بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال العلامة حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة ما الواجب التزامه في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واهل بيته الجواب الواجب لهم علينا سلامة قلوبنا والسنتنا لهم ونشر فضائلهم والكف عن مساويهم وما شجر بينهم والتنويه بشأنهم كما نوه تعالى بذكرهم في التوراة والانجيل والقرآن. وثبتت الاحاديث الصحيحة في الكتب المشهورة من الامهات وغيرها في فضائلهم قال الله عز وجل محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود. ذلك مثله في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شقه فازره فاستغرب فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما وقال تعالى والذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين اووا ونصروا اولئك هم المؤمنون حقا. لهم مغفرة ورزق كريم وقال تعالى السابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. ذلك الفوز العظيم. وقال تعالى لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين تبعه في ساعة العسرة الاية. وقال تعالى للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون. والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصا. الاية وغيرها كثير ونعلم ونعتقد ان الله تعالى اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. وكانوا ثلاثمئة وبضع عشر. وبانه لا يدخل النار احد ممن بايع تحت الشجرة. بل قد رضي الله عنهم ورضوا عنه. وكانوا الفا واربعمائة. وقيل وخمسمائة. قال الا وقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم الاية ونشهد بانهم افضل القرون من هذه الامة التي هي افضل الامم. وان من انفق مثل احد ذهبا ممن بعدهم لم يبلغ مد احدهم ولا نصيف مع الاعتقاد انهم لم يكونوا معصومين بل يجوز عليهم الخطأ ولكنهم مجتهدون للمصيب منهم اجران ولمن اخطأ واحد على اجتهاده وخطاه مغفور. ولهم من الفضائل والصالحات والسوابق ما يذهب سيء ما وقع منهم ان وقع. وهل يغير يسير النجاسة البحر اذا وقعت فيه رضي الله عنهم وارضاهم. وكذلك القول في زوجات النبي صلى الله عليه وكذلك القول في زوجات وكذلك القول في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم واهل بيته. الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. ونبرأ من كل من وقع في صدره او لسانه سوء على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واهل بيته. او على احد منهم. ونشهد الله تعالى على حبهم وموالاتهم والذب عنهم ما استطعنا حفظا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في وصيته اذ يقول لا تسبوا اصحابي. وقال صلى الله عليه وسلم الله الله في اصحابي. وقال صلى الله عليه وسلم اني تارك فيكم ثقلين. اولاهما كتاب الله فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به ثم قال واهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي. الحديث في الصحيحين وغيرهما فقال رحمه الله من افضل الصحابة اجمالا؟ الجواب افضلهم السابقون الاولون من المهاجرين ثم الانصار ثم اهل بدر فاحد فبيعتمد رضوان فمن بعدهم ثم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكل وعد الله الحسنى وقال رحمه الله من افضل الصحابة تفصيلا؟ الجواب قال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بابي بكر احدا ثم عمر ثم عثمان ثم نترك اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ابي بكر في الغار ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ فقال صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلا من امتي لاتخذت ابا بكر قليلا ولكن اخي وصاحبي وقال صلى الله عليه وسلم ان الله بعثني اليكم فقلتم كذبت. وقال ابو بكر صدقت. وواساني بنفسه وماله فهل انتم تاركوا لي صاحبي مرتين؟ وقال النبي صلى الله عليه وسلم ايه يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقي الشيطان سالكا فجا قط الا سلك فجا غير فجك. وقال صلى الله عليه وسلم لقد كان في من لقد كان فيما قبلكم محدثون فان يكن من امتي احد فانه عمر. في امته احسن الله اليكم. فان يكن في امتي احد فانه عمر. وقال صلى الله عليه وسلم في تكلم الذئب والبقرة فانه امن بي فانه نبيه وابو بكر وعمر وما هما ثم ولما ذهب عثمان رضي الله عنه الى مكة في بيعة الرضوان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى هذه يد عثمان فضرب بها على يده فقال هذه لعثمان فقال صلى الله عليه وسلم من يحفر بئر روما فله الجنة فحفرها عثمان. وقال صلى الله عليه وسلم من جهز من جهز جيش جيش العسرة فله الجنة فجهزه عثمان. وقال صلى الله عليه وسلم فيه الا استحي ممن استحت منه الملائكة وقال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه انت مني وانا منك. واخبر صلى الله عليه وسلم انه يحب الله ورسوله طوله ويحب انه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. وقال صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه فقال صلى الله عليه وسلم الا ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعد. وقال صلى الله عليه وسلم عشرة في الجنة النبي في الجنة وابو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير بن العوام في الجنة وسعد بن مالك في الجنة وعبدالرحمن بن عوف في الجنة. قال سيد بن زيد ولو شئت لسميت العاشر يعني نفسه رضي الله عنهم اجمعين. وقال صلى الله عليه وسلم ارحم امتي بامتي ابو بكر واشد في دين الله عمر واصدقها حياء عثمان واعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل واقرأها لكتاب الله عز وجل ابي واعلمها بالفرائض زيد ابن ثابت ولكل امة امين وامين هذه الامة ابو عبيدة ابن الجراح. وقال صلى الله عليه وسلم في الحسن والحسين وانهما سيدا شباب اهل الجنة وانهما ريحانتاها. وقال صلى الله عليه وسلم وانهما ريحانتاه احسن الله اليك. قال وانهما سيدا شباب اهل الجنة وانهما ريحانتاه. وقال صلى الله عليه وسلم اللهم اني احبهما فاحبهما وقال في الحسن ان ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين. فكان الامر كما قال قال في امهما انها سيدة نساء اهل الجنة. وقد ثبت لكثير من الصحابة فضائل على العموم والانفراد كثيرة لا تحصى. ولا يلزم من اثبات فضيلة فضيلة لاحدهم في شيء ان يكون افضل من الاخرين من كل وجه الا الخلفاء الاربعة. اما الثلاثة فلحديث ابن عمر السابق اما علي باجماع المسلمين انه بعدهم افضل من انه بعدهم افضل من على من على وجه الارض. افضل من على وجه الارض. افضل ومن على وجه الارض سنت بارك الله فيك الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد وقد سمعنا هذه الجملة الطيبة شأن اصحاب نبي الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم وارضاهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بذكرهم تبتهج النفوس وتتعطر المجالس والدروس وكيف لا وهم احباب الله واحباب رسوله صلى الله عليه وسلم ومن لهم الفضل والمنة على هذه الامة وما من خير كان ويكون في هذه الامة الا وقد وصل من طريقهم رضي الله عنهم فلهم مثل اجور هذه الامة لانه ما من اية ولا حديث ولا مسألة بدين الله عز وجل الا وقد جاءت من طريقهم رضي الله عنهم وارضاهم ما الواجب التزامه في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واهل بيته عندنا ها هنا امران الصحابة اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم اما الصحابة فان الصحابة جمع صاحب الصاحب في اللغة يطلق على كل مقارن لغيره ولا يلزم في اللغة طول صحبة او طول مقارنة كما قال جل وعلا فانجيناه واصحاب السفينة وقال النبي صلى الله عليه وسلم انكن لصواحب يوسف واما في الشرع فان الصحابي هو كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الاسلام ولا يلزم شيء وراء ذلك لا رواية ولا غزو ولا طول صحبة ولا شيء من ذلك بل كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم ولو لحظة فانه من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد حاز هذه الرتبة المنيفة ومما يدل على ان مجرد الرؤية تحصل به فضيلة الصحبة ما ثبت في الصحيحين واللفظ لمسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي على الناس زمان يغزون او قال يغزو فئام من امتي فيقال لهم هل فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون نعم. فيفتح لهم ثم يغزو فئام فيقال لهم هل فيكم من صحب؟ هل فيكم من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون نعم فيفتح لهم الحديث الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم عبر عن الرؤية المذكورة اولا بالصحبة المذكورة ثانيا فدل هذا على ان من رأى النبي صلى الله عليه وسلم فهو صحابي يدل على ذلك ايضا ما اخرج الامام احمد من حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وددنا اننا رأينا اخواننا ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له اولسنا اخوانك يا رسول الله قال انتم اصحابي واخواني الذين امنوا بي ولم يروني فجعل النبي صلى الله عليه وسلم الحد الفاصل بين الصحبة وما سواها هو رؤية النبي صلى الله عليه وسلم اما اهل البيت فانهم اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم والتحقيق ان هذا الوصف يشمل ثلاثة او يشمل ثلاث فئات اولا ذرية يشمل ذرية النبي صلى الله عليه وسلم وذريتهم الى قيام الساعة والنبي صلى الله عليه وسلم كان له سبعة من الولد من الذكور ثلاثة عبد الله والقاسم وابراهيم ومن الاناث اربعة رقية وفاطمة وزينب وام كلثوم رضي الله عنهم اجمعين وكلهم من خديجة رضي الله عنها الا ابراهيم فمن مارية رضي الله عنها ولم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم ذرية الا من طريق لم يكن له ذرية بعد ابنائه الا من طريق فاطمة رضي الله عنها ومن طريق الحسن والحسين ابني فاطمة وعلي رضي الله عن الجميع ثانيا ازواج النبي صلى الله عليه وسلم اللائي هن امهات المؤمنين وازواج النبي صلى الله عليه وسلم الثابت زواجه بهن صلى الله عليه وسلم احدى عشرة توفي في حياته صلى الله عليه وسلم اثنتان خديجة وزينب بنت الحارث التي كانت تلقب بام المساكين واما اللائي بقين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فتسع توفي رسول الله عن تسع نسوة اليهن تعزى المكرمات وتنسب عائشة ميمونة فصفية وحفصة تتلوهن هند وزينب جويرية مع رملة ثم سودة ثلاث وست نظمهن مهذب الصنف او الفئة الثالثة هم بنو هاشم الذين حرمت عليهم الصدقة ويشمل هذا الوصف ال علي وال عقيل وال جعفر وال العباس وال الحارث ابن عبد المطلب رضي الله عنهم اجمعين ثم ذريتهم الى قيام الساعة هؤلاء اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ويتعلق بهم احكام خاصة منها محبتهم لله وايضا لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم. من كان منهم على الاسلام والسنة فانه يحب لله ولقرابته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وايضا لهم احكام خاصة تتعلق بخمس الخمس من الغنيمة كذلك ما يتعلق بتحريم الزكاة اذا كانوا يحصلون على هذا الخمس باحكام ذكرها الفقهاء رحمهم الله وعودا على الموضوع الاكبر وهو المتعلق باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويندرج فيهم من كان من ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم ممن صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ال البيت الواجب تجاه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم امور مقررة في معتقد اهل السنة والجماعة اطبق عليها المسلمون سوى شذاذ من اراضي لاهل البدع الذين لا يأبه بهم ولا عبرة بهم اما عامة المسلمين ولله الحمد فانهم قائمون بحق اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم السادة القادة الاخيار رضي الله عنهم وارضاهم وسمعت فيما اه قرأ القارئ جزاه الله خيرا جملة طيبة من هذه الامور الواجبة والحقوق لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على الامة ويمكن ان يوجز ما ذكر المؤلف رحمه الله وما ذكره غيره ايضا في عشرة امور هذه هي حقوق اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على الامة هذه هي الامور التي يجب التزامها في شأن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هذه هي ترجمة معتقد اهل السنة والجماعة في الصحابة اولا محبتهم رضي الله عنهم يجب ان يحب المسلم واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم محبة في الله ولله الله والله جل وعلا يقول والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين اية الايمان حب الانصار واية النفاق بغض الانصار ولان ثبت هذا في حق الانصار فلا ان يثبت في حق المهاجرين من باب اولى لانهم جمعوا بين الهجرة والنصرة لا شك ان اوثق عرى الايمان الحب في الله سبحانه وتعالى والبغض فيه واولى من يحب بالله هم اصحاب رسول الله الذين احبهم الله ورضي عنهم واحبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا لا شك انه من اوثق عرى الايمان كما قال الطحاوي رحمه الله في عقيدته ونحب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب احد منهم ولا نبغض احدا منهم ولا نذكرهم الا بخير وحبهم دين وايمان واحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان كان السلف الصالح رحمة الله عليهم يعتزون ويفخرون بحبهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انهم يذكرون هذا في اوثق اعمالهم الصالحة في نفوسهم اخرج ابو نعيم في الحلية عم بشر ابن الحارث رحمة الله عليه انه قال اوثق عمل لي في نفسي حب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم ثانيا اعتقاد فضلهم وعدالتهم وانهم صفوة الامة واكملها واقربها الى الحق والصواب هذه قضية قطعية عند اهل السنة والجماعة اذ اجمع العلماء ان صحابة المختار صلى الله عليه وسلم خير طوائف الانسان لا بالضرورة ليس فيه الخلف بين اثنين ما حكيت به القولاني اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم عدول اهل فضل واهل منزلة واهل مزية على سائر المؤمنين والامر كما قال الشاعر فجميعهم للفضل اهل واتقى قمن بها وبكل صالحة حريم واتفق اهل السنة والجماعة على ان كلما ثبتت صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم ولو كان غير معين او غير معروف العين ولا يعرف اسمه فان روايته صحيحة ومقبولة فانهم جميعا اهل للفضل والمنزلة والمكانة ولا يبحث في عدالتهم اطلاقا والادلة على ثبوت فضلهم ومكانتهم كثيرة ساق المؤلف فيما بين ايدينا خمس ايات من كتاب الله منها قوله جل وعلا والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار ان اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه. واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. ذلك الفوز العظيم وايات اخرى كما رأيت وايات غيرها. ايضا ساقها اهل العلم وبينوا ما فيها من دلالات على فضل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك قول الله جل وعلا قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى قال ابن عباس رضي الله عنهما والثوري هم اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ولك ان تعلم ان كل دليل في فضل هذه الامة فانه يشمل اول ما يشمل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لانه صفوة هذه الامة ولانهم خيره ولانهم اكملها والامر في ذلك كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم به من الفضائل علم يقينا انهم خير الخلق بعد الانبياء ولا يكون مثلهم واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم كلها شاهدة على ذلك قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم النجوم امنة للسماء فاذا ذهبت النجوم اتى السماء ما توعد وانا امنة لاصحابي. فاذا ذهبت اتى اصحابي ما يوعدون واصحابي امنة لامتي فاذا ذهب اصحابي اتى امتي متوعد وصدق صلى الله عليه وسلم لم تزل الامة محفوظة من الاهواء والفتن العاصفة حتى انخرم ذلك العهد الطيب عهد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فانصبت الفتن والبدع والمحدثات على المسلمين مع الاسف الشديد ايضا يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا اصحابي فلو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيبه يا لله العجب والله انه لا ينقضي العجب من هذا الحديث العظيم العجيب الذي يبين فيه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم انه لو تصدق صحابي بمد تعرفون المد كم يساوي ما يملأ كفي الرجل المعتدلتين او تصدق بنصفه يعني بهذا المقدار طعام كم يساوي هذا القدر ربع كيلو من الارز او القمح؟ كم قيمته اه ريال ليكن ريالا لو تصدق صحابي بما قيمته ريال وتصدقت انت او انا او اي احد من الناس بل لك ان تعلم ان هذا الخطاب وجه الى صغار الصحابة بحق كبارهم فان فضل وثواب هذا القدر اليسير من الصدقة عند الله اعظم مما لو تصدقت بمثل احد ذهبا جبل احد تعرفونه كم كيلو ذهب يزن تخيلوا كم كيلو ذهب لو وظعنا جبل احد وقد انقلب ذهبا في ميزان كم كيلو كي لا يمكن تصوره. اليس كذلك؟ صحابي يتصدق بريال اجره عند الله اعظم مما لا تصدقت بهذا كله والله لن يبخسك حظك لكن الفضل من الله يؤتيه من يشاء ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما هذا فقط في الصدقة فكيف بما هو اعظم كيف سيكون اجر الصلاة كيف سيكون اجر الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا هذا فضل عظيم لا يحاط به ولا يعلم قدره الا الله سبحانه وتعالى ومن لطيف ما ذكر الشوكاني رحمه الله عند هذا الحديث انه قال اذا كان هذا الحديث موجها الى صغار الصحابة في شأن كبارهم فوالله اني لاظن ان حبة من الصحابي او نصفها اعظم اجرا مما لو تصدق احدنا بمثل احد ذهبا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما و الاحاديث والاثار في حق اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفضلهم شيء كثير لا يحاط به وما احسن ما جاء عن ابن مسعود ونحو عن ابن عمر وكذلك عن الحسن البصري رضي الله عنهم ورحمهم قال من كان مستنا فليستن بمن قد مات فان الحي لا تأمن عليه الفتنة لا تؤمن عليه الفتنة. اولئك اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. كانوا ابر الامة قلوبا واعمقها علما واقلها تكلفا هؤلاء اختارهم الله جل وعلا على علم ليكونوا انصار النبي صلى الله عليه وسلم وليكونوا حملة هذا الدين فلا شك ان الله جل وعلا اصطفى الخيار واصطفى الصفوة من هذه الامة لحمل هذه الامانة العظيمة فجميعهم للفضل اهل والتقى قمن بها. ولكل صالحة حريم هذا هو الحق كم الثاني ها قلنا اولا محبتهم ثانيا اعتقاد فضلهم وعدالتهم ثالثا المفاضلة بينهم بحسب ما ورد في النصوص وهذا الموضوع تكلم عنه المؤلف رحمه الله في السؤال الاول ثم تكلم عنه في السؤالين بعده القاعدة عند اهل السنة ان الصحابة مشتركون في الفضيلة متفاوتون في الافضلية اعد القاعدة مشتركون في الفضيلة متفاوتون في الافضلية فكلهم لهم القدح المعلى الفضل والمنزلة والمكانة وان كان بعضهم ماذا افضل من بعض المفاضلة بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لها جانبان الاول مفاضلة جملة على جملة والشق الثاني او الجانب الثاني مفاضلة افراد على افراد اما مفاضلة الجملة على الجملة فان الذي عليه اهل السنة ويعضده الدليل ان المهاجرين في الجملة افضل من الانصار وان المتقدمين اسلاما افضل ممن بعدهم هذا تفضيل ماذا جملة على جملة ولا يلزم من تفضيل الجملة تفضيل كل فرد فرض اما تفضيل الافراد فان افضل الصحابة باجماع اهل السنة هم العشرة المبشرون بالجنة وهم الاربعة الذين هم الخلفاء الراشدون المهديون ابو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم اجمعين ثم الستة بقية العشرة سعيد وسعد وابن عوف وطلحة وعامر فهر والزبير الممدح وافضل العشرة الخلفاء الاربعة وفظيلتهم بحسب خلافتهم ترتيبهم في الافظلية بحسب ترتيبهم في الخلافة افضلهم ابو بكر رضي الله عنه بل ابو بكر رضي الله عنه افضل البشر على الاطلاق بعد الانبياء عليهم الصلاة والسلام وهذا امر لا يرتاب فيه كل مسلم ثم يليه في الفضل عمر رضي الله عنه وارضاه ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم اجمعين وسيأتي كلام مفصل تتعلق بكل واحد منهم وما يتعلق بخلافته باسئلة قادمة ان شاء الله ثم الستة بقية العشرة ثم بعدهم اهل بدر ثم اهل احد ثم اهل بيعة الرضوان هكذا ذكر كثير من اهل العلم ومنهم ابن كثير وابن الصلاح والنووي وغيرهم من اهل العلم وبعض اهل العلم كالسفارين في اللوامع قدم اهل بيعة الرضوان على اهل احد والمؤلف الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله في كتابه المعارج رتبهم كالاتي اولا اهل بدر ثم اهل احد ثم اهل الثبات في غزوة الاحزاب ثم اهل بيعة الرضوان وهذا لم يذكره بهذا الكتاب وهذا من المواضع القليلة التي تفاوت فيها تقريره في المعارج عن تقريره في اعلام السنة المؤلف رحمه الله لما جاء الى المفاضلة بين الصحابة قال افظلهم السابقون الاولون من المهاجرين ثم قال الانصار الاولى ان ان تضيف هنا من ثم من الانصار وهذه هي عبارته في المعارج وهذا هو الذي اراده لم يرد الانصار جملة انما اراد ماذا السابقين من المهاجرين ثم السابقين من الانصار الى اخر من ذكر رحمه الله اما الصحابيات فافضل الصحابيات ثلاث فاطمة وعائشة وخديجة رضي الله عنهن وفي تفضيل بعضهن على بعض خلاف وتفصيل هذا ما يتعلق بتفضيل الصحابة او المفاضلة بين الصحابة رضي الله عنهم اجمعين الامر الرابع ذكرهم بالخير والثناء عليهم ونشر محاسنهم هذا الامر قد انعقدت عليه كلمة اهل السنة والجماعة وهو فرع عن صادق محبتهم رضي الله عنه فمن كان صادق الحب لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلا بد ان ينبعث لسانه بالثناء عليهم ولا يرد ذكره الا باحسن الثناء والامر في ذلك كما قال ابن ابي داوود رحمه الله وقل خير قول في الصحابة كلهم ولا تك طعانا تعيب وتجرح الثناء على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وذكرهم بالذكر المعطر امر متعين على كل مسلم الامر الخامس آآ الشهود لهم برحمة الله والجنة اجمالا والشهود لهم تعيينا لمن عين في النصوص يعتقد اهل السنة والجماعة ان الصحابة رضي الله عنهم في الجملة من اهل الرحمة والجنة بقول الله سبحانه هو السابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم وقال جل وعلا وكلا وعد الله الحسنى هذا القدر لا اشكال فيه فنحن نعتقد ان الصحابة في الجملة من اهل الجنة اما تعيين احد منهم فيقال فلان في الجنة فان هذا موقوف على ثبوت الدليل في ذلك قد جاءت النصوص بثبوت ذلك في حق عشرات من الصحابة رضي الله عنهم كعبد الله ابن سلام ثابت ابن قيس وبلال غيرهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فاننا نعتقد كما هو المتقرر في معنى شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم تصديقه نعتقد تصديقه فيما اخبر صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن الصحابة اجمعين آآ الامر آآ السادس الدعاء لهم والاستغفار والترضي عنه هذا قد ارشدنا الله سبحانه وتعالى اليه في قوله سبحانه والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولقد اضحى عند المسلمين قاطبة الدعاء بالترضي دعاء خاصا بهم عرفا فاصبح الدعاء رضي الله عنهم دعاء خاصا بالصحابة من جهة العرف لا شك انه يجوز الدعاء آآ رضى الله عز وجل لكل احد لكن العرف بين المسلمين سلفا وخلفا قد قام على ان هذا الدعاء يخص به اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم او ان الصحابة يخصون او ان او انه يخص الصحابة يخص الصحابة بهذا الدعاء فلا يذكر الصحابة جملة او تفصيلا الا ويتبع المسلم الترضي عنهم رضي الله عنهم وارضاهم. وكيف لا يترضى المسلم عنهم وقد رضي الله عنهم الم يقل الله جل وعلا في حقهم رضي الله عنهم ورضوا عنه اذا هم جديرون بهذا الدعاء العظيم اذا من حق الصحابة رضي الله عنهم الدعاء الاستغفار والترضي عنهم رضي الله عنهم وارضاهم الامر السابع بغض من يبغضهم ومعاداته في الله وقد علمت يا رعاك الله ان اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله ومن اولى ان يبغض في الله ممن ناصب العداء لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا شك ان اهل السنة يحبونهم ويبغضون من يبغضهم في الله عز وجل ويعادونه في الله كما قال الطحاوي رحمه الله ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكره وقال وحبهم دين وايمان واحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان فمن اعظم الجهاد في سبيل الله الدفاع عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ضد الشانئين الطاعنين فيهم رضي الله عنهم وقبح الله الطاعنين الشانئين لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الامر الثامن السكوت عن اخطائهم وغض الطرف عن ذلك تنبه يا رعاك الله ها هنا الى قاعدة مهمة وهي ان الفضيلة لا تعني العصمة وان العدالة لا ينافيها الوقوع في الخطأ من يعيد القاعدة عد الفضيلة ها لا تعني العصمة والعدالة لا ينافيها الوقوع في الخطأ وبناء على هذا فاننا نعتقد فضيلة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا عصمتهم بل هم بشر وان كانوا افظل البشر بعد الانبياء والبشر يجوز عليهم الخطأ كل ابن ادم خطاء وبالتالي فان الصحابة رضي الله عنهم لربما وقع من احدهم زلة او خطأ او ذنب فانهم ليسوا معصومين وليسوا انبياء ولكن ينبغي ان يلاحظ في هذا الباب ان الذي جاء في الروايات مما يشعر بخلاف المعهود المضمون بهم رضي الله عنهم اكثره لا يصح كما ذكر هذا الذهبي رحمه الله في السير ثم ان هذا الذي روي مما فيه شيء مما قد يشعر بخطأ او زلة لاحدهم انه لا يخلو من ثلاثة لا يخلو من ثلاث احوال اولا الا يصح وبالتالي فهو مردود ولا عبرة به ثانيا ان يصح وله محمل حسن فيتعين حمل ما روي على المحمل الحسن واذا كان المسلم مطالبا بحسن الظن بحق احاد المسلمين فكيف بخيار المسلمين ثالثا ان يصح ولا نجد له محملا حسنا فاننا نحمله على انه وقع على سبيل الخطأ او التأويل السائغ او الغفلة او الاجتهاد الذي هم فيه بين اجر واجرين وعلى كل حال متى ما تحقق ذنب في حق احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فانه يكتنفه خمسة امور تنبه لها لابد ان يكترث هذا الذي يقع من الذنوب من احد من الصحابة هذه الامور الخمسة او واحد منها على الاقل اولا ان يكون اذنب ثم تاب والتوبة لا شك انها تجب ما قبلها قال صلى الله عليه وسلم التائب من الذنب كمن لا ذنب له والمعلومة من حال الصحابة انهم اسرع الناس اوبة واعجل الناس الى التوبة وهم اجدر بقبول التوبة بقربهم ولمنزلتهم وفضيلتهم ومكانتهم عند الله سبحانه وتعالى ثانيا ان يغفر لهم بسبب حسنات عملوها والمتقرر عندنا بما تعلمناه ان الحسنات يذهبن السيئات فكيف بحسنات عظيمة شؤوها عظيم كحسنات اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين قد علمت مقدارا ثواب واجر ومنزلة الحسنة منهم عند الله سبحانه وتعالى ثالثا ان يغفر لهم بسبب سابقتهم الى الاسلام ولا شك ان هذا وصف حقيق وجدير ان يكون سببا لمغفرة ذنوبهم رضي الله عنهم وارضاهم او لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم في شأن اهل بدر وما يدريك لعل الله اطلع الى اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم الامر الرابع ان يغفر لهذا الصحابي بسبب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في الاخرة والنبي صلى الله عليه وسلم قد اخبر فيما صح عنه ان شفاعته نائلة ان شاء الله من مات من امته لا يشرك بالله شيئا ومن اعظم الناس توحيدا اليس هم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا هم اعظم الناس تحقيقا لسبب الشفاعة فكيف وهم احبابه واصحابه رضي الله عنهم وصلى الله على نبينا وسلم الامر الخامس ان يغفر لهم بسبب مصيبة تناله في الدنيا وقد مر معنا ان مصائب الدنيا مكفرات والادلة في هذا كثيرة اذا هذه امور خمسة لا يخلو ذنب الصحابي منها او من واحد منها على الاقل الامر التاسع السكوت عما شجر بينهم من فتنة وقتال مما قدره الله جل وعلا وشاءه وقوع فتنة وقتال بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم وهذه الفتنة التي وقعت كان كل طرف فيها يعتقد انه على الحق وبالتالي فانه يدافع عن الحق الذي يعتقد فالذي جرى اشبه ما يكون بتأديب القاضي لمن يعتقد انه مستحق للتأديب وقد يكون في ذلك مصيبا وقد يكون في ذلك مخطئة المقصود ان علينا ان نكف عن الخوض في هذا الموضوع ولا نباشره البتة بل نعرض عنه ليسلم لنا قلبنا تجاه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وما جرى بين الصحاب نسكت عنه واجر الاجتهاد نثبت فنحن نسكت عن ذلك مع اعتقادنا انهم فيما جرى مجتهدون وهم في هذا الاجتهاد بين اجر واجرين والذي يجعلنا نسلك هذا المسلك الذي اطبق عليه اهل السنة والجماعة امور عدة اولا الاخذ بارشاد النبي صلى الله عليه وسلم فعند الطبراني باسناد حسن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا ذكر اصحابي فامسكوا اذا فلنمسك ائتنارا بامر النبي صلى الله عليه وسلم ثانيا انه لا فائدة ترجى من الخوض فيما جرى بين الصحابة لا في دين ولا في دنيا ومن حسن اسلام المرء تركهما لا يعنيه ولذا لما سئل عمر ابن عبد العزيز رحمه الله عما شجر بين الصحابة وقالت تلك دماء سلم الله منها يدي فلا اخطب فيها لساني اذا عليك يا عبد الله ان تكف ولا حاجة بك ولا داعي لك الى ان تلج هذا المضيق الخطر بل اترك ذلك واشتغل بما ينفعك الامر الثالث ان هذا الموضوع ربما يجر فيه او يجر الخوض فيه الى ان تزل قدم بعد ثبوتها فيقع في القلب بغض او حنق على احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لا شك انه من اسباب الهلاك فسدوا الذرائع اصل شرعي بعض الناس يقول لعلي انظر فيما بكتب التاريخ التي عجت بالغث والسمين. واطالع وانظر واقرأ من باب الاطلاع على التاريخ وما جرى فيه ثم لا يلبث ان يحمل في قلبه شيئا على احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سنة كم مسلكا ظيقا اوداه الى جرف هار نسأل الله السلامة والعافية. اعود فاقول سد الذرائع اصل شرعي الامر الرابع ان هذا الموضوع قد دس فيه اهل الكذب والبدعة والنفاق الشيء الكثير وكثير مما في كتب التاريخ مما روي في احداث هذه الفتنة لا يصح وبالتالي كيف لك ان تبني حكما صحيحا ان كنت تزعم انك تريد ان تحمى ان تحكم حكما صحيحا على روايات هذا شأنها وبالتالي ان الكف اسلم واحوط الامر الخامس ان الزمان الذي نتحدث عنه زمان كان فيه فتنة وفيه قتال وفيه عدم استقرار وبالتالي فان الامور كانت فيه مختلطة ولا يمكن بالتالي او يتعسر او يتعذر الوقوف على حقيقة ما جرى الناس الان في حال الامن تحدث حادثة في طرف من المدينة لا يتناقلها الناس على اشكال وصور شتى. اليس كذلك حتى تجده في نهاية المطاف انها قد وصلت آآ اليك بصورة مخالفة تمام المخالفة للامر الذي وقع فكيف في حال الفتنة والقتال والخوف ايظن ظان انه قد نقل كل ما حصل وهل كان هذا الناقل مطلعا على التفاصيل الدقيقة فكان يجلس مثلا على جبل بين الفريقين ويكتب ويسجل فلان فعل وفلان قال اهذا الذي كان اهذا يتصور لا يتصور انما جاءت الروايات من هنا وروايات من هناك دون ان تكون المسألة متكاملة وبالتالي فلا يمكن للانسان ان يصل الى التفصيل الدقيق لمجريات ما حصل وبالتالي فان الكفة اولى واسلم واحوط. هذه اسبابه خمسة تدعونا الى ان نعمل بما اجمع عليها اهل السنة والجماعة من لزوم الكف وعدم الخوض فيما جرى من الفتنة بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم الامر العاشر والاخير الاقتداء بهم والاهتداء بهديهم رضي الله عنهم وارضاهم قال جل وعلا والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه والنبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر ما يكون من الفتنة واختلاط الامور وعظ بذلك اصحابه رضي الله عنهم وسألوه عن المخرج من ذلك فقال فعليكم بسنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعظوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. الشاهد ان الذي على الصادق في حبهم والقيام بحقهم ان يسلك سبيلهم ويأتمر بامرهم فيفهم نصوص الشرع بفهمهم رضي الله عنهم الذي هو اثقب فهم واحسن فهم وان يسكت عن الخوض فيما لم يخض فيه ولم يتكلم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فان الامر كما قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله ترضى لنفسك بما رضوا به لانفسهم فانهم عن علم وقفوا وببصر نافذ كفوا فهذه رعاكم الله عشرة امور تنتظم الواجبات المتحتمات على المسلمين تجاه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويمكن ان تحفظها بيتين من النظم احبب عدالة والتفضيل بينهما احبب عدالة والتفضيل بينهما واذكر بخير ترضى وقل عادي عدوهما واذكر بخير ترضى وقل عادي عدوهم واشهد لهم بجنان لا تخض ابدا فيما جرى ومساوي واقتدي بهم واشهد لهم بجنان لا تخض ابدا فيما جرى ومساوي واقتدي بهم والله تعالى اعلم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان يقول السائل هل من الممكن ان يفوق احد ممن بعد الصحابة بالفضل احدا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذي عليه جماهير اهل العلم وهو الصواب الذي لا ريب فيه ان انه لا احد بعد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يفضل احدا منهم بل كل واحد منهم افضل من كل من جاء بعدهم كل واحد منهم افضل من كل من جاء بعدهم سئل المعافى ابن عمران سئل المعافى ابن عمران رحمه الله ايهما افضل معاوية رضي الله عنه او عمر بن عبدالعزيز رحمه الله فغضب رحمه الله وقال لا يقاس احد باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بل معاوية رضي الله عنه فهو صاحبه وكاتب الوحي رضي الله عنه وارضاه الشاهد انه لا مقارنة بين الصحابي وغيره مهما علت رتبته يمكن ان تقارن تابعيا باحد من اتباع التابعين مثلا لكن لا مقارنة ولا يمكن ان تجعلهما في ميداني مفاضلة اعني صحابيا مع تابعي او من بعده. بل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم افضل ممن جاء بعدهم على وجه التعيين حديث سلمان منا ال البيت ضعيف بل ضعيف جدا ولا يصح اذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنسبة للشهادة للصحابة بالجنة قلت لك تشهد في الجملة تقول الصحابة من اهل الجنة ايمانا وتصديقا لما جاء في حقهم من النصوص اما فلان او فلان فلا تعين الا من جاء النص بتعيينه يقول هل يمكن ان تعيد منهم ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم؟ قلت ان هذا الوصف يشمل ثلاث فئات اولا ذريته صلى الله عليه وسلم وذريتهم الى قيام الساعة وثانيا ازواجه امهات المؤمنين رضي الله عنهن وثالثا قرابته الذين حرمت عليهم الصدقة وهم بنو هاشم ويشمل ذلك ال علي وال جعفر وال عقيل وال وال الحارث ابن عبد المطلب واختلف في من اسلم من ذرية ابي لهب والصواب دخولهم في ذلك دخولهم في هذا الوصف والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه