بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن. الحمد لله على عظيم فضله وتوفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه. واشهد ان سيدنا ونبينا نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله الداعي الى رضوانه. اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وبعد اخوة الاسلام فمن رحاب بيت الله الحرام. ومن جوار الكعبة المعظمة ينعقد هذا المجلس العاشر من مجالس مدارستنا لكتاب زاد المعاد. في هدي خير العباد صلى الله عليه واله وسلم للامام ابي عبد الله محمد ابن ابي بكر ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى. في هذا اليوم الخميس الرابع عشر من شهر الاولى سنة الف واربعمائة واربعة واربعين من هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام. في هذه الليلة الكريمة ليلة الجمعة مستكثرين في هذا المجلس من صلاتنا وسلامنا على عبد الله ورسوله نبينا وامامنا وقدوتنا وهادينا وشفيعنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. نرجو بذلك عظم الثواب ومضاعفة الاجر وصلاة ربنا علينا من فوق سبع سماوات. فقد قال المصطفى عليه الصلاة والسلام من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا عليك صلاة الله يا اكرم الورى ويا خير عبد للمهيمن قد سرى ويا خير من قام لله ناجيا ويا خير من لبى وطاف وكبر يا رب صلي وسلم وبارك عليه ازكى صلاة واتم سلام يا ذا الجلال والاكرام. وقد وقف بنا الحديث ايها الكرام ليلة الماضية في الفصل الذي عقده المصنف رحمه الله لذكر نسب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وفي هذا السياق استطرد رحمه الله في ذكر جد رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي الكريم اسماعيل ابن ابراهيم السلام وهو يذكر ما يتعلق بمسألة قصة ذبحه التي وردت في سورة الصافات معرجا على الخلاف بين اهل العلم الذبيح المذكور في الاية الكريمة هل هو اسماعيل او اسحاق ولدي ابراهيم الخليل عليه وعلى انبياء رسل الله كرام صلاة الله وسلامه جميعا. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولنا ولوالدينا وللمسلمين قال المصنف رحمه الله فصل في نسبه صلى الله عليه وسلم وهو خير اهل الارض نسبا على الاطلاق فلنسبه من الشرف اعلى ذروته واعدائه كانوا يشهدون له بذلك ولهذا شهد له به عدوه اذ ذاك ابو سفيان بين يدي ملك بين يدي ملك الروم فاشرف القوم قومه واشرف القبائل قبيلته واشرف الافخاذ فخذه صلى الله عليه وسلم فهو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب. فهو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ابن الياس ابن مضر ابن نزار ابن معد ابن عدنان. الى هنا معلوم الصحة. متفق عليه بين النسابين لا خلاف ففيه البتة وما فوق عدنان فمختلف فيه ولا خلاف بينهم ان عدنان من ولد اسماعيل. نعم تقدم ليلة الجمعة الماضية ان نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابيه عبدالله الى ابي البشرية ادم عليه السلام هذا النسب النبوي ينقسم الى قسمين اولهما متفق عليه وهو ما وقع في نسبه الشريف صلى الله عليه وسلم من ابائه عبد الله الى اسماعيل الى الى الى معد ابن عدنان. هذا القسم الاول متفق عليه بان النسابين لا خلاف فيه. على السياق الذي سمعتم قبل قليل ثم اختلفوا فيما بين عدنان واسماعيل وما فوق اسماعيل عليه السلام الى ادم عليه السلام. ولهذا لا يصح ان يجزم احد فيقول هذا نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ادم عليه السلام. فان الذي يقطع به ويجزى ما انتهى به النسب الى عدنان. واختلفوا فيما بين عدنان واسماعيل. قيل تسعة اباء وقيل سبعة وقيل خمسة عشر ابا قيل اربعون وهو بعيد وقول غريب. لكن كما تقدم ان عروة ابن الزبير رضي الله عنه عن ابيه قال ما وجدنا من ما وراء عدنان ولا قحطان الا تخرصا يعني لا يوجد من اهل النسب والعلم به من يجزم في النسب نسب البشر في العرب ما وراء عدنان وقحطان. ولهذا قال ايضا ابو بكر ابن سليمان ابن ابي حثمة وكان من اعلم قريش بانسابها واشعارها قال ما وجدنا احدا يعلم ما وراء معد ابن عدنان في كعر شاعر ولا علم عالم قال ابن سعد رحمه الله الامر عندنا الامساك عما وراء عدنان الى اسماعيل. ولهذا اخرج الطبراني كما ذكر الحافظ ابن ابن حجر باسناد جيد عن عائشة رضي الله عنها قالت استقام نسب الناس الى معد ابن عدنان وعائشة رضي الله عنها نسابة تعلمت النسب من ابيها ابي بكر رضي الله عنه. قالت استقام نسب الناس الى معد ابن عدنان. تقول هذا القدر مستقيم يعني معلوم عند اهل علم الانساب وما وراء ذلك فلا تستطيع ان تجزم به. يقول الامام الحافظ ابن حبان نسبة رسول الله صلى الله عليه وسلم تصح الى عدنان. وما وراء عدنان قال فليس عندي شيء صحيح اعتمد عليه هذا اتفاق بين اهل العلم فمن ساق نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليقف عند معد ابن عدنان كما ذكر المصنف رحمه الله وهنا وما وراء ذلك فمختلف فيه واذا بها واذا انتهينا الى هذا النسب فان علمه وحفظه اولى بي وبك من العلم والحفظ لنسب بينه وبين ابائه واجداده. لانه نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالعناية به شرف وتعلمه ايضا جزء من علم احدنا بسيرة رسول الله عليه افضل الصلاة واتم السلام. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله واسماعيل هو الذبيح على القول الصواب عند علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم واما القول بانه اسحاق فباطل من اكثر من عشرين وجها اوجزت الايات في سورة الصافات قصة الذبيح ابن ابراهيم الخليل عليه السلام. قال الله تعالى فبشرناه بغلام حليم. فلما بلغ معه السعي قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى ووقع الخلاف هذا الغلام من ولدي ابراهيم عليه السلام. اهو اسماعيل ام اسحاق؟ اسماعيل ابن سارة ام بعيد بن هاجر ام اسحاق بن سارة وكلتاهما انجبت لابراهيم الخليل عليه السلام. هذه انجبت له اسماعيل وتلك ثبت له اسحاق فاسماعيل جد رسول الله صلى الله عليه وسلم واسحاق جد انبياء بني اسرائيل عليهم السلام فكل الانبياء من نسل ادم من نسل ادم عليه السلام الى ابراهيم عليه السلام انحصروا في ابنيه اسحاق واسماعيل عليهما وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام. يقول المصنف اسماعيل هو الذبيح ثم قال هو القول الصواب عند علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم. يشير الى خلاف في المسألة لكنه خلاف لا يترتب عليه عمل وليس من ورائه ايضا ثمرة فقهية اسماعيل واسحاق كلاهما نبي كريم. ابن خليل الله ابراهيم عليه سلام. وكلهم انبياء كرام من المصطفين الاخيار الذين اثنى الله عز وجل عليهم في كتابه الكريم. يقول شيخ الاسلام ابن رحمه الله عن مسألة خلاف العلماء في الذبيح هل هو اسماعيل او اسحاق؟ قال فيها مذهبان مشهوران للعلماء. قال كل منهما مذكور عن طائفة من السلف. وفي الجملة يقول رحمه الله وفي الجملة فالنزاع فيها مشهور لكن الذي يجب القطع به انه اسماعيل. قال وهذا الذي تدل عليه الكتاب والسنة والدلائل المشهورة. وهو الذي تدل عليه التوراة التي بايدي اهل الكتاب وابن القيم هنا في الكتاب سيستطرد قليلا في ذكر الادلة المثبتة ان اسماعيل عليه السلام هو الذبيح وليس اسحاق فسواء قلته اسماعيل او اسحاق ليس فيه الا اثبات منقبة وفضيلة وشرف واليهود يزعمون ذلك لاسحاق لانه جدهم وينكرون انه لاسماعيل لانه جد العرب. حسدا وبغيا. والقولان مشهوران. ولهذا فان الامام الحافظ ابن كثير رحمه الله ايضا في تفسير السورة الكريمة قال وقد قال بان الذبيحة اسحاق طائفة كثيرة من السلف وغيرهم فلا تتعجب لو وجدت اسماء بعض الصحابة والتابعين يذكرون ان الذبيح هو اسحاق هذا قول مأثور ومشهور كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية والذي حكي القول عنه بان الذبيحة اسحاق كعب الاحبار وهو من علماء بني اسرائيل الذين اسلموا. فاذا كان كعب الاحبار يقول بذلك فربما كان هذا منشأه مما اخذ من علمه بالتوراة قبل ان يسلم رضي الله عنه. قال الحافظ ابن كثير وروي هذا القول عن عمر والعباس وعلي وابن مسعود ومسروق وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد وعطاء وساق اسماء جملة من كبار العلماء ثم قال وهو اختيار ابن جرير الامام المفسر شيخ المفسرين. فانه ايضا في تفسيره الامام الطبري رجح بان الذبيحة هو اسحاق السلام واستدل لذلك يقول الحافظ ابن كثير وهذا عجب منه وهو احدى الروايتين عن ابن عباس ولكن الصحيح عنه وعن هؤلاء انه اسماعيل عليه السلام. والمقصود يا كرام اثبات الخلاف في المسألة والمصنف رحمه الله يقول القول بانه اسحاق باطل من اكثر من عشرين وجها. هذا ترجيح يصنعه العلماء في المسائل الخلافية واذا انتصر احدهم لقول او رجح مذهبا فضعف ما يقابله ليس هذا قدحا في العلماء القائلين بالقول الاخر ولا اسقاطا لعلمهم ولا ذما لمكانتهم هذا شيء النقاش العلمي واثبات الادلة والاحتجاج ورد ما يقابله امر لا علاقة له بالقدح في مكانة علم العلماء ولا اثبات فضلهم فلا يحملنك ما ستسمع من تفنيد القول بانه اسحاق عليه السلام ليس له علاقة بالقدح في العلماء القائلين به. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية تقدس الله روحه يقول هذا القول انما هو تلقن عن اهل الكتاب مع انه باطل بنص كتابهم. فان فيه ان الله ان الله امر فان فيه ان الله امر ابراهيم ان يذبح ابنه بكره وفي لفظ وحيده ولا يشك اهل الكتاب مع المسلمين ان اسماعيل هو بكر اولاده في نص نسخ التوراة التي فيها قصة ابراهيم عليه السلام يقول ان الله عز وجل امر ابراهيم عليه السلام بذبح ابنه اللفظ في التوراة يقول خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحاق واذهب الى ارض المرية اصعده هناك الى اخر ما قال. لفظ التوراة خذ ابنك وحيدك. يقول شيخ الاسلام في بعظ بالترجمات الاخرى خذ ابنك بكرك. السؤال من بكر ابراهيم عليه السلام اسماعيل ام اسحاق اسماعيل هو بكره خذ ابنك وحيدك لو قلت الترجمة ليست البكر بل الوحيد. ايهما كان وحيدا لابراهيم عليه السلام؟ اسماعيل. فالنص في التوراة يصف وصفا لا ينطبق الا على اسماعيل. لكنه اورد اسم اسحاق. يقول لفظ التوراة خذ ابنك وحيدك الذي تحب اسحاق. يقول شيخ الاسلام رحمه الله وفي ترجمة اخرى بكرك. فهي ترجمة وليست لفظا اخر في التوراة. ثم قال رحمه الله ولم يفعل هذا الا اليهود تحريفا منه. فحذفوا اسم اسماعيل واوردوا اسم اسحاق في النص مع انه لا يستقيم فاللفظ او الوصف لا ينطبق الا على اسماعيل وهو تحريف منهم لما اسقطوا اسم اسحاق عليهم جميعا صلاة الله وسلامه. نعم الله اليكم قال رحمه الله والذي غر اصحاب هذا القول ان في التوراة التي بايديهم اذبح ابنك اسحاق قال وهذه الزيادة من تحريفهم وكذبهم لانها تناقض قوله اذبح ابنك بكرك ووحيدك ولكن اليهود حسدت بني اسماعيل على هذا الشرف فاحبوا ان يكون لهم وان يسوقوه اليهم ويحتازوه دون العرب. ويابى الله الا ان يجعل فظله لاهله وكيف يسوغ ان يقال ان الذبيحة اسحاق والله تعالى قد بشر ام اسحاق به وبإبنه يعقوب فقال تعالى عن الملائكة انهم قالوا لابراهيم لما اتوه بالبشرى لا تخف انا ارسلنا الى قوم لوط وامرأته فضحكت فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب. فمحال ان يبشرهما بانه يكون له ولد ثم يأمره بذبحه ولا ريب ان يعقوب داخل في البشارة فتناول البشارة لاسحاق ويعقوب في اللفظة في اللفظ واحدة في اللفظ واحدة هذا ظاهر الكلام وسياقه. الله عز وجل لما بشر ابراهيم عليه السلام في قصة قوم لوط قال لا تخف انا ارسلنا الى قوم لوط. لما جاءت الملائكة وامرأته قائمة امرأة ابراهيم عليه السلام في هذا السياق من هي سارة وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب يعني هذا النسل بشر به ابراهيم عليه السلام وتعلمون بقية السياق انها تعجبت ان تبشر بالولد على كبر سنها وما اصابها يقول موضع الشاهد محال ان يبشرهما بولد ثم يأمره بذبحه هنا لا تتم البشارة. البشارة من الله التي يدخل بها السرور على العبد لا يكدرها شيء فلو كان اسماعيل فلو كان اسحاق عليه السلام هو الذي امر الله ابراهيم عليه السلام بذبحه لما تمت البشارة ولهذا فان الحافظ ابن كثير رحمه الله لما ذاق ذكر هذا القول وان الذبيحة هو اسماعيل وليس اسحاق قال لا يفهم من القرآن الا هذا بل المفهوم بل المنطوق بل النص عند التأمل انه اسماعيل. قال وما احسن ما استدل به محمد بن كعب قرضي على انه اسماعيل وليس اسحاق لما قال في الاية فبشرناها باسحاق. قال محمد بن كعب قال كيف تقع البشارة باسحاق وانه سيولد له يعقوب ثم يؤمر بذبح اسحاق وهو صغير كيف يؤمر بذبح اسحاق وهو صغير والبشارة ان اسحاق سيكون له ولد ويسمى يعقوب هذا ما يستقيم فيقول هذا من احسن ما استدل به ان الذبيحة لا يكون اسحاق لان الله بشر به قبل ان يولد انه اسحاق وبانه سيكون له ولد واسمه يعقوب. فجاءت البشارة مبكرا قبل ان يولد اسحاق فكيف يأمر بذبحه قال هذا من احسن ما استدل به. قال هذا لا يكون لانه يناقض البشارة المتقدمة والله اعلم. نعم ولا ريب ان يعقوب ولا ريب ان يعقوب داخل في البشارة فتناول البشارة لاسحاق ويعقوب في اللفظ واحدة هذا ظاهر الكلام وسياقه فان قيل لو كان الامر كما ذكرتموه لكان يعقوب مجرورا عطفا على اسحاق فكانت القراءة ومن وراء اسحاق يعقوبا اي ويعقوب من وراء اسحاق يعقوب اي وبيعقوب من وراء اسحاق. في الاية الكريمة قراءتان صحيحتان متواترتان. فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب بالنصب وهي قراءة بعض القراء كابن عامر وحمزة وحفص عن عاصم وقرأ الجمهور بالرفع فبشرناها باسحاق. ومن وراء اسحاق يعقوب انتبه الى ان المصنف الامام ابن القيم رحمه الله يقصد قراءة ابي عمر البصري. فانها كانت قراءة سائدة في كثير من بلاد الاسلام ومنها ارض الشام التي نشأ فيها الامام الحافظ ابن القيم. فهو يتكلم في الاية واثبتها في كتابه على قراءة ابي عمرو وهو بقراءة الجمهور بالرفع. فانت لما تقرأ الاية وبشرناه فبشرناها باسحاق والاسم الاعجمي يجر بالفتحة لانه غير منصرف. ومن وراء اسحاق يعقوب فيكون يعقوب بالفتحة ها هنا مجرورا بالفتحة عطفا على اسحاق ومعنى الاية فبشرناها باسحاق وبه يعقوب هذا على قراءة النصب تكون البشارة حصلت بمن؟ بالاثنين باسحاق وبيعقوب. اما على قراءة الرفع فبشرناها باسحاق. انتهى الكلام ثم استأنفت جملة جديدة ومن وراء اسحاق يعقوب. اي ويعقوب من وراء اسحاق فجملة لا علاقة لها بالبشارة في السابقة في الجملة التي قبلها. ابن القيم رحمه الله يتكلم على قراءة الرفع. التي اثبتها في الكتاب يقول ومن ورائي اسحاق يعقوب اذا يعقوب لم تحصل به البشارة. فلهذا اورد السؤال قال فان قيل لو كان الامر كما ذكرتموه لكان مجرورا عطفا على اسحاق. ولكانت القراءة ومن وراء اسحاق يعقوب. اي ويعقوب من وراء اسحاق فاراد ان يقول اولا القراءة صحيحة. حتى الجر بالفتحة قراءة صحيحة ثابتة. وحتى على قراءة الرفع ومن وراء اسحاق يعقوب هو ايضا متضمن لمعنى البشارة وان لم يكن صريحا باللفظ معطوفا عليه في الاعراب. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قيل لا يمنع الرفع من ان يكون يعقوب مبشرا به. لان البشارة قول مخصوص وهي اول خبر سار صادق وقوله ومن وراء اسحاق يعقوب جملة متضمنة لهذه القيود. فتكون بشارة بل حقيقة البشارة هي الجملة الخبرية ولما كانت البشارة قولا كان موضعها كان موضعها كان موضع هذه الجملة نصبا على الحكاية بالقول كان المعنى قلنا لها من وراء اسحاق يعقوب والقائل اذا قال بشرت فلانا بقدوم اخيه وثقله في اثره لم يعقل منه الا البشارة بالامرين جميعا. هذا ما لا يستريب ذو فهم فيه البتة. ثم يضعف الجر امر اخر وهو ظعف وقولك مررت بزيد ومن بعده عمر لان العاطف يقوم مقام حرف الجر فلا يفصل بينه وبين المجرور كما لا يفصل بين حرف الجر والمجرور. ومع ذلك فقد صحت القراءة كما سمعت ايضا بالجر فتحة لانه اسم اعجمي ومن وراء اسحاق يعقوب طوبى فحتى لو ضعفها نحوا فانها صحيحة قراءة ولها وجه ايضا يستقيم به الاعراب. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ويدل ويدل عليه ايضا ان الله سبحانه لما ذكر قصة ابراهيم وابنه الذبيحة في سورة الصاف فقال فلما اسلما وتله للجبين وناديناه ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا انا نجزي المحسنين ان هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم. وتركنا عليه في الاخرين سلام على ابراهيم كذلك نجزي المحسنين انه من عبادنا المؤمنين. ثم قال وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين. طيب سياق الايات ايضا يساعدك على الفهم في اول الايات قال فبشرناه بغلام حليم. فلما بلغ معه السعي قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك ثم حصل الحوار بين ابنه الحليم سواء قلت اسحاق او قلت اسماعيل لكن لما حصل ما حصل وجاء الفداء وفديناه بذبح عظيم الكبش الذي ذبحه ابراهيم عليه السلام قال الله بعد ذلك وتركنا عليه في الاخرين سلام على ابراهيم كذلك نجزي المحسنين. انه من عبادنا المؤمنين بشرناه باسحاق. اذا البشارة الاولى ما كانت باسحاق كانت بغيره والا كان تكرارا لا معنى له فبشرناه بغلام حليم. تقول هو اسحاق ثم تأتي بعدها تقول وبشرناه باسحاق تكون بشارة مكررة وان قال بعضهم وسيرده المصنف ان البشارة الاولى بولادة اسحاق والبشارة الثانية بنبوته فبشرناه بغلام حليم يعني ان يولد له غلام ثم قال وبشرناه باسحاق نبيا كانت البشارة بالنبوة فلا تعارض بين البشارتين وسيرد عليها المصنف الان. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله فهذه بشارة من الله له شكرا على صبره على ما امر به. وهذا ظاهر جدا في ان بشر به غير الاول بل هو كالنص فيه فان قيل فالبشارة الثانية وقعت على نبوته اي لما صبر الاب على ما امر به واسلم الولد لامر الله جازاه الله على ذلك بان اعطاه النبوة قيل البشارة وقعت على المجموع على ذاته ووجوده وانه يكون نبيا ولهذا نصب نبيا على الحال المقدرة. يعني وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين يقول هذه الاية لم تقع فيها البشارة بنبوة اسحاق عليه السلام فقط لا البشارة باسحاق ان يوجد له ولد وان يكون نبيا. فالبشارة وقعت بذاته وبنبوته. ولهذا قال وبشرناه باسحاق ايش لا باسحاق ولدا ثم قال نبيا فصارت وصفا زائدا على مجرد البشارة باسحاق فوقعت البشارة باسحاق اعطى ولدا بابراهيم عليه السلام والبشارة باسحاق ايضا نبيا من انبياء الله عليهم السلام فاذا تم هذا المعنى اصبحت اية وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين تامة في البشارة باسحاق عليه السلام ونبيا وعندئذ لابد ان تحمل الاية الاولى فبشرناه بغلام حليم على ابن اخر غير اسحاق ولا يكون الا اسماعيل عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام احسن الله اليكم قال رحمه الله قيل البشارة وقعت على المجموع على ذاته ووجوده وانه يكون نبيا. ولهذا نصب نبيا على حال المقدرة اي مقدرين نبوته. فلا يمكن اخراج البشارة ان تقع على الاصل. ثم ثم تخص بالحال التابعة الجارية مجرى الفضل هذا محال من الكلام بل اذا وقعت البشارة على نبوته فوقوعها على وجوده اولى واحرى. اذا هذان دليلان استدل بهما المصنف رحمه الله على ان الذبيحة هو اسماعيل عليه السلام وليس اسحاق عليه السلام الدليل الاول ان الله عز وجل ذكر في الاية الكريمة ما بشر به اسحاق فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب. وانه لا تكون البشارة بنبي يكون له ولد ثم يباهي عمر إبراهيم عليه السلام بذبحه. والدليل الثاني ما قرره هنا في السياق ان الله قال بعد ذلك وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين فلابد ان يكون ولدا اخر. للخليل ابراهيم عليه السلام غير اسحاق عليه السلام ولن يكون الا اسماعيل. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله وايضا فلا ريب ان الذبح كان بمكة. هذا دليل ثالث. نعم. ولذلك جعلت يوم النحر بها كما جعل السعي بين الصفا والمروة ورمي الجمال تذكيرا بشأن اسماعيل وامه واقامة لذكر الله ومعلوم ان اسماعيل وامه هما اللذان كانا بمكة دون اسحاق وامه. اين وقع الامر لابراهيم عليه السلام بذبح ولده في مكة وهل كان اسحاق بمكة الجواب لا ليس الا اسماعيل في صحبة امه لما تركهما في قصة بناء الكعبة وبدء الحياة في مكة كما اخرج البخاري وغيره في الصحيح فهذا دليل ثالث ولهذا يعني كيف تستطيع ان تثبت ان الامر بالذبح كان في مكة قال لانك ترى اعمال المناسك التي بقيت في شريعتنا معشر المسلمين مرتبطة بال إبراهيم عليه السلام الطواف بالكعبة التي بناها ابراهيم واسماعيل عليهما السلام السعي بين الصفا والمروة التي سعت بينهما هاجروا بحثا للماء لاسماعيل عليه السلام رمي الجمرات اتباعا لابراهيم عليه السلام لما رجم الشيطان في تلك المواضع في قصة ذبحه لولده اسماعيل عليه السلام. فاعمال مرتبطة بقصة ابراهيم وال ابراهيم عليه السلام. وكل ذلك كان بمكة. فلا يقال انه امر بذبح ولده هناك في ارض الشام ثم تأتي قصة الذبح وتأتي اعمال المناسك ومنها ذبح القرابين. والاضاحي يوم العيد سنة الخليلين ابراهيم عليه السلام ومحمد ابي القاسم صلى الله عليه وسلم تأتي ذبيحة الاضحية اتباعا لهدي النبيين الكريمين الخليلين ابراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام. وما حصل لابراهيم عليه السلام ذلك الا بمكة وما كان بمكة من اولاده الا اسماعيل. فهذه دلالة اخرى لاثبات ان الذبيحة كان اسماعيل عليه السلام. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله ولهذا اتصل مكان الذبح وزمانه بالبيت الحرام الذي اشترك في بنائه ابراهيم واسماعيل وكان النحر بمكة من تمام حج البيت الذي كان بناؤه على يد ابراهيم وابنه اسماعيل زمانا ومكانا ولو كان الذبح بالشام كما يزعم اهل الكتاب ومن تلقى عنهم لكانت القرابين والنحر بالشاملة بمكة. هذا دليل رابع قال وايضا فان الله سمى الذبيحة حليما. نعم قال وايضا فان الله سبحانه سمى الذبيحة حليما. اين هذا فبشرناه بغلام حليم. نعم وايضا فان الله سبحانه سمى الذبيحة حليما. لانه لا احلم ممن سلم نفسه للذبح طاعة لربه ولما ذكر اسحاق سماه عليما فقال هل اتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين؟ اذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون الى ان قال قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم. فبشرناه بغلام حليم في سورة الصافات وبشروه بغلام عليم في سورة الذاريات وهذه البشارة غير تلك وبشروه بغلام عليم في سورة الذاريات هي المطابقة لما جاء في سورة هود عليه السلام. فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب. ليش قلنا هي المطابقة؟ لانها في قصة اتيان الملائكة لابراهيم عليه السلام في صورة ضيوف رجال كرام وقعت البشارة هناك باسحاق فافصحت الاية في هود انه اسحاق وجاءت بالوصف في سورة الذاريات قال وبشروه بغلام عليم فمعلوم بل تجزم ان البشارة في الذاريات وبشروه بغلام عليم. من هو هذا اسحاق بلا خلاف فيريد ان يقول لك المصنف ان البشارة التي وقعت بالابن العليم غير البشارة التي وقعت بلبن الحليم، فهذان وصفان لابد ان يكون كل وصف مخصوصا باحد الابنين الكريمين اسحاق واسماعيل عليهما السلام. نعم قال وايضا فان الله سبحانه سمى الذبيحة حليما. لانه لا احلم ممن سلم نفسه للذبح طاعة لربه. ولما ذكر اسحاق سماه عليما فقال هل اتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين اذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون الى ان قال قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم. وهذا اسحاق بلا ريب لانه من امرأته وهي المبشرة به واما اسماعيل فمن السرية يعني التي تسربها الجارية التي تسرى بها ابراهيم عليه السلام وهي هاجر فانه اخذ هاجر وتسرى بها ووطئها بملك اليمين فانجبت له النبي الكريم اسماعيل عليه السلام وايضا فانهما بشرا به على الكبر واليأس من الولد. فانهما بشرا به. من هما فانهما بشرا من هما؟ ابراهيم عليه السلام وزوجه سارة. بشرا بالولد على كبر سؤال إسماعيل عليه السلام ولد لإبراهيم على كبر ام اسحاق الذي ولد له على كبر اسحاق والدليل فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب قالت يا ويلتى االد وانا عجوز وهذا بعدي شيخة ان هذا لشيء عجيب. فبشر بالولد على كبر. قالوا اتعجبين من امر الله؟ رحمة الله وبركاته عليكم اهل البيت انه حميد مجيد فوقعت البشارة باسحاق عليه السلام على كبر وهذا لا ينطبق على البشارة باسماعيل عليه السلام لانه لم يكن ابراهيم عليه السلام اذ ذاك بالكبر الذي يبشر به ابراهيم عليه السلام بالولد وهو الوضع كان مختلفا وحتى العمر الزمني الذي قدم فيه ابراهيم عليه السلام الى مكة لم يكن كذلك. نعم. قال وايضا فانهما بشرا به على الكبر واليأس من ان الولد وهذا بخلاف اسماعيل فانه ولد قبل ذلك وايضا فان الله سبحانه اجرى العادة البشرية ان بكر الاولاد احب الى الوالدين ممن بعده. هذا الوجه الخامس الذي يستدل به المصنف رحمه الله على ان الذبيح هو اسماعيل عليه السلام قال وايضا فان الله سبحانه اجرى العادة البشرية ان بكر الاولاد احب الى الوالدين ممن بعده وابراهيم لما سأل الله لما سأل الله الولد ووهبه له تعلق شعبة من قلبه بمحبته والله تعالى قد اتخذه خليلا. يقول اجرى الله العادة البشرية ان بكر الاولاد احب الى الوالدين من باقي اخوتهم اليس كذلك ليش نعم لان بكر الاولاد هو الذي جعلك ابا وجعل امه اما فلخروجه في الحياة بهجة عند الوالدين. وفرحة وسرور. والبشارة به اعظم. ليس معنى هذا ان الوالدين لا فرحان ببقية الاولاد لكن جرت العادة البشرية ان بكر الاولاد ابنا كان او بنتا احب الى ابيهما من بقية ولاد يريد ان يثبت لك امرا في سياق الاية الكريمة لا يستقيم ان تقول الا ان المأمور بالذبح فيه هو اسماعيل عليه السلام وليس اسحاق. الان ادركت هذا اذا محبة الوالدين لاول الاولاد اشد من غيرها. وابراهيم عليه السلام لما امر ذبح ابتلاء يقع الابتلاء في اتم صوره واعظمها واشدها اذا كان باحب الاولاد اليه واحب الاولاد لن يكون الا بكرا. ومر بك نص التوراة خذ ابنك وحيدك. وفي ترجمة كما يقول شيخ الاسلام خذ ابنك بكرك فالبكر يقع به الابتلاء اكثر من غيره. نعم وابراهيم لما سأل الله الولد وابراهيم لما سأل الله الولد ووهبه له تعلق شعبة من قلبه بمحبته والله تعالى قد اتخذه خليلا. والخلة منصب يقتضي توحيد المحبوب بالمحبة. والا يشارك بينه وبين غيره فيها فلما اخذ الولد شعبة من قلب الوالد جاءت غيرة الخلة تنزعها من قلب الخليل فامره بذبح المحبوب فلما اقدم على ذبحه وكانت محبة الله اعظم عنده من محبة الولد خلصت الخلة حينئذ من شوائب المشاركة فلم يبق في الذبح مصلحة اذ كانت المصلحة انما هي في العزم وتوطين النفس. وقد حصل المقصود فنسخ الامر وفدي الذبيح صدق الخليل الرؤيا وحصل مراد الرب سبحانه. هذا منة من اجمل وادق ما ذكر في حكمة الامر بذبح الولد في قصة ابراهيم عليه السلام امر الله ابراهيم عليه السلام ان يذبح ابنه. قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى. ورؤيا الانبياء وحي قال اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى. وحي والوحي ليس له الا الامتثال قال يا ابتي افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين وعرفتم بقية الايات فلما اسلما وتله للجبين وناديناه ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا كان هذا كافيا لو كان المقصود من الذبح حصوله لذبح ولما جاء الامر بالكف عن ذلك ونسخ الامر لكنه لما جاء الى وقت الذبح فاضجعه وجهزه للذبح جاءت الكرامة. يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزي المحسنين. ان هذا لهو المبين. وفديناه بذبح عظيم اذا لم يكن المقصود اراقة دمه فماذا كان المقصود اذا؟ ما الحكمة الالهية؟ اين يمكن ان تلتمس ليست الا في ابتلاء الخليل ابراهيم عليه السلام في اثبات عظم مقامه عند ربه بتعظيمه لمحبوبه به جل في علاه فاذا كان الله عندك احب من كل شيء وامرك بذبح قطعة من قلبك فامتثلت فهذا غاية الاثبات لا شيء في قلبك محبة اعظم من محبوبك. وربك وخالقك وسيدك. جل في علاه. فلما حصل المقصود نسخ الامر يقول فهذا مما يعضد بالقرائن والشواهد مع ما سبق من الادلة ان هذا الابتلاء لا يتحقق الا في ولد تعلق القلب به وتعلق القلب بالولد سيكون في البكر اكثر من غيره. وهذا يتحقق في اسماعيل عليه السلام. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومعلوم ان هذا الامتحان والاختبار انما حصل عند اول مولود ولم يكن ليحصل في المولود الاخر دون الاول بل لم يحصل عند المولود الاخر من مزاحمة الخلة ما يقتضي الامر بذبحه. وهذا في غاية الظهور وايضا فان سارة امرأة الخليل هذا الوجه السادس قال وايضا فان سارة امرأة الخليل نعم. فان سارة امرأة الخليل قال وايضا فان سارة امرأة الخليل صلى الله الله عليه وسلم غارت من هاجر وابنها اشد الغيرة فانها كانت جارية من الجارية؟ هاجر نعم فلما ولدت اسماعيل واحبه ابوه اشتدت غيرة سارة. فامره الله سبحانه ان يبعد عنها هاجر وابنها ويسكنهما في ارض مكة لتبرد عن سارة حرارة الغيرة. وهذا من رحمته ورأفته بها. فكيف يأمره سبحانه بعد هذا ان يذبح ابنها ويدع ابن الجارية بحاله. هذا مع رحمته لها وابعاد الضرة عنها وجبره لها فكيف يأمر بعد هذا؟ فكيف يأمر بعد هذا بذبح ابنها دون ابن الجارية بل حكمته البالغة سبحانه اقتضت ان امر بذبح ولد السرية. فحينئذ ترق عليها الست وعلى ولدها. الست يعني السيدة والمقصود بها زوجته الحرة سارة. نعم وتتبدل قسوة الغيرة رحمة ويظهر لها بركة هذه الجارية وولدها. وان الله لا يضيع بيتا هذه وابنها منهم وليري عباده جبره بعد الكسر ولطفه بعد الشدة وان عاقبة صبري هاجر وابنها على البعد والوحدة والغربة والتسليم لذبح الولد الت الى ما الت اليه من جعل اثارهما ومواطئ ومواطئ اقدامها ومواطئ اقدامهما مناسك لعباده المؤمنين. ومتعبدات لهم الى يوم القيامة. نعم هذا من اجل ما حبى الله عز وجل به ال ابراهيم عليه السلام والحديث في هذا طويل لا يتسع له المقام. كرامة هذا النبي الكريم الخليل ابراهيم عليه السلام. جد رسول الله صلى الله الله عليه وسلم فان مقامه عند الله عظيم حسبك ان الله يقول في مناقبه في ايات كثيرة ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا قال في ايات اخر واتيناه في الدنيا حسنة وانه في الاخرة لمن الصالحين. في ايات جمة جاء الثناء وذكر المناقب لابراهيم خليل عليه السلام وما احب الله تعالى به الخليل ابراهيم عليه السلام كان في سياق مواقف من الابتلاءات وكلما عظم قدر البلاء عظم العطاء عند الله عز وجل واشتد البلاء بابراهيم عليه السلام من رميه في النار لحرقه. وارادوا به كيدا فجعلهم الله في الاسفل ومرورا باخذه لابني لابنه اسماعيل عليه السلام رضيعا وامه هاجر ويتركهما في هذا الوادي الذي ليس فيه انس ولا شيء امتثالا لامر الله وينصرف ولا يملك الا دعوات يرفعها الى رب السماء. ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم الى اخر الايات ثم الامر بذبح الولد مقامات عظيمة والله كتبت لابراهيم الخليل عليه السلام فمن كان هذا امره وشأنه عظم عند الله عز وجل قدره ثم يعظم الله جل جلاله مقام ذلك بين خلقه وهكذا كان ابراهيم الخليل عليه السلام. قال المصنف رحمه الله ال الامر ان الله لا يضيع بيتا هذه المرأة يعني هاجر وابنها منهم ليري العباد الجبر بعد الكسر. واللطف بعد الشدة. وان ما صبرت عليه هاجر وابنها من بعد ووحدة وغربة ثم تسليم بامر الله بذبح الولد. انتهت الى ماذا؟ الى ان جعل الله عز وجل اثارهما هاجر وابنها اسماعيل وابوه ابراهيم عليهم السلام جعل اثارهم ومواطئ اقدامهم مناسك فهي دي الامة الى يوم القيامة تحج البيت الحرام. وتأتي من كل فج عميق الى البيت الحرام. تطوف بالكعبة وتسعى بين الصفا والمروة. ولما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام سعي هاجر بين الصفا والمروة في قصة بحثها عن ماء زمزم. قال فذلك سعي الناس بينهما ثم يؤمر الناس فتكون شريعة الى يوم القيامة بذبح الاضاحي. يوم عيد النحر عيد الاضحى وتذبحه الامة كل عام في كل بلاد الاسلام فجعلت اثار هذه الاسرة الكريمة مواطئ اقدام العباد ومناسكهم ومتعبداتهم الى يوم القيامة ولهذا ما زلنا انا وانت في كل صلاة اذا اردنا المنقبة والشرف والكرامة والصلاة على نبينا صلى الله عليه وسلم ايش نقول؟ اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ال ابراهيم شيء عظيم خالد. وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ال ابراهيم. فصلاة على ال ابراهيم وبركة على ال ابراهيم اصبحنا في امة محمد صلى الله عليه وسلم نسأل الله عز وجل لنبينا وبركة على نبينا صلى الله عليه واله وسلم. كما جعلها الله عز وجل لجده الخليل ابراهيم عليه السلام احسن الله اليكم. قال رحمه الله وان الله لا يضيع بيتا هذه وابنها منهم. وليري عباده جبره بعد الكسر ولطفه بعد الشدة وان عاقبة صبري هاجر وابنها على البعد والوحدة والغربة والتسليم لذبح الولد الت الى ما الت اليه من جعل اثارهما ومواطئ اقدامهما مناسك لعباده المؤمنين ومتعبدات لهم الى يوم القيامة. وهذه سنته تعالى فيمن يريد رفعته من خلقه. ان يمن عليه بعد استضعاف وذله وانكساره. قال تعالى ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. والمقصود ان هذه المعاني والاوصاف انما تنطبق على هاجر وابنها اسماعيل عليه السلام لا على سارة وابنها اسحاق عليه السلام. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولنرجع الى المقصود من سيرته صلى الله عليه وسلم وهديه واخلاقه ولا خلاف انه صلى الله عليه وسلم ولد بجوف مكة وان مولده كان عام الفيل وكان امر الفيل تقديمة قدمها الله لنبيه وبيته. والا فاصحاب الفيل كانوا نصارى اهل كتاب وكان دينهم خيرا من دين اهل مكة اذ ذاك. لانهم كانوا عباد اوثان فنصرهم الله على اهل الكتاب نصرا لا صنع للبشر فيه ارهاصا وتقدمة للنبي الذي خرج من مكة وتعظيما للبلد الحرام. قصة الفيل وابرهة وما قدم به من هناك من جنوب الجزيرة قاصدا هدم الكعبة لم يكن الا حكمة الهية فيها توطئة امر عظيم هو ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابتعاثه من ارض هذا البلد الحرام. فقصة ابرهة قابل في لم تكن نصرا لقريش عبدت الاوثان على ابرهة النصراني. وهو على دين سماوي يتبع وفيه نبي من انبياء الله عليهم السلام. لكن الامر وما فيه هو تعظيم هذه البقع. واظهار شرفها وبيان الذي تؤول اليه قريش ما صنعت شيئا ما قابلت ابرهة ولا رمته بحصاة فظلا عن ان تقابله بسلاح فروا وغاية ما فعله عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال لابرهة انا رب الابل وللبيت رب يحميه لا اكثر فسلط الله على ابرهة وجنده وفيلته ما ذكر في سورة الفيل فارسل عليهم طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول هل هذا نصر لقريش على ابرهة؟ الجواب لا بانهم وثنيون والنصارى اقرب الى الحق من عباد الوثن هل هذا نصرة لنبي كان موجودا بمكة؟ ايضا الجواب لا النصر ها هنا في ذلك الموقف ودحر ابرهة تعظيم للبيت الحرام وصيانة للكعبة وتقديس لها وصد لجبروت الجبابرة وطغيان الطغاة ان يمسوها بسوء فدحروا وعادوا من حيث اتوا. فكان هذا تقدمة فولد عليه الصلاة والسلام في ذلك العام واصبح حدثا عظيما تؤرخ به الاحداث. فهكذا ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي حصلت فيه قصة ابرهة والفيل احسن الله اليكم. قال رحمه الله واختلف في وفاة ابيه عبد الله. هل توفي ورسول الله صلى الله عليه وسلم حمل او توفي بعد ولادته على قولين اصحهما انه توفي ورسول الله صلى الله عليه وسلم حمل والثاني توفي بعد ولادته بسبعة اشهر وقيل شهرين وقيل ثمانية وعشرين شهر يعني سنتين وزيادة فهما قولان هل مات عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم حمل في بطن امه امنة ابنة وهب. ام ولد ومات ابوه وهو طفل صغير ابن سبعة اشهر او شهرين او ثمانية وعشرين شهرا قال الاصح والارجح والذي عليه كافة المؤرخين ارباب السير ان النبي عليه الصلاة والسلام مات ابوه وهو حمل في بطن امه امنة بنت وهب. احسن الله اليكم قال رحمه الله فهو لا خلاف ان امه ماتت بين مكة والمدينة بالابواء من صرفها من المدينة من زيارة اخواله ولم يستكمل اذ ذاك سبع سنين قال لا خلاف ان امه ماتت في طريقة عودتها من المدينة الى مكة وقد ذهبت لزيارة اخواله من بني النجار فلما عادت ادركتها الوفاة في الطريق قال ولم يستكمل اذ ذاك سبع سنين. ثمة خلاف ايضا في تحديد العمر لما ماتت امه هل هو ست سنوات او سبع او حولها قال المصنف رحمه الله ولا خلاف ان امه ماتت بين مكة والمدينة بالابواء من صرفها من المدينة من زيارة اخواله ولم يستكمل اذ ذاك سبع سنين فكفله جده عبدالمطلب وتوفي ولرسول الله صلى الله عليه وسلم نحو ثماني سنين وقيل ست وقيل عشر ثم كفى له عمه ابو طالب واستمرت كفالته له فلما بلغ ثنتي عشرة فلما بلغ ثنتي عشرة سنة خرج به عمه الى الشام وقيل كان سنه تسع سنين. ها هنا يوجز المصنف رحمه الله تعالى مراحل حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ما تم له في البعثة لما بلغ الاربعين من عمره الشريف صلى الله عليه وسلم. وهي جمل موجزة وفي كتب السير مزيد تفصيل لها. لكنه اراد الاختصار بانه يشرع في المقصود الاعظم وهو تفصيل هدي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. قال ماتت امه بين مكة والمدينة في الابواء لما عادت منصرفها من المدينة. وابوه قد مات قبل ذلك وهو حمل جنين في بطن امه عليه الصلاة والسلام. فان الله والده ماء ابتنى بامه امنة ودخل بها وحملت حتى ارسله ابوه عبد المطلب الى المدينة ليمتاز لهم تمرا فلما كان هناك مات بها ولم يرى ابنه محمدا صلى الله عليه وسلم. فمات الاب وهو حمل عليه الصلاة السلام ثم ماتت الام وهو في حدود السادسة او السابعة على خلاف بين اهل العلم. فانتقل في كفالة جده عبدالمطلب سيد قريش وزعيمها فوجد عنده العظمة والتربية الحسنة والرعاية والمجدد والسؤدد في كنف جده عبدالمطلب لكنه ايضا لم يلبث ان مات جده فتوفي ولرسول الله صلى الله عليه وسلم نحو سنوات يعني لم يزد عن سنتين على تقدير جل اهل العلم وقيل عشر وقيل نحو ذلك فانتقل بعد الى كفالة عمه ابي طالب طالب واستمر هناك حتى بعثه الله عز وجل نبيا صلى الله عليه وسلم. وهذا السياق المختصر فيه ايجاز لنحو من ثمان سنوات الى عشر من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم قدر الله له فيها من ظروف العيش في اصعبها قياسا بحياة البشر ان يعيش المرء يتيم الاب قبل ان يولد. ثم يعيش يتم الامومة ايضا في سن الطفولة ولما كان يتيما وتعلمون قصة تنازع المرضعات القادمات من البادية الى مكة لاخذ الاطفال. فيستبقون على ابناء الكرام والوجهاء ويزهدون في اليتامى نظرا الى انهم لا يطمعون في عائد يعود عليهم من رعايتهم وارظاعهم واخذته حليمة بعدما لم يبق لها شيء. وقصة ارظاعه والبركة التي حلت في رحل حليمة وبيتها امر معلوم ثم تموت امه لا يزال طفلا عليه الصلاة والسلام ولله في ذلك الحكم البالغة ومن ذلك ان الله عز وجل استأثر لنبيه عليه الصلاة والسلام الرعاية الالهية المحضة. فما عاش في تربية والدين ولا كان في ام او اب ينشئونه منذ طفولته ونعومة اظفاره على شيء من مرادات الابوين فخلص وفي نشأته لمراد الله عز وجل. ومنها انه وان فقد حنان الامومة وعطف الابوة فان الله امتن عليه ما هو اعظم؟ اما قال الم يجدك يتيما فاوى؟ فتكفل الله له بذلك ثم نزع الله عنه حياة دعت والترف والخمول التي يجدها الاطفال في رعاية الوالدين. ليعيش صلى الله عليه وسلم حياة الجد والصبر والاحتمال منذ بداية حياته كل ذلك توطئة وحكمة الهية جليلة ينشأ فيها النبي الكريم عليه الصلاة والسلام للحديث صلة في انتقام كفالته الى عمه ابي طالب وما بعد ذلك من الجمل التي ساقها المصنف رحمه الله ايجازا واختصارا هذه ليلة الجمعة ايها المباركون امة محمد صلى الله عليه وسلم. فاغتنموها بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى عليك الله في عليائه ليطوف ذكرك في المآذن والذرى. فبذكر احمد رق قلبي وانجلى وبذكري طه فاض شوقي ابحرا. وبذكره هدأت رياح سفينتي وبذكره دمع الغمام تعطر. صلوا عليه وسلموا وتذكروا ان الصلاة على النبي زادوا الورى. اللهم صلي وسلم وبارك عليه ازكى صلاة واتم سلام واجعلنا الهي بالصلاة والسلام عليه من اشد امته له حبا. ومن اكثرهم منه يوم القيامة قربا واجعلنا الهي بالصلاة والسلام عليه مشمولين برحمتك وصلواتك يا ذا العرش الكريم. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين واجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. ربنا اتنا في دنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي اللهم وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين معين والحمد لله رب العالمين