نعم انتهينا يا رجال شاهدة شهيدان. قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فقال احدهم اما ها انا فاصلي الليل ابدا. وقال الاخر انا اصوم الدهر ابدا. وقال الاخر انا اعتزل النساء فلا اتزوج ابدا. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهم. فقال انتم الذين قلتم كذا وكذا اما والله اني لاخشاكم لله واتقاكم له ولكني اصوم وافطر اصلي وارقد واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني. رواه البخاري. وهذا لفظه ومسلم ولفظه عن انس ان نفرا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تعلوا ازواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر فقال بعضهم لا اتزوج النساء وقال بعضهم لا آكل اللحم. وقال بعضهم لا انام على فراش. فحمد الله واثنى فقال ما بال عليهم فحمد الله واثنى عليه فقال ما بال اقوام؟ قالوا كذا وكذا؟ لكني اصلي وانام واصوم وافطر واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني. اللهم صلي والاحاديث الموافقة هذا كثير يمضي الى هذه القضية النبي عليه الصلاة والسلام اتاهم والظاهر والله اعلم انهم انهما قضيتان لان لفظ البخاري ان الرسول اتاهم لما بلغه خبرهم اتى اليهم وقال انتم قلتم كذا وكذا ثم ان فيها اختلاف فيما فيما حلفوا عليه رواية البخاري يقول آآ اما انا فاصلي الليل ابدا والثاني يقول اصوم ابدا والثالث قال اه لا اتزوج النساء وهداك فيه آآ لا تزال النساء موافق والثاني يقول لا اكل لحم والثالث لا انام على فراشي الظاهر والله اعلم انه ما قصته على كل حال حرص النبي عليه الصلاة والسلام على منع التشدد في الدين هو بنفسه يأتي اليهم ويقول هذا الكلام ثم يقول مقدما للحكم اني اما والله اني لاخشاكم لله واتقاكم له هذه الجملة مؤكدة اما والقسم وان واللاعب كل هذا ليبين لهم انه ليست الخشية ولا التقوى في التشديد الخشية والتقوى في اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم واقسم هنا عليه الصلاة والسلام لا ليزكي نفسه حاشاه من ذلك ولكن من اجل ان يبرهن لهؤلاء انهم لن يبلغوا ما وصل اليه في الخشية والتقوى ومع ذلك كان عمله بالنسبة لما لما ارادوا لانفسهم كان عمله سهلا ودون ذلك يقول عليه الصلاة والسلام اما انا فاصوم نعم ولكني اصوم وافطر ولم يحدد الصوم ولا الفطر ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم احيانا يصوم حتى يقال لا يفطر واحيانا يفطر حتى يقال لا يصوم لانه يتبع ما هو اسهل وانفع قد تكون نفسه مثلا لا تقبل تكون نفس الانسان لا لا تقبل الصوم لسبب ما فلا يصوم. يهون على نفسه وتكون في بعض الايام مرتاحة للصوم تريد ان يصوم فيفعل وكذلك في النوم احيانا الرسول ينام حتى لا لا يقوم حتى يقال لا يقوم ويقوم حتى لا ينام وهذا ليس دائما لان غالب احواله عليه الصلاة والسلام انه يصوم من كل شهر ثلاثة ايام الحاصل ان الرسول عليه الصلاة والسلام بين لهم انه يجمع بين امشي الصوم والفطرة خلافا للذي قال انا اصوم ولا افطر كذلك ايضا قال عليه الصلاة والسلام اصلي وارقد اصلي وارقد خلافا للذي قال نعم اقوم ولا انام واتزوج النساء خلافا للذي قال لا اتزوج النساء فبين عليه الصلاة والسلام ان هذا هديه ثم قال فمن رغب عن سنتي فليس مني يعني من رغب عن طريقته واراد ان يتخذ لنفسه طريقة تخالف طريقة النبي عليه الصلاة والسلام فانه ليس منه عرفتم؟ هذا قد يوجب اشكالي وهل المراد من رغب رغبة مطلقة؟ اي في كل ما يفعل؟ ام في بعض الاشياء نحن نعرف ان مثل اهل السنة والجماعة على التفصيل من رغب عن سنته مطلقا فهذا ليس منه مطلقا ومن رغب عن سنته في شيء دون اخر فهو ليس منهم في هذا الشيء الذي رغب عنه ثم ايضا يفرق بين من رغب عن سنة الرسول عليه الصلاة والسلام زهدا فيها او تكاسلا مع رغبته القلبية فيها الاول على خطر عظيم ان يحبط عمله كما قال تعالى ذلك بانهم كرهوا ما انزل الله فاحبط اعمالهم وهذا على خطر عظيم جدا الثاني اهون وان كان الانسان مأمورا باتباع السنة مطلقا لكنه اهون من شخص يقول انا لا لا اريد هذه السنة هذا اهون وربما يهديه الله عز وجل طيب من حلق لحيته هل يقوم قائم ويقول هذا الرجل ليس من من الرسول في شيء لا لا يجوز ولهذا بلغني ان بعض الاخوة قام خطيبا في الناس واعظا وقال يشدد على حلق اللحية حتى قال من من حلق لحيته فهو خارج عن سنة الرسول واطلق وهذا غلط هذا غلط التفصيل اذا اولا من رغب عن السنة مطلقا فهو كافر خارج عن السنة ومن رغب عن شيء دون شيء فهو ليس من الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الشيء الذي رغب عنه ثم يفرق بين من رغب عن سنة الرسول كراهة له ومن رغب ومن تركها تهاون بها وبين وبين التركين شيء عظيم فرق عظيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله واصحابه اجمعين. اما بعد فقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم. والاحاديث الموافقة لهذا كثيرة في بيان ان سنته التي هي الاقتصاد في العبادة وفي ترك الشهوات خير من رهبانية النصارى التي هي ترك عامة الشهوات من النكاح وغيره والغلو والغلو في العبادات صوما وصلاة. وقد خالف هذا بالتأويل ولعدم العلم في طائفة من الفقهاء والعباد ومثل هذا ما روى ابو داوود في سننه عن العلاء بن عبدالرحمن عن قاسم بن عبدالرحمن عن ابي امامة ان رجلا قال يا رسول الله ائذن لي بالسياحة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان سياحة امتي الجهاد في سبيل الله. فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بان امته سياحتهم الجهاد في سبيل الله. وفي حديث اخر ان السياحة هي الصيام او سائحون هم الصائمون او نحو ذلك وذلك تفسير لما ذكره الله تعالى في القرآن من قوله السائح في قوله وذلك تفسير لما ذكره الله تعالى في القرآن في قوله السائحون وقوله سائحات واما السياحة التي هي التأمل اقول تصحيح ولا نصح؟ اي نعم هي احسن من السياق فاما السياحة التي هي الخروج في البرية بغير مقصد معين فليس من عمل هذه الامة ولهذا قال الامام احمد ليست السياحة من الاسلام في شيء ولا من فعل النبيين ولا الصالحين. مع ان جماعة من اخواننا قد ساحوا السياحة المنهية عنها متأولين في ذلك او غير عالمين وهي من الرهبانية وهي من الرهبانية المبتدعة التي قيل فيها لا رهبانية في الاسلام والغرض هنا بيان ما جاءت به الحنيفية من مخالفة اليهود فيما اصابهم من القسوة عن ذكر الله وعماء وعما انزل وعما انزل ومخالفة النصارى فيما هم عليه من الرهبانية المبتدعة. وان كان قد ابتلي بعض المنتسبين منا الى علم او دين بنصيب من هذا او من هذا. ومثل هذا ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة وهو على ناقته القط لي حصى فلقطت له سبع حصيات من حصى الخذف. فجعل ينفضهن في كفه ويقول امثال هؤلاء فارموا ثم قال ثم قال ايها الناس اياكم والغلو يا ايها الناس ايوه نعم. ثم قال ايها الناس اياكم والغلو في الدين. فانما اهلك من كان قبلكم الغلو في دين رواه احمد والنسائي وابن ماجة من حديث عوف بن ابي جميلة عن زياد بن حصين عن ابي العالية عنه وهذا اسناد صحيح على شرط مسلم. وقوله اياكم والغلو في الدين في جميع انواع الغلو في الاعتقادات والاعمال والغلو مجاوزة الحد بان يزاد الشيء في حمده او ذمه ما يستحق. ونحو ذلك على معصية بحمده او ذمه على على ما يستحق من ذلك لا ومن ذلك اظن ونحو ذلك نعم والغلو مجاوزة الحد بان يزاد الشيء في حمده او ذمه على ما يستحق ونحو ذلك. والنصارى اكثر غلوا في الاعتقادات والامال من سائر الطوائف. واياهم نهى الله عن الغلو في القرآن في لقوله تعالى يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم. وسبب هذا اللفظ العام رمي الجمار وهو فيه فالغلو فيه مثل الرمي بالحجارة الكبار ونحو ذلك. بناء على انه ابلغ من الصغار ثم علل ذلك بان ما اهلك من قبلنا الا الغلو في الدين. كما تراه في النصارى وذلك يقتضي اذا عندنا عامتنا في مسجد رمي الجمار يغلون الى اشد من كون ان حصل في باطل بعضهم يرمي عليه في النعال والعصي وما اشبه ذلك لانهم يعتقدون انهم انه الشيطان فتجد الواحد منهم قد اتى محمرة عيناه انتفخت اوداجه يشتم ويلعن ويقول انت الذي فرقت بيني وبين زوجتي اين هو من زوجته انت الذي فعلت انت الذي امرتني بالفحشاء ورأيت رجلا مرة مع امرأته قبل بناء الجسر على الجمرات كان جالسا على الحوض والناس يرمون الحوض