الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال العلامة حافظ الحاكم رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة اذا قيل لنا هل السجود للصنم والاستهانة بالكتاب وسب الرسول صلى الله عليه وسلم؟ والهزل بالدين ونحو ذلك هذا كله من الكفر العملي فيما يظهر فلما كان مخرجا من الدين وقد عرفتم الكفر الاصغر بالعمل الجواب اعلم ان هذه الاربعة وما شاكلها ليس هي من الكفر العملي الا من جهة كونها واقعة بعمل الجوارح فيما يظهر للناس ولكنها لا تقع الا مع ذهاب عمل القلب من نيته واخلاصه ومحبته وانقياده. لا يبقى معك شيء من ذلك فهي وان كانت عملية في الظاهر فانها مستلزمة للكفر الاعتقادي ولا بد ولم تكن هذه لتقع الا من منافق مارق او معاند مارد وهل حمل المنافقين في غزوة تبوك على ان قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا الا ذلك مع قولهم لما سئلوا انما نخوض ونلعب قال الله تعالى قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم. ونحن لم نعرف الكفر اصغر بالعملي مطلقا بل العملي المحض الذي لم يستلزم الاعتقاد ولم يناقض قول القلب ولا عمله الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد كنا قد اه تكلمنا في الدرس الماظي ان انقسام مرتبتين الايمان الى الايمان المطلق ومطلق الايمان فما الفرق بينهما يا شيخ الايمان المطلق هو الكامل. طيب ومطلق الايمان هو اصل الايمان. احسنت وقلنا قاعدة ايضا تتعلق بالتمييز بينهما في موارد الادلة فمثلا في قول الله جل وعلا وبشر الذين امنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم اي نوعين مراد الايمان المطلق احسنت يعني الايمان الكامل والسبب ان هذا خطاب ان هذا خطاب وعد طيب بقول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام ما المراد بالايمان هنا يا سيكو الايمان المطلق ها او مطلق الايمان مطلق الايمان يعني اصل الايمان وقلنا انه في خطاب الاحكام يعني في خطاب الامر والنهي فانه يراد ماذا مطلق الايمان يعني اصل الايمان ومن الذي يدخل في هذا الخطاب كل المسلمين لم لان كل المسلمين عندهم اصل الايمان اليس كذلك؟ فاصل الايمان حاصل لكل اهل هذه الملة. طيب هل نفهم من هذا ان اهل مطلق الايمان ليس له وعد لهم وعد لهم وعد ولا شك ولكن القاعدة ان الوعد المطلق لاهل الايمان المطلق ومطلق الوعد لاهل مطلق الايمان ها تعيدها يا شيخ الوعد المطلق لاهل الايمان المطلق ومطلق الوعد لاهلي مطلق الايمان يعني الوعد المطلق الوعد الكامل قلنا ان اهل الايمان الكامل وعدهم الله الذي لا يخلف الميعاد انهم يدخلون الجنة من اول وهلة اما اهل مطلق الايمان فلهم مطلق الوعد. لهم وعد ولا شك لهم حد من الوعد ولكن قد يكون هذا هو اه دخول الجنة مآلا وقد يكون العفو ابتداء ودخول الجنة ابتداء فهمنا هذه المشايخ طيب انتقل المؤلف رحمه الله الى مسألة مهمة وهي مسألة الكفر العملي اتفق اهل العلم على ان من ركض المصحف او رماه وهو يعلم انه المصحف في الحش او سب الله والعياذ بالله او رسوله صلى الله عليه وسلم او دين الاسلام او استهزأ بالله ورسوله او اياته واحكامه ان هذا كله ماذا كفر اكبر مع ان هذه الامور ليست من الامور قلبية انما هي امور ظاهرة تكون باللسان وتكون بالعمل فكيف تكون كفرا اكبر وقد عرف المؤلف رحمه الله الكفر الاصر بالكفر العملي فاجاب الشيخ رحمه الله عن هذا لقوله اعلم ان هذه الاربعة وما شاكلها مثل قتل النبي اي نبي او لطمه مثلا او السجود لي قبر او وثن او دعاء غير الله سبحانه وتعالى وما شكل هذا من هذه المكفرات الظاهرة قال ليس هي من الكفر العملي الا من جهة كونها واقعة بعمل الجوارح فيما يظهر للناس وما الكفر العملي الا هذا الكفر كما قلنا سابقا من حيث محله يعني من حيث ما يقع به يكون كفرا باطنا ويكون كفرا ظاهرا وان شئت فقل يكون كفرا قوليا او كفرا عمليا او كفرا اعتقاديا اذا هذا هو الكفر العملي ولذا الذي عليه اهل السنة والجماعة ان العمل الذي ينافي اصل الايمان يعني الذي هو ناقض من نواقض الاسلام هو كفر بعينه العمل نفسه كفر كما انه يكون الاعتقاد نفسه كفرا كما انه يكون القول نفسه كفرا فالحكم معلق بالسبب المكفر قولا كان او فعلا او اعتقادا وليس الامر محصورا او مقصورا على ماذا على ما في القلب بمعنى ان من فعل الكفر كفر بفعله ومن قال الكفر فانه كفر بماذا بقوله كما ان من اعتقد الكفر فانه كفر باعتقاده وهذا هو ظاهر النصوص. قال الله جل وعلا يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وليس اعتقاده وليس اعتقاد الكفر قال الله سبحانه لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة فالله جل وعلا علق الحكم بمجرد القول وليس بما في القلب ومن ذلك ايضا قول الله جل وعلا من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن منشرح بالكفر صدره هذه الاية متعلقة بالكفر بالكفر الظاهر لا بالباطن هذه الاية مختصة بالكفر الظاهر كالقول مثلا اذا قال كلمة الكفر وقلبه مطمئن بالايمان فانه لا يكفر لان الله استثنى من المكره ولا يمكن ان يرادها هنا الكفر الباطن لم لان ما في القلب لا يمكن الاكراه عليك لا يمكن ان يكره انسان على ماذا على اعتقاد في قلبه انما يكره على الشيء الظاهر فبين الله جل وعلا ان كل من قال الكفر فانه يكفر بقوله الا في حالة واحدة وهي ان يكون مكرهة ثم بين جل وعلا ولكن منشرح بالكفر صدره يعني من هؤلاء المكرهين من اذا كان اول الامر مكرها ثم شرح بالكفر صدرا فانه يكون ماذا فانه يكون قد كفر وهذا الاجماع الذي يقرره اهل العلم في هذه المسألة لا شك فيه ولا ريب وقد نقل شيخ الاسلام رحمه الله في كتاب الصارم المسلول اجماع العلماء على ان من سب الله او رسوله صلى الله عليه وسلم فانه كافر ظاهرا وباطنا سواء اكان مستحلا للسب او كان معتقدا للتحريم او كان ذاهلا عن اعتقاده لو كان يعتقد حل سب الرسول صلى الله عليه وسلم مثلا فانه بالاجماع ماذا؟ كافر. ولو كان يعتقد تحريم ذلك فانه ماذا كافر ولو كان ذاهلا عن اعتقاده يعني في اللحظة التي نطق بي فيها بهذه اللفظة الخبيثة لم يكن له في ذلك الوقت اعتقاد بين ذهنه ذاهل عن هذا الاعتقاد انما تكلم بلفظ فاننا نقول انه ايضا ماذا كافر كما انه نقل عن اسحاق ابني راهوية رحمه الله وهو امام جليل آآ يعدل بالشافعي ويعدل باحمد رحمة الله على الجميع انه قال اجمع المسلمون على ان من سب الله او طرح المصحف فانه كافر بالله ولو كان مقرا بذلك ولو كان مقرا بذلك. اذا هذه قضية مسلمة ومجمع عليها بين اهل السنة والجماعة وهي انه يكون الكفر بالعمل الذي دل الشرع على انه كفر كما انه يكون بالقول وكما انه يكون بالاعتقاد وليس الامر محصورا على ماذا على ما في القلب على الاعتقاد هذا اعني حصر الكفر على ما في القلب هو مذهب المرجئة فالمرجئة ليس الكفر عندهم الا ما نافى التصديق كل ما نافى التصديق فانه كفر الكفر بعبارة اخرى هو التكذيب لا غير وما سواه مما دل الدليل ووقع الاجماع على انه كفر يعيدونه الى ماذا الى التكذيب فيقولون هذا امارة او دليل على تكذيب قلبه. لا ان الفعل نفسه ماذا؟ كفر. او ان القول نفسه كفر. انما هو ماذا مجرد دليل والدليل قد يوافق المدلول وقد لا يوافقه. يعني الفعل الكفري تركض المصحف مثلا او اهانته يقولون هو في نفسه ليس كفرا انما هو دليل على تكذيب قلبه فهو بمنزلة الشهود دليل كالشهود وانت خبير بان الشهود قد يصدقون وقد يكذبون ولذا عندهم فان قدر انه في قلبه وعلم الله عز وجل انه مصدق فاننا نحكم عليه في الدنيا بالكفر وان كان عند الله عز وجل ماذا ناجيا اذا كان قلبه ماذا تغيرم مكذب اذا كان قلبه غير مكذب فانه ينجو عند الله عز وجل هذا اولا وثانيا انهم حصروا كفرا القلب على ما نافى قول القلب لا منافع عمل القلب فعندهم ان الكفر هو التكذيب فقط فمناف التصديق كفر طيب ما نافى التعظيم مناخ المحبة ما نافى الخوف عندهم هذا ليس كفرا لانهم لا يدخلون كما هو قول جمهور المرجية لا يدخلون اعمال القلوب في ماذا في الايمان وبالتالي فما نافى اعمال القلوب فانه ليس ليس من الكفر ولا شك ان هذا كله غير صحيح فالايمان يشمل قول القلب وعمله كما يشمل عمل الجوارح وقول اللسان وما نافى قول القلب فانه كفر وما نافى عمل القلب فانه ماذا كفر ايضا كما ان ما وقع بالجوارح من المكفرات فانه بحد ذاته كفر وما وقع بالقول فانه بحد ذاته ماذا كفر وعليه فاهل السنة والجماعة يحكمون على هذا القول الظاهر وعلى العمل الظاهر دون الحاجة عن البحث عن ماذا اما في القلب تعلق الحكم عندهم في باب التكفير وفي باب الحكم بالكفر على القول الظاهر وعلى العمل الظاهر يقول المؤلف رحمه الله ولكنها لا تقع الا مع ذهاب عمل القلب من نيته واخلاصه ومحبته وانقياده لا يبقى معها شيء من ذلك. لا شك ان ما قرره المؤلف رحمه الله من هذا التقرير ولا سيما ما جاء بعدها فهي وان كانت عملية في الظاهر فانها مستلزمة للكفر لاعتقاد ولابد لا شك ان قوله مفارق دون شك لقول المرجئة فاولا هو جعل القول والعمل الكفر كفر من حيث هو ولكنه يعلل يعلل ذلك فرق بين ان يقال هو كفر والتعليل كذا وبين ان يقال هو ليس كفرا انما هو دليل على ماذا؟ دليل على الكفر هذا اولا وثانيا انه جعل جعل الاستلزام راجعا الى قول القلب والى والى عمله ايضا وهذا ما لا يقول به ما لا يقول به المرجئة بل الامر خاص عندهم بماذا بقول القلب ولا شك ايضا ان هذا الذي قرره المؤلف رحمه الله ليس بجيد بل ينبغي ان يقرر بوضوح ان القول الكفر كفر من حيث هو وان العمل الكفري كفر من حيث هو وان كنا نسلم بانه في الغالب يجتمع الامران فيجتمع الكفران واضح بمعنى يكون كفر بالظاهر ويكون كفر بالباطن ايضا فيجتمعان هذا هو الغالب هذا هو الغالب على ما يقع من هذه الاعمال الكفرية او الاقوال الكفرية انه يجتمع الكفران فيكون بقوله قد كفر وباعتقاده كفر كفرا اخر فاجتمع الكفر الباطن مع الكفر الظاهر وليس ان الكفر هو ماذا هو الباطن فقط. تنبه الى هذه المسألة فانها في غاية الاهمية فغالب ما يقع من هذه الاعمال الكفرية يجتمع فيها النوعان وان كان التكفير يناط بالظاهر لانه لا سبيل لنا الى ماذا الى معرفة ما في القلوب وان كنا نقول في الغالب ان مثل هذا الذي رمى المصحف في الحش في الغالب انه ماذا ليس عنده ايمان اصلا ولو كان عنده ايمان اصلا لمنعه على عن ذلك لكن بكل حال لا حاجة لنا الى هذا الخوف فيكفي ماذا ان يحكم عليه بمجرد فعله وان يحكم عليه بمجرد وان يحكم عليه بمجرد قوله يعني من دعا غير الله عز وجل فهل يحكم عليه في قوله فنقول هذا الرجل كفر لدعائه غير الله او نتريث فنقول ننظر اولا ما في قلبه ان كان هناك ايمان في قلبه فاننا لا نكفره وان لم يكن هناك ايمان فاننا نكفره. ما رأيكم ليس الامر كذلك بل بمجرد الدعاء يكفر كما انه بمجرد الاعتقاد يكفر فهما ثلاثة اقسام كفر باللسان وكفر بالقلب وكفر بالجوارح واضح يا مشايخ طيب قال ولم تكن هذه لتقع الا من منافق مارق او معاند مارد وهل حمل المنافقين في غزوة تبوك على ان قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا نعم الله جل وعلا بين في كتابه ان المنافقين قد قالوا كلمة الكفر تحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر واختلف المفسرون في كلمتي الكفر والاشهر انها الكلمة التي قالها رأسهم عبد الله بن ابي في حق النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وبئس ما قال انه يصدق فيهم قول القائل سمن كلبك يأكلك ولئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل وقيل ان كلمة الكفر هذه هي كل ما قاله المنافقون كل اقوالهم الكفرية جمعت في هذه الكلمة وعلى كل حال لا شك ان المنافقين كفروا باعتقادهم وكفروا ايضا بماذا بقولهم فاجتمع كفرهم الظاهر مع كفرهم الباطل قال الا ذلك مع قولهم لما سئلوا انما كنا نخوض ونلعب. قال الله تعالى قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم الله جل وعلا علق الحكم بالكفر على ماذا قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون الاستهزاء باي شيء يكون بالقول اليس كذلك؟ ثم حكم الله عز وجل على هذا الاستهزاء يعني على هذا القول بماذا بالكفر فقال لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم فدل هذا على ان من قال كلمة الكفر كفر كما ان من فعل كفر كفر كما انه من اعتقد الكفر كفر وما ذكر المؤلف رحمه الله من ان هذه الواقعة تتعلق بالمنافقين هو قول جمهوري المفسرين ان الاية كانت في المنافقين فهم الذين اه استهزأوا وهم الذين نزلت فيهم هذه الاية وذهب بعض العلماء ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الى ان الذين استهزأوا لم يكونوا منافقين انما كانوا مؤمنين ضعيفي الايمان ثم كفروا بماذا باستهزائهم والقول الاول فيما يظهر والله اعلم ارجح قول الجمهور ارجح ويدل على هذا امور اولا ان سياق الاية في المنافقين قطعا ودليل ذلك ان الله عز وجل قال يحذر المنافقون ان تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا ان الله مخرج ما تحذرون ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب قل ابالله واياته ورسوله في السياق يتعلق بماذا بالمنافقين قطع و من القرائن ايضا ان الاية في سورة براءة وهي مختصة بماذا بفضح المنافقين ولذا لما سمع عوف بن مالك هؤلاء او قائلهم والبقية كانوا راضين حينما قال قائلهم ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء اكذب السنة ولا ارغب بطونا ولا اجبن عند اللقاء. قال عوف رضي الله عنه انك منافق وذلك لانهم كانوا يعرفونهم بلحن القول يعرفهم النبي صلى الله عليه وسلم وكذا اصحابه ولهم قرائن تدل على هذا ومنها هذا الغمز واللمز اضف الى هذا ان المتتبعة لروايات سبب النزول و فيها ستة اقوال او اكثر كلها فيها التنصيص على ان هذا القول كان قوله المنافقين اذا هؤلاء الذين استهزأوا ونزلت فيهم الاية هم المنافقون فيما يظهر والله اعلم وهذا قول الجمهور بقي كيف نجيب عن قوله تعالى قد كفرتم بعد ايمانكم والمنافقون كفار في الاصل فالجواب عن هذا ان المنافقين كانوا كفارا حقيقة مؤمنين حكما اليس كذلك حكمهم حكم ماذا المؤمنين يعني لهم احكام المؤمنين وان كانوا في الحقيقة ماذا كفارا. اذا قوله تعالى قد كفرتم يعني كفرتم حكما كما كنتم كفارا حقيقة بعد ايمانكم الذي كان محكوما لكم به يعني كنتم مؤمنين محكوما لكم بالايمان اما الان فاصبح حكمكم حكمه اصبحوا حكمكم حكم الكفار لانهم قد اظهروا كفرهم لانهم قد اظهروا كفرهم والله تعالى اعلم قال ونحن لم نعرف الكفر الاصغر بالعملية مطلقا بل بالعملية المحض الذي لم يستلزم لم يستلزم الاعتقاد ولم يناقض قول القلب ولا عمله ولسنا بحاجة الى هذا كله انما نقول الكفر العملي كل ما دل الدليل عفوا الكفر الاصغر هو كل ما دل الدليل آآ على انه كفر ولم يصل الى حد الكفر الاكبر سواء تعلق باللسان او بالعمل او بالاعتقاد. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الى كم قسم ينقسم كل من الظلم والفسوق والنفاق؟ الجواب ينقسم كل منهما الى قسمين اكبر وهو الكفر واصغر دون ذلك نعم هذه الكلمات الشأن فيها كالشأن في الكفر كما ان الكفر ينقسم الى اكبر والى اصغر كذلك الظلم ينقسم الى اكبر والى اصغر كذلك الفسق ينقسم الى اكبر والى اصغر كذلك النفاق ينقسم الى اكبر والى اصغر وكذلك الشرك ولم يذكره الشيخ ايظا ينقسم الى اكبر والى اصغر الشرك مثلا في قول الله جل وعلا انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار على اي نوعين يحمل على اي نوعين تحمل هذه الاية؟ على الشرك الاكبر واما في نحو قول النبي صلى الله عليه وسلم مثلا من حلف بغير الله فقد اشرك هذا هو الشرك الاصغر والان يشرح لنا المؤلف رحمه الله اه انقسام هذه الالفاظ الى اكبر واصغر كل على حدة. نعم قال رحمه الله ما مثال كل من الظلم الاكبر والاصغر الجواب مثال الظلم الاكبر ما ذكره الله تعالى في قوله ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فان فعلت فانك اذا من الظالمين فقوله تعالى ان الشرك لظلم عظيم. وقوله تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما الظالمين من انصار ومثال الظلم الذي دون ذلك ما ذكر الله تعالى بقوله في الطلاق واتقوا واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا ولا يخرجن الا ان يأتين بفاحشة مبينا. وتلك حدود الله ومن ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه. وقوله تعالى ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا. ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه الظلم دلت الادلة على انه ينقسم الى قسمين ظلم اكبر وهو الكفر الاكبر وظلم اصغر وهو الكبائر فما دونها من المعاصي المعاصي من جنس الظلم الاصغر والظلم الاكبر هو الكفر الاكبر وهذا كما بين رحمه الله فيما ساق من الادلة فان فعلت يعني دعاء غير الله فانك اذا من الظالمين واذا كان دعاء غير الله عز وجل كفرا اكبر فالظلم ها هنا قطعا الظلم الاكبر كذلك في قوله تعالى ان الشرك لظلم عظيم وكذلك في قوله وما للظالمين من انصار. والاية في المشركين الشرك الاكبر كذلك في نصوص كثيرة والكافرون هم الظالمون والكافرون هم الظالمون في مقابل الكفر الاصغر الذي هو عفوا في مقابل الظلم الاصغر الذي هو المعاصي والذي جاء في نحو قول الله عز وجل ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه ظلم نفسه بان عصى الله سبحانه وتعالى وذلك ان الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه والعبد موضعه الحق اللائق به ان يكون عبدا لله مطيعا لله فاذا كان عاصيا لله فانه وظع نفسه في غير الموظع الذي خلق له اليس كذلك قال جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون محله الحقيقي وموضعه اللائق به وشأنه ان يكون مطيعا لله فاذا عصى الله فانه يكون قد وضع نفسه في غير موضعها وهذا وجه وصف المعاصي بانها ظلم كذلك في قوله تعالى ولا تمسكوهن ضرارا لتعددوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه وكذلك مثلا في قول الله جل وعلا ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله فالظالم لنفسه هو العاصي لله سبحانه وتعالى و اه المقتصد هو الذي اتى بالايمان الواجب والسابق بالخيرات هو الذي اتى بالايمان المستحب وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في سنته الفرق بين النوعين ففي صحيح البخاري وغيره لما نزل قول الله جل وعلا الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون شقت هذه الاية على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله واينا لم يظلم نفسه يعني بالمعاصي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليس كما تظنون الم تسمعوا قول العبد الصالح ان الشرك يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم لاحظ معي ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حملوا الظلم ها هنا على عمومه اليس كذلك وذلك لانه قال سبحانه الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم فهذه نكرة في سياق ها في سياق النفي فتعم ففهموا ماذا؟ العموم وبالتالي المعاصي من افراد هذا العموم اليس كذلك فقالوا اينا لم يظلم نفسه؟ يعني بالمعاصي فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم ان هذه الاية هي من العام الذي اريد به الخصوص هذا من العام الذي اريد به الخصوص يعني لفظه لفظ العموم والمقصود خاص وهو الظلم الاكبر وهو الظلم الاكبر يرحمك الله نعم قال رحمه الله ما مثال كل من الظلم الاكبر والاصغر؟ ما مثال كل من الفسوق الاكبر والاصغر الجواب مثال الفسوق الاكبر ما ذكره الله تعالى بقوله ان المنافقين هم الفاسقون وقوله تعالى الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه. وقوله تعالى ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث. انهم كانوا قوم سوء فاسقين ومثال الفسوق الذي دون ذلك قوله تعالى في القذفة ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا واولئك هم الفاسقون. وقوله تعالى يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوم ان تصيبوا قوما بجهالة وتصبحوا على ما فعلتم نادمين روي انها نزلت في الوليد بن عقبة رضي الله عنه هذه الكلمة الثانية المنقسمة التي شرحها لنا المؤلف رحمه الله الا وهي الفسوق فالفسوق والفسق ينقسم ايضا الى اكبر والى اصغر اما الاكبر فانه الكفر الاكبر واما الفسوق او الفسق الاصغر فانه المعاصي ويدل على هذا ان الله جل وعلا بين ان الكفار فاسقون قال ان المنافقين هم الفاسقون. ومعلوم ان المنافقين كفار كذلك قال الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه وفسقه فسق كفري لان الله حكم عليه بالكفر كذلك في قوله تعالى ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث انهم كانوا قوم سوء فاسقين. وهذا كثير في بل اكثر ايات القرآن جاء فيها الفسق والمراد الاكبر من ذلك مثلا قول الله تعالى ولقد انزلنا اليك ايات بينات وما يكفر بها الا الفاسقون فدل هذا على ان الفسوق الاكبر هو الكفر الاكبر وان الكفار كفرا اكبر فاسقون قال ومثال الفسوق الذي دون ذلك قوله تعالى في القذفة يعني اراد قول الله جل وعلا والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ثم قال ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا واولئك هم الفاسقون. ففسق هؤلاء فسق اصفر يعني هؤلاء عصاة من اصحاب الكبائر كذلك قوله تعالى يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا و اشار رحمه الله الى انها اعني هذه الاية روي انها نزلت في الوليد ابن عقبة وهذا ما ذكره اكثر المفسرين و اسانيد هذه القصة لا تكاد تثبت فانها جاءت من طرق مرسلة جاءت من طرق مرسلة وليس فيها متصل من هذه الطرق ايضا من امثلة هذا اه قوله تعالى فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق الفسوق ها هنا هو الاصغر وليس الاكبر وعلى كل حال اي اية او حديث جاء فيه النهي او جاء فيه الذم للفسق الاصغر فلا شك انه يتناول من باب اولى النهي عن الاكبر نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما مثال كل من النفاق الاكبر والاصغر الجواب مثال النفاق الاكبر ما قدمنا ذكره في الايات من صدر البقرة. وقوله تعالى ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم الى قوله ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا. الايات وقوله تعالى اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون وغير ذلك من الايات ومثال النفاق الذي دون ذلك ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان وحديث اربع من كن فيه كان منافقا الحديث هذا اه هو الكلام المتعلق بتقسيم النفاق الى اكبر والى اصغر النفاق مخالفة الظاهر للباطن النفاق مخالفة الظاهر للباطن واذا كانت هذه المخالفة متعلقة باصل الايمان كان النفاق نفاقا اكبر وهذا الذي كان عليه المنافقون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم و ما بعد ذلك وان كان الذي اشتهر في العصور المتوسطة المتأخرة تسمية هؤلاء في الزنادقة المقصود ان كل من اظهر الاسلام وابطن الكفر سواء كان في الباطن مشركا او كان يهوديا او كان نصرانيا او كان جاحدا للربوبية بالكلية يعني ملحدا هذا يسمى منافقا وهؤلاء المنافقون جاءت فيهم الايات الكثيرة في كتاب الله عز وجل في فضحهم وذمهم وبيان علاماتهم وهناك نفاق اصغر مخالفة من الظاهر للباطن ولكن في فروع الايمان وليس في اصل الايمان ومن ذلك ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم كما في هذا الحديث الذي بين ايدينا وهو في الصحيحين حينما يخالف الانسان في ظاهره يخالف باطنه يظهر الدين والتقوى وهو في الحقيقة بخلاف ذلك في ظهر الصدق ويضمر الكذب يظهر الامانة ويضمر الخيانة يظهر اداء او الوفاء بالعهد ويضمر اه الغدر وامثال ذلك فان هذا قل له لا شك انه نفاق اصغر. والنفاق الاصغر حكمه حكم الفسق الاصغر وقد اه ذكر المؤلف رحمه الله المثال عليه وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم اية المنافق ثلاثة اذا حدث كذبت واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان واشار ايضا الى الحديث الاخر وهو ايضا في الصحيحين قال اربع من كان من كن فيه كان منافقا خالصا يعني اجتمع فيه النفاق الاصغر كاملا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها اذا اؤتمن خان واذا حدث كذب واذا عاهد غدر واذا خاصم فجر فتحصن لنا من مجموع الحديثين ان الصفات كم ها خمس اولا اذا حدث كذب اثنان اذا وعد اخلف ثلاثة اذا اؤتمن خان اربعة اذا خاصمه فجر خمسة اذا عاهد غدر هذه الصفات او الخصال آآ الخمس لا شك انها من ارذل الخصال ومن استحكمت فيه واصبحت سجية له واصبح ديدنه ان يكون كاذبا وان يكون غادرا وان يكون فاجرا في الخصومة الى اخره فانه يخشى عليه ان ينسلخ من الايمان بالكلية. نسأل الله السلامة والعافية و قد تقرر عند السلف رحمهم الله ان المعاصي بريد الكفر فانها تنقل القلب من درك الى ما هو اسفل حتى قد يصل والعياذ بالله الى ان ينسلخ من الايمان بالكلية فكيف بهذه الذنوب العظيمة التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بالنفاق وبين ان من اجتمعت فيه كان منافقا خالصا فيخشى على ان اه يخشى ممن استحكمت في قلبه ان ينحرف والعياذ بالله بالكلية وينقلب قلبه ويقع في النفاق الاكبر. اسأل الله لي ولكم المعافاة والسلامة وان يوفقنا لصالح