بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال العلامة الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة ما حكم التعاليق من التمائم والاوتار والحلق والخيوط والودع ونحوها الجواب قال النبي صلى الله عليه وسلم من علق شيئا وكل اليه وارسل صلى الله عليه وسلم في بعض اسفاره رسولا الا يقنين في رقبة اي الانقلادة من وتر او قلادة الا قطعت. وقال صلى الله عليه وسلم ان الرقى والتمائم والتولة شرك وقال صلى الله عليه وسلم من علق تميمة فلا اتم الله له ومن علق ودعة فلا ودع الله له وفي رواية من تعلق تميمة فقد اشرك. وقال صلى الله عليه وسلم للذي رأى في يده حلقة من صفر ما هذا؟ فقال من الواهنا قال انزعها فانها لا تزيدك الا وهنا. فانك لو مت وهي عليك ما افلحت ابدا فقطع حذيفة رضي الله عنه خيطا من يد رجل ثم تلا قوله تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. وقال سعيد ابن جبير رحمه الله تعالى من قطع تميمة من انسان كان كعدل رقبة. وهذا في حكم المرفوع ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد انتقل المؤلف رحمه الله بعد الكلام عن الرقى الى كلام عن التمائم علماء التوحيد يقرنون احيانا او كثيرا بين هذين الموضوعين ويرتبون احدهما على الاخر كما فعل امام الدعوة الشيخ محمد رحمه الله في كتاب التوحيد وذلك ان الموضوعين يتشابهان من جهة الحكم وايضا ان الواقع يشهد بالعلاقة بين الامرين اذ الغالب على التميمة ان يرقى عليها الغالب ان اهل التمائم يعلقونها بعد ان يرقوا عليها فالامران بينهما علاقة واتصال وهذا مما احسن فيه المؤلف رحمه الله حيث عطف موضوع التمائم على موضوع الرقى قال رحمه الله ما حكم التعاليق من التمائم والاوتار والحلق والخيوط والودع ونحوها التمائم هذا هو المصطلح الذي يعم ما بعده يعني ما ذكر بعد كلمة التمائم هو من عطف الخاص على العام يعني ذكر امثلة رحمه الله للتمائم فالتمائم جمع تميمة والتميمة الحد الجامع المانع لها هو انها كل ما علق بقصد دفع البلاء قبل نزوله او رفعه بعد نزوله كل ما علق بهذا القصد فانه تميمة يعلق معلق شيئا من الاشياء ومن امثلة ذلك ما اورد المؤلف رحمه الله ويجتمع مع هذا التعليق قصد اذا هو تعليق مع قصد اجتمع الامراض كان هذا التعليق تميمة ما هو هذا القصد ان يقصد دفع البلاء قبل نزوله اي بلاء كان سواء كان عينا او سحرا او مرضا حسيا او خوفا من الحوادث او الحريق او ما شاكل ذلك اي بلاء كان يعلق المعلق هذا الشيء لقصد دفعه قبل ان ينزل فيكون هذا دافعا عن هذا الشيء ان ينزل به البلاء او رفعه بعد نزوله شخص اصيب بمس بسحر بعين بمرض بحالة نفسية او ابتلي اذى الجن في بيته او ما شاكل ذلك فيعلق بهذا القصد وهو ان يرفع البلاء بعد نزوله هذا هو التميمة والغالب عند العرب انهم كانوا يعلقون خرزات كانوا يعلقون خرزات على دوابهم او على صبيانهم او يعلقون الاوتار او يعلقون الخيوط هذا هو الغالب عند العرب ولكن الامر بعد ذلك تحور الى اشياء جديدة تتطور مع الاسف مع تطور الازمان فاصبحت التمائم تأخذ اشكالا عدة كما هو حاصل في هذا العصر حيث ان من الناس من يعلق على باب بيته او على دكانه او على سيارته حذوة حصان يعني نعل الحصان او صورة له ويزعم ان ذلك يدفع عنه اذى العيب ومنهم من يضع كفا سورة الكف على سيارته مثلا او يضع نعلا صغيرة يعلقها في السيارة او على الدابة ومنهم من يعلق عينا زرقاء وهذه منتشرة لا سيما عند النساء وقد تكون العين مجردة تعلق في سلسلة او تكون داخل كف توضع هذه العين داخل كف ومنهم من يضع شيئا من اجزاء الحيوانات بزعم انه ينفع في دفع اذى معين كتعليق بعضهم من قارئ الغراب او عين ابن اوا او قطعة من جلد الذئب او اشياء من هذا القبيل يزعمون انها تدفع اذى العين او تدفع اذى الصرع او تدفع عن الصبي الفزع في الليل او ما شاكل ذلك واحيانا يكون هذا من خلال بعض الاحجار الكريمة التي يسمونها الاحجار الكريمة فبعضهم يلبس خاتما من عقيق ويزعم انه يدفع عنه اذى السم اذا هذه الاشكال والصور للتمائم متنوعة ومتطورة وقد تكون آآ اشياء اه من هذا الذي ذكرته قد تكون اشياء مكتوبة تغلف بقماش او تغلف جلد او ما شاكل ذلك وقد تكون مجرد خيوط والحد على كل حال واظح لك مهما اختلفت هذه الصور تطبق هذا الحد على هذه الصور تجده مستقيما كل ما يعلق بقصد دفع البلاء قبل وقوعه او رفعه بعد وقوعه فانه تميمة قال والاوتار الاوتار جمع وتر والوتر هو ما يربط بين طرفي القوس وهو الذي يدفع السهم هذا يسمى وترا وكانوا يصنعونه من عصب الشاة او غير ذلك فاذا قدم يعني اخلولق فانهم كانوا يغيرونه بجديد يكون قويا ويدفع السهم بقوة وهذا القديم يعلقونه على دوابهم بزعم انه يدفع عن هذه الدواب اذى العين فهذا ايضا من جنس التمائم قال والحلق الحلق جمع حلقة والحلقة هي كل ما استدار من معدن او غيره ولذلك يقال حلقة علم لان الناس يجلسون فيها على هيئة دائرة متحلقين كذلك هذه الحلق التي تكون من معدن قد تكون من صفر من نحاس او فلق من خيوط او ما شاكل ذلك تعلق على الاعناق او تعلق على العضد او تعلق على البطن او تعلق على الساق المهم انهم يعلقونها بهذا القصد يعلقونها بهذا القصد. وهو انها تدفع عنهم الاذى والبلاء قال والخيوط والخيوط معروفة والودع الودع جمع اه ودعه والودعة شيء يجلب من البحر شبيه الصدف فيه تجويف يعرفه الناس وتلعب به النساء والصبيان وسمي وداعا لان البحر يجلبه فيطرحه على الساحل ويدعه فهذا ايضا مما كانوا يعلقونه قديما وحديثا ايظا ويزعمون انه يدفع اذى العين ونحوه عن الانسان اذا علقه اذا هذه كلها صور للاصل وهو التمائم فما حكم هذه التمائم؟ ما حكم هذه المعلقات التي تعلق بهذا القصد اجاب المؤلف رحمه الله عن ذلك بسرد جملة من الادلة التي بين بينت الحكم جليا في هذا الموضوع وهو ان تعليق هذه التمائم امر محرم ومنهي عنه بل هو شرك بالله سبحانه وتعالى كما سيتضح من خلال آآ النظر في هذه الادلة وعلى كل حال التمائم لا يخرج حكمها عن الشرك التمائم حكمها انها شرك ولكن هذا الشرك يتراوح بين ان يكون شركا اكبر او شركا اصغر هذا الشرك قد يكون شركا اكبر وقد يكون شركا اصغر فيكون تعليق التميمة شركا اكبر في ثلاث احوال اولا اذا اعتقد معلقها انها تنفع بذاتها يعني هذا الشيء الذي علقه هو بذاته استقلالا عن مشيئة الله يدفع الاذى وهذا لا شك انه شرك اكبر في باب الربوبية فان من اعتقد ان غير الله عز وجل يتصرف في هذا الكون فقد اه اشرك مع الله عز وجل في ربوبيته. فهذا شرك اكبر دون شك الحال الثانية ان تشتمل التميمة على استغاثة او استعاذة بغير الله عز وجل وهذا ايضا يكثر عند هؤلاء القبوريين الذين يعلقون التمائم تجد انهم يعلقون تمائم بخيط او حبل او ما شاكل ذلك في منتصف ذلك قطعة من الجلد مخيطة او قطعة من القماش مخيطة اذا فتحتها وجدت فيها رقعة كتب فيها استغاثة بجن يكتبون يا بدوح يا طيوش يا كذا يا كذا مما يزعمونه من اسماء الجن فهذه ولا شك استغاثة شركية فدعاء غير الله عز وجل كما مر معنا كثيرا شرك اكبر مع الله سبحانه وتعالى اذا اذا اشتملت التميمة على دعاء او استعاذة بغير الله عز وجل كدعاء الاموات من الانبياء والاولياء او الجن او الملائكة فلا شك ان هذا شرك اكبر الحال الثالثة ان تشتمل التميمة على ذكر شيء من علم الحرف او الطلسم هكذا يسمونه علم وهو غاية الجهل في الحقيقة كما ذكرنا في درس امس ان اهل الشعوذة والسحر والكهانة عندهم ما يسمونه بعلم الحرف يزعمون ان لكل حرف خاصية وهذه الخاصية لها ارتباط بالكواكب فاذا جمعت ارقام معينة او حروف معينة بطريقة معينة سواء كانت عمودية او كانت افقية او مائلة فانها حينئذ تتكيف باستدعاء شيء من الكواكب التي هي في زعمهم تتصرف في الكون فاذا ارادوا آآ دفع اذى عدو او ارادوا دفع اذى جني او ارادوا مطرا او شيئا من هذا لهم قوانين وقواعد يقولوا لك اجمع هذه الحروف بعضها الى بعض ثم بعد ذلك اكتبها في هذه الورقة في جدول ثم علقها فانه يحصل لك ما تريد يعني باختصار نوع من الوثنية التي آآ يقوم عليها دين هؤلاء المشركين اذا ما كان فيه آآ شيء من علم الحرف او الطلسم علم الطلسم يعني علم العدد فان هذا لا شك انه شرك اكبر مع الله سبحانه وتعالى اذا هذه صور ثلاث يكون فيها تعليق التميمة شركا اكبر. اذا اعتقد معلقها انها تنفع او تدفع بذاتها استقلالا عن مشيئة الله او اشتملت على استغاثة او استعاذة بغير الله او اشتملت على شيء من علم الحرف او الطلسم فانها حينئذ تكون شركا اكبر واجتمع في هذه في الغالب اجتمع فيها الشركان المتعلقان بالربوبية او بالالوهية حيث اعتقدوا متصرفا مع الله عز وجل في الكون وفي الغالب انهم يستعينون ويدعون غير الله سبحانه وتعالى وهذا شرك في الالوهية بقيت الحالة الثانية وهي ما اذا كانت التميمة شركا اصغر. يعني معلق التميمة يكون قد وقع في شرك اصغر وذلك يكون اذا لم تشتمل على شيء من الامور الثلاثة السابقة وانما اعتقد معلقها انها مجرد سبب سبب يحصل به المقصود ويدفع به اه المرهوب فانها حينئذ تكون شركا اصغر متى تكون شركا اصغر ها اولا لم تشتمل على شيء من الامور الثلاثة ها واعتقد معلقها انها ماذا مجرد سبب والا فالذي ينفع ويدفع هو الله سبحانه وتعالى. هذا يقول مجرد سبب مثلها مثل الدواء اذا اصيب انسان بمرض فانه يستعمل الدواء فهذا من هذا الجنس فهذه الحال يكون فيها تعليق التميمة شركا اصغر والسبب في ذلك يرجع الى امور اولا ان معلق هذه التميمة قد اتخذ سببا لم يجعله الله سببا لا شرعا ولا قدرا والقاعدة عند اهل العلم ان كل من اتخذ سببا لم يجعله الله سببا لا شرعا ولا قدرا فقد اشرك الشرك الاصغر الاسباب المشروعة اما ان تكون اسبابا شرعية او تكون اسبابا كونية السبب الشرعي مثل الرقية الشرعية بالقرآن او بالادعية النبوية هذا سبب شرعي دل الشرع على نفعه دل الشرع على نفيه استعمال العجوة لدفع اذى السحر او السم ماذا سبب شرعي شرب ماء زمزم سبب شرعي يعني دلنا الشرع على ان هذا سبب نافع او ان يكون سببا كونية والسبب الكوني هو الذي ثبت بالتجربة الظاهرة ثبت بماذا بالتجربة الظاهرة يعني جرب ان هذا الدواء ينفع في دفع اذى مرض الصدر او مرض اه البطن او ما شاكل ذلك. عرفنا من خلال التجربة من خلال التحاليل من خلال اه المختبرات العلمية مثلا عرفنا ان هذا ماذا سبب لدفع هذا الاذى او ان شرب الماء سبب لدفع آآ العطش او ان الاكل سبب لدفع الجوع وما شاكل ذلك. فهذا اذا سبب كوني عرف من خلال التجربة الظاهرة اما من اتخذ سببا لم يجعله الله سببا لا شرعا ولا قدرا فانه يكون قد اشرك الشرك الاصغر. والسؤال كون الانسان يحمل هذا الشيء في جيبه ويقول هذا سبب لاجل ان لا يحصل لي حادث في السيارة الله عز وجل هو الذي يدفع عني الاذى ولكن هذا ماذا سبب السؤال هل هذا جاء في الشريعة؟ يعني جاءت اية او حديث ان وضع هذا الشيء او لبس هذا الخاتم او تعليق هذا الخيط انه يدفع هذا الاذى جاء في اية او حديث اذا ليس سببا شرعيا. الشيء الثاني. هل ثبت بالتجربة الظاهرة ووجدت علاقة معقولة بين هذا وهذا الجواب لا ليس هناك اي علاقة بين ان يعلق الانسان خيطه وان يدفع عنه اذى الحريق او الحادث او الجن ليس هناك ماذا؟ اتصال ظاهر وليس هناك علاقة واضحة بين هذا الامرين بين هذين الامرين وبالتالي كان هذا شركا اسار السبب الثاني هو ان معلق هذه الاشياء وان زعم ان هذه مجرد اسباب والمعتمد على مسببها وهو الله عز وجل فان قلبه ولابد سيلتفت نوع التفات الى هذا الشيء سوف يعتقد فيه وبالتالي وقوع هذا الطرف من الالتفات والاعتقاد شرك اصغر اما اذا فحش هذا الامر وصار اعتمادا كليا انتقل الامر لان يكون شركا اكبر اما هؤلاء فانه ولا شك يقع في قلوبهم شيء من الالتفات والاعتقاد في هذا الامر ولذا فانك تجد هؤلاء اذا جاء احد اهل الاحتساب مثلا يريد ان ينزع هذا اه المعلق فانك تجده ماذا يخاف ويرتعد ويقع في نفسه ان البلاء اصبح منه قريبا هذا دليل على ان قلبه ماذا قد تعلق بهذا المعلق وهذا لا شك انه نوع من التشريك نوع من التشريك الامر الثالث ان تعليق هذه التعاليق بدعوى انها مجرد سبب وسيلة الى الوقوع في الشرك الاكبر وهذا امر لا يجحد والقاعدة التي ذكرها غير واحد من اهل العلم ان وسائل الشرك الاكبر شرك اصغر يعني الاسباب التي توصل الى الشرك الاكبر تكون شركا اصغر وهذا معلوم من حال اصحاب هذه التمائم فانك تجده ربما اول وهلة يعلقها ويقول انا قلبي ليس معلقا بها وانما هي مجرد سبب لكن اذا حصل مثلا انه اه شرف على بلاء ثم اندفع ذلك عنه بقدر الله سبحانه وتعالى وهو قد وضع في سيارته هذه الحذوة او هذه النعل ماذا سيحصل تجد ان اعتقاده في هذا الامر اصبح ماذا اقوى ولو ابتلي وقدر عليه ان يتكرر هذا الامر مرة ثانية او ثالثة فانك ستجد قلبه ماذا قد تعلق بهذا الامر ويقول اذا هذا هو الذي دفع عني هذا هو الذي رفع عني هذا البأس بالتالي فيكون تعليق هذه الامور سببا للوصول الى الشرك الاكبر لاجل هذا فان حكم هذه التعاليق انها شرك اصغر وهذا ما جاء النص عليه في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي حيث وصف هذه التمائم بانها شرك اصغر الخلاصة ان موضوع التمائم موضوع عظيم والبلاء به في اوساط المجتمعات المسلمة مع الاسف الشديد كبير والامر يحتاج الى فقه اولا والى جد ونشاط ثانيا في الدعوة والبيان والايضاح آآ بث العلم وتبيين ان هذه التعلقات انما هي ارث من الوثنية التي جاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لمحوها من القلوب والا فان التعلق بمثل هذه الاشياء تجد الانسان يركن لخيط خيط تعتقد انه يدفع عنه الاذى وينسى رب الارض والسماوات سبحانه وتعالى الذي بيده مقاليد كل شيء والذي هو على كل شيء قدير والذي لا يكون حركة او سكون الا باذنه وخلقه سبحانه وتعالى لا يعتمد عليه ولا يعول اعتقاده عليه انما يتعلق قلبه بخيط لو شده قليلا انقطع ومع ذلك يزعم ان هذا هو الذي يدفع عنه يدفع عنه الاذى مع الاسف الشديد اورد المؤلف رحمه الله جملة من الاحاديث الاثار المتعلقة بهذا الموضوع والتي ننتقي يعني نستفيد منها الحكم الذي تألمناه قال المؤلف رحمه الله قال النبي صلى الله عليه وسلم من علق شيئا وكل اليه هذا الحديث حديث عبد الله ابن عكيم خرجه الامام احمد في المسند وغيره هذا الحديث فيه بحث من جهة ثبوته فان عبدالله ابن عكيم آآ الصحيح انه ليست له لقي بالنبي صلى الله عليه وسلم الصواب انه من المخضرمين ادركوا حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لم يثبت لهم رؤية للنبي صلى الله عليه وسلم وبالتالي فان الحديث يكون فيه اه ارسال لان روايته على الصحيح في حكم المرسل ولكن بعض اهل العلم حسن هذا الحديث لمجيء شواهد تشهد له وعلى كل حال ثبت هذا الحديث او لم يثبت فانه لا يؤثر شيئا في ثبوت الحكم لان الادلة في هذا الموضوع ادلة كثيرة قال من علق شيئا وكل اليه اكثر الروايات من تعلق شيئا وكل اليه وعند الطبراني وبعض المصادر القليلة جاء فيه من علقه والا فاكثر الروايات من تعلق شيئا وتعلق تشير الى المعنى الذي ذكرته لك ليس مجرد تعليق فهو علق مع شيء في ماذا في قلبه وقصده من تعلق شيئا وكل اليه هل ما جاء في الحديث على ثبوته او على فرض ثبوته وكل اليه اخبار او اخبار بمعنى الدعاء يعني هل هو اخبار مح النبي صلى الله عليه وسلم يخبر ان من تعلق بشيء من هذه التعاليق تعلق قلبه بشيء منها فان الله سبحانه وتعالى سوف يتخلى عنه وسوف يكله الى هذا الشيء وبالتالي فانه لن ينتفع شيئا الله جل وعلا اذا تخلى عن العبد ووكله الى غيره لم يكن له الا الخيبة والحرمان او هو اخبار لفظا والمراد الدعاء عليه الامران محتملان وهو حري بان يدعى عليه وحري بان يكون حاله كما جاء في الحديث قال وارسل النبي صلى الله عليه وسلم في بعظ اسفاره رسولا الا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر او قلادة الا قطعت هذا حديث ابي بشير الانصاري رضي الله عنه وهو مخرج في الصحيحين وهو اصح حديث في هذا الباب اصح حديث في هذا الباب هو هذا الحديث الذي بين ايدينا واصح ما قيل في السبب الذي لاجله امر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع القلائد والاوتار هو انها كانت تعلق على قصد انها تميمة بخلاف ما قيل من الاقوال سوى هذا فان الصحيح هو هذا انهم كانوا يعلقون هذه القلائد والاوتار على انها تميمة ولد الامام مالك رحمه الله بعد ان اخرج هذا الحديث في موطأه قال ارى ذلك من العين يعني كانوا يعلقون هذه التعاليق لاجل زعمهم انها تدفع العين فصارت حينئذ ماذا تميمة صارت في حكم التميمة قال الا يبقين في رقبة بعير قلادة القلادة كل ما تقلد يعني وضع في الاعناق ونحوه اه في الاعناق ونحوها من وتر الوتر عرفنا معناها اليس كذلك قلنا ان الوتر هو الذي يربط بين طرفي اه القوس ويدفع السهم فهذا اذا قدم وارادوا تغييره علقوه على اعناق الدواب لاجل انها تدفع العين في زعمه قال او قلادة هل او هنا للشك من احد الرواة او للتنويع من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فيكون هذا من عطف العام على الخاص آآ الاقرب الله تعالى اعلم ان هذا شك من احد الرواة قال الا قطعت وهذا فيه انكار المنكر في المنكرات يجب ان يبادر الى انكارها لا سيما ما تعلق منها بجناب التوحيد فهذه المنكرات العقدية اولى ما ينكر من رأى مثل هذه المنكرات ويجب عليه ان يبادر الى انكارها باليد ان استطعت والا فبلسانه فان لم يستطع حتى بلسانه فينتقل الى الانكار بالقلب وهذا اضعف واقل درجاتي الانكار قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الرقى والتمائم والتولة شرك الرقى مضى فيها الحديث في اه درس ماظ والتمائم هو الموضوع الذي بين ايدينا والتولة هو ضرب من السحر يصنعونه ويزعمون انه يحبب الرجل الى زوجته و المرأة الى زوجها هو اذا نوع من السحر يسمى عندهم سحر العطف يسمى سحرا العطف فهذا لا شك انه شرك وكفر كما مضى الكلام عن السحر في درس ماض و هذا الحديث حديث ثابت خرجه ابو داوود وغيره من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال وقال صلى الله عليه وسلم من علق تميمة فلا اتم الله له ومن علق ودعة وان شئت فقل ودعة يعني يجوز في الدال ها هنا التسكين والتحريك بالفتح من علق ودعة او ودعة فلا ودع الله له الودع كما ذكرت لك آآ شيء شبيه بالصدف يعلق وقد يلعب به النبي صلى الله عليه وسلم قال ها هنا فلا ودع الله له هذا دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم الا يكون في دعة يعني في سكون وراحة وطمأنينة دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم الا يحصل له الطمأنينة والراحة والسكون ولا شك انه جدير بهذا الدعاء لانه قد اشرك مع الله سبحانه وتعالى اما شركا اكبر او شركا اصغر قال وفي رواية من تعلق تميمة فقد اشرك هذا ايضا هذا والذي قبله من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه وفيه قصة انه جاء رهط الى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعهم وامسك عن واحد ما بايعه فقالوا بايعه يا رسول الله فقال ان عليه تميمة فادخل يده فقطعها فبايعه النبي صلى الله عليه وسلم وقال من تعلق تميمة فقد اشرك فهذا نص صريح على ان تعليق التميمة شرك نسأل الله السلامة والعافية قال وقال صلى الله عليه وسلم للذي رأى في يده حلقة من صفر حلقة من صفر يعني من معدن اصفر الاقرب والله اعلم انه النحاس الاقرب والله اعلم انه ان نحاسب فقال ما هذا فقال من الواهنة الواهنة مرض قالوا هو مرض يأخذ في العضد يعني يصيب العضد او ليد بعموم بالالم فيزعمون ان من لبس هذه الحلقة فانه يذهب عنه هذا الالم فقال انزعها فانها لا تزيدك الا وهنا فانك لو مت وهي عليك ما افلحت ابدا نفي الفلاح هنا دليل ولا شك على ان هذا التعليق امر منكر ومحرم فان كان هذا الانسان قد علق هذا الشيء على انه ينفع بذاته فان هذا شرك اكبر وبالتالي فيكون المنفي عنه مطلق الفلاح اما ان كان علقه على انه مجرد سبب فيكون المنفي ها هنا هو الفلاح المطلق فينبغي ان نفرق بين هذا وهذا في كلام اه او فيما جاء في هذا الحديث وعلى كل حال هذا الحديث فيه بحث من جهة ثبوته فانه جاء اه من حديث الحسن عن عمران عن النبي صلى الله عليه وسلم واخرجه ابن ماجة وحسنه البوصيري في زوائده ولكن لعله جمع من المحدثين لان الحسن لم يسمع من عمران وهذا الذي ذهب اليه جماعة من الحفاظ ابن المدينة وابن معين وابن ابي حاتم وغيرهم قالوا ان الحسن رحمه الله لم يسمع من عمران وبعض العلماء على انه سمع منه كابن خزيمة وابن حبان والحاكم ورواه عن اكثر شيوخه روى هذا الرأي او حكى هذا الرأي وغيرهم من اهل العلم وعلى كل حال هذا الحديث له شواهد فانه آآ قد جاء ايضا معناه من حديث ابي امامة وكذلك جاء معناه من حديث ثوبان رضي الله عنهما وكلاهما عند الطبراني كما انه جاء موقوفا على عمران كما عند ابن ابي عند ابن بطة في الابانة وغيره فعلى كل حال الحديث له شواهد وقد يرقى الى درجة الاحتجاج والله تعالى اعلم قال وقطع حذيفة رضي الله عنه خيطا من يد رجل ثم تلا قوله تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون هذا الاثر خرجه ابن ابي حاتم في آآ تفسيره عن حذيفة رضي الله عنه انه دخل يعود رجلا مريضا فوجد هذا الرجل قد ربط خيطا او سيرا فقطعه رضي الله عنه وتلا هذه الاية وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون هذه الاية فسرها ابن عباس رضي الله عنهما بقوله من ايمانهم انهم اذا قيل لهم من خلقهم؟ ومن خلق السماوات والارض والجبال؟ قالوا الله وهم يشركون يعني انهم يقرون بتوحيد الربوبية ويشركون مع الله في توحيد الالوهية واستدلال حذيفة رضي الله عنه جار على قاعدة السلف التي هي انهم كانوا يستدلون بالنصوص التي جاءت في الشرك الاكبر على الشرك الاصغر تنفيرا منه وبجامع ان آآ بين الامرين قدرا مشتركا وهو الشرك بالله سبحانه وتعالى قال وقال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى من قطع تميمة من انسان كان كعدل رقبة قال وهذا في حكم المرفوع هذا اثر عن سعيد بن جبير رحمه الله وفي اسناده كلام فانه جاء من رواية ليث ابن ابي سليم وهو ضعيف و المعنى لو صح فيه لطيفة وهي انه كما ان الانسان يعتق انسانا من الرق يخرجه الى فضاء الحرية بعتقه كذلك هذا الانسان الذي اه يقطع تميمة من انسان فانه يعتقه من عذاب الله عز وجل يكون سببا في اعتقاقه من عذاب الله عز وجل فهذا وجه اه الربط بين الامرين وعلى كل حال قول المؤلف رحمه الله وهذا في حكم المرفوع هذا محل بحث عند اهل العلم هل اذا قال التابعي قولا لا مجال للاجتهاد فيه مثل هذا الاثر الذي بين ايدينا يكون له حكم الرفع ام لا ذهب بعض اهل العلم ومنهم ابن العرب ونسب هذا الى ما لك رحمه الله انه يكون له حكم الرفع والاقرب والله تعالى اعلم ان مثل هذا يكون مرسلا لان التابعي لو صرح بان هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم ما حكمه يعني احسن الاحوال ان يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم كذا اليس كذلك؟ وهذا لم نجعله الا ماذا مرسلا فكيف وهو لم ينسبه الى النبي صلى الله عليه وسلم فالاقرب والله تعالى اعلم ان قول التابعين فيما لا مجال للاجتهاد فيه انه في حكم المرسل والمرسل على الصحيح من قسم الضعيف والله عز وجل اعلم من اللطائف عن سعيد رحمه الله انه اخرج آآ عنه ابن ابي شيبة باسناد صحيح في مصنفه انه كان يطوف فرأى رجلا يعلق خرزة فما كان منه رحمة الله عليه الا ان مد يده فقطعها وهذا فيه غيرة السلف على دين الله عز وجل ولا سيما ما يتعلق بجناب التوحيد ولا سيما فيما يتعلق بالمنكرات العقدية وان كان فعل سعيد رحمه الله منه لا شك انه مقبول سعيد في امامته وجلالته ورفيع قدره بين الناس لو فعل هذا الفعل لو فعل هذا الفعل فانه ماذا لا يترتب عليه مفسدة في الغالب اما احد الناس فانه لو مد يده في مثل هذه الحال فقطع ربما كانت ماذا ربما كانت مفسدة اللهم الا اذا كان صاحب سلطة اب او اخ كبير مثلا او آآ له ولاية كالمحتسب ونحو ذلك فهذا في الغالب ليس له اثر او يكون له قدر ومكانة عند الناس فلو تصرف هذا التصرف فانه لا يترتب على ذلك مفسدة لكن هبوا اننا اه لا نستطيع ان نفعل هذا بايدينا واننا لو قطعناها باليد كانت مفسدة ثم انه سيذهب ويخرج ويلبس واحدة جديدة فالمقصود هو ان تخرج من قلبه قبل ان تخرج من جسده لكن هل نحن آآ لنا عذر في غالب الاحوال عنان ننكر بالسنتنا مع الاسف الشديد كثير من الناس بل كثير من آآ طلبة العلم ربما مر على شيء من هذه المنكرات مرور الكرام كما يقول اه المثل لا يحرك ساكنا ربما يمشي في هذا المسجد او في قريته ويرى طفلا مع ابيه قد علق على عنقه او على يده شيء من هذه التعاليق ولا يقول يا عبد الله اتق الله علق قلبك بالله سبحانه وتعالى فهو الذي يكشف السوء سبحانه وتعالى وهو الذي بيده مقاليد كل شيء اتق الله هذا شرك الناس يا اخواني فيهم خير في الجملة لكن يحتاجون الى من يبين لهم بالاسلوب الطيب والكلام الحسن في الغالب انهم يرجعون وحتى لو لم يرجعوا فلن يكون هناك عليك مفسدة تذكر اليس كذلك؟ يعني هل رأيتم شخصا انكر بلسانه هذا المنكر او امثاله بكلام طيب حسن فضرب في الغالب ان هذا لا يكون اقصى ما يقع ان يقال اذهب ها ليس لك علاقة لم تك لم تجعل رقيبا علي فهل هذه مفسدة تذكر ليست مفسدة اذا يا اخواني المنكرات ولا سيما في جانب الاعتقاد تفشوا اذا لم تنكر تنتشر اذا لم تجد من يصدها ويدفعها فهذه مسؤولية معلقة في اعناق طلبة العلم والدعاة الى الله عز وجل انا اعتقد ان هذه المنكرات مع الاسف الشديد التي تنتشر بطول العالم الاسلامي وعرضه من تعليق التمائم ومن الرقى الشركية ومن الحلف بغير الله ومن اشكال وانواع من هذه المنكرات انما انتشارها كان ثمرة لتقاعس عن انكارها وعن بيان الحكم فيها وعن الاجتهاد والنشاط في النهي عنها الله جل وعلا وعد اهل الايمان ان ينصرهم وان يعينهم وكل من كان من اتباع الانبياء وسائرا على طريقتهم فانه له حظ ونصيب من نصرة الله سبحانه وتعالى لانبيائه والمؤمنين انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد فالجد الجد والنشاط النشاط بانكار المنكر والنصيحة وبث العلم وتعليم الجهال لعل الله عز وجل ان يرفع هذه المنكرات عن هذه الامة فتستعيد مكانتها وتستعيد آآ حظها العظيم