الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه علام السنة المشهورة ما دليل الايمان قدر جملة الجواب قال الله تعالى وكان امر الله قدرا مقدورا. وقال تعالى ليقضي الله امرا كان مفعولا. فقال تعالى وكان امر الله مفعولا. وقال تعالى وقال تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. الاية وقال تعالى وما اصابكم يوم التقى الجمعان فباذن الله. وقال تعالى الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون. وغير ذلك من الايات. وتقدم في حديث جبريل وتؤمن قدر خيره وشره. وقال صلى الله عليه وسلم واعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك. وقال صلى الله الله عليه وسلم وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل. وقال صلى الله الله عليه وسلم كل شيء بقدر حتى العجز والكيس وغير ذلك من الاحاديث ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان المؤلف رحمه الله انتقل بعد فان ختم الكلام عن اركان الايمان الخمسة الاولى الى الركن السادس والاخير وهو الايمان بالقدر فالقدر مما يجب على كل مسلم ان يؤمن به اذ هو ركن من اركان الايمان كما جاء في حديث جبريل عليه السلام والقدر ايضا موضوع واسع وكبير بل هو بحر خضم كم ممن غرق فيه ولذا فان الشرع فيه سفينة النجاة من ركبها نجا ومن تخلف عنها فهو من المغرقين هذا الموضوع ينبغي على كل مسلم ان يوغل فيه برفق وان يتكلم فيه في حدود ما جاء في الشريعة وما زاد عن ذلك فانه يجب عليه ان يمسك وقد اخرج الطبراني وغيره باسناد حسن كما قال ابن حجر قال صلى الله عليه وسلم واذا ذكر القدر فامسكوا يعني اذا خاض الناس في القدر بالقدر الزائد على ما جاء في الكتاب والسنة فانه يتعين الامساك يجب عليك ان تقف ولا تخوض لا سيما اذا تعلق الكلام بالعلل و الحكم في افعال الله سبحانه وتعالى مما لم يرد عليه دليل من الكتاب والسنة فان هذا مما ينبغي على كل مسلم ان يمسك عنه فان الخوض في هذا خوض فيما يؤدي الى ضلال والكلام فيه كلام على الله بغير علم فاصل ضلال الخلق من كل فرقة هو الخوض في فعل الاله بعلة فانهم لم يفهموا حكمة له فساروا على نوع من الجاهلية القدر التعريف الجامع له والمانع من دخول غيره فيه وما بينه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالته قاعدة في المحبة حيث قال ان القدر هو علم الله بالاشياء وكتابته لها وما طابق ذلك من مشيئته وخلقه علم الله بالاشياء وكتابته لها وما طابق ذلك من مشيئته وخلقه اذا القدر هو هذه الامور الاربعة علم الله وكتابته ومشيئته وخلقه وهذه الامور الاربعة هي التي تسميها اهل العلم مراتب القدر علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوين وهي التي اطبق عليها الرسل واتباعهم واجمع عليها السلف الصالح وهذه المراتب تنقسم الى درجتين تنقسم الى درجة تتعلق القدر المتقدم ودرجة تتعلق بالقدر المقارن اما التقدير المتقدم فانه علم الله وكتابته واما التقدير المقارن فانه مشيئته وخلقه وهذا ما بينه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في عقيدته الواسطية فانه اشار الى انقسام القدر الى هاتين الدرجتين للاشارة الى هذه اللطيفة وهي ان القدر منه ما هو تقدير متقدم على وجود المقدور وهو علم الله السابق القديم وكذلك كتابته في اللوح المحفوظ وهناك تقدير مقارن لوجود المقدور وهو مشيئة الله وخلقه فالمشيئة يوجد المخلوق المقدور عقبها فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فيوجد الشيء اذا شاءه الله فيكون مخلوقا له سبحانه وتعالى فهذا تقدير مقارن وسيأتي الكلام عن هذه المراتب على وجه التفصيل ان شاء الله اذا هذا تعريف اجمالي بموضوع القدر والمؤلف رحمه الله افاض في الكلام عن هذا الموضوع ويمكن ان يقال ان اهم المسائل المتعلقة بالقدر ترجع الى ثلاث مسائل من ضبط واتقن فهمها فانه ان شاء الله يكون قد فهم منهج اهل السنة والجماعة في باب القدر اولا ان القدر هو هذه الامور الاربعة التي هي مراتب القدر علم الله بالاشياء وكتابته ومشيئته وخلقه المسألة الثانية هي ان الله تعالى خالق كل شيء ومن ومن ذلك افعال العباد المسألة الثالثة مسألة الهداية والاضلال هذه هي ام المسائل في باب القدر وسيأتي الكلام عنها ان شاء الله على وجه التفصيل بدأ المؤلف رحمه الله بذكر ادلة اجمالية تدل اولا على ثبوت القدر وان الله عز وجل قد قدر كل شيء وتدل ثانيا على وجوب الايمان بالقدر اذا عندنا ادلة تدل على ان القدر شيء ثابت وادلة تدل على وجوب الايمان بهذا الشيء الثابت الذي هو القدر فاورد جملة من الايات وكذلك الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان امر الله قدرا مقدورا ليقضي الله امرا كان مفعولا مسألة القضاء والقدر فيها بحث عند اهل العلم من جهة التفريق بينهما. ما الفرق بين كلمة القضاء؟ القضاء ومسألة القدر تكلم العلماء عن هذه المسألة كثيرا وليس في هذا الموضوع دليل واضح من القرآن او السنة لكنه اجتهاد من اهل العلم فمنهم من جعل القضاء التقدير المتقدم على وجود المقدور وبالتالي يكون القدر هو التقدير المقارن لوجود المقدور ومنهم من عكس جعل القدر هو التقدير السابق لوجود المقدور والقضاء هو التقدير المقارن لوجود المقدور والامر على كل حال في هذا سهل هذا التفريق بينهما انما يرد البحث فيه حينما يرد هذان اللفظان في سياق واحد اما اذا ذكر احدهما فلا شك انه يراد بهذا اللفظ ما يراد به اللفظ الاخر اذا هاتان الكلمتان من الكلمات التي اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت استدل ايضا بقول الله عز وجل وكان امر الله مفعولا ما اصاب من مصيبة الا باذن الله الاذن ها هنا هو الاذن الكوني لا الاذن الشرعي فالاذن جاء في الكتاب والسنة يراد به يراد به معنيان يراد به الاذن الكوني كهذه الاية وبالتالي فيكون معنى الاذن ها هنا هو بمعنى المشيئة يعني يمكن ان تقول بغير القرآن بدل كلمة الاذن في هذه الجملة كلمة المشيئة فبدل ان تقول ما اصاب من مصيبة الا باذن الله لك ان تقول ما اصاب من مصيبة الا بمشيئة الله هذا اذا كنت تتكلم في غير القرآن والاذن الثاني هو الاذن الشرعي وهو الذي جاء في نحو قوله تعالى قل ارأيتم ما انزل الله لكم من رزق فجعلت منه حراما وحلالا قل الله اذن لكم ام على الله تفترون فالاذن ها هنا هو الاذن الشرعي وهو بمعنى الامر الشرعي فهؤلاء الذين احدثوا ما لم يأذن الله عز وجل به شرعا فانهم احدثوا ما لم يأمر الله ولم يشرعه الله سبحانه وتعالى قال وقال تعالى ما وما اصابكم يوم التقى الجمعان فباذن الله هو كذلك كما سبق قال الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون اثنى الله على اهل الايمان لانهم امنوا بما قدر الله سبحانه وتعالى واعلموا ان تقدير الله خير فالله جل وعلا الشر ليس اليه وهذه مسألة مهمة ينبغي ان تعرفها وهي ان الشر يبحث في هذا الموضوع من جهتين من جهة تعلقه بفعل الله القائم به من جهة القدر القائم بالله سبحانه وتعالى من جهة الوصف القائم بالله سبحانه وتعالى وايضا من جهة تعلقه بالمفعول يعني بالمخلوق المنفصل عن الله سبحانه وتعالى اما الاول فان الله سبحانه وتعالى منزه عن الشر البتة فالشر ليس اليه جل وعلا ليس الى ذاته وليس الى صفاته وليس الى افعاله وليس الى اسمائه سبحانه وتعالى واما بالنسبة للمفعولات المخلوقة فالله جل وعلا يمكن ان يكون في مخلوقاته ما فيه شر ولكن ايضا تنبه الى انه ليس في مخلوقات الله ما هو شر محض بل لا بد ان يكون في وجوده خير اما في ذاته واما فيما يترتب على وجوده ولا يوجد شر محض فيما يخلقه الله سبحانه وتعالى قال وغير ذلك من الايات وتقدم في حديث جبريل وتؤمن بالقدر خيره وشره. هذا دليل على ان الايمان بالقدر ركن من اركان الايمان فلا ايمان لمن لم يؤمن بالقدر وما احسن ما قال ابن عباس رضي الله عنهما القدر القدر نظام التوحيد فمن امن بت فمن وحد الله وكذب بالقدر كذب بالتوحيد يعني الذي يزعم انه يؤمن بالله سبحانه وتعالى ويوحد الله لكنه مكذب بالقدر فان تكذيبه بالقدر تكذيب بتوحيده. لانك ان تأملت يا رعاك الله وجدت ان مسألة القدر راجعة الى توحيد الربوبية فهي فرع من فروع توحيد الربوبية ولذا كثير من اهل العلم يبحثون متعلقات لموضوع القدر في باب توحيد الربوبية لان موضوع القدر راجع الى ما يتعلق بفعل الله سبحانه وتعالى وتوحيد الربوبية هو توحيد الله بافعاله سبحانه وتعالى قال وقال صلى الله عليه وسلم واعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك لا شك ان ما قدره الله سبحانه وتعالى لا يمكن ان يتخلف لا يمكن ان يعلم الله الشيء على غير ما هو عليه ولا يمكن ان يكتب شيء ولا يقع ولا يمكن ان يشاء شيء ولا يمكن ان يشاء شيئا فيكون في مخلوقاته ما يغالبه فتغلب مشيئة العبد مشيئة الله ولا يمكن ان يكون هناك خالق غير الله اذا القدر من الله سبحانه وتعالى وبالتالي فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه قال وقال صلى الله عليه وسلم وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كان لو اني فعلت كان كذا وكذا لكن قل قدر الله وما شاء فعل هذا مما يريح المسلم وتطمئن به نفسه وتسكن الايمان بالقدر من ثمراته حصول السكينة والطمأنينة لان كل شيء قد قدره الله سبحانه وتعالى ومهما فعلت فالشيء الذي كتبه الله سيكون وبالتالي فلا حاجة الى ان تلوم نفسك او ان تلوم غيرك فالذي قدره الله كائن لا محالة فرض وسلم قال وقال صلى الله عليه وسلم كل شيء بقدر حتى العجز والكيس كل شيء بقدر هذا عموم محفوظ يعني لم يخص لا يوجد تخصيص لهذا العموم كل شيء فقد قدره الله سبحانه وتعالى حتى العجز والكيس الكيس هو الحزق الفطنة الذكاء كون هذا الانسان فطنا ذكيا لم يكن منه انما هذا من الله سبحانه وتعالى وكون ذاك اخرقا او آآ بليدا فهذا ليس منه هذا تقدير الله سبحانه وتعالى اذا لا فطنة الفطين ودهاء صاحب الدهاء ولا كذلك بلادة البليد وغباء الغبي وخرق الاخرق منه بل كل هذا بقدر كل هذا بقدر من الله سبحانه وتعالى قال وغير ذلك من الاحاديث ولا شك ان الاحاديث في ثبوت القدر كثيرا وسيأتي طائفة منها ان شاء الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله كما راتب الايمان بالقدر الجواب الايمان بالقدر على اربع مراتب. المرتبة الاولى الايمان بعلم الله المحيط بكل شيء الذي لا يعزم عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وانه تعالى قد علم جميع خلقه قبل ان يخلقهم وعلم ارزاقهم واجالهم واقوالهم واعمالهم وجميع حركات وسكناتهم واسرارهم وعلانيتهم. ومن هو منهم من اهل الجنة ومن هو منهم من اهل النار. المرتبة الثانية الايمان بكتابة لذلك وانه تعالى قد كتب جميع ما سبق به علمه انه وان الله وانه تعالى قد كتب جميع ما سبق به علمه انه كائن وفي ضمن ذلك الايمان باللوح والقلم المرتبة الثالثة الايمان بمشيئة الله النافذة وقدرته النافذة وقدرته الشاملة وهما متلازمتان من جهة ما كان وما كلمة قدرته النافذة هذه ليست اه صواب هذه مقحمة انما هما امران مشيئة نافذة وقدرة شاملة فكلمة وقدرته النافذة هذه هذه ليست صوابا هذه مقحمة خطأ نعم المرتبة الثالثة احسن الله اليكم قال رحمه الله المرتبة الثالثة الايمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة وهما متلازمتان من جهة ما كان وما ولا ملازمة بينهما من جهة ما لم يكن ولا هو كائن. فما شاء الله تعالى فهو كائن بقدرته لا محالة. وما لم يشأ الله تعالى الم يكن لعدم مشيئة الله اياه لا لعدم قدرة الله عليه تعالى الله تعالى الله عن ذلك وعز وجل وقال تعالى وما كان الله ليعجزه شيء وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض انه كان عليما قديرا المرتبة الرابعة الايمان بان الله تعالى خالق كل شيء وانه ما من ذرة في السماوات ولا في الارض ولا فيما بينهما الا والله وخالق حركاتها وسكناتها سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه انتقل المؤلف رحمه الله الى بيان مراتب القدر التي اوجزتها لك قبل قليل مراتب القدر هي حقيقة القدر فالقدر ما هو الا هذه الامور الاربعة علم الله بالاشياء وكتابته لا ومشيئته وخلقه لها هذا هو القدر قال الايمان بالقدر على اربع مراتب المرتبة الاولى الايمان بعلم الله المحيط بكل شيء الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وانه تعالى قد علم جميع خلقه قبل ان يخلقهم وعلم ارزاقهم واجالهم واقوالهم واعمالهم وجميع حركاتهم وسكناتهم واصرارهم وعلى نيتهم ومن هم من هو منهم من اهل الجنة ومن هو منهم من اهل النار خلاصة ذلك ان الله سبحانه وتعالى متصف بالعلم القديم الواسع قلنا قديم يعني انه علم ازلي صفة ذاتية لله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال عليما سبحانه وتعالى لم يكن في وقت من الاوقات عديما لهذا العلم او متصفا بظده وهو الجهل حاشا وكلا وتعالى سبحانه وانما لم يزل سبحانه وتعالى عليما وعلم الله واسع شامل لكل شيء وان الله قد احاط بكل شيء علما ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما ومن ذلك ان الله علم ما كان وما هو كائن وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون من الممكنات والمستحيلات كل شيء قد علمه الله سبحانه وتعالى حتى الشيء الذي لم يقع وسيقع علم الله عز وجل كيف يقع؟ ومتى يقع وحتى الشيء الذي ما وقع ولن يقع علم الله انه لو وقع كيف يقع قال سبحانه لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا هم ما خرجوا ولن يخرجوا لكن على تقدير خروجهم علم الله كيف سيكون الحال. ما زادوكم الا خبالا قال سبحانه ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو اسمعهم لتولوا وهم معرضون اذا علم الله ما لم يكن لو كان كيف يكون بل حتى ما لم يقع ولن يقع ويستحيل ان يقع الله جل وعلا علم على فرض وقوعه كيف سيكون الحال لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض اذا حتى الامور المستحيلة بل حتى التي هي امحل المحالات ان يكون مع الله اله غيره او ان يكون مع الله رب غيره. كيف سيكون الحال ستفسد السماوات والارض او سيبغي ويعلو بعضهم على بعض اذا هذا دليل على علم الله عز وجل الواسع لكل شيء هذا هو علم الله القديم وثمة قسم اخر في صفة العلم وهو علم الظهور وهذا سنتحدث عنه ان شاء الله بعد قليل فان علم الله عز وجل علمان علم قديم العلم القديم وعلم الظهور والذي يتعلق بمراتب القدر انما هو النوع الاول وهو الذي ساق المؤلف رحمه الله الادلة عليه في السؤال الاتي اذا هذه المرتبة الاولى كل شيء فهو داخل في علم الله المرتبة الثانية قال الايمان بكتابة ذلك وانه تعالى قد كتب جميع ما سبق به علمه انه كائن الكتابة هذه المرتبة يجب ان نؤمن بها فنعتقد ان الله سبحانه وتعالى قد كتب مقادير كل شيء مما هو كائن في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كتب الله كل شيء كل شيء مما سيقع الى قيام الساعة و بالتالي تعلم العلاقة بين العلم والكتابة فما العلاقة بين العلم والكتابة ها لا العلاقة بين الامرين علاقة في عموم وخصوصا فالعلم اعم يعني ما يدخل في علم الله اعم مما يدخل في كتابة الله فكل شيء كائن او سيكون او لا يكون فالله قد علمه لكن الكتابة تعلقت بشيء مخصوص وهو ما علم الله انه سيكون فقط اذا الكتابة اخص من العلم ثم العلم متقدم على الكتابة فالله علم ثم كتب علم الله عز وجل كل شيء بعلمه القديم الذي لا اول له لانه ملازم لذاته سبحانه وتعالى وهو الاول الذي ليس قبله شيء ثم كتب سبحانه وتعالى بعد ذلك فالله كما قال سلمة ابن دينار رحمه الله الله تعالى علم قبل ان يكتب وكتب قبل ان يخلقه فمضى الخلق على علمه وكتابته الخلق على علمه وكتابته وفي ضمن ذلك الايمان باللوح والقلم اذا اذا امنا بهذه المرتبة فانه يتعين علينا بالتالي ان نؤمن بهذين المخلوقين العظيمين. الاول اللوح المحفوظ وهو الذكر وهو الامام المبين وهو الكتاب المبين في ايات كثيرة فيها اوصاف عدة لهذا اللوح المحفوظ وهو محفوظ من الزيادة والنقصات حفظه الله سبحانه من ان يزاد فيه او ينقص وما مادته وما طوله وما وزنه؟ وما لونه الجواب الله اعلم كيف في مسائل الغيب كلمة ممنوعة وكذلك القلم الذي كتب به هذه المقادير ما كتب به هذه او ما كتبت به هذه المقادير هو القلم وفي صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم اول ما خلق الله القلم قال له اكتب فقال ما اكتب قال اكتب مقادير كل شيء قبل خلق الصدق فقال اكتب مقادير كل شيء فكتب الله عز وجل آآ مقادير كل شيء بهذا القلم. امره ان يكتب فجر هذا القلم كتابة كل ما يقع في السماوات والارض والى ان تقوم الساعة هذه هي المرتبة الثانية وثمة تفاصيل تتعلق بها سيأتي الحديث عنها ان شاء الله قال المرتبة الثالثة الايمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة تلحظ ان كثيرا من اهل العلم انما يورد في هذه المرتبة المشيئة فقط لكن المؤلف رحمه الله قبله شيخ الاسلام ابن تيمية في الواسطية ذكر في هذه المرتبة الامرين المشيئة والقدرة وهذا من الحذق في العلم وذلك للتنبيه على العلاقة بين هذين الامرين وانهما متلازمان من وجه ويفترقان من وجه المشيئة والقدرة كلاهما من صفات الله سبحانه وتعالى فالله يشاء والله يقدر فالله يشاء ما تقتضي حكمته وجوده ومشيئة الله هي الموجبة للاشياء على الحقيقة الموجب للاشياء على الحقيقة مشيئة الله فالشيء الذي يشاءه الله فانه سيقع عقب مشيئته ولابد كل ما شاءه الله فانه سيقع حتما ما شاء الله كان كان هنا التامة يعني حصل وقع ها ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن اذا الموجب للاشياء انما هو مشيئة الله سبحانه وتعالى كذلك القدرة من صفات الله عز وجل فالله هو القادر والله هو القدير سبحانه وتعالى فله القدرة الشاملة فكل شيء الله عز وجل عليه قدير وكلمة شيء تدل على ما هو موجود او يجوز او يمكن وجوده اذا ما هو الشيء ما يوجد او يمكن ما وجد او يمكن وجوده الشيء هو ما وجد او يمكن وجوده وبالتالي فالله على كل شيء قدير سبحانه وتعالى يبقى ما العلاقة بين المشيئة والقدرة هذا المقام فيه تفصيل وذلك ان الاشياء تنقسم الى قسمين ما كان او سيكون وما لا يكون ما كان او سيكون والاخر ما لا يكون يعني لن يكون اما الاول فان الصفتين متطابقتين فيه يعني متلازمتان فيه كل ما كان او سيكون فانه قد اجتمع فيه مشيئة الله وقدرته اجتمع فيه الامران فالله قدر عليه وهو على كل شيء قدير والله ايضا شاءه وما الدليل على ان الله شاءه وجوده لان الشيء اذا شاء الله وجوده فانه ماذا سيوجد قطعا ولا يوجد هناك في الكون من يدفع مراد الله الكوني من يدفع ما شاءه الله سبحانه وتعالى فالله له السلطان والله عز وجل له التدبير والله عز وجل له الملك وبالتالي فان اي شيء يشاؤه سبحانه فانه سيقع ولابد اذا اجتمعت الصفتان فيما وجد او سيوجد. وجد الان او في الماضي او سيوجد في المستقبل اما ما لا يقع يعني لن يقع فان هذا انفردت فيه القدرة دون المشيئة لم تتعلق به المشيئة انما تعلقت به القدرة فقط تعلقت به القدرة فقط اما المشيئة فلم تتعلق به بالتالي تعرف ان المشيئة اعم من القدرة عفوا ان القدرة اعم من المشيئة القدرة اعم من المشيئة فان مشمولات القدرة اكثر مما مش مولاتي المشيئة فالقدرة شاملة لكل شيء والله على كل شيء قدير. هذا عموم محفوظ. ما خص منه شيء هذا العموم لم يدخله التخصيص قط فالله على كل شيء قدير سبحانه وتعالى اما المشيئة فليست واقعة او حاصلة لكل شيء. انما يشاء الله ما تقتضيه حكمته وبالتالي فهناك اشياء لم تقع ولن تقع لان الله لم يشأ وقوعها هذا كله من جهة المشيئة الواقعة او المشيئة الحاصلة اما من جهة الجواز فالامران متطابقان بمعنى كل ما جاز ان تتعلق به القدرة جاز ان تتعلق به المشيئة وكل ما جاز ان تتعلق به المشيئة جاز ان تتعلق به القدرة. اذا كلامنا السابق كله في المشيئة ماذا الواقعة الحاصلة اما من جهة الجواز من جهة الامكان فكل شيء يجوز ان يشاءه الله وكما ان كل شيء يجوز ان يقدر الله بل القدرة حاصلة ولابد القدرة حاصلة ولابد على كل شيء فاجتمع الامران كل ما جاز ان تتعلق به المشيئة جاز ان تتعلق به القدرة وكل ما جاز ان تتعلق به القدرة جاز ان تتعلق به المشيئة بالتالي نخلص من هذا كله الى خلاصة آآ ذكرها المؤلف رحمه الله وهي ان ما لم يشأ الله تعالى لم يكن عدم وجوده لعدم قدرة الله انما كان ذلك لعدم مشيئته. هذا هو الحق الذي لا ريب فيه. بخلاف اقوالي اه اراظي لاهل البدعة الذين زعموا ان عدم حصول الشيء راجع الى عدم القدرة تعالى الله عن ذلك بل عدم حصول اي شيء انما كان لعدم مشيئة الله. اما من جهة القدرة فالله لا يعجزه شيء وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض. اذا تأمل مثلا في قوله تعالى ولو شاء الله لجمعهم على الهدى ولو شاء الله لجمعهم على الهدى هل جمع الله الناس كلهم على الهدى الجواب لا اذا لم يقع هذا لان الله ماذا لم يشأه لكن هل الله قادر على ذلك نعم بدليل انه قال لجمعهم على الهدى لكنه ماذا لم يشأ ذلك وهذا يدلك ايضا على ان المشيئة يجوز ان تتعلق بهذا الامر ولو شاء الله اذا يجوز ان تتعلق به المشيئة لكن الله لم يشأ ذلك لان حكمته اقتضت ذلك الادلة في هذا كثيرة ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا هل هذا الامر وقع او سيقع لا لن يؤمن اهل الارض كلهم جميعا لم لان الله لم يشأ ذلك ولماذا لم يشأ الله ذلك لان حكمته اقتضت ذلك فالله عز وجل انما نشاء الاشياء لحكمته المقترنة بالمشيئة ولا يشاء الاشياء لان حكمته تقتضي تقتضي هذا الامر قال المرتبة الرابعة الايمان بان الله تعالى خالق كل شيء وانه ما من ذرة في السماوات ولا في الارض ولا ما في ولا فيما بينهما الا والله خالقها وخالق حركاتها وسكناتها سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه. هذه هي المرتبة الرابعة وهي ان الله خالق كل شيء كما قال سبحانه الله خالق كل شيء وكما قال سبحانه وخلق كل شيء اذا لا يوجد موجود الا وهو اما خالق او مخلوق هل يوجد شيء ثالث هناك احتمال ثالث؟ لا والله عز وجل وحده الخالق وعليه فكل شيء سواه مخلوق كل شيء سوى الله عز وجل فهو مخلوق كلمة كل شيء تشمل الذوات يعني الاعيان وتشمل الصفات وتشمل الافعال والحركات والسكنات اذا كل هذه داخلة في كونها ماذا شيئا مخلوقا لله سبحانه وتعالى فالانسان مخلوق وصفاته مخلوقة وافعاله مخلوقة لم؟ لان الله تعالى قال الله خالق كل شيء وهذه اشارة منه لما سيأتي تفصيله ان شاء الله في مسألة خلق افعال العباد وهي مسألة كبيرة حصل فيها نزاع طويل بين اهل الحق واهل الباطل اهل السنة والجماعة واهل البدع وسيأتي ان شاء الله تفصيل ذلك في محله آآ لعلنا نكتفي بهذا القدر والله تعالى اسأل ان