بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على اله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الشيخ الحاكم رحمه الله تعالى في كتابه على من السنة المنشورة ماذا يقتضيه السبق والمقادير والسعادة؟ الجواب اتفقت جميع الكتب السماوية والسنن النبوية على ان القدر السابق لا يمنع العمل. ولا يوجب الاتكال عليه بل يوجب الجد بل يوجب الجد والاجتهاد والحرص على العمل الصالح. ولهذا لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه بصدق مقاديري وجرآنها وجفوف القلم بها قال بعضهم افلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال لا اعملوا فكل ميسر ثم قرأ فاما من اعطى واتقى الاية فالله سبحانه وتعالى قدر المقادير وهيأ لها اسبابا وهو الحكيم بما نصره من الاسباب في المعاش والمعادن وقد يسر كلا من خلقه لما خلقه له في الدنيا والاخرة. فهو مهيئ له ميسر له. فاذا علم العبد وان مصالح اخرته مرتبطة بالاسباب الموصلة اليها كان اشد اجتهادا في فعلها والقيام بها واعظم منه في اسباب معاشه دنياه فقد فاقها هذا كل الفقه من قال من الصحابة لما سمع احاديث قدر ما كنت اشد اجتهادا مني الان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. وقال صلى الله عليه وسلم لما قيل له ارأيت دواء ارأيت دواء نتداوى به ورقى ورقى نسترقيها. هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال هي من قدر الله. يعني ان الله تعالى قدر الخير والشر اسباب كل منهما ان الحمد لله نحمده ونستعينه نستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد. مضمون هذا السؤال يرجع الى موضوع عظيم اخطأ في فهمه كثير من الناس ووفق الله اهل السنة والجماعة الى الحق قوى الصواب فيه. وهو راجع الى مسألة الجمع بين الايمان بالقدر والايمان بالشرع. وانه لا تعارض بين الامرين. وانه لا حجة في القدر على ترك فعل الواجبات او ارتكاب المحرمات فالقاعدة عند اهل السنة ان القدر يؤمن به ولا يحتج به على المعائب كما ان القاعدة عندهم ان القدر يحتج به في المصائب لا في المعائب. وقد ذكرنا في درس ماض ان اهل السنة والجماعة وفقوا الى الحق وكانوا وسطا بين طرفي انحراف فاهل السنة جمعوا بين الايمان بالقدر والايمان بالشرع. امنوا بالقدر وعظموا الامر والنهي في مقابل من كذب بالقدر وعظم الشرع او عظم القدر ولكنه اهمل الشرع. هل المقادير حجة للعبد في ان يدع العمل هذا امر يحتج به من يحتج به من اهل الاهواء او اهل الشهوات هم قد يحتجون بالقدر السابق على المقدور يعني قد يحتجون بسبق العلم وسبق كتابة وقد يحتجون بالقدر المقارن للمقدور. يعني يحتجون بالمشيئة والخلق. وقد يحزن يجمعون بين الامرين لكن لا شك ولا ريب ان هذا الاحتجاج باطل وقد بين الله سبحانه بطلانه في ايات عدة من اشهرها قوله تعالى سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء. كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا. قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟ ان تتبعون الا الظن. وان انتم الا يخرسون قل فلله الحجة البالغة. قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداه اجمعين. فالله عز وجل هو الذي له الحجة على العباد. وليس للعباد فعليه حجة قبل ان نجيب عن هذا التساؤل او هذا الاشكال لابد ان تستوعب يا رب رعاك الله ثلاث مقدمات وممهدات. توصلك الى برد اليقين في هذا المقام العظيم ان شاء الله اولا يجب عليك ان توقن بان الله عدل لا يظلم سواء افهمت هذا الموضوع على وجهه؟ او لم تفهمه؟ ثق ايقن وامن واعتقد بان الله تعالى لا يظلم الناس شيئا. وانه لا يظلم مثقال ذرة. وان الله عز وجل ان جاز العاصي فانه لم يظلمه مثقال ذرة ثق بهذا وامن وايقظ. الامر الثاني ان توقن وتؤمن بان لله الحكمة البالغة. وان هذا المقام العظيم وهو مسألة القدر وما يرجع اليها من مسائل الهداية والاضلال والتوفيق والخذلان لله جل وعلا فيها حكمة بالغة وان الامر ليس عبثيا وليس ضرب عشواء بل ذلك راجع الى حكمة بالغة يحبها الله سبحانه وتعالى. وقد تفهم شيئا من ذلك وقد لا تفهمه لكن وان لم تفهم ذلك فثق بان لله سبحانه حكمة البالغة وموضوع القدر موضوع يجمع بين المشيئة والحكمة فالله عز وجل يهدي من يشاء ويذل من يشاء. وهذه المشيئة مقترنة بالحكمة العظيمة الامر الثالث ان تعلم يا رعاك الله ان القدر وسر من اسرار الله جل وعلا. فان ينكشف لك انكشافا تاما. هذا ما لا سبيل اليه قال السلف رحمهم الله القدر سر الله فلا نكشفه. الحد الذي ينبغي ان تقف عنده هو ما بين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وما زاد عن ذلك فمخزون عنا علم يجب عليك يا عبد الله ان تقف وان لا تتجاوز حدك. ثمتها كما يقولون خطوط الحمراء ليس لنا ان نتجاوزها في هذا المقام العظيم. والا فاننا سوف نهوي في جرف عظيم من الضلال. ولا تنسى ايضا ان تراعي الادب مع الله سبحانه تعالى انت تتحدث عن رب عظيم وعن عبد فقير فراعي مقام الادب حين تتناول هذا الموضوع. هذه المقدمات اجعلها بين قبل ان تخوض في مثل هذه المسائل الدقيقة. اما ان هذا السؤال المهم وهو الذي رمى المؤلف رحمه الله الى الاجابة عنه وقد بسط الجواب وانا الخص لك ما ذكر على وجه نقاط بالاضافة الى اشياء اخرى. اولا يجب ان تعلم ان الاتكال على القدر السابق ليس بمشروع فقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم. واذا كنت واذا كنت تؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم فانتهي عما نهى عنه هذا مقتضى الشهادة له بانه رسول الله. طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر. واجتناب ما نهى عنه وزجر وفي هذا المقام على وجه الخصوص سئل النبي صلى الله عليه وسلم افلا نتكل يعني على القدر السابق على ما مضى في علم الله وكتابته فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا اذا هذا نهي فعليك ان تنتهي ان كنت تؤمن بانه رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا الجواب الاول. الجواب الثاني ان الذي قال ما منكم من نفس الا وقد علم مقعدها من الجنة او من النار هو الذي قال وفي الحديث نفسه اعملوا فكل ميسر لما خلق له. ولا يمكن ان يتناقض كلام النبي صلى الله عليه وسلم اذا النبي صلى الله عليه وسلم جمع في هذا الحديث بين الايمان بالقدر والايمان الشرع انت لا تدري عن كون مصيرك وجزائك ومكتوب عند الله عز وجل الا باخبار النبي صلى الله عليه وسلم اليس كذلك؟ اذا الخبر نفسه يقول لك اعمل امن بهذا القدر واعمل وبالتالي ليس لك ان تؤمن ببعض وتكفر ببعض الامر الثالث ان الاحتجاج بالقدر على ترك الواجب او على فعل المعصية ربما يكون له مصور لو كان الانسان قد علم مآله ومصيره وانه من اهل النار. يعني حينما يقول قائل انا لن اصلي ولن اصوم ولن احج. لم افعل هذا؟ وآآ مآل ومصيري قد كتبه الله جل وعلا ولن يغير هذا او يبدل. اذا ما الفائدة ان اعمل؟ وقد كتب مصيري الجواب انه لو كان قد كشف عنك الحجاب واطلعت على مآلك ومصيرك وعرفت انه الى النار اسأل الله العافية والسلامة لي ولكم لو كان الامر كذلك لكان يكرمك وجه لكن انت لا تدري ربما تكون مكتوبا من اهل الجنة. وبالتالي فالاحتمالان بالنسبة لك ليس احدهما باولى من الاخر وقولك هذا لا وجه له. لانك لا تدري ما غيب عنك. مما كتبه الله سبحانه وتعالى عليك الامر الرابع ان الله عز وجل قد قدر الجزاء ولا شك في هذا ولكنه سبحانه لحكمته ربط المقدور بالاسباب. الله جل وعلا فربط المقدور بالاسباب. فليس الامر كما تتصور انما كتب الله جل وعلا ان يكون الانسان من اهل الجنة بسبب يوصل الى ذلك. وهو ان يعمل الصالحات ويكف عن المحرمات كما ان المآل الى النار امر مقدر لمن قدر الله جل وعلا ذلك عليه ولكنه ايضا مربوط بسبب وهو ترك الواجب والانهماك فيما حرم الله جل وعلا اذا لما يؤمن الانسان بهذا الامر فان هذا سيكون دافعا له ان العمل لا الى الكسر. ولذا لما سمع النبي صلى الله لما سمع سراقة ابن مالك جعشم رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه وسلم ان المآلات مقدرة مكتوبة قال فما كنت شتى اجتهادا مني الان. ما كنت اشد اجتهادا مني الان. كانه يريد ان يبين انه كلما اجتهد الانسان في الوصول الى السبب كان اقرب الى المقدور عليه. انتبه هذه قاعدة مهمة كلما اجتهد الانسان في تحصيل السبب كلما كان حصول المقدور ادنى اليه اجتهد واعمل حتى تكون اقرب الى المقدور الحسن الذي ترجوه لما؟ لان الله سبحانه وتعالى قال فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى ماذا؟ فسنيسره لليسرى. اجتهد في تحصيل السبب وستكون اقرب الى المقدور الحسد الامر الخامس ان يقال ايضا ان الذي قدر المآلات والجزاء هو الذي قدر الارزاق. فما بالك تجتهد في واحد وتهمل واحدة. ما بالك تهتم تحصيل الرزق. وهو مقدر ومكتوب والادلة فيه كالادلة في ان الجزاء مكتوب او اكثر فما بالك اهتممت بهذا واهملت العمل اتكالا على القدر. وهل هذا الا دليل على ان المسألة مسألة اهواء ان تتبعون الا الظن وان انتم الا تخرسون. وهذا امر لا يفعله عاقل. ارأيت من كان يريد الرزق وكان يجلس ساكنا يضع رجلا على رجل ويقول الرزق سيأتيني والماء سيصل الي والطعام سيصل الى جوفي وانا جالس لن اتحرك لن يفعل هذا. وقل مثل هذا في شأن الولد وقل مثل هذا في شؤون الحياة جميعا تجد العمل وتجد الجد وتجد النشاط مع حصول الايمان من اهل الاسلام بان الرزق مكتوب ومع ذلك ليس ثمة تعارض. الجواب السادس ايضا ان يقال ان الاحتجاج بالقدر على ترك الواجب احتجاج فاسد لا باجماع المسلمين بل اجماع العقلاء مسلمهم وكافرهم بل وحتى المجانين ربما شاركوا في هذا نعم. وذلك ان الحجة تظهر صحتها اذا طردت اذا اضطربت الحجة تبين انها حجة صحيحة. واذا لم تضطرب فان هذا دليل على ان هذه الحجة ليست صحيحة وبالتالي لو طردنا هذه الحجة وان العلم والكتابة تكفيان تعني العمل فلا حاجة اليه. لو طرد هذا في امور الدين والدنيا فلن تستقيم للناس حياة لا في امورهم الدينية ولا في امورهم الدنيوية. ارأيت لو اني جئت اليك واخذت كتابك واخذت ما في جيبك من المال. ثم جئت اليك وضربتك ثم جئت الى ثالث واخذت سيارته ثم ذهبت الى الرابع هجمت على بيته وهكذا في كل هذه افعال اقول انتبهوا اياكم ان تحركوا ساكنا لاني انما افعل شيئا علم الله وكتب انني افعله وبالتالي كان ينبغي عليكم ان تجلسوا ولا تفعلوا شيئا وتلزموا الصمت فافعل ما اريد وانتهك عشاء من الحقوق والمحرمات وعليكم جميعا ان تلزموا الصمت والسكوت وان تقولوا مسكين قدر عليه هذا الامر ولا مناص له من فعل هذا. هل هذا يقول به عاقل؟ اجيبوا يا جماعة. لا يقول به عاقل اطلاقا هنا ولا يمكن ان يتصور السكوت عن من هذا حاله. والمباشرة ستقوم اليه تدافع عن نفسك وستأخذ ما لك الذي اخذ منك بل وستذهب وتشتكي وترفع عليه قضية في المحكمة مع انك تعلم ان كل شيء مقدر ومكتوب. اذا هذا دليل على ان الاحتجاج بهذه الحجة ما هو الا هوا في النفس لا اقل ولا اكثر. كل يعلم في قرارة نفسه ان هذه الحجة غير صحيحة. ولكن لما كان في النفوس بطالة وكان في النفوس كسل فانها تتشبث اذا لم توفق الى الايماني الصادق تتشبث بمثل هذه الشوبة التي تظنها شيئا وحقيقتها ليست بشيء هذا باختصار يسير ما يتعلق بهذا الموضوع العظيم. فالمقصود ان الله تبارك وتعالى انما يجازي الانسان على عمله. ثق بهذا وايقظ. الله جل وعلا لم يجازيك يا عبد الله بناء على علمه وكتابته كله. انما يجازيك بناء على ما قدمت يداك ما عملته هل تجزون الا ما كنتم تعملون. فانتقد عملت بارادة ومشيئة منك وبقدرة اعطاك الله عز وجل اياها فلله الحجة عليك وليس لك على الله حجة هذا باختصار ما يتعلق بهذا الموضوع العظيم. و المؤلف رحمه الله حام يعني او ذكر جملة طيبة من الجواب عن هذا آآ استدلال الداحب واجاب عنه بما قد سمعت رحمة الله تعالى عليه. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ما دليل المرتبة الثالثة وهو الايمان بالمشيئة؟ الجواب قال الله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله فقال تعالى ولا تقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله. فقال تعالى من فان لا هو اضمنه ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم. فقال تعالى ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة. وقال ولو شاء الله ما اقتتلوا. وقال تعالى ولو يشاء الله لانتصر منهم. وقال تعالى فعال لما يريد وقال تعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. فقال تعالى انما قولنا لشيء اذا اردناه ان يقول له كن فيكون. وقال تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام من يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا وغير ذلك من الايات ما لا يحصى. فقال صلى الله عليه وسلم قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن كقلب واحد يصرفها كيف يشاء. وقال صلى الله عليه وسلم في نومهم في الوادي ان الله تعالى قبض حين شاء وردها حين شاء. فقال صلى الله عليه وسلم اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء. فقال صلى الله عليه وسلم لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله وحده. وقال صلى الله عليه وسلم من يرد الله من يرد الله تعالى به خيرا يفقهه في الدين. فقال صلى الله عليه وسلم اذا اراد الله الا رحمة امة قبض نبيها قبلها. واذا اراد الله هلكة امه عذبها ونبيها حي. وغير ذلك من احاديث في ذكر المشيئة والارادة ما لا يحصى. انتقل الولف رحمه الله الى المرتبة الثالثة من مراتب القدر وهي المشيئة. مشيئة الله سبحانه وتعالى. وقلنا سابقا ان المشيئة صفة لله عز وجل. وانها هي الموجبة للاشياء على الحقيقة ان جميع الاسباب التي تكون في الدنيا فانها تتسلسل الى ان تصل الى الشيء الموجب للاشياء على الحقيقة وهو مشيئة الله عز وجل بمعنى ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. كل شيء وقع فان وقوعه لم يكن الا من بعد فئته سبحانه وتعالى. وكل ما لم يقع فانه عدم وقوعه راجع الى عدم مشيئة الله عز وجل ما شئت كان وان لم اشاء وما شئت وان لم تكن لم وما شئت وان لم تشأ لم يكن خلقت لما قد علمت ففي العلم يجري الفتى والمسن. على ذا مننت وهذا خذلت وهذا اعنت واذا لم تعن سعيد ومنهم شقي ومنه قبيح ومنهم حسن. وهذه ابيات حسنة. ثابتة عن الشافعي رحمه الله تلخص خسو بعضا مما يتعلق بموضوع المشيئة. الله جل وعلا علم ثم كتب ثم شاء. هذه هي المرتبة الثالثة. وآآ يتعلق بموضوع المشيئة مسألة العلاقة بينها وبين الارادة وبعض منا اورد المؤلف رحمه الله من الادلة فيه الاستدلال آآ دليل لم تأتي فيه كلمة المشيئة لكن جاءت فيه كلمة الارادة والارادة اعم من المشيئة الارادة تنقسم الى قسمين ارادة كونية وارادة شرعية وسيفصلها المؤلف رحمه الله في السؤال الاتي اما المشيئة فان لا تنقسم المشيئة هي شيء واحد هي بمعنى الارادة الكونية على ما يأتي تفصيله ان شاء الله. والمشيئة فهي ايضا بمعنى الاذن الكوني. وهذا ما مضى الكلام عنه في الدرس الماظي او الذي قبله عند قولي عندما بينا ان قوله تعالى وما هم بضارين به من احد الا باذن الله يعني بمشيئته فالاذن ينقسم الى اذن كوني وينقسم الى اذن شرعي. والاذن الكوني هو معنى المشيئة ايضا ينبغي ان تعلم ان الله تعالى يقدر بمشيئته ويفعل بمشيئته ويخلق بمشيئته. ولكنها ليست مشيئة مجردة. وانما هي مشيئة مقترنة بالحكمة. فالله جل وعلا يشاء ما يشاء لحكمة يحبها وتعالى حكمة يريدها جل وعلا ويحبها ولاجل هذا فانه يشاء ما يشاء سبحانه وتعالى الادلة التي اوردها المؤلف رحمه الله كلها متواردة على اثبات المشيئة وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قد اخبرنا الله تعالى في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وبما علمنا من صفاته انه يحب المحسنين والمتقين والصابرين ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا الظالمين ولا يرضى لعباده الكفر ولا لا يحب الفساد مع كون كل ذلك بمشيئة الله وارادته وانه لو شاء لم يكن ذلك فانه لا يكون في ملكه ما لا يريد. فما الجواب لمن قال كيف يشاء ويريد ما لا يرضى به ولا يحبه؟ الجواب اعلم ان الارادة في النصوص جاءت على معنيين ارادة كونية القدرية هي المشيئة ولا ملازمة بينها وبين المحبة والرضا بل يدخل فيها الكفر والايمان والطاعات والعصيان والمرضي والمحبوب مكروه وضده وهذه الارادة ليس لاحد خروج منها ولا محيص عنها. كقوله تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره الاسلام ومن يريد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا. وقوله تعالى ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم الايات وغيرها. وارادة دينية شرعية مختصة بمرض الله ومحابه. وعلى مقتضاها امر عباده ونهاهم كقوله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وقوله تعالى يريد الله ليبين لكم ثم يهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم. وغيرها من الايات وهذه الارادة لا يحصل اتباعها الا الا لمن سبقت له بذلك الارادة الكونية. فتجتمع الارادة الكونية والشرعية في حق المؤمن الطائع. وتنفرد الكونية في حق الفاجر العاصي فالله سبحانه دعا عباده عامة الى مرضاته وهدى الى وهدى لاجابته من شاء منهم كما قال تعالى والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم. فعمم سبحانه الدعوة وخص الهداية بمن شاء. قال تعالى ان ربك هو اعلم من ضل عن سبيله وهو اعلم بمن اهتدى. احسنت. هذه مسألة مهمة ورد عن المؤلف رحمه الله وهي قد علمنا ان الله جل وعلا يحب الصالحين ويحب الاعمال الصالحات وانه يبغض الكافرين ويبغض اعمالهم. فكيف يشاء والله عز وجل هذه المعاصي وكيف يشاء وجود ما لا يحب سبحانه وتعالى الجواب عن هذا ان القاعدة عند اهل السنة والجماعة ان الله تعالى يشاء ما لا يحب ويحب ما لا يشاء. قد يشاء ما لا يحب وقد يحب ما لا يشاء. توضيح ذلك انه اذا كان المخلوق الذي هو مخلوق. قد يشاء ما لا يحب كما يشاء ان يشرب دواء غاية في المرارة فهو يكرهه لكنه شربه لانه سبب لشفائها. اليس كذلك؟ فها هنا شاء ما لا يحب. وقد يحب ما يشاء قد يحب المريض طعاما شهيا بالنسبة له لكنه يضره. ولذا فانه لا يشاء اكله اليس كذلك؟ فها هنا احب ما لا يشاء. اذا كان هذا واقعا في المخلوق فكيف يستبعد في حق الله العظيم سبحانه وتعالى؟ اذا الله تبارك وتعالى قد يشاء الشيء الذي لا يحب وقد يحب الشيء الذي لا يشاء وجوده. فكل ذلك راجع الى حكمته سبحانه تعالوا وتوضيح ذلك ان الله تبارك وتعالى اذا شاء شيئا لا يحبه كوجود المعاصي كوجود ابليس كوقوع الظلم على المسلمين مثلا فان هذا قد شاءه الله تعالى لا لذاته بل لغيره. يعني انه ترتب على ما لا يحب ما يحب. يترتب على وجود ما لا يحب الشيء الذي يحب فترتب على وجود هذه المبعوظات لله سبحانه والمكروهات لله سبحانه جودوا اشياء يحبها. وهذا امر يعقله الانسان ويعلم ان فيه حكمة انت مثلا قد تفعل الشيء الذي لا تحب لانه مفض الى ما تحب بل قد تفعل الشيء الذي تكرهه واشد الكراهة وتبوظه واشد البوط. لكن لانه يحقق مصلحة تحبها فانت تصبر عليه. ارأيت لو ان انسانا قد اه مرض ابنه مرضا عضالا ولا شفاء له الا بان تقطع رجله مثلا نسأل الله العافية والسلامة. فتجد ان الاب يمسك الابن ويأخذه الى الطبيب. ويعاونه وعلى قطع رجل ابنه الذي هو احب الناس اليه. لما؟ لان قطع الرجل سبب لبقاء هذا الابن فبقاء الابن احب اليه من ذهاب احب اليه من بقاء رجله. ولذلك هو يصبر على قطع رجله في مقابل ان يبقى هذا الابن حيا. اذا الله تبارك وتعالى يقدر يشاء ما لا يحب لانه يترتب على وجوبه ما يحب. خذ مثلا شاء الله عز وجل خلق ابليس واغواءه. اليس كذلك؟ ابليس انما وجد وخلق بمشيئة الله. اليس كذلك طيب وابليس غلا وظن وكفر بالله بمشيئة الله. اليس كذلك؟ لا يوجد شيء يقع الا والله عز وجل قد شاء. نتفق على هذا؟ طيب. هذا الامر اعني ابليس مبغوض لله عز وجل لا شك في ذلك. ولذلك فالله عز وجل قد لعنه وطرد من رحمته سبحانه وتعالى وطرده من آآ كونه مع الملائكة يعبد الله سبحانه وتعالى كان في اعلى حال واحسن حال فطرده الله سبحانه عن ذلك بمشيئة انما كان هذا لانه يترتب على ذلك ما يحبه سبحانه وتعالى. بسبب وجود ابليس ضلاله وانحرافه ظهر للناس عظيم قدرة الله عز وجل فالله من عظمته يقدر على خلق المتضادات فالله عز وجل قذرة على ان يخلق ابليس. تلك النفس والذات الشريرة. وقدر سبحانه على ان يخلق النفوس الزكية التي هي في غاية الطهارة. كذات نبينا صلى الله عليه وسلم جبريل وغير ذلك اذا هذا دليل على عظمة الله عز وجل وقدرته. بسبب وجود ابليس وجدت فاثار صفات القهر والغضب لله سبحانه وتعالى. والله جل وعلا يحب ذاته ويحب يحب صفاته ويحب اثار صفاته. لا بد ان تظهر اثار الصفات في الخلق. كالغضب انتقام وما الى ذلك من هذه الصفات. بسبب ابليس وجد اثار صفات الرحمة والرأفة. فبسبب اغوائه كانت المعاصي فكانت مغفرة الله عز وجل قال النبي صلى الله عليه وسلم لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم بسبب ابليس وجدت عبوديات عظيمة يحبها الله عز وجل بسبب وجود ابليس كان الامر والنهي عن المنكر كان الجهاد في سبيل الله كان الصبر على معاصي الله كان الصبر على طاعة الله كان اه التوبة لله عز وجل. والله يحب التوابين ويحب المتطهرين كانت عبادة اتخاذ ابليس عدوا هذه بحد ذاتها عبودية يحبها الله عز وجل. ان الشيطان لكم عدو ماذا؟ فاتخذوه عدوا هذه عبودية يحبها الله سبحانه وتعالى. اذا هذه امور عظيمة يحبها الله عز وجل ترتبت على ماذا؟ على وجود ما لا يحب وهو لسه وقل مثل هذا في كل الامور التي لا يحبها الله عز وجل ولكنه قدر وجودها شاء وجودها اذا ما لا يحبه الله شاء وجوده لما؟ لذاته لا لما يترتب على وجودة مما يحب فكان وجودها فكان وجود هذه الاشياء احب الى الله عز وجل من عدمها. كان وجودها احب الى الله من عدمها. في هذا الموضوع فصل نفيس تكلم فيه ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين في الجزء الثاني عن اه الحكمة التي تلتمس مما يحبه الله عز وجل وترتب على وجود ابليس. كذلك في الجزء الثاني من مفتاح دار السعادة فله ايضا افرد فصلا نفيسا عن الحكم التي يحبها الله عز وجل وترتبت على وجود المعاصي وجودها سبحانه وتعالى. اذا الموجودات لا تخلو عن امرين. اما موجودات شاء الله وجودها لذاتها او شاء الله وجودها لغيرها. التي شاء الله وجودها لذاتها فما يحبه لذاته سبحانه وتعالى. وما شاء الله وجوده لغيره هو ما يبغضه سبحانه تعالى في ذاته لكنه يحب ما يترتب على وجوده. هذا هو الجواب باختصار عما اورد المؤلف رحمه الله اشار رحمه الله في مطلع جوابه الى ان الارادة تنقسم الى قسمين بحسب جاء في النصوص الى ارادة كونية قدرية هي المشيئة. اه ارادة شرعية آآ دينية وهذه كما ذكر مختصة بمراضي الله عز وجل ومحابه. اعلم رعاك الله ان الفرق بين الارادتين يرجع الى ما يأتي اولا ان المراد شرعا لله عز وجل ولابد كل ما اراده الله شرعا فانه محبوب له سبحانه وتعالى يعني لذاته ولابد. ولا يلزم ان يكون المراد كونا محبوبا لله عز وجل ان قد يكون محبوبا لله وقد لا يكون محبوبا لله. الامر الثاني ان المراد كونا واقع ولابد. ولا يلزم ان يكون المراد شرعا واقعا ولا بد قد يقع وقد لا يقع. المراد كونا يعني ما شاءه الله عز وجل. هل يمكن ان يشاء الله شيئا ولا يقع؟ اجيبوا يا جماعة. هل يمكن ان يشاء الله شيئا؟ ويكون من خلقه من يدفع الله فتغلب مشيئته مشيئة الله حاشا وكلا. بل مشيئة الله عز وجل غالبة. وهذا الكون كله مصاع بمشيئته جل وعلا فما شاء الله كان قطعا ولا بد. يقع كل شيء شاءه الله عقب ولابد لكن ما يريده كونا قد يقع وقد لا يقع هذه الصلاة صلاة العشاء هذه الصلاة صلاة العشاء التي صليناها قبل قليل. هل ارادها الله شرعا؟ اذا اردت ان تعرف شيئا مرادا لله شرعا او لا؟ انظر هل هو محبوب لله ام لا؟ الصلاة محبوبة لله؟ نعم اذا هي مرادة شرعا. هل هي مرادة لله كونا بالنسبة لك يا من وفقك الله الى صلاتها نعم كانت بحق في حقك مرادة شرعا عفوا وكانت مرادة كونا لكن هل هي مرادة كونا من فلان اليهودي او النصراني؟ هل صلى العشاء؟ لا اذا لم تكن مرادة كونا. اذا ما اراده الله عز وجل شرعا فانه ما اراده الله كونا فانه واقع ولا بد ولكن ما اراده شرعا قد يقع وقد لا يقع. الامر الثالث المراد شرعا او احسن نقول الارادة الشرعية ملازمة للامر الشرعي ولا يلزم هذا في الارادة الكونية يعني كل ما اراده الله شرعا فقد امر به قد يكون هذا الامر امرا آآ مؤكدا وقد يكون امرا غير قد يعني قد يكون الذي امر به واجبا وقد يكون الذي امر به مستحبا لكن لابد ان يكون هناك تلازم بين الارادة الشرعية وامر الله سبحانه وتعالى. فكل ما اراده الله شرعا فانه قد امر به اما امر وجوب واما امر استحباب لكن هذا لا يلزم في الارادة الكونية. قد تلازم او قد وتقارن الامر الشرعي وقد لا تقارن الامر الشرعي. يمكن ان نضيف امرا رابعا وقد اتضح بما سبق المراد شرعا مراد لذاته واما المراد كونا فقد يكون مرادا لذاته وقد لا يكون مرادا لذاته. كل ما اراده الله شرعا فانه مراد لذاته. الدين والتوبة الخير هذا يحبه الله عز وجل ها هو نفسه لذاته ولكن ما اراده كونا قد يريد الله عز وجل يعني قد يشاء الله عز وجل وجود الخير فيكون مرادا لذاته. وقد يشاء الله وجود المعاصي فتكون مرادة لغيرها لا لا لذاتها. اذا هذه اربعة فروق بين الارادتين. وحتى فضح لك المقام اعلم ان الارادتين ولابد ان تتنبه الى الفرق بينهما فان من من الناس من ضل في هذا المقام لعدم تفريقه بين الارادتين اللتين جاءت بهما النصوص. فجعلوا الارادة شيئا اما ان تكون دائما ارادة شرعية واما ان تكون دائما ارادة كونية. وهؤلاء وهؤلاء ظلوا وانحرفوا القدرية والجبرية والصواب مع اهل السنة والجماعة. ولذلك ففرق بين قوله تعالى يريد الله ابين لكم وبين قوله ان كان الله يريد ان يغويكم. فالارادة ها هنا في المثال الاول هي الارادة الشرعية والارادة في المثال الثاني هي الارادة الكونية ومن خلط بينهما وجعل هذا هو هذا فانه سيخطئ ولابد وهذا احد اسباب انحراف كل من الجبرية والقدرية. اعود فاقول الارادة تجتمعان تنفرد احداهما عن الاخرى وترتفعان بالتالي ستكون اربع احوال. اولا ان تجتمع الارادتان. قلنا الارادة الكونية بمعنى المشيئة والارادة الشرعية هي متظمنة للمحبة محبة الله ورضاه سبحانه وتعالى. اجتمعت الارادتان او تجتمع الارادتان. فيما وقع من الطاعات اجتمعت الارادتان فيما وقع من الطاعات صلاة العشاء التي مضت قبل قليل ارادها الله منك شرعا والدليل انه مباشرة اذا سمعت ارادة شرعية اجعل ذهنك ينصرف الى مسألة المحبة. هل الله يحب الصلاة؟ اذا هي قطعا ها؟ مرادة اذا اراد الله منك صلاة العشاء. طيب صلاة العشاء التي مضت ارادها الله منك كونه ما دليلك؟ انها وقعت لا يمكن ان يقع شيء الا وهو مراد كونا. ما معنى مراد كونه؟ شاءه الله سبحانه وتعالى. طيب اذا في الطاعات التي وقعت اجتمعت الارادتان. اجتمعت فيها الارادة الشرعية لان الله يحبها واجتمعت الارادة الكونية لانها وقعت. طيب توجد الارادة او تنفرد الارادة الكونية فقط فيما وقع من المعاصي ما وقع من المعاصي. يعني لو قدرنا مثلا انه بالامس حصلت جريمة سرقة في مكان ما هذه السرقة ارادها الله قولا يا جماعة سرقة سرقة يريدها الله نعم. ارادها الله كونه لماذا؟ كيف علمتم؟ لانها وقعت وكل ما وقع فقد شاءه الله. ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. اذا السرقة هذه التي نتحدث عنها وكانت بالامس مرادة كونا لانها وقعت. طيب. السرقة التي وقعت بالامس هل هي مرادة شرعا لا يريدها الله شرعا؟ ما دليلك؟ الله لا يحب الفساد. اليس كذلك اذا السرقة ليست محبوبة لله جل وعلا بل هي مبغوضة له جل وعلا. اذا ما وقع من المعاصي وجد فيه نوع واحد وهو الارادة الكونية. طيب وجدت او انفردت الارادة الشرعية فقط. فيما لم يقع من الطاعات فيما لم يقع من الطاعات. اه صلاة المغرب التي مضت من فلان ابن فلان اليهودي او النصراني. مرادة لله عز وجل شرعا؟ اه والله هذي شوي فلان ابن فلان اليهودي. اراد الله منه شرعا ان يصلي صلاة المغرب ما دليلك يا احمد؟ ما دليلك؟ لا تقع ما تقع هذه في الارادة؟ محبوبة لله بدليل ان ان الله امر بها قلنا الارادة الشرعية ملازمة للامر وكل الناس مأمورون بطاعة الله. صح ولا ولذلك هؤلاء الكفار يحاسبون يوم القيامة على كل وقت مضى من اوقات الصلوات الخمس ما صلوه لله كل يوم من رمضان ما صاموه. اضافة الى الكفر الذي وقعوا فيه. فالكفار مخاطبون بفروع الاسلام على الصحيح من كلام اهل اذا هذه الصلاة التي مضت صلاة المغرب مرادة لله شرعا من فلان اليهودي. اذا وجدت الارادة الشرعية. السؤال الثاني هل اراد الله كونا وبين قوسين شاء صلاة المغرب ابن فلان اليهودي؟ الجواب لماذا؟ لانها لم تقع مضى الوقت وانقضى وهذا الرجل ما صلى اذا ما شاء الله منه ان يصلي المغرب ولو ان الله شاء ان يصلي المغرب لصلاها ونحن نفرض الان انه ماذا انه ما صلاها اذا اذا لم يكن قد صلاها فهي اذا غير مرادة لله كونا. اذا وجد في هذه الحال الارادة ها الشرعية فقط تنفردت الارادة الشرعية فيما لم يقع من الطاعات. الحالة الاخيرة دفاع الارادتين وهي ان لا يشاء الله شيئا لا قولا ولا شرعا. وهذا فيما لم يقع من المعاصي ما لم يقع من المعاصي ليس مرادا لله شرعا لانه ها غير محبوب لله وليس مرادا لله كونا. لم؟ لانه لم يقع. فارتفعت الارادتان فيما لم يقع من المعاصي. يمثل اهل العلم لهذا بمثال يقولون اجتمعت الارادتان في اسلام ابي بكر اسلام ابي بكر رضي الله عنه وجد في الارادتان ارادة شرعية لان الله يحب اسلامه وارادة كونية لانه اسلم. ووجدت الارادة الكونية فقط في كفر ابي جهل. ابو جهل وجد في حالته يعني في كونه كافرا ارادة واحدة وهي كونية فقط لان الله شاء ان يكفر فكفر. وجدت الارادة الشرعية فقط في اسلام ابي جهل. اسلام ابي جهل مراد لله شرعا؟ اجيبوا نعم لان الله امره به ودعاه النبي صلى الله عليه وسلم اليه لكن هل وجدت الارادة الكونية؟ الجواب لا. طيب ما دليلكم؟ ها يا عبد الملك. اسلام ابي جهل غير مراد لله كونه. الدليل انه لم يقع انه لم يقع. ارتفعت الارادتان في كفر ابي بكر. ابو بكر رضي الله عنه وحاشاه لم يكفر. اذا هذا الكفر ليس مرادا لله شرعا وليس ايضا مرادا لله كون. من فهم هذا الموضوع سهل عليه آآ معرفة الجواب الا هذا الاشكال وهو كيف يقدر الله عز وجل او كيف يشاء الله او كيف يريد الله عز وجل شيئا لا يحب طيب دعوني اسأل سؤال حتى اعرف هل فهم الموضوع او لا؟ المعاصي غير مراد لله اجب اهذه الجملة صحيحة ام غير صحيحة؟ صحيحة. الذي يقول صحيحة يرفع الذي يقول صحيحة ارفع يده. الذي اجاب تردد. واحد اثنين يعني طيب المعاصي مرادة لله من يقول الجواب خطأ؟ يرفع في بعضهم متردد يرفع وينسى وفي كم واحد قال صحيح طيب صواب الصواب التفصيل. ان يقال المعاصي مرادة لله كونا فغير مرادة لله الشرع فهذا ايضا يحتاج الى تفصيل. المعاصي ها التي وقعت مرابط