الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر شيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة ما دليل المرتبة الرابعة من الايمان بالقدر وهي مرتبة الخلق. الجواب قال الله تعالى الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل. وقال قال هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض؟ فقال تعالى هذا خلق الله فاروني ماذا خلق الذين من دونه وقال تعالى الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء وقال تعالى والله خلقكم وما وما تعملون. وقال تعالى ونفس وما سواها فالهمها فجورها وقال تعالى من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فاولئك هم الخاسرون. وقال تعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان. وغير ذلك من الايات. وللبخاري رحمه الله في في خلق افعال العباد عن حذيفة رضي الله عنه مرفوعا ان الله يصنع كل صانع وصنعته. وقال النبي صلى الله عليه سلم اللهم ات نفسي اللهم ات نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها انك انت وليها ومولاها غير ذلك من الاحاديث. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله رسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد انتقل المؤلف رحمه الله الى المرتبة الرابعة من مراتب القدر وهي مرتبة الخلق وهذه المرتبة قد اقر بها كل المنتسبين الى الاسلام في الجملة. فكل المسلمين يعتقدون ان الله تعالى خالق كل شيء وآآ كل شيء ان ها هنا عموم محفوظ لم يخرج عنه شيء. كما ذكر في درس ماض وهو ان الموجودات اما خالق او مخلوق والله جل وعلا وحده الخالق اذا فكل ما سواه فهو مخلوق. وآآ هذه المخلوقات تتنوع الى ذوات واعيان والى صفات وافعال فحتى افعال الناس والحيوانات فانها مخلوقة لله سبحانه وتعالى على ما سيأتي تفصيله ان شاء الله. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم والخير كله في يديك والشر ليس اليك. مع ان الله سبحانه خالق كل شيء. الجواب معنى ذلك ان افعال الله عز وجل كلها خير محض من حيث اتصافه بها وصدورها عنه ليس فيها شر بوجه فانه تعالى حكم وجميع افعاله حكمة وعدل. يضع الاشياء مواضعها اللائقة بها كما هي معلومة عنده سبحانه وتعالى. وما كان في نفس المقدور من شر فمن جهة اضافته الى العبد لما يلحقه من المهالك. وذلك بما كسبت يداه جزاء وفاقا. كما قال تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير. وقال تعالى وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين. وقال تعالى ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون. هذا انتقال من المؤلف رحمه الله بعد ان بين عموم خلق الله جل وعلا لكل شيء انتقل الى مسألة الشر. وهل يضاف الى الله سبحانه وتعالى ام لا؟ وما معنى قول النبي صلى الله الله عليه وسلم الذي خرجه مسلم في الصحيح والشر ليس اليك هذا الموضوع خلاصته عند اهل السنة والجماعة امران يعني يتلخص في امرين الاول ان الشر انما يضاف الى مفعول الله عز وجل لا الى فعله يضاف الى مخلوقه لا الى خلقه ولابد من التفريق بين هذين الامرين بين الفعل والمفعول والخلق والمخلوق حتى يتضح هذا المقام فعل الله عز وجل الذي هو فعله الذي يقوم به هو خير محض لا شر فيه بوجه من الوجوه اما مفعوله فهو المخلوق المنفصل عنه وهذا هو الذي يضاف اليه الشر. ويكون فيه الشر اذا هذا هو الاصل الاول وهو ان الشر يضاف الى مفعول الله عز وجل لا الى فعله يعني يكون في مخلوقاته لا في خلقه سبحانه وتعالى مثال التفريق بين الفعل والمفعول هو مثال صنعة النجار فالنجار مثلا له فعل وله مفعول اما فعله فالضرب والطرق والنشر وما الى هذا هذا فعل له قائم به واما مفعوله فانه المنفصل عنه الكرسي او النافذة او الطاولة وما شاكل ذلك اذا لابد من ان تفرق بين الامرين بين الفعل والمفعول ما قام بالله سبحانه وتعالى من الفعل والخلق هذا خير كله لا شر فيه مطلقا واما مفعوله المخلوق المنفصل عنه فهذا يكون فيه الشر هذا اولا وثانيا ان الشر في مفعولات الله عز وجل انما هو شر جزئي لا شر كلي يعني ليس شرا مطلقا من كل وجه وانما هو شر من وجه ولابد ان يكون فيه خير من وجه اخر لا يمكن ان يكون في فعل الله عز وجل ما هو شر محض لا يمكن ان يكون في مفعول الله عز وجل او مخلوقه ما هو شر محض. ليس فيه خير بوجه من الوجوه هذا هو ملخص هذا الموضوع وتفصيله هو ما يأتي اولا الله سبحانه وتعالى له الكمال المطلق فلا شر يضاف اليه او يوصف به او ينسب اليه بوجه من الوجوه لا في اسمائه ولا في صفاته ولا في افعاله سبحانه وتعالى ودل على هذا هذا الحديث الذي بين ايدينا وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم والشر ليس اليك ويدل عليه ايظا كل دليل دل على تسبيح الله سبحانه وتعالى سواء ما سبح الله به نفسه او ما اضاف الله عز وجل من تسبيح الى ملائكته او الى عباده المؤمنين فان حقيقة التسبيح تنزيه الله عز وجل عن كل عيب ونقص وشر ويدل على هذا ايضا دليل ثالث وهو اسماء الله تعالى التي تدل على تنزهه عن كل ما لا يليق بكماله وهي القدوس والسبوح والسلام والمتكبر فهذه الاسماء تدل على تنزه الله سبحانه وتعالى عن كل نقص وعيب وشر وعن وتدل على سلامته من ذلك وتدل على تكبره عن ذلك سبحانه وتعالى. اذا الله تبارك وتعالى لا شر يضاف اليه ولا ينسب اليه بل اسماؤه وصفاته وافعاله كلها خير وكلها حق وكلها كمال الامر الثاني هو ان الشر يكون في مفعول يكون في مفعولات الله سبحانه وتعالى يعني فيما خلقه الله عز وجل فالمخلوق المنفصل عن الله عز وجل يكون فيه شر كما قال الله سبحانه وتعالى من شر ما خلق فالشر يضاف الى الذي خلقه الله سبحانه وتعالى فيكون فيه شر بهذا المخلوق في هذا المحدث في هذا المفعول اما فعله كما سلف واما خلقه واما احداثه فانه خير كله الامر الثالث ان الشر في مفعوله شر جزئي كما سبق لا شر كلي ومعنى ذلك ان الله جل وعلا لا يمكن ان يكون فيما يخلقه ما هو شر محض بمعنى ليس فيه حكمة ولا مصلحة ولا رحمة بوجه من الوجوه بل لا بد ان يكون في كل ما خلق ولو كان فيه شيء من الشر لابد ان يكون فيه شيء من الخير اما في ذاته واما فيما يترتب على وجوده كما مر بنا سابقا في خلق ابليس فابليس فيه شرور عظيمة لا شك في ذلك ولكن ايضا في وجوده خير اليس كذلك واخذنا نماذج لما يكون اه مترتبا على خلق ابليس لما وجد ابليس وجدت انواع من الخيور فبسبب وجود ابليس ظهر من قدرة الله عز وجل وعظمته في اظهار المتقابلات المتضادات ظهرت اثار لصفات الله عز وجل مما يتعلق بصفات آآ الرهبة وبصفات اه العزة او بصفات الرأفة او صفات الرحمة ظهرت انواع من العبوديات كما سبق فظهرت العبرة اعتبر الناس في حال من يعرض عن الله عز وجل فيعرض الله عنه كيف كان ابليس ممن يعبد الله عز وجل مع الملائكة فلما تمرد على الله عز وجل كانت حالته في اسفل سافلين الى غير ذلك. كذلك فيما يقدره الله سبحانه وتعالى من القتل فيما يقدره الله عز وجل من وقوع الظلم لابد ان يكون فيه خير بوجه من الوجوه اما لمن وقع عليه ذلك اما لمن وقع عليه ذلك او لغيره فلا يوجد شر محض في مخلوقات الله سبحانه وتعالى ايضا ينبغي ان نعلم رابعا ان الصفة انما تضاف الى المحل الذي قامت به الصفة انما يوصف بها المحل الذي قامت به وبالتالي فانه وان كان الله عز وجل قد خلق ما فيه شر فانه لا يوصف به سبحانه وتعالى فالقاعدة هي ما علمت وهي ان الصفة انما تضاف الى المحل الذي قامت به لا الى الذي جعلها في غيره لا الى الذي جعلها في غيره بمعنى لما كان الله عز وجل خالقا للالوان لم يكن هو متصفا بهذه الالوان اليس كذلك ولما كان الله عز وجل خالقا للطول او القصر او ما شاكل ذلك لم يكن موصوفا بهذا من الذي يوصف بهذا المحل الذي قامت به الصفة اليس كذلك اما الذي جعلها في غيره فلا يوصف بها وكذلك الحال في الشر فاذا كان الله عز وجل قد خلق ما هو شر فانه لا يضاف اليه ولا ينسب اليه ولا يوصف به سبحانه وتعالى انما يوصف بالشر المحل الذي قامت قام به الشر انما يوصف بالشر المحل الذي قام به الشر المسألة الخامسة انه في مقام المدح والثناء او في مقام الدعاء وما شاكل ذلك لا يصح في مقام الادب مع الله عز وجل ان يضاف الشر في مخلوقات الله عز وجل تفصيلا بمعنى القاعدة عند اهل العلم ان الله جل وعلا انما يمدح من الامور بمحاسنها وعظائمها دون مساوئها وصغارها بمعنى الله جل وعلا يمدح بانه خلق السماوات والارض ويقال رب السماوات ورب الارض ورب العرش العظيم هذه امور عظائم ولا يقال مثلا يا رب النمل ويا رب القرود ويا رب الخنازير وان كان الله عز وجل رب كل شيء وهذه كلها مخلوقات له لكن في مقام الادب مع الله عز وجل لا يضاف اليه هذه الامور الحقيرة ولا ما فيه شر على وجه التفصيل انما يضاف ذلك اليه على احد ثلاثة وجوه كما قرر ذلك اهل العلم ومن تتبع الكتاب والسنة وجد الامر على ما ذكروا فالشر اولا يدخل في عموم مخلوقات الله سبحانه وتعالى فيدخل ذلك الشر في عموم قوله تعالى مثلا الله خالق كل شيء وخلق كل شيء فيندرج في هذا العموم هذه الشرور الامر الثاني ان يضاف الشر الى سببه ان يضاف الشر الى سببه او الى محله ان يضاف الشر الى سببه او الى محله من ذلك قول الله سبحانه وما اصابك من سيئة فمن نفسك السيئات التي هي المصائب وما اليها سببها العبد فهو الذي تسبب في حصولها عليه او في نحو قول الله عز وجل من شر ما خلق فالشر يضاف الى المخلوق لانه سببه او لانه المحل الذي قام به الامر الثالث ان يذكر الشر لكن مع ابهام الفاعل او بنائه للمجهول وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا فهذا كله راجع الى مراعاة الادب مع الله سبحانه وتعالى اذا اعود فاقول الله جل وعلا افعاله كلها خير وكلها حكمة وكلها مصلحة فلا شر فيها بوجه من الوجوه والمخلوقات المنفصلة يكون فيها شر ولكن ينظر الى هذا الشر من جهتين من جهة كون الله عز وجل خالق ذلك فهذا خير ومن جهة كونه قائما بالعبد فهذا شر يعني هذا المخلوق الذي فيه شر خلقه لا شك انه خير. ولا شك ان وجوده او ان ايجاده من الله عز وجل حكمة ومصلحة ولابد واما هذا الشر فانه ينظر اليه باعتباره قائما بالمخلوق ثم هو مع ذلك لا يمكن ان يكون شرا محضا بل لابد ان يكون فيه خير اما راجع الى ذاته واما ان يكون اما ان يكون راجعا الى ذاته واما ان يكون راجعا الى غيره والله سبحانه وتعالى اعلم اعود الى ما اورد المؤلف رحمه الله قال ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم والخير كله في يديك والشر ليس اليك الجواب هو ما قد علمت من انه لا شر يضاف الى الله عز وجل لا في ذاته ولا في اسمائه ولا في صفاته ولا في افعاله بعض اهل العلم من السلف فمن بعدهم فسروا هذا الحديث بان الشر لا يتعبد به اليك والشر ليس اليك. يعني لا احد يتقرب الى الله عز وجل بالشر كالامور المحدثة والامور المبتدعة وما الى ذلك هذه لا يتقرب بها الى الله جل وعلا. الله لا يتقرب اليه الا بالخير والخير هو ما جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا التفسير تفسير لطيف وصحيح ولا مانع من ان يكون مقصودا ايضا كما كان المعنى الاول مقصودا فيعم قوله والشر ليس اليك هذا وهذا ومهما ومهما امكن حمل كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على آآ كل ما فيه آآ علم وخير وفائدة واحتمله اللفظ فان هذا ينبغي ان يصار اليه والله تعالى اعلم قال معنى ذلك ان افعال الله عز وجل اه كلها خير محض من حيث اتصافه بها وصدورها عنه ليس فيها شر بوجه يعني ان الله عز وجل لما خلق ابليس فننظر اليه من جهتين ابليس ابليس من حيث هو مخلوق شرط وخلق الله له فعله الذي قام به خير قلنا الفعل خير والمفعول هو الذي فيه الشر واضح فعل الله عز وجل الذي هو خلق ابليس هذا خير ومصلحة وحكمة لانه ترتب على وجوده ما هو خير فكان وجوده خيرا من من عدمه كما اخذنا هذا فيما سبق قال فانه تعالى حكم عدل وجميع افعاله حكمة وعدل. يضع الاشياء مواضعها اللائقة بها كما هي معلومة عنده سبحانه وتعالى وما كان في نفس المقدور من شر فمن جهة اضافته الى العبد لما يلحقه من المهالك وذلك بما كسبت يداه جزاء وفاقا. المخلوق يكون فيه شر يقع عليه الشر يعني مثلا اذا اقيم القصاص على القاتل هذا اذا نظرنا اليه من حيث تعلقه بالقاتل كان فيه شر من حيث انه ازهقت روحه اليس كذلك لكنه خير له ايضا من جهة اخرى وهو انه يكون في ذلك تكفير لسيئته هذا واحد. ثانيا فيه خير لغيره وهو ان يحصل استقرار وحياة للناس واخذ عبرة اليس كذلك فصار في الفعل الواحد شر وخير ولم يكن شرا محضا ولم يكن شرا محضا اه قال كما قال تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين ان الله لا يظلم شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله هل للعباد قدرة ومشيئة على افعالهم المضافة اليهم؟ الجواب نعم. للعباد قدرة على اعمالهم ولهم مشيئة وارادة وافعالهم يضاف اليهم حقيقة وبحسبها كلفوا. وعليها يثابون ويعاقبون. ولم يكلفهم الله الا وسعهم. وقد اثبت لهم ذلك في الكتاب والسنة ووصفهم به ولكنهم لا يقدرون الا على ما اقدرهم الله عليه. ولا يشاؤون الا ان يشاء الله ولا يفعلون الا بجعله الا بجعله اياهم فاعلين كما تقدم في نصوص المشيئة والارادة والخلق فكما لم يوجدوا انفسهم لم يوجدوا افعالهم فقدرتهم ومشيئتهم وارادتهم وافعالهم تابعة لقدرته ومشيئته ارادته وفعله اذ هو خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم ومشيئتهم وافعالهم وليس مشيئتهم وارادتهم وقدرتهم وافعالهم هي عين الله وارادته وقدرته وافعاله. كما ليسوا هم اياه تعالى الله عن ذلك. بل افعالهم المخلوقة لله قائمة بهم لا بهم مضافة اليهم حقيقة وهي من اثار افعال الله القائمة به اللائقة به المضافة اليه حقيقة. فالله فاعل والعبد منفعل حقيقة والله هاد حقيقة والعبد مهتد حقيقة. ولهذا اضاف كلا من الفعلين الى من قام به فقال من يهدي الله فهو المهتد فاضافة الهداية الى الله حقيقة واضافة الاهتداء الى العبد حقيقة. فكما ليس الهادي هو عين المهتدي فكذلك ليس الهداية هي عين الاهتمام وكذلك يضل الله من يشاء حقيقة وذلك العبد يكون ضالا حقيقة. وهكذا جميع تصرف الله في عباده. فمن فالفعل والانفعال الى العبد كفر ومن اضافه الى الله كفر ومن اضاف الفعل الى الخالق والانفعال ومن اضاف الفعل الى الخالق والانفعال الى المخلوق كلاهما حقيقة فهو المؤمن حقيقة بس انت هذا الموضوع اه موضوع دقيق ويحتاج الى شيء من التركيز هذا الموضوع يتعلق بالاساس الثاني وذكرت لك فيما سبق ان اهم المسائل في باب القدر ترجع الى ثلاثة اسس الاول ان كل ما يكون في هذا الكون فانه راجع الى علم الله وكتابته ومشيئته وخلقه. وهذا ما مضى الحديث عنه قبل قليل انتهى بالكلام عن مرتبة الخلق انتقل المؤلف الان الى اساس ثان وهو ما يعتقده اهل السنة والجماعة من انه لا تعارض بين اثبات مشيئة الله وخلقه لافعال العباد وبين اثبات افعالهم وقدرتهم ومشيئتهم تنبه الى ان هذا الاساس يتناول خمس مسائل كلها ينبغي ان تتفطن لها اولا ان انه يجب عليك يا ايها المسلم ان تثبت مشيئة الله سبحانه وتعالى لكل شيء ومشيئته لافعال العباد على وجه الخصوص فكل شيء ومن هذا الشيء افعال العباد وحركاتهم وسكناتهم كل ذلك بمشيئة الله سبحانه وتعالى قال سبحانه من يشاء الله يضلله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم اذا كل حركة وكل سكون وكل فعل ما كان ليكون ما كان ليخرج من العدم الى الوجود الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى اذا هذا هو الامر الاول تعلق مشيئة الله عز وجل بافعال العباد وان لا فعل يكون البتة الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى. لمن شاء منكم ان يستقيم ثم قال وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين الامر الثاني ان الله تعالى خالق لافعال العباد الله تعالى خالق لافعال العباد مر بنا قبل قليل ان الله خالق كل شيء الله خالق كل شيء وخلق كل شيء. هل من خالق غير الله؟ يرزقكم اذا الله خالق كل شيء ومن هذا العموم او يدخل في هذا العموم افعال العباد فالعبد مخلوق ذاتا وصفات وافعالا والادلة على ثبوت خلق افعال الله خلق الله لافعال العباد كثيرة قال ابن القيم رحمه الله في النونية اوليس قد قام الدليل بان افعال العباد خليقة الرحمن من الف وجه او قريب الالف يحصيها الذي يعني بهذا الشأن ومن اشهر تلك الادلة قول الله تعالى والله خلقكم وما تعملون هذا على القول يعني الاستدلال الظاهر عند كثير من اهل العلم على القول بانما ها هنا مصدرية والله خلقكم وعملكم وهي بهذا صريحة في ان الله خالق افعال العباد لكن القول بانها مصدرية فيه نظر والاقرب والله اعلم انها موصولة والله خلقكم والذي تعملون وهذا الذي كان ينكره ابراهيم عليه السلام كما تدل عليه او كما يدل عليه سياق الاية فابراهيم عليه السلام انكر عليهم انهم يعبدون غير الله من الاصنام مع انه خالقهم وخالق تلك الاصنام التي يعبدونها ومع ذلك فان الاستدلال بهذه الاية على خلق افعال العباد وجيه وذلك من جهة قوله وما تعملون يعني والذي تعملون وذلك ان هذه ان هذه المفعولات يعني هذه الاصنام التي صنعها اه عملها الانسان انما هي عمله وهو مخلوق بدليل قوله والله خلقكم فاذا كان مخلوقا هذا الانسان الصانع فاثار صنعته مخلوقة ايضا اثاره اثار المخلوق مخلوقة كما انه هو مخلوق ويمكن ان يقال من الدلالة ايضا في قوله والله خلقكم وكلمة خلقكم تشمل خلق الذات وخلق الصفات وهذه الافعال من الصفات فتكون مشمولة في قوله والله خلقكم. اذا الله خالق كل شيء حتى افعال العباد يعني هذه الحركة الان رفع هذا الكأس وانزاله هذه خلقها الله سبحانه وتعالى ولاحظ اننا نجمع بين الامرين بين اضافة هذا الفعل لله عز وجل خلقا ولي كسبا وفعلا لابد من الجمع بين الامرين كما كن كما قلنا في الاساس لا تعارض نحن معشر اهل السنة نثبت الامرين الفعل يضاف الى العبد من جهة اكتسابه ويضاف الى الله سبحانه من جهة خلقه قد يقول قائل كيف تكون الافعال مخلوقة لله ونحن نعلم قطعا انها مضافة الينا فنحن الذين نمشي ونقوم ونقعد ونصلي ونجلس فكيف تكون مع ذلك مخلوقة لله سبحانه وتعالى فاعلم يا رعاك الله ان الله تعالى قد يخلق الشيء بلا واسطة وقد يخلقه بواسطة الله عز وجل لحكمته قد يخلق الشيء بلا واسطة وقد يخلقه بواسطة فخلق ادم بلا واسطة خلق جنة عدن بلا واسطة وخلق حواء بواسطة بواسطة ادم خلقنا نحن بواسطة الوالدين اليس كذلك خلق النبات بواسطة التراب والماء والهواء والشمس مع ان الله مستغن عن هذه الاسباب لكنها الحكمة التي اقتضت ذلك من هذا افعال العباد فالله خلقها بواسطتنا نحن اذا افعالنا مخلوقة ماذا بواسطتنا نحن و تقريبا للفهم وتوضيحا للمقام يقال اي فعل لم يكن فعلا لم يخرج من العدم الى الوجود الا باجتماع ثلاثة امور واظنني واظن اني ذكرتها سابقا اولا لابد من قدرة تامة ولابد من ارادة جازمة ولابد من زوال المانع لابد من قدرة على الفعل لو اردت ان احمل هذا الكأس هل يمكن ان احمله اجيبوا نعم لان عندي قدرة طيب لو اردت ان احمل هذا المسجد ساحمله لم لعدم لعدم القدرة. اذا لا بد من وجود ماذا قدرة تامة ثانيا لابد من ارادة جازمة لو جزمت بحملي هذا الكأس اردت ارادة جازمة ان احمل هذا الكأس فسوف تحمله لكن لو لم ارد حمله مع وجود القدرة سيحمل لن يحمل لو كنت متردد مرة اقول سأرفعه مرة اقول لا ارفعه سيرفع متى سيرفع اذا كان هناك ارادة جازمة الامر الثالث زوال المانع لو اردت ان احمل هذا الكأس لي قدرة وعندي ارادة ولكن جاء شخص اقوى مني فوضع يده عليه سيحمل لم لوجود المانع. اذا لا بد من اجتماع الامور الثلاثة. والسؤال الان من الذي اعطانا القدرة من لا اطعنا القوة الله عز وجل وهو الذي يقدر على ان يسلبها منا متى شاء اليس كذلك؟ ترى الرجل القوي النشيط اه الذي يصرع الرجال في لحظة بسبب حادث يعود ماذا مشلولا ذهبت قوته من الذي اعطاه القوة؟ ومن الذي سلبها الله عز وجل هذا واحد. ثانيا من الذي خلق الارادة في قلوبنا الله جل وعلا ولذلك هو الذي ان شاء نزع هذه الارادة من قلوبنا وغيرها. اليس كذلك؟ ولذلك انت تشعر في نفسك انك تكون حريصا على شيء. وجازما به ومستعدا له ثم في لحظة تقول خلاص لا اريد لماذا هكذا تقول شيء في نفسي وذهب الله عز وجل سلب الارادة من نفسك اذا هذا الثاني الامر الثالث من الذي يزيل الموانع الله عز وجل اذا اذا كان الفعل مرتبا على هذه الامور الثلاثة وهي من الله الثمرة والنتيجة من الله عز وجل واضح يا اخواني؟ اذا كانت القوة مخلوقة لله اذا كانت الارادة مخلوقة لله اذا كانت الموانع انما تصرف بيد الله عز وجل. تزال او تكون بيد الله. فالثمرة الناتجة عن ذلك وهو الفعل بالتأكيد سيكون مخلوقا لله سبحانه وتعالى. الخلاصة افعال العباد ماذا مخلوقة خلقها الله عز وجل حين صدورها منا حين فعلنا لها طيب الامر الثالث ان للعباد فعل حقيقة قلنا لا تعارض بين اثبات مشيئة الله وخلقه لافعال العباد وبين اثبات افعالهم وقدرتهم ومشيئتهم. اذا الامر الثالث ان للعبد فعل حقيقة هو الذي قام وهو الذي قعد وهو الذي اه اكل وهو الذي شرب وهو الذي صلى وهو الذي صام وهو الذي سرق وهو الذي قتل اذا هو الذي قام بهذه الافعال وبالتالي يستحق عليها الاثابة او العقاب هل هذا صحيح اجيبوا نعم تأمل قول الله تعالى يا ايها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم انما تجزون ما كنتم تعملون. هل تجزون الا ما كنتم تعملون ولا تجزون الا ما كنتم تعملون اذا هذه الادلة كلها تدل على ان العبد ماذا فاعل حقيقة والله هو الذي جعله فاعلا العبد فعل والله هو الذي جعله فاعلا العبد هو القائم والله هو المقيم العبد هو المتحرك والله هو المحرك العبد هو المصلي والله هو الذي جعله مصليا فالهمها فجورها وتقواها الهمها هذا فعله فجورها وتقواها ما قام بالعبد حقيقة تأمل قول الله عز وجل وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا وجعلناهم ائمة يدعون الى النار عندنا امران هناك من يهدي يعني يهدي هداية الدلالة والارشاد هناك من يدعو الى النار هذا فعل ماذا حقيقة للعبد قائم به اليس كذلك لكن ما الذي جعله كذلك من الذي خلقه فيه الله؟ لانه قال وجعلناهم واظح؟ اذا لا بد من الامرين لا بد من الامرين ولذلك كل انسان يدرك من نفسه انه هو الذي فعل اليس كذلك؟ يعني هذا معلوم بالضرورة بالاضطرار اعلم انني انا الذي رفعت الكأس اليس كذلك رفعته وهو مضاف اليه هذا فعلي انا اليس كذلك؟ كلنا ندرك الفرق بين حركة يد هذه وحركة يد المرتعش اليس كذلك فهذا فعل قام به حقيقة بارادته اذا للعبد فعل حقيقة قام به الفعل والله عز وجل هو الذي جعله كذلك. وهذا ما عبر عنه المؤلف رحمه الله فيما قال قال وهكذا جميع تصرف الله في عباده آآ نعم لا قبلها نعم قال فالله فاعل حقيقة والعبد منفعل حقيقة. الانفعال هي او عفوا هو الهيئة الحاصلة الانفعال الهيئة الحاصلة للمتأثر بغيره عند التأثير الهيئة الحاصلة للمتأثر عن غيره او بغيره عند التأثير يعني عندنا هداية وعندنا اهتداء من يهدي الله فهو ها المهتدي لاحظ ان الفعل الذي هو الهداية من يهدي من يهدي الله من يهدي الله وعندنا الاهتداء فالفعل هو الهداية هذا لله والانفعال ها الاهتداء الذي هو مضاف الى المخلوق فان هذا يا اخوان عندنا محرك وعندنا متحرك عندنا تحريك وعندنا تحرك ما الفعل التحريك وما الانفعال التحرك اذا حركت شيئا ها تحرك انفعل ها اذا الله عز وجل يضاف اليه الفعل والمخلوق يضاف له الانفعال واضح؟ وتأمل هذا المثال التحريك والتحرك او الهداية والاهتداء ولذلك انظر هنا ايش قال قال فمن اظاف الفعل والانفعال الى العبد كفر يعني لو جعل العبد مستقلا بفعله عن الله سبحانه وتعالى فهو الذي احدث الفعل هو الذي خلق فعل نفسه فلا شك ان هذا منازعة لله عز وجل في ما يختص به من الخلق وهذا كفر فلو جعله خالقا للفعل معك مع كونه منفعلا يعني خالقا لفعل نفسه بمعنى انه هو الفاعل والمخلوق وهو في نفس الوقت منفعلا يعني منه الهداية ومنه الاهتداء منه التحريك ومنه التحرك لا شك ان هذا قد نازع الله عز وجل فيما يختص به وهذا كفر كذلك من اضافه الى الله عز وجل من جعل الله عز وجل المحرك والمتحرك فهذا كفر بالله عز وجل. والصواب ان يضاف الفعل الى الله عز وجل من جهة انه هو الذي خلق وهو الذي اه الهم العبد مثلا فالهمه وجود فالهمها فجورها وتقواها الى اخره والانفعال الذي يضاف الى المخلوق. طبعا الانفعال تنبه الى اننا نتحدث عن الانفعال الجزئي او غير المحض. الانفعال نوعان. هناك انفعال محض وهناك انفعال غير محض. الانفعال المحض هو كحركة المرتعش حركة المرتعش يعني لا اختيار فيها هل تستطيع ان توقف لو كنت مصابا بالرعاش هل تستطيع ايقاف اليد نعم او حركة قلبك هل تستطيع ان توقفها؟ تقول يا قلبي توقف ها لا تستطيع هذا انفعال محض وهناك انفعال غير محض وهذا الذي يبقى في المحل نوع اختيار فيه ماذا نوع اختيار فهذا هو فعل العبد ولذلك ينظر اليه من جهتين من جهة كون الله عز وجل خالقا فالعبد من فعل ومن جهة اضافة الفعل الى نفسه وقيامه به فهو فاعل فيصح نسبة الفعل اليه من الجهتين من جهة كونه فاعلا يعني قام به الفعل هل تجزون الا ما كنتم؟ تعملون. وفي نفس الوقت يضاف اليه بنظر اخر الى كونه ماذا منفعلا الى كونه منفعلا يعني ان الله خلق الفعل فيه واضح يا اخواني ها طيب على كل حال ترى الموضوع سهل وقريب. يهمني فقط ان تفهم ان الفعل يضاف الى الله ها خلقك ويضاف الى المخلوق فعلا وكسبا هذا القدر كافي عندي في فهم هذه المسألة. طيب المسألة الرابعة التي تدخل في القاعدة هي ان للعبد قدرة العباد قادرون باقدار الله لهم العبد عنده قدرة فهو فاعل بقدرته ولذلك يقول الله عز وجل فاتقوا الله ما استطعتم اذا عندك استطاعة عندك قوة عندك قدرة بها تفعل اليس كذلك وليس العبد مسلوب القدرة ولذا هو مضطر الى ما يفعل لانه مسلوب ليس يستطيع ان يفعل الشيء هذا قول الجبرية الباطل بل العبد يفعل بماذا بقدرته العبد له قدرة والله عز وجل هو الذي اعطاه هذه القدرة ولذلك آآ كانت القدرة عند اهل السنة والجماعة سببا مؤثرا وانتبه قاعدة اهل السنة في الاسباب ان الاسباب اسباب مؤثرة السبب سبب مؤثر ليس علة تامة وليس امارة محضة السبب عند اهل السنة سبب مؤثر ليس علة تامة وليس امارة محضة يعني اهل السنة في الوسط بين اعتقاد ان السبب علة مستقلة بايجاد المعلول هذا باطل فلا يوجد في المخلوق ما هو علة تامة عنها صدر الشيء بل ذلك لا يكون الا عن مشيئة وخلق من الله سبحانه وتعالى واضح يا اخواني وليست امارة محضة يعني يحصل الشيء عندها لا بها. كما يقوله من يقوله من المتكلمين. يعني السكين انت تقطع بها اليس كذلك القطع تقطع بها الفاكهة القطع ما سببه السكين واضح فالسكين اثرت في ماذا في حصول هذا القطع عند هؤلاء المتكلمين السكين ليس لها تأثير حصل القطع عندها لا بها حصل القطع عندها لا بها خلق الله القطع لما مرت السكين دون ان يكون لها اثر ولا شك ان هذا باطل بل السكين يعني السبب له اثر في حصول المسبب. ولكنه ليس اثرا مستقلا لا يوجد شيء يؤثر تأثيرا مستقلا بل لا بد من وجود سبب اخر ولابد من وزوء ولابد من زوال المانع وهذا كله ماذا الى الله سبحانه وتعالى. ولذلك النار سبب في الاحتراق. اليس كذلك مؤثرة في الاحتراق وهذا يدركه كل العقلاء. لكن لما كان الله عز وجل مستقلا وكانت النار مجرد سبب سلب الله عز وجل هذا التأثير لما شاء اليس كذلك في قصة ابراهيم عليه السلام لم تكن النار سببا في ماذا في احتراقه لان هناك شيئا اعظم وهو قدرة الله عز وجل ومشيئته وخلقه. ولذلك سلب من النار التأثير الذي فيها من جهة من جهة الاحتراق. اذا نحن نعتقد ان للعبد قدرة عنده قوة عنده استطاعة بها يفعل ولكنها مجرد ماذا سبب والله عز وجل هو الذي جعل فيك هذا السبب وهو الذي يقدر على سلبه اذا شاء. الامر الخامس والاخير ان للعبد مشيئة العبد له اختيار به يفعل وبناء عليه يجازى اليس كذلك كل انسان كما ذكرت لك قبل قليل يفرق بين فعلي او حركة اليد للشخص السليم وبين حركة الشخص المرتعش بين حركة رأسه مثلا وهو سليم وحركة قلبه فحركة يده وحركة رأسه انما كانت بماذا بمشيئته اليس كذلك؟ فلما شاء حرك يده لما شاء آآ رفع الكأس وهكذا فللعبد مشيئة دون شك بها يفعل وبناء عليها يجازى ولذلك الله جل يقول فاتوا حرثكم انا شئتم لمن شاء منكم ان يستقيم ولكن مشيئته ليست مستقلة كما كنت قلنا في القدرة ليست علة تامة مجرد سبب كذلك المشيئة المشيئة ليست مستقلة انما هي تابعة بمشيئة الله عز وجل لا تخرج عنها. يعني لا يمكن ان تشاء الا ما شاء الله لا يمكن ان تشاء شيئا والله عز وجل يشاء شيئا اخر بل مشيئتك تابعة لمشيئة الله لمن شاء منكم ان يستقيم لاحظ الجمع بين الامرين لمن شاء منكم ان يستقيم ثم قال وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. اذا هذه هي الخلاصة والمحصلة واعيدها عليك ويهمني ان تفهم الخلاصة التي عليها معتقد اهل السنة والجماعة وهي انه لا تعارض بين اثبات مشيئة الله وخلقه لافعال العباد نحن نجمع هذا مع اثبات افعال العباد وقدرتهم ومشيئتهم كل وهذا نعتقده ولا نعتقد ان ثمة تعارضا بين هذا وهذا فبعض الناس يحصل عنده ارباك كثير في هذا المقام اذا قال ان الله عز وجل هو الخالق هو الذي شاء ان افعل يظن ان هذا يعني سلب الاختيار والمشيئة للعبد كلا انت ستفعل بمشيئتك واختيارك ولكن هذه المشيئة لم تخرج عن مشيئة الله سبحانه وتعالى انت تفعل الشيء الذي خلقه الله عز وجل فيك ولكنك فعلت باختيارك والفعل منسوب لك ولذلك انت تجازى يوم القيامة على فعلك هل تجزون الا ما كنتم؟ تعملون. اذا الجمع بين هذه الامور هو الذي اه يسلم به العبد وهو الذي يسلك به الطريقة المستقيم وبه يسلم من الانحراف بين قول انحرف في جانب فبالغه في اثبات فعل العبد وقدرته ومشيئته حتى جعلها منفكة خارجة عن مشيئة الله وعن خلقه سبحانه وتعالى العبد عندهم هو الذي يخلق فعل نفسه والفعل صادر منه دون ان يكون لذلك تعلق بالله سبحانه وتعالى وهؤلاء مجوس هذه الامة اثبتوا مع الله خالقين المجوس اثبتوا خالقين وهؤلاء اثبتوا خالقين فكل انسان اصبح بهذا خالقا لانه خلق فعل نفسه وبين اناس بالغوا في اثبات اه مشيئة الله عز وجل وخلقه حتى انهم سلبوا العبد قدرته ومشيئته وفعله وبالتالي صار العبد عندهم ليس فاعلا بل مفعولا به العبد عندهم ماذا مفعول به ليس ليس له اي اثر وليس له اي علاقة ولذلك يعتقد هؤلاء ان احدهم اذا سرق يعتقد اعتقادا ظاهريا والا هو في باطنه يدرك انه كاذب لكن يقول انا اه سرقت لانه سرق بي سرق بي انا ما سرقت صورة الفعل فقط اني سرقت. يضاف الفعل الي مجازا لا حقيقة والواقع انه ماذا سرق بي فلماذا تعاقبوني وربما ترقى الامر الى ما هو اعظم من ذلك حتى اصبح اصبحت المعاصي في نظره طاعة لان كل شيء انما هو فعل الله وانا ليس لي شيء فقال بعضهم اصبحت منفعلا بما يختاره مني. ففعل كله طاعات ففعلي كله طاعات حتى ولو سرق حتى لو زنا حتى لو قتل كل ذلك عنده ماذا اضحى اضحى طاعة لانه في الحقيقة ليس الا فعل الله والعبد ليس منه شيء هو مثل الشجرة تقول تحركت الشجرة هل الواقع انها تحركت او حركت يقولون تحركت يعني كما يقولون مجاز لكن الواقع انها ماذا حركت الهواء حركها والا هي ليس منها ليس منها فعل. يقولون كذلك الانسان ولا شك ان هذا ترده شرائح الكتاب والسنة ويرده العقل كل انسان يدرك اضطرارا انه انما يفعل باختياره والفعل قائم به واذا فعل السوء فانه يشعر بالندم ويشعر انه مستحق للعقوبة وهذا الذي يدركه الناس جميعا ولولا ذلك ما استقامت للناس