بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال العلامة الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه على سنة من ما حكم المعلق اذا كان من القرآن؟ الجواب يروى جوازه عن بعض السلف واكثرهم على منعه كعبدالله بن عقيم وعبدالله بن عمرو عبدالله بن مسعود واصحابه وغيرهم رضي الله عنهم. وهو الاولى لعموم النهي عن التعليق ولعدم شيء من المرفوع قص ذلك ونسأل القرآن عن اهانته اذ قد يحملونه غالبا على غير طهارة. ولان لا يتوصل بذلك الى تعليق غيره. ونسدد عن اعتقاد محظور والتفات القلوب الى غير الله عز وجل لا سيما في هذا الزمان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فقد ذكر المؤلف رحمه الله ما يتعلق بحكم التمائم جرى تفصيل القول في ذلك وكل ما سبق وتعلق بالتميمة من غير القرآن او من غير ما فيه ذكر الله سبحانه وتعالى اما ما فيه ذكر الله او شيء من القرآن او ذكر اسمائه وصفاته فان هذا له بحث اخر وعند اهل العلم وعليهم فاننا نقول ان التمائم من حيث حكمها على قولين ان التمائم من حيث حكمها على نوعين. الاول كبائن متفق على منعها وتحريمها والحكم فيها يتراوح بين ان يكون شركا اكبر او اصغر على التفصيل الذي مضى. اما النوع الثاني فهي التمائم التي اختلف في حكمها وعليه فانها لا تصل الى مرتبة النوع الماظي من حيث المنع انما هذه اختلف العلماء اتجوز ام لا تجوز الاقوال في هذه المسألة وهي التميمة من القرآن. او مما فيه شيء من ذكر الله واسمائه وصفاته وصورتها معروفة. ان يضع الانسان شيئا من كتاب الله عز وجل في فقط ويعلقها على نفسه او على ولده او على دابته او سيارته او دكانه وربما اخذ شيئا من هذه المصاحف التي طبعت في حجم صغير جدا فوضعها في السيارة او في جيبه وربما كتبت بعض سور القرآن كاية الكرسي او الفاتحة او فالاخلاص كتبت على لوحات فعلقت في البيوت لكي تدفع الاذى عن البيت هذا الجن او اذى العين او الحوادث عن السيارات او الحريق عن الدكان او ما شكل ذلك ربما تكون اذكارا ربما يكتب تبارك الله او ما شاء الله او سبحان الله او البسملة وتعلق هنا او هناك ما الغرض من ذلك رفع البلاء او دفعه؟ هل يجوز هذا ام لا يجوز؟ هذا الذي اختلف فيه العلماء الى ثلاثة اقوال القول الاول جواز ذلك وهذا مروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وكذلك ثبت عن عطاء وعن ابي جعفر الباقر. وروي عن بعض السلف ولم يصح عنهم كابن المسيب وابن سيرين ومجاهد اولئك روي عنهم القول بالجواز لكن لم يصح الاسناد اليهم. وسيأتي البحث في ثبوت هذا عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنه او عدم ثبوته. القول الثاني هو جواز التميمة من القرآن بعد نزول البلاء لا قبله وبالتالي فان معلقها اراد الدفع او الرفع اراد الرفع لان الرفع بعد نزول البلاء. وهذا القول مروي عن عائشة شتى رضي الله عنها وحكاه ابن عبد البر عن بعض العلماء القول الثالث هو المنع من ذلك. هذا الفعل لا يجوز. وهذا هو قول عبد الله ابن مسعود وابن عباس وعقبة ابن عامر وحذيفة وعبدالله ابن عكيم رضي الله عنهم اجمعين وكذلك عن جماعة من التابعين كاصحاب ابن مسعود قال عبد الله قال ابراهيم النخعي رحمه الله كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن ومن غير القرآن. كانوا يكرهون دون التمائم كلها من القرآن ومن غير القرآن. ومراده اصحاب ابن مسعود رضي الله عنه كذلك جاء المنع عن ابن جبير والحسن البصري وعن كثير من اهل العلم من المتقدمين والمتأخرين والاقوال الثلاثة روايات ثلاث عن الامام احمد والمنع يعني القول الثالث هو الرواية التي عليها الاكثر من الاصحاب. اذا تلخص لنا ان الاقوال في هذه المسألة المنع والاباحة في حال والمنع في حال والمنع مطلقة واضح؟ اما القول الاول وهو قول المجيزين لتعليق هذه التمائم من القرآن فاستدلوا على هذا بدليلين الاول عموم الادلة التي دلت على بركة القرآن ونفعه وشفائه. قال تعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة اذا من الاستشفاء بالقرآن ان نعلقه لان الادلة في هذا الباب جاءت مطلقة وبالتالي فلا نمنع وجها من اوجه اوجه الاستشفاء سواء كان هذا رقية او بتميمة او بغير ذلك. اي وجه من اوجه الاستشفاء والانتفاع بالقرآن لا حرج فيه الدليل الثاني استدلوا بفعل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما حيث ان ابا داوود واحمد وغيرهما قد رووا عنه رضي الله عنه ما ظاهره افادة هذا النوع من التمائم؟ وذلك انه روى محمد بن اسحاق عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا فزع احدكم في نومه فليقل اعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وان يحضرون. ثم قال الراوي وكان عبد الله يعلمها ابناءه. من حفظها منهم لقنها لقنه اياها. ومن يحفظ او قال وكان صغيرا لا لا يعقل كتبها فعلقها عليه كتبها فعلقها عليه قالوا ظاهر هذا الاثر ان ابن عمرو رضي الله عنهما اجاز تعليق التمائم فيما فيه او مما فيه ذكر الله عز وجل والقرآن من باب اولى. اذا عندنا دليلان للمجيزين. القول الثاني وهو جواز لبسي التمائم من القرآن. بعد نزول البلاء لا قبله يعني قبل نزول البلاء. يعني لخوف اصابة العين او المس او الجن او ما شاكل ذلك لا يجوز لك ان تلبس تميمة من القرآن. لكن ان حصل واصبت فانه يجوز لك ان تلبس ذلك على هذا القول. استدل اصحاب هذا القول بقول عائشة رضي الله عنها انما التميمة ما كان قبل البلاء لبعده. انما التميمة ما كان قبل البلاء لا بعده مرادها في هذا الاثر رضي الله عنها ان التميمة التي جاءت في النصوص او جاء في النصوص تحريمها ما كان ماذا؟ قبل نزول البلاء اما بعد نزول البلاء فليس التميمة محرمة اما بعد نزول البلاء فليست تميمة محرمة والقول الثالث وهو قول المانعين فاستدل بعموم الادلة التي نهت عن ولم تفرق بين نوع ونوع. والذي يظهر والله تعالى اعلم ان هذا القول الثالث هو القول الصواب. وانه لا يجوز تعليق التمائم من القرآن او مما فيه شيء من ذكر الله عز وجل وهذا هو الذي اختاره المؤلف رحمه الله. فانه قال يروى جوازه عن بعض السلف واكثرهم على منعه كعبد الله ابن عكيم وعبدالله بن عمرو نسبة هذا القول الى عبد الله ابن عمر نسبة غريبة المعروف عند اهل العلم ان عبد الله بن عمرو هو اشهر من ينسب اليه القول بالجواز فان يوصل اليه القول بالمنع هذا غريب. والظاهر ان هذا سبق قلم او نقل هذا رحمه الله فعمن وهم فنسب هذه النسبة الى عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهم قال وعبدالله بن مسعود آآ واصحابه وغيرهم رضي الله عنهم قال وهو الاولى وذكر اربعة اسباب لترجيح هذا القول. قال لعموم النهي عن التعليق ولعدم شيء من المرفوع ذلك هذا هو السبب او العلة الاولى وهي ان النهي جاء عن التعليق مطلقا ولم يقيد ذلك. فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول اه من علق او من تعلق شيئا وكل اليه. ونحو ذلك من هذه النصوص التي تدل على منع التعليق. ولم يأتي في النصوص ان ما كان من القرآن. ثانيا قال ولصوم القرآن عن اهانته اذ قد يحملونه غالبا على غير طهارة. وهذا تأليل ثان وهو ان اتخاذ هذه التمائم يعرض القرآن او اسم الله عز وجل للاهانة. وذلك من جهة انهم مع كثرة آآ لبس هذه التمائم ربما لا يتورعون او يستثقلون او ينسون فيدخلون بها الخلاء. في هذا اثر عن ابراهيم النخعي اسنده ابن ابي شيبة في مصنفه قال كانوا يكرهون المعازة للصبيان فانهم يدخلون بها الخلاء. كانوا يكرهون المعاذة للصبيان. فانهم يدخلون بها الخلاء. وايضا ربما كان يعلقها وهو يتحدث بغيبة او ربما نام عليها او ما شاكل ذلك من هذه الاسباب التي فيها شيء من عدم الاحترام للقرآن فسدا للذريئة يمنع من اتخاذ هذه التمائم قال ولان يتوصل بذلك الى تعليق غيره. هذا وجه اخر لسد الذريعة في هذا الباب. الوجه الاول سد ذريعة ماذا امتهان القرآن او اسم الله. الوجب الثاني لسد ذريعتي هنا قال لان لا يتوصل بذلك الى تعليق غيره. وجه ذلك ظاهر فانه اذا الانسان لبس هذه التميمة وقد تكون في الشكل مشابهة للتمائم الاخرى يعني يكتب شيئا من القرآن ويضعه في جلد مغلق او في قرطاس ثم يعلقه. صورة هذه الحال شبيهة بصورة ماذا؟ التمائم من غير القرآن. فلربما ترقى ووسوس له الشيطان من تعليق هذه التميمة الى تعليق تلك فسدوا الذريعة يقتضي المنع من ذلك مطلقا قال وهو الامر الرابع ولسد ذريعة يعني الاعتقاد المحظور والتفات القلوب الى غير الله عز وجل لا سيما في هذا الزمان يعني اذا كان المتقدمون يوم ان كان التوحيد في القلوب قويا والغالب على الناس البعد عن ذرائع الشرك والتعلق بغير الله عز وجل. ومع ذلك اكثرهم على منع هذه التمائم فكيف في هذا الزمان؟ فسب لذريعة تعلق القلوب بغير الله عز وجل التفاتها الى غير الله عز وجل يمنع هذا الامر. وجه ذلك ان العامة قد تتعلق قلوبهم بالتعليق لا المعلق وهذا وجه دقيق تنبه له العامة قد تتعلق قلوبهم بالتعليق لا بالمعلق. الاصل عند اصحاب هذا القول ان الانتفاع حاصل من جهة بركة المعلق وهو القرآن. ولكن قد يسبق الى اذهانه العامة ان المعول على هذا الخيط او الجلد الذي وضع فيه هذه التميمة يخشى ان يلتفت القلب الى هذا التعليق ولا شك كانه اذا التفت القلب الى التعليق واعتقد فيه الانسان انه سبب لدفع البلاء فقد رجع الامر الى ماذا؟ الى التميمة الشركية فسدا لذريعة التفات القلوب الى غير الله سبحانه وتعالى فانه يمنع من هذا النوع من التمائم. الان معنى اربعة اسباب او تعليلات للمنع من هذا النوع. ويضاف اليها ما يأتي. يقال خامسا ان النبي صلى الله عليه وسلم فصل في حكم الرقى ولم يفعل في التمائم. بمعنى النبي صلى الله عليه وسلم جمع في حديث واحد في الحكم بين او في الحكم على الرقى والتمائم بانها شرك الم يقل النبي صلى الله عليه وسلم ان الرقى والتمائم والتولة شرك؟ ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في الحديث عوف رضي الله عنه في صحيح مسلم اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك ولم يفعل هذا النبي صلى الله عليه وسلم في شأنه التمائم فدل هذا على ماذا؟ دل هذا على ان المن من التمائم منع مطلق. واما المنع من الرقى فانه منع مقيد. فالمنع من المنع من الرقى التي فيها الشرك وما سوى ذلك فانه جائز الوجه السادس ان المقتضي لاتخاذ هذه التمائم كان موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والمانع غير موجود. ومع ذلك لم يفعل النبي صلى الله عليه وسلم فكان ترك ذلك هو السنة واتخاذه بدعة قد مر بنا سابقا ان الامر الذي وجد المقتضي له في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وزال المانع عنه ولم يفعله صلى الله عليه وسلم فانه يعتبر سنة تركية يعني المشروع تركه والاحداث في بدعه في في في فعله. النبي صلى الله عليه وسلم وجد في عهده المقتضي لاتخاذ هذه التمائم وهو حصول دفع البلاء او حصول رفعه مع سهولة الامر ومع ذلك فانه صلى الله عليه وسلم وهو الرؤوف الرحيم بامته لم يرشد الى ذلك ولم يفعله هو صلى الله عليه وسلم. تلاحظ مثلا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ كما في صحيح البخاري يعوذ الحسن والحسين بقوله اعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة وكان في استطاعة النبي صلى الله عليه وسلم ان يأمر احد اصحابه ان يكتب ذلك فيعلقه في عنقهما ويكون هذا اسهل ويكون هذا ادوم ويكون في هذا آآ سن هذه السنة لاصحابه فيحصل الخير ويعم ومع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل لا تجد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم الاستشفاء بالقرآن او الانتفاع بالقرآن الا وجدته معلقا بالقراءة لا بالتعليق تجد مثلا يقول النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ الايتين من اخر البقرة في ليلة كفتاه لو كان تعليق ذلك كافيا ما الذي منعه صلى الله عليه وسلم بالفعل مع انك لولا لو لاحظت وتأملت لوجدت ان التعليق اسهل و ذلك ان الانسان قد ينسى وقد يتكاسل لكن اذا علق ذلك او على الاقل وضعه بجواره او عند وسادته فان الفائدة ستحصل ومع ذلك تجد النبي صلى الله عليه وسلم يعلق الامر بالقراءة تريده صلى الله عليه وسلم يخبرنا ان البيت الذي تقرأ ولم يقل تعلق تقرأ فيه سورة البقرة لا يقربه شيطان مع انه يمكن ان توضع سورة البقرة بل يوضع القرآن كاملا في البيت فيحصل بهذا الفائدة للناس. ومع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم علق الامر بماذا؟ علق الامر بالقراءة وقس على هذا هذا كلما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الاذكار وفي شأن الرقى وفي شأن الانتفاع بالقرآن وما اليه اذا لو كان هذا مشروعا فبينه لنا نبينا صلى الله عليه وسلم مع وجود السبب وزوال المانع. سبب سابع لهذا القول وهو سد الذرائع من وجه اخر سوى ما ذكر المؤلف رحمه الله وذلك هو سد الذرائع عن اختلاط التمائم من القرآن بالتمائم من غير القرآن وبالتالي لو ابيح للناس اتخاذ هذه التمائم لك انت سوق التمائم رائجة فانه تحت ستار التمائم من القرآن سيروج اهل الشعوذة والخرافة تمائمهم بدعوى انها ماذا؟ من القرآن سيعطي هذا المريض او ذاك المحتاج قطعة من القماش المغلق او الجلد المغلق ويقول خذ هي رقية من ماذا؟ هي تميمة من ماذا من القرآن والواقع ان فيها شرك وخرافات. وبالتالي تنتشر هذه التمائم وبالتالي يقوى سوق هؤلاء المشعوذون هؤلاء المشعوذين. وفي مقابل ذلك يضعف الانكار انتشار هذه التمائم سيضعف بسببه انكار التمائم الشركية. لان النظرة لمعلق هذه التمائم سوف تفتر همته ويقول لماذا انكر عليه؟ فيقول يا عبد الله اتق الله هذه تميمة ولا يجوز تعليقها لانه يحتمل انها ماذا؟ من القرآن. والنفوس في الغالب فاترة اصلا عن النهي عن المنكر. فكيف اذا وجدت ذريئة الى ترك ذلك. فبالتالي يفشوا الشر وتنتشر مثل هذه الخرافات ولا شك ان هذا ليس من المشروع. السبب الثامن اما في اباحة هذا النوع من التمائم ذريعة الى ان في اباحة هذا النوع من ذريعة الى تعطيل سنة الرقية. الرقية الشرعية سنة. اليس كذلك فقد رقى النبي صلى الله عليه وسلم ورق واذن في الرقية بل حث عليها. ولو انه قيل للناس علقوا هذه التمائم من الاذكار او من القرآن لكاد هذا ان يؤدي الى اضعاف العناية بالرقية الشرعية لاكتفاء الناس بما بالتميمة فاذا كان هذا وهذا يؤدي الى الانتفاع الى دفع البلاء او رفعه فمن حاجة الى ان يشتغل الانسان بالرقية يعلق القرآن كله ويكفي تؤلف القرآن كله ويكفي الوجه التاسع ان هذا القول هو المأثور عن الصحابة رضي الله عنهم ولا يصح عن غير المانعين منهم قول كما سيأتي تفصيله ان شاء الله. الوجه العاشر ان هذا القول هو قول اكثر التابعين فمن بعدهم من اهل ان في مثل هذا مما يستأنس به في ترجيح هذا القول الوجه الحادي عشر ان هذا القول احوط والاحتياط في هذه المسائل اولى والله تعالى اعلم. اذا عندنا هذه الاوجه التي تتوافر وتتقوى على اثبات المنع من التميمة من القرآن او مما فيه شيء من ذكر الله عز وجل. يبقى البحث فيما استدل فبه اصحاب القولين الاولين. اما القول الاول فان اصحابه استدلوا بدليلين ما هما يا شيخ؟ انت ها نعم احسنت عموم ما دل على نفع القرآن والاستشفاء به. وهذا الاستدلال فيه نظر وذلك ان خير واحسن من فهم هذه النصوص هو النبي صلى الله عليه وسلم. فهل فعل هذا النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود المقتضي وزوال المانع ورحمته ورأفته بامته صلى الله عليه وسلم؟ الجواب له ما فعل هذا النبي صلى الله عليه وسلم؟ ولو في حديث واحد ما قال اعلقوا القرآن ولا قال عوذوا اولادكم بتعليق شيء عليهم قبل النوم ولا شيء من هذا الذي يقول به اصحاب القول الاول فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله دليل على ان هذا الفهم لهذه النصوص فيه نظر اما استدلالهم باثر عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما الجواب عنه من اوجه. اولا انه قول للصحابي فلا حجة فيه. فمع جلالة قدر هذا الصحابي الجليل الفقيه رضي الله عنه الا ان الحق الذي لا شك فيه ان قول الواحد من الصحابة ليس بمثابة القرآن او السنة. فكيف وقد عارضه غيره من الصحابة؟ فكيف وقد عارضه قول من هو اكثر عددا من هم اكثر عددا من الصحابة رضي الله عنهم فبالتالي فان الاحتجاج بفعله رضي الله عنه فيه نظر. ثانيا ان يقال ان ثبوت هذا الاثر عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فيه نظر اما القدر المرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم فانه حسن ان شاء الله بمجيئه من عدة آآ احاديث من غير رواية عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما لكن البحث في هذا القدر الذي عطف على الحديث المرفوع وهو انه رضي الله عنه كان يعلمه من عقل من اصحابه من من ابنائه واما من كان صغيرا لا يعقل فانه كان يكتبه فيعلقه اياه. هذا الذي جاء في هذا القدر مداره على رواية محمد ابن اسحاق عن عمرو ابن شعيب عن ابيه عن جده ومحمد ابن اسحاق مدلس وقد من انا ها هنا فالاسناد ضعيف والله تعالى اعلم. ويقال ثالثا ان هذا الاثر في الاستدلال به من جهة متنه نظرا ايضا فهو وان كان ظاهره ان عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما فعل هذا انصح لاجل الانتفاع بهذا الدعاء فان الاحتمال وارد ايضا انه لم يفعل ذلك لهذا السبب. وانما علقه لاجل التعليم. فانه يحتمل ان من كان عاقلا وكبيرا من ابنائه فانه يلقنه اياه فيحفظه فيقوله فتحصل الفائدة واما الصبي فلعله كان صغيرا يتهجى فكتبه في نوح او في قرطاس ونحوه فعلقه في عنقه لاجل ان يتهجاه ولاجل ان يتحفظه شيئا فشيئا حتى يتقنه فاحتمال ان يكون التعليق لاجل التعليم لا لاجل ان يكون تميمة احتمال وارد. ومع الاحتلال ومع الاحتمال فانه يضعف الاستدلال مع الاحتمال فانه يضعف الاستدلال اما القول الثاني وهو الذي اعتمد على اثر عائشة رضي الله عنها فان هذا يقال فيه ما قيل في الوجه الاول من اه المناقشة السابقة وذلك انه اثر عن عائشة رضي الله عنها فهذا من حيث هو آآ لا وجه لان يكون حجة تنزل منزلة القرآن والسنة فكيف وقد عرظ هذا بقول غيرها من الصحابة رضي الله عنهم والجواب الثاني ان يقال ان هذا الاثر لم يصح عن عائشة رضي الله عنها فان هذا الاثر جاء من رواية ابن الاشد فعن القاسم ابن محمد عن عائشة رضي الله عنها ابو قيل لم يسمع من القاسم. فالاسناد فيه انقطاع. وبالتالي فالاثر ضعيف. وبالتالي فلابد له لا وجه للتفريق بين ما قبل البلاء وما بعده فيباح لبسه او لبس التميمة فيما بعد آآ نزول البلاء لا فيما قبله. والوجه الثالث ان يقال اننا لو اخذنا هذا الاثر على ظاهره فان اصحاب هذا القول لا يقولون فانه لم يخص هذا الاثر بالتميمة من ماذا من القرآن لو اخذناه على ظاهره فكان في هذا اباحة للتمائم جميعا من القرآن ومن غير القرآن وهذا ما لا يقول به اصحاب هذا القول فهذا يدل على ان الاستدلال في بهذا الاثر فيه نظر. كما ان الاثر سابقا عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنه ويمكن ان يضاف وجها رابعا ان يقال ان اصحاب هذا القول لم يفعلوا كعبد الله بن عمرو. اليس كذلك؟ وذلك ان عبد الله بن عمرو ماذا فعل؟ كان يعلق هذه اه هذا الدعاء خصوصا وليس عموما فما جاء عنه تعليق شيء من القرآن او الاذكار سوى هذا هذا اولا وثانيا ماذا كان يفعل؟ هل كان يعلقه على كل اولاده او كان يعلقه على ماذا على الصغار فقط ولو كان هذا على سبيل التميمة النافعة لما كان هناك فرق بين صغير وكبير اليس كذلك؟ لا سيما وان الاطفال يكثروا منهم ان ينسوا هذا الذكر فلو انه علقه على الكبير كما علقه على الصغير لكان في هذا تحصيل فائدة محققة. فكان في هذا تحصيل فائدته محققة لكنه ما فعل الا انه علق على الصغار والقائلون بالجواز جعلوا المسألة عامة على الصغار وعلى الكبار وهذا ايضا فيه مخالفة للاثر. ان صح عنه رضي الله عنه. اذا تتحصل لنا ان القول بالمنع من تميمة القرآن وما فيه شيء من ذكر الله عز وجل هو الصواب في هذه المسألة الله تعالى اعلم. يبقى التنبيه على ان البحث كله انما هو في تميمة من القرآن حقا واما ما يفعله بعض المشعوذين من اتخاذهم او ترويجهم لتمائم يزعمون انها من القرآن. لكننا اذا نظرنا وحققنا لوجدناها نوعا من الشعوذة والعبث بكتاب الله عز وجل من نحو انهم آآ قد يكتبون وهذا واقع ومدون في بعض كتب اهل البدع انهم قد يكتبون التميمة بايات من القرآن منكوسة. فيبدأ باخر السورة حتى ينتهي الى الى اولها. وبعضهم يكتب السورة او الاية حرفا حرفا. ويقول ان كتابتها بهذا الشكل يحصل به فائدة آآ لا تكون فيما اذا كتبت متصلة. وبعضهم يكتب السورة ولكن يحذف بعض الكلمات وبعضهم يكتب السورة ويبدل بعض الكلمات. من ذلك تميمة مشهورة عند عن الشعوذة يكتب احدهم الم ترى كيف فعل ربك باصحاب الفيل؟ ولكن يحذف كلمة الفيل ويظع كلمة القرينة كانهم يشيرون الى الى جنية او شيء من ذلك. يكتب الم ترى كيف فعل ربك باصحاب القرينة؟ الم يجعل كيدهم في تضليل وارسل عليهم خيرا ابابيل آآ ترميهم بحجارة من سجيل فتجد انه يبدل شيئا من القرآن ويضع مكانه ولا شك ان هذا الفعل باتفاق المسلمين منكر عظيم وجرم فظيع ولا شك في تحريمه. اذا هذا الجنس من التمائم لا شك في منعه ولا شك في تحريمه. كما انه ينبغي الحذر من بعض هؤلاء المشعوذين الذين ربما ذروا الرماد في العيون فيكتبون في اول هذه التميمة وقيل جواز ذلك يكتبون اية او ايتين ثم يتبعون ذلك شيئا من الطلاسم وشيئا من التعويذات الشركية وكل هذا لا لا خلاف في تحريمه ولا شك انه لا يدخل في البحث الذي نحن فيه والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما حكم الكهان؟ الجواب الكهان الكهان من الطواغيت هم اولياء الشيطان الذين يوحون اليهم كما قال تعالى فان الشياطين يوحون الى اوليائهم الاية ويتنزلون عليهم ويلقون اليهم الكلمة من السمع فيكذبون معها مئة كذبا كما قال تعالى هل انبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل افاك اثيم يلقون السمع واكثرهم كاذبين قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الوحي فيسمعها ويسترق السمع هكذا بعضهم فوق بعض فيلقين الى من تحته ثم يلقي منها الاخر الى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر او الكاهن. فربما ادركه الشهاوي قبل ان يلقيها وربما القاها قبل ان يدركها. في كذب معها مئة كذبة الحديث في الصحيح بكامله ومن ذلك الخط بالارض الذي يسمونه ضرب الرمل وهكذا الطرق بالحصى ونحوه انتقل المؤلف رحمه الله الى الكلام عن الكهانة او الكهانة يصح الكسر والفتح تقول الكهانة وتقول الكهانة يقول ما حكم الكهان الكهان والكهنة ايضا جمع كاهن والكاهن الذي يتعاطى الكهانة والكهانة الحد الجامع لصورها هو ادعاء علم الغيب. الكهانة ادعاء في علم الغيب فكلما كان فيه كل ما كان فيه ادعاء للغيب فهو كهانة مع اختلاف صور ذلك. اذا الكهان هم الذين يدعون علم الغيب. وكل ما يدعونه من الامور المستقبلة او الامور الماضية فانه لا يخرج عن فثلاث احوال هؤلاء الكهان قد يخبرون بامور مستقبلة يقول قائلهم لمن جاء فيسأله مثلا انت ستكون طبيبا او انت آآ ستصبح غنيا او سترزق بولد او ما شاكل ذلك. او يخبر بامور ماضية في حياتك السابقة فعلت كذا او فعلت كذا او ان الشيء الذي اضعته موجود في المكان الفلاني وما شكل ذلك؟ اذا قد يخبرونا بامور مستقبلة وقد يخبرون بامور ماضية على ان من اهل العلم من فرق بين هذا يعني بين الكاهن والعراف فاختلفوا في الفرق بين الكاهن والعراف والتحقيق ان هاتين الكلمتين من الكلمات التي اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت اذا ذكر الكاهن وحدة او ذكر عراف وحدة فان هذا وهذا يدلان على آآ من يدعي علم الغيب في الامور الماظية او المستقبلة. اما اذا ذكر في سياق واحد فالتحقيق هو ما ذكره الراغب الاصفهاني في كتابه الذريعة ان الكاهن هو الذي يخبر بالامور المستقبلة واما العراف فانه الذي يخبر بالامور الماظية الشاهد ان هذا الذي يخبرون به لا يخرج عن ثلاث احوال اما ان يكون هذا عن طريق استراق السمع. وذلك ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي بين ايدينا قال فيسمعها ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض يعني هؤلاء الجن الذين يسترقون السمع ويتلصصون على السماء فربما سمعوا شيئا مما يتكلم به الملائكة مما يقضيه الله سبحانه وتعالى وهؤلاء المسترقون للسمع من الجن هكذا. بعضه فوق بعض. يتراكبون الى الموضع الذي يمكنه فيه استراق السمع فاذا سمعوا شيئا القاه الاعلى الى من اسفل منه وهكذا الى ان يلقيها الاخير الى الساحر او الكاهن. وهذا يدلك على القرب والعلاقة التي تجمع بين الكاهن والساحر. فكلاهما ممن يستخدمون ويستعملون الجن. الشاهد ان هذا الذي يخبر به هذا الكاهن ربما كان عن طريق اخباري هؤلاء المسترقين للسمع من الجن. ولكن لا شك انهم يخلطون مع ما يصل اليهم الكثير كما اخبر بهذا النبي صلى الله عليه وسلم. الحالة الثانية ان يكون اخباره بالاشياء المغيبة عن طريق باخبار الجن الذين يتجولون. الجن اعطاهم الله عز وجل قدرة على الطيران والتجول فربما اطلعوا على شيء يتعلقوا بشيء ضائع او بخبر من هنا او هناك يتلقفونه من الناس ثم يعودون فيخبرون به صاحبهم وهو هذا الكاهن فيخبر به الناس ويدعي انه مطلع على الحالة الثالثة ان يكون الاخبار كذبا محضا لا يستند الى سبب. وهذا هو الغالب عليهم. انهم يخبرون باشياء سيكون كذا وسيكون كذا فلم يستندوا في هذا الى سبب وبالتالي فان الذي يكون في المستقبل آآ ربما كذبه وربما وافق ما قاله ما قالوه لاجل ان هذا كان قدر الله سبحانه وتعالى. وهم قالوا كلمة آآ كيف ما اتفق كما يقولون ثم ووافق ذلك قدر الله سبحانه وتعالى. اذا كل ما يخبر به الكهان لا يخرج عن هذه الاسباب اه الثلاثة يبقى بعد ذلك ما حكم الكاهن؟ لا شك ان الكاهن كافر بالله سبحانه وتعالى والحكم من كفره تراجع الى امرين اولا انه يدعي مشاركة الله سبحانه وتعالى فيما يختص به وهو علم الغيب الا يعلم من في السماوات والارض الغيبة الا الله فالله هو عالم الغيب والله هو علام الغيوب فلا يجوز ان يدعي احد مشاركة الله عز وجل في هذا فهو يدعي مشاركة الله ويكذب الله الذي اخبر انه تفرد بعلم الغيب ثانيا ان هؤلاء الكهان لا يصلون الى هذه آآ المرتبة الساحقة من الظلال الا بخدمة الجن. والجن لا يخدمون الا من يتقرب اليهم. قال جل وعلا ويوم يحشره ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استأثرتم من الانس وقال اولياؤه من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا اجلنا الذي اجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها ان ما شاء الله ان ربك حكيم عليم فالكاهن في هذا كالساحر انما يخدمه الجن من خلال اه او بسبب تقربه الى هؤلاء الجن دعاء او استغاثة او استعاذة او ما شاكل ذلك ولا شك ان هذا كفر بالله سبحانه وتعالى فكلا اه كلاهما مستمتع بالاخر الجني يستمتع بالانسي من خلال تعظيمه والتقرب اليه الانسي يستمتع بالجني من خلال الاستفادة مما يخبره به. قال المؤلف رحمه الله ومن ذلك الخط بالارض الذي يسمونه ضرب الرمل. وهكذا اه الطرق بالحصى ونحوه طرق ادعاء او صور ادعاء الغيب كثيرة منها ما ذكر المؤلف رحمه الله وهو الضرب بالرمل. او الخط في الرمل. وهذا كان كثيرا عند العرب وثمة كانت مشهورة به اكثر من غيرها. وهو موجود الى هذا العصر وذلك ان احد هؤلاء المشعوذين اذا جيء اليه وقيل له ماذا سيكون؟ او هل اذهب الى هذا السفر او هل اتزوج هذه الفتاة او هل افعل كذا او افعل كذا فانه يخط في الارض بيده او بعود معه خطوطا كثيرة عشوائية بخطة خطوطا كثيرة عشوائية على الارض ثم يأتي على مهل فيمسح خطين خطين ثم ينظر بعد ذلك فيما بقي. فان كان الذي بقي خطان فهذا دليل على انه سينجح في وان كان الذي بقي خط واحد فانه ماذا؟ يقول انك لن تنجح فيما ستأتي به فيمتنع من القيام بالفعل هذا هو الضرب. بالرمل او الخط في الرمل اما الطرق بالحصى فان هذا ايضا كان معروفا عند آآ اهل الجاهلية وكانت بعض القبائل ايضا تختص او تشتهر به اكثر من غيرها وذلك انه يأخذ المشعوذ من هؤلاء او المشعوذة من هؤلاء وهم موجودون لا كثرهم الله الى هذا العصر تجد انهم يأخذون بعض حصى ثم يأمر السائل بان يضرب على هذا الحصى الذي في يده ثم بعد ذلك يزعم انه يتأمل في هذا الحصى ثم يبدأ بالاخبار الذي هو اه اختراع وكذب وتبجيد يدعي فيه ابتلاعه على الغيب او على ما دون في اللوح المحفوظ. وكل هذا لا شك انه كذب وشعوذة وخرافة اسأل الله ان يعيذنا واياكم من حال هؤلاء وان