ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد ففي هذا اليوم الثاني والعشرين من شهر الله المحرم سنة سبع وثلاثين واربع مئة والف نجتمع في هذا المسجد النبوي المبارك لمدارسة متن من متون اصول الفقه الا وهو قواعد الاصول ومعاقد الفصول الذي الفه الشيخ العلامة عبد المؤمن ابن عبد القوي الحنبلي البغدادي المولود سنة ثمان وخمسين وست مئة والمتوفى سنة تسع وثلاثين وسبع مئة هذا الكتاب متن من المتون المهمة في اصول الفقه على مذهب الامام احمد ابن حنبل رحمه الله وقد وصف بانه من انفع مختصرات الحنابلة في اصول الفقه كما وصفه بهذا ابن بدران الحنبلي رحمه الله وهذه الرسالة اعتنى بها العلماء درسها العلماء ودرسها الطلاب حتى انها كانت مادة معتمدة في المعاهد العلمية ابان رئاسة الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله لها هذا المتن متن وجيز مختصر اختصره المؤلف رحمه الله من كتاب كبير له سماه تحقيق الامل في علمي الاصول والجدل وهذا الكتاب الاصل فيما اعلم مفقود انما مختصره هو الذي بين ايدينا جرد فيه المسائل عن دلائلها فهو كتاب مفيد نافع ان شاء الله لطالب العلم الذي يروم ان يتعلم هذا الفن المهم الا وهو اصول الفقه مؤلف الكتاب وهو صفي الدين الحنبلي البغدادي رحمه الله كان علم مبرزا واصوليا وفرضيا وكان له مكانة كبيرة في بلده في بغداد بل وفي العراق ورحل الى الشام والى مكة والى غيرهما والتقى بكبار اهل العلم ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بل انه اختصر كتابه منهاج السنة اختصره في مجلدين ثناء العلماء عليه كثير في ديانته وتعففه وفي ذكائه وفطنته عليه رحمة الله هذا عن الكتاب وهذا عن المؤلف اما هذا الفن الذي نرغب ان ندرسه من خلال هذا المتن فهو علم اصول الفقه وهو علم نافع مفيد لطالب العلم لا غنى له عنه ويحسن التقديم بين يدي هذه الرسالة بذكر المبادئ العشرة التي يحسن بطالب العلم ان يحيط بها قبل دراسة اي علم كما قال الصبان رحمه الله ان مبادئ كل علم عشرة الحد والموضوع ثم الثمرة ونسبة وفضله ونسبة والواضع والاسم الاستمداد حكم الشارع مسائل والبعض بالبعض اكتفى ومن درى الجميع حاز الشرف هذه المبادئ العشرة التي يحسن لطالب العلم ان يعلمها قبل ان يلج الى الفن الذي يريد اولا الحد يعني التعريف هذا العلم هو علم اصول الفقه وقد يذكر اختصارا بعلم الاصول والغالب انه اذا اطلق هذا الاصطلاح يعني علم الاصول فيراد به اصول الفقه عند المتأخرين اصول الفقه مصطلح مركب من جزئين من اصول ومن فقه وجرت عادة اهل العلم ان يعرفوا اصول الفقه من جهتين يعرفون هذا المصطلح باعتباره مركبا اضافيا هو عبارة عن مضاف ومضاف اليه وهذا يلزم فيه تعريف جزئي هذا التركيب ويعرفونه ايضا باعتباره علما ولقبا على فن مخصوص اما بالاعتبار الاول فان الاصول جمع اصل والاصل ما منه الشيء او هو الذي يستند الشيء في وجوده الى غيره ما يستند الشيء في وجوده الى غيره او ما ينبني عليه غيره وكل هذه التعريفات بمعنى من ذلك قول الله سبحانه وتعالى كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء الاصل يطلق في الاصطلاح ويراد به امور منها انه يطلق ويراد به القاعدة المستمرة ويطلق ويراد به الراجح ويطلب ويراد به الحكم المستصعب ويطلق ويراد به الدليل وهذا هو الغالب في الاستعمال وهذا هو المعنى المقصود في مصطلح اصول الفقه كأصول بمعنى ادلة واصل بمعنى دليل يقال هذه المسألة الاصل فيها الدليل الفلاني يعني الاصل فيها يعني الدليل فيها الدليل الفلاني من اية او حديث واما الفقه قيل ان الفقه هو الفهم وقيل انه الفهم الدقيق يعني فهم المسائل الدقيقة وقيل انه العلم قل اقرب والله اعلم انه الثاني فموارده في لغة العرب بل وفيما جاء في الكتاب والسنة تدل على انه اخص من مطلق الفهم فهو الفهم الدقيق واما الفقه في الاصطلاح فقد عرف بانه العلم بالاحكام الشرعية العملية المكتسب من ادلتها التفصيلية العلم بالاحكام الاحكام جمع حكم والحكم هو اثبات شيء لشيء الحكم هو اثبات شيء لشيء العلم بالاحكام الشرعية يعني التي لها تعلق بالشرع بدين الاسلام الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم اذا خرج من حد الفقه الاحكام العقلية ان الواحد نصف الاثنين او الاحكام الحسية كقولك الشمس طالعة ونحو ذلك انما هو العلم بالاحكام الشرعية العملية العملية يعني التي تتعلق بافعال المكلفين فخرج بهذا الاحكام العقدية مثلا. وعليكم السلام فانها تتعلق بالاعتقاد لا بالعمل العلم بالاحكام الشرعية العملية المكتسب هذا العلم مكتسب يعني مستفاد ومستنبط من ادلتها يعني ادلة الاحكام التفصيلية الدليل التفصيلي يعني الدليل المختص بالمسألة الجزئية كقوله تعالى مثلا واقيموا الصلاة هذا دليل تفصيلية بخلاف الادلة الاجمالية كالقرآن والسنة هكذا باجمال او قول الصحابي او القواعد المتعلقة بهذه الادلة الاجمالية ككون الامر يقتضي الوجوب والنهي يقتضي التحريم وما الى ذلك فهذا هو موضوع علم الاصول لا علم الفقه فالاصولي لا يبحث في الادلة التفصيلية انما هذا شأن الفقيه الفقيه هو الذي يبحث في الادلة التفصيلية في قوله تعالى مثلا واقيموا الصلاة او كتب عليكم الصيام وما الى ذلك لكنه يستنبط ذلك من خلال ما يمهده له الاصولي كما سيأتي بيانه ان شاء الله اذا هذا هو الفقه في الاصطلاح الذي استقر عليه الامر في تعريف الفقه فهو علم مخصوص ب هذا الجانب وهو احكام الاحكام الشرعية المتعلقة بالمسائل العملية التي تستنبط وتستفاد من الادلة التفصيلية وبالتالي خرج من هذا علم المقلد فانه ليس مبنيا عن ليس مبنيا على استنباط لانه ليس اهلا له انما هذا شأن الفقهاء المجتهدين لاحظ معي ان العلماء يذكرون في تعريف الفنون ان هذا العلم هو او ان هذا الفن هو العلم بكذا وكذا وهذا يراد به تحصيل ملكة هذا العلم لا انه العلم نفسه ليس هو العلم ذاته يعني حينما قالوا الفقه والعلم بالاحكام الى اخره هذا هو تعريف للملكة المراد اكتسابها في هذا الفن اما العلم نفسه فانه هو الاحكام الاحكام الشرعية هو الفقه بالتالي فمن عرف العلم باعتبار موضوعه او باعتباره هو بذاته فانه يقول الاحكام الشرعية واذا اراد تحصيل ملكة هذا الفن فانه يقول هو العلم بكذا كما سيأتي معنا في اصول الفقه عرفوا الاصول مثلا بانه العلم بالادلة الاجمالية هذا العلم بالاصول وليس هو الاصول. اما الاصول فهو الادلة يعني هذا العلم هو الادلة الاجمالية وكيفية الاستفادة منها وحال المستفيد المقصود ان هذا هو تعريف هذا المصطلح باعتباره مركبا اضافيا اما باعتباره لقبا وعلما فان اصول الفقه اصبح علما على علم مخصوص وفن مخصوص عند اهل العلم وسيأتي في تعريف المؤلف رحمه الله انه ادلة الفقه الاجمالية وكيفية الاستفادة منها وحال المستفيد وبعضهم يقول كما مر قريبا العلم بالادلة الاجمالية وآآ كيفية الاستفادة منها وحال المستفيد علم اصول الفقه هذا المصطلح يدور على هذا الذي علمته فهو يتعلق بالادلة الاجمالية لا بالادلة التفصيلية ثم بكيفية الاستفادة والاستنباط منها وحال هذا الذي يستفيد وحال هذا الذي يستنبط وهو المجتهد ويتبعه ايضا المقلد كما سيأتي ان شاء الله قريبا قال الحد والموضوع الموضوع هو الشيء الذي يبحث فيه في الفن ما هو الذي نبحثه في علم اصول الفقه الجواب هو الادلة الاجمالية هذا هو الموضوع يعني الشيء الذي تبحث فيه في هذا الفن الطب مثلا ما موضوعه بدن الانسان اليس كذلك النحو ما موضوعه الكلمة باعتبارها مركبة و الفقه ما موضوعه افعال المكلفين نحن نبحث في الفقه في افعال المكلفين وما يعرض لها من هذه الافعال من كون هذا الامر محرما عليها او واجبا عليها او مباحا لها الى اخره اذا الموضوع الذي نبحث فيه في علم اصول الفقه انما هو الادلة الاجمالية والادلة الاجمالية كما سيأتي معنا منها ادلة متفق عليها ومنها ادلة مختلف فيها يتبع العلم او يتبع معرفة الموضوع معرفة المسائل وان كانت في النظم جاءت متأخرة المسائل يعني العوارض والاحوال التي تعرض لموضوع الفن العوارض التي تعرض لموضوع الفن مسائل علمي اصول الفقه هي الاحوال التي تعرض للادلة الاجمالية من حيث كون هذه الادلة فيها امر وفيها نهي وفيها عام وفيها خاص وفيها ادلة جزئية قد يتوهم التعارض بينها فكيف يكون الجمع وكيف يكون الترجيح و ما الى ذلك من هذه المسائل وفي الجملة اصول الفقه مسائله ترجع الى اربعة ابواب مسائل اصول الفقه ترجع الى هذه الابواب الاربعة الادلة والاحكام و طرق الاستنباط وان شئت فقل دلالات الالفاظ والاجتهاد والتقليد هذه هي الابواب التي يرجع اليها او ترجع اليها مسائل اصول الفقه والمؤلف في الكتاب الذي بين ايدينا جعل الكتابة في ثلاثة ابواب ولم يذكر طرق الاستنباط او دلالات الالفاظ باستقلال لكنه ادخلها في الادلة فهو بحث طرق الاستنباط او دلالات الالفاظ في باب الادلة لانها هي الدلالات التي تدل عليها هذه الادلة كما سيأتي ان شاء الله اثناء الشرح الحد والموضوع ثم الثمرة. الثمرة يعني ما الفائدة وما الغاية التي يطلبها طالب هذا العلم لا شك ان اهم ما يطلبه طالب علم اصول الفقه هو تحصيل المسلك الصحيح في استنباط الاحكام الشرعية علم اصول الفقه قواعد وضوابط يرجع اليها الاستنباط الصحيح للاحكام الشرعية من الادلة وكيفية التعامل معها في حال اشتباه التعارض او ارادة الترجيح وآآ ما يحتاجه المجتهد وما يشترط فيه وما يتعلق باحكام المقلد وما يتبع ذلك من مسائل الفتوى والمفتي والمستفتي اذا هذه هي الثمرة الاهم في تحصيل او في اكتساب هذا العلم علم اصول الفقه ان تبنى الاحكام على اصول صحيحة وعلى قواعد منضبطة مبنية على تأصيل صحيح طالب العلم بحاجة ماسة في كل زمان الى علم اصول الفقه لكنه في هذا الزمان هو اليه احوج وذلك لان هذا الزمان المتأخر قد برز فيه كثير من اصحاب الشهوات والشبهات الذين حرفوا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واخترعوا مسالك جديدة في استنباط الاحكام وانت ترى وتسمع كل يوم هؤلاء الذين يخرجون على الناس بفتاوى غريبة واراء مخترعة ترجع الى مسالك عقلانية عصرانية او الى اه ما يسمى بمنهج التيسير المعاصر وهو الذي يراد به تطويع الادلة الشرعية لاهواء وشهوات الناس وما الى ذلك من هذه المسالك ولا تنسى ايضا هؤلاء المخالفين لمعتقدي اهل السنة والجماعة فانهم ربما اتكؤوا على ما يخترعونه ايظا من اصول في التعامل مع الادلة الشرعية ولذا فان طالب العلم بحاجة الى ان يضبط اصول الاستنباط الصحيح وان يضبط حدود المصطلحات التي قد يتذرع من خلالها اهل الاهواء ثمة مصطلحات من لم يضبطها فانه قد يدخل عليه الخلل وقد يلبس عليه بسببها اهل الاهواء والانحراف فيسمعون المسلم اليوم كلمات جميلة براقة لكنها محمولة على غير محملها تبنى عليها شواذ الاراء اسمعوا كلمة المصلحة تسمع كلمة التيسير تسمع كلمة القطع والظن تسمع كلمة المتشابه والمحكم تسمع اه كلمة آآ المجاز تسمع اه امثال هذه المصطلحات فمثل هذه المصطلحات يجب ان تضبط في ضوء ما مضى عليه السلف الصالح وما عرفه علماء الاسلام الراسخين فهذه هي اهم اه ثمرة اه يطلبها طالب علم اصول الفقه ثم بعد ذلك الفضل ما فضل هذا العلم؟ لا شك انه احد العلوم الشرعية النافعة والمهمة والمهمة لطالب العلم علم مفيد نافع مهم لطالب العلم كل ما جاء في الحث على التفقه في الدين آآ فضل ذلك فانه يشمل ايضا آآ هذا العلم باعتباره الوسيلة للتفقه في الدين لا يمكن ان تكون فقيها وانت لا تعرف اصول الفقه لا يمكن ان تعرف كيفية استنباط الاحكام الشرعية من الادلة وفق المنهج الصحيح دون ان تعرف اصول الفقه اذا هو علم نافع مفيد لطالب العلم جدا بل انه لا يقتصر نفعه للفقيه بل حتى غيره من آآ ممن يطلب غير الفقه من العلوم فانه في امس الحاجة الى علم اصول الفقه بل هم المفسر مثلا بحاجة ماسة الى ان يتفقه في هذا العلم فكيف سيفسر وكيف سيستنبط الاحكام والفوائد من الايات دون ان يتسلح بادوات ذلك وهذا مرجعه الى علم اصول الفقه ضمن ما يرجع اليه اه احتياج المفسر كذلك المحدث الذي يريد ان يتفقه في الحديث هو في امس الحاجة الى هذا العلم كذلك العقدي طالب علم الاعتقاد هو ايضا بحاجة الى هذا العلم. وذلك من حيث النظر بادلة العقيدة والتعامل معها وحملها على وجهها واستنباط المسائل العقدية هذا كله يحتاج الى ان يكون عنده ملكة اصولية كذلك في جانب الرد على المخالفين علم اصول الفقه من انفع ما يكون في هذا الباب فالاصولي المتمكن يستطيع ان يحاجج المخالفين في الاعتقاد فينتفع بما يذكره الاصوليون في قوادح العلة مثلا في مباحث القياس في رد الاقوال المخالفة من جهة قلب الدليل او من جهة المعارضة او ما شكل ذلك من هذه المسالك. المقصود انها هذا العلم من انفع ما يكون لطالب العلم ثم بعد ذلك النسبة ما نسبة هذا العلم الى اه العلوم الاخرى النسبة هي انه اولا احد العلوم الشرعية وثانيا هو اصل للفقه يعني انما تستفاد معرفة الاحكام الشرعية العملية من خلاله فهو للفقه كمصطلح الحديث للحديث وكاصول التفسير للتفسير يتبع ذلك معرفة الواضع يعني الذي ابتكر التأليف في هذا العلم المشهور بل المجمع عليه عند العلماء ان واضع هذا العلم هو الامام الشافعي رحمه الله وكان سبب ذلك طلب من الامام عبدالرحمن ابن مهدي الامام الناقد المحدث المشهور فالف رحمه الله بناء على طلبه هذا الامام الجليل الف رسالته المشهورة هذا الكتاب العظيم الرسالة هو اول ما الف في علم اصول الفقه الفه الشافعي رحمه الله اولا في العراق ثم لما نزل مصر اعاد تأليف الكتاب مرة اخرى والكتاب الذي بين ايدينا الان هو الرسالة الجديدة اما القديمة فانها قد فقدت هذا الكتاب من احسن كتب اصول الفقه ومن انفعها لطالب العلم وقد تناول فيه الشافعي رحمه الله جملة من مباحث الاصول لم يستوعب مباحث الاصول انما تناول جملة طيبة منها كمبحث حجية السنة وتثبيت خبر الواحد وبعض مسائل النهي والناسخ والمنسوخ وما الى ذلك من المسائل التي اه بينها في هذا الكتاب رحمه الله اه ولم يكن هذا هو الكتاب الوحيد للشافعي رحمه الله في الاصول فله ايضا كتاب اخر في جماع العلم وفي احكام القرآن وقد تضمن ذلك جملة من المباحث الاصولية ولكن كتاب الرسالة كتاب موضوع في اصول الفقه مشتمل على جملة كبيرة دون فيه رحمه الله القوانين التي يرجع اليها في استنباط الاحكام وان كان الكتاب اشمل من ذلك ايضا يعني الكتاب كتاب رواية فيه احاديث مروية بالاسناد والكتاب كتاب فقه فيه بحث لمسائل تفصيلية مثل بها المؤلف رحمه الله والكتاب ايضا مفيد في اللغة ففيه بحث لمسائل لغوية وهكذا وكذلك في مصطلح الحديث حتى قيل ان هذا الكتاب اول ما الف في مصطلح الحديث ايضا وينبغي ان تتنبه الى ان اصول الفقه كعلم مدرك موجود قبل الشافعي ولا شك فاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يبنون فتاويهم اه تقديراتهم في الاحكام الفقهية على الاصول الفقهية لا شك في ذلك ولا ريب انما ميزة الشافعي رحمه الله انه دون هذه القوانين وهذه القواعد وهذه الضوابط وحققها وجعلها في كتاب يرجع اليه فهو لاصول الفقه كالدؤلي لعلم النحو وكان خليل لعلم العروض وهكذا هذا بالنسبة للواضع بعد ذلك آآ يأتي الاسم اسمه هذا آآ العلم لا شك انه اصول الفقه او علم الاصول كما مر سابقا اما الاستمداد فالمراد بذلك المواد التي آآ استمد منها علم اصول الفقه يعني ما هي المعلومات التي احتاجها مدونو علم الاصول قبل ان يدون هذا العلم لابد ان يستحضر اشياء قبل ان يدون هذا الفن وهذا العلم علم اصول الفقه كما قد علمت علم شرعي اذا هو مستمد اولا من استقراء ادلة الكتاب والسنة هذه المسائل المبحوثة في علم الاصول مستمدة اولا من استقراء نصوص الكتاب والسنة ثانيا مستمد من اللغة العربية بل اكثر مسائل اصول الفقه هي في الواقع مسائل ترجع الى لغة العرب سواء تعلقت الالفاظ من جهة معانيها او من جهة كونها مركبة يعني فيما يرجع الى علم النحو او باعتبارها مفردة يعني ما يرجع الى علم الصرف او ما يرجع الى علم البلاغة. اكثر مسائل اصول الفقه ترجع الى لغة العرب ولا غروة في هذا فان اصول الفقه يبحث في الادلة الاجمالية والادلة الاجمالية رأسها كتاب الله ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذان لم يكونا الا بلغة العرب ايضا مما يستمد منه علم اصول الفقه اثاروا السلف الصالح وعلى رأسهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كثير من القواعد والاصول والضوابط في هذا الفن انما استفيدت من اثار السلف رحمهم الله رابعا علم الاعتقاد وذلك من جهة ان مسائل اصول الفقه ترجع في بعض جوانبها الى قضايا عقدية فمثلا البحث في القرآن وكيفية الاستنباط منه مبني على ثبوت انه حجة وذلك باثبات انه كلام الله كذلك البحث في السنة النبي صلى الله عليه وسلم مبني على كونها حجة وان النبي صلى الله عليه وسلم يجب اتباعه وان كلامه وحي وانه لا ينطق عن الهوى وانه معصوم في تبليغ الرسالة وما الى ذلك من هذه المسائل التي هي في حقيقتها مسائل عقدية اذا من جملة ما يستمد منه هذا العلم علم الاعتقاد ايضا بعد ذلك حكم الشارع هذا الفن توارد اهل العلم على ان حكمه هو فرض الكفاية يعني انه يجب على الكفاية تعلم هذا العلم لابد ان يكون في الامة آآ من افرادها من تحصل به الكفاية يرحمك الله في دراسة او في آآ ادراك علم اصول الفقه اخيرا المسائل وقد ذكرها ذكرناها قبل قليل فيما يتعلق بالموضوع هذه هي مبادئ علمي اصول الفقه و قبل ان ندخل ايضا في مسائل هذا المتن احب ان انبه تنبيهات قد يكون فيها فائدة طالب علم اصول الفقه هذه فوائد في دراسة هذا العلم مستفادة من خلال التأمل والبحث بكتب هذا العلم اولا ينبغي عليك يا طالب العلم ان تتنبه الى الثغرات العقدية في كتب اصول الفقه علم وصول الفقه علم كتب فيه اهل السنة وكتب فيه غيرهم ايضا بل ان كتاباتي غيرهم فيه اكثر من كتابات اهل السنة المحضة وبالتالي فينبغي عليك وانت تقرأ ان تعرف عقيدة من تقرأ له وان تكون ذا فهم وادراك للمواظع التي يخطئ فيها الاصوليون تجد مسائل آآ يخطئ فيها من يخطئ ممن يؤلف في هذا الفن وقد يكون هذا عن جهل منه وعدم ادراك وقد يكون نصرة منه لعقيدته التي يتحمس لها تجد مسائل تتعلق بالامر مثلا اه وعلاقته بالارادة تجد مسائل تتعلق القرآن من جهة كونه كلام الله عز وجل تجد مسائل تتعلق بقضايا الحكمة لا سيما في مسائل العلة في باب القياس وامثال ذلك من مسائل عقدية قد تكون واضحة وقد تكون دقيقة آآ ولذا فاذا كنت مبتدأ في هذا الفن فالوصية ان تقرأ الكتب الصافية في هذا العلم وآآ هي بحمد الله موجودة ومتيسرة لطلاب العلم ومنها ذاك الكتاب العظيم الذي ذكرته لك وهو الرسالة ومنها كتابات اه لعلماء جاؤوا بعد الشافعي اه كتبوا في علم اصول الفقه كتابات نافعة على منهج اهل السنة والجماعة وقد تكون هذه الكتابات موافقة لمنهج اهل السنة والجماعة جملة وتفصيلا ولربما ايضا تكون قد وقعت بعض الدقائق لكن في الجملة كتاباته موافقة لمعتقد اهل السنة والجماعة ومن آآ احسن تلك المؤلفات التي ينبغي ان تحرص عليها ما دونه شيخ الاسلام رحمه الله في مواضع من كتبه وكذلك تلميذه ابن القيم والعصر الحديث ولله الحمد توجهت همة كثير من اهل العلم المعاصرين الى التأليف في اصول الفقه والكتابة فيه في ضوء معتقد اهل السنة والجماعة ومن احسن الكتب التي اوصيك بقرائتها والعناية بها وان تكثر المطالعة فيه كتاب مذكرة اصول الفقه للشيخ العلامة محمد الامين الشنقيطي رحمه الله فانه كتاب متين آآ فيه من جودة التحقيق ما يتميز به عن كثير من الكتب اضافة الى انه كتاب صاف عقديا فمثل هذا الكتاب يعني ينبغي ان يكون لك به صلة ايضا من الوصايا او الفوائد المتعلقة بهذا العلم تنبه الى صحة القواعد الاصولية آآ ولا تعتمد كلما يقال انه قاعدة اصولية وهذا شيء لا يختص آآ هذا العلم فكل العلوم العلوم فيها آآ صحيح وفيها ما هو دونه وفيها راجح وفيها مرجوح كذلك هذا العلم فمن مسائل اصول الفقه ما يقال انه قاعدة والواقع انه قاعدة لم تبنى على اساس صحيح تجد مثلا طائفة من الاصوليين يقررون ان خبر الواحد اذا كان راويه غير فقيه فانه لا يقبل الخبر اذا خالف القياس مثلا وبنوا على هذا رد جملة من مرويات ابي هريرة رضي الله عنه وهو من افقه الصحابة رضي الله عنه آآ تجد مثلا آآ طائفة من المصلين يقعدون قاعدة فيقولون ان خبر الواحد فيما تعم به البلوى لا لا يقبل هذه قاعدة غير صحيحة بل حديث النبي صلى الله عليه وسلم متى صح فانه على الرأس وعلى العين ولابد على كل مسلم من ان يقبله وان يسلم بما جاء به ايضا من الفوائد وهو الامر الثالث آآ اجعل همتك في تحقيق الخلاف المثمر دون غيره من مسائل اصول الفقه ما فيه خلاف طويل ولكن عند التحقيق لا ثمرة من ورائه فمثل هذه المسائل اوصيك بالا تسترسل فيها لئلا يظيع عليك الوقت والجهد انما اجعل همتك في تحقيق المسائل التي الخلاف فيها مثمر وهذا يحتاج منك الى ان يكون عندك دربة وآآ رسوخ في هذا العلم وهذا يكون على اه مر الايام والليالي وصية او فائدة رابعة احرص على تطبيق ما تعلمته من قواعد اصولية ان كنت تريد ان تكون فقيها لا يكفي ان تتعلم اصول الفقه ثم تقف علم اصول الفقه علم الة يعني من علوم الالة ليس من العلوم المقصودة لذاتها انما هو مقصود لاجل تحصيل الاحكام الشرعية وحسن الاستنباط من الادلة الشرعية وبالتالي فان من يدرس هذا العلم ثم لا يستفيد منه بعد ذلك في التطبيق حين النظر في الادلة او في كتب الفقهاء فانه ما استفاد الفائدة المرجوة كالذي يدرس علم المصطلح مثلا ثم لا يصبر المرويات ولا يطبق ما قرأه على آآ الاسانيد اذا احرص على ان تهتم بهذه القضية وهذا تستفيد تستفيده كثيرا من كتابات العلماء الذين اعتنوا بابراز التطبيق الاصولي على الفقه كابن عبد البر مثلا في التمهيد في الاستذكار كابن قدامة مثلا في المغني كالشوكاني في نيل الاوتار واوضح من اولئك جميعا ابن دقيق العيد في شرحه على العمدة في احكام الاحكام فهو من اميز وابرز العلماء الذين احسنوا تطبيق القواعد الاصولية على اه ما يستفاد من الاحاديث اه الامر الخامس فرق يا طالب هذا العلم بين منصوصات الائمة والتخريجات على اقوالهم ربما تجد من يكتب في هذا العلم من متقدمين او متأخرين من ينسب الى الائمة اقوالا ليست هي من اقوالهم انما هي محرجة عليها بل ربما اقوالهم تعارضها آآ خذ مثلا على هذا ينسب كثير من الاصوليين الى ابي حنيفة رحمه الله والى صاحبيه آآ محمد وابي الحسن اه محمد وابي يوسف ينسبون اليهم ان خبر الواحد لا يقبل فيما تعم به البلوى ذكر ابن القيم رحمه الله في كما في مختصر الصواعق ان هذا كذب عليهم بل هذا من اقوال اه علماء المذهب ليس من كلام هؤلاء الائمة. واول من قال بهذا عيسى ابن اباه اذا لا بد ان تتنبه الى ما ينسب الى الائمة هل هذه النسبة صحيحة؟ وهل هذا منصوص كلامهم او هو مخرج على كلامهم وبالتالي هل هذا تخريج تخريج صحيح او غير صحيح ايضا آآ فائدة سادسة آآ تنبه بارك الله فيك بالخلافات الاصولية الى خلاف من يعتبر خلافه والى من لا يعتبر خلافه كذلك الى النسبة الى الجمهور فان كتب الفقه اه كتب الاصول كما قد ذكرت لك قد الفك فيها كثير من آآ المخالفين لمعتقد اهل السنة والجماعة وبالتالي هم يتكلمون عن اصولهم لا عن اصول اهل السنة والجماعة لا يخفاك ما ذكر ابن خلدون رحمه الله في المقدمة ان اركان هذا العلم هي البرهان لابي المعالي الجويني المستصفى للغزالي العهد للقاضي عبد الجبار والمعتمد لا بالحسين البصري. لاحظ كتابان اه اشعريان وكتابان معتزليان ثم جاء الرازي في المحصول والامدي في الاحكام فلخص هذه الكتب وهذان من اشهر كتب اصول الفقه اذا في مثل هذه الكتب وعليها اعتمد كثير من الاصوليين ربما تجد النسبة الى الجمهور يقول هذا قول الجمهور او وقع خلاف والواقع ان خلاف اهل الاهواء غير معتبر فتنبه الى هذه المسائل ربما تجد في كتب الاصول آآ ذكر خلاف والسلف مجمعون على خلافه فينبغي ان تتنبه الى مثل هذه الدقائق ايضا اه امر اخير وفائدة اخيرة ووصية اخيرة وهي ان علم اصول الفقه يحتاج منك الى منهجية في دراسته اه لا اخوفك ابدا بل ارى ان عزوف بعض طلاب العلم عن دراسة هذا العلم لظنهم انه علم صعب وعلم دقيق اه لا يقدر عليه كل احد وما الى ذلك هذا كله اه لا حقيقة له. هذا العلم علم آآ يلتد به طالبه وفيه شحذ للعقول وفيه تنظيم للفكر اه الحاجة اليه ماسة وسوف تجد فائدته اذا احسنت دراسته ولكن يحتاج هذا العلم الى ان تتدرج فيه تدرجا علميا منهجية فلا يصلح ان تهجم على كتب فتقرأ فيها وتدرسها وتطالعها وانت لست مؤهلا لذلك انما خذ هذا العلم بالتدريج فابدأ بالكتب الميسرة ثم ارتقي بعدها الى ما فوق ثم ما فوق حتى يصلب عودك وتقف فيه يعني في هذا العلم على ارض صلبة اما الذي يخوض في هذه آآ الكتب ويخبط فيها آآ دون تمييز بينما يناسبه وما لا يناسبه من حيث مستواه العلمي فانه في الغالب سيقع فيه اه سيقع له شيء من التشويش فالنصيحة في كل العلوم ان تسلك آآ مسلكا منهجيا صحيحا تستفيده ممن سبقك في هذا العلم واخص ما ينبغي ان تعتني به في المنهجية في العلوم هو علم اصول الفقه اه كنت اود ان نأخذ جملة من اه