الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه انفع به يا رب العالمين. قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه علام السنة المنشورة. وان الثواب والعقاب رتب على الشرع فعلا وتركا على القدر. وانما يعزون انفسهم بالقدر عند المصائب. انتظر يا شيخ انتظر وان الثواب والعقاب مترتب على الشرع فعلا وتركا لا على القدر صوب النسخة التي عندك فهذا السقط قبيح سقطت اللام الف الثواب والعقاب مترتب على الشرع فعلا وتركا لا على القدر بعد احسن الله اليكم قال رحمه الله وان الثواب والعقاب مترتب على الشرع فعلا وتركا لا على القدر وانما يعزون انفسهم بالقدر عند للمصائب فاذا وفقوا لحسنة عرفوا الحق لاهله فقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فتتمة هذه التي بين ايدينا ل جواب الدرس الماظي والذي جمع فيه المؤلف رحمه الله جملة من المسائل العقدية المتعلقة بالايمان بالقدر اشار المؤلف رحمه الله الى ان الثواب والعقاب مترتب على الشرع فعلا وتركا يعني على العمل بالشريعة فعلا للاوامر وتركا للنواهي وليس على القدر فلا هنا ساقطة ولذا القاعدة عند اهل العلم الطاعة موافقة الشرع لا القدر احفظ هذه القاعدة فانها مهمة ويخالف اهل البدع في باب القدر فيها الطاعة موافقة ماذا الشرع لا القدر لا القدر لو كان لو كانت الطاعة موافقة القدر لكان ابليس طائعا لله ولكان كل قاتل وسارق وزان طائعا لله ولما صاغ ان يعاقب على ذلك ولما كان للنبي صلى الله عليه وسلم ان يقطع يد سارقة او ان ليقتل اولئك الذين ارتدوا وقتلوا الراعي ولا ان آآ يجاهد في سبيل الله المشركين. لان اولئك قد جرى عليهم القدر فما كان منهم كان مقدرا قد علمه الله وكتبه وشاءه وخلقه هذا كله مراد الله عز وجل الكون لكن الطاعة شيء اخر هي موافقة مراد الله الشرعي اذا انتبه لهذا المقام فانه مزلة اقدام عند طوائف من الناس الطاعة لا موافقة القدر قال وانما يعزون انفسهم بالقدر عند المصائب هذه مسألة الاحتجاج بالقدر بقدر في مقام ما الجواب نعم يصوغ ذلك في مقامين الاول عند المصائب وهذا كما حصل في محاجة ادم وموسى عليهما السلام حينما قال موسى عليه السلام لادم عليه السلام انت ادم الذي خيبتنا واخرجتنا من الجنة فقال ادم عليه السلام وانت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه تلومني على ذنب كتبه الله علي قبل ان اخلق باربعين سنة قال النبي صلى الله عليه وسلم فحج ادم موسى ادم عليه السلام ها هنا احتج بالقدر على المصيبة فالمصيبة يصوغ عندها الاحتجاج بالقدر اذا نزل بالانسان نازل مؤلم كفقد حبيب او مال او حصول حريق او ما شاكل ذلك فان المشروعة له ان يشهد مقام القدر النبي صلى الله عليه وسلم بين هذا في الحديث العظيم الذي قال فيه المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك فاستعن بالله ولا تعجز فان اصابك شيء فلا تقل لو كان كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل هذا هو شهود مقام القدر عند المصيبة وذلك ان الانسان فيه يشهد عظيم قدرة الله ومشيئته النافذة ويعلن استسلامه لقدر الله عز وجل وعجزه وانه ليس منه شيء ولا اليه شيء ففي هذا ما فيه من تحقيق التوحيد والايمان بالقدر كما ان فيه تسلية للنفس اذا تذكر الانسان في هذا المقام ان هذا الذي اصابه شيء قد كتبه الله فلا يمكن ان يدفعه مهما فعل فان هذا يهون عليه المصيبة وبالتالي فان مما يسوغ الاحتجاج آآ عليه بالقدر المصائب ثانيا الاحتجاج بالقدر على المعصية بعد انقظائها والتوبة منها انتبه لابد من الامرين لابد من ان تكون قد انقضت ومضت لا ان يكون الاحتجاج بها قبلها او اثناءها اننا انما الاحتجاج بها اه انما الاحتجاج به عليها يكون بعد ان تنقضي وبعد ان يتوب الى الله عز وجل منها لانها حينئذ تكون كأن لم تكن التائب من الذنب كمن لا ذنب له فاذا تاب الانسان الى الله عز وجل من الذنب ثم عيره مثلا انسان بذنبه فانه يصوغ له ان يقول هذا شيء قدره الله عليه فلا تلمني على شيء قدره الله علي وان كان اللوم على التائب لا شك انه غير محمود. فالعبرة ليست بنقص البداية وانما بكمال النهاية فالمقصود ان احتجاج الانسان على المعصية المنقضية المتاب منها بالقدر سائغ لانه فيه ايضا شهود عزة الله وقدرته وضعف الانسان وعجزه وحاجته الى ربه سبحانه وتعالى ثم انه لا يبطل حقا ولا يدعو الى باطل وبالتالي فاننا يمكن ان نقول ان نكتة المسألة هي انه متى كان اللوم بطل الاحتجاج بالقدر ومتى زال اللوم صح الاحتجاج بالقدر؟ انتبه لهذا متى كان اللوم يعني متى كان هناك دعوة الى باطل او ترك حق فانه لا يصح الاحتجاج بالقدر واما اذا زال اللوم يعني لم يكن هناك دعوة الى باطل ولا تركن لحق فانه يسوء حينئذ الاحتجاج بالقدر. هذه القاعدة في هذا المقام ولذا فاذا فات الانسان خير كان عن غير تفريط منه كأن تذهب عليه صلاة مثلا وهو نائم واتخذ الاسباب لاستيقاظه لكنه اه غلبته عيناه اذا استيقظ فان له ان يحتج بالقدر على ذلك لانه غير مفرط وهذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم حينما كانوا في سفر فناموا فما استيقظوا الا بعد طلوع الشمس فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه بان نفوسهم بيد الله عز وجل ان شاء امسكها وان شاء اطلقها فعاد الامر الى ان ذلك راجع الى القدر والاحتجاج ها هنا بالقدر في مقام ليس فيه لوم لان ترك الصلاة بسبب النوم لا تفريط فيه فبالتالي صاغ الاحتجاج بالقدر عليه هذا الذي اراد المؤلف رحمه الله ان ينبه اليه لا لا يحتج بالقدر على المعائب انما يحتج بالقدر على المصائب هذه قاعدة نافعة القدر يحتج به على المصائب لا على المعائب يحتج به على المصائب لا على المعائب والمعائب كذنب قبل فعله او اثناء فعله فهذا الذي يقدم على المعصية ويقول هذا امر مقدر عليه لا شك ان كلامه باطل وفيه مغالطة ايضا هو يزعم انه يحتج على المعصية بالقدر ونحن لا نعلم المقدور الا بعد انقظائها. اليس كذلك اذا هو اقدم عليه قبل ان يعلم انه قد قدر عليه. اليس كذلك فيكون قد احتج بغير حجة واستدل بغير دليل ما الذي ادراك ان الله قد قدر عليك هذه المعصية فدل هذا على ان الذي دفعك الى المعصية انما هو هواك وليس ايمانك بالقدر ثم انها الذي بيده المقادير سبحانه وتعالى هو الذي امرك ونهاك امرك بطاعته ونهاك عن معصيته والذي يجب عليك ان توافق مراد الله سبحانه الديني الشرعي وليس القدر نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا وفقوا لحسنة عرفوا الحق لاهله فقالوا الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله هذا تأكيد لما ذكر في الدرس الماضي من ان الهداية محض نعمة وتفضل من الله سبحانه وتعالى فلولا ان الله هدى العبد ما كان ليهتدي والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولم يقولوا كما قال الفاجر انما اوتيته على علم عندي. يريد قارون فان نعمة الله عز وجل قد نسبها الى نفسه وهذا من فجوره وطغيانه نسي الله ونسي نعمة الله وتفضله استحق ان يكون طريدا بغيضا غضب الله سبحانه عليه وعاقبه في الدنيا قبل عقاب الاخرة والله عزيز ذو انتقام سبحانه وتعالى هذه عقوبة من ينسى الله جل وعلا ينسب الخير الى نفسه لا الى ربه سبحانه وتعالى وهذا طغيان ونسيان للمحسن سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واذا اقترفوا سيئة قالوا كما قال الابوان ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكون ان من الخاسرين لاحظ ما في كلمتي او كلمات الابوين عليهما السلام التي تدل على اقرارهما بالذنب وانهما يبوءان به وينزهان الله سبحانه وتعالى ويعلنان افتقارهما اليه جل وعلا وهذا هو مقام الايمان بالله سبحانه ومقام التذلل بين يديه جل وعلا فمن كان كحالهما فليبشر بالخير ومن شابه اباه فما ظلم ينبغي عليك ان تفعل كما فعل ابواك اذا وقعت وزللت فتب الى الله جل وعلا وقل كما قال الابوان ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن لنكونن من الخاسرين نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولم يقولوا كقول الشيطان الرجيم رب بما اغويتني هذا حال ابليس لعنه الله واعتراضه على الله سبحانه وتعالى ابليس لما غوي او ابليس لما غوى ما رجع الى ربه وتاب وندم انما قال ربي بما اغويتني ثم زاد على هذا لازينن لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين فهو قد برأ نفسه تعالى على ربه واحتج بالقدر على ما صدر منه بل جعله سببا لان يدعو الى الباطل وان يغوي الناس وهذا كله من معارضة الله سبحانه وتعالى في قدره هذا المسلك هو المسلك الرديء الذي يسلكه طائفة من القدرية القدرية من حيث اه موقفه من الشرعي والقدر والحكمة ينقسمون الى ثلاثة اقسام اولا القدرية الابليسية وامامهم ابو مرة ابليس لعنه الله فمذهبهم قائم على معارضة او زعم معارضة القدر للحكمة القدرية الابليسية تعارض القدر بالحكمة فتزعم ان ما جرت به المقادير معارض لحكمة الله جل وعلا ولذا ابليس قال ااسجد لمن خلقت طينا قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين اذا هذا الذي قدرته يا الله هذا مناف للحكمة ليس هذا هو الذي تقتضيه المصلحة وكل من سلك هذا المسلك فانه مؤتم بابليس الذي يزعم ان قدر الله عز وجل مناف للحكمة وينسبه للعبث او ينسبه للظلم وهذا حال كثير من الناس مع الاسف الشديد تجد انهم يعارضون بين قدر الله عز وجل والحكمة ويزعمون ان هذا ليس من الحكمة ما يحصل مما يقدره الله جل وعلا ولذا ربما نقرأ في بعض وسائل الاعلام او بعض كتب الادب نقرأ عبارات راجعة الى هذا المذهب الرديء القدرية الابليسية تجد بعضهم يقول يا لسخرية القدر او يقول هذا من سخرية القدر كانه يزعم في موقف من المواقف انه شيء عبثي او انه مغالطة او ان الحكمة لا تقتضي ذلك وهذا مع الاسف الشديد يمر على بعض الناس وربما تقبله ولم ينكره ولا شك ان هذا منكر من القول وضلال بل كفر بالله سبحانه هذا الذي يسخر ويستهزأ بقدر الله عز وجل يقول يا لسخرية القدر هذا هو السخرية بالقدر والقدر تقدير الله سبحانه وتعالى فعاد الاستهزاء والسخرية به جل وعلا ونفي للحكمة في اقداره وافعاله وخلقه وهذا من الكفر بالله سبحانه وتعالى على كل حال هذا يعني يقع آآ كثيرا من الشعار ومن اهل النثر والادب آآ يعزى الى المعري الشاعر المشهور شيء من هذا القبيل كثير من ذلك انه يقول مخاطبا ربه انهيت عن قتل النفوس تعمدا وبعثت انت لقبضها ملكين وزعمت ان لها معادا ثانيا ما كان اغناها عن الحالين نسأل الله العافية والسلامة انظر الى سوء الادب مع الله جل وعلا يقول انت تنهى عن القتل ثم انت ماذا بعثت لقبضها ملكين وما ادري من اين اتى بالملكين في قبض الروح ثم بعد ذلك هناك ماذا بعثا اذا كان يكفي ان تكون ماذا حياة واحدة ما كان اغناها عن الحالين ان يكون لها ماذا ان يكون لها حياتان وهذا من سوء عقله ومن سوء قصده ايضا اين الحياة الاولى من الحياة الثانية حتى يريد ان يجعلها ماذا حياة واحدة وهل يعمى عن الحكمة العظيمة في تقدير الحياتين وما فيهما من حكمة الابتلاء والجزاء الا اعمى البصيرة كهذا الرجل ان صح عنه المقصود ان هذا واقع كثيرا مع الاسف الشديد وينبغي ان يتنبه المسلم وان ينزه نفسه وايمانه عن الوقوع فيه اذا هذا هو المذهب الاول وهو القدرية الابليسية المذهب الثاني مذهب القدرية المشركية هؤلاء زعموا التعارض بين القدر والشرع الاولون زعموا التعارض بين القدر والحكمة هؤلاء زعموا التعارض بين بين القدر والشرع وهؤلاء يعود مذهبهم الى مذهب الجبر اضافة الى زعم هذا التعارض وهذا كما اه حكي لكم سابقا في مذهب هؤلاء القدرية المشركية هم الذين قالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم واولئك الذين قال الله عز وجل عنهم واذا قيل لهم انفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين امنوا انطعموا من لو يشاء الله اطعمه ان انتم الا في ضلال مبين يحتجون بالقدر على الشرع ويضربون هذا بهذا كيف ننفق والله عز وجل ان شاء ماذا اطعم وان شاء افقر اذا نحن لا نطعم من شاء الله افقاره وعدم اعطائه الطعام فهذا من مسلك هؤلاء الذين عاد مسلكهم الى ابطال الامر والنهي مذهبهم يعود على الامر والنهي بماذا بالابطال والاحتجاج عليه بماذا بالقدر وقلنا ان اصحاب الصراط المستقيم هم الذين جمعوا بين الايمان بالقدر والايمان بالامر والنهي يعني الشرع المذهب الثالث مذهب القدرية المجوسية وهؤلاء الذين مضى الحديث فيهم وهم نفاة القدر هؤلاء عظموا الامر والنهي لكنهم نفوا القدر سواء كانوا غلاة فنفوا العلم والكتابة. وبالتالي المشيئة والخلق او اثبتوا العلم والكتابة ولكنهم نفوا المشيئة والخلق ان تكون متعلقة او ان يكون افعال العباد متعلقة بهما وهؤلاء على ضلالهم وعلى كونهم مجوس هذه الامة الا انهم اخف شرا من الاولين او اخف شرا من الاولين يعني المشركية والمجوسية فان اولئك عندهم من التمرد على الله ومن معارضة شرعه او قدره ما ليس عند ما ليس عند الاخرين. وكل اولئك اهل ضلال وانحراف ويدعى خصوم الله يوم معادهم الى النار طرق الى النار طرا فرقة القدرية سواء نفوه اوسعوا ليخاصموا به الله او مارو به للشريعة. شوف الثلاثة اصناف جمعهم شيخ الاسلام رحمه الله لهذا البيت من التائية. يقول سواء نفوه هؤلاء المجوسية اوسعوا ليخاصموا به الله هؤلاء الابليسية او ما روا به للشريعة هؤلاء المشركية ويدعى خصوم الله يوم معادهم الى النار طرا ويدعى خصوم الله يوم معادهم الى النار طرا فرقة القدرية وهذا جاء فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله جل وعلا ينادي يوم القيامة ب خصومه اين خصماء الله فتقوم القدرية ولكن الحديث ضعيف لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون نعم ولم يقولوا كما قال الذين كفروا وقالوا لاخوانهم اذا ضربوا في الارض او كانوا غزا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير اهل الايمان اذا نزلت المصيبة ذكروا الله و طوعوا انفسهم للاذعان له ولقدرته ولقدره ذكروا انفسهم بالقدر قالوا انا لله وانا اليه راجعون اذا نحن عبيد الله والله يقضي فينا بما يشاء وليس لنا من امرنا شيء هؤلاء يأهلوا التسليم هؤلاء اهل الرضا هؤلاء اهل التفويض فوض الامر اليه هو اولى بك منك فوض الامر اليه هو اولى بك منك تقدير الله عز وجل لك خير ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون. من احسن من الله حكما لا الحكم القدري ولا الحكم الشرعي كلاهما الله عز وجل عند اهل الايقان احسن حكما فلا احسن منه حكما ولا احسن حكما من حكمه في الشرع وفي القدر ولم يكن حالهم كحال المنافقين الذين لم يكن عندهم ايمان بالقدر كما حكى الله عز وجل ذلك عنهم وقالوا لاخوانهم اذا ضربوا في الارض او كانوا غزا اخوانهم اختلف المفسرون هل الاخوان نسبا او الاخوان دينا ولعل الاول اقرب او كانوا غزا يعني ممن يرجعون اليهم اخوانهم ممن يرجعون اليهم نسبا من الانصار لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا يظنون انهم لو لم يفعلوا شيئا او فعلوا شيئا لما وقع عليهم قدر الله وهذا من جهلهم بالله ومن جهلهم ب مشيئته النافذة وقدرته التامة سبحان الله كيف آآ يظن الانسان الضعيف المخلوق الذي هو فقير من كل وجه الى ربه انه لو ترك شيئا او فعل شيئا فانه يفر من الشيء الذي كتبه الله سبحانه وتعالى عليه يا لله العجب والله جل وعلا بين ان قدر الله عز وجل واقع ولابد اذا كنتم تفرون من الموت قال لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا والله جل وعلا بين انه لو كانوا في بروج مشيدة لجاءهم الموت اليس كذلك واينما كانوا فانه يدركهم الموت مهما تحصن الانسان من قدر الله عز وجل فانه واقع عليه ولابد قال ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم يعاقبهم الله عز وجل على هذا الاعتقاد وعلى هذا القول بحسرة يجدونها في انفسهم وهذا جزاء وفاق فانهم لما لم يسلموا ولم يرضوا بقدر الله عز وجل فان الله سبحانه عاقبهم على ذلك بهذه الحسرات التي تتقطع لها نفوسهم ولو انهم رضوا بقدر الله عز وجل ارضاهم الله ولجعل في قلوبهم الطمأنينة والسكينة ثم بين سبحانه ان الامر كله له جل وعلا قال والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير فيجازيكم على ذلك يوم القيامة وهذا مع الاسف يقع من بعظ ظعاف الايمان تجد انه لو نزلت به نازلة يقول لو اني ما خرجت في ذلك اليوم ما صار الحادث لو ان ابني ما سافر ما مات لو ان المحل ما فتحته ذلك اليوم ما احترق سبحان الله العظيم يا عبد الله اتق الله والله ان هذا الامر المقدر سيقع مهما فعلت فاسكن واطمئن وفوض الامر الى الله جل وعلا والنتيجة ان الامر حاصل حاصل ولكن من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط وهذا الذي نبهنا اليه وحذرنا منه نبينا صلى الله عليه وسلم فان اصابك شيء فلا تقل لو كان كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان لو هذه ليس فيها خير وليس فيها فائدة وليس فيها منفعة الا انها تفتح ابواب الشر للشيطان على قلبك فيتمكن منه وربما ترقى بك من اعتقاد الى اعتقاد ومن سوء ظن الى ما هو اعظم منه حتى ربما اخرجك الى شيء اعظم كما يقع ممن يقع منه آآ هذه الفواجع العظيمة للذين يصابون هؤلاء فتحوا على انفسهم باب الشر فاخرجهم ذلك الى رعونات والى سوء ادب مع الله فربما كان اعتراضا على الله فربما اوصلهم الى حد الانسلاخ من الدين والعياذ بالله بعض الناس اذا نزلت به المصيبة عياذ بالله يجزع جزعا عظيما يقول يا الله ماذا فعلت ما هذا يا الله او تجده يقول فلان مسكين ما يستاهل فلان ما يستحق سبحان الله العظيم اعوذ بالله هذا سوء ادب مع الله ضعف في تعظيم الله ضعف في الايمان بالقدر ضعف في التوكل على الله عز وجل فاحذر يا عبد الله من هذا الامر الحياة امرها سهل والحياة ستنتهي ولابد ان عشت مهما عشت منعما او نغصت عليك حياتك فالنتيجة انك ستغادرها ان لم يكن الان فبعد ساعة ان لم يكن بعد ساعة بعد يوم او يومين او بعد ذلك بقريب والموت قريب اذا يا عبد الله اتق الله واقض هذه الحياة طائعا لله مسلما له راضيا بقدره واعلم ان هذه المنازعة وهذه المعارضة لا تنفعك بشيء فالمصيبة قد نزلت وما كتبه الله سينزل فارضى حتى يحصل لك الرضا يرضى الله عنك. فان سخطت ما استفدت شيئا الا ان سخط الله ينزل عليك ولذا الايمان بالقدر يا ايها الاخوة الكرام له ثمرات يانعة عظيمة من جرى في مضمار القدر على منهاج اهل السنة والجماعة فليبشر بالخير فليبشر بالثمرات الطيبات والخيرات الفوائد العظيمات الايمان بالقدر وفق قانوني اهل السنة والجماعة ومنهاجهم يثمر اولا تحقيق التوحيد كما قلنا سابقا ان الايمان بالقدر هو نظام التوحيد ركيزة يرجع اليها التوحيد وسلك ينتظم مسائله القدر قدرة الله كما قال الامام احمد ما احسن هذه الكلمة القدر قال هو قدرة الله من امن بالقدر هو من امن بقدرة الله العظيمة سبحانه وتعالى فامن بعلمه وامن بكتابته وامن بمشيئته وامن بخلقه فهو الذي على كل شيء قدير وعلى ما يشاء قدير سبحانه وتعالى الامر الثاني ان الايمان بالقدر يثمر الهداية وهذه ثمرة عظيمة وعد الله عز وجل بها قال سبحانه ما ما اصاب من مصيبة فباذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال علقمة رحمه الله والرجل تصيبه المصيبة في علم انها من الله فيرضى ويسلم يرضى ويسلم هذا تفسير الايمان في هذه الاية ومن يؤمن بالله يهدي قلبه اذا اذا حققت الايمان بالقدر كانت النتيجة ماذا ان يهدي الله قلبك ثمرة ثالثة ايضا وهي تحقيق التوكل على الله سبحانه وتعالى فان المؤمن بالقدر متوكل على الله حق توكله لانه يعلم ان ان الامر كله لله ولذا فلا يلتفت لغير الله سبحانه وتعالى ولا يعتمد ولا يثق الا به سبحانه فالامر كله هو ما شاءه الذي يكون هو ما شاء والذي لا يشاء لا يكون فلذا اهل الايمان بالقدر اهل توكل على الله وثقة واعتماد عليه ثمرة رابعة ايضا للايمان بالقدر انه يورث الاخلاص لله عز وجل اهل الايمان بالقدر اهل الاخلاص وذلك لانهم يعلمون ان الخير لا يكون الا من الله وان الله عز وجل هو الذي يأتي بالحسنات وهو الذي يدفع السيئات وهو الذي يوفق وهو الذي يخذل فالخير كله منه والامر كله بيده اذا لماذا يتعلق قلبه بغيره ولماذا يقصد سواه ولماذا يتعبد بقلبه لغيره صاحب الرياء المرائي لا يرائي الا لانه يطلب ماذا نفعا ما بوجه من الوجوه اليس كذلك يطلب نفعا بغض النظر عن هذا النفع ما هو فاذا علم ان هذا المخلوق لا ينفع ولا يضر وان الامر كله ماذا الى الله عز وجل الى الله سبحانه وتعالى فانه لا يلتفت قلبه لغيره البتة ولذا ما احسن ما قال الفضيل بن عياض رحمه الله من عرف الخلق من عرف الناس استراح من عرف الناس استراح استراح من همي التعلق بهم والتعبد لهم والتزين من اجلهم بصراحة من هذا العبء كله لانه يعلم ان الناس لا ينفعون ولا يضرون مدحوك او ذموك لم يقدموا لك شيئا اخره الله وان ولن يؤخروا شيئا قدمه الله واعلم ان الامة لو اجتمعوا الا ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يضروك لن يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجف الصحف وجفت الصحف ثمرة خامسة هي ان الايمان بالقدر يثمر الخوف من الله هذا الذي يؤمن بالقدر يعلم ان كل شيء مكتوب وبالتالي فانه يخاف ان يكون ممن كتب في ام الكتاب من الهالكين دائما قلبه وجل دائما يحمل هم الخاتمة هذا الامر يقض مضجعه سفيان الثوري رحمه الله كان كثير البكاء فسئل عن ذلك فقال اخشى ان اكون في ام الكتاب شقيا هذا لا يكون الا في قلوب اهل الايمان بالقدر ثمرة سادسة للايمان بالقدر وهو ان الايمان بالقدر يورث الصبر على اقدار الله المؤلمة الانسان الذي يؤمن بالقدر يعلم ان كل شيء مكتوب وواقع بمشيئة الله عز وجل وان الحيلة انما هي في التسليم بما قدر الله عز وجل الرضا بفعله سبحانه وتعالى هذه هي الحيلة الوحيدة في هذا المقام الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون ثمرة سابعة للايمان بالقدر وهي ان الايمان بالقدر يورث عزة النفس ويورث البعد عن الحسد وعدم وعدم التذلل للمخلوقين الذي يؤمن بالقدر عزيز نفس لا يذلني مخلوق ولا يريق مجه ماء وجهه له لانه يعلم ان المقدر له من الرزق مكتوب عند الله عز وجل وهو بيده لا بيد غيره عنده يقين بقوله تعالى وفي السماء رزقكم وما توعدون اذا هو يحرص على ان يعز نفسه فلا يذلها لمخلوق. لا يذلها الا لله وهذا الذي كان يربي النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه عليه فقد اخذ العهد على جماعة من اصحابه رضي الله عنهم الا يسألوا الناس شيئا يجعل يجعلون قلوبهم يجعلون قلوبهم معلقة بالله عز وجل لا تلتفتوا الا اليه ولا تطمعوا الا في فضله سبحانه وتعالى وبالتالي فانه يزود يزول من قلبه الحسد الاحن التي في النفوس لانه لا يلتفت الى المخلوقين اصلا ولا يبالي بهم اصلا قلبه معلق بالله عز وجل متى يأتي الحسد يأتي الحسد من الالتفات الى المخلوقين ومراقبتهم والنظر الى ما في ايديهم فتجد قلبه يحترق كلما رأى نعمة عند اخيه وهذا لا يكون ممن امن بالقدر لانه يعلم ان كل شيء مقسوم من رب العزة سبحانه وتعالى هل تكرهوا ما قدر الله سبحانه وتعالى لاخيك اين ايمانك بالقدر وان اعتقادك ان لله الحكمة البالغة سبحانه وتعالى الا قل لمن كان لي حاسدا اتدري على من اسأت الادب اسأت على الله في حكمه لانك لم ترضى لما وهب الحاسد ضعيف الايمان بالقدر سيء الادب مع الله سبحانه وتعالى والمؤمن حقا هو الذي لا يحسد احدا على نعمة اتاه الله اياها نعم يتمنى ان يعطيه الله مثل ما اعطى اخاه. هذا لا بأس به وكل انسان يتمنى الفضل من الله عز وجل لكن حذاري من ان تتمنى زوال النعمة عن اخيك هذا هو الحسد هذه النار التي تتقد في القلوب المريضة كلما رأى نعمة انعم الله بها على اخيه فانه يزداد هما وغما سبحان الله العظيم الحسد عقوبته اعجل ما تكون لانه يحمل جزاءه المعجل معه اليس كذلك لا احد اكثر هما وغما من الحاسد لانه دائما في هم وغم لان نعم الله عز وجل كلما تنزلت على من حوله كان ماذا زيادة في همه وزيادة في غمه اما الراضي والمسلم والمؤمن بقدر الله عز وجل فانه راض عن الله اعطاه الله فهو راض عنه منعه الله فهو راض عنه قلبه مليء بحب الله وتعظيمه واعتقادي ان له الحكمة في كل ما يفعل وان تصريفه الامور له خير من تصريفه الامور لنفسه هذه بعض الثمرات الطيبات للايمان بالقدر واسأل الله عز وجل ان يرزقنا الايمان بالقدر وان يرزقنا الرضا والتسليم وان يعيذنا من