نعم. ولاصحابنا في القوس الفارسية ونحوها كلام طويل. ليس هذا موضعه وانما نبهت ذلك على انتهى الوقت الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في اقتضاء الصراط المستقيم ولاصحابنا في القوس الفارسية ونحوها كلام طويل ليس هذا موضعه وانما نبهت بذلك على ان انما لم يكن من هدي المسلمين بل هو من هدي العجم او نحوهم وان ظهرت فائدته ووضحت منفعته ووضحت منفعته تراهم يترددون فيه ويختلفون لتعارض الدليلين دليل ملازمة الهدي الاول ودليل استعمال هذا الذي فيه منفعة بلا مضرة مع انه ليس من وتوابعها وانما هو من الامور الدنيوية. وان ترى عامة كلام احمد انما يثبت الرخصة بالاثر عن عمر او بفعل خالد بن معدان ليثبت بذلك ان ذلك كان يفعل على عهد السلف ويقرون عليه فيكون من هدي المسلمين. لا من هدي الاعاجم واهل الكتاب. فهذا هو وجه الحجة لا ان مجرد فعل خالد بن معدان حجة واما ما انا اشير الى ما ذكر مالك رحمه الله ان الشيء اذا انتشر وصار من المسلمين وغير المسلمين فانه يزول التشبه واما ما في هذا الباب عن سائر ائمة المسلمين من الصحابة والتابعين وسائر الفقهاء. فاكثر من يمكن فاكثر من ان يوجد فاكثر من ان فاكثر من ان يمكن يعني فهو اكثر فاكثروا من ان يمكن ذكر عشره وقد قدمنا في اثناء الاحاديث كلام بعضهم الذي يدل على كلام الباقيين وبدون ما ذكرناه يعلم اجماع الامة على كراهة التشبه باهل الكتاب والاعاجم في الجملة وان كانوا قد يختلفون في بعض الفروع اما لاعتقاد بعضهم انه ليس من هدي الكفار او الاعتقاد ان فيه دليل راجحا او لغير ذلك كما انهم مجمعون على اتباع الكتاب والسنة. وان كان قد يخالف بعضهم شيئا من ذلك لنوع تأويل والله سبحانه اعلم هذا كلام يعني واضح واضح جدا ان ان العلماء رحمهم الله عموما يقتربون في اشياء اصلها ممنوع لكن قد يحلها بعضهم لشبهة او لتأويل او ما اشبه ذلك. وكذلك ايضا في الكتاب والسنة. هل الناس مجمعون على العمل بما جاء في الكتاب والسنة في كل دقيق وجليل من حيث العموم متفقون على انه يجب لكن في كل مسألة بعينها قد يختلفون فيها نعم فصل ومما يشبه الامر بمخالفة الكفار الامر بمخالفة الشياطين كما رواه مسلم في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يأكلن احدكم بشماله ولا ليشربن بها فان الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها. وفي لفظ اذا اكل احدكم فكل بيمينه واذا شرب فليشرب بيمينك. واذا شرب فليشرب بيمينه فان الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله. ورواه مسلم. كما قال الشيخ رحمه الله. لكن يقال ايضا ان الشياطين كفار فهم داخلون في في النهي العام التشبه بالكفار لكن تخصيصهم للذكر لا يقتضي انفصالهم عن المعنى العام وهو وهو الكفر وفي هذا الحديث دليل على تحريم الاكل بالشمال والشرب بها لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك واخبر ان الشيطان ياكل بشماله ويشعر بشماله وفيه دليل على ان الشياطين اجسام وليست كما قيل هي القوى الشريرية او يقوى الشر وفيه ايضا ان الشيطان يأكل ويشبع ويشرب وهو كذلك نعم ورواه مسلم ايضا عن الليث عن ابي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا قلوب الشمال فان الشيطان ياكل بالشمال فانه علل النهي عن الاكل والشرب بالشمال بان الشيطان يفعل ذلك فعلم ان مخالفة الشيطان امر مقصود مأمور به ونظائره كثيرة وقريب من هذا مخالفة من لم يكمل دينه من الاعراب ونحوهم. لان كمال الدين الهجرة فكان من امن ولم يهاجر عندي نسخة الهجرة عندي في المطبوعة بالهجرة. ها؟ في المطبوعة فقط بالهجرة؟ اي نعم المخطوطة عندي نعم ما دام نسختان ما في مشكلة لان كمال الدين الهجرة فكان من امن ولم يهاجر من الاعراب ونحوهم ناقصا. قال الله سبحانه تعالى الاعراب اشد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله ذلك مثل ما رواه مسلم وذلك مثل ما رواه مسلم في صحيحه عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تغلبنكم الاعراب على اسم صلاتكم الا انها العشاء وهم وهم وهم يعتمون بالابل وفي بلفظ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يغلبنكم لا يغلبنكم الاعراب على اسم صلاتكم فانها في كتاب الله العشاء فانها تعتم بحلاب الابل. وروى البخاري تعتم فانها تعتم بخلاف الابل يعني ان الاعراب يسمونه صلاة العشاء العتبة لانها في ذلك الوقت تعتم حين ان النبي عليه الصلاة والسلام نهانا ان نسميه العتمة وقال سموها العشاء فانها في كتاب الله العشاء فيستفاد من هذا ان تغيير الاسماء الشرعية وان كان المعنى مفهوما لا ينبغي نعم وروى البخاري عن عبدالله بن مغفل عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تغلبنكم الاعراب وعلى اسم صلاتكم المغرب قال والاعراب تقول هي العشاء فقد كره موافقة الاعراب في اسم المغرب والعشاء للعشاء والعتمة وهذه الكراهة عند بعض علمائنا تقتضي كراهة هذا الاسم مطلقا وعند بعضهم انما تقتضي كراهة الاكثار منه حتى يغلب على الاسم الاخر وهو المشهور عندنا وعلى التقديرين وعلى التقديرين ففي الحديث النهي عن موافقة الاعراب في ذلك. كما نهى عن موافقة الاعاجم وهل يقال مثل ذلك ما هو مشهور عند الناس الان ان الاصهار يسمون الانساك او يسمى يسمون الارحام وبعضهم يسمي زوج الاب يسميها الخالة يقال هذا مثله حتى يبين ولذلك يستفتي الانسان ان يقول مثلا فقلت لخالتي امرتني خالتي وما اشبه ذلك فيتوهم المسؤول انها انهكت امي وامي وهي برة امه فكل هذه الاشياء ينبغي ان نرجع فيها الى الاصل فنقول اقارب الزوجة ليست انساب بل هم اصهار والله تبارك وتعالى جعل الصغر قسيم للنسب فقال تعالى وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا نعم فصل واعلم ان بين التشبه بالكفار والشياطين وبين التشبه بالاعراب والاعاجم فرقا يجب اعتباره واجمالا يحتاج الى تفسير وذلك ان نفس الكفر والتشيطن مذموم في حكم الله ورسوله وعباده المؤمنين ونفس الاعراب ونفس الاعرابية والاعجمية ليست مذمومة ليست مذمومة في نفسها عند الله تعالى وعند رسوله وعند عباده المؤمنين بل الاعراب منقسمون الى اهل جفاء قال الله فيهم الاعراب وجدوا كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله على والله عليم حكيم ومن الاعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوائل احسن سم ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء والله سميع عليم. وقال تعالى فيهم سيقول لك المخلفون من الاعراب شغلتنا اموالنا واهلونا فاستغفر لنا. يقولون بالسنتهم ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم من الله شيئا ان اراد بكم ضرا او اراد بكم نفعا بل كان الله بما تعملون خبيرا بل ظننتم ان لن ينقلب الرسول والمؤمنون الى عهدهم ابدا ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا والى والى اهل ايمان وبر. قال الله فيهم ومن هذا قوله ينقسمون الى اهل الجفاء قال الله فيهم الاعراب يعني والى اهلي ايمان وبر والى اهل ايمان وبر قال الله فيهم ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الاخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول الا انها قربة لهم سيدخلهم الله في ان الله غفور رحيم. وقد كان في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن وفد عليه ومن غيرهم من الاعراب من هو افضل من كثير من ممن هو افضل من كثير من ميم فهذا كتاب الله يحمد بعض الاعراض ويذم بعضهم وكذلك فعل باهل الامصار. فقال وممن حولكم من الاعراب منافقون. ومن اهل المدينة مرضوا على النفاق. لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم ثم يردون الى عذاب عظيم. فبين ان المنافقين في اعرابي وذوي القرى وعامة سورة التوبة فيها الذنب للمنافقين من اهل المدينة ومن الاعراض ما فيها الثناء على السابقين الاولين من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان وعلى الاعراب الذين يتخذون ما ينفقون قربات عند الله وصلوات الرسول. وكذلك العجم وهم من سوى العرب من الفرس والروم والترك والبربر والحبشة وغيرهم ينقسمون الى المؤمن كافر والبر والفاجر كانقسام الاعراض. قال الله اسلام العرب اسخاء عندي عندي نسخة يقول في الف وباء وطاء العرب قال تجعل النصرة المعنى صحيح