بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى على اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في اقتضاء الصراط المستقيم فان القوم تنازعوا في علة فعل الله سبحانه وتعالى لما فعله. فارادوا ان يثبتوا شيئا يستقيم لهم به فعلين فعله بمقتضى قياسه على المخلوقات فوقعوا في غاية الضلال اما بان فعله ما زال لازما له واما بان الفاعل اثنان واما بانه يفعل البعض والخلق واما بانه يفعل البعض والخلق يفعلون البعض واما بان ما فعله لم يأمر بخلافه. وما امر به لم الخلافة وذلك حين عارضوا بين فعله وامره حتى اقر فريق بالقدر وكذبوا بالامر اقر فريق بالامر وكذبوا بالقدر حين اعتقدوا جميعا. ان اجتماعهما محال. وكل منهما مبطل لحتى وكل النساء اشار الى نسخة حتى دحين احسب نعم حين اعتقدوا جميعا ان اجتماعهما محال وكل منهما مبطل بالتكذيب بما صدق به الاخر واكثر ما يكون ذلك لوقوع المنازعات في الشيء القليل. قبل احكامه وجمع حواشيه لوقوع نعم واكثر ما يكون ذلك لوقوع المنازعات في الشيء القليل قبل احكامه في الشيء قبل احكامه القليلة الظاهر انها زائدة نعم اي نعم الشيء قبل احكامه واكثر ما يكون ذلك لوقوع المنازعة في الشيء قبل احكامه وجمع حواشيه واطرافه. ولهذا قال ما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منه فردوه الى عالمه. والغرض بمثل هذه الاحاديث التنبيه من الحديث على ما مثل ما في القرآن من قوله تعالى وخضتم كالذي خاضوا ومن ذلك كما روى الزهري عن سنان ابن ابي سنان الدؤلي عن ابي واقل الليثي انه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حنين. ونحن حدثاء عهد بكفر. وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها اسلحتهم. يقال لها ذاك انواط اي يعلقونها نعم يقال لها ذات انواط فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله اكبر انها السنن. قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة. قال انكم قوم قانون لتركبن سنن من كان قبلكم رواه مالك والنسائي والترمذي. وقال هذا حديث حسن صحيح ولفظه لتركبن سنة من كان قبلكم. وقد قدمت ما خرج. وهذا اللفظ يدل على انها سنن ايظا بالظم اقرب لان السنن طريق السنن جمع وقد قدمت ما خرجاه في الصحيحين عن ابي سعيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن؟ وما رواه البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال هذه ربما نقول سند اصح لانه قال حتى لو دخلوا جحر رب الا دخلت امه والمؤدي الى الجحر هو الطريق ثم لوح مختلف الاول لا تركبون وهذي لتتبعون وما رواه البخاري عن ابي هريرة عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لتأخذن امتي مأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع قالوا فارس والروم قال فمن الناس الا اولئك وهذا كله خرج منه مخرج الخبر عن وقوع ذلك. والذم لمن يفعله والذم لمن يفعله كما كان يخبر عما يفعله الناس بين يدي الساعة من الاشراط والامور المحرمات. فعلم ان مشابهتها اليهود والنصارى وفارس والروم مما ذمه الله ورسوله وهو المطلوب ولا يقال فاذا فكان الكتاب والسنة قد دل على وقوع ذلك. فما فائدة النهي عنه؟ لان الكتاب والسنة ايضا قد دل على انه لا يزال في هذه الامة طائفة متمسكة بالحق الذي متمسكة بالحق الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم الى قيام الساعة. وانها لا تجتمع على ضلالة. ففي النهي عن تكثير هذه الطائفة المنصورة وتثبيتها وزيادة ايمانها. فنسأل الله المجيب ان يجعلنا منها وايضا لو فرض ان الناس لا يترك احد منهم هذه المشابهة المنكرة لكان في العلم معرفة القبيح والايمان بذلك. فان نفس العلم والايمان بما كرهه الله خير. وان لم قلبه بل فائدة العلم والايمان اعظم من فائدة مجرد العمل الذي لم يقترن به علم. فان كان اذا عرف المعروف وانكر المنكر كان خيرا من ان يكون ميت القلب لا يعرف معروفا ولا منكرا الا ترى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ان من يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان. رواه مسلم. وفي لفظ ليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل وانكار القلب هو الايمان بان هذا منكر وكراهة لذلك فاذا حصل هذا كان في القلب ايمان واذا فقد القلب معرفة هذا المعروف وانكاره هذا المنكر ارتفع هذا الايمان من القلب. عندي واذا فقد من الايمان ولعلها نسخة اشار الينا ها؟ قال واذا فقد من القلب ها ايش فائدة نعم عندنا واذا فقدت وعندك فاذا نسخة نعم فاذا حصل فاذا حصل هذا كان في القلب ايمان واذا فقد من القلب معرفة هذا احسن قال واحسن وايضا فقد يستغفر الرجل من الذنب مع اصراره عليه او يأتي بحسنات تمحوه او تمحو بعض وقد يقلل منك وقد تضعف همته في طلبه اذا علم انه منكر ثم لو فرض انا علمنا ان الناس لا يتركون المنكر ولا يعترفون بانه منكر لم يكن ذلك مانعا من ابلاغ الرسالة وبيان العلم بل ذلك لا يسقط وجوب الابلاغ ولا وجوب الامر والنهي في احدى الروايتين عن احمد وقول كثير من اهل العلم على ان هذا ليس موضع استقصاء ذلك ولله الحمد على ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من انه لا تزال من امته طائفة ظاهرة على الحق حتى يأتي امر الله وليس هذا الكلام من خصائص هذه المسألة بل هو وارد في كل منكر قد اخبر الصادق وقوعه وخلاصة هذا الكلام ان ان المؤلف رحمه الله يقول ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن ذلك لا اقرارا به اقرارا شرعيا لكنه اخبار عن شيء سيقع. ومن المعلوم انه لا يحل لنا ان نتبع سنن اليهود والنصارى فاذا قال قائل اذا كان كذلك فلماذا اخبر به بين المؤلف رحمه الله انه انه اخبر به من اجل العلم والايمان ومن اجل ان يحذر الناس منه. وليس اخباره ان يقول للناس انه واقع فافعله لكن من اجل ان يحترز الناس عن مشابهة اليهود والنصارى والوقوع فيما وقعوا فيه هذا خلاصة الكلام رحمه الله ويقول يدل لذلك انه عليه الصلاة والسلام اخبر انه لا تزال طائفة من امته على الحق ظاهرة لا يظلم من خذله ولو كان كلهم سيتبعون سنن من كان قبلهم ما كانت هذه القبة وهذا واظح نعم. ومما يدل من القرآن على النهي عن مشابهة الكفار. قوله سبحانه يا ايها الذين لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب اليم. قال قتادة وغيره كانت اليهود تقوله استهزاء فكره الله للمؤمنين ان يقولوا مثل قولهم وقال ايضا كانت اليهود تقول للنبي صلى الله عليه وسلم راعنا سمعك يستهزئون بذلك وكانت اليهود قبيحة. وروى احمد عن عطية قال كان يأتي ناس من اليهود فيقولون راعنا حتى قالها ناس من المسلمين فكره الله لهم ما قالت اليهود وقال عطاء كانت لغة في من انصار ذي الجاهلية برجب كانت لغة في الانصار في الجاهلية. وقال ابو العالية ان مشرك العرب كانوا اذا حدث بعضهم بعضا يقول احدهم لصاحبه ارعني سمعك فله عن ذلك. وكذلك قال الضحاك. فهذا كله يبين ان هذه الكلمة نوي المسلمون عن قولها لان اليهود كانوا يقولونها وان كانت من اليهود قبيحة ومن المسلمين لم تكن قبيحة لما كان في مشابهتهم فيها من مشابهة الكفار وتطريقهم الى بلوغ غرضهم. وقال سبحانه ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا. هذا المذاهب المؤلف رحمه الله في سبب النهي عن قول راعينا وقيل ان سبب النهي لئلا يظن السامع انها من الرعونة لا من المراعاة فلما كان هذا اللفظ يحتمل هذا المعنى الفاسد نهى عنه. وعليه فلا مانع من ان يكون سبب النهي المشابهة اليهود الذين يقولون للرسول راعن سمعه يستهزئون به وكذلك لاحتمال هذا المعنى الفاسد في هذا اللفظ فيكون للنهي جمع الله علتان نعم