وفي الحديث الصحيح الذي رواه اهل السنن عن العرباض بن سارية عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال انه من يعش منكم انه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي سنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات فان كل بدعة ضلالة وهذه قاعدة قد دلت عليها. قوله عليه الصلاة سنة الخلفاء الراشدين. هل المراد من قاله من خالفوه في امته بالسلطان والامامة والامارة او حتى في العلم الظاهر العموم ان حتى الخلفاء او حتى العلماء الذين خلفوهم في امته خلافة راشدة بالعلم والعمل والدعوة يدخل فيها نعم وهذه قاعدة قد دلت عليها السنة والاجماع مع ما في كتاب الله من الدلالة عليها ايضا. قال الله تعالى ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم ياذن به الله. فمن ندب الى شيء يتقرب به الى الله او اوجبه بقوله او بفعله من غير ان يشرعه الله فقد شرع من الدين ما لم يأذن به ومن اتبعه في ذلك فقد اتخذه شريكا لله شرع من الدين ما لم يأذن به الله قد يكون متأولا في هذا الشرع فيغفر له لاجل تأويله اذا كان مجتهدا الاجتهاد الذي معه عن المخطئ ويثاب ايضا على اجتهاده. لكن لا يجوز اتباعه في ذلك. كما لا كما لا يجوز اتباع سائر من قال او عمل قولا او عملا قد علم الصواب في خلافه وان كان القائل او فاعل مأجورا او معذورا. وقد قال سبحانه وهذه فائدة مهمة وهي ان المقلد اذا اخطأ وهو من اهل الاجتهاد وقد اجتهد اجتهادا تاما فانه معذور يؤجر لكن من علم خطأه وجب عليه مخالفته الى الصواب لا يقول هذا امام قال بهذا فاقول فاتبعهم يقول نعم هو اخطأ لكنه مجتهد معفون عنه وانت الان بنى لك بنا لك الصواب من الخطأ فيجب عليك اتباع الصواب وهذه مسألة يغفل عنها بعض بعض طلبة العلم يقول هذا مجتهد ومن اجتهد فاخطأ فله اجر فنقول نعم هذا بالنسبة له. اما بالنسبة لك اذا تبين لك ان اجتهاده خطأ فالواجب عليك مخالفته نعم ولكن انتبهوا للخلود يقول اذا كان مجتهدا الاجتهاد الذي يعفى عنه معه انه مخطئ وذلك ان يبذل جهده وغاية طاقته بالوصول الى الصواب واما مجرد ان ينظر في الادلة بدون تحري وبدون جمع لاطراف الادلة فهذا لم يجتهد الاجتهاد الواجب نعم وقد قال سبحانه اتخذوا احبارهم ورهبانهم واربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون. قال علي للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ما عبدوهم؟ قال ما عبدوهم ولكن احلوا الحرام فاطاعوهم وحرموا عليهم الحلال فاطاعوهم. فمن اطاع احدا في دين لم يأذن به الله في تحليل او تشريف فمن اطاعه. فمن اطاع احدا في دين لم يأذن به الله في تحليل او تحريم عندي من تحريم من تحريم من من تحليل عندك في يصلح يصلح يقول الوجهان صحيح ان فمن اطاع احدا في دين لم يأذن به الله في دين لم يأذن به الله فمن اطاع احدا في دين لم يأذن به الله في تحليل او تحريم او استحباب او ايجاب فقد لحق من هذا الذنب نصيب كما يلحق الامر الناهي ايضا نصيب. ثم قد يكون كلا منهما معا. كله ثم قد يكون كل منهما معفوا عنه لاجتهاده. ومثابا ايضا على الاجتهاد. فيتخلف عنه الذم شرطه او لوجود مانعه. وان كان المقتضي له قائما. ويلحق الذم من تبين له الحق فتركه او من قصر في طلبه حتى لم يتبين له او اعرض عن طلب معرفته لهوى او لكسل او نحو ولذلك كفاية وايضا فان الله تعالى اعاب على المشركين شيئين احدهما احدهما احدهما انهم اشركوا بهما لم ينزل به سلطانا والثاني تحريمهم ما لم يحرمه عليهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بما رواه مسلم عن عياض قول اشركوا بالله ما نزل به سلطانا كما جاء في القرآن الكريم هل لها مفهوم ما لم ينزل به سلطانا لا لكنها لبيان الواقع وبيان انه لا دليل له فمن اشركوا بالله شيئا لم ينزل به السلطان وليس لهم دليل فيه وليس المعنى انه قد يكون الشريك فيه سلطان من الله اي نعم وبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فيما رواه مسلم عن عياض ابن عمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال قال الله تعالى اني خلقت عبادي خلفاء والشياطين وحرمت عليهم ما احللت لهم. وامرتهم ان يشركوا بي ما قال سبحانه سيقول الذين يفرحوا يشاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء فجمعوا بين الشرك والتحريم والشرك يدخل به كل عبادة لم يأذن الله بها. فان المشركين يدعون ان عبادتهم الا واجبة واما مستحبة. وان ثم منهم من عبد غير الله ليتقرب بعبادته الى الله ومنهم من اتبع دينا عبدوا به الله بزعمهم كما احدث كما احدثه النصارى من انواع العبادات المحدثة. واصل الضلال الضابط الشرك يذكر وفيه كل عبادة لم يأذن به الله لم يأذن بها الله كل من تعبد لله عبادة لم يشرع الله فهو مشرك لانه اتبع هوى قال الله تعالى ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله في الاية التي ساقها رحمه الله سيكون من اشرك ولو شاء الله ما اشركنا ولا اذان ولا حرمن من شيء هل قبل الله هذه الحجة لا لن يقبل الا هذه الحجة قال كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا فان قال قائل كيف تجمع بين هذه الاية التي نفى الله فيها حجة المشركين في قولهم لو شاء الله ما اشركنا وبين قوله تعالى ولو شاء الله ما اشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا قلنا لان المراد بالاية الثانية تسلية النبي صلى الله عليه وسلم وبيان ان ما وقع من شركهم فهو من عند الله عز وجل ولو شاء الله ما اشرك لكن هؤلاء الذين قالوا لو شاء الله ما اسخنا ارادوا بذلك الاحتجاج بالقدر على الشر وهذا هو المنكر ولهذا لو قال المشرك بعد ان من الله عليه بالاسلام لو قال انه اشرك في اول عمره ولو شاء الله ما اشرك لكان هذا مقبولا وحقا اي نعم خالدين لم يشرعه الله او تحريم ما لم يحرمه الله ولهذا كان الاصل الذي بنى الامام احمد وغيره من فالاول فالاول بالاجابة والثاني في المنع اتخاذ دين لم يشرعه الله هذا ايجابي وتحريم هذا سلبي واصل الضلال يعود على هذا اما ايجاب واما سبب ولهذا كان الاصل الذي بنى الامام احمد وغيره من الائمة عليه مذاهبهم ان لا اعمال الخلق ينقسموا الى الى عبادات يتخذون دينا ينتفعون بها في الآخرة وفي الدنيا والآخرة. والى عادات يتبعون بها في معارفهم لا ينفع بها الا ما شرعه الله ونحن بالعادات الا يقبر منها الا ما حضره الله وهذهن الأصنام متقابلان الاصل الاول يمنع من اي عبادة الا بدليل. والاصل الثاني ايش؟ مباح كل شيء الا بدليل يعني يسمح في كل شيء الا بذله اي نعم وهذه المواسم المحدثة انما نهي عنها لما حدث فيها من الدين الذي يتقبل من يتقرب منه المتقربون كما سنذكره ان شاء الله واعلم ان هذه القاعدة وهي الاستدلال بكون شيء بدعة على كراهية وهي وهي وهي الاستدلال بكون الشيء الاستدلال بكون شيء بدعة على كراهته. قاعدة عامة عظيمة وتمامها بالجواب عما وذلك ان من الناس من يقول البدع تنقسم الى قسمين حسنة وقبيحة بدليل قول عمر رضي الله صلاة التراويح نعمة البدعة وهذه وبدليل اشياء من الاقوال والافعال احدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس مكروهة او هي حسنة بالأدلة الدالة على ذلك من اجماع او القياس وربما يضم الى ذلك من لم يحكم اصول العلم ما عليه كثير من الناس من كثير من العادات واللحم فيجعلون هذا ايضا من الدلائل على حسن بعض البدع الا بان يجعل ما اعتاد هو ومن يعلم وان لم يعلم قول سائر المسلمين في ذلك او يستنكر تركه لما اعتاده بمثابة من اذا قيل لهم تعالوا الى ما الله والى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه اباءنا وما اكثر ما قد يحتج بعض وما وما احر ما قد بعض من يتميز من المنتسبين الى علم او عبادة بحجج ليست من اصول العلم التي يعتمد في الدين عليها والغرض ان هذه النصوص الدالة على ذم البدع معارضة اذا دل على حسن بعض البدع اما من الادلة الشرعية صحيحة بعض الناس التي يعتمد عليها بعض الجاهلين او المتهونين فيهم ثم هؤلاء تعارضون هؤلاء المعارضون لهم هنا مقامات. احدهما ان يقولوا الى ان يقولوا اذا ثبت ان بعض البدع الحسنة وبعد ان بعض البدع حسنوا وبعضها قبيح. القبيح تاج القبيح ما نهى عنه الشارع. وما ثبت عنه من البدع ما ليس القديم بل قد يكون الحسن فهذا مما يقوله بعضهم والمقام الثاني ان يقال عن بدعة معينة هذه البدعة حسنة بان فيها من المصلحة كيف وكيت وهؤلاء المعارضون يقولون ليست كل بدعة ضلالة والجواب اما القوم ان شاء الله وان كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار والتحذير من محدثات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يحل لاحد الا الدعاء دلالته على ذم البدع ومن نازع ديننا نبيه فهو يراهن واما المعارضات فالجواب عنها صحيح هذا واضح النبي عليه الصلاة والسلام لا شك انه افصح في الخلق وانه اعلم الخلق وانه انصح الخلق لا شك في هذا فاذا كان يقول كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وكل هذه من صيغ العموم وسورها ثابت بالاجماع لا احد يعارض بان كل تدل على العموم فمن ادعى ان شيئا من المحدثات سنة او مباح فعليه اله الدليل ولا يمكن ان نخالف هذا العموم القاطع الذي اجمع عليه العلماء كانه من صيغ العموم بمجرد اقمشة اقيسها فاسدة اما المعارضات التي اشار اليها فاجاب عن المؤذن وحينئذ نقول تقسيم البدعة الى حسنة وقبيحة قول باطل معارض للحديث وهو كما قال شيخ الاسلام رحمه الله يقول نعم فلا يجزع افلا يحل لاحد ان يدفع دلالته على ذم البدع؟ ومن نازع في ذلك فهو مراغ ومراعاة الله ورسوله ليست بالامر الهين تقول كل بدعة ضلالة وليس في البدعة شيء حسن لكن اذا قال ان هذه بدعة وحسنة فهي اما ان لا تكون بدعة وهو يظن انها بدعة واما ان لا تكون حسنة وهو يظن انها حسنة. ولابد من هذا اما ان يثبت بانها بدعة وانها حسنة فكلا. ولا يمكن ابدا نعم