بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال العلامة حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة ما هو ضد الايمان؟ الجواب ضد الايمان الكفر فهو اصل له شعب. كما ان الايمان اصل له شعب. قد عرفت مما تقدم ان اصل الايمان هو التصديق الاذاعي تلزم للانقياد بالطاعة فالكفر اصله الجحود والعناد المستلزم للاستكبار والعصيان. فالطاعات كلها من شعب الايمان. وقد سمي في النصوص كثير منها ايمانا كما كما قدمنا والمعاصي كلها من شعب الكفر. وقد سمي في النصوص كثير منها كفرا كما سيأتي فاذا عرفت هذا عرفت ان الكفر كفران كفر اكبر كفر اكبر يخرج من الايمان بالكلية وهو الكفر الاعتقادي المنافق في لقول القلب وعمله او لاحدهما فكفر اصغر ينافي كمال الايمان ولا ينافي مطلقه وهو الكفر العملي الذي لا يناقض القلب ولا عمله ولا يستلزم ذلك ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان المؤلف رحمه الله انتقل بعد ان بين الايمان حقيقته واركانه وبعض ما يضاده وبعض ما يضاده وقد اشار الى ذلك اشارات انتقل الى تفصيل القول فيما يضاد الايمان وهو الكفر اذا اردت ان تعرف الكفر المعرفة التي تنبغي فلا بد ان تعرف الايمان المعرفة التي تنبغي لا يمكن فهمه الكفر الا لمن احسن فهم الايمان فان الايمان والكفر نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان الناس بين مؤمن وكافر هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن ولا يمكن ان يرتفع الوصفان او ان يجتمع الوصفان اعني ان يكون هناك ايمان وكفر اكبر وهو الذي يضاد اصل الايمان فلا يجتمعان ولا يرتفعان لا يمكن ان يكون الشخص مؤمنا وكافرا كفرا اكبر او ليس مؤمنا ولا كافرا بل لا بد من ثبوت احد الوصفين فالكفر ضد الايمان وهو الحكم الذي يحكم به على من لم يكن مؤمنا وسيأتي اقسام الكفر ان شاء الله اذا تنبه الى هذه المقدمة المهمة وهي انه لا يمكن ان تفهم الكفر الفهم الصحيح الا اذا كنت قد فهمت الايمان الفهم الصحيح من الاهمية بما كان ان يعرف الانسان الكفر بتفاصيله فان هذه المعرفة سبب للوقاية منه كلما كنت بالباطل اعرف فانك تكون ابعد عنه ان وفقك الله سبحانه وتعالى وعليه فكما ينبغي عليك ان تكون ذا همة في معرفة الايمان بتفاصيله فانه يلزمك ايضا ان تكون ذا همة في معرفة الكفر بتفاصيله حتى تحذره وحتى تسلم منه اذ ما اقرب الجاهل به منه ما اقرب الجاهل بالكفر من الكفر السلامة والنجاة هي في تحقيق الايمان وفي النجاة والسلامة من الكفر والعلم بذلك سبب لتحصيله سبب لتحصيل النجاة ذكرت في درس ماض ان الناس مختلفون تتفاوت هممهم في هذا الباب تفاوتا كبيرة فمنهم من يكون عارفا بالحق جاهلا بالباطل ومنهم من يكون عارفا بالباطل جاهلا بالحق ومنهم من يكون جاهلا بالامرين ومنهم من يكون عالما بالامرين وهذا هو الاسعد بالحق والصواب ان وفق الى التزام الحق والنهي عن الباطل والا فالمعرفة وحدها ليست كافية بان ينجو الانسان وان يسلم وان يلتزم الحق وان يكف عن الباطل بل لابد من توفيق من الله عز وجل وهداية المقصود ان اهل العلم حريصون اشد الحرص على تفصيلي الباطل كفرا وشركا وظلما وفسقا ونفاقا الى غير ذلك حتى يتضح الباطل ويكون واضحا فيتجنبه صاحب الحق الذي يريد نجاة نفسه ومن هذا ما عقد المؤلف رحمه الله في هذا الموضع من كتابه في تفصيل القول في حقيقة الكفر واقسامها قال رحمه الله ضد الايمان الكفر وهو اصل له شعب كما ان الايمان اصل له شعب هذه قاعدة في باب الايمان عند اهل السنة والجماعة وسبق التنبيه عليها وهي ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الايمان يتبعض ويتجزأ وان له شعبا وهذه الشعب متفاوتة فمنها ما يلزم من زواله زوال كمال الايمان المستحب ومنها ما يلزم من زواله زمان زوال كمال الايمان الواجب ومنها ما يلزم من زواله زوال اصل الايمان فهذه الشعب متفاوتة الى هذه الاقسام وبالتالي فمن شعب الايمان ما يزول الايمان بالكلية بزواله ومنها ما لا يزول الايمان بالكلية بزواله ويتفرع عن هذه القاعدة ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الانسان يجتمع فيه اصل الايمان وكفر اصغر ويجتمع فيه الاسلام وشرك اصغر ويجتمع فيه الاسلام ونفاق اصغر ويجتمع فيه اصل الايمان وظلم اصغر وهكذا اذا هذه من القواعد المهمة التي قررها اهل السنة والجماعة فيدل على هذا حديث شعب الايمان انما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الايمان بضع وستون او بضع وسبعون شعبة قال فافضلها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق قال والحياء شعبة من الايمان ويدل على هذا ايضا قوله صلى الله عليه وسلم يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان وما شاكل هذا الحديث فدل ما ذكرت لك على ان الايمان يتبعض ويتجزأ ويزول منه شيء ويبقى منه شيء ويترتب على هذه القاعدة اصلان مهمان عند اهل السنة والجماعة وهما ان الايمان يزيد وينقص وان اهله متفاضلون فيه وان اهله متفاضلون فيه خلف هذا الاصل في باب الايمان الفريقان المتضادان وهما المرجئة والوعيدية اذ الايمان عندهم شيء واحد لا يتبعض ولا يتجزأ فاما ان يوجد كله او يزول كله اما ان يزول بعضه ويبقى بعضه فلا والعجيب ان يكون اصل واحد يتفرع عنه قولان متضادان فالوعيدية عندهم الايمان شيء واحد وبالتالي فاما ان يوجد واما ان يزول وبنوا على هذا ان من ترك واجبا فانه يكون قد زال بعض ايمانه فزال الايمان كله وبالتالي خرج من الايمان ويكون خالدا في النار اما المرجئة فقالوا ايضا ان الايمان شيء واحد اما ان يوجد كله او او يزول كله ثم قالوا اننا لا يمكن ان نخرج تارك بعظ الواجبات من الايمان لدلالة الادلة على ذلك وعليه فالايمان لا يضره ترك الواجب كما لا يضره فعل المعاصي اذ لو اثر ترك الواجب في الايمان نقصانا للزم من هذا ان يزول كله وهذا مما لا يمكن القول به فبنوا على هذا انه لا يضر انه لا يضر الايمان ترك الواجب ولا فعل محرم الشبهة عند الطائفتين هي انهم ظنوا ان الحقيقة المركبة من اجزاء تزول بزوال بعض اجزائها قالوا الحقيقة مركبة من اجزاء تزول بزوال بعض اجزائها هذه الشبهة التي تصوروها شبهة غير صحيحة وذلك ان المركبات اما ان تكون اما ان يكون اجتماع الاجزاء جميعا شرطا في ثبوت الاسم كما تقول مثلا عشرة اذا زال واحد من العشرة لم تبقى لم تبقى عشرة زال الاسم بزوال الجزء لان اجتماع الاجزاء جميعا شرط في ثبوت الاسم والقسم الثاني وهو الاكثر ان يكون المركب من اجزاء لا يزول بزوال بعض اجزائه فالبحر مثلا و الصلاة مثلا جل الاشياء التي تركبت من اجزاء انزال بعضها فالاسم ماذا باق انزال بعضها فالاسم باق فلا يسلم لهم ما ذكره والايمان من هذا الباب الايمان من هذا الباب هو من المركبات التي لا يشترط في ثبوت الاسم فيها بقاء او ثبوته جميع الاجزاء على اننا لو سلمنا جدلا ان الايمان من المركبات التي يشترط في ثبوت الاسم فيها بقاء جميع الاجزاء لا يسلم ان هذه المركبات تزول بزوال اي جزء فيها لاننا نقول العشرة لو زال منها واحد لم تزل كل الاجزاء بل بقي تسعة فكيف يقال انه قد زالت الاجزاء بزوال جزء واحد فدل هذا على ان هذه الشبهة التي ذكروها شبهة غير صحيحة اذا اهل السنة والجماعة على ان الايمان له اصل وله شعب وكذلك الكفر له اصل وله شعب كما سيأتي في كلام المؤلف رحمه الله قال وقد عرفت مما تقدم ان اصل الايمان هو التصديق الاذعاني المستلزم للانقياد بالطاعة مر معنا ان الايمان حقيقة مركبة من اربعة اجزاء من قول القلب وهو تصديقه وايقانه ومن عمل القلب وهو محبته خوفه ورجائه وانقياده الى اخره ومن قول اللسان وهو النطق بشهادة ان لا اله الا الله وما يتبع ذلك من الاعمال الصالحة باللسان ومن اعمال الجوارح وهي الاعمال الصالحة التي تقوم بالبدن فالاصل يقوم بالقلب تصديقا واذ عانا وانقيادا يعني من قول القلب ومن عمله ويتفرع عنه قول اللسان وعمل الجوارح فقول اللسان وعمل الجوارح يعني الايمان الظاهر برهان الايمان الباطن فمتى ما وجد الايمان الباطن يعني قول القلب وعمله فلابد ان يوجد الايمان الظاهر من قول اللسان ومن عمل الجوارح قال فالكفر اصله الجحود والعناد المستلزم للاستكبار والعصيان الحق ان هذا بعض الكفر وليس كل الكفر ليس كل الكفر جحود وعناد وقد يكون كذلك وقد لا يكون كما سيأتي تفصيله ان شاء الله بما يأتي قال فالطاعات كلها من شعب الايمان وقد سمي بالنصوص كثير منا ايمانا كما قدمنا وهذا واظح كما سبق المعاصي كلها من شعب الكفر وقد سمي في النصوص كثير منها كفرا كما سيأتي ثبت في النصوص ادلة كثيرة دلت على ان ثمة كفر لا يخرج من الملة من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعضي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وقال صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفره وكلاهما في الصحيحين وكذلك قال صلى الله عليه وسلم تنتان في الناس هما بهم كفر النياحة على الميت والطعن في النسب ومن ذلك ايضا ما ثبت في مسلم من قوله صلى الله عليه وسلم ايما عبد ابق من اهله فقد كفر حتى يرجع غير ذلك من الاحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيها وصف الكفر لامور دلت الادلة على انها غير مخرجة من الاسلام هذا دليل على ان الكفر له اصل من وقع فيه او حصل منه فقد خرج من الايمان بالكلية وله شعب من جاء بها او من وقع فيها فانه لا يكون قد خرج من الدين بالكلية يطلق اهل السنة على المعاصي في الجملة بانها من شعب الكفر كما قال المؤلف رحمه الله والمعاصي كلها من شعب الكفر لم يقتصر هذا على ما دل الدليل على وصفه بالكفر بل اطلق المؤلف رحمه الله ان المعاصي جميعا من شعب الكفر ومن فروع الكفر و هذا وقع في مواضع كثيرة بكتب شيخ الاسلام ابن تيمية وكذلك في كتب تلميذه ابن القيم وفي كلام غير هؤلاء يطلقون ان المعاصي كلها من فروع الكفر او من فروع الشرك وهذا الكلام له وجه صحيح وهو ان الطاعة شكر لله سبحانه وتعالى اعملوا ال داوود شكرا والمعاصي ضد الطاعة ليبلوني ااشكر ام اكفر فاذا كان الطاعة فاذا كانت الطاعة ايمانا لزم من هذا ان تكون المعصية كفرا لانها ضد الشكر لله عز وجل ليبلوني ااشكر ام اكفر ووجه اخر ايضا وهي ان المعاصي لا تكون الا عن تقديم طاعة الشيطان على طاعة الرحمن سبحانه وتعالى وهذا بعض شرك بالشيطان الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان قال اهل التفسير يعني بطاعة الشيطان في معصية الله سبحانه وتعالى فشعبة من الشرك والكفر تقع اذا وقع الانسان في معصية الله عز وجل فاتضح بذلك ان المعاصي جميعا من شعب الكفر وان الايمان اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه وكذلك الكفر اسم جامع لكل ما يبغضه الله وينهى عنه لكن تنبه الى ان الذي عليه عامة اهل العلم هو الاسلم والاحوط الاتبع للنصوص ان يقال باطلاق هكذا ان المعاصي من فروع الكفر او من فروع الشرك لكن لا تسمى معصية معينة بانها كفر وشرك الا ما دل الدليل على ذلك حتى يكون لما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ميزة على غيره والا لاصبح تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم لهذه المعصية وتلك دون غيرهما لا فائدة منه والمقصود ان الامر كما ذكر المؤلف رحمه الله فالمعاصي كلها من شعب الكفر على الوجه الذي ذكرته لك قال فاذا عرفت هذا عرفت ان الكفر كفران كفر اكبر يخرج من الايمان بالكلية وهو الكفر الاعتقادي المنافي لقول القلب وعمله او لاحدهما يعني اما لقول القلب او لعمل القلب قال وكفر اصغر ينافي كمال الايمان ولا ينافي مطلقه مطلق الايمان يعني اصل الايمان وهذه مسألة مرت معنا سابقا قلنا ان الايمان المطلق هو الايمان الكامل ومطلق الايمان هو اصل الايمان فالكفر الاصغر قال ينافي كمال الايمان وقيد هذا بكمال الايمان الواجب وليس كمال الايمان المستحب فالذي ينافي كما لا الكفر الاصغر ينافي كمال الايمان الواجب وليس ينافي كمال الايمان المستحب ولا ينافي مطلقه يعني لا ينافي اصل الامام وبالتالي فيجتمع مع اصل الايمان يكون عنده ايمان وعنده ماذا وعنده كفر وما الكفر هنا هو الاصغر قال وهو الكفر العملي الذي لا يناقض قول القلب ولا عمله ولا يستلزم ذلك تقسيم المؤلف رحمه الله الكفر الى قسمين تفسير او تقسيم صحيح فهو ينقسم من حيث حكمه الى كفر اكبر والى كفر اصغر تنبه الى مقدمة مهمة وهي ان الكفر ينقسم باعتبارات متعددة من لم يتنبه الى الاعتبارات ربما يقع عنده شيء من الاشكال او اللبس فالكفر مثلا يقسم باعتبار حكمه الى اكبر والى اصغر وسيأتي الكلام عما ذكر المؤلف رحمه الله في هذين وينقسم الان ساتكلم عن اقسام الكفر الاكبر الان انتهى الكلام عن الكفر الاصغر التقسيمات الاتية للكفر الاكبر ينقسم من حيث حقيقته الى فعل والى امتناع اما الامتناع يعني ان يترك ما هو من اصل الايمان ان يترك اصلا من اصول الايمان او ان يفعل ان يفعل ما يضاد اصل الايمان اذا اما ان يفعل ما يضاد اصل الايمان او ان يترك يمتنع يأبى من فعل ماذا ما هو من اصل الايمان وينقسم ايضا باعتبار اخر وهو باعتبار متعلقه فالكفر يتعلق بالقلب يتعلق باللسان يتعلق بالجوارح اذا كفر عملي والى كفر قولي والى كفر قلبي والقلب هذا ينقسم الى اعتقادي والى شك يعني يكون اعتقاد كفري او شك فيما يجب ان يجزم به قد ينقسم ايضا باعتبار منشأه الى ما سيذكر المؤلف رحمه الله في السؤال بعد القادم ينقسم الى تكذيب والى جحود والى اباء واستكبار والى اعراب والى شك والى نفاق ينقسم ايضا باعتبار اهله الى كفر اصلي وكفر طارئ فالكفار قد يكونون كفارا اصليين وقد يكونون ماذا مرتدين يعني يكون مسلما ثم فعل ماذا فعل كفرا اكبر فاصبح كافرا وكفره هذا ليس كفرا اصليا وانما هو كفر ردة وبينهما فروق من حيث الاحكام وبينهما فروق من حيث الاحكام ينقسم الكفر باعتبار موضوعه الى اقسام كثيرة فمن الكفر ما يكون شركا من الكفر ما يكون تعطيلا من الكفر ما يكون تشبيها من الكفر ما يكون الحادا الى غير ذلك من هذه الموضوعات التي يندرج تحتها ما لا يكاد يحصى من الصور اذا هذه اقسام لي الكفر وكل تقسيم ينبغي ان تفهمه من حيث اعتباره. من حيث مأخذه ولا ينبغي عليك ان تختلط عليك هذه الاقسام او ان تظن ان بينها شيئا من التعارض انما لو فهمت كل تقسيم وانه ينظر الى الى الكفر من هذا الجانب من هذه الزاوية فينقسم بهذا الاعتبار ثم اذا نظرت اليه من جهة اخرى وجدته انه منقسم الى اقسام او الى اه اجزاء الاخرى وهكذا بحسب هذه التقسيمات اعود الى ما ذكر المؤلف رحمه الله وهو انه جعل الكفر نوعين جعل الكفر الاكبر هو الكفر الاعتقادي وجعل الكفر الاصغر هو الكفر العملي هذا التقسيم فيه نظر فان الكفر الاكبر لا ينحصر في الاعتقاد بل قد يكون اعتقادا وقد يكون قولا وقد يكون فعلا وقد يكون شكا يعني قد يعتقد اعتقادا يخرجه من الاسلام وقد يعتقد اعتقادا وقد يقول قولا يخرجه من الاسلام وقد يفعل فعلا يخرجه من الاسلام وقد يشك شكا يخرجه من الاسلام اذا حصر الكفر في الاعتقاد هذا ليس جيد والمؤلف رحمه الله اضطر الى توضيح كلامه بعد اه ثلاث او اربع اسئلة اضطر الى توضيح كلامه حينما اتى الى اشياء عملية يقر اهل السنة بانها كفر اكبر فبين ان الكفر الاصغر هو العملي المحض واما الكفر الاكبر فانه يكون عملا يستتبع اعتقادا او يكون اعتقادا يستتبع آآ عملا لكن على كل حال سيأتي تفصيل هذه المسألة ان شاء الله في محلها وبيان ان هذا الاطلاق من حيث هو غير مقبول وان كان قصد المؤلف رحمه الله واضحا ارادته لما ذكر امر واضح لكن هذا الاطلاق الذي ذكره ليس بمسلم فلا يسلم ان الكفر الاكبر هو محصور في الاعتقاد فقط بل بمجرد القول يكفر دون النظر الى اعتقاده قال الله عز وجل لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة فالحكم تعلق بالقول كذلك في قول الله عز وجل من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان فان هذه الاية ليست متعلقة بالكفر الاعتقادي هذه متعلقة بالكفر الظاهر فمن كفر بالله من بعد ايمانه بان قال الكفر او عمل الكفر ولا علاقة لها بالكفر الاعتقادي. لم لانه استثنى المكره وما في القلب من العقل الامور الاعتقادية لا سبيل الى الاكراه عليه فدل هذا على ان الكفر ها هنا هو الكفر ماذا الظاهر وبالتالي فمن اتى بقول كفري فقد كفر ومن اتى بفعل كفري فقد كفر وان كنا لا لا نجحد انه قد يجتمع الامران قد يجتمع مكفرات كفر اعتقادي وكفر عملي لكن هذا لا ينفي ان يكون الكفر قد وقع بماذا بالاعتقاد هذا اولا وثانيا ان الحكم يعلق بالظاهر فبمجرد فعل الكفر يحكم عليه بالكفر بمجرد قول الكفر يحكم عليه بالكفر اذا تنبه الى هذه المسألة المهمة وهي من المسائل التي قد اه نلتبس فيها على بعض الناس اه شبهة الارجاء وما ادى اليه المرجئة المرجئة عندهم الكفر جميعا محصور في تكذيب القلب واهل السنة والجماعة يخالفون في هذا الاصل فيقولون اولا ما قام بالقلب لا ينحصر في التكذيب لا ينحصر فيما يضاد قول القلب بل قد يكون مضادا للتكذيب يعني قول القلب وقد يكون مضادا لماذا لعمل القلب قد يكون مضادا للمحبة قد يكون مضادا للخوف قد يكون مضادا الانقياد قد يكون مضادا للرجاء ما الى ذلك فلا ينحصر الكفر فيما فيما يضاد قول القلب والامر الاخر ان الكفر يكون بالظاهر كما يكون بالباطن كما انه ان اعتقد الكفر كفر كذلك ان قال الكفر كفر كذلك ان ان فعل الكفر كفر دون النظر الى ماذا الى اعتقاده يعني لا نرتب الحكم في آآ الكفر على ان يكون في قلبه مكذبا مثلا بل بمجرد ان يسجد لقبر او ان يستغيث بغير الله سبحانه وتعالى او ان يرمي المصحف وهو عالم به في الحشم وما الى ذلك هذه الافعال من حيث هي كفر وهذه اه الاقوال من حيث هي كفر دون النظر الى اعتقادي هو ان كان هذا قد يجتمع ماذا مع اعتقاد قلبي كفري. على كل حال هذه لها تفصيل في محلها ان شاء الله. اذا الصواب ان نقول الصواب ان نقول ان الكفر الاكبر اما ان يكون تركا او امتناعا عن اصل الايمان او فعلا لما يضاد اصل الايمان بهذين يجتمع لك يستمع لك اه كل افراد الكفر نأتي الان الى الكفر الاصغر حصره المؤلف رحمه الله بالكفر العملي وقلنا اولا الكفر العملي لا ينحصر في الاصغر هذا اولا الكفر العملي لا ينحصر في الاصغر بل قد يكون اكبر والعكس صحيح ايضا ولا ينحصر الكفر الاصغر في العمل كما انه لا ينحصر الكفر العملي في الاصغر كذلك لا ينحصر الكفر الاصغر في العمل بل قد يكون الكفر الاصغر متعلقا بالقول او متعلقا بالاعتقاد يدل على هذا ما ثبت في الصحيحين من حديث النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن مسعود لما صلوا بالحديبية على اثر ماء يعني على اثر مطر اخبر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه ان الله تعالى قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فاما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب تلاحظ رعاك الله ان من قال هذا القول وهو مطرنا بنوء كذا وكذا ان كان يعتقد ان هذا النوء وان ظهور وطلوع هذا الكوكب او ذاك سبب في نزول المطر فهذا كفر اصغر وبالتالي اجتمع عندنا ها هنا في هذا الكفر الاصغر امران قول واعتقاد وكان كفرا اصغر ولم يوجد ها هنا ماذا عمل كم يوجد ها هنا عمل فصح اذا ان الكفر الاصغر قد يكون عملا وهذا الغالب على ما جاء في النصوص وقد يكون ماذا قد يكون قولا وقد يكون اعتقادا والامر في الشرك الاصغر اوضح فالادلة على ثبوت وصف الشرك الاصغر على ما هو قول او على ما او على ما هو اعتقاد اكثر بكثير واوضح في الادلة المقصود ان حصر المؤلف رحمه الله الكفر الاصغر في الكفر العملي ليس بجيد ليس ليس بجيد لا طردا ولا عكسه والصواب ان الكفر سواء كان كفرا اكبر او اصغر يتعلق بالامور الثلاثة كما علمنا سابقا الايمان الشرك ضدان بل نقيضان كما ان الايمان يكون بالقول والفعل والاعتقاد فالكفر كذلك يكون بالقول والفعل والاعتقاد وسيأتي ان شاء الله تفصيل لذلك في درس غد باذن الله عز وجل اسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل