الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفع به يا رب العالمين. قال العلامة حفظ الحكم رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة ما هو الكفر العملي الذي لا يخرج من الملة؟ الجواب هو كل معصية اطبق عليها اطبق عليها الشارع اسم الكفر مع بقاء اسم الايمان مع بقاء اسم الايمان على عامله. كقول النبي صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا. يضرب بعضكم رقاب بعض. وقوله صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. فاطلق صلى الله عليه وسلم قتال المسلمين بعضهم بعضا انه كفر. وسمى من يفعل ذلك ذلك وسمى من يفعل ذلك كفارا مع قوله تعالى وان طائفتان من من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما الى قوله انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم اثبت الله تعالى لهم الايمان واخوة الايمان ولم ينفع عنهم شيئا من ذلك. وقال تعالى في القصاص فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف واداء اليه باحسان. فاثبت تعالى له اخوة الاسلام ولم ينفه عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربه وهو مؤمن والتوبة معروضة بعد. زاد في رواية ولا يقتل وهو مؤمن. وفي رواية ولا ينتهي نهبة ذات شرف يرفع الناس اليه فيها ابصارهم. الحديث ففي الصحيحين مع حديث ابي ذر رضي الله عنه فيهما ايضا قال صلى الله عليه وسلم ما من عبد قال لا اله الا الله ثم مات على ذلك الا دخل الجنة قلت وان زنا وان سرق؟ قال وان زنا وان سرق ثلاثة ثم قال ثم قال الرابعة على رغم انف ابي ذر فهذا يدل على انه لم ينفي عن الزاني والسارق والشارب والقاتل مطلق الايمان بالكلية مع التوحيد. فانه لو اراد ذلك لم يخبر لم يخبر بان من مات على لا اله الا الله دخل الجنة وان فعل تلك المعاصي. فلن يدخل الجنة الا نفس مؤمنة. وانما اراد بذلك نقص الايمان ونفي كماله وانما يكفر العبد بتلك المعاصي مع استحلاله اياها المستلزم لتكذيب الكتاب والرسول في تحريمه في تحريم بل يكفر باعتقاد حلها وان لم يفعلها. والله سبحانه وتعالى اعلم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فسأل المؤلف رحمه الله هذا السؤال ما هو الكفر العملي الذي لا يخرج من الملة ومر معنا بيان مراد المؤلف رحمه الله في قوله الكفر العملي فما مراده الكفر الاصغر تذكرت فيما مضى ان هذا الوصف فيه نظر يعني ان يقال ان الكفر الاصغر هو الكفر العملي قلنا ان هذا فيه نظر من وجهين اولا الكفر العملي لا يقتصر على الكفر الاصغر والوجه الثاني الكفر الاصغر لا يقتصر على الكفر العملي اما الاول وهو ان الكفر العمل لا يقتصر على الاصغر فان المتقرر عند اهل السنة والجماعة كما قد علمت ان الكفر الاكبر يكون باعتقاد ويكون بقول ويكون بفعل ويكون بشك فلا يقتصر الكفر العملي على الاصغر بل قد يكون الكفر العملي كفرا اصغر وقد يكون كفرا اكبر واطلاق القول بان الكفر الاصغر هو الكفر العملي يوهم اقتصاره على ماذا على الاصغر فقط اي ان الكفر العملي لا يكون الا اصغر ولا شك ان هذا ليس بسديد وفي مقابل ذلك الكفر الاصغر ليس محصورا في الكفر العملي كما مر معنا سابقا نعم غالب النصوص جاء فيها وصف الكفر الاصغر لما هو عمل كقوله صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وكما قال صلى الله عليه وسلم ايما عبد ابق من مواليه فقد كفر حتى يرجع وقد يكون قولا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اثنتان في الناس هما بهم كفر فالطعن في الانساب والنياحة على الميت فهذا ليس بعمل وانما هو قول كما انه يكون الاعتقاد كما مر معنا في حديث الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فهذا قول مرتبط باعتقاد وهو اعتقاد ان ظهور النوم سبب في نزول مطر المقصود ان هذا الاطلاق فيه نظر كما قد علمت والاولى ان يعبر بتعبير السلف وهو ان يقال الكفر الاصغر كما يقال الشرك الاصغر كما يقال الفسق الاصغر كما يقال النفاق الاصغر كما سيأتي ان شاء الله قال المؤلف رحمه الله هو كل معصية اطلق عليها الشارع اسم الكفر مع بقاء اسم الايمان على عامله يعني انه يطلق وصف الكفر على عامل هذه المعصية والذي قامت به هذه المعصية مع بقائي اصل الايمان فيه. فلم يخرج من الملة بفعله هذا الكفر الاصغر. ومثل على هذا بحديثين لا ترجعوا بعضي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. وحديث سباب المسلم فسوق وقتاله كفر قال فاطلق صلى الله عليه وسلم فاطلق صلى الله عليه وسلم على قتال المسلمين بعضهم بعضا انه كفر. وسمى من يفعل ذلك كفارا ولكن قد يقول قائل ولم لا يكون هذا الكفر كفرا اكبر الجواب ان القاعدة عند اهل السنة في الاستدلال وجوب الجمع بين النصوص ووجوب التأليف وجوب الجمع بين النصوص ووجوب التأليف بينها. وان تؤخذ على انها دليل واحد ضم بعضه الى بعض فاذا ضممنا النصوص بعضها الى بعض يتضح لنا الحق فاننا نقطع انه لا يمكن ان يكون هناك تناقض واختلاف بين النصوص ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرة. اذا اذا ضمنا بعض النصوص الى بعض في هذا الباب وجدنا ان طائفة من النصوص اطلقت على قتال بعضهم بعضا انه كفر وطائفة اطلقت على هؤلاء المقتتلين وصف الاسلام او لم تخرجهم من الاسلام فالجمع بين هذه وتلك يكون بحمل النصوص في الكفر على الكفر الاصغر الذي لا يخرج من الملة. وهذا هو الذي اراد المؤلف رحمه الله ان يستدل عليه فيما يأتي. قال وسمى من يفعل ذلك كفارا مع قوله تعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما الى قوله انما اخوة فاصلحوا بين اخويكم. وجه الدلالة ها هنا انه قد وصف الله سبحانه وتعالى هؤلاء المقتتلين بوصفين يمنعان ان يكون الكفر ها هنا الكفر الاكبر الاول وصفهم بوصف الايمان. قال وان طائفتان من المؤمنين والكفار ليسوا مؤمنين وثانيا وصفهم بالاخوة الايمانية. قال انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم ولا اخوة بين مؤمن وكافر. فاتضح بذلك ان الذين اقتتلوا قد وقعوا ان كانوا قد ظلموا وبغوا بعضهم على بعض او الطائفة التي بغت على الاخرى قد وقعت في كفر اصغر لم يخرجها من الايمان بالكلية قال وقال تعالى في اية القصاص هذه اية اخرى وهذا دليل اخر على ان الكفر في صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعضي كفارا هو الكفر الاصغر استدل على هذا باية البقرة فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف واداء اليه باحسان قال فاثبت تعالى له اخوة الاسلام ولم ينفها عنه الواقع ان ما جاء في سورة البقرة وجه الدلالة منه من ثلاثة اوجه اولا ما بين سبحانه وتعالى في دخول اه القاتل في عموم الخطاب في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بالانثى ثم قال فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف اذا دخل القاتل في هذا الخطاب يا ايها الذين امنوا هذا واحد وثانيا قوله فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف واداء اليه من احسان اي انه اذا عفا ولي ولي القتيل يعني المقتول لو عفا عن القاتل وطلب الدية او طلب بعض الدية فانه يجب ها هنا على القاتل ماذا ان يبادر الى دفع ما طلب منه ولا يماطل ولا يأكل حق اخيه فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف واداء اليه باحسان اذا اثبت الله عز وجل الاخوة بين القاتل وولي المقتول ولا اخوة بين مؤمن وكافر كما قد علم هذا وجه ثاني ووجه ثالث ان الله سبحانه وتعالى وصف هذا الحكم عقب ذلك بانه تخفيف منه ورحمة ذلك تخفيف من ربكم ورحمة ولا شك ان التخفيف والرحمة انما تتعلقان بالمؤمن لا الكافر فدلت هذه الاوجه الثلاثة على ان القاتل لم يخرج من الاسلام بقتله لاخيه وانما يكون قد وقع بذلك في كفر اصفر وهذا الكفر الاصغر لا يعني تصغيره حينما نقول اصغر انه شيء خفيف وانه شيء يسير بل هو امر عظيم عظيم جدا ولكنه اصغر بالنسبة الى الكفر الاكبر. اذا وصفه بانه اصغر قضية نسبية. يعني بالنسبة الى الشطر الثاني من الكفر وهو الكفر الاكبر فالكفر الاصغر مهما فحش اذا ما قارناه بالكفر الاكبر فانه يتصاغر الاحكام التي تترتب على الكفر الاصغر في الدنيا والاخرة لا تقارن بالاحكام التي تكون على الكفر الاكبر قال فاثبت له تعالى اخوة الاسلام ولم ينفع عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن والتوبة معروضة بعد. وفي رواية ولا يقتل وهو مؤمن اشار رحمه الله ها هنا الى نص اخر كانه استطرد في شيء من نصوص الوعيد فالنصوص التي جاء فيها وصف بعض المعاصي بانه كفر هي من نصوص الوعيد لها محمل عند اهل السنة والجماعة كذلك النصوص التي فيها نفي الايمان ومنها هذا النص الذي بين ايدينا فيه وصف الزاني وفيه وصف وصف السارق وفيه وصف القاتل وكذلك آآ المنتهب قال ولا ينتهب نهبة النهبة هي اخذ المال بغير حق على وجه القهر يأتي على الملأ ويأخذ المال من صاحبه قصرا فهذا لا شك انه اعظم من السرقة التي تكون في الخفاء فهؤلاء وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بانتفاء الايمان هؤلاء اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انهم ليسوا مؤمنين فهل هذا يعني انهم قد خرجوا من الملة ووقعوا في الكفر الاكبر بين هذا رحمه الله في عطفه على هذه النصوص بحديث ابي ذر رضي الله عنه الذي يدل على ان من قارف تلك الكبائر لم يخرج من الاسلام قال مع حديث ابي ذر يعني قارن هذا بحديث ابي ذر وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم ما من عبد قال لا اله الا الله ثم مات على ذلك الا دخل الجنة وان زنا وان سرق وان زنا وان سرق. لاحظ الحديث السابق فيه انه ليس بمؤمن وهذا الحديث فيه انه سيدخل الجنة. اذا عندنا الان حديثان ينبغي ان نفهم وجه الجمع بينهما حديث يقول الزاني والسارق ماذا ليس بمؤمن وحديث يقول الزاني والسارق اذا مات على التوحيد دخل الجنة يسأل ابو ذر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم ويكرر عليه السؤال وان زنا وان سرق قال وان زنا وان سرق ثلاث مرات وفي الرابعة قال صلى الله عليه وسلم وان رغم انف ابي ذر يعني وان كره ابو ذر وان كره ابو ذر حكمه هو هذا يعني ان من مات على التوحيد فانه سيدخل الجنة اذا نفهم بهذا ان الزاني والسارق لم يخرجوا من الاسلام لانه لا يمكن ان يكون الكافر من اهل الجنة هذا امر محال لا يمكن ان يكون الكافر من اهل الجنة. وبين هذا رحمه الله قال فلن يدخل الجنة الا نفس مؤمنة صح هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم حينما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ابا بكر وعلي رضي الله عنه الى مكة في الحج ونادوا باربع كلمات ومنها انه لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة كما ثبت ايضا في حديث اخر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين اخبر صلى الله عليه وسلم انه لا يدخل الجنة الا نفس مسلمة وفي رواية لا يدخل الجنة الا مؤمن وفي رواية لا يدخل الجنة الا المؤمنون اذا هذه الاحاديث تدل على ان الكافر لا يمكن ان يدخل الجنة البتة ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط. اذا هذا امر مستحيل ان يقع اذا ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن الجواب عن هذا يتضح بفهم قاعدة مهمة وهي ان الايمان له مبدأ وله كمال الايمان له مبدأ وله كمال والكمال قد يكون كمالا واجبا وقد يكون كمالا مستحبا اذا الذي نفي في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ها هنا انما هو كمال الايمان الواجب وليس اصل الايمان او ان شئت فقل المنفي الايمان المطلق لا مطلق الايمان الايمان المطلق كما قد علمنا هو الايمان الكامل ومطلق الايمان اصل الايمان اذا الايمان نوعان مطلق الايمان والايمان المطلق والذي نفي في هذا الحديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن الايمان المطلق او مطلق الايمان الايمان المطلق لا يزني حين يزني وهو مؤمن الايمان الواجب لم؟ لانه واقع في كبيرة ولا يجتمع فعل الكبيرة مع اداء الايمان الواجب لان الايمان الواجب يقتضي الكف ماذا عن الكبائر لكنه ما خرج عن مطلق الايمان يعني عن اصل الايمان. اذا المنفي ها هنا الايمان الواجب وليس اصل الايمان. المنفي ها هنا الايمان المطلق وليس مطلق الايمان وهذا ما عبر عنه الامام احمد رحمه الله بكلمة حسنة قال في هذا الحديث خرج من الايمان فوقع في الاسلام خرج من الايمان فوقع في الاسلام ما المراده بدرجة الايمان ها هنا درجة الايمان الواجب وما مراده بالاسلام درجة اصل الايمان لعلكم تذكرون اننا قلنا ان النصوص قد دلت على ان الايمان ثلاث درجات اصل الايمان ها كمال الايمان الواجب كمال الايمان المستحق وقلنا ان هذه المراتب تقابل في حديث الايمان مراتب الدين فالاحسان يقابل كمال الايمان المستحب والايمان يقابل كمال الايمان الواجب والاسلام يقابل كمال يقابل اصل الايمان يعني حينما نقسم اهل الدين اهل هذه الملة بالنظر الى الاشخاص فانهم ينقسمون الى مسلمين والى مؤمنين والى محسنين. المسلمون من معهم اصل الايمان اتوا باصل الايمان ولكنهم ما فعلوا ما اوجب الله عز وجل عليهم جميعا ولا كفوا عن كل ما نهى الله عز وجل عنه وهذا ما يسميه اهل العلم ما يسميهم به اهل العلم وهو اهل الكبائر ما يطلق عليهم اهل العلم بانهم اهل الكبائر. معهم اصل الايمان ولكنهم ما فعلوا كل ما اوجب الله ولا كفو عن كل ما حرم الله. الدرجة الثانية درجة الايمان وهي درجة الايمان الواجب. اتى باصل الايمان وزاد عليه بفعل كل ما اوجب الله والكف عن كل ما نهى الله عز وجل عنه. والدرجة الثالثة درجة اهل الاحسان وهي درجة كمال الايمان المستحب اتوا باصل الايمان واتوا بالواجبات وكفوا عن المحرمات وزادوا على هذا بفعل مستحبات والكف عن المكروهات والمشتبهات وفضول المباحات اذا قول النبي صلى الله عليه وسلم ها هنا كما عبر الامام احمد رحمه الله خرج من الايمان فوقع في الاسلام يعني لم يكن المؤمن الايمان الواجب. وانما هو مؤمن اصل الايمان مؤمن اتى باصل الايمان ومعلوم كما قد علمنا سابقا ان بين الايمانين فرق فاصل الايمان وان شئت فقل فمطلق الايمان يمنع من الخلود في النار والايمان المطلق يمنع من دخول النار مطلق الايمان يمنع من ماذا من الخلود في النار واما الايمان المطلق يعني الايمان الكامل كمالا واجبا واولى منه الكمال المستحب فانه يمنعه هذا الايمان برحمة الله من من دخول النار اصلا مطلق الايمان يتعلق به خطاب الاحكام والايمان المطلق يتعلق به خطاب الوعد مطلق الايمان اصل الايمان يتعلق به ماذا خطاب خطاب الاحكام يعني حينما يقول يا ايها الذين امنوا افعلوا او اتركوا هذا الخطاب يتناول ماذا كل من هو من اهل الملة ومن اولئك من معهم مطلق الايمان وكل اهل الملة معهم مطلق الايمان كل من هو في داخل الدائرة الاسلامية يعني من اهل الملة يعني ليس من الكفار الكفار الكفر الاكبر هؤلاء يتناولهم ماذا الخطاب بالايمان في باب الاحكام اما اذا كان الخطاب خطاب وعد ان الذين امنوا ان الذين امنوا هذا يتعلق بماذا بالايمان المطلق لا يدخل فيه ماذا لا يدخل فيه اهل الكبائر اهل الكبائر هم اهله مطلق الايمان اهل اصل الايمان واضح طيب اذا اتضح لنا ان اهل الكبائر الذين وقعوا بالقتل او في الزنا او في السرقة او في الانتهاك او ما هو دونها لم يخرج من الاسلام بذلك ولكنه نقص ايمانه نقصا عظيما حتى انه استحق ان ينفى عنه الايمان باعتبار الايمان الواجب وان كان لم يخرج بذلك من الاسلام بقيت معنا وقفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم الا دخل الجنة ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في حق الزاني وفي حق السارق بانه دخل الجنة نحن عندنا نصوص قطعية تدل على ان من اصحاب هذه الكبائر من الزنا و آآ غيره من الكبائر ان منهم من سيدخل النار قطعا. اليس كذلك؟ الاحاديث في هذا كثيرة في الصحيحين وغيرهما وها هنا يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بان هذا الرجل الذي مات على التوحيد وقد اتى بهذه الكبائر فانه سيدخل الجنة فكيف الجمع بينما ثبت من تعذيب من اتى بهذه الكبائر او بعض من اتى بهذه الكبائر وبين وصفه بدخول الجنة. الجواب عن هذا ان يقال ان الدخول ها هنا يحتمل امرين قوله صلى الله عليه وسلم دخل الجنة يحتمل امرين فاما ان يكون دخوله هو الاول او ان يكون دخوله هو الثاني ما هما الامران؟ الجواب ان دخول الجنة قد يكون دخولا اوليا وقد يكون دخولا مآليا ما هما يا شيخ دخول اولي ودخول مآل الدخول الاول هو ان يدخل الجنة من اول وهلة يعني من موقف القيامة الى الجنة دون ان يدخل النار هذا الدخول الاولي اما الدخول المآل فانه ان يكون مآله الى الجنة بمعنى ان يسبق ذلك دخوله الى النار دخول مؤقت ان يدخل النار دخول دخولا مؤقتا بمعنى اصحاب هؤلاء اصحاب هذه الكبائر ان ماتوا مصرين عليها ولم يتوبوا الى الله تعالى منها هم بين امرين اما ان يعفو الله عز وجل عنهم ويعافيهم ويدخلهم الجنة ابتداء وبالتالي يكون دخولهم الجنة دخولا اولية او لا يشاء سبحانه رحمته وينفذ وعيده فيهم فيدخلون النار ولكن لا يخلدون فيها يمكثون فيها مدة يشاؤها الله ويعلمها ثم بعد ذلك يخرجون يدخلون الجنة فيكون دخولهم الان دخولا مآليا. اذا تحقق في اصحاب الكبائر انهم سيدخلون الجنة قطعا ان ماتوا على التوحيد سيدخلون الجنة قطعا ولكن اما ان يكون دخولا اوليا او ان يكون دخولا مآليه واضح اذا لا يظنن ظن ان هذا الحديث يفتح الباب لاصحاب المعاصي ان يعضوا منها اتكالا على ما جاء فيه من انهم سيدخلون الجنة احذر يا عبد الله فما يدريك انك ممن شاء الله دخولهم الجنة دخولا اولية ربما لا تكن وربما يشاء الله عز وجل ان تكون ممن يدخلون النار. واذا قلنا ان دخول النار دخول مؤقت فان هذا لا انه امر يسير وهين ان عذاب الله شديد والشديد اذا جاء من العظيم فهو والله شديد واتقوا النار التي اعدت للكافرين الله عز وجل يحذرنا من ذلك. اذا حذاري والله ما ندري كم هذه المدة. ربما تكون مدة طويلة الله تعالى اعلم بهذه المدة المقصود ان القاعدة عند اهل السنة والجماعة ان من اتى بهذه الكبائر ومنها ما وصف بانه كفر وما هو من هذه التي جاءت في حديث لا حديث الصحيحين لا يزني الى اخره ها ذكر منها معصية وصفت بانها كفر القتل جاء فيه وصفه جاء فيه ذكر القتل ومع ذلك اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان من اتى بهذه الكبائر فانه ماذا من اهل الجنة وبالتالي فلا يمكن ان يكون الكفر ها هنا كفرا اكبر بل هو كفر اصغر قال فهذا يدل على انه لم ينفعني الزاني والسارق والشارب والقاتل مطلق الايمان بالكلية مع التوحيد فانه لو اراد ذلك لم يخبر بان من مات على لا اله الا الله دخل الجنة وان فعلت تلك المعاصي فلن يدخل الجنة الا نفس مؤمنة كما صح هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم وانما اراد بذلك نقص الايمان ونفي كماله وينبغي ان تقيد هذا بان الكمال ها هنا هو الكمال الواجب وليس الكمال المستحب وانما يكفر العبد بتلك المعاصي مع استحلاله اياها المستلزم لتكذيب الكتاب والرسول صلى الله عليه وسلم في تحريمها بل يكفر باعتقاد حلها وان لم يفعلها والله سبحانه وتعالى اعلم متى يكون او متى تكون هذه المعاصي كفرا في حالة استحلالها الاستحلال اعتقاد الحلم الاستحلال اعتقاد الحلم متى ما اعتقد ان الزنا حلال امر مباح لا شيء فيه مثله مثل شرب الماء فانه يكفر بذلك فعل او لم يفعل هنا لا اثر للفعل يعني لا كفر بالفعل ها هنا انما الكفر قضية اخرى كفر بهذه المعاصي من جهة استحلالها وليس من جهة وليس من جهة فعلها و لا شك ولا ريب ان الاجماع منعقد على ان من اعتقد حل ما حرم الله او اعتقد تحريمه ما احل الله فانه يكفر بذلك لو قال الزنا حلال او قال اكل الخبز حرام فان هذا وهذا كلاهما كفر بالله سبحانه وتعالى لان هذا الاستحلال حقيقته تكذيب الله وتكذيب