله تعالى الله عن ذلك الله هو الغني والكل فقير الى الله سبحانه الله هو الحكيم ذو الحكمة البالغة الله هو العليم لا يخفى عليه شيء من حال عبيده فكيف يكون الشافع بين يديه بهذه الحال او ان تكون الشفاعة وهذا النوع الثاني الشفاعة ذات او شفاعة المحبة وهي ان يشفع لدى السلطان من يحبه من يحبه السلطان كأن يشفع عنده صديقه او ان يشفع عنده زوجه او يشفع عنده ابنه فتجد انه يقبل الشفاعة احيانا مضطرا لانه لا يريد ان يغضب عليه محبوبه. اليس كذلك فتجد انه لا يصبر على جفوته فيقبل شفاعته تحت تأثير هذا الشافعي وهل يظن هذا في الله العظيم سبحانه وتعالى تنبه يا عبد الله مهما كان الشافع ذا مكانة عند الله فيبقى العبد عبدا والرب ربا انتبه الى هذا الفرقان العظيم الله عز وجل هو الرب العظيم والعباد جميعا مهما علت منزلة العابد فيهم يبقى عبدا ذليلا خاضعا لله سبحانه وتعالى اذا اتضح لك يا رعاك الله ان في اتخاذ هذه الشفاعة الشركية انتقاصا لحق الربوبية لله سبحانه وتعالى اما كون هذه الشفاعة الشركية هضما لحق الالوهية فذلك ان هؤلاء الذين اتخذوا هؤلاء شفعاء قد توجهت قلوبهم وقصورهم الى هؤلاء الشفعاء فتوكلوا عليهم واعتمدوا عليهم ووثقوا بهم وتوجهت قلوبهم اليهم حتى قال قائلهم ان لم تكن في معادي اخذا بيدي فضلا والا فقل يا زلة القدم اما سمعتم هذا يا اخوان انظر كيف ان القلب توجه وتعلق بمن بالشافع لا بالله العظيم سبحانه وتعالى وبالتالي صرفوا لغير الله عز وجل خالص حقه سبحانه وتعالى تجد هؤلاء الذين اتخذوا من دون الله شفعاء يتوجهون الى هؤلاء الشفعاء بالعبادة لاجل ان عليهم ولاجل ان يتفضلوا عليهم بالشفاعة تجد انه يذبح له او تجد انه ينظر له او تجد انه يطوف بقبر او تجد انه يدعو مباشرة فيقول يا سيدي فلان الشفاعة الشفاعة وكل هذا كما قد علمنا من حقوق الله والله لا يرضى ان يصرف حقه لغيره فصار اذا في اتخاذهم الشفعاء من دون الله هضما لحق الالوهية الامر الثالث انهم اساءوا الظن برب العالمين سبحانه وتعالى فانهم جعلوا ربهم العظيم سبحانه وتعالى من جنسي هؤلاء الملوك والسلاطين الذين هم بحاجة الى من يعلمهم بما يجهلون بحاجة الى من يحنن قلوبهم بحاجة الى من يقنعهم ويغير وجهة نظرهم بما يرون انه اصلح او اعتقدوا ان هؤلاء ان هذا الرب العظيم سبحانه وتعالى من جنس هؤلاء الملوك الفجرة الظلمة الذين يتقون ويتقى شرهم من خلال اتخاذ الشفعاء الذين لهم حظوة ومكانة عند هذا السلطات ولا شك ان هذا فيه من سوء الظن بالله سبحانه وتعالى ما فيه فاستحق اذا هؤلاء الذين اشركوا مع الله سبحانه وتعالى بسبب الشفاعة والاتخاذهم الشفعاء من دونه استحقوا ان يكونوا كفارا مشركين يستحقوا ان تنزل عليهم هذه العقوبة العظيمة ان يكونوا من اهل النار خالدين فيها اذا تنبه يا عبد الله الى هذا الامر العظيم شأن الشفاعة ليس كهذا اطلاقا تأمل في اية واحدة تقطع جذور التعلق بغير الله سبحانه في شأن الشفاعة تأمل دائما في قوله تعالى قل لله الشفاعة ماذا جميعا الشفاعة ملك لله وحده لا شريك له بالتالي فانه لا يجب البتة بل لا يجوز ان تتعلق القلوب الا بهذا المالك لها الذي يعطيها من يشاء ويأذن بها لمن اراد قل لله الشفاعة جميعا تأمل رعاك الله الشفاعة حقيقة امرها ترجع الى الله سبحانه وتعالى ابتداء وانتهاء حقيقة الامر ان الشفاعة لله سبحانه وتعالى من البداية والى النهاية كيف ذلك؟ اولا الله عز وجل هو الذي اراد ان يعفو او يغفر او ان يخرج من هذا المشفوع فيه هذا واحد. ثانيا هو الذي وفق المشفوع فيه الى التوحيد الذي هو سبب قبول الشفاعة هذا اثنان ثلاثة الله عز وجل هو الذي حرك قلب الشافعي لكي يشفع هذي ثلاثة اربعة الله عز وجل هو الذي اذن للشافعي ان يشفع ولو لم يأذن له والله لا يمكن ان يشفع عنده هذي اربعة خمسة الله عز وجل هو الذي امر الشافع ان يشفع سبحان الله اذا الشفاعة استجابة لامر الله الشافع مأمور لا مناص له يجب عليه ان يشفع النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الصحيحين حينما يشفع عند الله سبحانه وتعالى كيف يكون الامر يأتي فيسجد تحت العرش ويثني على الله ويحمده بمحامد يفتحه يفتحها عليه في ذلك المقام ثم يقول الله جل وعلا يا محمد ارفع رأسك وسل فعل ايش امر تعطى واشفع تشفع اشفع فعل امر يعني الله عز وجل هو الذي يأمره ماذا ان يشفع اذا هو مأمور وليس مالكا هو مأمور ان يشفع هذا خمسة ستة الله هو الذي يتفضل بقبول الشفاعة اذا عاد الامر من اوله الى نهايته الى من الى الله سبحانه وتعالى قل لله الشفاعة جميعه يقول ابن القيم رحمه الله حقيقة الامر ان الله تعالى شفع بنفسه الى نفسه حقيقة الامر ان الله شفع بنفسه الى نفسه هذا هذه القضية كلها هذه هي الخلاصة طيب اذا لماذا كانت الشفاعة اذا؟ الجواب لله الحكمة البالغة في ذلك ومن الحكم التي ظهرت لنا ان الله اراد ان يكرم الشافع وان يظهر مكانته على رؤوس الاشهاد ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا شفع في فصل القضاء صاحب ماذا المقام المحمود الذي يحمده عليه الخلائق اجمعون. اذا الشفاعة فيها اكرام للشافع وسبب سبب لحصول الخير للمشفوع له لكن المعول على المسبب لا السبب والتعلق بالمسبب لا بالسبب فهمنا هذه يا اخواني؟ اذا تأمل هذه الاية حق التأمل ستجد انها تقطع جذور التعلق بغير الله سبحانه وتعالى قل لله الشفاعة جميعا فتأمل هذا الامر كما ينبغي يا رعاك الله حتى لا يقع الانسان في الخطأ ولا يقع الانسان في الزلل فان كثيرا او اكثر الشرك في القديم والحديث كان بسبب هذا الامر وهو بسبب التألق بالشفعاء استدل المؤلف رحمه الله على هذا السؤال الذي اورده وهو ما دليل الايمان بالشفاعة وممن تكون ولمن تكون ومتى تكون قال قد اثبت الله عز وجل الشفاعة في في كتابه في مواضع كثيرة وغالبا لن تجدها الا استثناءا من نفي تجد الشفاعة المثبتة استثناء من ماذا من نفي حتى يزول اي ظن بان هذه هي الشفاعة التي يعرفها الناس لا الموضوع شيء اخر قال بقيود ثقيلة واخبرنا تعالى انها ملك له ليس لاحد فيها شيء فقال تعالى قل لله الشفاعة جميعا تأمل في بداية السياق ام اتخذوا من دون الله شفعاء قل او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون ثم قال قل لله الشفاعة جميعا ايش بعدها له ملك السماوات والارض ثم اليه ترجعون تأمل كيف انه عطف ملكه للسموات والارض على كون الشفاعة له لانه كما انه هو الذي يملك السماوات والارض فكذلك هو الذي يملك الشفاعة. اذا انما تطلب من الله وانما تتعلق القلوب في تحصيلها بالله سبحانه وتعالى ولاحظ ايضا كيف انه قدم ها هنا الخبر ما قال قل الشفاعة لله ماذا قال قل لله الشفاعة وتقديم الخبر ها هنا يدل على الحصر فالشفاعة كلها لله سبحانه وتعالى وزاد الامر تأكيدا بقوله جميعا قال فاما متى تكون؟ فاخبرنا فاخبرنا عز وجل انها لا تكون الا باذنه. قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه لاحظ رعاك الله ان هذا الاستفهام في قوله من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه هو استفهام يدل او يفيد النفي استفهام يفيد النفي هو ابلغ من النفي المجرد ابلغ مما لو قيل لا احد يشفع عنده الا باذنه هذا هذا الاسلوب ابلغ في النفي لانه كما يقول البلاغيون مشوب بالتحدي مشوب بماذا؟ بالتحدي. النفي اذا جاء بصيغة الاستفهام فانه يدل على معنى اخر غير النفي زائد عليه وهو التحدي من ذا الذي يجرؤ على ان يشفى عند الله سبحانه الا باذنه فدل هذا على ان شرط الشفاعة هي ان تكون باذن الله سبحانه وتعالى قال وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى وكم من ملك في السماوات كم هذه يسميها اللغويون كم الخبرية تفيد التكفير يعني ان لله ملائكة كثر ومع ذلك لا يمكن ان تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى اجتمع عندنا الان الشرطة اذن الله للشافع ان يشفع ورضاه ماذا عن المشفوع له يقول ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين ها هنا ثلاثة اصول تقطع جذور الشرك من القلب ان لا شفاعة الا باذنه ولا شفاعة الا فيمن رضي عنه ولا يرضى الله الا توحيده واتباع رسوله هذه خلاصة مهمة للموضوع ثلاثة اصول لا شفاعة الا باذنه سبحانه ولا شفاعة الا في من رضي عنه ولا يرضى الله الا توحيده واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم دونك يا عبد الله موضوع الشفاعة فان كنت تطمح الى ان تكون مستحقا لها فلا سبيل لذلك الا ان تكون من اهل التوحيد ومن اهل الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم اي ان تحقق شهادتي لا اله الا الله محمد رسول الله قال ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له واما ممن تكون فكما اخبرنا تعالى انها لا تكون الا من بعد اذنه اخبرنا ايضا انه لا يأذن الا لاوليائه المرتظين المرتظين الاخيار كما قال تعالى لا يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا ولذا فان اصناف الشفعاء ثلاثة الشفعاء الذين يشفعون اصنافهم ثلاثة الملائكة والانبياء والمؤمنون الملائكة والانبياء والمؤمنون. وجاءت النصوص بتفاصيل خاصة في المؤمنين. جاءت النصوص في المؤمنين عموما وجاءت النصوص في حق طائفة من المؤمنين على وجه الخصوص كالشهداء وكالافراط وغيرهم ممن سيأتي الحديث او الاشارة اليهم فيما سيأتي ان شاء الله قال وقال لا يملكون الشفاعة الا من اتخذ عند الرحمن عهدا العهد هو لا اله الا الله كما قال ابن عباس رضي الله عنهما اذا هذا دليل على ان هذه الشفاعة لا تنفع الا اهل التوحيد ولاحظ هنا قوله لا يملكون الشفاعة نفي لملك الشفاعة لاحد دون الله لكن ماذا نقول في هذا الاستثناء؟ قال الا من اتخذ عند الرحمن عهدا قال طائفة من المحققين ان الاستثناء ها هنا منقطع كما قاله ابن كثير وغيره من اهل العلم الاستثناء هنا ماذا منقطع الاستثناء المنقطع فائدته بارك الله فيك هي ان تكون كلمة الى الا بمثابة لكن بمثابة لكن يعني كأن هذه الاية لكن من كان له عهد فان شفاعته تنفع عند الله سبحانه وتعالى من بعد اذنه ولكن من اتخذ عند الله عهدا يعني كان من اهل التوحيد فان شفاعته تنفع عند الله بشرط ان تكون من بعد من بعد اذنه هذا هو الاقرب في هذا الاستثناء ولو قيل بالقول الثاني وهو ان وهو ان الاستثناء ها هنا على بابه متصل فان معنى الا من اتخذ عند الرحمن عهدا يعني الا من اعطى الله سبحانه وتعالى الشفاعة فيه فيكون معنى التمليك ها هنا هو ان الله يأذن ويعطي فيكون هذا شافعا لكن من بعد اذن الله سبحانه وتعالى قال واما لمن تكون فاخبرنا انه لا يأذون ان يشفع الا لمن ارتضى كما قال تعالى ولا يشفعون الا لمن ارتضى يومئذ لا تنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا وهو سبحانه لا يرتضي الا اهل التوحيد والاخلاص واما غيره فقد قال تعالى ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع. فما لنا من شافعين ولا صديق حميم وقال تعالى فيهم فما تنفعهم شفاعة الشافعين ويا لله العجب من اناس من حرصهم على الشفاعة وقعوا في سبب حرمانها اليس هذا عجيبا يعني هؤلاء قلوبهم متعلقة بالشفاعة لكن ما هدوا الى الصواب فيها ففعلوا سببا حرمانها هؤلاء هم الذين اتخذوا شفعاء من دون الله هؤلاء هم الذين تعلقت قلوبهم بالشفاعة الشركية. يريدون الشفاعة فمن اين يصلون اليها كان الاولى بهم ان يصلوا اليها من طريق التوحيد اليس كذلك لكنهم ضلوا فارادوا ان يصلوا اليها من طريق الشرك بالله فماذا كانت النتيجة حرموا الشفاعة ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا قال وقد اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم انه اوتي الشفاعة ثم اخبر انه يأتي فيسجد تحت العرش ويحمد ربه بمحامد يعلمه اياها. لا يبدأ بالشفاعة اولا حتى يقال له ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطى واشفع تشفع. الحديث ثم اخبر انه لا يشفع في جميع العصاة من اهل التوحيد دفعة واحدة بل قال فيحد لي حدا فادخلهم الجنة. ثم يرجع فيسجد كذلك فيحد له حدا الى اخر حديث الشفاعة وهذا ايضا مما يبين لك حقيقة الشفاعة المثبتة وهي انها ملك لله تام ارأيت النبي صلى الله عليه وسلم لما قام بالشفاعة ابتدأ اولا بماذا بالسجود وان حمد الله عز وجل بتلك المحامد العظيمة اليس كذلك؟ طيب حد الله عز وجل له حدا المرة الاولى الله ان يخرج من ان يخرج من النار من كان في قلبه مثقال شعيرة من ايمان فاخرجهم ثم رجع الى ربه جل وعلا هل شفع مباشرة اه لو كان يملك الشفاعة ماذا كان هجم مباشرة على الشفاعة يعني شفعة مباشرة لا سيما وانه قد سجد من قبل وحمد الله من قبل لكن لا مقام الله عظيم الرب رب والعبد عبد يرجع مرة اخرى فيسجد ويحمد ويقال له ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع يؤمر مرة ثانية بالشفاعة فيحد الله له حدا وهو ان يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة او خردلة من ايمان فيخرجهم من النار ثم يعود الثالثة الى ربه ماذا يحصل يشفع مباشرة؟ لا والله يسجد ويحمد ويقول الله له ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع فيحد الله له حدا ثالثا فيقول له اخرج من النار من كان في قلبه ادنى مثقال ادنى مثقال ذرة من ايمان فيخرجهم اذا هذا كله يدلك على ماذا على القاعدة العظيمة وهي اه قل لله الشفاعة جميعا قال آآ وقال ابو هريرة رضي الله عنه من اسعد الناس بشفاعتك قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه. اذا هذا هو السبيل لنيل الشفاعة توحيد الله وليس ان تشرك بالله ان وحدت الله كنت اهلا للشفاعة وان اشركت مع الله فانك تحرم هذه الشفاعة فاعمل بما تشاء لكن الله سبحانه وتعالى سيجازيك على عملك يا عبد الله طيب عندنا وقت ناخذ اه انواع الشفاء طيب نبدأ ناخذ بسم الله الله اليكم قال رحمه الله كم انواع الشفاعة وما اعظمها الجواب اعظمها الشفاعة العظمى في موقف القيامة. في ان يأتي الله لفصل القضاء بين عباده. وهي خاصة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهي المقام المحمود الذي وعده الله عز وجل كما قال تعالى عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا وذلك ان الناس اذا ضاق بهم الموقف وطال المقام واشتد القلق والجمهم العرق التمسوا الشفاعة في ان يفصل الله بينهم فيأتون ادم ثم نوحا ثم ابراهيم ثم موسى ثم عيسى ابن مريم وكلهم يقول نفسي الى ان ينتهوا الى ان ينتهوا الى نبينا محمد صلى الله عليه عليه وسلم فيقول انا لها كما جاء مفصلا في الصحيحين وغيرهم وغيرهما. نعم وبالتالي يكون ان يأتي الله سبحانه وتعالى لفصل القضاء كما مر بنا هذا سابقا. هذه هي الشفاعة الاولى. وهي خاصة بالنبي صلى الله عليه بالاجماع درجة العلماء لا سيما المتأخرون على تقسيم الشفاعة الى قسمين الى شفاعة خاصة يعني بالنبي صلى الله عليه وسلم لا غير وشفاعة عامة يعني التي تكون له ولغيره من اصناف الشفعاء هذه الشفاعة بالاجماع خاصة به صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم اجمع العلماء على اختصاصه بثلاث شفاعات سيأتي آآ الثانية والثالثة الاولى هي هذه الشفاعة في فصل القضاء يأتي الناس بعد ان يطول بهم المقام والكرب الى اولي العزم من الرسل وقبلهم الى ادم عليه السلام وكل يقول نفسي نفسي وكل يذكر ذنبا الا عيسى عليه السلام لا يذكر ذنبا وكلهم يقول ان الله قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله كلهم يقول هذا الكلام الا نبينا صلى الله عليه وسلم فانه اذا جاء اليه الناس واستغاثوا به صلى الله عليه وسلم يقول انا لها فينطلق فيسجد تحت العرش فيشفع عند الله سبحانه وتعالى على ما مر بك قبل قليل هذه هي الشفاعة الاولى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الثانية الشفاعة في استفتاح باب الجنة واول من يستفتح بابها نبينا محمد صلى الله عليه واول من يدخلها من الامم امته. نعم هذه هي الشفاعة الثانية وهذه ايضا خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم بالاجماع. اذا عندنا الان شفاعتان مجمع على ماذا اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بهما. وهي الشفاعة في ان يدخل اهل الجنة الجنة الجنة ممنوعة على اهلها حتى يشفع محمد صلى الله عليه وسلم وكيفية ذلك ثبتت في البخاري وغيره وهي ان الناس اذا جاءوا الى ابواب الجنة وجدوها مغلقة فيذهبون الى الانبياء عليهم الصلاة والسلام يطلبون منهم الشفاعة الى الله كما كان في موقف القيامة فيذهبون الى الانبياء السابقين الا نوحا عليه السلام فلم يذكر في الحديث. نوح عليه السلام هو الوحيد من الانبياء الستة الذين لم يذكروا في ماذا في طلب الشفاعة في ماذا في استفتاح ابواب الجنة حتى يأتون او حتى يأتوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فيشفع عند الله جل وعلا فيأذن الله بفتح ابواب الجنة فيدخل اهل الجنة الجنة واول الامم امة محمد صلى الله عليه وسلم. نعم الله اليكم قال رحمه الله الثالثة الشفاعة في اقوام قد امر بهم الى النار الا يدخلوها متى يكون الانسان مستحقا لدخول النار مر بنا سابقا نعم يعني كل من وزن نعم من ترجحت كفة سيئاته على حسناته هذا يكون ماذا مستحقا للنار يقول هذه الشفاعة في اقوام استحقوا دخول النار امر بهم الى النار الا يدخلوها هذه الشفاعة توارد على ذكرها جماعات كثر من اهل العلم وبعض اهل العلم توقف فيها ومنه ابن القيم رحمه الله في تهذيب السنن ووقفت على كلام لابن عبد البر في التمهيد كانه يفهم منه ايضا انه يتوقف فيها والصواب انها ثابتة لا شك فيها ولا ريب ويدل عليها دليلا الدليل الاول وهو ما بينه او ذكره ابن ذكره ابن حجر رحمه الله فيفتح الباري وهو من لطائف الاستدلالات عنده وهو ما ثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر انه اذا نصب الصراط على متن جهنم قال حلت الشفاعة وقالت الانبياء اللهم سلم سلم اللهم سلم سلم دعاء بماذا بالسلامة لمن لمن يجوز الصراط وكيف يدخل العاصي النار من خلال سقوطه من على الصراط في النار التي هي اسفل منه نسأل الله السلامة والعافية فهذه في في حقيقتها شفاعة ربما يقبل الله عز وجل هذه الشفاعة في من شاء فيسلمه من الوقوع في النار فهذا دليل واضح على هذه الشفاعة الدليل الثاني وهو الذي يستدل به اكثر العلماء عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم شفاعتي لاهل الكبائر من امتي وقوله اهل الكبائر يشمل من دخل النار ومن لم يدخلها بعد اليس كذلك بل من اللطيف ما ذكر الصنعاني رحمه الله في كتاب له اسمه ايقاظ الفكرة يقول ان الشفاعة انما كانت لاظهار قدر الشافع واظهار قدر الشافع واكرامه بقبول الشفاعة في اهل النار قبل دخولها اعظم منه بعد دخولها اذا هذه او هذا دليل ثان على آآ ثبوت هذه الشفاعة وامر ثالث يمكن ان يضاف الى ذلك ان هذه الشفاعة قد تلقاها اهل العلم بالقبول بل ذكر شيخ الاسلام رحمه الله في مجموع الفتاوى وفي الفتاوى الكبرى ايضا ان هذه الشفاعة انما انكرها الوعيدية من الخوارج والمعتزلة فالذي يظهر والله اعلم من كلامه ان هذا محل اتفاق او شبه اتفاق بين اهل السنة والجماعة. اذا هذا النوع ثابت لا شك فيه. نعم الله اليكم قال رحمه الله الرابعة في من دخلها من من اهل التوحيد ان يخرجوا منها فيخرجون قد امتحشوا وصاروا فحما يطرحون في نهر الحياء فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل. كما مر معنا سابقا انهم اذا دخلوا النار ونالهم حظهم من النار فانهم بعد ذلك ماذا يكون لهم امس اخذناها يموتون ثم يخرجون ظبائر ظبائر او يلقون على شط نهر الحياة يفيض عليهم اهل الجنة من هذا الماء فينبتون يعاد انبات اجسادهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما تنبت الحبة الاقرب انها الحبة وليس الحبة الحبة واحدة البزور بزور البقل ونحوها التي نسميها البذرة او البذرة هذه هي الحبة قال كما تنبت الحبة في حميل السيل حميل للسيل يعني ما يحمله السيل ما يجرفه السيل معه قد يجرف من هذه البزور ثم انه اذا القاها على شط النهر فانها تنبت سريعا يعني في يوم او يوم وليلة تجد ان هذه البزور قد نبتت فهذا كناية عن انها عن ان هذه الاجساد تنبت نباتا ماذا سريعا نعم هذه الشفاعة في قوم دخلوا النار ان يخرجوا منها قبل ان يستوفى ما عليهم. قبل ان يستوفى ما عليهم وهذه الشفاعة لا شك انها عامة للنبي صلى الله عليه وسلم ولغيره من الشفعاء ولا شك ان حظ نبينا صلى الله عليه وسلم منها اعظم من غيره لكنها تكون لكل الشفعاء ودليل هذا ما ثبت في الصحيحين ان الله تعالى يقول شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون وبقي ارحم الراحمين وكذلك في صحيح مسلم من حديث ابي سعيد ان المؤمنين يشفعون عند الله سبحانه وتعالى فيقولون يا ربنا اخواننا كانوا يصلون معنا كانوا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويحجون معنا فيأذن الله عز وجل ان يخرجوا حدا حده لهم سبحانه وتعالى الى اخر الحديث هذا النوع من الشفاعة هو معترك الخلاف بين اهل السنة والجماعة والوعيدية انكره الوعيدية من الخوارج والمعتزلة مع ان ادلة هذا النوع كثيرة بلغت مبلغ التواتر من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك انكروها اعتقدوا ان من دخل النار فانه ماذا لا يخرج منها وما هم بخارجين من النار لكن ما الجواب عن هذا هم يستدلون باية في القرآن ها نعم هذه الاية في من في الكفار وليس في العصاة الم نسمع الحديث الذي ذكرناه في درس ماظ قول النبي صلى الله عليه وسلم الثابت في الصحيح اما اهل النار الذين هم اهل فلا يموتون فيها ولا يحيون ولكن اناس اصابتهم النار بذنوبهم او قال بخطاياهم آآ يميتهم الله عز وجل فيها اماطة ثم يخرجهم ضمائر ضبائر. فالشاهد ان هذه الايات انما تعلقت بمن؟ التي فيها عدم راجي من النار تعلقت بمن تعلقت بالكفار لا لا بالعصاة وهذا النوع ايضا انكره غلاة المرجئة عجيب شيء واحد يتفق عليه فريقان متضادان الوعيدية وغلاة المرجئة ايضا انكروا هذه الشفاعة فما السبب غلاة المرجئة عندهم لا عذاب اصلا على موحد وبالتالي فاذا كان لا احد سيدخل النار من العصاة فبالتالي لا شفاعة فبالتالي لا شفاعة ولا شك ان كلا القولين باطل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الخامسة الشفاعة في رفع درجات اقوام من اهل الجنة وهذه الثلاث ليست خاصة الشفاعة في رفع درجات اقوام من اهل الجنة اكثر العلماء الذين ذكروا هذا النوع من الشفاعة جعلوها عامة ومال النووي رحمه الله الى انها خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم عدا ان بعظ العلماء توقف فيها اصلا وقال انه ما وقف على دليل لها ومن اولئك ابن القيم رحمه الله فانه توقف فيها في تهذيب السنن استدل من ذكر هذه الشفاعة بحديثين متفق عليهما اما الاول فحديث ابي موسى الاشعري في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لعمه ابي عامر الاشعري حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لعبيد ابي عامر اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك ثانيا استدلوا بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابي سلمة رضي الله عنه قال النبي قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لابي سلمة وارفع درجته في المهديين قالوا هذه الشفاعة في ماذا في رفع الدرجات لكن هذا النوع فيه يعني من جهة الاستدلال عليه فيه نظر فانت اذا تأملت وجدت ان هذين الدليلين فيهما ماذا دعاء في الدنيا ونحن نتحدث عن شفاعة في الاخرة؟ وهل لنا ان نقول ان كل دعاء دنيوي يمكن ان نجعله نوعا من انواع الشفاعة فالذي يظهر والله اعلم ان اثبات هذا النوع يفتقر الى دليل اللهم اذا اللهم الا اذا ثبت فيه اجماع ف لا شك ان الاجماع حجة وانه يؤخذ به ويعتقد بما دل عليه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذه الثلاث ليست خاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم طيب الثلاثة التي هي ماذا ها في اقوام امر بهم الى النار ان لا يدخلوها في من دخل النار ان يخرج منها في رفع درجات اقوام من اهل الجنة على خلاف فيها كلها حصل فيها خلاف بين اهل العلم نعم قال رحمه الله وهذه لكن النوع الرابع لا شك ان آآ انها عامة دون شك لثبوت الادلة فيها. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذه الثلاث ليست خاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم ولكنه هو المقدم فيها ثم بعده الانبياء والملائكة الاولياء والافراط يشفعون ثم يخرج الله تعالى برحمته من النار اقواما بدون شفاعة لا يحصيهم الا الله فيدخلون الجنة بقي نوع ما اشار اليه المؤلف رحمه الله مع انه ثابت في الصحيحين وهو الشفاعة في من يدخل الجنة بلا حساب ودليل ذلك ثابت في الصحيحين حينما يشفع النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان يسجد تحت العرش ويحمد الله يقول الله عز وجل يا محمد ادخل من امتك من لا حساب عليه من الباب الايمن من ابواب الجنة فهذا نوع ثابت في الصحيحين لا شك فيه ذهب طائفة من اهل العلم وهم القاظي عياظ كذلك اه النووي والسيوطي وغيرهم الى انها خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم. وبعض اهل العلم كابن حجر تردد فيها اهلية خاصة ام عامة؟ فهذا نوع ينبغي ان يضاف الى هذه الانواع. اخيرا اشار الى نوع سادس وهو قال رحمه الله السادسة الشفاعة في تخفيف عذاب بعض الكفار. وهذه خاصة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في عمه ابي طالب كما في مسلم وغيره ولا تزال طيب في مسلم وغيره ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم قد سأله العباس ابن عبد المطلب سأله عن اخيه قال يا رسول الله هل نفعت ابا طالب بشيء فانه كان يحوطك ويغضب لك قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم هو في ضحضاح من النار ولولا انا لكان في الدرك الاسفل من النار لولا انا يعني لولا ما يسره الله عز وجل من الاذن بشفاعته لكان في الدرك الاسفل من النار. لكن بسبب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم كان في ضحضاح من النار يعني في درجة اقل واخف الضحضاح والماء القليل الذي يكون على ظاهر الارض لا يكاد الكعبين فدل هذا على ان الشفاعة في تخفيف العذاب عن ابي طالب ثابتة وخاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو النوع الثالث الذي اجمع على اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم به. المقام المحدود استفتاح ابواب الجنة و في تخفيف العذاب عن عمه ابي طالب. ولكن في تعبير المؤلف ها هنا وقفة فانه قال رحمه الله الشفاعة في تخفيف عذاب ماذا بعض الكفار وكان الاولى ان يقال الشفاعة في تخفيف العذاب عن ابي طالب لم؟ لان هذه الصيغ التي ذكرها المؤلف يمكن ان يقال في ضوئها انه يمكن ان يشفع في غير ابي طالب ان يخفف عنه العذاب وهذا فيما يظهر فيه نظر لامرين الاول لعدم ورود الدليل فلم يأت دليل قط في ثبوت شفاعة في كافر ان يخفف عنه العذاب الا في ابي طالب والا في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص فيه هذا واحد وثانيا ان ظواهر النصوص تمنع من ذلك فان الله جل وعلا قد اخبر عن الكفار بقوله فلا يخفف عنهم العذاب بل قال الله جل وعلا فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا. الكفار ليس لهم تخفيف بل لهم الزيادة في العذاب نسأل الله السلامة. فكيف يقال بعد ذلك انه يمكن ان يشفع في غيره ان يخفف عنه العذاب؟ فالذي يظهر ان هذا في اه ابي طالب بسبب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فيه. وربك يخلق ما يشاء ويختار. وبالتالي فان هذا الموضع فان هذا الموضع يستثنى من احد شرطي الشفاعة. ما هو رضاه عن المشفوع فيه فان هذا مات كافرا فشفع فيه في تخفيف العذاب وربك يخلق ما يشاء ويختار. نعم الله اليكم قال رحمه الله ولا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها قدم فينزوي بعضها الى بعض قل قط قط وعزتك. يعني يكفيني قط قط او قطن قطن يعني يكفيني نعم ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها فينشئ الله تعالى اقواما يعني يبقى في