بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الشيخ الحاكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة ما جواب من قال اليس ممكنا في قدرة الله ان يجعل كل عباده مؤمنين مهتدين طائعين مع محبته ذلك منهم شرعا الجواب بلى هو قادر على ذلك. كما قال تعالى ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة الاية. وقال تعالى شاء ربك لا امن من في الارض كلهم جميعا. وغيرها من الايات. ولكن هذا الذي فعله بهم هو مقتضى حكمته وموجب هويته والهيته واسمائه وصفاته. فقول القائل لما كان من عباده الطائع والعاصي كقول من قال لما كان من اسمائه الضار والمعطي والمانع والخافض والرافع والمنعم المنتقم ونحو ذلك. اذا افعاله تعالى هي مقتضى اسمائه واثار صفاته فالاعتراض عليه في افعاله اعتراض عليه في اسمائه وصفاته. بل وعلى الهيته وربوبيته. وسبحان الله رب العرش عما يصفون لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه تسليما كثيرا. اما بعد فبعد ان بين المؤلف رحمه الله مسائل مهمة ودقيقة في مباحث القدر اشار الى سؤال قد يرد على الاذهان وهو ان الله سبحانه وتعالى هدى من شاء بفضله واضل من شاء بعدله فهل في قدرة الله سبحانه ان يهدي الناس جميعا والجواب كما بين المؤلف رحمه الله ان المقام مقام راجع الى حكمة الله جل وعلا. اما القدرة فلا شك ان الله على كل شيء قدير. ومن ذلك انه يقدر على ان يضل الناس جميعا. كما انه قادر على ان يهدي الناس جميعا. ولو شاء ربك لا امن من في الارض كلهم جميعا. فالله لا يعجزه شيء سبحانه وتعالى. ولكن شأنها هنا في امر اخر وهو ان حكمة الله جل وعلا اقتضت انقسام الناس الى شقي وسعيد. وهو سبحانه لم يكن ظالما هذا الشقي كما انه هو المتفضل على السعيد. اذا لابد ان توقنا يا عبد الله يقينا مفصلا او مجملا بحسب الادراك الذي يعطيك الله عز وجل اياه يجب ان توقن يقينا لا شك فيه ان كل عقوبة من الله فهي وان كل نعمة من الله فهي فضل احفظ هذه القاعدة ولتكن يقينا راسخا في قلبك كل عقوبة من الله فهي عدل وكل نعمة منه فهي فضل واعظم النعم الهداية الى الى الصراط المستقيم واعظم العقوبات الاضلال عن الصراط المستقيم فقدرة الله عز وجل تتناول هداية الخلق جميعا لا اشكال في هذا لكن حكمة الله سبحانه وتعالى اقتضت ما ذكرت لك وهذا اثر من اثار صفات الله عز وجل فان الله تعالى هو الرحمن الرحيم وهو الرؤوف الكريم كما انه سبحانه العزيز والجبار والقهار ومن صفاته الغضب والانتقام والبغض وبالتالي فلا بد ان تظهر اثار صفات الله سبحانه وتعالى فهذا الواقع موجب صفات الله عز وجل. واثر من اثاره وفرض غير ذلك والسؤال عنه باطن مردود فان خلاف ذلك هو خلاف حكمة الله سبحانه وتعالى ولهذا قال المؤلف رحمه الله ولكن هذا الذي فعله بهم يعني انقسامهم الى شقي وسعيد هو مقتضى حكمته وموجب رحمته والهيته واسمائه وصفاته فقول القائل لم لم كان من عباده الطائع والعاصي كقول كقول من قال لما كان من اسمائه الضار النافع والمعطي المانع والخافض والرافع والمنعمون اقم وغير ذلك وهذا سؤال فاسد لا يرد اصلا ولا يجوز ان يسأل به فالله جل وعلا له الحكمة البالغة لكنه لم يظلم احدا حينما اضل من اضل وانما كان هذا عقوبة منه سبحانه وتعالى وايقاع العقوبة على مستحقيها عدل وما سوى ذلك على الانسان ان يمسك عنه فهذا حد يجب ان يقف عنده الانسان فانما سوى ما علمنا فيما اخبر الله جل وعلا فانه مخزون عنا علمه. ليس لنا ان روم كشفه فالقدر سر الله فلا سبيل الى كشفه هذه قضية ينبغي عليك يا عبد الله ان تتنبه لها وبالتالي فليس لك ان تخوض فيما زاد على ما دلت عليه النصوص وعند الاشكال اعتصم بالمحكمات كما قلنا سابقا اذا اشكل عليك شيء اعتصم بالمحكمات وراجع هذه الاصول البينات وهي ان الله تعالى عدل لا يظلم. فهمت وجه المسألة او لم تفهم والامر الثاني ان لله الحكمة البالغة فهمت وجه المسألة او لم تفهم قال فالاعتراض عليه في افعاله اعتراض عليه في اسمائه وصفاته ولا شك ان هذا منكر لا يجوز بل وعلى الهي الهيته وربوبيته. فسبحان الله رب العرش عما يصفون لا يسأل عما يفعل وهم يسألون هذه اية عظيمة لا يسأل عما يفعل وهم يسألون يخطئ كثير من الناس في فهمها يظنون ان الله لا يسأل عما يفعل لمجرد قدرته وقهره والامر ليس كذلك بل لا يسأل الله جل وعلا لا يسأل عما يفعل لكمال حكمته ورحمته وعدله مع كونه القدير القهار لا تعارض بين هذا وهذا لكن الاية مسوقة لاثبات كمال حكمة الله جل وعلا وكمال رحمته وعدله وبالتالي فالذي يسأل عن عن فعله هو الذي في فعله خلل او عبث او يقع خلاف مقتضى الحكمة هذا الذي يسأل عن فعله ويناقش عن ذلك اما الذي له كمال الحكمة وكمال الرحمة وكمال العدل فانه لا يمكن ان يسأل عن فعله لان اليقين حاصل بان كل ما يفعل فانه مقتضى الحكمة البالغة اتنبه الى فهم هذه الاية التي هي في اثبات الحكمة وليس انها دليل على انتفاء الحكمة كما استدل بهذا من استدل من المتكلمين فاخطأوا خطأ عظيما طائفة من المتكلمين الذين نفوا حكمة الله جل وعلا تجدهم يستدلون بهذه الاية يقول الله عز وجل ليس له حكمة في فعله ولا يسأل عما يفعل. الامر ليس كذلك بل لا يسأل عما يفعل لكمال حكمته تبارك وتعالى وسياق الاية يدل على ذلك. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما منزلة الايمان بالقدر من الدين؟ الجواب الايمان بالقدر نظام التوحيد كما ان الايمان بالاسباب التي توصل الى خيره وتحجز عن شره نظام الشرع ولا ينتظم امر الدين ويستقيم الا لمن امن بالقدر وامتثل الشرع. كما قرر النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بالقدر ثم قال لمن قال له افلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال لا قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له. نعم نبه المؤلف رحمه الله في هذا السؤال الاخير الخاتمي لمسائل القدر على منزلة الايمان بالقدر من الدين فقال رحمه الله الايمان بالقدر نظام التوحيد وهذه الجملة جملة عظيمة رويت عن ابن عباس رضي الله عنهما وقد اخرج عبدالله بن احمد في السنة واللالكائي والاجر وغيرهم عنه رضي الله عنه انه قال القدر نظام التوحيد فمن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده فالقدر نظام التوحيد معنى هذا انه الركيزة التي يقوم عليها التوحيد والسلك الذي ينتظم مسائل التوحيد وهذا ظاهر لو تأملت من حقق الايمان بقدر الله سبحانه وتعالى فانه سيحقق التوحيد لله عز وجل فان الايمان بالقدر يعني الايمان بقدرة الله سبحانه ويعني الايمان عموم مشيئته ويعني الايمان بسعة علمه. ويعني الايمان بعظيم حكمته ويعني الايمان بعموم خلقه الى غير ذلك من هذه المسائل العظيمة وكلها في مجموعها ترجع الى تحقيق التوحيد العلمي والتوحيد العلمي موصل الى التوحيد العملي فاتضح ان الايمان بالقدر هو نظام التوحيد الذي يرتكز ويعتمد ويقوم عليه قال رحمه الله كما ان الايمان بالاسباب التي توصل الى خيره وتحجز عن شره هي نظام الشرع واعظم تلك الاسباب فعل ما امر وترك ما نهى فبها يحقق الانسان الايمان بشرع الله سبحانه وتعالى اذا اهل السنة والجماعة كما تقدم غير مرة حققوا الامرين الايمان بالقدر والايمان بالشرع وكل من انحرف في هذا الباب فهو لعدم تحقيق الامرين جميعا فمن الناس من امن بالقدر واهمل الشرع او امن بالشرع واهمل القدر وكلاهما على طرفي انحراف قال ولا ينتظر امر الدين ويستقيم الا لمن امن بالقدر وامتثل الشرع. كما قرر النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بالقدر ثم قال لمن قال له افلا نتكل على كتابنا وندع العمل فبدأ اولا بالنهي قال لا ثم امر فقال اعملوا فكل ميسر لما خلق له و جمع ذلك ايضا النبي صلى الله عليه وسلم في قوله استعن بالله ولا تعجزن فان اصابك شيء فلا تقل لو كان كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فعليك ان تستعين بالله عز وجل وان تعمل وهذا هو تحقيق الايمان بالشرع ان تعمل وان تجد بفعل الاسباب التي شرعها الله عز وجل واعظم تلك الاسباب ان تأتي المأمور وان تكف عن المحظور فان اصابك شيء حينها لا تجزع ولكن عليك ان تلجأ الى الايمان بالقدر فتقول قدر الله وما شاء فعل فهذا هو الذي حقق الايمان اه او من طرفيه من طرف القدر ومن طرف الشرع نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فمن نفى القدر زاعما منافاته للشرع فقد عطل الله تعالى عن علمه وقدرته وجعل العبد مستقلا بافعاله به خالقا لها فاثبت مع الله تعالى خالقه. بل اثبت ان جميع المخلوقين خالقون. نعم هؤلاء احد طرفي الانحراف في باب القدر وهم القذرية هؤلاء كما ذكرنا سابقا انقسموا الى طائفتين طائفة متقدمة نفت علم الله وكتابته وبالتالي مشيئته وخلقه لافعال العباد وهؤلاء اجمع السلف على كفرهم اما الطائفة الثانية فهم المتأخرون منهم الذين اقروا بعلم الله وكتابته ولكنهم خالفوا في مشيئة الله لافعال العباد وفي خلقه لافعال العباد فعندهم ان مشيئة الله وخلقه لا تتناول افعال العباد وبالتالي فان الانسان فاعل بمشيئته المستقلة فاعل احداثه للفعل وليس ان ذلك راجع الى مشيئة الله وخلقه ولا شك ان هذا انحراف عظيم وصدق وصف هؤلاء بانهم مجوس هذه الامة وذلك لان المجوس اثبتوا خالقين مع الله وهؤلاء ذلك لان المجوس اثبتوا خالقين وهؤلاء اثبتوا خالقين. فكل انسان اضحى خالقا فعل نفسه ولم يكن الخالق واحدا فكانوا مجوسا هذه الامة في هذا الباب بل اسوأ من المجوس من هذه الجهة نعم الله اليكم قال رحمه الله ومن اثبته محتجا به على الشرع محاربا له به نافيا عن العبد قدرته واختياره التي منحه الله تعالى اياها وكلفه بحسبها زاعما ان الله كلف عباده ما لا يطاق كتكليف الاعمى بنقد المصحف. فقد نسب الله تعالى الى الظلم وكان امامه في ذلك ابليس لعنه الله تعالى اذ يقول قال فبما اغويتني لاقعدن لهم صراطك المستقيم. نعم هذا الطرف المقابل للطرف الاول وهؤلاء هم الجبرية ويأتي في لسان السلف اطلاق وصف القدرية على الطائفتين على النفاة وهم الاولون والغولات وهم الاخرون. فالقدرية في لسان السلف ترد وقد يراد بها يعني هذه الكلمة الطائفتان. لكن ما اصطلح عليه المتأخرون ان النفاة الطائفة الاولى هم القدرية واما الثانية فهؤلاء بالغوا في اثبات القدر ونفوا قدرة العبد ومشيئته وفعله وهؤلاء هم هؤلاء عندهم ان الفاعل الحقيقي هو الله فكل ما يكون في هذا الكون من حركات العباد وسكناتهم انما هي افعال لله حقيقة مضافة الى العبد مجازا فالفاعل فالعبد عنده مفعول به لا فاعل ينسب الفعل اليه دون ان يكون منه شيء ولربما تحذلق من تحذلق منهم فكان دون هؤلاء الجبرية الصرحاء فقال ان العبد له قدرة ولكنها ليست مؤثرة ليست مؤثرة في الفعل وهذا هو القول بالكسب الذي آآ هو معروف بكسب الاشعري وهو في الحقيقة شيء لا يتصور او لا وجود له او لا فائدة منه ما الفائدة من وجود قدرة؟ لا تؤثر في المقدور. وجودها اذا كعدمها هذا هو حقيقة القول بالكسب الذي عند هؤلاء الجبرية الذين هم جبرية متوسطة بالنسبة الى الجبرية الغلاة الاولين المقصود ان هؤلاء عندهم العبد ليس منه شيء ولا اليه شيء ولا يصنع شيئا وانما هو مجبور على كل ما يصدر منه وبالتالي فانه قد اختلج في نفوسهم ان الله تعالى يظلم العبد حينما يحاسبه على شيء ليس له فيه قدرة ولا اختيار من كان منهم معظما للشرع فانه يكتم هذا في نفسه ومن كان متمردا فانه قد يصرح بذلك فكيف يعذب الله الانسان على شيء ليس له عليه قدرة ولا له فيها اختيار والله عز وجل اعظم من ذلك يتعالى عن ذلك بل اذا عاقب سبحانه العبد فانما يعاقبه على فعله ويعاقبه على ما صدر منه بقدرته واختياره وهذا هو حقيقة العدل فالله جل وعلا حرم الظلم على نفسه وبالتالي فهؤلاء وقعوا في امر عظيم وهو انهم اعتقدوا ان الله تعالى ظالم لهم. وان كانوا تحذلقوا مرة اخرى فعبثوا بمعنى الظلم وقالوا هذا ليس ظلما لان الظلم فعل غير المقدور وكل ما كان مقدورا لا يكون ظلما. ولا شك ان هذا باطل. فالله جل وعلا انما نزه نفسه عن شيء يقدر عليه وبالتالي هو قادر سبحانه وتعالى على ان يظلم لكنه نزل نفسه عنه لانه لا يليق به. فهذا الذي ذكروه اه قول غير صحيح بل الظلم وضع الشيء في غير موضعه ومن ذلك عقوبة غير المستحق عقوبة غير الفاعل ظلم وبالتالي فان هذه العقوبة ظلم ان صدرت من المعاقب وبعض هؤلاء ترقى الى درجة اسوأ حتى جعل كل ما يصدر منه طاعة لله عز وجل لان ذلك موافق لارادته. عنده الارادة شيء واحد لا ينقسم وبالتالي فكل ما يقع فهو محبوب لله سبحانه وتعالى. حتى الفواحش وحتى المنكرات. بل حتى الكفر بالله جل وعلا هو في الحقيقة عندهم طاعة لانه موافقة مراد الله بل هو فعل الله تعالى الله عن ذلك ولذا هؤلاء وصلوا الى حد الانسلاخ من الشريعة كما ذكرت لك فيما سبق حتى قال قائلهم اصبحت منفعلا بما يختاره مني ففعلي كله طاعاته مهما كان حكى ابن القيم رحمه الله عن عن شيخه ابن تيمية انه لقي احد هؤلاء فقال لشيخ الاسلام قال له ان المحبة موافقة المحبوب فاي شيء علي اذا وافقت المحبوب في مراده يشير الى ان كل ما يقع في الكون فهو ماذا مراد الله جل وعلا وبالتالي فانه يحب كل يحب كل ما يقع ولو كان ظلما وطغيانا وفجورا. فقال شيخ الاسلام رحمه الله فماذا تقول اذا كان فيما خلق ما كرهه ولعنه وغضب عليه هل اذا احببته وافقت مراده يقول ابن القيم رحمه الله فالقمه حجرا يشير شيخ الاسلام رحمه الله الى ان هذا وامثاله انما اوتوا من جهة عدم التفريق بين الارادتين الارادتي الكونية والارادة الشرعية فما يقع من الظلم والطغيان والفجور هذا مراد لله عز وجل ولكنه مراد كونه ليس مرادا شرعا بل هو مبغوض لله سبحانه مكروه لله عز وجل منهي عنه من قبله سبحانه وتعالى اعود فاقول الى اقول ما قلته سابقا ان عدم التفريق بين الارادتين ادى الى انحراف من انحرف في كثير من مسائل القدر هؤلاء اه جعلوا القدر حجة آآ فعلوا ويفعلون ويحتجون بالقدر. وهذه حجة داحضة ليست صوابا كما قد علمنا هذا فيما مضى وسيأتي التنبيه على هذا بعد قليل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وان واما المؤمنون حقا فيؤمنون بالقدر خيره وشره. وان الله خالق ذلك كله. وينقادون للشرع امره ونهيه. ويحكمونه وفي انفسهم سرا وجهرا وان الهداية والاضلال بيد الله يهدي من يشاء بفضله ويضل من يشاء بعدله وهو اعلم بما فضله وعدله وهو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بمن اهتدى وله في ذلك الحكمة البالغة والحجة الدامغة هذه الجملة مهمة الشطر الاول منها تعلق بان اهل الايمان الحق جمعوا بين الايمان بالقدر والشرع كما تقدم ثم عطف المؤلف رحمه الله الكلام آآ على مسألة في غاية الاهمية وهي الاساس الثالث من الاسس الثلاثة التي تكلمنا عنها سابقا وقلنا انها اهم المسائل في باب القدر وهي وهو الاساس المتعلق بالهداية والاضلال الاساس الاول ذكرنا به قل وهي ما هي هذه المراتب علم الله وكتابته ومشيئته وخلقه. طيب والاساس الثاني يا سيكو ايه ها تعطينا اياها كما تعلمناها انتم الان درستم. اريد كلاما دقيقا. ها يا شيخ ها طيب هي الجملة صحيحة ولكن غير مستوفية قلنا انه لا تعارض الاساس هكذا يقول لا تعارض بين اثبات ها مشيئة الله لافعال العباد وخلقه لها وبين اثباته ها مشيئته ها بين اثبات فعله ومشيئته وقدرته قلنا عندنا ماذا؟ في هذا الاساس اثبات خمسة امور لابد من فهمها نحن نثبت الخمسة ولا تعارض بينها عندنا نثبت ان الله شاء افعال العباد وخلقها. ونثبت ايضا ها ان العبد له فعل حقيقة وان له قدرة يفعل بها وان له مشيئة واختيارا يفعل بها هذا هو الاساس الثاني الاساس الثالث وهو ادقها واكثر الاشكالات عند من عنده اشكال في باب القدر ترجع اليه وهو الذي يتعلق بمسألة الهداية والاضلال يقول هذا الاساس يعتقد اهل السنة ان الهداية والاضلال بيد الله سبحانه فهو يهدي من يشاء نعمة منه وفضلا ويضل من يشاء حكمة منه وعدلا الهداية والاضلال بيد الله سبحانه. فهو يهدي من يشاء نعمة منه وفضله ويضل من يشاء حكمة منه وعدلا اذا تلاحظ يا رعاك الله ان هذا الموضوع يتعلق بشقين الاول يتعلق بالهداية والثاني يتعلق بالاضلال وهما امران متضادان وهكذا الناس منقسمون الى مهتد وبال فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فريق في الجنة وفريق في السعير فمنهم شقي وسعيد. اذا الناس منقسمون الى هذين الفريقين. اهل الهداية واهلي الاضلال يعني الذين اضلهم الله اما المسألة الاولى وهي مسألة الهداية فيجمعها اربعة ضوابط انتبه لها اما الضابط الاول فيقول ان الهداية من الله سبحانه وتعالى يختص بها من يشاء الهداية من الله يختص بها من يشاء يعني ليست الهداية منك ولا انت الذي هديت نفسك ومهما فعلت فانك لا يمكن ان تصل الى الهداية ان لم يشأها الله لك مهما روضت نفسك مهما خلوت بنفسك مهما بذلت جهدا اذا لم يسأل الله لك الهداية فوالله لا يمكن ان تصل اليها فالهداية بيد الله سبحانه وتعالى. قال الله من يهد الله ماذا فهو المهتدي. من يهدي من الله لا غيره لا انت ولا غيرك الذي يهدي هو الله سبحانه وتعالى. ولاحظ ان كل بحثنا ها هنا يتعلق بهداية التوفيق. لا بهداية الدلالة. بداية الدلالة الا بمعنى البيان والدعوة وهذه حاصلة من ربنا سبحانه وتعالى فهو الذي يبين ويهدي وكذلك من العباد. فالنبي صلى الله عليه وسلم قال الله في حقه وانك لتهدي الى صراط مستقيم. هكذا الدعاة الى الله سبحانه وتعالى. لكن هذا شيء ليس هو موضوعنا. نحن نتحدث في هداية اخرى وهي هداية التوفيق اذا هذا هو الاساس الاول وهو ان الهداية من الله يختص بها من يشاء سبحانه وتعالى طيب الضابط الثاني ان الهداية محض فضل من الله سبحانه وتعالى الله جل وعلا اذا هدى من هدى فما ذاك الا انها نعمة تفضل بها على من يشاء ليس المقام مقام استحقاق ليس المقام مقام معاوضة العبد بذل فعل فاستحق مقابل ذلك ان يهديه الله لا الامر برمته نعمة من الله. الامر برمته فضل من الله هو الذي يتفضل به على من يشاء. واما العبد فليس منه شيء ولا اليه شيء وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء فالفضل من الله سبحانه وتعالى يتفضل به على من يشاء جل وعلا الضابط الثالث ان تفضل الله بالهداية راجع الى علمه وحكمته تفضل الله عز وجل بالهداية راجع الى علمه وحكمته يعني ليس معنى قولنا ان المقام مقام تفضل ان الامر عبثي او يقع كيفما اتفق كما يقال حاشا وكلا ان يكون هذا في افعال الله انما يهدي الله عن علم ويهدي الله عن حكمة اما كونه هاديا على العلم فالله يعلم المحل المناسب لفضله فيوقعه فيه وهذا هو الحكمة الله عز وجل اذا هدى من هدى فلعلمه انه محل مناسب لفضله فكان وضع الشيء في محله المناسب له هو الفضل واضح يا اخواني اذا الامر راجع الى علم الله والى حكمته ولذا اه يقول سبحانه وتعالى وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا اهؤلاء من الله عليهم من بيننا هؤلاء المشركون يقولون في حق الصحابة وفيهم الضعفاء والموالي وهم يرون انفسهم السادة والاشراف اهؤلاء من الله عليهم من بيننا ماذا كان الجواب اليس الله باعلم بالشاكرين اذا علم الله عز وجل ان هؤلاء هم الذين يناسبهم ان يهتدوا هم الذين قلوبهم محل صالح لهدايته وفضله يزكو به اذا انتبه لا تعارض بين رحمة الله وحكمته بل الله عز وجل يضع رحمته ونعمته حيث اقتضت حكمته علم الله ان هذا اهل للهداية فاقتضت حكمته ان يضع الهداية فيه واضح يا اخواني اذا الاساس الاول عفوا الضابط الاول هم ان الهداية من الله يختص بها من يشاء. الثاني بسرعة ها ان الهداية محض تفضل من الله عز وجل ها ثلاثة نعم تفضل الله بالهداية راجع الى علم الله وحكمته. تأمل في اية في كتاب الله تجمع لك هذه الضوابط الثلاثة قال الله جل وعلا ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون. هذه حقيقة الهداية. اليس كذلك؟ ان يحبب الله اليك ها الايمان وان يبغض اليك الكفر والفسوق والعصيان من الذي فعل هذا ولكن الله لا غيره هذا اذا ها الظابط الاول ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون ثم قال فضلا من الله ونعمة اذا هذا هو الضابط الثاني الهداية محض فضل من الله عز وجل ثم تأملي الضابط الثالث قال فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم اذا عاد الامر الى ماذا الى علمه وحكمته سبحانه وتعالى. طيب الضابط الرابع هو ان تفضل الله بالهداية له وجهان تفضل الله بالهداية له وجهان الاول هو ما يمكن ان نسميه بالهداية الابتدائية وهي ان الله تعالى يوقع الهداية في قلب من يشاء كما قال ابن ابن قتيبة رحمه الله وان لله لطيفة يبتدأ بها من اراد ويوقعها فيمن احب قال جل وعلا اومن كان ميتا ماذا فاحييناه يكون ضالا منحرفا كافرا واذا بربنا سبحانه يوقع في قلبه ماذا الهداية هذه هي الهداية الابتدائية او الاولية قال سبحانه والله يدعو الى دار السلام لاحظ العموم هنا مأخوذ من الابهام في قوله يدعو من كل احد الابهام هنا يدل على التعميم في المفعول به. ها؟ يدعو الى دار السلام. الكل يدعى ولكن من الذي يهتدي ها ها هنا اختصاص في الاول في عموم وفي الثاني خصوص اختصاص وثم قال ها ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم. اذا هذه هي الهداية الاولى الوجه الثاني هو ان هو ان من هداه ووفقه الى الايمان فعمل صالحا هداه الله الى عمل صالح اخر فاذا عمل الثاني هداه الله الى ثالث فان قام بالثالث هداه الى رابع وهلم جرا هذه الهدايات اللاحقة بداية ماذا لاحقة. قال سبحانه والذين اهتدوا ها؟ اوقع في قلبهم الهداية الاولى والذين فدوا ماذا زادهم هدى واتاهم تقواهم ان تتقوا الله يا ايها الذين امنوا نعم ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم يجعل لكم فرقانا يجعل لكم نور وهداية اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ها يصلح لكم اعمالكم. لاحظ هذه الهداية الثانية فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى ما النتيجة هذه هداية ثانية فسنيسره لليسرى قال النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بالصدق فان الصدق يهدي الى البر هذه هداية ثانية اذا اذا دعوت الله سبحانه وتعالى بالهداية فانت محتاج الى ان تستحضره الامرين الهداية الاولية والهدايات اللاحقة بعض الناس يقول لماذا ندعوا الله سبحانه وتعالى اقل شيء سبع عشرة مرة في اليوم اهدنا الصراط المستقيم ونحن مسلمون الجواب عن هذا انك يا عبد الله احوج ما تكون الى هداية الله. لا تخطو خطوة في الصراط المستقيم الا بهداية خاصة من الله اي فعل تفعله من الصالحات انت فيه بحاجة ومفتقر الى ماذا الى هداية خاصة من الله حينما تصلي الفريظة ما صليت الا لان الله هداك هداية خاصة والسنة البعدية تحتاج فيها بلا هداية خاصة قد تهتدي اليها وقد تعاقب بالا تهتدي اليها كونك تصوم كونك تقوم كونك تذكر تقرأ كل هذا يحتاج الى ماذا الى هدايات خاصة ولذلك قال اهل العلم العبد في قوله اهدنا الصراط المستقيم يدعو بامرين ان يهتدي الى الصراط المستقيم وان يهتدي في الصراط المستقيم انت بحاجة الى الهدايتين ان تهتدي الى الصراط المستقيم تهتدي الى الدين الى الخير الى الايمان الى الصالحات ثم بعد ذلك اذا هديت الى الاسلام انت بحاجة ان تهتدي في الاسلام في تفاصيل هذا الدين في تفاصيله العمل الصالح اذا هذه رعاك الله هي ضوابط المسألة الاولى وهي مسألة الهداية اما الشق الثاني وهو الادق فهو مسألة الاضلال واعود واذكرك واذكر نفسي بان هذا الموضوع افهمه بهذا القدر الذي سيذكر لك لان هذا ما دلت عليه النصوص وليس لك ان تتعمق بعد ذلك يعني تضع خطا احمر كما يقولون وليس لك ان تجوز ذلك. وذكر دائما نفسك بان الله عدل لا يظلم وان لله الحكمة البالغة سبحانه وتعالى اولا الضابط الاول هذا الموضوع فيه ايضا ضوابط آآ اربعة كالهداية اما الضابط الاول فهي عفوا فهو ان الاضلال من الله سبحانه وتعالى فهو الذي شاءه ليس احد يضل الا لان الله شاء له ذلك قال سبحانه من يشاء الله ماذا يضلله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم اذا الله عز وجل اعز من ان يعصى قصرا والعباد احقر من ذلك ليس الشأن ليس الحال ليس الواقع ان الله عز وجل شاء لهذا العبد الهداية وهو شاء لنفسه الضلال فغلبت مشيئته مشيئة الله. حاشا وكلا الله اعز من ذلك والعبد احقر من ذلك بل ما ضل من ضل الا لان الله شاء له ذلك ولو شاء له الهداية فانه ماذا لا يمكن ان يضل الاساس الثاني ان الاضلال من الله عز وجل عدل الاطلال من الله عدل لماذا عدل لان الاضلال من الله عقوبة والسؤال هل ايقاع العقوبة عدل ام ظلم اجيبوا عدل هذا واحد طيب سؤال ثاني هل العدل محمود ام مذموم اجيبوا محمود. اذا الاضلال من الله عدل والعدل من الله محمود ما وجه كون الاضلال عدلا الجواب انه عقوبة مستحقة على من وقعت عليه ووجه ذلك ان الله سبحانه ازاح العلل وارسل الرسل وانزل الكتب ومكن من الهداية فاعطى الاسماع والابصار والعقول ولم يحل بين الانسان وبين معرفة الحق فاذا كان ذلك كذلك ثمان العبد اعرض وصرف نفسه عن الحق وتمرد عن الله تمرد على الله عز وجل فاضله الله سبحانه بعد ذلك اكانت هذه عقوبة مستحقة اي عدل ام لا اجيبوا نعم كانت عقوبة مستحقة وبالتالي هي عدل قال الله عز وجل تأمل هذه الاية فانها مهمة في هذا المقام قال تعالى واما ثمود فهديناهم اي الهدايتين ها دلالة ارشاد بيان واما ثمود فهديناهم لكن ماذا حصل فاستحبوا العمى على الهدى اذا هؤلاء يستحقون الاضلال ام لا يستحقون الاطلال كان الواجب عليهم اذا جاءهم النذير وقامت عليهم الحجة وبلغتهم رسالة الله ما هو ان يجيبه اليس كذلك؟ ان يقبلوا الى طاعة الله وتوحيده. لكنه انصرفوا فعاقبهم الله عز وجل بان اضل قلوبهم عن الحق فكان الاضلال في حقهم ماذا عقوبة وما ظلمهم الله ولكن كانوا انفسهم يظلمون هم الذين ظلموا انفسهم هم الذين اعرضوا عن الله عز وجل فاستحقوا ان يعاقبهم الله بان يمنع عنهم فضله. ما هو هذا الفضل الهداية واضح يا اخواني لاحظ ان الجبلة وان اصل تكوين الانسان هو كما قال الله عز وجل انه كان ظلوما جهولة ولذلك قال الله عز وجل في الحديث القدسي يا عبادي كلكم ضال بمقتضى الخلقة كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم اذا هذا الذي اعرض عن الله عز وجل وانصرف عن الاستجابة لرسله فان الله عز وجل يخلي بينه وبين نفسه ويمنعه فضله ويصرف قلبه عن الحق فيكون ضالا ضلالا هو عقوبة مستحقة عليه. وهذا مقتضى العدل الضابط الثالث ان ايقاع العقوبة بالاضلال محض حكمة من الله ايقاع العقوبة بالاضلال محض حكمة من الله وجه ذلك ان الله عز وجل علم ان هؤلاء الذين اضلهم ليسوا اهلا للهداية ليسوا اهلا لفضله ليسوا اهلا لرحمته ونعمته. وبالتالي فاذا صرف نعمته عنهم كان هذا حكمة محمودة منه سبحانه وتعالى هذه النفوس التي ضلت نفوس خبيثة لا تزكو بالخير ولا تصلح له ولا يصلح لها وبالتالي فان الحكمة كل الحكمة الا يتنزل عليها فضل الله سبحانه وتعالى ليس دائما الحكمة مقارنة للرحمة اليس كذلك بل قد تكون الحكمة في ايقاع العدل لا في ايقاع الرحمة اضرب لك مثالا ارأيت لو ان انسانا بلغ من الفساد والفجور مبلغا عظيما يقتل ويسرق وينتهك الحرمات انسان مارد قبض عليه هل من الحكمة ان القاضي يقول نرحمه ونعفو عنه ونتركه لان الرحمة خير وهو يعلم انه اذا خرج منذ ان يخرج من المحكمة سوف يقتل او يسرق اقرب انسان يمر به الحكمة هنا متى تقتضي تقتضي ايقاع العقوبة واقامة العدل او الرحمة اجيبوا ايقاع العقوبة وخلافها ليس من الحكمة بل هو من الطيش والعبث هذه ليست رحمة هذه هذه عقوبة المصلحة والحكمة تقتضي ان يعاقب مثل هذا وان يكف شره عن الناس هذا مثال يقرب لك المسألة هؤلاء الضالون الذين اضلهم الله عز وجل اعلم انه قد اضلهم عن علم هو يعلم حالهم سبحانه وتعالى ولذا وصفهم بوصف دقيق قال تعالى ولو علم الله فيهم خيرا ماذا لاسمعهم ولو اسمعهم ماذا لتولوا وهم معرضون ولذا انظر الى هذه النفوس البعيدة عن الخير كيف حالها حينما يصل الامر الى ان تقف على حقيقة الحال في الاخرة وصف الله هؤلاء الضالين حينما يقفون على النار ويعاينوها ويسألون الله الرجوع الى الدنيا والله كما قد علمنا علم ما لم يكن لو كان كيف يكون؟ اليس كذلك انحن في شك من هذا كلا ماذا قال الله؟ قال ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه. سبحان الله لو رجعوا الى الدنيا سيسلمون ويوحدون ويطيعون الله ها؟ لا والله والله لن يكون بعد ان رأوا العذاب باعينهم وانكشف الغيب اصبح مشاهدة لو رجعوا الى الدنيا والله سيرجعون الى الكفر والشرك مرة اخرى اذا السؤال هؤلاء يستحقون الرحمة وهم بهذه الحال او لا يستحقون الفضل ما اللائق بهم اجيبوا والله ان اللائق بهم وان الحكمة كل الحكمة وان يضل الله هؤلاء ثم يعاقبه اذا نعمة الله وفضله وهدايته شيء عظيم فلا بد ان تقع في قلوب صالحة يضرب اهل العلم لهذا مثالا ارأيتم عقدا من الجوهر الثمين يساوي الاف الدنانير فاشتراه انسان ووضعه في عنق كلب او خنزير اهذا من الحكمة او هذا من السفه ما رأيكم سفه لم لانه وضع شيء في مكان لا يناسبه ولا يليق به هداية الله ونعمته اعظم من هذا الجوهر والكافر الضال اخبث من هذا الكلب والخنزير واضح يا اخواني اذا اتضح لنا ان اطلال الله عز وجل لمن اضله محض ها حكمة منه كما كان محضه عدل منه طيب الضابط الرابع هو ان عقوبة الله عز وجل بالاضلال لها وجهان فاولا عقوبة على عدم الايمان عقوبة على عدم الايمان بمعنى انني قد قلت لك قبل قليل ان الواجب على هؤلاء لما اتاهم امر الله ورسالته وبعثت اليهم الرسل كان الواجب ان يقبلوا لكن هؤلاء امتنعوا وانصرفوا عن الحق وابوا الاذعان فاستحقوا ان يضل الله قلوبهم تأمل قول الله جل وعلا ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به متى اول مرة قال اهل العلم اول مرة هنا لما جاءتهم الحجة وقامت عليهم الحجة. كان الواجب عليهم ماذا ان يقبلوا ويذعنوا ويطيع الله لكنهم ما فعلوه كما لم يؤمنوا به اول مرة قال الله جل وعلا ثم انصرفوا ما اقبله انصرفوا ماذا كانت العقوبة صرف الله قلوبهم صرف الله قلوبهم هذه هي العقوبة الاولى ثم كانت عقوبة ثانية وهي العقوبة على ما صدر منهم على ما فعلوا من الكفر ومحادة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعصيان اوامر الله فكان الله عز وجل يعاقبهم على كل فعل قبيح بفعل قبيح اخر قال الله سبحانه والله اركسهم ماذا بما كسبوا في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى ماذا فسنيسره للعسرة اذا العقوبة بالاضلال تكون عقوبة على عدم فعل الايمان الواجب هذا واحد وعلى ما فعلوا من الكفر والعصيان بان يظلهم الله عز وجل اكثر وكلما كان منهم معصية فاعلم انها عقوبة على معصية قبلها والتي قبلها عقوبة على معصية قبلها والتي قبلها عقوبة على معصية قبلها الى العقوبة او الى المعصية الاولى عقوبة على ماذا على عدم فعل الايمان الواجب هذا او الى هذا الحد وليس لك ان تخوض اكثر يا عبد الله ليس لك ان تكثر من الولوج اكثر ليس لك ان تقول ولما؟ ولما؟ ولماذا ما سوى ذلك مخزون عنا علمه قال ابن القيم رحمه الله بعد ان بين آآ خلاصة ما ذكرت لك قال وها هنا انتهى علم العباد بالقدر وها هنا انتهى علم العباد بالقدر اكثر من هذا ليس لك ان تخوض فيه يا عبد الله لعل هذا القدر فيه كفاية واسأل الله عز وجل ان يهدينا صراطه المستقيم وان يثبتنا على الهدى وان يجعل حياتنا في طاعته وان يجعل موتنا في سبيله وان يجعل اخر كلام