والامر الثاني ان الطهارة تخلية لانها تنظيف للمكان فهي تخلية والتخلية كما يقال قبل التحلية اكنس البيت اولا ثم افرشه ثانيا نظف الاواني عن الاذى اولا ثم اغسلها ثانيا فلذلك بدأوا بكتاب الطهارة ثم اعلم ان الطهارة نوعان طهارة معنوية وطهارة حسية وكلام الفقهاء رحمهم الله على الطهارة الحسية اما كلام الذين يتكلمون في التوحيد والعقائد فالطهارة عنده من الطهارة المعنوية وهي الاصل وهي طهارة القلب من الشرك والشك والنفاق والغل والحقد والحسد وغير ذلك من الصفات الذميمة وهذه اهم اهم من الطوارئ الحسية لكن مع ذلك الانسان محتاج الى الطهارتين جميعا ونقف على هذا لان وقت الاسئلة قد دخل بالنسبة للبلوغ الان ان شاء الله قررنا ان ان اه نشجع من يريد ان يحفظه لان ابن حجر رحمه الله اشار الى ذلك فيحث الانسان الذي يستطيع ان يحفظ ان يحفظه لانه كتاب مفيد ودرسنا ايضا كما تعلمون ليس يعني لسنا نأخذ كثيرا حتى يقول اتعب لو حفظت فنحثكم على ذلك. اما الالزام فلا نستطيع ان نلزم احدا وكذلك التسميع لا نستطيع لان لا يمكن ان نسمع الجميع ان ان نعم ان نطلب من الجميع ان يسمعنا واذا اخذنا اربعة خمسة لم يكن فيه ذاك الفائدة نعم نقرأ الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اه هل احد من العلماء الذين الفوا في الحديث على كتب الفقه خالف ابن حجر في اصطلاحه للمتفق عليه نعم من ايش اي كتاب في اي كتاب نعم بكتاب المنتقى نعم اذا قال المتفق عليه فالمراد بارك الله فيك اما الباقي فواضح الطهارة بدأنا فيها وقلنا ان الطهارة تنقسم الى قسمين طهارة باطن وطهارته ظاهرة طهارة الباطن تعني طهارة القلب من الشرك والشك والنفاق والحقد والغل وغير ذلك من مساوئ الاخلاق وطهارة الظاهر تشمل الطهارة من الحدث والطهارة من النجاسة وذكرنا ايضا فيما سبق ان العلماء بدأوا بالطهارة لانها مفتاح الصلاة والصلاة افد اركان الاسلام بعد الشهادتين ولهذا ذكروا الطهارة ثم الصلاة ثم الزكاة ثم الصيام ثم الحج على الترتيب الذي جاء في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الاسلام ثم قال الملك باب المياه جمعها باجبار مصادرها لان المياه اما مياه بحار او غمام او ابار فلهذا جمع فمياه الامطار هي التي تأتي من المطر كالاودية والغدران وما اشبه ذلك والغطران وما اشبه ذلك مياه القمح الانهار آآ البحار معروفة وكذلك مياه الابار وربما نضيف ايضا مياه الانهار فجمعها المؤلف والا فالاصل ان الماء جنس واحد لا يجمع لكن باعتبار مصادره وانواعه ذكره رحمه الله ذكره بالجمع والمياه هي ذلك الجوهر السائل وهو من اسهل الامور تناولا ومن اغلاها عند الحاجة اليه الماء اسهل الامور تناوله واغلاها عند الحاجة اليه ربما يكون الفنجان الواحد عند الحاجة اليه يساوم مئات الدراهم اليس كذلك طيب اذا هو غال رخيص وغالي الرئيس ولهذا قال العلماء لو ان انسانا اتلف قربة من الماء في مفازه قيمتها هناك خمس مئة درهم وقيمتها في في البلد درهم درهمان فهل يظمن بمئة درهم نعمر خمس مئة درهم او بدرهمين يظمن بالاول لانها غالية في مكانها قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في البحر ابو هريرة واكثر الصحابة رواية عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لانه اعتنى بالحديث وحفظه وصار متفرغا والا فاننا نعلم ان ابا بكر رضي الله عنه اكثر تلقيا من ابي هريرة بالنسبة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه اكثر ملازمة منه لكن ابا بكر رضي الله عنه في حياة النبي عليه الصلاة والسلام التحديث عنه قليل لان الناس يأخذون عن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة بدون واصل بعد موته تعلمون ان ان ابا بكر رضي الله عنه اشتغل باعباء الخلافة تدبير الدولة والناس ايضا يهابون ان يشغلوه بالتلقي عنه وهو لم لا يتفرغ له فلهذا كان من اقل بكثير من مما نقل عن ابي هريرة. ولهذا لو سئلنا اي ما اكثر حديثا ابو هريرة او ابو بكر نقول اما بالنسبة للتلقي عن الرسول ما هو ابو بكر لا شك عندنا في هذا واما بالنسبة لنقل الحديث عن الرسول فهو ابو هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في البحر في البحر هذا من كلام ابن حجر رحمه الله ليس من كلام ابي هريرة ولا من كلام النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لكن المؤلف كما تعلمون جعل هذا الكتاب مختصر فقال في البحر قال فيه هو الطهور ماؤه الحل ميتته وللحديث سبب سببه ان قوما اتوا الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقالوا اننا يا رسول الله نركب بحر وليس معنا ماء يعني يتوضأون به افنتوضأ بماء البحر فقال النبي صلى الله عليه وسلم به هو الطهور ماؤه الحل ميتته لم يقل نعم بل قال هو الطهور ماء الحل ميتة مع ان الرسول عليه الصلاة والسلام اذا سئل مثل هذا السؤال اذا سئل مثل هذا السؤال؟ يقول نعم سأله رجل ان اتوضأ من لحوم الابل؟ قال قال نعم لكن هنا عدل عن كلمة نعم الى قوله الطهور ماء ليكون ذلك اشمل واعم فيتطهر به ولا يتطهر منه بمعنى انه لو اصاب الثوب او البدن فانه لا يجب قصده منه لانه طهور وايضا يتطهر به من الحدث الاصغر والاكبر والنجاسة وهذا من حسن جواب الرسول عليه الصلاة والسلام فكلمتي الطهور ماؤه اعم من كلمة نعم لو قال نعم لانه لو قال نعم لكان المعنى تطهروا به او توضأوا به لكن قال هو الطهور ماء ايضا زادهم على ذلك قال الحل ميتتهم الحمل يعني الحلال ميتة والمراد بميتته ميتة ما لا يعيش الا فيه الا في البحر وليس المراد ما مات في البحر ولهذا لو سقطت شاة في البحر وماتت فهي ايش حرام ما يتعب لكن المراد بميتته مضاف الى البحر يعني ميتة ما لا يعيش الا في البحر حلال هكذا كان جواب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وكلمة الطهور بالفتح بفتح الطاء وهي اسم لما يتطهر به كالسحور اسم لما يتسحر به والوجور اسم لما يؤجر به المريض. وهلم جرة اما الطهور بالظم فهو مصدر او اسم مصدر وهو عبارة عن الفعل فمثلا اذا قرب الانسان ماء يتوضأ به فالماء يسمى ايش؟ طهورا او يسمى وضوءا ونفس الفعل الوضوء يسمى طهورا او وضوءا فالفرق اذا بين فتح الواو او بين فتح اوله وضمها وظمه هو انه ان اريد الفعل فهو تمضموا وان يريد ما يطهر ما يطهر به فهو بالفاتح ونظيره السحور اسم لما يؤكل في السحر والسحور اسم للاكل في هذا الحديث فوائد منها اه حرص الصحابة رضي الله عنهم على تلقي العلم وذلك بمعرفة سبب الحديث وهو سؤالهم النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة لا شك انهم احرص الناس على العلم ولهذا كلما ورد عليك من الاشياء التي لم يسأل عنها الصحابة وهي وهي مما ينقدح بالذهن فاعلم ان سؤالك عنها بدعة كما قال العلماء رحمهم الله فيمن سأل عن كيفية اثبات الله فقالوا ان هذا السؤال بدعة لان الصحابة لم لم يسألوا عنهم ومن فوائد هذا هذا الحديث ان ماء البحر طهور ان ماء البحر طهور بدون استثناء الا اذا الا ما يقيده في في الحديث في الاحاديث الاتية. يعني الا اذا تغير بنجاسة والا فانه طويل حتى لو فرض انه قد طفى على على على سطحه شيء من الاذى او من الدهن او من البنزين او ما اشبه ذلك فانه طهور لان هذا لا يغيره ومن فوائد هذا الحديث ايضا اه حسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام واجابته حيث يعمد الى الاشياء الجامعة العامة وقد اعطي صلى الله وسلم جوامع الكذب واختصر له الكلام اختصارا وجه ذلك انه قال الطهور ماؤه ومن فوائد هذا الحديث جواز زيادة الجواب على السؤال اذا دعت الحاجة الى ذلك وجهه ان الرسول عليه الصلاة والسلام زاد على سؤال السائلين ببيان حكم ميتة البحر فقال كل ميتة لماذا لان هؤلاء اذا كان اشكل عليهم الوضوء في ماء البحر فالظاهر انه سيشكل عليهم ميتة البحر اذا وجدوا سمكا طافيا على الماء ميتا سوف يشكي عليه من باب اولى فلهذا اعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم بحكم ميتة البحر مع انهم لم يسألوا عنها