الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة هم شعب الايمان؟ الجواب قال الله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين مال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب فاقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس. اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وستون وفي رواية بضع سبعون شعبة فعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان المؤلف رحمه الله بعد انقضى الكلام عما يتعلق باركان الايمان تكلم الان عن شعب الايمان والعلاقة بين اركان الايمان وشعبه ان اركان الايمان بعض شعب الايمان فشعب الايمان اعم من اركان الايمان الشعب جمع شعبة والشعبة هي القطعة من الشيء ومنه قيل لاغصاني الشجرة شعب والمراد بشعب الايمان خصاله واجزاؤه التي منها يتألف ويتكون بين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الذي بين ايدينا الايمان بضع وستون او قال بضع وسبعون شعبة ان الايمان له شعب وله اجزاء وبالتالي نستفيد فوائد من هذا العلم اولا ان الايمان ليس شيئا واحدا بل هو اجزاء وشعب متفاوتة وبالتالي يخطئ من يقول ان الايمان شيء واحد الناس فيه متساوون وايضا نستفيد من كون الايمان شعبا واجزاء ان الاعمال من الايمان لان هذه الشعب منها ما يتعلق بالقلب ومنها ما يتعلق باللسان ومنها ما يتعلق بالجوارح وهذا ما جاء التصريح به كما في هذا الحديث الذي بين ايدينا حيث عد النبي صلى الله عليه وسلم اماطة الاذى من شعب الايمان فيكون العمل من الايمان ونستفيد ايضا ان الايمان يزيد وينقص اذا كان الايمان شعبا فانه يزداد بتحصيل شعب اكثر وينقص بتحصيل شعب اقل ونستفيد ايضا ان اهل الايمان على درجات متفاوتة وذلك ان هذه الشعب هي في نفسها متفاوتة منها ما يزول الايمان بالكلية بزواله ومنها ما يزول بزواله كمال الايمان الواجب ومنها ما يزول بزواله كمال الايمان المستحب وبالتالي فالمؤمنون على درجات متفاوتة بحسب تحصيلهم لهذه الشعب ونستفيد ايضا ان من علم ان الايمان شعب سوف يحرص على الجد والاجتهاد والسباق في مضمار الخير لاجل ان يصل الى تكميل هذه الشعب والاتيان بها جميعا فان لم يمكن فليستكثر منها وليفعل منها ما استطاع فهذه وغيرها فوائد نجنيها من علمنا بان الايمان يتألف من شعب هذه الشعب تبلغ هذا العدد الذي جاء في هذا الحديث بضع وستون شعبة او بضع وسبعون شعبة الحديث مخرج في الصحيحين فيه بحث طويل من جهة صناعة الحديثية فانه قد خرجه الامام البخاري رحمه الله وذكر فيه ان العدد بضع وستون. قال الايمان بضع وستون شعبة. والحياء شعبة من الايمان اخرج الامام مسلم رحمه الله وهذا الحديث ولكن بلفظ الايمان بضع وسبعون شعبة والحياء شعبة من الايمان كما اخرجه ايضا بالشك فقال الايمان بضع وستون او بضع وسبعون شعبة فعلاها فافضلها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان فتحصل عندنا ان في الصحيحين هذه الالفاظ الثلاثة اما اللفظ الاقل وهو بضع وستون وهو ما خرجه البخاري او بضع وسبعون وهو العدد الاكثر وهو ما خرجه مسلم او رواية الشك وهل هذا الشك من كلام النبي صلى الله عليه وسلم او هو شك من احد الرواة والصواب انه شك من احد الرواة وذلك ان هذا الحديث قد اخرجه الامام البخاري ومسلم وغيرهما ايضا من طريق عبد الله ابن دينار عن ابي صالح عن ابي هريرة مدار الحديث على عبد الله ابن دينار و لا يصح عن غيره ابدا كما قال هذا ابن رجب رحمه الله وقد اخرج مسلم رحمه الله اللفظ ذي الشك من رواية سهيل ابن ابي صالح عن عبدالله بن دينار فهذا الشك من سهيل كما رجحه طائفة من العلماء كابن الصلاح وغيره وهو ما جاء مصرحا به عند ابن حبان في صحيحه اذا النبي صلى الله عليه وسلم اما قال بضع وستون واما قال بضع وسبعون واما قال هذا وهذا لكن بدون شك واختلف العلماء رحمهم الله في الترجيح فمنهم من ذهب الى ان الراجحة الرواية الاقل لانها متيقنة وهي مخرجة في البخاري اصح الكتب وهذا ما مال اليه ابن الصلاح وكذلك الحافظ ابن حجر واختار ايضا رواية الاقل البيهقي رحم الله الجميع وبعضهم رجح رواية بضع وسبعون وذلك لانها زيادة وزيادة الثقة مقبولة المقصود ان فالنبي صلى الله عليه وسلم بين ان العدد الذي يرجع اليه هذا الامر وهو شعب الايمان اما بضع وستون شعبة او بضع وسبعون شعبة وجاء في خارج الصحيحين الفاظ اخرى و ها هنا مسألة وهي اننا قد علمنا ان الاعمال من الايمان وان كل خصال الخير من الايمان وان كل ما يقرب الى الله فهو من الايمان ونحن نقطع ان اعمال الخير اكثر من هذا العدد اكثر من بضع وسبعين شعبة فما وجه هذا الحصر اختلف العلماء رحمهم الله في الجواب عن هذا الاستشكال فمنهم من ذهب الى ان هذا العدد اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يوحى اليه يعني في الوقت الذي تحدث به النبي صلى الله عليه وسلم كان العدد في شعب الايمان قد وصل الى هذا القدر ثم انه بعد ذلك زاد الى حين وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الجواب فيه نظر لا يخفى وجواب ثان وهو ان ذكرى السبعين ها هنا انما هو للتكفير و جرت عادة العرب انهم اذا ارادوا تكفير قدر شيء فانهم يذكرون لفظ السبعين يرد على هذا انه جاء بضع وسبعون فماذا تقولون في بضع قالوا كلمة بضع ها هنا تدل على ان العدد زائد على القدر الكثير ربع يعني زيادة على السبعين يعني زيادة على عدد كثير ولا يخفى ايضا مع ما في هذا الحمل من التكلف الذي لا يخفى جواب ثالث وهو ان هذه الشعب المذكورة في هذا العدد هي الاعلى والاشرف والافضل ولا يلزم من هذا ان لا يكون هناك ما هو دونها لكن هذه هي الاهم وهي التي تشتد حاجة العبد اليها والجواب الرابع ان هذه الشعب المعدودة هي اصول شعب الايمان يعني اصول خصال الايمان واجزائه ثم انه يتفرع عنها ما يرجع اليها ويكون ما عدا هذه الشعب انما هي اجزاء او فروع لما هو اكبر منها واعم منها فالاصول والانواع هي بضع وستون او بضع وسبعون ويدخل تحت كل نوع او اصل اجزاء متعددة وهذا الجواب اشبه بالصواب والله تعالى اعلم ذكر المؤلف رحمه الله في الجواب هذا السؤال اية البقرة وفيها تعداد جملة من خصال الايمان ثم عطف على هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم انف الذكر وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وستون وفي رواية بضع وسبعون شعبة البضع هو القطعة البضع والبضعة ويصح فتح الباء ها هنا هو القطعة او الجزء الاشهر ان البضعة من ثلاث الى عشرة هذا هو الاشهر عند اهل اللغة فاذا قيل بضع وسبعون او بضع وستون او بضع وخمسون مثلا المراد انه عدد يحتمل من ثلاث الى الى عشرة وبعضهم قال الى تسعة وبعضهم قال من اثنين الى تسعة وبعضهم قال من اربعة الى عشرة في اقوال كثيرة لكن الاشهر عند اللغويين ان البضعة من ثلاث الى عشرة هذا الذي اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الذي دار كلام اهل العلم كما سيأتي في تعداد هذه الشعب عليه قال فاعلاها اللفظ عند مسلم وهذه الرواية التي ذكرها المؤلف رواية مسلم لكن لفظ قريب مما اخرج مسلم قال فاعلاها او قال فافضلها كما في الصحيح قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان تلحظ ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في هذا الحديث ان الايمان مؤلف من شعب منها ما يرجع الى قول اللسان ومنها ما يرجع الى عمل القلب ومنها ما يرجع الى عمل الجوارح وبالتالي فهو من اقوى الادلة على قول اهل السنة والجماعة ان الايمان قول وعمل واعتقاد نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله لما فسر العلماء هذه الشعب الجواب قد عدها جماعة من شراح الحديث وصنفوا فيها التصانيف فاجادوا وافادوا ولكن ليس معرفة تعدادها شرطا في الايمان بل يكفي الايمان بها جملة وهي لا تخرج عن الكتاب والسنة. فعلى العبد امتثال اوامرها واجتناب زواجرها. وتصديق اخبارها وقد استكمل شعب الايمان والذي عددوه حق والذي عددوه حق كله من امور الايمان. ولكن القطع بانه هو مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث يحتاج الى توقيف نعم هذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله هو التحقيق في هذه المسألة نحن يجب علينا ان نؤمن ان الايمان مؤلف من هذه الشعب لكن ما هي هذه الشعب على وجه التعيين هذا الامر لم يخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم وما ذكره العلماء من تعدادهم لهذه الشعب انما هو اجتهاد والوقوف على ان هذا هو مراد النبي صلى الله عليه وسلم على وجه التعيين امر فيه عسر او تعذر فالصواب اننا نؤمن ان كل خصال الايمان من شعب الايمان اما من اصولها وانواعها واما من افراد تلك الانواع على ما جاء في كلام اهل العلم وهذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله هو الذي حققه جماعة من المحققين من اهل العلم كابي عبيد القاسم ابن سلام وكذلك ابن الصلاح وكذلك القاضي عياض وكذلك ابن رجب وغيرهم من اهل العلم كلهم تواردوا على ذكر مثل ما ذكر المؤلف رحمه الله ها هنا وهو ان القطع بان هذا الذي عدده العلماء من هذه الشعب هو مراد النبي صلى الله عليه وسلم يحتاج الى توقيف ولا توقيف نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اذكر خلاصة ما عدوه الجواب قد لخص الحافظ في الفتح ما اورده ابن حبان بقوله ان هذه الشعباء تتفرع من اعمال القلب واعمال اللسان واعمال البدن فاعمال القلب المعتقدات والنيات على اربع وعشرين خصلة الايمان بالله ويدخل فيه الايمان بذاته وصفاته وتوحيده بانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير واعتقاد حدوث ما دونه والايمان بالملائكة وكتبه ورسله والقدر خيره وشره. والايمان باليوم الاخر ويدخل فيه المسألة في القبر والبعث والنشور والحساب والميزان والصراط والجنة والنار ومحبة الله والحب والبغض فيه ومحبة النبي الله عليه وسلم واعتقاد تعظيمه. ويدخل فيه الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم. واتباع سنته صلى الله عليه وسلم والاخلاص ويدخل فيه ترك الرياء والنفاق والتوبة والخوف والرجاء والشكر والوفاء والصبر والرضا والتوكل والرحمة والتواضع ويدخل فيه توقير كبير ورحمة الصغير وترك الكبر والعشب وترك الحسد ترك الحق وترك الحقد وترك الغضب واعمال اللسان وتشتمل على سبع خصال. التلفظ بالتوحيد وتلاوة القرآن وتعلم العلم وتعليمه. والدعاء والذكر ويدخل فيه الاستغفار واجتناب اللغو واعمال البدن وتشتمل على ثمان وثلاثين خصلة منها ما يتعلق بالاعيان وهي خمس عشرة خصلة. التطهر حسا وحكما ويدخل فيه اطعام الطعام واكرام الضيف والصيام فرضا ونفلا والاعتكاف والتماس ليلة القدر والحج والعمرة الطواف كذلك والفرار بالدين ويدخل فيه الهجرة من دار الشرك والوفاء بالنذر والتحري في والتحري في الايمان في الايمان والتحري في الايمان واداء الكفارات ومنها ما يتعلق بالاتباع. بالاتباع احسن الله اليكم قال رحمه الله ومنها ما يتعلق بالاتباع وهي ست خصال التعفف بالنكاح والقيام بحقوق العيال وبر الوالدين والدين ويدخل فيه اجتناب العقوق وتربية الاولاد وصلة الرحم وطاعة السادة. والرفق بالعبيد ومنها ما يتعلق بالعامية وهي سبع عشرة خصلة القيام بالامارة مع العدل ومتابعة الجماعة وطاعة اولي الامر والاصلاح بين الناس ويدخل فيه قتال الخوارج والبغاء والمعاونة على البر. ويدخل فيه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واقامة الحدود. والجهاد ومنه المرابطة واداء الامانة ومنه اداء الخمس والقرض مع وفائه واكرام الجار وحسن المعاملة ويدخل في جمع المال من حله وانفاقه في حقه. ويدخل فيه ترك التبذير والاسراف. ورد السلام وتشميت العاطس وكفر الضرر عن الناس واجتناب اللهو واماطة الاذى عن الطريق. فهذه تسع وستون خصلة ويمكن عدها سبعا وسبعين خصلة باعتبار افراد افراد ما ضم بعضه الى بعض مما ذكر والله اعلم اولا صوب ما في فتح الباري هو ويمكن عدها تسعا وسبعين وليس سبعا وسبعين تصحيف اما في هذه النسخة التي بين ايدينا او في النسخة التي رجع اليها من الفتح لكن كلام الحافظ رحمه الله في الجزء الاول في صحيفة ثلاث وخمسين قال ويمكن عدها تسعا وسبعين يعني هناك اشهر خصال لانه ذكر تسعا وستين ذكر ما يتعلق بالاعتقاد ذكر اربعا وعشرين خصلة وذكر ما يتعلق باعمال اللسان وهي سبع خصال وذكر ما يتعلق باعمال البدن وهي ثمان وثلاثون خصلة فمجموعها تسع وستون ولكن كان يضم بعضها الى بعض وقال اذا بسطنا هذه المضمومات فانها يمكن ان تصل الى تسع وسبعين يعني هنا مثلا جعل الجهاد ومنه المرابطة لكن اذا فصلناها يكون الجهاد خصلة الرباط خصلة اخرى هذا الذي ذكره الحافظ رحمه الله هو مما جمعه من كلام اهل العلم وليس هو ما اورده ابن حبان الحافظ رحمه الله ذكر في مطلع كلامه في هذا الموضع ان طريقتا ابن حبان طريقة حسنة وهي انه نظر فيما جاء في القرآن من خصال الخير ثم نظر فيما في السنة من خصال الخير وظم بعض هذا الى بعض وحذف المكرر فتحصل عنده تسع وسبعون خصلة فالى هذا القدر هذا ما بينه الحافظ رحمه الله من كلام ابن حبان ثم ذكر انه جمع من كلام العلماء ما ذكروه من خصال تلخص له هذا الذي ذكره وهو هذه التسع والستين خصلة او تسع وسبعين خصلة الى فرق بين المضمومات وهذا الذي ذكره الحافظ رحمه الله لا شك انه اه كله من خصال الخير والايمان ولكن لا جزم عندنا بان هذا هو مراد النبي صلى الله عليه وسلم. نحن نقطع ان هذه كلها من خصال الايمان. لكن اما من الانواع والاصول التي هي بضع وستون او بضع وسبعون او هي من افرادها التي تتفرع عنها اما الجزم بان هذه هي فقط خصال الايمان فهذا لا يمكن القول به ولذلك الحافظ رحمه الله فاتته اشياء يعني انظر مثلا في اعمال اللسان اين ذكر الاذان والاقامة مثلا؟ اليست اعمالا خير باللسان مع ذلك ما اوردها الحافظ رحمه الله وهكذا لو تأملت وتتبعت لوجدت انه يمكن ان يستدرك على ما ذكر الحافظ رحمه الله هنا ذكر المؤلف رحمه الله ما يتعلق باعمال البدن قال منها ما يتعلق بالاعيان يعني العيان جمع عين المراد النفس منها ما يتعلق بالانفس يعني يتعلق بنفس الانسان بينه وبين نفسه ثمة خصال ومنها ما يتعلق بالاتباع يعني الذين يرجعون اليك اما بعلاقة زوجية او بعلاقة ابوة او بعلاقة بنوة او بعلاقة طريق او بعلاقة سيادة او غير ذلك فهذه ما ارادها بقوله ما يتعلق بالاتباع ومنها ما يتعلق فيما ذكر اخيرا بالعامة يعني بعامة الناس فهذا هو التقسيم الذي ذكره المؤلف عن الحافظ رحمه الله وكأنه يميل الى هذا آآ الذي ذكره مع انه جزم قبل قليل بانه لا يمكن الجزم بان الخصال التي عددها العلماء هي مراد النبي صلى الله عليه وسلم على وجه التعيين على كل حال العلماء لهم اجتهادات كثيرة في تعداد هذه الشعب من ذلك ما ذكر ابن حبان رحمه الله في الجزء الاول من صحيحه انه عدها فبلغت عنده تسعا وسبعين شعبة كذلك الحافظ فيما بين ايدينا تبلغ عنده اما تسعا وستين او تسعا وسبعين شعبة كذلك من اشهر من عدها والف والف والف فيها الحليم الشافعي وكذلك البيهقي الشافعي الحليمي في كتابه المنهاج والبيهقي في كتابه شعب الايمان وبلغت عندهما سبعا وسبعين شعبة والبيهقي رحمه الله بنى كتابه وهو اشهر كتاب في شعب الايمان في عدها وبيانها والاستدلال عليها احسن ما كتب واوسع ما كتب هو كتاب البيهقي وهو كتاب اه يسوق فيه رحمه الله الادلة باسانيدها بنى كتابه على كتاب الحليم الحليمي الف كتابه قبله لكنه استدرك عليه انه كان يورد الادلة بلا اسانيد كما انه كان يذكر اشياء عقلية ومنطقية اراد ان يؤلف كتابا يذكر فيه تلك الشعب التي ذكرها الحليمي لكن على نظامي وقانوني اهل الحديث وممن جمع ايضا هذه الشعب ابن شاهين رحمه الله في جزء له وهو مفقود فيما اعلم فبلغت عنده خمسا وسبعين شعبة وجمع اه او نقل كلامه القاضي ابو يعلى في كتابه مسائل الايمان وفيما ذكر اشياء تستدرك عليه كذلك اللالكائي في شرح اعتقاد اهل السنة والجماعة جمع آآ جملة او عد جملة من هذه الشعب فبلغت عنده اثنتين وسبعين شعبة المقصود ان هذه كلها اجتهادات لاهل العلم في عد شعب الايمان وكلها خير وكلها من الايمان لا شك في ذلك ولا ريب ولكن يبقى الجزم بان هذا هو مراد النبي صلى الله عليه وسلم ففيه وقفة كما سبق والله اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما دليل الاحسان من الكتاب والسنة؟ الجواب ادلته كثيرة منها قوله تعالى واحسنوا ان الله يحب المحسنين. فقال تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وقال تعالى ومن يسلم وجهه الى الله هو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى. فقال تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة. وقال تعالى هل جزاء الاحسان الا الاحسان وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله كتب الاحسان على كل شيء. وقال صلى الله عليه وسلم نعم ما للعبد ان يتوفى يحسن عبادة الله وصحابة سيده نعم ما له قال رحمه الله ما هو الاحسان في العبادة الجواب فسره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سؤال جبريل عليه السلام لما قال له فاخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك فبين صلى الله عليه وسلم ان الاحسان على على مرتبتين متفاوتتين اعلاهما عبادة الله كأنك تراه هذا مقام المشاهدة وهو ان يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه وهو ان يتنور القلب بالايمان انفذ وتنفذ وتنفذ البصيرة في في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان وهذا هو حقيقة الاحساء وهذا هو حقيقة مقام الاحسان. والثاني مقام المراقبة وهو ان يعمل العبد على استحضار مشاهدة اياه واطلاعه عليه وقربه منه. فاذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه فهو مخلص لله تعالى. لان استحضار ذلك في عمله يمنعه من الالتفات الى غير الله تعالى وارادته بالعمل. ويتفاوت اهل هذين المقامين بحسب نفوذ البصائر بعد ان تكلم المؤلف رحمه الله عن مرتبة الاسلام اتبعها بالكلام عن مرتبة الايمان وها هولندا ها هو الان يذكر المرتبة الثالثة وهي مرتبة الاحسان فكلما مظى من كلام المؤلف رحمه الله منذ ان ذكر مراتب الدين وذكر حديث جبريل انما هو شرح وتفصيل لمراتب الدين فقضى كلامه رحمه الله المتعلقة بمرتبتي الاسلامي والايمان وحان الان ان يبين مرتبة الاحسان ذكرنا فيما مضى ان مراتب الدين مرتبة بهذا الترتيب الذي جاء في الحديث المرتبة الاولى هي مرتبة الاسلام والمرتبة الثانية هي مرتبة الايمان والمرتبة الثالثة هي مرتبة الاحسان وذكرنا الفرق بين مرتبتي الايمان والاحسان اذا ذكرا معا في سياق واحد فقلنا ان الاسلام هو الدين الظاهر والايمان هو الدين الباطل. اليس كذلك الاحسان هو تكميل المرتبتين السابقتين هذا باختصار شديد تعريف مرتبة الاحسان تكميل واتقان المرتبتين السابقتين يعني الايمان والاسلام هو الاحسان بمعنى تكميله واتقانه الباطني والظاهر الاحسان تكميل واتقانه الباطني والظاهر فمن اتقن واكمل ايمانه الباطل وايمانه الظاهر فانه هو المحسن وهو على درجتين كما بين المؤلف رحمه الله درجة المشاهدة ودرجة المراقبة وهذا تفصيل لما بين النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق ان تعبد الله كانك تراه هذه مرتبة المشاهدة فان لم تكن تراه فانه يراك هذه مرتبة المراقبة المراد بهاتين المرتبتين اولا مرتبة المشاهدة وذلك ان المحسن الذي عظم ايمانه ويقينه اصبح الغيب عنده كالمشاهدة قوي اليقين حتى صار بمثابة العيان كأنما ينظر اليه بعينه كل ما اخبر الله به وما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم صار بالنسبة له كانه مشاهد بالعين فهو يشاهد ببصيرة قلبه كانه يشاهد ببصر عينه وهذا لا شك انه مقام عظيم ومرتبة كبرى منيفة لا يصل اليها الا الافراد ونستغفر الله ان نتحدث عن شيء ما شممنا له رائحة انما هو كلام العلماء الذي ننقله اما حقيقة هذه المرتبة فشيء وراء الكلمات يعرفه ويدركه من وصل اليه اهل هذه المرتبة هم اهل الانس بالله سبحانه وتعالى والوحشة من الخلق يستحضرون حقيقة قرب الله سبحانه وتعالى منهم ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وبالتالي يستشعرون هذه البركات وهذه الالطاف وهذه النعم التي تحل بهم من قرب الله سبحانه وتعالى بهم وبالتالي فانهم يأنسون به سبحانه وتعالى ويستوحشون من الخلق فالذ شيء عندهم هو الخلوة بالله عز وجل بذكره ودعائه وتلاوة كتابه السجود بين يديه والقنوط في محاريبهم له سبحانه وتعالى فهذا كله تفصيل ومعالم لهذه المرتبة العظيمة مرتبة المشاهدة كانهم ينظرون الى الله سبحانه كانهم ينظرون الى الملك العظيم جل وعلا وهو مستو على عرشه وامره نازل الى خلقه فيأمر وينهى ويتكلم ويرفع قوما ويضع اخرين ويحيي ويميت ويرزق ويدبر سبحانه وتعالى وكانه يرى جبريل عليه السلام والملائكة تتنزل بامر الله سبحانه وتعالى وكانه يرى بين عينيه الجنة والنار ما يكون من تلك المواقف العظيمة في عرصات القيامة كل هذا كانه يشاهده بعينه فاليقين في قلبه وصل به الى قريب من درجة المعاينة فهذه لا شك انها مرتبة عظيمة. وحدث ولا حرج عما عليه اهل هذه المرتبة من عظيم المحبة وكمال الخوف ومحض الاحساء ومحض الرجاء في احسان الله سبحانه فهذه مرتبة لا يصل اليها اي احد انما يصل اليها افراد ممن يشتبيهم الله سبحانه وتعالى ويكملهم ويرفعهم الى هذه المرتبة فان لم يصبها وابل فطل من المحسنين من لا يصل الى هذه الدرجة لكن يصل الى درجة دونها وهي ليست ببعيدة عن سابقتها في الفضل وهي مرتبة المراقبة ذاك المحسن المراقب لله سبحانه وتعالى الذي يستحضر مراقبة الله عز وجل له وبالتالي فانه يحفظ حركاته وسكناته والفاظه والحاظه كل خطوة يخطوها في هذه الحياة فانه يستشعر ويستحضر مراقبة الله سبحانه وتعالى له ولا شك ولا ريب ان القاعدة صحيحة مطردة بقدر في استحضار المعبود يكون الاخلاص له والاقبال على عبادته بحسب استحضار المعبود بحسب استحضارك لمراقبة الله عز وجل لك يكون اخلاصك له واقبالك على عبادته والانسان لا يؤتى الا من غفلته عن مقام المراقبة متى تتساهل في الواجبات ويجترح المحرمات لا يكون ذلك الا اذا ضعف عنده المراقبة لله سبحانه وتعالى عندها تزل به القدم عندها يجترح السيئات اما متى ما كان استحضاره لهذا المقام العظيم وهو ان الله يراه ان كان هذا الاستحضار حيا في قلبه فانه لن يقع بهذه الذنوب البتة لكنه من الغفلة يؤتى والله المستعان اذا هذه المرتبة مرتبة الاحسان تنقسم الى هاتين المنزلتين منزلتي المشاهدة ومنزلتي المراقبة وهو ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك نتنبه في ان الى ان في هذا الحديث لطيفة وهي ان الحديث فيه اشارة الى ان الناس لا يرون الله عز وجل بابصارهم في الدنيا وهذا حق لا ريب فيه البتة وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم تعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا انما مراد النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا ما فسر اهل العلم مقام المشاهدة هو انه كانه يراه يتنزل منزلة المشاهد لا انه يشاهد الله بعينه بل ولا يشاهد الله بقلبه المشاهدة والرؤية والنظر الى الله سبحانه وتعالى ببصر العين هذا لن يكون في الدنيا وانما هو في الاخرة كما مضى بيانه في دروس سابقة واما رؤية الله عز وجل بالقلب فهذا مما اختص الله به نبيه صلى الله عليه وسلم لما عرج به الى السماء فانه رأى الله عز وجل بقلبه اذا هذا المقام كله مقام ماذا تقريب مقامه تشبيه كأنك تراه وليس انك ماذا تراه وبالتالي ينكشف لك تلك الرعونات التي يتكلم بها اهل الشطح واهل الانحراف واهل الدعاوى من اهل الخرافة الذين يزعمون ان الاولياء يصلون بعد العمل والطاعة والمثابرة والخلوة والرياضة الى مرتبة الكشف وهو انه يكشف لهم الحجاب فيرون الله عز وجل ب بصيرة قلوبهم اذا وصلوا الى درجة ثم ببصر اعينهم اذا وصلوا الى الدرجة العليا يرونه صباح مساء وهذا كله دجل وخرافة او تسويل للنفس بعض اولئك ربما يكون في حالة نفسية او يغلب عليه شيء من احواله الجسمية كسوداوية او بلغمية وما شاكل ذلك مما يذكره الاطباء فيرى شيئا امامك نور او وكله اثر من احوال كان عليها من جوع او ظلام او ما شاكل ذلك من هذه الخلوات ثم بعد ذلك يصيح انه قد رأى الله عز وجل بعين رأسه وكل هذا لا شك انه ليس بصحيح الله عز وجل لا يرى في الدنيا بالعين حتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو اكرم الخلق و ارفعهم درجة وهو سيد ولد ادم صلى الله عليه وسلم ومع ذلك رأى الله عز وجل بقلبه وهذا خاصا امر خاص به صلى الله عليه وسلم وليس برؤية العين هذا هو التحقيق في هذه المسألة ثم انه هو صلى الله عليه وسلم امرنا ان نتعلم هذه المسألة المهمة التي ينقطع عندها كل قول تعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا المقصود انك اذا وصلت الى تعلم هذه المرتبة وهي مرتبة الاحسان عليك ان تراعي الفرق بين كلام اهل العلم المنضبط قواعد الاعتقاد الصحيح وقواعد الالتزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وما عليه السلف وبين كلامي اهلي اه الخرافات الذين يقحمون ويدخلون في كلام النبي صلى الله عليه وسلم ما لا يدل عليه بل ما يعارضه ويخالفه هذا المقام ينبغي ان تكون متنبها وحذرا ولا تقرأ فيه الا لكلام المحققين من علماء اهل السنة والجماعة ومن احسن من تكلم عن هذه المرتبة ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارجي السالكين فقد احسن في هذا المقام ما شاء الله ان يحسن كذلك الحافظ ابن رجب في شرحه على صحيح البخاري في فتح الباري له فان له كلاما حسنا ذكره في هذا المقام وكذلك في شرحه على الاربعين