الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الشيخ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة ما حكم الاستسقاء الانواء الجواب قال الله تعالى وتجعلون رزقكم انكم تكذبون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن الفخر بالاحساب والطعن في الانساب والاستسقاء بالانواء والنياح. وقال صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. فاما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب الحمد لله رب العالمين اصلي واسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد ذكر المؤلف رحمه الله ها هنا حكم الاستسقاء بالانواع الاستسقاء طلب السقيا يعني المطر والانواء جمع نوء والنوء هو طلوع النجم وذلك ان النجم اذا ظرب في جهة كالغرب مثلا فانه يظهر او يطلع في مقابله من جهة الشرق نجم اخر يسمى رقيبه هذا رقيب هذا فطلوع هذا النجم الرقيب للذي هرب هذا يسمى نوأ اذا النوء هو طلوع النجم اذا غرب رقيبه من ناء ينوء اذا قام كان اهل الجاهلية يعتقدون ان ظهور او طلوع او قيام هذا النجم بعد مغيب رقيبه سبب في نزول الامطار كفار قريش واضرابهم من العرب الغالب عليهم انهم ما كانوا ينسبون نزول المطر الى طلوع النجم من جهة الفعل والخلق انما كانوا يعتقدون ذلك سببا والا فان الله عز وجل قد اخبر في قوله ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فاحيا به الارض من بعد موتها ليقولن الله اذا كانوا يعتقدون ان خالق المطر ومنزله هو الله ولكن ذلك بسبب النوء الفلاني او النوء الفلاني لا شك ان هذا الاعتقاد اعتقاد باطل كما سيأتي البحث فيه ان شاء الله و اذا كان هذا الاعتقاد ان نزول المطر سببه النوء الفلاني اذا كان هذا اعتقادا مذموما فمن باب اولى اعتقاد ان هذه النجوم او حركاتها هي التي انزلت المطر فهي الفاعل وهي الخالق وهذا ما كان يعتقده طوائف من المشركين الصابئة حيث كانوا يعتقدون ان نزول المطر انفعال عن حركة النجوم ولا شك ان هذا باطل وشرك اكبر في الربوبية اذا الانحراف في هذا الباب ب شأن انزال المطر ينقسم الى قسمين الاول ان يعتقد ان غير الله عز وجل هو الذي ينزل المطر كالذين يعتقدون في النجوم والافلاك وحركاتها انها هي التي تنزل الامطار وهذا شرك اكبر الانحراف الثاني اعتقاد ان الانواء هي سبب والله عز وجل هو الذي ينزل الامطار وهذا كما سيأتي شرك اصغر قال المؤلف رحمه الله وتجعلون رزقكم انكم تكذبون استدل المؤلف رحمه الله على بطلاني هذه العقيدة الباطلة التي كان عليها اهل الجاهلية من الاستسقاء بالانوار استدل على بطلان ذلك بانكار الله عز وجل على المشركين الذين زعموا ان الرزق الذي يرزقكم يرزقهم الله اياه كالامطار منسوبا الى سبب لم يجعله الله سببا وهذا لا شك انه كذب فانكر الله سبحانه وتعالى عليهم ذلك وفي فعلهم ما فيه من نسبة النعم الى غير الله سبحانه وتعالى وهذا ما انكره الله جل وعلا عليهم في قوله يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركون لا يتركونهن اربع يعني اربع خصال في امتي الامة هنا لا شك انها امة الاجابة قال صلى الله عليه وسلم هذه الخصال هي من امر الجاهلية الجاهلية نوعان جاهلية مطلقة وهي الحال التي كان عليها الكفار قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم والنوع الثاني الجاهلية النسبية وهذه الجاهلية تكون بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في زمان دون زمان او مكان دون مكان او شخص دون شخص ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم انك امرؤ فيك جاهلية فمن كان فيه شيء من خصال الكفار فانه يكون فيه جاهلية بحسب ذلك قال اربع في امتي من امر الجاهلية لا شك ان امر الجاهلية مذموم لا ممدوح وبالتالي فنسبة الشيء الى الجاهلية تدل على انه ماذا محرم ممنوع ثم بعد ذلك ينظر في درجة هذا التحريم بحسب الادلة والقرائن قال لا يتركونهن المقصود ان هذه الخصال ستكون موجودة ولن تنتهي موجودة في مجموع الامة وليس في جميعهم ليس في جميع الامة وانما في مجموع الامة يعني هي في الجملة خصال ستبقى في هذه الامة ولن تنتهي قال النبي صلى الله عليه وسلم الفخر بالاحساب هذا تفصيل لهذه الخصال الاربع اولا الفخر بالاحساب الاحساب جمع حسب وهو ما يفخر به من الشرف والسؤدد الذي يكون للاباء والاجداد هذا هو الفخر بالاحساب يأتي فيقول نحن كذا قبيلتنا كذا اباؤنا واجدادنا كانوا كذا فهذا الفخر لا شك انه من امر الجاهلية وشأنهم نهى عنه الاسلام فاذا كان الانسان ممنوعا من الفخر بنفسه وعمله فكيف بالفخر بغيره فكيف بالفخر باناس قد يكونون من المذمومين عند الله سبحانه وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ان الله اذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالاباء الناس اثنان مؤمن تقي وفاجر شقي لينتهين اقوام عن فخرهم بابائهم او ليكونن اهون على الله من الجعلان الجعل من اقذر الحشرات من لم يدع الفخر بحسبه وبشرف ابائه واجداده فلينتظر ان يعاقبه الله عز وجل بهذه العقوبة ان يكون قدره عنده سبحانه وتعالى اقل واحقر من قدر الجعل اذا هذا نهي اكيد عن فخر الانسان وتعاظمه وتعاليه على الناس بحسبه وشرفه ونسبه قال والطعن في الانساب هذه الخصلة الثانية الطعن في الانساب فسرت اه هذه الكلمة بتفسيرين الاول التشكيك فيها بان يقال الاسرة الفلانية لا تنتسب الى القبيلة الفلانية او فلان ليس من هذه القبيلة ونحو ذلك من هذا الطعن او وهو الثاني عيب الناسي اسرهم وقبائلهم وانسابهم فيقال هذه القبيلة فيها كذا وهذه الاسرة فيها كذا يلمز وينسب القبيح الى هذه القبائل والاسر ولا شك ان كلا الامرين خلق مرزول يتناءى ويتنزه عنه اهل النفوس الشريفة والايمان القوي قال والاستسقاء بالانواء هذا هو موضع الشاهد من الحديث وهو ان الاستسقاء بالانواء مرض باق في هذه الامة ولن يزول بالكلية فظعاف الايمان سيكون فيهم من يستسقي بالانواع فينسب نزول المطر الى سبب ما جعله الله عز وجل سببا وهو النوء الفلاني او طلوع الشمس طلوع النجم الفلاني او غروبه او حركة الفلك ونحو ذلك تفصيل الحكم فيمن نسب نزول المطر الى هذه الانواع يرجع الى قسمين الاول ان يعتقد ان النوء او النجمة هو الذي انزل المطر ولا شك ان هذا شرك اكبر في الربوبية والنوع الثاني او القسم الثاني ان يجعل الانواء سببا والا فالفاعل والخالق هو الله عز وجل وهذا شرك اصغر وذلك راجع الى امرين اولا انه زعم سببا لم يجعله الله سببا لا شرعا ولا قدرا وقد اخذنا آآ غير مرة ان من اتخذ سببا لم يجعله الله سببا لا شرعا ولا قدرا فقد اشرك الشرك الاصغر الامر الثاني ان في هذا الزعم نسبة النعم الى غير الله عز وجل وذلك لا شك انه من الكفر الاصغر كما تجده في تفسير قول الله جل وعلا يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها قال والنياحة النياحة رفع الصوت بالبكاء على الميت ويصحب ذلك غالبا قول او فعل ما لا يحل يصحب ذلك غالبا قول او فعل ما لا يحل ولا شك ان هذا من الامور المنكرة بل من الكبائر والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان النائحة اذا ماتت ولم تتب اقامها الله عز وجل يوم القيامة وعليها لباس من قطران فلا شك ان هذه الحالة القبيحة تدل على ان النياحة منكر وكبيرة والنياحة مذمومة من الذكر والانثى لكن ذكر النائحة في كثير من النصوص انما جاء على سبيل التغليب في الغالب ان الذي ينوح هن النساء قال وقال الله تعالى اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر هذا اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الصبح وهو مع اصحابه في الحديبية الحديبية او الحديبية يجوز التسهيل والتشديد موضع قرب مكة بعضه في الحل وبعضه في الحرم ويقال انه الذي يسمى اليوم بالشميسي صلوا الصبح على اثر سماء يعني على اثر مطر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه اتدرون ماذا قال الله وهم لا شك لا يعلمون وانما هذا اسلوب فيه تشويق قال قال الله تعالى اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فاما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب هذا يدلك على ان الاستسقاء بالانوار ونسبة السقيا الى الانواء ان هذا كفر بنص الحديث وهل اراد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث القدسي الكفر الاكبر او الاصغر من اهل العلم من قال انه يشمل الاثنين والاقرب والله تعالى اعلم ان المراد الاصغر لانه لو اريد الاكبر لقال مطرنا نوء كذا لقال ماذا مطرنا نوء كذا فالاقرب والله تعالى اعلم ان هذا يتفق مع معتقد المشركين الاولين الذين كانوا يعتقدون ان الانواع سبب لنزول الامطار وهذا جاء الحديث فيه انه كفر بالله سبحانه وتعالى والتفصيل قد علمته ماذا لو قال الانسان وطرنا بنوء كذا واراد باء الظرفية لا بأس سببية الباء قد تأتي ظرفية وانكم لتمرون عليهم مصبحين ها وبالليل يعني في الليل فهل يجوز للانسان ان يقول ذلك بهذا القصد الشافعي رحمه الله في آآ كتابه الام نص على ان هذا ليس بشرك ولا كفر لكن غيره من الكلام احب اليه وعليه فاذا كان سياق الكلام يحتمل انه اراد باء الظرفية فان هذا لا شك انه ليس شركا لكن ينبغي ان يوعظ هذا المتكلم وينصح بان اه يبعد عن الشبهة والريبة فيقول مطرنا في نوء كذا في هذا الوقت مطرنا ولا حاجة لان يستخدم كلمة فيها مشابهة لحال المشركين والله تعالى اعلم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما حكم الطيرة وما يذهبها؟ الجواب قال الله تعالى الا انما طائرهم عند الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفو. وقال النبي صلى الله عليه وسلم الطيرة شرك الطيارة شرك. قال ابن مسعود رضي الله عنه وما منا الا ولكن الله يذهبه بالتوكل. فقال صلى الله عليه وسلم انما الطيرة ما امضاك او ردك ولاحمد من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه انه قال من ردته الطيارة عن حاجته فقد اشرك قالوا فما كفارة ذلك؟ قال ان تقول اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك ولا اله غيرك. وقال النبي صلى الله عليه وسلم اصدقها الفأل ولا ترد مسلما فاذا رأى احدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا بك الطيرة هي التشاؤم التشاؤم هو الطيرة عبر عن التشاؤم بالطيرة لان الغالب على العرب في الجاهلية انهم كانوا يتشائمون بالطير اما بحركاتها وهذا كثير عندهم فكانوا اذا خرجوا ربما زجروا طيرا وربما نظروا في السماء فاذا رأوا طائرا يأتي من الشمال الى اليمين يأتي من شمالك الى يمينك يمر هكذا قالوا هذا سانح وكانوا يتفائلون به واذا مر من اليمين الى الشمال طار هكذا سموه بارحا وكانوا يتشائمون به او كانوا يتشائمون ويتطيرون بانواعها ومن ذلك تشاؤمهم بالهامة او البومة كما سيأتي معنا ان شاء الله او كانوا يتشائمون بالوانها فاذا خرج الانسان منه في سفر فرأى طائرا اسود مثلا تشاءم به الى غير ذلك من هذا التشاؤم المتعلق بالطير ولربما تشاءموا بغير الطير وذلك ان يتشائمون ان يتشائموا باسماء او ان يتشاهموا بعاهات وامراض او او ان يتشاءموا باصوات او ما شاكل ذلك اذا الطيرة هي التشاؤم انقباظ للنفس وسوء للظن مسبب عن امر ما عن طير او غيره ولا شك ان الطيرة والتشاؤم داء قديم حديث كان فاشيا في الجاهلية وهو فاش في العصر الحديث ايضا تتصور او تتشكل اه اسبابه بحسب اختلاف الازمنة واختلاف الامكنة وحدث ولا حرج عن صور كثيرة للتشاؤم المعاصر من الكفار ومن بعض المنتسبين الى الاسلام من ذلك ان اعداء الصحابة عليهم لعائن الله المتتابعة يتشائمون من الرقم عشرة لانه يذكرهم بالعشرة المبشرين بالجنة الكفار النصارى في هذا الزمان يتشائمون من الرقم ثلاثة عشر فانك تجد في بعض الاماكن لا توجد ارقام في المصاعد او في الطوابق او بغرف الفنادق وما شاكل ذلك بهذا الرقم تشاؤما من هذا الرقم ومن الناس من يتشائم ذي عاهة اذا خرج من بيته فرأى مريضا او ذاعاها رجع وقال هذا اليوم يوم نحس ومنهم من يتشائم باسماء ومنهم من يتشائم بصور ومنهم من يتشائم بحيوانات الى غير ذلك من هذه اه الخصال او الصور التي مرجعها الى توهم لا حقيقة له وانما هو ارث من ارث الجاهلية اراد المؤلف رحمه الله ان يبين لنا حكم الطيرة حكم هذا التشاؤم وما الذي دلت السنة على انه يذهبه قال رحمه الله قال الله تعالى الا انما طائرهم عند الله الا انما طائرهم عند الله يخبر الله عز وجل في هذه الاية عن حال قوم فرعون فاذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وان تصبهم سيئة قلة مطر او آآ انعدام اه رزق او قلة نبات او ما شاكل ذلك ماذا يصنعون يتطير بموسى ومن معه اذا الطيرة من سنة الجاهلية ومن ديدن الكفار وليس من شأن اهل التوحيد والتحقيق هذا الذي اراد ان ينبه المؤلف رحمه الله اليه الذين يتطيرون هذه سنة عندهم هم الكفار فكيف يتشبه المسلم بهم وقوله تعالى هنا الا انما طائرهم عند الله اي انما هذا الذي وقع في نفوسهم من التشاؤم وانقباض النفس وسوء الظن عقوبة من الله عز وجل والا فلا حقيقة للربط بينما رأوا وبينما وقع في نفوسهم لكنها عقوبة من الله سبحانه وتعالى بسبب كفرهم ومعاصيهم واعراضهم عن داعي الله سبحانه وتعالى عاقبهم الله عز وجل بذلك عاقبهم الله عز وجل على ذلك بان وقع في نفوسهم ما وقع من هذا التشاؤم وهذا التطير قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر هذا حديث عظيم مخرج في الصحيحين فيه تحذير من اربعة امور اولا قال لا لاحظ ان النفي في هذا المقام ابلغ من النهي كما يقول اهل العلم النفي في هذا المقام ابلغ من النهي وذلك لانه يتضمن النهي وزيادة وهي نفي ان يكون هناك تأثير او حقيقة لهذه الاشياء نهي ان يكون هناك تأثير او حقيقة لهذه الاشياء قال لا عدوى العدوى هو العدوى هي تأثر الصحيح بمخالطة المريض يعني ان يكون المريض سببا في اصابة الصحيح بالمرض اذا خالطه النبي صلى الله عليه وسلم يقول ها هنا لا عدوى وفي هذا الشطر من الحديث بحث طويل عند اهل العلم والخلاصة والتحقيق ان الذي نفاه النبي صلى الله عليه وسلم ها هنا ليس نفيا او الذي نفاه النبي صلى الله عليه وسلم ليس وجود العدوى من اصلها وكونها سببا في الامراض انما نفى النبي صلى الله عليه وسلم اعتقاد المشركين الذي كانوا عليه في شأن العدوى فانهم كانوا يعتقدون ان المرض ينتقل بنفسه دون مشيئة الله عز وجل كانوا يعتقدون ان المرظ ينتقل بنفسه دون مشيئة الله عز وجل ولذا في الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا هامة ولا صفر فقال اعرابي فما بال الجمال تكون كالظباء على الرمل فيخالطها جمل اجرب فتجرب استشكل هذا الاعرابي امرا واقعا ملموسا ومحسوسا وهو ان الجمال تكون صحيحة طيبة من احسن ما يكون فاذا خالطها جمل اجرب مصاب بالجرب ماذا يصبح تجرب هذه الجمال واذا بها بعد برهة تصاب جميعا بالجرب اذا كانه يستشكل كيف النبي صلى الله عليه وسلم ينفي العدوى مع وجود الشيء الذي نراه باعيننا فقال النبي صلى الله عليه وسلم فمن اعدى الاول اراد النبي صلى الله عليه وسلم ها هنا تنبيه الاعرابي الى نفي العقيدة التي كان يعرفها او يعتقدها اهل الجاهلية قديما من ان هذه العدوى ماذا هي التي تنتقل او تنقل المرض او ان المرض ينقل ينتقل الى الغير بنفسه وليس بمشيئة الله عز وجل. ولذا هو لم تنفي حصول العدوى على جهة السببية انما اراد ان ينبه ان حصول المرض كان بمشيئة الله سبحانه وتعالى قال فمن اعدى الاول اذا حصول هذا المرض انما كان بماذا بمشيئة الله سبحانه وتعالى والا فلا ينفي النبي صلى الله عليه وسلم امرا واقعا محسوسا لا يمكن ان تأتي الشريعة لا يمكن ان تأتي الشريعة بمخالفة الواقعة هذا مستحيل بل احاديث النبي صلى الله عليه وسلم تدل على ان مخالطة المريض سبب لانتقال المرض هذا امر لا يشك فيه من تأمل سنة النبي صلى الله عليه وسلم اليس هو القائل فر من المجذوب فرارك من الاسد الى اي شيء امر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك حتى لا يقع عليك البلاء بمخالطته وفي صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يورد ممرض على مصح لا يورد ممرض على مصح ما معنى هذا يعني صاحب الابل المراط ليس له ان يورد ان يدخل ابل ابله على صاحب الابل الصحاح لما لانه سيؤذيه بذلك وسيكون هذا الاختلاط سببا في مرضي الابل الصحيحة فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اذية المسلم قال لا يورد ممرض على مصح اذا كان في ابلك مرض فينبغي عليك ان تحجزها عن ان تخالط ابل شخص صحيحة فهذا كله وغيره يدل على ان المرض اه ينتقل بالمخالطة ولكن بمشيئة الله سبحانه وتعالى فمن اعدى فمن اعدى الاول قال ولا طيره هذا هو موضع الشاهد وكذلك ما بعده على ما يأتي من بحث في تفسيره قال لا طيارة نهى النبي نفى النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث ان يكون للطيرة اثر او حقيقة يعني هذا التشاؤم الذي تجدونه في نفوسكم لا حقيقة له انما هو من رعونات النفوس ومن سوء ظنها وتسلط الشيطان عليها والا فانه لا حقيقة لها ولا اثر لما تشاءمتم به في حصول الضرر اذا رأيتم ما اوقع في نفوسكم شيئا فاعلموا ان هذا ماذا لا حقيقة له وان هذا الذي رأيتموه وكرهتموه لن يؤثر في حصول ظرر عليكم قال ولا هامة الهامة التسهيل على الاشهر اوهامة على قول عند اهل العلم اختلف في تفسيرها فمن اهل العلم من ذهب الى ان الهامة هي طير من طيور الليل التي كان اهل الجاهلية يتشائمون بها وقيل هي البومة هذا الطائر المعروف ولا يزال بعض الناس الى هذا العصر يتشائمون بهذا الطائر وعليه فيكون نفي النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ولا هامة بعد قوله ولا طيرة من باب نفي الخاص بعد العام فان نفي الهامة ها هنا هو نفي لماذا للطيرة صح ولا لا ولكنه ذكر هذه السورة على خصوصها نظرا لانتشارها هذا التفسير الاول التفسير الثاني هو نفي لما كانت الجاهلية تعتقده من ان الانسان اذا قتل مظلوما فانه يخرج منه طائر فلا فلا يزال يصيح عند قبره حتى يؤخذ او حتى يؤخذ للميت بثأره ثم بعد ذلك يذهب فنفى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الخرافة التي وقعت في نفوس اهل الجاهلية هذا كلام لا حقيقة له انما هي نوع من التراهات والخرافات التي لا حقيقة لها على هذا التفسير فلا يكون هناك علاقة بين نفي الهامة ونفي الطيارة انما تكون العلاقة اذا فسرت الهامة بماذا في التفسير الاول بالتفسير الاول ما هو يا شيخ اي نعم نفي التشاؤم بماذا بهذا الطائر الذي هو الهامة او البومة على قول قال ولا صفر سفر هنا ايضا اختلف العلماء في اه المراد بنفيه قيل انه مرض يصيب باطن الانسان كانوا يعتقدون اعتقادات جاهلية جاهلية فيه فنهى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الاعتقاد وقيل انه الشهر المعروف واختلفوا بعد ذلك في المراد بنفيه ما المقصود بنفيه هذا الشهر صفر قيل نفى النبي صلى الله عليه وسلم نفيا يتضمن النهي للتشاؤم بهذا الشهر فان من اهل الجاهلية من كان يتشائم بشهر صفر فكان لا يسافر فيه ولا ينكح فيه اوفا من ان يصيبه شيء من البلاء نوع من التشاؤم والتطير لا شك ان التطير بازمنة امر واقع في القديم وواقع ايضا في الحديث التفسير الثاني ان النفي ها هنا هو للنسيء الذي كان عليه اهل الجاهلية وهو الذي قال ربنا سبحانه وتعالى فيه انما النسيئ زيادة في الكفر النسي يعني التأخير كان اهل الجاهلية يتلاعبون بالاشهر الحرم فكانوا اذا ارادوا الغزو في شهر محرم وشهر محرم محرم ممنوع فيه القتال كانوا يؤخرون حرمته الى ماذا الى الشهر الذي بعده وهو شهر صفر فنفى النبي صلى الله عليه وسلم هذا النسي الذي كان عليه اهل الجاهلية بناء على هذا التفسير وعلى التفسير الاول من احد تفسيري آآ نفي سفر بمعنى الشهر يكون الحديث ايضا مناسبا لنفي التطير فيكون ايضا من باب نفي الخاص بعد العام والله تعالى اعلم قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم الطيرة شرك الطيرة شرك هذا الحديث خرجه ابو داوود والترمذي وغيرهما وحسنه المنذرين وصححه غير واحد من اهل العلم ومنهم الشيخ ناصر الالباني رحمة الله عليه وفي هذا وصف التطير بانه شرك وهذا محمول على ما سيأتي من تفصيل بينه ما يأتي من الاحاديث قال قال ابن مسعود وما منا الا ولكن الله يذهبه بالتوكل هذا آآ الكلام من ابن مسعود رضي الله عنه جاء تابعا او ملحقا بالحديث السابق يعني اذا قرأت في مصادر هذا الحديث تجد ان الحديث فيه الطيرة شرك الطيرة شرك وما منا الا هكذا آآ بهذه الجملة وما منا الا ولكن الله يذهبه بالتوكل ولكن الله يذهبه بالتوكل اعترف اهل العلم في هذه الجملة هل هي تتمة الحديث يعني مرفوعة من كلام النبي صلى الله عليه وسلم او آآ مدرجة من كلام ابن مسعود رضي الله عنه فاكثروا العلماء على ان هذا اللفظ مدرج ومن اولئك سليمان بن حرب شيخ الامام البخاري فقد حكى الترمذي عن البخاري ان شيخه سليمان ابن حرب ما لا الى ان هذا اللفظ انما هو من كلام ابن مسعود وهذا ما رجحه جماعة من اهل العلم كالبيهقي وكذلك الحافظ ابن حجر مال الى هذا وكذلك ابن القيم وغيرهم من اهل العلم مالوا الى ان هذا مدرج من كلام ابن مسعود وهذا الاقرب والله اعلم ومن اهل العلم من رأى ان هذا اللفظ من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ومن اولئك ابن القطان الفاسي وكذلك الشيخ الالباني رحمه الله يميل الى هذا قال وما منا الا تلحظ ان في الكلام حذفا والمراد وما منا الا من يعتريه ذلك ولكن هذه الكلمة حذفت لقبحها وفي هذا فائدة من جهة الادب وهي انه يحسن حذف ما يستقبح اذا كان معلوما اذا كان الكلام معلوما وكل من قرأ هذه الجملة ممن يفهم اللغة العربية فانه سيدرك المراد وما منا الا ويعتريها ويقع في نفسه شيء من ذلك ولكن الله يذهبه بالتوكل قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم انما الطيرة ما امضاك او ردك هذا الحديث به بيان الطيرة الشركية التي توقع صاحبها بالشرك على ما سيأتي من تفصيله ولكن الحديث فيه نظر من جهة ثبوته فالاظهر والله اعلم انه ليس بثابت فان فيه انقطاعا بين مسلمة الجهني فضل ابن العباس رضي الله عنه على ظعف في مسلمة ولا وعلى ضعف في احد الرواة وهو محمد ابن علافة ايضا فيه ضعف فالحديث ظاهر والله اعلم انه ضعيف الاسناد وان كان المعنى صحيح ويدل له ما سيأتي قال ولاحمد من حديث عبدالله ابن عمرو من ردته الطيرة عن حاجته فقد اشرك هذا ضابط للطيرة الشركية والحديث عند احمد واسناده قابل للتحسين ففيه ابن ابن لهيعة ولكن الرواية عنه جاءت عن ابن وهب وهي احسن من غيرها فالذي يظهر والله اعلم ان الحديث قابل لي التحسين قال من ردته الطيرة عن حاجته فقد اشرك وبهذا نعلم ان احوال الطيرة من حيث الحكم ترجع الى ثلاث احوال اذا قيل لنا ما حكم التطير فالجواب ان في هذا تفصيلا وذلك راجع الى ثلاثة او الى ثلاث احوال الحالة الاولى ان يتطير الانسان ويبني على تطيره الامضاء او التراجع يعني يرجع ويرد نفسه عن حاجتها او يمضي هذا بناء على هذا التطير يخرج من بيته يريد سفرا واذا بذي عاهة يقابله فيقول لا لن اسافر ويرجع الى البيت ويقول هذا اليوم لا خير فيه لو مظيت ومشيت سيصيبني بلاء الاحسن ان الاحسن ان ارجع اذا كانت الطيرة الطيرة ها هنا سببا لماذا سببا لرده وتراجعه عما عزم على فعله وهذا شرك اصغر اتخذ سببا لم يجعله الله سببا لا شرعا ولا قدرا كذلك مثلا لو انه خرج وقال ساخرج ان كانت الاشارات امام آآ كلها خضراء سامشي وان كانت حمراء سارجع هذه علامة على ان اه هذا اليوم يوم نحس نقول هذا ايضا شرك اصغر الحالة الثانية ان يكون التطير محرما ولكن لا يصل الى حد الشرك وذلك ان يتطير ويمضي في عمله مع انقباض نفسه وسوء ظنه يمشي يكمل طريقه بعد ان رأى هذا الطائر الاسود او رأى هذه اه البومة او شاهد ذلعاها او سمع كلمة قبيحة ولكن قلبه لا يزال ماذا منقبضا يمشي وهو يترقب ينتظر ان تنزل به نازلة هذا دليل على انه متشائم وفيه من سوء الظن بالله عز وجل ما فيه وفيه من تسلط الشيطان عليهما فيه فنقول هذا امر منكر ومحرم ولا يجوز لاهل الايمان ان يصلوا الى هذه المرحلة الحال الثالثة ان يقع في نفسه شيء ثم يزول يرى منظرا قبيحا فيقع في نفسه خاطر فيه انقباض وتشاؤم ثم انه يدفعه عن نفسه ولا يؤثر فيه بعد ذلك فهذا لا حرج فيه وهو الذي يحمل عليه قول ابن مسعود رضي الله عنه وما منا الا ربما يقع في النفس شيء ولكن يذهبه الانسان عن نفسه ويدافعه فمثل هذا لا يظره ان شاء الله وقد اه ترخص آآ النبي صلى الله عليه وسلم اه عما يقع في ذلك واخبر عن ربه عن ربنا سبحانه وتعالى ان الله تعالى لا يؤاخذ الانسان بما حدث به نفسه ما لم يتكلم او يعمل لكن المصيبة كل المصيبة هي ان يرد التطير الانسان عن حاجته وفي صحيح مسلم ان معاوية ابن الحكم سأل النبي صلى الله عليه وسلم ام انهم كانوا في الجاهلية يأتون الكهان فقال النبي صلى الله عليه وسلم فلا تأتوهم ثم قال وانا كنا نتطير فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذاك شيء يجده احدكم في نفسه فلا يردنكم ذاك شيء يجده احدكم في نفسه يقع في النفس شيء من ذلك لكن على الانسان ان يدافعه ولا يجعله سببا اه ان يرد او يرجع عن حاجته فان هذا لا شك انه من الشرك بالله سبحانه وتعالى قالوا فما كفارة ذلك؟ قال ان تقول اللهم لا خير الا خيرك الخير من عندك يا الله وليس من عند غيرك فانك الملك الذي بيدك كل شيء قال ولا طير الا طيرك يعني ان هذه الطيور التي يتشاءم بها من يتشائم انما هي ملك لله مخلوقة لله لا تملك لنفسها شيئا فضلا عن ان تملك لغيرها ظرا او نفعا فهذا يذكر نفسه بالتوحيد فالتوحيد هو جلاء القلوب التوحيد هو الذي يذهب عنها عن هذه النفوس امراضها هو الدواء الشافي فعلى الانسان ان يذكر نفسه وان يتعاهد نفسه بالتوحيد فان هذا هو السبب والدواء الناجع الذي يذهب امراض الشرك وشعبه قال ولا اله غيرك. تذكير ايضا بالتوحيد قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم اصدقها الفأل ذكرت الطيرة في محضر النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اصدقها الفأل ولا تردوا مسلما فاذا رأى احدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا بك الحديث فيه بحث من جهة ثبوته فان الحديث جاء اه من حديث عروة ابن عامر واختلف فيه رضي الله عنه فاثبت له الصحبة جماعة ونفى عنه الصحبة جماعة ومن اولئك المز رحمه الله فانه اه رجح انه لا تثبت الصحبة له من طريق صحيح ويضاف الى هذا الانقطاع في هذا الحديث فان الحديث من طريق حبيب ابن ابي ثابت عن عروة حبيب لم يلقه فالاسناد ضعيف ولكن الشاهد فيه قوله صلى الله عليه وسلم ولا ترد مسلما يشهد لذلك ما جاء في صحيح مسلم فلا آآ يصدنكم ذاك شيء يجده احدكم في نفسه فلا يصدنكم وفيه ان صح قوله اصدقها الفأل ما العلاقة بين الفأل والطيرة؟ الحديث كان عن الطيرة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول اصدقها الفأل قال به وقال بعض اهل العلم المقصود بالطيرة التي جرى الحديث فيها المعنى العام الذي يدور على السبب الذي فيه تأثير على النفس المعنى العام الذي فيه ذكر السبب الذي فيه تأثير على النفس فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان اصدق ذلك واحسن ذلك هو الفأل والفأل هو التفاؤل وهو معروف وهو انشراح النفس حسن الظن وما الى هذه المعاني وقيل ان الطيرة والفأل امران متظادان وانما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الجواب في معرض الكلام عن الطيرة للتشابه في الحال فانهما امران يقعان معا في النفوس احيانا يتطير الانسان احيانا يتفاءل فلاجل هذه الملابسة بين الامرين ووقوع هذين المعنيين في النفس بين النبي صلى الله عليه وسلم ان الفأل اصدقها الفأل امر حسن والنبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل فاذا سمع كلمة حسنة انشرحت نفسه واذا اه لقي رجلا اسمه حسن تفاءل عليه الصلاة والسلام وكان يعجبه اذا خرج في سفر ان يسمع كلمة يا نجيح يا راشد ونحو ذلك حتى انه في الصحيح في قصة الحديبية لما اقبل سهيل بن عمرو سأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقال من هذا؟ قالوا هذا سهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم سهل عليكم امركم تفائل النبي صلى الله عليه وسلم من اسمه ان الامر سيصير الى الافضل والى الاحسن والى السهولة اذا هذا التفاؤل امر حسن وهو آآ سبب لانشراح النفس واقبالها على الخير وموافق للجبلة التي جبل الله النفوس عليها فالنفوس جبلت على الانشراح والاستحسان للكلمة الحسنة والمنظر الحسن وما الى ذلك فمثل هذا لا بأس به لكن انتبه الى ان الشريعة رخصت من التفاؤل ما كان بهذه المثابة وهو الا يتجاوز كونه سببا لانشراح الصدر وارتياحها لا اكثر اما ان يبني الانسان مظاءه في الامر او تراجعه عنه على شيء يرجع الى التفاؤل فهذا حكمه حكم الطيرة لانه اتخاذ لسبب ما جعله الله سببا مثال ذلك ان يبني آآ مضاءه في سفره مثلا على ان يرى شيئا حسنا تقول ان مشيت في الطريق فرأيت صورة حسنة او رأيت طائرا ابيض فانني سوف امضي وان لم ارى هذا سوف ارجع تقول هذا القدر لا يجوز وما جعل الله وما جعل الله التفاؤل بشيء حسن سببا في نجاح الامور او عدم نجاحها فهذا القدر لا يجوز للانسان ان يصير اليه انما مجرد استحسان او ارتياح هذا القدر لا بأس به والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين