بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال العلامة حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة ما حكم العين؟ الجواب قال النبي صلى الله عليه وسلم العين حق. ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جارية في وجهها فقال استرقوا لها فان بها النظرة. وقالت عائشة رضي الله عنها امرني النبي صلى الله عليه وسلم او امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يسترقى من العين. وقال صلى الله عليه وسلم لا رقية الا من عين او حمى. وكلها في الصحيح وفي فيها احاديث وفيها وفيها احاديث غير ما ذكرنا كثيرا ولا تأثير لها الا باذن الله. فقد فسر بها قوله عز وجل يكاد الذين كفروا ليزلق ليزلقونك بابصارهم لما سمعوا الذكر عن كثير من السلف رضي الله عنهم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا سؤال وجواب مهم يتعلق بموضوع يحتج يحتاج الناس الى فهمه فهما جيدا الا وهو العين قال رحمه الله ما حكم العين فاجاب بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الثابت في الصحيحين العين حق والحق هو الشيء الثابت العين شيء حقيقي ثابت له تأثير العين يمكن ان نعرفها بانها نظر من او نقول نظر مشوب باستحسان من خبيث الطبع يحصل به ضرر المصاب بهذه العين يحصل به ضرر للغير نظر مشوب باستحسان من خبيث الطبع يحصل به ضرر للغير وتأثير العين الذي عليه اهل السنة انه تأثير للروح على الغير فالنفس وان شئت فقل الروح جعل الله عز وجل لها قدرة على التأثير على بدن الغير او روحه فكما ان البدن يؤثر في الغير كذلك الروح تؤثر في الغير ويشبه بعض اهل العلم تأثير العين بتأثير السهم فكان العين سهم يخرج من هذا الانسان فيصيب به من يقابله وسميت العين عينا وان كان التأثير انما هو من الروح بسبب ان هذا التأثير يكون بوسيلة العين فمن خلال نظر العين يحصل هذا التأثير ب المقابل او المنظور اليه و بعض اهل العلم يقول ان العين تؤثر باجتماع ثلاثة امور ان تتكيف نفس خبيثة بكيفية معينة هذا يشعر به اهل هذا المرض عافاني الله واياكم من ذلك هؤلاء الذين يصيبون اعينهم وواحدهم يسمى عائنا يجد شيئا يحكه في قلبه هذا هو الامر الاول الامر الثاني نظر بالعين فيشعر هؤلاء بانه كانه يخرج شيء من اعينهم والامر الثالث وهو يقارن ذلك غالبا وهو ان يكون هناك كلمة تخرج من اللسان يكون فيها اظهار الاستحسان والاصل ان العين انما يصيب بها حاسد وعليه فينكر ان يقال ان كل عائن حاسد وليس كل حاسد عائنا كل عائل حاسد الاصل انه لا يصيب بالعين الا حاسد حاسد يعني كاره لنعمة الله عز وجل التي انعم بها على غيره ويتمنى مع ذلك زوالها عنه وليس كل حاسد عائنا ليس كل من آآ يكون حاسدا يصيب بعينه انما الاصابة بالعين قدر زائد على مجرد الحسد ويدل على هذا الاقتران بين الحسد والعين ما ثبت في صحيح مسلم من رقية جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم فان جبريل عليه السلام جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وقال يا محمد اشتكيت؟ قال نعم قال بسم الله ارقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس او عين حاسد الله يشفيك بسم الله ارقيك فالشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ماذا او عيني حاسد فهذا هو الاصل وقد يقال ان هذا ليس بمضطرد وان كان الغالب فان النبي صلى الله عليه وسلم جاء عنه انه قال اذا رأى احدكم في نفسه او ماله او اخيه خير فليدعو بالبركة فان العين حق والحديث حسنه الشيخ ناصر رحمه الله ففيه ان الانسان قد يصيب نفسه بالعيب ولا يقال ان الانسان يمكن ان يحسد نفسه اليس كذلك لا يتصور ان يحسد الانسان نفسه لكن يمكن ماذا ان يصيبها بالعين لذا امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو الانسان بالبركة اذا رأى في نفسه او ماله او اخيه خيرا العين حق كما اسلفت وعلى هذا اهل السنة والجماعة قاطبة وانما خالف في ثبوت العين طوائف من اهل الضلال من اولئك بعض الفلاسفة والمعتزلة وكذلك العقلانيون المعاصرون فانهم يذهبون الى ان العين انما هي شيء توهمي لا حقيقة له وهم في هذا مخالفون للشرع ومخالفون للحس فان ثبوت تأثير العين امر قطعي مشاهد محسوس لا شك فيه والحوادث في هذا اكثر من ان تكون متواترة وبالتالي فانكار هؤلاء انكار لا وجه له البتة بقي ان يقال ان من المخالفات في هذا الباب ما ذهب اليه بعض المتكلمين من ان العين يحصل الضرر عندها لا بها العين عند هؤلاء يحصل الضرر عندها لا بها وهذا راجع منهم الى انكار الاسباب هؤلاء المتكلمون لا يعتقدون ان هناك اشياء مؤثرة على جهة السببية انما يحصل اقتران يحصل ان يكون هذا علامة فقط على حصول الضرر اما ان ليحصل شيء بسبب شيء فهذا عندهم ممتنع فالري يحصل عند الشرب لا بالشرب والشبع يحصل عند الاكل لا بالاكل والاحراق يحصل عند النار لا بالنار وهكذا وهذا مذهب لا شك في بطلانه وادلة الكتاب والسنة والاجماع ترد ذلك اذا نعتقد معشر اهل السنة والجماعة ان العين حق وان لها تأثيرا وان الله جل وعلا جعل العين سببا لحصول الضرر قد يصل هذا الضرر الى الامراض وقد يصل الى ما هو اعظم من ذلك كالقتل وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان العين تدخل الجمل القدر وتدخل الرجل القبر وحسن هذا الحديث ايضا الشيخ ناصر رحمه الله لكن هذا التأثير انما هو بمشيئة الله سبحانه وتعالى شأن العين في ذلك شأن جميع الاسباب التي جعلها الله سبحانه وتعالى اسبابا مؤثرة لكن بمشيئته جل وعلا ولو شاء سبحانه ان يبطل تأثير السبب لفعل فانه على كل شيء قدير ولا راد لحكمه تبارك وتعالى مسألة من المسائل المهمة وهي ما سبيل دفع اذى العيب الجواب عن هذا ان يقال ان دفع اذى العين يكون قبل الوقوع وبعد الوقوع اما قبل وقوع العين فان اذى العين الذي يخشى يدفع بالرقية الشرعية ب التعويذ بالاذكار الشرعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم او بما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى فان اعظم ما تعوذ به الانسان المعوذات قل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس من الاذكار التي كان يعوذ بها النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يعوذ به الحسن والحسين فقد ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين فيقول بسم الله ارقيكم من كل شيء يؤذيكم نعم قال اعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ومن كل عين لامة واخبر ان اباهم يعني ابراهيم عليه السلام كان يعوذ بها اسماعيل واسحاق عليهما الصلاة والسلام اذا قبل وقوع هذا البلاء على الانسان ان يحرص على ان يتحصن هو واهله وماله بهذه الاذكار الشرعية ولا يستهن بها فان الامراض غالبة على القلوب لا سيما في اخر الزمان قليل الا يكون في نفوس الناس حسد على ما انعم الله سبحانه وتعالى على غيرهم فعلى الانسان ان لا يغفل عن هذا التحصين لا سيما على الاطفال فان الاطفال يقل فيهم ذكر الله سبحانه وتعالى قد تسرع فيهم العين سواء كانت من الانس او كانت حتى من الجن اما بالنسبة لمن كان مبتلى بهذا المرض فيعرف من نفسه انه يصيب او قد يصيب بعينه فان الواجب عليه ان يتقي الله سبحانه وتعالى ثم عليه ايضا ان يكثر من التبريك كلما رأى شيئا برك دعا بالبركة فيقول اللهم بارك له اللهم بارك عليه ان يذكر الله سبحانه يقول تبارك الرحمن فهذا التبريك يدفع باذن الله سبحانه اذى هذا البلاء الذي يقع منه وقد ثبت ان سهل بن حنيف رضي الله عنه نزل مرة يغتسل في غدير ما وكان حسن الجسم حسن الجلد فرآه عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال ما رأيت مثل اليوم ولا جلد مخبأة يعني كأنه جلد امرأة من حسنه اصيب من ساعته بوعك شديد فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال علام يقتل احدكم اخاه هلا بركت فينبغي على الانسان الذي يعرف من نفسه شيئا من ذلك او حتى اذا كان يعرف من نفسه السلامة من ذلك عليه ايضا اذا رأى شيئا يعجبه في نفسه في ماله في اخوانه ان يدعو بالبركة فهذا من احسن ما يكون في دفع هذا البلاء اما بعد الوقوع يعني بعد نزول هذا البلاء بعد الاصابة بالعين عافاني الله واياكم من ذلك فان السبيل الى دفع هذا البلاء او عفوا الى رفعه يكون بامرين اولا ب الاغتسال غسل او وضوئي او وضوئي العائن ان يغتسل بما تناثر من الماء بعد اغتسال هذا العائن او ان يتوضأ فيأخذ ما فضل او ما تناثر من وضوءه فان هذا نافع باذن الله والنبي صلى الله عليه وسلم امر عامر بن ربيعة رضي الله عنه ان يتوضأ في القصة السالفة ثم صب على سهل رضي الله عنه فقام كانما نشط من عقال كانه لم يكن به بأس. وهذا امر مجرب انه اذا اخذ هذا الماء الذي لامس جسد هذا العائن ثم صب ورش على هذا المصاب فانه باذن الله يبرأ فهو علاج اه نبوي آآ لا شك فيه ولا ريب الامر الثاني الرقية قد لا يعلم من آآ اصاب اخاه بعينه وبالتالي فان المشروعة ان يكثر من الرقية فانها باذن الله عز وجل دافعة لهذا الاذى بل احسنوا ما تكون الرقية في حال الاصابة بالعين ولعلكم تذكرون ما مر بنا من قول النبي صلى الله عليه وسلم لا رقية الا من عين او حماة يعني احسن ما تكون الرقية وانفع ما تكون الرقية في هاتين الحالتين في حال الاصابة بالعين او الاصابة بالحمى يعني السم وثمة في هذا الباب اخطاء ينبغي على المسلم ان يتجنبها اول تلك الاخطاء استعمال التمائم الشركية بعض الناس لخوفه من الاصابة بالعين او لانه اصيب بعين فانه يلجأ الى المشعوذين فيعطونه شيئا من التمائم الشركية التي فيها آآ امور من كرة واستغاثات بغير الله طلاسم وما الى ذلك فيعلقها على نفسه او على ولده ولا شك ان هذا شرك بالله سبحانه وتعالى قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ان الرقى والتمائم والتولة شرك على الانسان ان يتقي الله عز وجل ولا يرجع الى هذا السبب الذي يظنه سببا والواقع انه غير مؤثر فهو لا لا بالذي استفاد دفع هذا البلاء ولا هو بالذي اتقى الله سبحانه وتعالى وحافظ على دينه وايمانه ايضا من الاخطاء في هذا الباب الرقية الشركية الممنوعة بعض الناس آآ يذهب فيسترقي عند بعض السحرة والمشعوذين برقى كما اخذنا ليست من كلام الله عز وجل ولا كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ولا فيها دعاء لله عز وجل باسمائه وصفاته انما تمتمات وهمهمات واستغاثات بالجن وما الى ذلك وهذا الذي يفعل هذا لا شك انه قد بخس حقه واضاع حظ نفسه وعرض نفسه لامر عظيم فهذه الرقى لا شك انها شرك بالله سبحانه وتعالى فعلى الانسان ان يتقي الله عز وجل ايضا هناك اقوال واعتقادات مبتدعة في هذا الباب من ذلك ان بعض الناس اذا سمع كلمة يخشى ان يصاب اه معها بالعين فانه يقول خمسة وخميسة ربما اشار بيده هكذا اليس كذلك وهذا لا اصل له خرافة وبدعة ولا اصل لها بعض الناس يقول ان هذا اشارة الى سورة الفلق ولكن على كل حال سورة الفلق يتعوذ بها وينتفع بالرقية والقراءة بها وليس بان يقول الانسان خمسة وخميسة ايضا بعض الناس اذا سمع مثل هذه الكلمة فانه يقول امسك الخشب ها يبحث عن خشب ويقول امسك الخشب يظن ان هذا ماذا ايضا يدفع اذى العين وهذا الامر المحدث آآ سرى الى بعض المسلمين من بعض العقائد الوثنية التي يعتقد اصحابها في الاشجار وانها تدفع عنهم الاذى هكذا يقول بعض اهل العلم فهو يبحث عن خشب اشارة الى انه جذع اه من شجر يلجأ اليه في دفع الاذى واذا كان ذلك كذلك او كان هذا المسك مع هذا الاعتقاد فلا شك انه شرك اكبر والعياذ بالله فكان يعتقد ان هذه الاشجار تدفع الاذى استقلالا عن مشيئة الله عز وجل فلا شك ان هذا شرك اكبر بالله سبحانه وتعالى ايضا من البدع في هذا الباب والتي لا اصل لها في الكتاب والسنة ان الانسان اذا خشي اه ان يصاب بعين كان يسمع كلمة او شيء من انسان فيقول له صلي على النبي صلى الله عليه وسلم ولا شك ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من احسن الاعمال واعظمها ولكن لم يأتي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه جعل هذا الذكر وهو الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم سببا لدفع هذا الاذى ولو كان هذا ثابتا لعلمنا اياه النبي صلى الله عليه وسلم اليس كذلك فاننا نقطع ان النبي صلى الله عليه وسلم ما توفي الا وقد بلغ البلاغ المبين فلا شيء من الخير الا وقد بلغه ايانا ولا شيء من الشر الا حذرنا منه فتخصيص ذكر معين بحال معينة دون ان يكون على هذا دليل هذه عند اهل العلم بدعة اضافية ليس البدعة من جهة مجرد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهذا امر مشروع من احسن الاعمال الصالحة. من اين كان هذا الابتداع ومن اين كان هذا الاحداث؟ من جهة ماذا التخصيص فاذا جاءت النصوص في امر ما مطلقة او عامة فتقييدها بحال معينة او صفة معينة او عدد معين او مكان معين او زمان معين هذا يحتاج الى دليل اخر سوى الدليل العام والا اصبح هذا الفعل احداثا في دين الله سبحانه وتعالى. المطلق في الشريعة يبقى على اطلاقه. والعام في الشريعة يبقى على عمومه ويبقى قال تقييده بحال او وصف او عدد او زمان او مكان الى اخره والمداومة على ذلك هذا يحتاج الى دليل اخر والا كان هذا التخصيص او التقييد بدعة في دين الله سبحانه وتعالى نأتي الان الى ما ذكر المؤلف رحمه الله من ادلة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم العين حق قال ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جارية في وجهها سفعة سفعة ويجوز ضم السين تقول سفعة يعني تغير بلون الجلد عن اللون الاصلي والغالب ان يكون هذا اذا ضرب اللون الى جهة السواد وقد يكون بغيره. المقصود ان السفعة تغير في لون الجلد قال النبي صلى الله عليه وسلم استرقوا لها فان بها نظرة. نظرة يعني ان بها عينان بعضهم يقول هذه النظرة انما هي عين الجن والصواب العموم انها اصيبت بعين قد تكون عينا من انس وقد تكون عينا من جنيه ومعنى استرقوا لها اطلبوا لها من يرقيها اطلبوا لها من يرقيها وقد مر بنا سابقا ان استرقاء الانسان لغيره امر لا بأس به ولا حرج فيه بل هو من التعاون على الخير قال وقالت عائشة رضي الله عنها امرني النبي صلى الله عليه وسلم او امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يسترقى من العين وفي هذا فائدتان اثبات ان العين حق واثبات ان من علاجها رفعا او دفعا الرقية قال وقال صلى الله عليه وسلم لا رقية الا من عين او حمى. كما مر بنا قبل قليل قال وكلها في الصحيح وفيها احاديث غير ما ذكرنا كثيرة ولا تأثير لها الا باذن الله. اذا نحن نعتقد ان العين تؤثر على جهة السببية وكل ما اثر بكونه سببا فلا شك ان هذا انما يكون باذن الله سبحانه وتعالى اي الاذنين هذا الاذن الكوني الذي بمعنى المشيئة والذي بمعنى الارادة الكونية بارك الله فيك قال وقد فسر بها قول الله عز وجل وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم لما سمعوا الذكر هذه الاية مما استدل به اهل العلم على اثبات العين وانها حق من كتاب الله فهذه الاية ذهب جمع من السلف ومنهم ابن عباس ومجاهد والسدي والنضر ابن شميل وغيرهم من اهل العلم رضي الله عنهم ورحمهم ان المراد بها آآ اصابة او ارادة المشركين اصابة النبي صلى الله عليه وسلم بالعين ليزلقونك بابصارهم الازلاق يعني السقوط اذا مشى الانسان فانزلق بقدمه يقال هذا اه ازلاق او انزلاق آآ كأن هذه الاية يراد بها ان هؤلاء المشركين لما رأوا ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم من حجة عظيمة وبيان عظيم ارادوا ان يؤذوه واذاه هذه المرة كان بانهم يرغبون بان يصاب باعينهم حتى آآ يحصل عليه من الضرر ما يحبون ولكن الله عز وجل حماه وعافاه وكان من قبائل العرب قبائل معروفة بالاصابة بالعين ذكر في التاريخ ان بني اسد كانوا مشهورين بالاصابة بالعين ولهم او ذكر في كتب التاريخ قصص آآ كثيرة تتعلق بهذا الامر ايضا مما يمكن ان واستدل اه على ان العين حق من كتاب الله عز وجل قول الله سبحانه وتعالى وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة فجمهور المفسرين على ان يعقوب عليه السلام انما امر ابناءه بذلك خشية العين عليهم فانهم كما ذكر في كتب التفسير كانوا اهل هيبة وجمال وقامات حسنة فخشي انهم اذا دخلوا دفعة واحدة من باب واحد وهم ابناء رجل واحد خشي ان يصيبهم من العين ما يصيبهم فامرهم ان يدخلوا من ابواب متفرقة ولا يدخلوا من باب واحد فيفجأ الناس على اه دفعة واحدة فيعجب الناس ويستحسنون هذا المنظر وربما اصابوهم بشيء من العين فهذا مما يستفاد منه ان العين حق وان مثل هذا السبب لا حرج فيه يعني يسأل هنا عن من كان يخشى على ابنائه واطفاله مثلا في اه بعظ الاحوال كوني اه المقام مقام اجتماع عائلي او غير عائلي فيقول ماذا لو لم احسن اطفالي ولو لم اجملهم ولو لم البسهم احسن الملابس فهل في هذا حرج ام لا اولا وقبل الاجابة ينبغي التنبه الى امر مهم وهو ان الذي لا شك فيه ان العين حق وان العين يكون لها تأثير في حصول الضرر باذن الله الكوني سبحانه وتعالى ولكن لا ينبغي للانسان ان يبالغ المبالغة الممقوتة من الناس اتمنى اصابه ولع بقضية العين والاصابة به حتى اصبح اذا آآ كح او عطس اه او اصابه اي شيء مباشرة يقول ماذا هذه عين اصبت بعين ويبدأ يتوهم توهمات لا اصل لها فلا ينبغي للانسان ان يربط كل شيء بموضوع العين فالمغالاة المبالغة لا شك انها شيء ممقوت ونأتي الان الى هذه المسألة وهي انه لو ترك الانسان تزيين ابنائها او اطفاله لا سيما الصغار او من كان فيهم جمال من الذكور والاناث ولو حسن ملابسهم وصفف شعورهم ربما ازدادوا حسنا فلفتوا الانتباه وربما وقع مع هذا شيء عليهم فيترك هذا التحسين والتزيين ويدعهم في حالة اشبه بان تكون رثة مثل هذا الذي يظهر والله تعالى اعلم انه لا حرج فيه ففرق بين الفعل والترك هذا الانسان ترك التحسين وترك التزيين ومثل هذا لا حرج فيه ويستأنس في هذا الى ما حصل من يعقوب عليه السلام في هذه الاية وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة