بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين وعلى اله وصحبه ومن والاه اللهم اغفر وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال العلامة حاضر الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه على من السنة المنشورة ما حكم من مات من الموحدين ومصرا على كبيرة الجواب قال الله عز وجل ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين وقال تعالى والوزن يومئذ الحق. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم بما كانوا باياتنا يظلمون. وقال تعالى يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا. وما عملت من سوء الاية وقال تعالى يوم تجادل كل نفس عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون. وقال واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون. وقال تعالى يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وغير ذلك من الايات. وقال النبي صلى الله عليه وسلم من نوقش الحساب عذب فقالت له عائشة رضي الله عنها اليس يقول الله تعالى الا فسوف يحاسب حسابا يسيرا؟ قال بلى انما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب عذب. فقد قدمنا من النصوص في الحشر واحوال الموقف والميزان ونشر الصحف والعرض والحساب والصراط والشفاعات وغيرها ما يعلم به تفاوت مراتب الناس تباين احوالهم في الاخرة بحسب تفاوتهم في الدار الدنيا في طاعة ربهم وضدها. من سابق ومقتصد وظالم لنفسه اذا فهذا فاعلم ان الذي اثبتته الايات القرآنية والسنن النبوية ودرج عليه السلف الصالح والصدر الاول من الصحابة والتابعين لهم باحسان باحسان من ائمة التفسير والحديث والسنة ان العصاة من اهل التوحيد على ثلاث طبقات الاولى قوم رجحت حسنة اتهم بسيئاتهم فاولئك يدخلون الجنة ولا تمسهم ولا تمسهم النار ابدا. والثانية قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار. وهؤلاء هم اصحاب الاعراف الذين ذكر الله وهؤلاء هم اصحاب الاعراف الذين ذكر الله تعالى انهم يوقفون بين الجنة والنار ما شاء الله ان يوقفوا ثم يؤذن لهم في ثم يؤذن لهم في دخول الجنة كما قال تعالى بعد ان اخبر بدخول اهل الجنة الجنة واهل النار النار وتناديهم فيها قال وبينهما حجاب وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا اصحاب الجنة ان سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون. واذا صرفت ابصارهم تلقاء اصحاب النار قالوا لا تجعلنا مع القوم الظالمين الى قوله ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون. الطبقة الثالثة قوم لقوا الله تعالى مصرين على كبائر الاثم والفواحش ومعهم اصل التوحيد والايمان. فرجحت سيئاتهم بحسناتهم. فهؤلاء هم الذين يدخلون النار بقدر ذنوبهم فمنهم من تأخذه الى كعبيه ومنهم من تأخذه الى انصاف ساقيه ومنهم من تأخذه الى ركبتيه حتى ان منهم من لم حتى ان منهم من لم يحرم الله منه على النار الا اثر السجود. وهذه الطبقة هم الذين يأذن الله تعالى في الشفاعة فيهم لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولغيرهم ولغيره من بعدهم من الانبياء والاولياء والملائكة ومن شاء الله ان يكرمه تحد لهم حدا فيخرجونهم ثم يحد لهم حدا فيخرجونهم ثم هكذا فيخرجون من كان في قلبه وزن دينار من خير ثم من كان انا في قلبي وزن نصف دينار من خير ثم من كان في قلبه وزن برة من خير الى ان يخرجوا منها من كان في قلبه وزن ذرة من خير لا ادنى من مثقال ذرة الى ان يقول الشفعاء ربنا لم نذر فيها خيرا ولم يخلط في النار احد ممن مات على التوحيد ولو عمل اي بعمل ولكن كل من كان منهم اعظم ايمانا واخف ذنبا كان اخف عذابا في النار واقل مكثا فيها واسرع خروجا منها وكل من كان اعظم ذنبا واضعف ايمانا كان بعد ذلك. والاحاديث في هذا الباب لا تحصى كثيرا. والى ذلك اشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله من قال لا اله الا الله نفعته يوما من الدهر يصيبه قبل ذلك ما اصابه. وهذا مقام ضلت فيه الافهام زلت فيه الاقدام واختلفوا فيه اختلافا كثيرا. فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه. والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد انتقل المؤلف رحمه الله الى الكلام عن حكم من مات من عصاة الموحدين او حكم مرتكب كبيرة ويتلخص معتقد اهل السنة والجماعة في شأن مرتكبي الكبيرة في اربعة امور اولا اعتقدوا اهل السنة والجماعة ان الكبائر والذنوب عموما ذات خطر عظيم وصاحبها قد نقص ايمانه وتوحيده فالمعاصي بريد الكفر وربما ادت بصاحبها الى الخروج من الملة عياذا بالله فشأن المعاصي شأن عظيم ثانيا ان صاحب الكبيرة لا يكفر في الدنيا يعني حكمه في الدنيا انه لا يكفر وقد دلت الدلائل الكثيرة على هذا الحكم ومر بنا بعضها ومن نظرها اية القصاص والشاهد منها قوله تعالى فمن عفي له من اخيه شيء اتباع بالمعروف واداء اليه باحسان. فاولا دخل في الخطاب اعني في قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص دخل القاتل بحكم السياق فدل على انه لم يكفر وثانيا ان الله جل وعلا اثبت الاخوة الايمانية بين القاتل وولي القتيل وثالثا ان الله تعالى اباح العفو عن القاتل ولو كان قتله ردة لكان الواجب قتله على الردة بكل حال لقول النبي صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه ورابعا قوله تعالى ذلك تخفيف من ربكم ورحمة والكافر ليس اهلا للتخفيف وليس اهلا للرحمة فهذه اربعة اوجه في هذه الاية فقط تدل على ان مرتكب الكبيرة لا يكفر فانه اذا كان القتل الذي هو اعظم الذنوب بعد الشرك بالله عز وجل اذا كان هذا حال صاحبه فكيف بما دونه ثالثا انه في الاخرة ان مات مصرا عليها تحت مشيئة الله سبحانه ان شاء عذبه وان شاء عفا عنه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء مع ملاحظة انه لابد من دخول طائفة من العصاة النار كما اتفق على هذا اهل السنة والجماعة اما بالنظر الى كل فرد فرد فان كل واحد من هؤلاء العصاة يجوز في حقه العفو والعقاب رابعا انه ان دخل النار فلا يخلد فيها ان دخل النار فلا يخلد فيها بل مآله الى الجنة قطعا كل من مات على التوحيد وان عمل ما عمل فانه من اهل الجنة قطعا اما ابتداء واما مآل ومر بنا غير مرة حديث ابي ذر رضي الله عنه وهو في الصحيح قال اتاني قال صلى الله عليه وسلم اتاني جبريل فبشرني ان من مات من امتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قلت وان زنا وان سرق؟ قال وان زنا وان سرق اذا هذه اربعة امور يتلخص فيها معتقد اهل السنة والجماعة في مرتكبي الكبيرة اعدها اعد هات الاول نعم وصاحبها على خطر عظيم. طيب الثاني ها ارفع صوتك لا انه في الدنيا لا يكفر طيب والثالث انت في الاخرة لا يكفر اه في الاخرة تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى ان شاء عفا عنه وان شاء عذبه والرابع احسنت ان لم يشأ الله العفو عنه وشاء تعذيبه فانه لا يخلد في النار بل سيخرج بعد مدة يشاؤها الله عز وجل ثم يدخل الجنة المؤلف رحمه الله اطال الكلام في هذه المسألة وهي حرية بذلك واورد جملة من الادلة التي مضى الكلام عن معناها في مباحث اليوم الاخر وقد مرت بنا فقد جاء في هذا الجواب ما يتعلق بنصوص الحشر واحوال الموقف والميزان ونشر الصحف والعرض والحساب والصراط والشفاعات وغيرها ثم قال رحمه الله فاعلم ان الذي اثبتته الايات القرآنية والسنن النبوية ودرج عليه السلف الصالح والصدر الاول من الصحابة والتابعين لهم باحسان من ائمة التفسير والحديث والسنة ان العصاة ان العصاة من اهل التوحيد على ثلاث طبقات لاحظ اننا في هذا الموضوع نبحث في عصاة الموحدين وهؤلاء هم الذين اجتمعت فيهم ثلاثة امور اولا انهم من اهل التوحيد ليسوا من اهل الكفر والشرك بالله عز وجل ثانيا ان هؤلاء العصاة ماتوا مصرين على هذه الكبائر يعني لم يتوبوا من ذنوبهم اذا اذا تكلم اهل السنة والجماعة في موضوع مرتكب الكبيرة حكمه فانهم يريدون من مات موحدا ماذا مصرا على الكبائر. طيب الذي مات وقد تاب قبل موته من هذه الكبائر ما حكمه قال صلى الله عليه وسلم التائب من الذنب كمن لا ذنب له هذا لا يصدق عليه حكمه اهل الكبائر هذا هذا من التائبين والله تعالى يقول ان الله يحب التوابين يبقى الامر الثالث وهو متعلق حكمه في الاخرة حينما قلنا انه تحت المشيئة او انه اذا دخل النار لا يخلد فيها يشترط فيه امر ثالث وهو ان تترجح سيئاته على حسناته كما سيأتي الكلام عن هذا اذا كلامنا السابق الذي فيه معتقد اهل السنة في مرتكب الكبيرة يختص بمن اجتمع فيه ثلاثة امور مات على التوحيد ها مصرا على كبيرته ترجحت سيئاته على حسناته وهل يمكن ان يكون صاحب كبيرة مصرا عليها تترجح حسناته على سيئاته في الوزن الجواب نعم والمسلم يجمع الاحسان والاساءة يمكن ان يقع منه الخير ويمكن ان يقع منه الشر المعول في الحكم عليه على ذاك الموقف العظيم الا وهو موقف الوزن ما مصيره هذا ما يتبين عند وزنه هذا هو الموضع العظيم الذي ينقسم عنده اهل السعادة من اهل الشقاوة قال المؤلف رحمه الله الطبقة ثلاث طبقات الاولى قوم رجحت حسناتهم بسيئاتهم اين رجحت عند الوزن في الميزان فانه قد مر بنا ان الحسنات والسيئات توزن وتكون الحسنات في كفة والسيئات في كفة هذا هو القسم الاول او هذه هي الطبقة الاولى اناس عندهم حسنات يقابلها سيئات في الكفة الاخرى لكن حسناتهم اكثر من سيئاتهم ما مصيرهم قال المؤلف رحمه الله فاولئك يدخلون الجنة ولا تمسه ولا تمسهم النار ابدا هؤلاء اهل السعادة الذين لا يشقون ابدا. هنيئا لهم ونسأل الله ان يجعلنا منهم من ترجحت حسناته على سيئاته ولو بواحدة فهو من اهل الجنة مباشرة تمام كثر هذا عن ابن مسعود وهو اجماع اهل السنة رحمهم الله ورظي الله عنهم من ترجحت حسناته على سيئاته ولو بواحدة دخل الجنة ولذا فاكثر يا عبد الله من الحسنات فانك لا تدري ما الحسنة التي ربما تكون سببا في ترجيح كفة الحسنات على السيئات ربما حسنة واحدة هي التي تترجح بها هذه الكفة على تلك على الانسان ان يكثر من الحسنات ما استطاع هذا المقام مقام عظيم ونحن نتحدث عن شيء والله ثم والله سوف نراه باعيننا هذا الموقف كلنا سوف نراه بل كلنا سنوزن لا احد سوف يستثنى من هذا الموقف العظيم حتى اهل الحسنات المحظة الانبياء عليهم الصلاة والسلام وحتى اهل السيئات المحضة الكفار عافاني الله واياكم من ذلك الشاهد ان من ترجحت حسناته على سيئاته فهو من اهل الجنة. يعني لا يدخل النار من موقف القيامة الى جنات النعيم نجا من عذاب الله ولو كان في الكفة الاخرى سيئات يعني ترجحت حسناته على سيئاته فهو من اهل الجنة ولو كان في الكفة الاخرى كبائر عفوا نعم وخالف قوم في هذه المسألة فقالوا ان من ترجحت حسناته على سيئاته وكيف؟ وفي الكفة الاخرى كبائر فانه يكون تحت المشيئة وقد يعذبه الله سبحانه وتعالى وان كانت حسناته راجحة على سيئاته ولا شك في غلط هذا القول فان الله تعالى قد وعد وهو لا يخلف الميعاد سبحانه وتعالى فقال فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون وقال فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية لم يستثني الله سبحانه من ذلك من كان في كفة اه سيئاته كبيرة ومن الذي يخلو من كبيرة ومن الذي يخلو من صغيرة يصر عليها فتكون في حكم الكبيرة اذا الصواب انه حتى لو كان في الكفة الاخرى كبائر فانه اذا ترجحت حسناته على سيئاته فهو من اهل الجنة قال والثانية قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار وهؤلاء هم اصحاب الاعراف الذين ذكر الله تعالى انهم يوقفون بين الجنة والنار وفيهم الايات التي سمعت في سورة الاعراف الاعراف مرتفع بين الجنة والنار الاعراف مرتفع بين الجنة والنار يوقف عليه اهل هذه الطبقة هؤلاء عندهم حسنات يقابلها سيئات مثلها تماما اذا لم يوجد السبب الذي يقتضي دخولهم الجنة ولا السبب الذي يقتضي دخولهم النار فمصيرهم ان يوقفوا على الاعراف مدة يعلمها الله عز وجل يوقفون على الاعراف مدة يشاء والله عز وجل وهو بها عليم ثم بعد ذلك يكون مآلهم الى الجنة قال تعالى في الايات التي سمعت ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون ورحمة الله غلبت غضبه سبحانه وتعالى المعول في هذه المسألة على اثار الصحابة رضي الله عنهم جاء في هذا احاديث مرفوعة لا يصح منها شيء والمعول في هذا على اثار اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واثار الصحابة في هذا الباب لا شك ان لها حكم الرفع لانها لا تقال الا على جهة التوقيف الطبقة الثالثة قال قوم لقوا الله تعالى مصرين على كبائر الاثم والفواحش ومعهم اصل التوحيد والايمان رجحت سيئاتهم بحسناتهم فهؤلاء هم الذين يدخلون النار بقدر ذنوبهم فمنهم من تأخذه الى كعبيه ومنهم من تأخذه الى انصاف ساقيه ومنهم من تأخذه الى ركبتيه حتى ان منهم من لم يحرم الله منه على النار الا اثر السجود هذه الطبقة الثالثة هذه الطبقة طبقة اهل البلية هؤلاء الذين ترجحت سيئاتهم على حسناتهم ومن ترجحت سيئاته على حسناته ولو بواحدة فانه من اهل هذه الطبقة فاقصر عن السيئات ما استطعت انك لا تدري طب سيئة تكون هي السبب في ترجيحك هذه الكفة على تلك هذه الطبقة اهلها كما قد عرفنا جمعوا ثلاثة امور موحدون مصرون على كبيرة والامر الثالث ترجحت سيئاتهم على حسناتهم وهؤلاء هم الذين اه جاءت فيهم الادلة في خفة الموازين واما من خفت موازينه فامه هاوية وخفة الموازين يراد بها خفة موازينه الحسنات وبالتالي ترجح كفة السيئات اهل هذه الطبقة هم كما ذكر المؤلف الذين يدخلون النار ودخولهم النار كما قد علمنا دخول مؤقت لا مؤبد ولا يظنن ظان اننا اذا قلنا ان هذا الدخول دخول مؤقت ان الامر هين يسير فاننا لا ندري والله كم سيكون هذا المكث في النار هل عندنا علم بذلك يا ايها الاخوان ما عندنا والله لا يدري الانسان فوالله ان غمسة واحدة في النار لهي عذاب عظيم وعقاب اليم فكيف اذا كان الامر اطول من ذلك فهذا المقام مقام خوف وليس مقام الارجاء يظن الماء الانسان ان المسألة سهلة ان كنت تظن انها سهلة فجرب ان تأخذ عود كبريت تشعله في طرف اصبعك وجرب ان تنتظر دقيقة او نصف دقيقة والله لا تستطيع ان تنتظر ولا ثوان قليلة فكيف بالنار التي خوف الله سبحانه وتعالى منها يقول تعالى واتقوا النار التي اعدت للكافرين ان لدينا انكارا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا اليمة فهذا المقام مقام يحق ان تضطرب وتوجل له القلوب نسأل الله السلامة والعافية ونسأل الله ان يعاملنا بعفوه قال وهذه الطبقة هم الذين يأذن الله تعالى في الشفاعة فيهم لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولغيره من بعده من الانبياء والاولياء والملائكة ومن شاء الله ان يكرمه اولا مر بنا ان اصناف الشفعاء ثلاثة الملائكة والانبياء والمؤمنون هؤلاء اصناف الشفعاء ولا شك ان الحظ الاعظم من الشفاعة انما هو لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقد اختص من الشفاعات بثلاث مرت بنا سابقا هذه الثلاث اجمع العلماء على اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بها لكن ينبغي ان اضافة الى كلام المؤلف رحمه الله ان الشفاعة كما مر بنا سابقا قد تكون في اهل الكبائر الذين دخلوا النار ان يخرجوا منها وقد تكون في اهل الكبائر الذين استحقوا النار الا يدخلوها هل اخذنا هذا يا اخوان وقلنا ان هذا يدل عليه دلائل من اظهرها عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم شفاعتي لاهل الكبائر من امتي فاذا يمكن ان يقيد كلام المؤلف رحمه الله بان اهل هذه الطبقة هم من اهل النار الا ان يقبل الله عز وجل فيهم او في احد منهم شفاعة من ترجحت سيئاته على حسناته فمقتضى النصوص انه ممن شاء الله ايش تعذيبه الا ان تكون له شفاعة يقبل الله عز وجل فيه شفاعة فان الشفاعة تكون بعد دخول النار وتكون ايضا قبل دخول النار كما مر بنا بحث هذه المسألة فيما سبق قال فيحد لهم حدا يعني ان الله عز وجل يحد لهم حدا يعني عددا او صفات معينة من اهل النار الذين دخلوها حتى يخرجهم الشفعاء منها قال فيحد لهم حدا فيخرجونهم ثم يحد لهم حدا فيخرجونهم ثم هكذا جاء في حديث انس في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي فيسجد تحت العرش ويحمد الله عز وجل بمحامد يفتحه عليه في ذلك الوقت ثم يقول الله عز وجل له يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع فيحد الله عز وجل له حدا يخرجه من النار ثم يعود الثانية فيسجد فيحمد فيقول الله لهما قال في المرة الاولى ثم يحد له حدا يخرجهم من النار هؤلاء عصاة والله تعالى اعلم سيئاتهم اكثر من الطبقة الاولى ثم يعود مرة ثالثة فيسجد فيحمد فيقول الله عز وجل له ما يقول ثم له يحد له حدا يخرجهم من النار ثم يعود الرابعة فيقول يا ربي ما بقي الا من حقت عليه كلمة العذاب او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يعني ما بقي الا اهل الخلود المؤبد وهم الكفار الذين يخلدون فيها ابدا قال فيخرجون من كان في قلبه وزن دينار من خير ثم من كان في قلبه وزن نصف دينار من خير ثم من كان في قلبه وزن برة من خير الى ان يخرجوا منها من كان في قلبه وزن ذرة من خير الى ادنى من مثقال ذرة الى ان يقول الشفعاء ربنا لم نذر فيها خيرا قال ولم يخلد في النار احد ممن مات على التوحيد ولو عمل اي اي عمل هذه قضية مقطوع بها ولا شك فيها ان من مات من اهل التوحيد سلم من الشرك الاكبر والكفر الاكبر فانه سيكون من اهل الجنة قطعا ومر بنا ما ثبت في صحيح مسلم ان هؤلاء العصاة الذين يعذبون في النار يعذبون فيها ما شاء الله ان يعذبوا ثم يميتهم الله عز وجل فيها اماطة يموتون يتوفون في النار ثم اذا شاء الله اخراجهم من النار يخرجون وقد امتحشوا اصبحوا مثل الفحم ثم يدخلون الجنة ويلقون على نهر الجنة يقال له الحياة او الحياء ثم يفيض عليهم اهل الجنة من هذا النهر ويسميهم اهل الجنة الجهنميين نسبة الى الدار التي كانوا فيها نسأل الله السلامة والعافية ثم ان هؤلاء يسألون الله عز وجل ان يذهب عنهم هذا الاسم فيسميهم الله جل وعلا عتقاء الرحمن فهؤلاء هم الذين دخلوا النار من عصاة الموحدين ثم اخرجوا منها ولا شك ان الذين يخرجون من النار ممن دخلوها من هؤلاء العصاة على قسمين منهم من يخرجون بسبب شفاعة من احد الشفعاء يكرم الله عز وجل الشفعاء بهذه الشفاعة ومنهم من يخرجهم الله عز وجل بمحض رحمته جل وعلا دون سبب قال الله عز وجل كما في الصحيحين في الحديث القدسي شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون وبقيت رحمة ارحم الراحمين قال لكن كل من كان منهم اعظم ايمانا واخف ذنبا كان اخف عذابا في النار نسأل الله السلامة واقل مكثا فيها واسرع خروجا منها وكل من كان اعظم ذنبا واظعف ايمانا كان بعد ذلك وهذا لا شك فيه ولا ريب فان دخول هؤلاء انما كان بذنوبهم بالتالي فان عذابهم ودرجتهم في هذا العذاب ومدة بقائهم في النار وبحسب هذه الذنوب نسأل الله السلامة والعافية قال والاحاديث في هذا الباب لا تحصى كثيرة لعله اراد لا تحصى كثرة والى ذلك اشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله من قال لا اله الا الله نفعته يوما من الدهر يصيبه قبل ذلك ما اصابه هذا الحديث حديث ابي هريرة عند البزار وجاء باسناد اصح من هذا عند ابن حبان وفيه تقييد هذا اه الفضل المذكور ها هنا بان من كان اخر كلامه لا اله الا الله عند الموت اذا فيه تقييد ان من قال لا اله الا الله عند الموت قال دخل الجنة يوما من الدهر وان اصابه قبل ذلك ما اصابه. وعلى كل حال هذه الرواية وان كان في اسنادها ما فيه لكن معناها صحيح فمن قال لا اله الا الله قولا جمع القائل مع نطقه شروطها فانه ستنفعه هذه الكلمة قطعا هذا وعد الله سبحانه وتعالى من قال لا اله الا الله دخل الجنة. والاحاديث في هذا متواترة سيكون من اهل الجنة قطعا لكن الله اعلم هل سيكون من اهلها ابتداء ام سيكون من اهلها مآلا؟ يعني ان يدخل النار ثم يخرج منها قال وهذا مقام ظلت فيه الافهام وزلت فيه الاقدام واختلفوا فيه اختلافا كثيرا فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم لا شك ان هذا المذهب الذي سمعت مذهب اهل السنة والجماعة وسط بين طرفين متقابلين الوعيدية من الخوارج والمعتزلة خلدوا اصحاب الكبائر في النار مهما عملوا ومهما كان عندهم من توحيد انه بمجرد موتهم على هذه الكبيرة التي اصروا عليها فانهم من اهل النار قطعا وفي الدنيا منهم من يجعلهم كفارا مرتدين وهم جمهور الخوارج ومنهم من يقول لا مؤمنون ولا كفار في منزلة بين المنزلتين وهم المعتزلة لكن الكل متفق على انهم في الاخرة مخلدون في النار يقابلهم المرجئة فغلاة المرجئة يرون ان الوعيد لا ينال العصاة الوعيد في الاخرة النار وعذابها وجحيمها نسأل الله السلامة والعافية انما هو مختص بالكفار اما العاصي فانه لا يناله عذاب وهذا لا شك انه قول باطل مرذول مئات الادلة من الكتاب والسنة عدا اسماع اهل العلم تدل على بطلان هذا القول نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله هل الحدود كفارات لاهلها؟ الجواب قال النبي صلى الله عليه وسلم وحوله عصابة من اصحابه بايعوني على الا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا اولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين ايديكم وارجلكم ولا تعصوا في معروف فمن وفى منكم فاجره على الله ومن اصاب من ذلك شيئا فعوثب به في الدنيا فهو كفارة له ومن اصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو الى الله ان شاء عفا عنه وان شاء عقبه. يعني غير الشرك قال عبادة رضي الله عنه فبايعناه على ذلك هنا وقف المؤلف رحمه الله وقفة عند سبب من اسباب التكفير وهو اقامة الحدود على من اقترف سببها من عمل ذنبا له حد مقرر في الشريعة جلد لقاذف او لزال بكر او قطع لسارق او رجم لزان ثيب او ما شاكل ذلك مما ثبت في النصوص فان هذه الحدود تكفر ذنب اصحابها ويحسن ان نقدم بمقدمة تضبط لنا هذا الموضوع العظيم وهو التكفير تكفير السيئات بان يقال ان اسباب التكفير يمكن تقسيمها الى ثلاثة اقسام اسباب واقعة في الدنيا وهذه ترجع الى ما يأتي اولا التوبة قد مر بنا تفصيل الكلام فيها وثانيا الاستغفار ومر بنا ايضا الكلام عنه والتفريق بينه وبين التوبة وثالثا الحسنات فان الحسنات يذهبن السيئات ومر بنا هذا الكلام ايضا وثالثا المصائب الدنيوية ومضى ايضا الكلام في هذا لا يصيب المؤمن هم ولا حزن ولا نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله عنه بها من خطاياه وخامسا الحدود وهذا هو موضوعنا في هذا السؤال القسم الثاني المكفرات التي تقع في البرزخ يعني في حال كون الانسان في قبره وهذه المكفرات ترجع اولا الى الدعاء للميت من اخوانه المسلمين سواء اكان ذلك في الصلاة عليه او كان خارج الصلاة عليه ولا شك ان شأن الصلاة على الميت شأن عظيم ففي صحيح مسلم اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه ما من مسلم يقوم على جنازته مئة يشفعون فيه الا شفعهم الله فيه وجاء ايضا في صحيح مسلم من حديث ابن عباس انه ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته اربعون لا يشركون بالله شيئا الا شفعهم الله فيه او الدعاء خارج هذه الصلاة من اخوانه المسلمين وانفع ما يكون الدعاء للميت من ولده الصالح فله شأن ليس لغيره من الداعين السبب الثاني ما يجري على الميت في قبره من حسنات وهذا السبب ينقسم الى قسمين الاول الحسنات التي عملها المسلم في الدنيا واستمرت بعد موته وهل يمكن ان تكون من الحسنات ما هذا شأنها نعم فان من الحسنات ما تبقى بعد موت الانسان الم يقل النبي صلى الله عليه وسلم اذا مات العبد انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له او وهو القسم الثاني ما يهدى اليه من اخوانه المسلمين اهداء شرعيا وهذه المسألة تكلمنا عنها غير مرة وقلنا ان الصحيح والذي يترجح والله تعالى اعلم انه يصح اهداء الصدقة للميت وكذا النسك حجا وعمرة وكذا قضاء الصوم الواجب هذه الامور الثلاثة يجوز او يشرع او يصح اهداؤها للميت اما ما عداها كالصلاة والوضوء والذكر وختمة القرآن فالصحيح والله تعالى اعلم ان هذا لا دليل عليه اذا هذان سببان للتكفير في البرزخ سبب ثالث ذكره غير واحد من المحققين كشيخ الاسلام وابن القيم وغيرهما وهو ما يحصل له في البرزخ من الاهوال ثمة اهوال عظيمة في البرزخ ثمة خوف وثمة ضغطة فمثل هذه قد تكفر عن الانسان من سيئاته على ما ذكر هؤلاء العلماء ويمكن ان يستدل على هذا ولا اعلم دليلا خاصا عليه لكن يمكن ان يستدل عليه بانه اذا كانت المصائب في الدنيا حتى الشوكة اليسيرة سببا للتكفير فلا ان تكون سبب لان تكون هذه الاهوال سببا للتكفير في البرزخ من باب اولى والله تعالى اعلم القسم الثالث اسباب التكفير يوم القيامة وهذه الاسباب ترجع اولا الى الاهوال التي يلاقيها المسلم يوم القيامة ولا شك ان اهوال يوم القيامة اهوال عظيمة الله جل وعلا يقول ان زلزلة الساعة شيء عظيم والعظيم من العظيم عظيم السبب الثاني الشفاعة فهذه اذا نظرت خمسة وثلاثة و سببان المجموع ها كم سبب سبعة خمسة وثلاثة واثنين سبعة عشرة عشرة اسباب اعظم من ذلك كله واوسع واشرف محض رحمة ارحم الراحمين سبحانه وتعالى ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما ورحمتي وسعت كل شيء وهذه الرحمة من الله سبحانه وتعالى التي يعفو بها ويغفر ويكفر قد تكون في الدنيا وقد تكون في البرزخ وقد تكون يوم القيامة هذه اطلالة اجمالية عن اسباب تكفير الذنوب ونعود الى ذكر ملخص لما اورد المؤلف رحمه الله من هذا السبب قال هل الحدود كفارات لاهلها والجواب بالتأكيد؟ نعم ويدل على هذا الحديث الذي بين ايدينا وهو في الصحيحين قال فمن وفى منكم فاجره على الله ومن اصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له. نص صريح زنا الانسان والعياذ بالله فاقيم عليه الحد النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يقول فهو كفارة له وجاء عند احمد من حديث خزيمة ابن ثابت رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اذنب ذنبا عوقب به فهو كفارته او كما قال عليه الصلاة والسلام والحديث حسنه الحافظ ابن حجر رحمه الله وفي الباب احاديث عدة وان كان الحافظ ابن رجب في فتح الباري قد ذكر ان كل الاحاديث سوى حديث عبادة فيها مقال وعلى كل حال حديث عبادة كاف في اثبات ان من اقيم عليه حد ذنب فانه كفارة لهذا الذنب وعندنا في هذا الموضوع مسألتان المسألة الاولى هل يشترط في تكفير ذنب هذا الحد التوبة مع الحد او ان الحد بمجرده سبب للتكفير الجمهور وهو الصحيح ان الحد مجردا ولو كان دون توبة سبب للتكفير لان هذا هو الذي دل عليه هذا الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم فهو كفارة له ولو كان يشترط لذلك التوبة لاصبح الحد لا اثر له في التكفير لما لان النصوص القطعية تدل على ان التوبة سبب للتكفير فدل هذا على ان التكفير سبب مستقل ولا يشترط ان اقامة الحد سبب مستقل لتكفير سببه لتكفيره سببه ثانيا توقف بعض اهل العلم في كون الحد كفارة مما استدلوا آآ به على هذا التوقف ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا ادري هل الحدود كفارة ام لا وهذا الحديث اخرجه الحاكم في المستدرك قالوا فان كان النبي صلى الله عليه وسلم قد توقف في هذا الامر فينبغي علينا نحن ايضا ان نتوقف والجواب عن هذا من ثلاثة اوجه اولا ان الحديث ضعيف كما قال الامام البخاري رحمه الله في كتابه التاريخ الكبير وان كان بعض اهل العلم قد صححه ومنهم الحافظ رحمه الله في الفتح لكن الصحيح انه ضعيف والجواب الثاني من جهة الترجيح الان عندنا حديث فيه التوقف وعندنا حديث مثبت وهو فهو كفارة له حديث عبادة اليس كذلك وحديث عبادة في الصحيحين فهو لا شك انه اصح واقوى فيقدم على حديث الحاكم الوجه الثالث من جهة الجمع سلمنا ان الحديث السابق صحيح فالجمع ممكن والجمع ما امكن فهو متعين فانه يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا القول وهو انه لا يدري هل الحدود كفارات قبل ان يوحى اليه قبل ان يعلمه الله ان الحدود كفارات ثم لما اعلمه ربه سبحانه وتعالى اخبرنا بذلك