بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال العلامة الحاكم رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة ما هي الرقية المشروعة الجواب هي كل ما كانت من الكتاب والسنة خالصة. وكانت باللسان العربي. واعتقد كل من الراقي والمرتقي ان تأثيرها لا يكون الا باذن الله عز وجل فان النبي صلى الله عليه وسلم قد رقاه جبريل عليه السلام ورقه وكثير من الصحابة واقرهم على فعلها. بل وامرهم بها واحل لهم اخذا واحل لهم اخذ الاجرة عليها. كل ذلك في الصحيحين وغيرهما الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد انتقل المؤلف رحمه الله الى الكلام عن الرقية وما يتعلق بها من احكام الرقية هي الكلمات والادعية والتعاويذ التي تقرأ على المريض وغيره لدفع البلاء او رفعه لدفع البلاء او رفعه الناظر في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الرقى يجد انها جاءت الا اضرب متنوعة فمن ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم وصفها بالشرك فقال ان الرقى والتمائم والتولة شرك ومنها ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنها كما في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه ان ال عمر ابن حزم اتوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا انك نهيت عن الرقية الحديث وسيأتي الكلام عنه ففي هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الرقية ومن تلك الاضرب ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم خص الرقية بشيء معين فقال صلى الله عليه وسلم لا رقية الا من عين او حمى والحمه هي ذوات السموم كالعقارب والحيات او هي الابرة ونحوها التي تصيب بها ذوات السموم او هي السم نفسه ثلاثة اقوال في تفسير الحمى والكل يرجع الى شيء قريب الشاهد انك تلحظ ان النبي صلى الله عليه وسلم خص الرقية بهذين الامرين لا رقية الا في عين او حمى الضرب الرابع اباحتها ما لم يكن فيها شرك كما ثبت في صحيح مسلم من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه انهم قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم انه كانت لنا رقى في الجاهلية فماذا تقول في ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك الضرب الخامس ان النبي صلى الله عليه وسلم رقى ورقي وهو صلى الله عليه وسلم ثبت عنه في احاديث عدة انه رقى ورقى نفسه ورق غيره كما انه رقي صلى الله عليه وسلم وممن رقاه جبريل عليه السلام فانه جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد اشتكيت قال نعم قال بسم الله ارقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل ذي شر او عين حاسد بسم الله ارقيك. الله يشفيك الضرب السادس ان النبي صلى الله عليه وسلم حث على الرقية وامر بها ففي حديث ال عمرو بن حزم السابق انهم عرضوا على النبي صلى الله عليه وسلم رقية كانوا يرقونها من العقرب يعني من اصابة العقرب فقال النبي صلى الله عليه وسلم اعرضوا علي ثم قال لا ارى بأسا من استطاع ان ينفع اخاه فليفعل كما ثبت في الصحيحين ايضا من حديث ام سلمة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى صبية في وجهها سفعة يعني فيها شيء من التغير في بشرتها فقال استرقوا لها فان بها النظرة فهل هذه الاحاديث الشريفة بينها تعارض الجواب لا ليس بينها تعارض لمن انعم النظر وتأمل بهذه الاحاديث وفي سياقها اما وصف النبي صلى الله عليه وسلم الرقى بالشرك بقوله ان الرقى والتمائم والتولة شرك فان هذا من العام الذي اريد به الخصوص فالرقى التي كانت معروفة في الجاهلية ويعاهده الناس قبل عهد النبوة هذه الرقى الممنوعة هي التي قصدها النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث وسيأتي بيانها قريبا ان شاء الله اما نهي النبي صلى الله عليه وسلم يعني الرقى كما في حديث جابر بقصة ال عمر ابن حزم فان النبي صلى الله عليه وسلم بين في هذا الحديث مراده بالنهي وان الذي سبق الى فهم ال عمر ابن حزم ليس مراده صلى الله عليه وسلم انما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الرقى الممنوعة اما مثل هذه التي عرضت عليه فقال انه لا يرى بأسا دل هذا على انها ليست داخلة في النهي وهذا الجواب احد جوابي اهل العلم عن هذا الحديث والجواب الاخر وارتضاه الطحاوي وغيره من اهل العلم ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنها ثم ان هذا النهي نسخ فجاء الترخيص بعد ذلك والجواب الاول اولى لان مسلك الجمع اولى من مسلك النسخ اما تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم الرقية بشيء معين العين او الحمى فان هذا محمول عند اهل العلم على ان هذه الرقية التي تكون في هذين احسن ما تكون من الرقى وانفع ما يكون من الرقى كانه قال صلى الله عليه وسلم لا رقية انفع من الرقية في العين والحمى بدليل ان النبي صلى الله عليه وسلم رخص في حديث اخر في الرقية من العين والحمى والنمل او قال النملة وهذا مرض هو عبارة عن قروح تظهر في جنب الانسان فلم يقتصر النبي صلى الله عليه وسلم على هذين بل هو صلى الله عليه وسلم كان يرقي نفسه وكان يرقي غيره في غير هذين بل كان يرقي نفسه قبل النوم صلى الله عليه وسلم وما به من بأس فكان يجمع كفيه ويقرأ بالمعوذات وينفث ويمسح ما استطاع من جسده فدل هذا على ان هذا التخصيص لا يراد به ان ما سوى هذين لا تجوز الرقية فيه بل مراده ان هذه احسن وانفع ما يكون من الرقى اما اباحة النبي صلى الله عليه وسلم الرقى ما لم يكن فيها شرك فهذه هي القاعدة العامة وهي ان الرقية تدور بين الاباحة والاستحباب اذا خلت من الشرك اذا خلت من الشرك الاكبر والاصغر على ما سيأتي بيانه ان شاء الله اما فعله صلى الله عليه وسلم لها وكونه راقيا وكونه مرقيا فاما كونه راقيا فان فعل الرقية يعني كون الانسان راقيا لنفسه فانه يكون بذلك فاعلا امرا مستحبا اتبع فيه هدي النبي صلى الله عليه وسلم وكونه راقيا لغيره فان هذه الرقية ايضا عمل خير ويتجلى فيها تحقيق التوحيد بانواعه الثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات كما ان فيها نفعا للمسلم من استطاع منكم ان ينفع اخاه فليفعل فان يكون الانسان سببا لتفريج كربة وهم لاخيه المسلم لا شك ان هذا من الامور الحسنة المستحبة التي حضت عليها الشريعة وهذا الذي يحمل عليه الضرب السادس وهو الاحاديث التي فيها الحث على الرقية يعني الرقية المشروعة يعني الرقية المشروعة اذا هذه اه الاوجه التي تحمل عليها احاديث النبي صلى الله عليه وسلم بقيت مسألة تألقوا بالضرب الخامس وهو ان يكون الانسان مرقي كون الانسان يكن مرقيا يعني يرقى من غيره هذه فيها تفصيل فاما ان يكون مرقيا بلا سؤال فان هذا في حقه جائز يجوز انه اذا طلب منه ان يرقى يجوز ان يجيب وان يكون مرقيا ولا حرج في هذا النبي صلى الله عليه وسلم طلب منه جبريل ان يرقيه فرقة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد رقاهم النبي صلى الله عليه وسلم دل هذا على ان كون الانسان مرقيا بلا طلب لا بأس اذا مرض الانسان وجاءه اخوه وقال ارقيك او حتى رقاه بلا طلب فلا مانع من ان يقبل هذا اما ان يكون مرقيا عن طلب فهذه مسألة الاسترقاء والاسترقاء الالف والسين والتاء للطلب يعني طلب الرقية اما طلب الرقية للغير فلا حرج فيها ان يطلب الانسان الرقية لغيره فلا حرج. وفعل هذا النبي صلى الله عليه وسلم فقال كما في حديث ام سلمة استرقوا لها فان بها النظرة يعني بها عين فدل هذا على ان استرقاء الانسان لغيره لا بأس به اما استرقاؤه لنفسه الاولى والاحسن بالمسلم ان يدع ذلك حتى يفوز بالفضل العظيم الذي جاء في حديث السبعين الفا وهو مخرج في الصحيحين وغيرهما حيث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان هؤلاء السبعين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب وجاء في وصفهم هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فدل هذا على ان الاولى بالمسلم ان يدع الاسترقاء يعني لا يأتي في طلب الرقية من اخيه على تفصيل في هذا ادق لا يسمح به المقام اذا هذه هي الاوجه التي تحمل عليها احاديث النبي صلى الله عليه وسلم في مسألة الرقية بقيت كيفيتها الكيفيات جاءت متعددة باحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والامر فيها جميعا واسع فسواء رقى الانسان وتفل مع رقيته يعني اخرج الريق من فمه بقوة وبكثرة هذا التفل وهو معروف او البزاق او البصاق يقرأ ويبزق على مكان الاثر هذا لا حرج فيه واذا قرأ ونفث والنفس اخف من التفل فهذا ايضا لا حرج فيه وان قرأ بلا تفل ولا نفث لكن مع وضع اليد او مسح اليد فان هذا ايضا لا حرج فيه وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وان قرأ بلا تفل ولا نفث ولا وضع يد فان هذا ايضا لا حرج فيه فثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وان قرأ في ماء فسقي المريض هذا الماء فان هذا الذي يظهر والله اعلم انه ايضا لا حرج فيه وان الامر فيه واسع وجاء عند ابي داوود عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على الترخيص في هذا كذلك ايضا جاء في الطبراني من حديث ثابت ابن قيس ابن شماس رضي الله عنه ايضا ما يدل على هذا وجاء في هذا جملة من الاثار عن السلف رحمة الله تعالى عليهم هذه الكيفيات كلها اه مرخص فيها ولا حرج فيها ان شاء الله تعالى آآ يأتي بعد قليل ان شاء الله بيان شروط الرقية المشروعة في هذا السؤال والرقية الممنوعة في السؤال الذي بعده قال الشيخ رحمه الله ما هي الرقية المشروعة قال هي هي كل ما كانت من الكتاب والسنة خالصة وكانت باللسان العربي واعتقد كل من الراقي والمرتقي ان تأثيرها لا يكون الا باذن الله عز وجل اذا الشيخ بين لنا ان الرقية المشروعة مشروطة بهذه الشروط الثلاثة ونص على هذه الشروط الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري في الجزء العاشر حيث قال اجمع العلماء على ان الرقية مشروعة بشروط ثلاثة اولا ان تكون بكتاب الله او باسمائه وصفاته ولا شك ان ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في احاديثه داخل في ذلك دون ريب اذا اذا رقى الانسان بايات الكتاب او بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من ادعية وتعاويذ ثابتة او دعا الله عز وجل باسمائه وصفاته فان هذا كله جائز لا حرج فيه ثانيا قال وكانت باللسان العربي المقصود بهذا الشرط ان تكون الرقية واضحة المعنى اما اذا كانت بلسان عربي ولكن الكلام لم يكن مفهوما يعني كانت كلمات غير مفهومة الحروف عربية ولكن المعنى غير معلوم فان هذا لا شك في عدم جوازه وماذا عن الرقية بغير اللغة العربية لمن لم يكن يحسن العربية الحافظ رحمه الله لما ذكر هذا الشرط قال وان تكون بلسان عربي او بما يعرف معناه من غيرها او بما يعرف معناه من غيرها وهذا هو الصحيح ان شاء الله فالمعول على وضوح المعنى سواء كانت باللغة العربية او كانت بغيرها فيجوز الرقية باسماء الله وصفاته بغير اللغة العربية لمن لا يحسنها بشرط ان يكون الكلام معلوم المعنى في هذه اللغة بشرط ان يكون المعنى معلوما في هذه اللغة الشرط الثالث الا يعتقد ان قال واعتقد كل من الراقي والمرتقي ان تأثيرها لا يكون الا باذن الله عز وجل تأثير الرقية يجب ان يفوض الى الله سبحانه وتعالى الله جل وعلا هو الذي ينفع ويضر وهو الذي بيده النفع والضر وهو الذي ان شاء جعل اثرا لهذه الرقية وانشاء لم يجعل ذلك ويأتي الخلل في هذا الباب حينما يلتفت القلب الى الراقي سواء كان هذا التفاتا كليا او كان بعض التفات كما سيأتي الكلام عنه ان شاء الله في السؤال القادم قال فان النبي صلى الله عليه وسلم قد رقاه جبريل عليه السلام كما سبق ورقى هو كثيرا من الصحابة رضي الله عنهم والاحاديث في هذا عدة واقرهم صلى الله عليه وسلم على فعلها ففي الصحيحين ان جماعة من الصحابة كانوا في سفر فطلبوا قراهم من قوم من العرب فابوا ان يضيفوهم وكان فيهم ابو سعيد رضي الله عنه فلدغ سيد اولئك فجاءوا يطلبون راقيا فاشترطوا ان يجعلوا لهم جعلا اتفقوا على عدد من رؤوس الغنم ثم ان ابا سعيد والصحيح انه هو الراقي في هذه القصة رقاه فبرئ ثم اتوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبروه ابوا ان يتناولوا شيئا من هذه الاغنام حتى استفتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم وما ادراك انها رقية؟ متعجبا صلى الله عليه وسلم ثم امرهم ان يأخذوها وان يضربوا له صلى الله عليه وسلم بسهم دل هذا على انها رقية اقرهم النبي صلى الله عليه وسلم عليها. والاحاديث في هذا ايضا عدة قال وقال بل وامرهم بها واحل لهم اخذ الاجرة عليها كل ذلك في الصحيحين وغيرهما كما جاء قبل قليل في حديث ابي سعيد اقره النبي صلى الله عليه وسلم على اخذ الرقية في على اخذ الاجرة في هذه الرقية وجاء اخذ الرقية عفوا جاء اخذ الاجرة ايضا في غير هذا الحديث في قصة قريبة من قصة ابي سعيد في مسند احمد وغيره اه فيها ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم رخص في اخذ الاجرة عليها ذكر الشيخ مسألة اخذ الرقية اخذ الاجرة على الرقية اه يجعلني انبه الى ان اخذ المال على الرقية الاصل فيه الجواز ولكن الواقع من بعض الرقاة وفقنا الله واياهم للحق انه اه قد خرج عن حدود المعقول بلا مبالغات لا ينبغي ان تقر فاننا نسمع عن اشياء عجيبة تجد من بعضهم انه يضع قوارير من الماء متساوية الشكل ولكن بعضها بعشرة وبعضها بعشرين وبعضها بخمسين وبعضها بمئة وبعضها بالف بل وبعضها بعشرة الاف بل وبعضها بعشرين الفا وهذا عجيب في الحقيقة هذه المبالغات اناء من الماء لا يساوي الا ريالا ثم اذا قرأ عليه هذا الانسان اصبح بعشرين الفا اجيب والله هذا الامر هذه مبالغات واستغلال لحال هؤلاء الناس الفقراء الذين يأتون الى هؤلاء الرقاة فهذا مما ينبغي النظر فيه من جهات الاختصاص النظر في هذه الاحوال الجديدة التي وقع فيها بعض الرقاة والحق ان واقعة بعض الرقاة يحتاج الى تأمل. هناك اجتهادات يعني فيها غرابة وفيها شيء عجيب في الحقيقة لمن يتأمل احوال هؤلاء من ذلك مثلا مسألة القراءة والنفث على الخزانات الكبيرة او على صهاريج الماء من اين لكم هذا النوع من الرقية ايظا الرقية الجماعية تجده يجلس في مجلس كبير وفيه العشرات ثم يقرأ قراءة عامة ويقول خلاص القراءة وصلت الى الجميع او يقرأ قراءة عامة ثم يقول اصطفوا ويأتون واحدا واحدا ثم ينفث عليهم هذا الريق الذي خالط القراءة انتهى مع اول واحد او ثاني واحد ثم بعد ذلك ما ميزة ريقك حتى آآ تنفثه على الناس بل تجاوز الامر الى حد الرقية عن طريق الانترنت تجد بعض الناس في مواقعهم يجعل رابطا ويكتب لك ظع يدك على مكان الالم ثم اضغط الرابط فاذا ضغطت الرابط وجدت انه يقرأ الفاتحة سبحان الله الفاتحة عندك والفاتحة عندي فما ميزة الفاتحة منك لماذا لا تقول للناس اقرأوا الفاتحة على انفسكم لماذا هذه الرقية عن طريق الاثير هذا عجيب في الحقيقة بل ان الرقية بهذه الصورة التي يتفرغ لها الناس الحق انها بحاجة الى عادة نظر لا اعلم لها اصلا في عهد السلف ان شخصا يتفرغ ويصبح هذا شغلة صباح مساء ما عنده شغل الا انه فتح دكانا او بيتا وكتب عليه عيادة الراقي الفلاني ويقول للناس بلسان الحال او بلسان المقال هلموا الي ويأتيه الناس ويصطفون ويجلسون بالساعات ينتظرون دورهم اين الاثر في هذا اين السلف عن هذه الحال الجديدة التي يخشى فيها من تعلق قلوب الناس بهؤلاء الرقاة حتى ان منهم من اصبح يقطع الفيافي ويشد الرحال الى راق بعينه لكي يقرأ عليه القرآن سبحان الله هل القرآن ليس موجودا الا عند هذا الانسان وهل لا تستطيع ان تقرأ على نفسك او لا يمكن ان يقرأ عليك الا هذا الانسان هذا في الحقيقة يخشى عليه اه او يخشى فيه ما يخشى من تعلق القلوب بالاشخاص ويخشى عليه ايضا او يخشى فيه ايضا على الراقي نفسه ان يصيبه ما يصيبه من العجب مع كثرة الناس على بابه تخشى ان يقع في قلبه شيء انه رجل صالح ومستجاب الدعوة وما الى ذلك على كل حال هذه آآ الاحوال كلها تحتاج الى اعادة نظر لا سيما في هذا العصر الذي ضعفت فيه العناية بالتوحيد وكثر فيه الشرك وذرائعه ينبغي على طلاب العلم وعلى الصادقين في حث الناس على الخير ان يحثوهم على ان يرقوا انفسهم فالرقية لا يشترط ان تكون من شخص الى اخر بل ارق نفسك يا عبد الله اقرب ما يكون الدعاء حينما يكون الانسان مضطرا الى الله سبحانه وتعالى في دعائه امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء فالانسان المبتلى الذي يحتاج الى الرقية اذا رقى نفسه فانه اقرب الى الاجابة لانه اصدق ولانه اكثر اضطرارا بعكس غيره ربما لا يصل الى هذه الدرجة من الصدق والاضطرار وقد قلنا سابقا يا اخواني ان الرقية حتى تنفع لا بد من صدق الراقي ولابد من يقين المرقي ولابد من صحة المرقي به فعلى كل حال هذه الاحوال الجديدة اه في شأن الرقية بحاجة الى ان يعاد فيها النظر والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما هي الرقى الممنوعة؟ الجواب هي هي ما لم تكن من الكتاب ولا السنة ولا كانت بالعربية بل هي من عمل الشيطان واستخدامه والتقرب اليه لما يحبه كما يفعله كثير من الدجاجلة والمشعوذين والمخرفين. وكثير ممن ينظر في كتب الهياكل والتراصن كشمس المعارف وشموس الانوار مما ادخله اعداء الاسلام عليه. وليست منه في شيء ولا من علومه في ظل ولا في. كما بيناه في شرح السلم وغيره هذه الرقية الممنوعة الرقية الممنوعة تنقسم الى قسمين قد تكون شركا اكبر وقد تكون شركا اصغر اما كونها شركا اكبر فهذا اذا ما اشتملت اولا على استغاثة بغير الله او استعاذة بغير الله وهذا يحصل كثيرا من هؤلاء السحرة والمشعوذين فانهم يستغيثون بغير الله عز وجل في الرقية واستغاثتهم اما بانبياء او بصالحين او بجن وهذا لا شك انه شرك اكبر مخرج من الملة كذلك اذا كانت الاستعاذة بهؤلاء الجن والشياطين النوع او الحال الثانية التي تكون فيها الرقية شركا اكبر ان يعتقد الراقي ان ان يعتقد المرقي ان الراقي ينفع برقيته استقلال استقلالا عن مشيئة الله عز وجل هو الذي ينفع هو الذي يجلب الشفاء فليس انه مجرد سبب والله عز وجل هو الشافي فهذا لا شك انه شرك اكبر. تعلق القلب بغير الله فوقع من فعل هذا في شرك اكبر في توحيد الربوبية هذا شرك في الربوبية و تكون الرقية شركا اصغر في احوال اولا ان يرقي الراقي بكلام لا يعلم معناه لا يتبين فيه استغاثة لغير الله لكنها كلمات لا يدرى ما هي فهذا شرك اصغر ومظنة للشرك الاكبر في الغالب ان هؤلاء الذين يتعاطون هذه الرقية في الغالب انهم يستغيثون بغير الله ويتعلقون بهؤلاء الجن والشياطين وثانيا ان تذكر اسماء الجن والشياطين او الانبياء او الملائكة دون استغاثة فهذا لا شك انه شرك اصغر لان من فعل هذا اعتقد ان ذكر هؤلاء في هذا المقام سبب نافع ومن اعتقد هذا فقد اتخذ سببا لم يجعله الله سببا لا شرعا ولا قدرا وهذا شرك اصغر الامر الثالث ان يذكر في رقيته اقساما بغير الله ان يقسم بغير الله عز وجل في هذه الرقية يقسم بنبي او ولي او ملك او جني والاقسام بغير الله الاصل فيه انه شرك اصغر الامر الرابع ان يكون هناك نوع التفات من القلب للراقي اذا كان هناك التفات من القلب للراقي ولم يكن الاعتماد بالكلية على الله سبحانه وتعالى في حصول الشفاء فهذا نوع تشريك هذا شرك اصغر. اما ان اعتمد قلبه بالكلية على هذا الراقي فهذا كما اسلفنا من الشرك الاكبر فهذه هي الاحوال آآ التي آآ تتعلق بحكم الرقية الممنوعة اما ان تكون شركا اكبر او تكون شركا اصغر قال هي ما لم تكن من الكتاب ولا السنة ولا كانت بالعربية على التفصيل السابق. يعني لم تكن بلسان واضح بل هي من عمل الشيطان واستخدامه والتقرب اليه بما يحبه كما يفعله كثير من الدجاجلة والمشعوذين والمخرفين فحذاري منهم فهم كثيرون مع الاسف في العالم الاسلامي يخدعون السذج وظعاف العقول وظعاف الايمان. وربما خلطوا خلطوا شيئا من كلام الله او الادعية مع شيء من هذه الرقى الشركية فعلى الانسان ان يكون فطنا وان يعرف حال هؤلاء وين اضطرا الى اه ان يسترقي عليه ان يطلب اصحاب الاعتقاد الصحيح والعلم والتوحيد وان لا يذهب الى كل من هب ودب فانه لا يخلو حال هؤلاء اه المشعوذين من الوقوع في شرك اكبر او شرك اصغر قال وكثير ممن ينظر في كتب الهياكل والطلاسم كشمس المعارف وشموس الانوار وغيرهما مما ادخله اعداء الاسلام عليه وليست منه في شيء ولا من علومه في ظل ولا فيء كما بيناه في شرح في شرح السلم يعني في المعارج معارج القبول وغيره هذه او هذين او عفوا هذان من كتب الشعوذة والسحر اما شمس المعارف فقبحا له هذا كتاب السحر الاشهر عند الناس وان شئت فقل هو كتاب الشرك والكفر الاكبر هذا الكتاب كتاب قبيح ليس بشمس بل والله ظلام ظلمة كبرى الفه احمد ابن علي البوني توفى سنة آآ ست مئة واثنتين وعشرين والف ثلاثة كتب بهذا العنوان شمس المعارف الكبرى وشمس المعارف الوسطى وشمس المعارف الصغرى لكن المشهور اذا اطلق شمس المعارف فالمراد الكبرى وهو من كبار السحرة الف اثنتين الف اثنين وثلاثين كتابا في السحر هذا الرجل وكتابه مليء بالخزعبلات والشركيات ومخاطبة الجن ذكر اساليب تحضيرهم وما يتعلق بعلم الحرف والطلسم يعني هذه الارقام التي يزعمون يزعمون ان كل حرف له علاقة بكوكب او كل رقم له علاقة بكوكب وهذه الحروف او هذه الارقام اذا وضعت بطريقة معينة فانه يكون في هذا تسليط لهذا الكوكب على تأثير معين كتحبيب او تبغيط او امراض او شفاء او ولادة او ما شاكل ذلك وكل هذا لا شك انه شرك اكبر ما وصل اليه كفار قريش هؤلاء يعتقدون ان للكواكب تأثيرا على مجريات هذا الكون. ولا شك ان هذا اعتقاد كفري فيه خزعبلات كثيرة هذا الكتاب من اقل ما فيه انه يأمر من اراد ان يحصل على خدمة قل اوحي قل اوحي تعطيك خدمة ويزعمون ان الايات والسور لها خادم اذا جاءك هذا الخادم اه كما يقولون كل ما تريد رهن اشارتك يقول صم ثلاثة ايام ثم آآ اقرأ قل اوحي في كل يوم الف مرة ثم في اخر ليلة سيأتيك رجل قصير لكن لا تفزع هذا هو خادم قل اوحيه حتى يلبي لك ما تريد ثم بعد ذلك عليك ان تستغيث وذكر من انواع هذه الاستغاثات الاستغاثة بخدم قل اوحي والاستغاثة قابوش وقيوش وقرهوش كل هذه الغرائب والعجائب من الكلمات انه يحصل لك بعد ذلك كل ما تريد كل كتابه مليء من هذه الاستغاثات الغريبة بالجن في موضع من المواضع يقول اذا وقع نفرة بين الزوجين انهم يكتبون في ورقة كلمات ويضعونها في بالوسادة يا عيون يا قيوم يا قيوم يا ديوم يا فشوم كلمات مثل هذه كلها استغاثات بالجن. يقول فانها تؤثر بعد ذلك في اصول الالفة بين الزوجين ولا شك انه لا يفعل هذا ولا يستجيب له الا من باع حظه ونصيبه من الله سبحانه وتعالى واشترى نصيبه من الدجل والشيطان والشرك والكفر والعياذ بالله الله جل وعلا ما خلقك يا عبد الله الا ان تكون موحدا له سبحانه وتعالى توحده في ربوبيته فتعتقد ان النفع والضر. وان كل خير لا يجلبه الا الله. وكل شر لا يدفعه الا الله ان توحده في عبادتك في دعائك في استغاثتك في استعاذتك في نذرك في كل احوالك تلجأ الى الله تكون واحدا لواحد في واحد تكون موحدا لله عز وجل في طريق التوحيد والسنة هذا الذي خلقك الله من اجله اما ان يتخطفك شياطين الانس وشياطين الجن فيصرفونك عن هذا الحق المبين فان هذا والله بخس عظيم عليك ان تنتبه يا عبد الله من هذا الامر اما الكتاب الثاني وهو شموس الانوار فهذا كتاب لابن الحاج شموس الانوار وكنوز الاسرار في علوم في علوم الحرف وماهيته وهذا الكتاب عجيب الفه ابن الحاج متوفى سنة سبعمائة وسبع وثلاثين. وهو نفسه صاحب كتاب المدخل الذي اشتمل على بيان جمعة جملة كبيرة من البدع والتحذير منها هو نفسه الذي الف هذا الكتاب المليء بالدجل والشعوذة بل والشرك بالله سبحانه وتعالى فهذا حقيقة من العجائب ان يؤلف هذا الرجل كتابين متناثرين اسأل الله عز وجل ان يجنبنا واياكم الشرور كلها ونسأله تعالى ان ينجينا من الشرك كله. ظاهره وباطنه كبيره وصغيره وان يعافينا من هذه البلايا ومن هذه المحن