بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال العلامة حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة ما حكم السحر والساحر الجواب السحر متحقق وجوده وتأثيره مع مصادفة القدر الكوني. كما قال تعالى فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من احد الا باذن الله. وتأثيره ثابت في الاحاديث الصحيحة. واما الساحر فان كان سحره مما يتلقى عن شياطين كما نصت عليه اية البقرة فهو كافر لقوله تعالى وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر. الى قوله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق. الايات الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد وقد شرع المؤلف رحمه الله بذكر بعض ما يناقض الايمان او يقدح فيه وبدأ بالسحر واتبعه بذكر ما يندرج تحته مما سيأتي تفصيله ان شاء الله لاحقا السحر تناوله المؤلف رحمه الله في هذا السؤال من خلال ثلاثة امور اولا من حيث تحققوا وجوده ومن حيث حكم فاعله علة الحكم وفي السؤال الذي بعده تناول ما يتعلق عقوبة الساحر وقبل ذلك نحتاج ان نعرف ما هو السحر فالسحر في اللغة هو ما خفي ولطف ودق ومنه قيل لاخر الليل سحر لانه يخفى ما يكون فيه لشدة الظلام اما تعريف السحر اصطلاحا فان الناظر في كلام العلماء في بيان حد السحر يعني في بيان تعريفه يجد ان لهم ثلاثة مواقف اولا تجد من اهل العلم من يتوقف عن ذكر تعريف جامع مانع للسحر وذلك لكثرة الانواع التي تدخل تحته مع عدم وجود رابط يربط بينها سوى المعنى اللغوي وهو الخفاء والدقة اما ما زاد على ذلك فلا يوجد رابط يربط بين هذه الانواع وممن وممن نحى هذا النحو الشافعي رحمه الله كما قرر هذا في كتابه الام انه يطلق على امور مختلفة ذكر ان السحر يطلق على امور مختلفة موقف اخر هو ان يحد السحر معنى عام دون ان يكون فيه تمييز دقيق فمن اهل العلم من قال ان السحر مزاولة النفس الخبيثة لاقوال وافعال يكون بها خوارق للعادة وهذا التعريف فيه نظر من جهة كونه غير جامع واما الموقف الثالث فهو ان يذكر شيء من انواعه ومن هؤلاء الذين عرفوا السحر بانه رقى وعقد وعزائمه وتدخينات ودهانات يحصل بها تأثير على البدن او العقل او غيرهما و تلحظها هنا انه ذكر انواعا يكون آآ بها السحر شيء يكون عن طريق الرقى والعزائم او ان يكونوا او ان يكون عن طريق استعمال خصائص الاشياء كادوية ودهانات او عن طريق تدخينات او ما شاكل ذلك وقد ذكروا انواع للسحر كثيرة منها ما ذكر الرازي وهو ذو خبرة بالسحر في تفسيره عند اية البقرة واتبعوا ما تتلوا الشياطين فذكر ثمانية انواع وقد ذكرها عنه وناقشه في بعضها ابن كثير رحمه الله في تفسير سورة البقرة وكذلك العلامة الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان بتفسير سورة طه ومن ذلك السحر الذي يكون من خلال الاستغاثة بما يسمونه الارواح العلوية ويزعمون ان الارواح العلوية هي الكواكب وان لها تأثيرا في الكون وكذبوا فهذا التأثير ليس الا بتوهمات عقولهم الباطلة ومن ذلك ما يكون من خلال الاستعانة بالارواح الارضية التي يسمونها الارواح الارضية وهي الشياطين ومنها ما يكون من خلال باستعمال خواص الاشياء في ادوية وتركيبات او بادخنة ودهانات ومنها ما يسمونه الغرائب التي تكون عن طريق خفة اليد الى اخر ما ذكروا واضاف الى ما ذكر الشيخ الشنقيطي رحمه الله بعضا منها من غير كلام الرازي المقصود ان السحر يرجع في جملته الى هذه الامور التي يكون فيها تأثير على الابدان او العقول او غير ذلك كالذي يكون فيه او بسببه تفريق بين المرء وزوجه وما الى ذلك هذا هو آآ اتجاه العلماء او اتجاهات العلماء في تفسير حقيقة السحر اما عن المسألة التي اشار اليها اولا رحمه الله وهي هل للسحر حقيقة فاجاب رحمه الله بان السحر متحقق وجوده وتأثيره السحر موجود وله تأثير وهذا الذي نص عليه في سلمه والسحر حق وله تأثير لكن بما قدره القدير والسحر حق وله تأثير لكن بما قدره القدير هذه المسألة بسطها يرجع الى ان قلة من اهل العلم زعمت ان السحر لا حقيقة له وانما هو تخييل للانظار والابصار يعني ان يفعل الساحر شيئا ويخيل للناظر في الشيء الذي فعله انه قد حصلت اشياء والواقع انه لا حقيقة لهذا الشيء انما هو تخييل للنظر وهذا ما ذهب اليه قلة من اهل العلم مستدلين بقول الله جل وعلا عن سحرة فرعون واخباره عنهم انهم سحروا اعين الناس قالوا هذا دليل على ان السحر لا حقيقة له انما القضية تخييل للعين لا غير وذهب جمهور اهل العلم بل جمهور المسلمين بل جماهير الامم الى ان السحر له حقيقة وله تأثير يدل على هذا ادلة كثيرة ومن ذلك ما يأتي اولا قول الله جل وعلا وما هم بضارين به من احد الا باذن الله فاثبت سبحانه حصول الضرر بالسحر وان كان ذلك باذن الله الكوني فالمقصود ان ما يكون به الضرر لا شك انه شيء حقيقي وليس مجرد خيالات والامر الثاني او الدليل الثاني كون النبي صلى الله عليه وسلم قد سحر مرض بسبب هذا السحر ودخل عليه ضرر بذلك كما ثبت هذا في الصحيحين في احاديث عدة تبين ان النبي صلى الله عليه وسلم قد سحر سحره لبيد بن الاعصم اليهودي الذي كان حليفا لبني زريق وسحر النبي صلى الله عليه وسلم اثر فيه انه كان يظن انه يأتي الشيء ولا يأتيه وهذا كان في شيء مخصوص وهو فيما يتعلق بامر النساء كان يخيل اليه انه يأتي اهله ولا يأتيهم فهذا نوع من الضرر بل قيل انه اشد ما يكون من السحر ان يمنع الانسان عن اهله ومثل هذا دليل على ثبوت تأثير للسحر وينبغي ها هنا ان يذكر بان سحر النبي صلى الله عليه وسلم من جملة الابتلاءات التي ترفع بها درجته صلى الله عليه وسلم وان هذا السحر من جملة الامراض التي تناله صلى الله عليه وسلم اخبر صلى الله عليه وسلم ان اشد الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل فهذا السحر الذي اصيب به النبي صلى الله عليه وسلم راجع الى هذا المعنى ولم يؤثر في عقله ولم يكن قادحا في منصب في منصب نبوته ولم يكن له تأثير في تبليغه رسالة ربه حاشى وكلا انما كان هذا من جنس الامراض وفيها من الحكمة اثبات ان النبي صلى الله عليه وسلم بشر وانه يجوز عليهما يجوز على البشر ابتلي صلى الله عليه وسلم بهذا السحر مدة من الوقت حتى شاء الله عز وجل تفريج هذه الكربة عنه صلى الله عليه وسلم ونزل ملكان باعلامه بمحل السحر فقد سحر صلى الله عليه وسلم في مشط ومشاطة في طلعة جف نخل ذكر في بئر ذروان بئر ذروان كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله بئر على بعد ساعة من المدينة فارسل النبي صلى الله عليه وسلم اليه بعض اصحابه اولا ثم وقف عليه بعد ذلك صلى الله عليه وسلم واستخرج هذا السحر فبطل اثره ولله الحمد و عاد النبي صلى الله عليه وسلم الى ما كان عليه الشاهد ان ثبوت سحره صلى الله عليه وسلم وهذه قصة لا تقبل التشكيك فهي ثابتة في اصح الكتب في صحيحين البخاري ومسلم وفي غيرهما في هذا دليل على ان السحر له حقيقة وله تأثير الدليل الثالث ما ثبت في الصحيحين ايضا من قوله صلى الله عليه وسلم من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر فقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ب ان السحر يضر وهذا دليل على ان له حقيقة وعلى ان له تأثيره ولاحظ ثانيا ان النبي صلى الله عليه وسلم قرنه بشيء لا يشك بان له حقيقة وان له تأثيرا وهو والسم فدل هذا الا ان السحر له حقيقة وله تأثير ولذا حث النبي صلى الله عليه وسلم على ان يصطبح الانسان بهذه التمرات السبع حتى تكون حصنا باذن الله من اصابته بهذا السحر دليل رابع وهو قوله صلى الله قوله سبحانه وتعالى ومن شر النفاثات في العقد فالنفاثات في العقد هن السواحر اللاتي ينفثن في العقد فيصبن من يصبن باذن الله الكون في هذا او بهذا السحر فاثبت الله سبحانه ل هذا السحر الذي يكون على يده آآ الساحرات اثبت له شرا فقال ومن شر النفاثات في العقد وهذا الشر دليل على ان السحر له حقيقة وله تأثير ولولا ذلك ما جاءت الاستعاذة به ما جاءت الاستعاذة عفوا منه لولا ان له حقيقة وان له تأثيرا ما ورد الاستعاذة من هذا الشيء اضف الى هذا دليلا خامسا من جهة الواقع فان الواقع والشاهد الذي لا ينكره عاقل هو ان السحر له وجود وله تأثير ولا ينكر هذا الا مكابر فكم من الناس من اصابه السحر باذى عظيم من الناس من اصابه السحر في بدنه فامرضه وربما قتله ومن الناس من اصابه السحر في عقله فاعاده مجنونا او كالمجنون ومن الناس من اصابه السحر في قوته فعادك المشلول المقعد ومن الناس من اصابه السحر اه في علاقته الزوجية فلم يعد يقدر على آآ ان يعاشر اهله ثم انه اذا استخرج هذا السحر وابطل فانه تجد انه يعود الانسان الى حالته المعتادة تجد المريض يعود الى حالته من كان كالمجنون عاد صحيح العقل وربما تجد من كان مقعدا قد قام كأنما نشط من عقال وهذا امر محسوس مشاهد ولا ينكره الا مكابر وصدق الخطابي رحمه الله حينما قال ان انكار حقيقتي السحر انما هي جهل لا شك ان كلامه صحيح فهو جهل بالشرع وجهل بالواقع ايضا لكن تنبه يا رعاك الله الى ان هذا التأثير انما هو باذن الله الكوني يعني شيء قدره الله سبحانه ولم يكن شيئا خارجا عن تقدير الله عز وجل وتأمل في هذا قول الله سبحانه وما هم بضارين به من احد ماذا الا باذن الله واذن الله كما قد تعلمنا سابقا انقسموا الى قسمين ما هما يا شيخ ارفع صوتك اذن كوني واذن شرعي طيب اعطنا دليلا على الاذن الشرعي ها احسنت قل ارأيتم ما انزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل االله اذن لكم ام على الله تفترون واما الابن الكوني فمنه هذه الاية التي بين ايدينا والاذن الكوني يرادفه المشيئة الاذن الكوني يرادف المشيئة ويرادف ايضا الارادة احسنت الكونية الاذن الكوني يرادف الارادة الكونية والاذن الشرعي يرادف الارادة الشرعية فالاذن ها هنا راجع الى الاذن الكوني يعني وما هم بضارين به من احد الا باذن الله يعني مشيئته يعني ما قدره سبحانه وتعالى كونا وهذا لا شك اه معلوم من عموم ربوبية الله سبحانه وتعالى وان كلما كان وما يكون فهو راجع الى علم الله والى كتابته والى مشيئته والى خلقه سبحانه وتعالى وله في تقديره الحكمة البالغة جل وعلا آآ قال السحر متحقق وجوده وتأثيره نعم يمرض ويقتل ويفرق بين المرء وزوجه الى غير ذلك مع مصادفة القول القدر الكوني يعني لا يكون الا بقدر من الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من احد الا باذن الله وتأثيره ثابت في الاحاديث الصحيحة واما الساحر فان كان سحره مما يتلقى عن الشياطين كما نصت عليه اية البقرة فهو كافر لقوله تعالى وما يعلم ان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر الى قوله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق هذه هي المسألة آآ الثالثة وهي مسألة حكم السحر السحر قد يكون عن طريق الشياطين وقد لا يكون عن طريقهم فاما ما لا يكون عن طريق الشياطين فان كل صورة من صوره بحسبها ينظر في كل صورة من صوره بحسبها والمهم عندنا الان ما اورد المؤلف رحمه الله وهو ما يتعلق بالسحر الذي يكون عن طريق الشياطين وهذا هو الغالب من السحرة وهو الغالب من حيث ضررهم فانه يكون عن طريق الاستعانة بالشياطين وينبغي قبل البحث في هذا الموضوع ان يمهد لهذا بمقدمتين اولا ان السحر انما يكون لالتقاء خبيثين الساحر ذو نفس خبيثة والشياطين ذوات انفس خبيثة فتلاقيا وتضام بعض اولئك مع بعض وتعاونا واجتمع فحصل السحر باذن الله الكوني والامر الثاني ان الشياطين لا تعينوا الساحر حتى يتقرب اليها او يكفر بالله سبحانه لم تكن الشياطين لتعين ابن ادم حتى تغويه لان هذا هو ديدنهم وهذا هو شأنهم وهذه هي وظيفتهم والواقع يشهد بحال هؤلاء السحرة فانه لا يكون ساحرا الا اذا وقع منه الكفر وقد يكون كفرا اعتقاديا وقد يكون قوليا وقد يكون عمليا وقد تجتمع هذه الامور الثلاثة وهو الغالب فاولا يحصل منه كفر اعتقادي بان يعتقد ان لهذه الشياطين قدرة وتأثيرا مستقلا عن مشيئة الله عز وجل او ان يكون للكواكب العلويات تأثيرا على مجريات ما يكون على هذه الارض وهذا لا شك انه كفر بالله سبحانه وتعالى او ان يكون الكفر قوليا كما يحصل من اولئك السحرة كثيرة من استغاثة بالشياطين ولجوء اليها وهتاف باسمها وكل ذلك لا شك انه شرك اكبر او ان يكون الكفر عمليا وذلك بان يكون منهم اه اهانة لكتاب الله القاء له في بيت الخلاء او ان يكتب بالدم وبعض اولئك عياذا بالله كان يكتبه بدم الحيض وكل ذلك امعان في الكفر حتى ترضى الشياطين وحتى تقوم معونة هؤلاء السحرة وبعد هذا يقال انه لا شك ولا ريب ان السحر الذي يكون بواسطة الشياطين وباعانة الشياطين لا شك انه كفر اكبر وشرك اكبر ولا يرتاب في هذا البتة وذلك لمن اتضحت له المقدمتان السابقتان اضافة الى الادلة الاتية اولا اية سورة البقرة واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين بباب لهروت وماروت وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من احد الا باذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم. ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق ولبئس ما شروا به انفسهم لو كانوا يعلمون ولو انهم امنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون ووجه الدلالة من هذه الاية او من الايتين ما يأتي اولا قول الله جل وعلا وما كفر سليمان فهذا دليل على ان السحر كفر وجه ذلك ان اليهود زعموا ان سليمان عليه السلام كان يتعاطى السحر فبرأه الله سبحانه من ذلك فقال جل وعلا وما كفر سليمان ما معنى ما كفر سليمان هنا يعني انه لم يكن ساحرا وعليه فلم يكن كافرا وان شئت فقل لم يكن كافرا لانه لم يكن ساحرا هذا اولا ثانيا وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا ووجه الدلالة انه قال سبحانه عقيب ذلك يعلمون الناس السحر ومعلوم ان ذكر الوصف عقيبة الحكم يشعر بالعلية ذكر الوصف عقب الحكم يشعر بالعلية يعني ولكن الشياطين كفروا قد يقول قائل لم فجاء الجواب لانهم يعلمون الناس السحر فهذا وجه ثان الوجه الثالث ما جاء في قوله سبحانه وما يعلم ان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر باي شيء لا يكفر او عفوا باي شيء يكفر بالسحر. اذا لا تتعاطى السحر حتى حتى لا تكفر وهذا من اصرح ما يكون الوجه الرابع قوله تعالى ولو انهم امنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون فهذا الاسلوب انما يناسب ان يقال في حق كافر لا في حق مسلم لا يقال في حق مسلم ولو انه امن واتقى لكان هذا خيرا له انما يقال في حق ماذا يقال في حق كافر آآ الاية الثانية نعم اه في ختام الاية ولقد علموا لمن اشتراه جزاك الله خيرا. ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق ما له في الاخرة من خلاق يعني من حظ ونصيب وظاهر هذا ايضا ان الكافر ليس له حظ ونصيب ولهذا كان السحر كفرا يعني لما كان السحر كفرا لم يكن للساهر حظ ونصيب عند الله سبحانه وتعالى لان الكافر ليس له حظ ونصيب في الاخرة فهذه خمسة اوجه ثلاثة منها دلالتها نصية على كفر الساحر ووجهان منها دلالتهما ظاهرة على كفر الساحر والله تعالى اعلم الدليل الثاني على هذا ايضا على كفر الساحر الذي يتعاتى السحر يتعاطى السحر عن طريق الشياطين قول الله جل وعلا ولا يفلح الساحر حيث اتى و غالب الايات التي جاء فيها نفي الفلاح انما تناولت الكفار انه لا يفلح الكافرون وامثالها من الايات فيكون نفي الفلاح عن السحر لا سيما مع التعميم يعني حيث كان ولا يفلح الساحر حيث اتى في اي مكان يكون فان الساحر لا يفلح فظاهر الاية يدل على كفر الساحر لنفي الفلاح عنه والغالب في نفي الفلاح ان اه يحكم به على الكافر ولا سيما اذا كان هذا بضميمة ادلة اخرى دلت على كفر الساحر الدليل الثالث ما ثبت في مسند ابي يعلى باسناد جيد كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال من اتى عرافا او ساحرا او كاهنا فسأله فصدقه فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم قال ابن حجر ومثله لا يقال بالرأي هذا دليل ثالث ودليل رابع ما ثبت عن عمر رضي الله عنه انه ارسل الى بعض عماله ان اقتلوا كل ساحر وساحرة ان اقتلوا كل ساحر وساحرة قال الموفق رحمه الله ومثل هذا اشتهر ولم ينكر فكان اجماعا ووجه الدلالة ان عمر رضي الله عنه يعلم ان دم المسلم مصان وانه لا يجوز الاقدام عليه الا باحدى ثلاث معلوم ان هذا لم يكن خارجا على المسلمين ولم يكن زانيا محصنا فما بقي الا انه ماذا مرتد فيباح دمه امر خامس من جهة النظر وهو ان السحر كما قد علمت في المقدمة الثانية لا يكون الا بالكفر فما لا ما لا يتأتى الا بالكفر هو كفر ضرورة وهذا امر واضح ما لا يتأتى الا بالكفر فلا شك انه كفر وهذا امر في غاية الوضوح اتضح بهذا اذا من هذه الاوجه الخمسة ان السحر الذي يكون عن طريق الشياطين انه كفر بالله سبحانه وتعالى بقيت وقفة عند قول بعض العلماء ان السحر ليس بكفر وان الساحر ليس بكافر فالجواب عن هذا ان يقال انه لا تنافي بين القولين فيما يظهر والله اعلم فان الذين كفروا الساحر ارادوا السحر الذي يكون عن طريق الشياطين والذين لم يكفروا الساحر ارادوا السحر الذي ليس فيه كفر يعني لم يكن عن طريق الشياطين السحر الذي اه يكون منه ما هو مشتهر في هذا الزمان وما قبله من اه هؤلاء الذين يشعبذون او يسمون افعالهم خفة يد وما الى ذلك هذا لا شك انه ماذا ليس بكفر لانه لم يتعطى لم يتعاطى كفرا فالسحر الذي يكون من هذه الطريق او الذي يكون عن طريق استعمال خواص للاشياء ذكروا في اه الكتب اشياء من استعملها فانها تضر وهذا انما يقال له سحر على سبيل التجوز يعني قالوا مثلا اذا اخذ آآ شيء من مخي الحمار يعني الذي يكون في دماغك فاطعم او استعمل دخانه فانه يؤثر في عقل اه المتعاطي وامثال هذا ابى ان تأملت وجدت انه استعمال لماذا لما هو هو لما هو شبيه بالعقاقير والادوية الضارة وهذا ليس ليس بكفر وانما اه هو ضرر وصاحبه معاقب اه يترتب عليه احكام امثاله من المؤذين للمؤمنين لكن ان يكون هذا كفرا لا بالتأكيد فاتضح ان خلاف العلماء في هذه المسألة يرجع الى عدم توارد اقوالهم على محل واحد فلا يخالف احد من اهل العلم ان السحر الذي يكون باستغاثة للشياطين او اهانة لكتاب الله انه كفر بالله سبحانه اكبر. والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما حد الساحر الجواب روى الترمذي عن جندم رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حد الساحر ضربه بالسيف وصحح وقفه ان تقول ضربه بالسيف ولك ان تقول ضربة بالسيف. بكل قرئ نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال والعمل على هذا عند بعض اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم وهو قول مالك ابن انس وقال الشافعي رحمه الله تعالى انما يقتل الساحر اذا كان يعمل من سحره ما يبلغ الكفر فاما اذا عمل دون الكفر فلم ير عليه قتلا فقد ثبت قتل الساحر عن عمر رضي الله عنه وابنه عبدالله وابنته حفصة وعثمان ابن عفان وجند ابن عبدالله وجند ابن كعب رضي الله عنه وقيس بن سعد وعمر ابن عبد العزيز واحمد وابي حنيفة وغيرهم رحمهم الله هذه مسألة حد السحر يعني ما هي عقوبة السحر ولاحظ هنا هذا الحديث حد الساحر مع انه اذا قتل على كفره هل هل تكون عقوبته اه عقوبة الحدود التي جاء الخبر فيها انها كفارات لاصحابها او يقتل على الردة طيب ما وجه تسميتها الحدود ها هنا او ان هذا حد نعم الاصطلاح ها هنا ليس هو الاصطلاح الفقهي في مسألة الحدود وانما المقصود بانه حد يعني عقوبة عقوبة السحر او عقوبة الساحر ضربة بالسيف آآ جاء في هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث جندب ولك ان تقول جندب ابن كعب وقيل ابن زهير الازدي المعروف بجندب الخير وهنا اخطأ المحقق حينما نسب الحديث الى جندب ابن عبد الله البجلي ليس كذلك الحديث ليس من حديث جندب ابن عبد الله البجلي انما هو من حديث جندب الخير الازدي قيل جندب ابن كعب وقيل جندب ابن زهير جاء في هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حد الساحر ضربه او ضربة بالسيف ولكن الحديث لا يصح رفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم وعلته رجل في اسناده اسمه اسماعيل ابن مسلم وهو ضعيف والصحيح وقفه على جندب الازدي رضي الله عنه وارضاه وقال الترمذي رحمه الله عقيب اخراجه والعمل على هذا عند بعض اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم اختلف العلماء رحمهم الله في آآ حد الساحر ايقتل الساحر الذي يتعاطى سحره عن طريق الشياطين او يقتل كل ساحر يضر بسحره فذهب كثير من اهل العلم الى قتل كل ساحر يضر بسحره فاما من كان سحره عن طريق الشياطين فان سحره كفر وبالتالي في قتل على الردة واما من كان يضر بسحره فانه يقتل باعتباره صائلا على المسلمين ولا يدفع شره عن المسلمين الا بقتله ذهبت طائفة من اهل العلم الى ان الذي يقتل انما هو الذي يكفر بسحره واما من عداه فانه لا يقتل وانما يعزر بحسبه وانما يعزر بحسبه وآآ ذهبت طائفة ثالثة الى ان هذا الذي يضر بسحره يرجع في امره الى الحاكم الشرعي الذي يراعي المصلحة الشرعية فينظر في المصلحة ويقرره حكمه بين ان يكون اه الحكم هو القتل او ان يكون التعزير والتعزير اما ان يكون اه الجلد او الحبس او ما سوى ذلك على هذا الخلاف بين اهل العلم ظاهر اثار الصحابة هو العموم ومن ذلك اثر عمر رضي الله عنه وهو اقتلوا كل ساحر وساحرة ولم يفرق رضي الله عنه بين ساحر وساحرة والله تعالى اعلم اه وهذا الذي روي عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عن سبعة منهم ثبت عن عمر رضي الله عنه وعن ابنه عبد الله وعن ابنته حفصة وعن عثمان رضي الله عنه كذلك عن جندب الازدي وكذلك عن جندب ابن عبد الله وكذلك عن قيس ابن سعد حكى هذا عنهم الموفق رحمه الله في المغني لا شك ان مثل هذه الاثار الثابتة عن الصحابة رضي الله عنهم وكذلك عن من بعدهم كعمر بن عبدالعزيز وغيره من الائمة كاحمد وابي حنيفة وغيرهم لا شك انه آآ هو القول الصحيح الذي لا شك فيه لكن يبقى بعد ذلك آآ مسألة الاستتابة هل يقتلوا مباشرة او يستتاب يعني هل نقتله مباشرة ان ثبت عليه السحر او انه يستتاب نقول له تب الى الله والا قتلناك اختلف اهل العلم في هذا الى ثلاثة اقوال فمنهم من قال انه يقتل بلا استتابة والى هذا ذهب كثير من اهل العلم وظواهر اثار الصحابة تدل عليه فلم يثبت انهم استتابوا هؤلاء السحرة لا في اثر عمر ولا باثر حفصة فانه قد سحرتها جارية لها فقتلتها ولا في غير ذلك من هذه الاثار كذلك جندب الازدي رضي الله عنه فانه رأى رجلا اه اجتمع عليه الناس فكان اه يخيل اليهم ويؤثر على ابصارهم بانه يقطع رأس رجل ثم يعيد هذا الرأس فكان الناس يقولون يحيي الموتى فما كان منه رضي الله عنه الا ان اختلط سيفه وقطع رأس هذا الساحر وقال فليعد نفسه ان قدر وتلاحظ في هذا الاثر وجاء في رواية لهذا الاثر انه حدث بهذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حد الساحر ضربة بالسيف الشاهد انه لم يستتب وهذا اولا وثانيا ان السحر الذي قتل عليه انما كان سحرا ماذا تخييل ومع ذلك قتل عليه وذلك لعظيم الفتنة والضرر الذي يكون من مثل هذا الساحر فهذا هو القول الاول وهو انه يستتاب عفوا انه لا يستتاب وهو الذي عليه جمهور اهل العلم والقول الثاني وهو الذي ذهب اليه الشافعي رحمه الله انه يستتاب فان تاب والا فانه يقتل والقول الرابع والقول