الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم انا نسألك في هذه الساعة المباركة ان تغفر لشيخنا الاستاذ صالح سندي وان تغفر لوالديه ومشايخه وطلابه اجمعين اللهم لا تدع في مقامنا هذا ذنبا الا غفرته ولا مهموما الا فرجت همه ولا مريضا الا شفيته من مرضه ولا مكروبا الا واستكر به ولا معسرا الا يسرت امره. ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. قال المصنف ابن ابي داود رحمه الله في منظومته. وقد ينكر الجهمي ايضا يمينه وكلتا يديه بالفواضل تنفح. وقل ينزل الجبار في كل ليلة بنا كيف جل الواحد المتمدح الى طبق الدنيا يمن بفضله فتفرج ابواب السماء وتفتح. يقول الا مستغفر يلقى غافرا مستمنح الخير ورزقا فيمنح. روى ذاك قوم لا يرد حديثهم الا خاب قوم كذبوه وقبحوا وقل ان بارك الله فيك. ان الحمد لله نحمده ونستعينه. ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذه الابيات الاربعة التي سمعت فيها بيان معتقد اهل السنة والجماعة بصفتي النزول لله جل وعلا وقل ينزل الجبار في كل ليلة بلا كيف جل الواحد المتمدح او المتمدح. وهو قد مدح نفسه سبحانه. وكذلك يمدحه عباده. ولا احد احب اليه المدح من الله. ومن اجل ذلك اثنى على نفسه. المقصود ان من صفات الله جل وعلا التي دلت الادلة على ثبوتها له صفة ان من تلك الصفات صفة النزول. وآآ هي صفة اختيارية فالله عز وجل ينزل اذا شاء كيف شاء. وآآ الادلة انواع من النزول. اشهر ذلك ما تواترت به الاحاديث من نزوله سبحانه وتعالى كل ليلة اذا بقي ثلث الليل الاخر الى السماء الدنيا فاحاديث هذا النزول متواترة. رواها صاحبا الصحيحين وغيرهما من رواة كتب السنة وجاء هذا عن نحو او من رواية نحو من ثلاثين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فهذا المعنى متواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزوله جل وعلا كل ليلة الى السماء الدنيا ثبت ايضا نزوله سبحانه فصل القضاء يوم القيامة. واحاديث هذا ايضا متواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ايضا نزوله او دنوه سبحانه وتعالى عشية عرفة ثبت لفظ الدنوب عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم. وجاء لفظ النزول وانه تعالى ينزل والى السماء الدنيا بيوم عرفة عن ام سلمة رضي الله عنها ومثل هذا لا يقال على سبيل الاجتهاد. فهذا مما ورد من انواع نزول ربنا جل وعلا. كما دلت على هذا الادلة. والله جل وعلا ينزل بلا كيف كما قال المؤلف رحمه الله يعني بلا تكييف منا او بلا علم منا بكيفية نزوله. والا فنزوله لا شك ان له كيفية. لكننا نجهل هذه الكيفية وهذا مراد السلف في قولهم عن الصفات انها تثبت لله جل وعلا بلا كيف يعني بلا تكييف فلا يعلم العباد كيفية هذا النزول ولا يحدون فيه حدا وآآ مما ينبغي ان يلحظ عند النظر في هذه الصفة انه يجب الجمع بين علو الله عز وجل ونزوله. فالعلو صفة ذاتية لله سبحانه وتعالى انه لم يزل ولا يزال علي ويستحيل ان يكون الا علي فهو وان نزل فلا يزال فوق كل شيء. وعاليا على كل شيء سبحانه وتعالى. والمخلوق هو الذي اذا نزل الى مكان فانه يكون في جوفه او يكون شيئا او يكون شيء له او فوقه. اما الله عز وجل فانه ليس كمثله شيء. شأن الله عز وجل اعظم ولذا فانه اذا نزل تبارك وتعالى فلا يكون في جوف شيء ولا يكون شيء محايثا له او تعالى الله عن ذلك بل انه علي في دنوه سبحانه وتعالى هذا مما ينبغي ان تتنبه له يرعاك الله. وصفة النزول تدل باللزوم على ثبوت صفة العلو لله جل وعلا ولذا فيستدل على علو الله عز وجل بالادلة التي دلت على نزوله. فان النزول قصد الشيء من علو الى سفله. والله زل جل وعلا دل نزوله على علوه تبارك وتعالى مع كونه اذا نزل لا يزال عليا جل في علاه. لكن الامر اعظم من ان تكيفه اوهامنا هذا مما ينبغي ان يفهم ويعرف فيما يتعلق بصفة النزول لله وتعالى اعد لو تكرم. احسن الله اليكم ونفعنا بعلمكم. قال الناظم رحمه الله قل ينزل الجبار في كل ليلة بلا كيف جل الواحد المتمدح الى طبق الدنيا يمن بفضله فتفرج ابواب السماء السماء وتفتح الى طبق الدنيا يعني الى السماء الدنيا. والطبق هو الغطاء. سماء الدنيا غطاء بالنسبة الارض وفوق الارض يقول ان الله جل وعلا اذا نزل الى السماء الدنيا انها فان ابواب السماء تفتح يشير الى هذا الى حديث ابن مسعود رضي الله عنه في مسند الامام احمد وغيره باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر انه اذا كان اخر الليل هبط الله عز وجل او فان الله يهبط الى السماء الدنيا. الهبوط بمعنى النزول فتفتح ابواب السماء ويبسط يديه سبحانه وتعالى ويقول هل من سائي فاعطيه او كما قال صلى الله عليه وسلم شاهدوا ان مما يكون من اه مما يكون في اذا نزل سبحانه وتعالى ان ابواب السماء تفتح كما دل على هذا الحديث كما اشار المؤلف الى هذا نعم احسن الله اليكم ونفعنا بعلمكم الى طبق الدنيا يمن بفضله فتفرج ابواب السماء وتفتح يقول الا مستغفر يلقى غافرا ومستملح خيرا ورزقا فيمنح. روى ذاك قوم لا يرد حديثهم الا اصاب قوم كذبوه وقبحوا. نعم. وقل ان خير الناس بعد محمد وزيراه قدما ثم عثمان ورابعهم خير البرية بعدهم علي حليف الخير بالخير منجح. وانه مولى الرهط لا ريب فيه على نجوم الفردوس بالنور تسرح. سعيد وسعد وابن عوف وطلحة وعامر فهر والزبير مدحوا وقل وقل خير قول في الصحابة كلهم ولا تك طعانا تعيب وتجرح. فقد نطق وحي المبين بفضلهم وفي الفتح آي للصحابة تمدح. احسنت. بارك الله فيك. هذه الابيات التي سمعتها اجمل فيها الناظم معتقد اهل السنة والجماعة في اصحاب صلى الله عليه وسلم الصحابة رضي الله عنهم احباء المؤمنين والاصفياء عندهم الذين تبتهج بذكرهم النفوس. وتتزين المجالس وتتعطر الدروس. اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. عليه الصلاة والسلام. ابر الامة قلوبا واعمقها علما واقلها ابر الامة قلوبا واعمقها علما واقلها تكلفا. قوم اختارهم الله عز وجل بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم. ونصرته ونقل دينه الى الامة فهم غرة هذه الامة وهم خيرها. هم خير هذه الامة التي هي خير الامم واكرمها على الله عز وجل. والكلام في الصحابة رضي الله عنهم يطول. وآآ كتب اهل السنة طافحة بذكرهم والثناء عليهم والواجب على تجاههم ومجموع ذلك يرجع الى عشرة امور. تجمع معتقد اهل السنة والجماعة الصحابة رضي الله تعالى عنهم اولا واجب على المسلمين محبتهم رضي الله عنهم محبة في الله ولله. وهم اولى الناس بالمحبة في الله عز وجل. وكيف لا يكون كذلك؟ وهم احبة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الذين اثنى الله جل وعلا عليهم. وهم الذين لهم الفضل علينا. فما وصلتنا اية بل من كتاب الله ولا حديث بل حرف منه. الا من طريقهم. وبسبب بذلهم وجهادهم رضي الله تعالى عنهم وقد قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين اية الايمان حب الانصار واية النفاق بغض الانصار. واذا ثبت هذا في الانصاب فلا ان يثبت في المهاجر من باب اولى فقد جمعوا بين الهجرة والنصرة. واوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله فهم اولى من يتوجه الانسان اليهم بالمحبة في الله سبحانه وتعالى الامر الثاني اعتقاد فضلهم وعدالتهم وانهم صفوة الامة وخيرها واقربها الى الحق والصواب. ومن تأمل ادنى تأمل الكتاب والسنة ادرك هذا يقينا. وما احسن ما قال شيخ الاسلام رحمه الله في الواسطية ومن نظر في سيرة القوم اراد الصحابة ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم من الفضائل علم يقينا انهم خير الخلق بعد الانبياء. لا كان ولا يكون مثلهم بناء على هذا قد اجمع اهل السنة والجماعة على ان الصحابة رضي الله عنهم جميعا عدول من عرف عينا او حتى لم يعرف. المهم انه انه من الصحابة فانه عدل وروايته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبولة ولا بحث في هذا ولا نظر. الادلة على فضلهم كثيرة جدا قال سبحانه والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. ذلك الفوز العظيم من ذلك اية الفتح التي اشار اليها الناظم. محمد رسول الله. والذين معه اشداء الكفار رحماء بينهم. تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانه. يبتغون فضلا من الله ورضوانه. سيماهم في وجوههم من اثر السجود. ذلك مثلهم في التوراة. ومثل هم في الانجيل كزرع اخرج شطأة فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه. يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين امنوا منهم وعملوا الصالحات مغفرة واجرا عظيما. وقال صلى الله عليه وسلم. لا تسبوا اصحابي. فلو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا انصيفه؟ والحديث في الصحيحين وفي رواية مسلم ان سبب هذا الحديث اختلاف حصل بين عبد الرحمن بن عوف وخالد بن الوليد رضي الله عنهما فا تكلم خالد رضي الله عنه في عبد الرحمن رضي الله عنه فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما اخبر به وعليه فيكون هذا الحديث الخطاب فيه متوجه بالمتأخرين اسلاما بالنسبة للمتقدمين لو انفق احدكم يا ايها اسلاما مثل احد ذهبا ما بلغ مد احد المتقدمين اسلاما ولا صفة فاذا كان هذا فضل المتقدمين بالنسبة للمتأخرين. فكيف بالنسبة لنا معهم رضي الله عنهم وارضاهم. اذا كان المد من الطعام الذي يملأ الكفين او نصفه. الذي يملأ الكف الواحدة. اجر التصدق به عند الله عز وجل اعظم من اجر التصدق بمثل احد ذهبا من صحابي متأخر فكيف بالنسبة لاعمارنا اذا ما قرنت باعمالهم؟ واخرج ابن بطة باسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال الاحظ انه يخاطب التابعين الموصوفين على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيقول رضي الله عنه لما قاموا احدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة. خير من عمل احدكم اربعين سنة مقام يقومه الواحد من الصحابة مع النبي عليه الصلاة والسلام مدة يسيرة. يعدل او يزيد اجرا على عملك يا عبد الله مدة اربعين سنة. ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما. الصحابة رضي الله عنهم هم الافاضل هم العدول هم اهل الخيرية والثناء الحسن في اية الكتاب واحاديث رسول الله صلى الله عليه فجميعهم للبر فجميعهم للبر اهل والتقى قمن به. وبكل صالحة حريم. رضي الله عنه وارضاه. الامر الثالث المفاضلة معه المفاضلة بينهم بحسب ما ورد في النصوص الصحابة القاعدة عندنا انهم جميعا عدول وبعضهم افضل من بعض. كلهم مشتركين كلهم مشتركون في الفضل. وان كانوا يتفاضلون فيه. فبعضهم افضل من بعض. وافضل الصحابة من سمعت في هذا النظم الخلفاء الاربعة رضي الله عنهم ثم الستة بقية العشرة سعيد وسعد وابن عوف وطلحة وعامر فهر والزبير الممدح. هؤلاء هم العشرة المبشرون بالجنة افضل الصحابة على الاطلاق. وافضل العشرة الخلفاء الاربعة. وافضل الاربعة الشيخ وافضل الشيخين ابو بكر رضي الله عنه. وترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة وبناء على هذا مكانتهم في النفوس ومحبتهم ينبغي ان تكون في القلوب بحسب فظيلتهم فنفاضل بينهم ونحبهم ونجلهم بقدر افظليتهم لا نقدم احدا في نفوسنا على الخلفاء الاربعة من الصحابة ثم بقية العشرة. وبعد العشرة اهل بدر اما اهل احد. ثم اهل بيعة رضوان. كثير من العلماء رتبوهم بعد العشرة بهذا الترتيب وافضل الصحابيات على الاطلاق ثلاث خديجة وعائشة فاطمة رضي الله تعالى عنهن مما ينبغي ان يلحظ وهذا من جملة تصديق النبي صلى الله عليه وسلم والايمان به ان نفاضل بحسب ما جاء في النصوص تفاضلهم ونفاضل بينهم في محبتنا وتقديرنا واجلالنا بحسب ما جاء في النصوص اخذا بها وتسليما الامر الرابع ذكرهم بالخير. والثناء عليهم نشر محاسنهم هذا الامر فرع عن صادق المحبة له في الله. فان من ثبتت محبته في قلبك لهج لسانك بالثناء عليه وقل خير قول في الصحابة كلهم. ولا تك طعانا تعيبوا وتجرحوا. كما سمعت في كلام ناظم. والصحابة رضي الله عنهم ليس لك يا ايها المسلم ان تذكرهم الا بالذكر العطر. والثناء الجميل وان تداوم على نشر محاسنهم. وبث فضائلهم. وهذا مما يثبت محبته في القلوب. وما احسن ما روى الا لكائي رحمه الله عن الامام ما لك بن انس انه قال كان السلف يعلمون ابناءهم حب ابي بكر وعمر كما يعلمونهم السورة من القرآن. تربية جادة على محبة الصحابة رضي الله عنهم. كما يعلمونهم السورة من القرآن. وهذا انما يكون اذا بثت محاسنهم وطرقت اسماع الابناء فضائلهم. لذلك ينسكب في القلب حبهم. ينبغي ان يجعل الانسان هذا الامر من جملة اولوياته انه يتكلم عن الصحابة وان يذكرهم بالخير يذكر مواقفهم مشاهدهم ومحاسنهم واللطائفة الجميلة في كلامهم وحياتهم فهذا مما ننتفع به وفيه اداء لبعض بحقهم علينا. الامر الخامس الدعاء لهم والاستغفار والترضي عنهم. والله جل وعلا يقول والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا هنا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا. ينبغي ان يحرص الانسان على والاستغفار والترضي عن الصحابة رضي الله عنهم. فيترضى عن من رضي الله عنه. واخبر انه رضي عنهم ورضوا عنه. وقد ذكر الشوكاني في تفسيره انه قد اطبق المسلمون على ان الصحابة رضي الله عنهم يترضى عليهم حتى كأن هذا الدعاء مما يختصون به رضي الله عنهم فلا يكاد يذكر مسلما صحابيا الا وقال عقب ذكره ايش رضي الله عنه هذا من حق الصحابة رضي الله عنهم علينا معشر المسلمين الامر السادس الشهادة لهم برحمة الله والجنة اجمالا والشهادة لهم تعيينا لمن عين في الكتاب والسنة يجب ان تعتقد ان الصحابة رضي الله عنهم في الجملة من اهل الجنة ومن اهل رحمة الله ورضوانه والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار رضي الله رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. وكلما وعد الله الحسنى فالصحابة رضي الله عنهم في الجملة ودون بالجنة والرحمة. فهذا مما ينبغي ان تعتقده. واما التعيين ان يقال فلان في الجنة او فلان من اهل الجنة او فلانة من اهل الجنة. فهذا موقوف على ورود الدليل. فمتى ما ثبت في الدليل ان فلانا مبشر بالجنة فواجب عليك ان تصدق بذلك. ومن اولئك العشرة المبشرون بالجنة. فقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بهذه في حقهم في حديث واحد. فقال صلى الله عليه وسلم ابو بكر في الجنة. عمر في الجنة عثمان في الجنة. علي في الجنة طلحة في الجنة الى اخر العشرة. كما ان هذه البشارة ثبتت في حق غير هؤلاء عشرات من الصحابة بشروا ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم بالجنة. فينبغي الايقان والتصديق بذلك. الامر السابع السكوت عما بينهم والاعراض عن الخوض في ذلك. الصحابة رضي الله عنهم بشر وقد حصل بينهم ما يحصل بين البشر من فتنة وقتال والكل فيها كان مجتهدا والكل فيها كان معذورا ولا يعدم الواحد منهم ان يكون له اجر على اجتهاده. فهم في هذا بين اجر واجرين. وآآ هذا الامر قد استفاض التذكير به والتنبيه عليه عند اهل السنة والجماعة في مصنفاتهم العقدية الصغيرة والكبيرة. و بناء عليه ينبغي عليك ان تأخذ نفسك بعدم الخوظ في هذا الامر. وما احسن ما قال عمر ابن عبد العزيز الله تلك دماء سلم الله منها سيفي فلا اخطب فيها لساني. وما جرى بين الصحاب نسكت عنه واجرى الاجتهاد نثبته. دع ما جرى بين الصحابة في الوغى بسيوفهم يوم التقى الجمعاني. فقتيل منهم وقاتلهم لهم وكلاهما في الحشر مرحومان. وهذا المتقرر عند اهل السنة يرجع او ترجع اسبابه الى ما يأتي. اولا ان في الكف عن الخوض في هذا الموضوع ائتمارا بامر النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال واذا ذكر اصحابي فامسكوه. اخرجه الطبراني وحسنه ناصر وغيره من اهل العلم. اذا كف اذا كان المقام مقاما قد صاحبه في مضائق لا ينبغي له ان يدخل اليها ينبغي عليه ان يكف. اما فاذا كان المقام مقام ثناء ومدح واجلال فهذا مما ينبغي ان تفيض فيه اما ما سوى ذلك فامسك. واذا ذكر اصحابي فامسكوا. الامر الثاني انه لا فائدة جاء من وراء ذلك لا في علم ولا في عمل. ومن حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه. ما حاجتك الى ان تخوض في هذا الموضوع الموضوع مضى وانقضى وشاءه الله جل وعلا وقدره. فما حاجتك الى الخوض اشتغل بما ينفعك فهو خير لك. الامر الثالث ان هذا الموضوع قد فيه اهل البدع والكذب شيئا كثيرا. حتى صار تمييز صحيحه عن ضعيفه لا لاكثر الناس ولتعلم ان اكثر ما روي في هذا الباب لم يثبت ما حاجتك الى ان ان تفتش في روايات وفيها ما فيها مما في ثبوتها غالبا الامر الرابع ان هذا الموضوع يصعب فيه الوقوف على حقيقة ما حصل. فالزمان كان زمان فتنة وقتال ولم يكن زمانها تدوين حيث تدون فيه كل شاذة وفادة وما حصل هنا وما حصل هناك وماذا قال فلان وماذا قال الاخر؟ انما هي نتف من الروايات رويت في الموضوع لكن لم يدون كل شيء. وبناء على هذا لا يمكن غالبا الوقوف على تصور تام وصحيح لما جرى. الامر الخامس والاخير ان الدخول في هذا الموضوع لا تؤمن عقباه. وسد الذرائع اصل شرعي. ما يدريك؟ انك لو فتحت هذا الباب على نفسك وقلت كما قال بعض الناس انا اريد ان احقق تحقيقا تاريخيا واعرف المصيب من المخطئ من الجاني من المجني عليه اريد ان افتش واعرف وما يدريك انه سيقع في قلبك شيء من البغض تجاه احد من الصحابة رضي الله عنهم وهذا والله من الخذلان. ومن قلة التوفيق. فاعرض تسلم ان السلامة من سلمى وجارتها الا تحل على حال بواديها. فهذه خمسة اسباب تدعونا الى الكف عن الخوض فيما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم والاعراض عن هذا الموضوع. جزاك الله خير. الامر الثامن عدم عدم الخوض فيما يروى من اخطاء الصحابة رضي الله عنهم ايضا مما علينا ان نعرض ونكف عن التنقير في الروايات التي جاءت على خلاف المعهود عنهم رضي الله عنهم من جميل السيرة وحسن القول والعمل. هناك اشياء تروى في كتب التاريخ فيها نسبة قول او عمل لاحد منهم وفيه ما فيه. اهل السنة يحثون على الاعراض عن هذا الموضوع وعدم الخوض فيه ايظا لتعلمي يرعاك الله ان المروي من هذا القبيل في حق الصحابة رضي الله عنهم في كتب التاريخ والاثار. لا يخلو من ثلاث احوال الحالة الاولى ان يكون ضعيفا او مكذوبا. يعني انه غير ثابت. وهذا قد كفينا مؤنته فهو مردود بلا شك. ثانيا ان يصح ولكن له محمل حسن يروى شيء قد يشعر بما لا يليق بمقامهم لكن يمكن ان يوجه توجيها حسنا واحسان الظن باحاد المسلمين متعين فكيف بخيار المسلمين؟ ونحمله على احسن ما يكون من المحامل. واما الامر الحالة الثالثة ان يثبت ولا نعرف له محملا فنحمله على انهم فعلوه بناء على اجتهاد او غفلة. ومهما يكن من شيء نحن معاشر اهل السنة والجماعة اهل اعتدال واقتصاد. وليس عندنا غلو في احد لا في الصحابة ولا في غيرهم وما احسن ما قال الطحاوي رحمه الله في عقيدته ونحب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب لاحد منهم ولا نبغض احدا منهم. ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرون. فليس عندنا افراط في محبتهم. كما اننا نعتقد انهم فضلاء وليسوا معصومين فضيلة والعدالة لا تستلزم العصمة. هم بشر ويجوز عليهم ما يجوز على غيرهم وان كان الذي يقع منهم لا ينبغي بحال ان يقارن بما يقع ممن بعدهم. وذلك لقدرهم علي رضي الله عنهم واذا تحقق حصول الذنب من احدهم ينبغي ان يلحظ ان هذا يكتنفه خمسة امور اولا ان يقع فيتوب من وقع الى الله جل وعلا والمعهود من سيرتهم انهم اسرع الناس الى التوبة والاوبة. والحديث قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم بان التائب من الذنب كمن لا ذنب له. ثانيا ان يغفر لهم او ان يغفر لاحدهم هذا الذنب بسبب سابقته الى الاسلام وهذا وصف مناسب للتكفير والمغفرة ثالثا ان يغفر لمن وقع منه هذا الذنب بسبب الحسنات الماحية التي كانت من ومعلوم ان الصحابة احسن الناس حسنات واكثر الناس حسنات واجر حسناتهم اعظم من غيرهم. كما قد سمعت فيما مضى. قد قال الله جل وعلا ان الحسنات كذبن السيئات. فيغفر لهم بسبب حسناتهم. الامر الرابع ان يغفر لاحدهم ما وقع منه بسبب مصائبه. وقعت عليه في الدنيا وقد ثبت في الادلة ان المصائب مكفرات لاصحابها. وانه لا يصيب مؤمنا هم ولا حزن ولا نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها عنه من خطاياه. الامر الخامس والاخير ان يغفر له بسبب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. وهم اولى الناس بشفاعته. هؤلاء هم اصحابه وهؤلاء هم اعظم الناس تحقيقا لسبب الشفاعة. اليس النبي صلى الله عليه وسلم قد قال عن شفاعته فهي نائلة ان شاء الله من مات من امتي لا يشرك بالله شيئا شيئا من اعظم الناس تحقيقا لهذا الامر لا شك انهم الصحابة رضي الله عنهم. اعظم الناس تحقيقا للتوحيد. وبعدا عن شرك وذرائعه. اذا هم اجدر الناس اصول شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فهذه امور تكتنف ما قد يقع من احدهم من مخالفة او ذنب او خطيئة. الامر التاسع الامر العاشر الامر التام احبب اتانا محبتهم انا اظن انه العاشر محبتهم واعتقاد فظلهم طيب اعيدها لكم محبته اعتقاد فضلهم وعدالتهم المفاضلة بينهم بحسب ما ورد في النصوص. الامر الرابع ذكرهم بالخير والثناء عليهم ونشر محاسنهم. الامر اه الشهادة لهم بالجنة. الدعاء لهم. والاستغفار. هذا الخامس نعم التاسع احسنتم. بغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم. وآآ الرد على افكهم والامر كما قد سمعت انفا اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله. ومن اولى الناس ببغضك اولئك الطاعنون. في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. عليه الصلاة والسلام. الذين يظهرون العداوة. ويناصبونهم بالبغضاء فمثل هؤلاء من حق الصحابة علينا بغضهم والدفاع عن ورد افك اولئك. الامر العاشر والاخير الاقتداء بهم والسير على منوالهم وفهم النصوص بفهمهم. وآآ الله جل وعلا يقول والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنهم ابشر بالخير اذا كنت متبعا لهم سائرا على منوالهم فان لك حظا من الفضل الذي وعدوا به رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات. فمتى ما كنت تدور على ما كانوا عليه واعتذروا وتكفوا عما كانوا يكفون عنه فانت والله على سبيل نجاة. واما اذا عرضت عن ذلك فاه انه وانه الخطر. هذا الامر يتعين فيه ثلاثة امور اولا ان يلزم الانسان نفسه بما كانوا عليه من منهج الاستدلال والتلقي منهجهم في الاستدلال والتلقي. كيف كانوا يأخذون النصوص ويتعاملون معها وكيف كانوا يستدلون بها وباي شيء كانوا يستدلون مثل هذه الامور؟ ينبغي عليك ان تأخذ نفسك بها وان تزم نفسك بها. والامر الثاني ان تفهم النصوص بفهمهم. اذا بلغك شيء عن احد من الصحابة انه حمل دليلا معينا على محمل ما فهذا الذي ينبغي عليك تجاهه. والسبب في ذلك ثلاثة امور. اولا انهم الاعلم لغة العرب والنصوص قد جاءت بلغة العرب. اذا فهمهم اصح من فهم غيرهم اللغة العربية بالنسبة لهم سليقة. واصول الفقه بالنسبة لهم سليقة. الامر الثاني انهم اعلم بالوحي من غيرهم. وكيف لا يكون كذلك؟ وهم الذين كانوا احياء يشاهدون وينظرون فيما تنزلت فيه الادلة. فهم ادرى من غيرهم بهذه الادلة ومحاملها وتوجيهها ودرجة دلالتها الى اخره خير ما هنالك والامر الثالث انهم اعظم تقوى واعظم صلاحا من غيرهم فهم اقرب الى التوفيق والصواب. التقوى من اسباب الاصابة كلما كان الانسان اعظم تقوى كلما كان اقرب اصابة واولئك الصحابة رضي الله عنهم اعظم الناس توما وصلاحا اذا هم اقرب الى الصواب وتحقيقه من غيرهم. فكلما كنت اه سائرا على طريقتهم كنت اقرب الى الحق. الامر الثالث من اه اه ما يتحقق وبه السير على منهاجهم الكف عما كفوا عنه. الكف عما كفوا عنه. ان تسكت عن خوض في شيء ما خاض فيه الصحابة رضي الله عنهم من امر دينك. فهذا ايضا مما ينبغي ان تأخذ نفسك به وما احسن ما قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله في وصيته المشهورة حيث وقف القوم فانهم عن علم سكتوا وببصر نافذ كفوا. سكوتهم ليس سكوت جهل سكوت علم. هم يعلمون ان الخير في عدم الخوض وعدم الدخول في هذا الموضوع. ما خاض الصحابة رضي الله عنهم في دقائق الحكمة مثلا ما خاضوا في مسائل التكييف ما خاضوا في اشياء اخرى تتعلق بباب النبوات او بباب القدر او بباب الصفات. او بباب اليوم الاخر. تركه. الدخول في هذا الموضوع وسكوته ماذا كان عن علم؟ نوافقهم على ما كانوا عليه رحمهم الله ورضي الله عنهم فهذه اه الامور العشرة بها لك ما تفرق غالبا من كلام اهل العلم في هذا الباب والعلم عند الله عز وجل. نعم. احسن الله واليكم ونفعنا بعلمكم وقل خير قول في الصحابة كلهم ولا تك طعانا تعيب وتجرح. فقد نطق الوحي بفضلهم وفي الفتح آي للصحابة تمدح وبالقدر المقدور ايقن فانه دعامة عقد الدين والدين افياح طيب وبالقدر المقدور ايقن فانه اعامة عقد الدين والدين افيح. الدين واسع. وفيه اشياؤك وفيه اشياء كثيرة. فيه امور عقدية وفيه امور عبادية وفيه معاملات لكن هناك اصول واركان ومعاقد ومن ذلك القدر. فالايمان به ركن من اركان الايمان كما ثبت هذا في حديث جابر في حديث جبريل عليه السلام المشهور في صحيح مسلم كما بين النبي صلى الله عليه وسلم اركان الايمان قال وان تؤمن بالقدر خيره وشره. الايمان بالقدر شأنه في هذا الدين شأن عظيم. وهو نظام التوحيد كما روي هذا عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لن يستقيم توحيدك الا اذا استقام ايمانك بالقدر. وآآ هذا القدر لابد هذا هذا القدر المقدور من الله عز وجل لابد من الايمان فيه واليقين وبالقدر المقدور ايقن. فهذا ليس محل ظن او شك. هذا محل ايمان ويقين والبحث في باب القدر بحث طويل. الامام ابن ابي داوود رحمه الله اجمل في هذا البيت ما يتعلق بالقدر معاقد الكلام في القدر عند اهل السنة والجماعة يرجع ذلك الى ثلاثة اصول. تجمع لك خلاصة معتقد اهل السنة والجماعة في باب القدر ويتفرغ عن كل اصل مسائل. ولكن حسبنا ان نشير الى هذه الاصول نظرا لضيق الوقت. الاصل الاول يؤمن اهل السنة والجماعة بان كل ما يقع فانه راجع الى علم الله وكتابته ومشيئته وخلقه كل ما يقع فانه راجع الى علم الله ومشيئته الى علم الله وكتابته ومشيئته وخلقه ما من شيء يكون في هذا الكون الا والله جل وعلا قد علمه وكتبه وشاء وخلقه. وهذه الامور الاربعة كما تعلمون هي مراتب القدر التي اطبق عليها الانبياء عليهم السلام واتباعهم اما الامر الاول فهو علم الله عز وجل القديم. فالله جل وعلا علم كل شيء مما كان او هو كائن او سيكون او مما لم يكن لو كان كيف يكون ممكنا كان او مستحيلا الله جل وعلا علم كل هذا بعلمه واسع ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما. ولا يمكن بل يستحيل غاية الاستحالة ان يكون شيء من الاشياء خارجا عن معلوم الله عز وجل. كل قد علمه الله سبحانه وتعالى. وهذا العلم القديم صفة ذاتية لله عز وجل. انه لم يزل ولا يزال عليما وليس انه اكتسب علم شيء كان يجهله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. ثانيا ان الله جل وعلا كتب كل شيء يقع او في هذا الكون الى قيام الساعة في اللوح المحفوظ. وكانت الكتابة قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة بخمسين الف سنة كما ثبت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم الامر الثالث الايمان بمشيئة الله عز وجل ومشيئة الله هي الموجبة للاشياء على حقيقة بمعنى كل شيء انما يقع لان الله شاءه ولو لم يشأه الله لم يقع. ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. فمهما تسلسلت الاشياء فانها ستنتهي الى مشيئة الله جل وعلا. فمشيئة الله هي اوجبت وقوع ما وقع. وكل شيء لم يقع فانه لم يقع لان الله لم يشاء ولو شاءه لوقع. والله آآ لا يعجزه شيء لا يغالبه في هذا الكون احد. فلو شاء ان شيئا يقع فانه سيقع كما شاء الامر الرابع الايمان بان الله خالق كل شيء. كل شيء فان الله سبحانه وتعالى خالقه. ولا وجود لشيء الا للخالق والمخلوق لا يوجد شيء الا خالق ومخلوق. والله وحده الخالق. اذا كل ما سواه فانه مخلوق قال سبحانه الله خالق كل شيء. وقال سبحانه وخلق كل شيء. اذا ما من شيء الا والله عز وجل خالقه سواء كان عينا او فعلا او صفة كل شيء. فالله جل وعلا خالقه هذا هو الاساس الاهم والاكبر في القدر. والايمان بالقدر هو الايمان بهذه الامور اربعة اصلا هذا هو الاصل. ان تؤمن بعلم الله وكتابته ومشيئته وخلقه الامر او الاصل الثاني يعتقد اهل السنة والجماعة انه لا تعارض بين اثبات مشيئة الله لافعال العباد وخلقه لها وبين اثبات مشيئة العباد وافعالهم. يعتقد اهل السنة انه لا تعارض بين اثبات مشيئة الله لافعال العباد وخلقه لها. وبين اثبات مشيئة العباد وافعالهم. عندنا ها هنا اربعة امور. وما فاز بين اثباتها الا اهل السنة والجماعة فحسب. واما الفرق الاخرى فلابد ان تجد انهم اثبتوا شيئا منها ونفوا شيئا. اما اهل السنة والجماعة فانهم وحدهم. الذين وفقهم الله عز وجل بان لانت قلوبهم وسمحت نفوسهم باعتقادي الجمع بين هذه الامور الاربعة فهم يثبتونها جميعا. يثبتون ان للعباد مشيئة العبد له مشيئة حقا وله قدرة حقا. وانه يفعل بمشيئته لمن شاء منكم ان يستقيم. فاتوا حرثكم انا شئتم. وهذا ما يدركه الانسان من نفسه قطعا فانه يفعل شيئا بمشيئته. هو يريد فيفعل. الامر الثاني ان افعال العباد التي تصدر منهم يفعلهم حقيقة. وليست الهم مجازا كما يقولون. هم فاعلون. وليس انهم مفعول بهم. كما تقول الجبرية انما العباد يفعلون حقيقة. ولذا فانهم ان حوسبوا وجوزوا فانما يحاسبون ويجازون على اعمالهم. جزاء بما كنتم تعملون. قال سبحانه في الحديث القدسي يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه هذا عملك. وانت تتحمل مسؤوليته. اذا العبادة فاعلون حقيقة والعباد يكسبون. فلهم ما كسبوا وعليهم ما اكتسبوا. لها ما كسبته عليها ما اكتسبت. الامر الثالث اثبات مشيئة الله عز وجل. وان كل شيء لا يقع الا بمشيئة الله. حتى فعلك ومشيئتك. فانه تابع لمشيئة الله عز وجل. لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. فمشيئتك وفعلك كل ذلك تابع لمشيئة الله سبحانه وتعالى الامر الرابع والاخير ان تؤمن بان الله عز وجل خالقك وخالق فعلك. فافعالنا مخلوقة لله سبحانه وتعالى. كما ان الله عز وجل لخلق ذوات كما ان الله عز وجل خلق ذواتنا فانه قد خلق افعالنا فحركاتك قيامك وقعودك صلاتك وصيامك واخذك واعطاؤك وكل شيء. فانه مخلوق لله سبحانه وتعالى. خلقه الله عز وجل في الوقت الذي قمت به فيه. الوقت الذي قمت به في في هذا العمل فان الله عز وجل قد خلقه لما قمت به. وهذا الموضع يحتاج الى حسن تأمل. حتى يتصوره الانسان تصورا صحيحا فبعض الناس يقول انا على يقين من اني انا الذي قمت بالعمل فكيف يكون معها هذا مخلوقا لله عز وجل. الجواب عن هذا يتمهد بمعرفة اصل. وهو ان الله جل وعلا قد يخلق بلا واسطة وقد يخلق بواسطة. قد يخلق بلا واسطة كما خلق الله عز وجل ادم عليه السلام. وقد يخلق بواسطة كما خلق حواء بواسطة ادم. وكما خلق الله عز وجل المطر. بواسطة السحاب وآآ خلق خلقنا نحن بواسطة الوالدين الى اخره. فالله عز وجل له الحكمة البالغة قد يخلق بواسطة وقد يخلق بلا واسطة مع غناه سبحانه وتعالى عن الواسطة. لكنها حكمته تبارك وتعالى افعالنا من هذا القسم الذي خلقه الله بايش؟ بواسطة. ما هي هذه الواسطة؟ نحن نحن الواسطة. الله جل وعلا خلق افعالنا بواسطتنا يعينك على فهم هذا ان تعلم ان الفعل لا يكون فعلا الا باجتماع ثلاثة امور. لابد من قدرة تامة ولابد من ارادة جازمة ولابد من زوال المانع. كم هذه؟ ثلاثة. اولا لابد من قدرة تامة لا يمكن ان تقوم بشيء هل حتى ولو كنت مريدا له الا اذا كان عندك قدرة على القيام به لو اراد انسان ان يحمل هذا المسجد بيده له قدرة على او يتمكن من هذا لا يتمكن لماذا؟ لعدم القدرة اذا لا بد من قدرة. ولابد من ارادة جازمة لو ان عنده قدرة ولكنه لا يريد هل سيقع الفعل؟ اجيبوا ويا جماعة لو كان مترددا افعل لا افعل ومتردد لا يقع متى سيقع؟ اذا كانت الارادة ولابد ايضا من زوال المانع قد يكون عندك قدرة ولك ارادة ولا جاء من هو اقوى منك فمنعك. لن يقع الفعل. والسؤال الان من الذي من الذي القوة والقدرة. الله جل وعلا ولو شاء ان يسلبها منا في لحظة لفعل. ومن الذي اوجد هذه المشيئة في قلوبنا؟ الله جل وعلا. ولو شاء ان يذهبها لفعل. ومن الذي يزيل الموانع عنا الله جل وعلا. فاذا كان الفعل لا ينشأ ولا يتولد الا من هذه الامور. وهي مخلوقة لله عز وجل كان ما تولد منها مخلوقا لله عز وجل وهذا من اوضح ما يكون. والله جل وعلا اعلم الاصل الثالث والاخير ما يتعلق بالهداية والاضلال يعتقد اهل السنة والجماعة ان الهداية والاضلال بيد الله عز وجل. فهو يهدي من يشاء نعمة منه وفضل اه ويضل من يشاء حكمة منه عدلا عندنا ها هنا امران الهداية والاضلال. اما الهداية فلها اربع او لها اربعة ضوابط عند اهل السنة والجماعة. الضابط الاول الهداية محض تفضل من الله سبحانه الهداية بيد الله سبحانه وتعالى فهو الذي يهدي من يشاء ولولا ان الله شاء الهداية فانها لا يمكن ان تقع. مهما حاولت ان تهتدي ومهما قمت برياضات نفسية او خلوت او عكفت او اجتهدت ولكن الله عز وجل لم يشأ الهداية لك فانها لا يمكن ان تقع. الله جل وعلا يهدي من يشاء كما انه يضل من يشاء. فالهداية مرجعها اليه سبحانه وتعالى. فهو الذي يمنحها من يشاء الضابط الثاني ان الهداية محض تفضل من الله عز وجل. فليس الشأن فيها شأن معاوضة قدمت فتستحق على الله ان يهديك. الامر ليس كذلك انما هو تفضل محض من الله جل وعلا. وانت ليس منك شيء ولا اليك شيء. وقالوا الحمد لله الذي انا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا. فالهداية محض تفضل من الله الرحيم الكريم الهادي سبحانه وتعالى الامر الثالث ان تفضل الله عز وجل بالهداية راجع الى علمه وحكمته فهو يهدي من يشاء عن علم وحكمة. ولذا لما قال الله جل وعلا وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا اهؤلاء من الله عليهم من بيننا؟ هذه مقالة المشركين. نحن السادة والرؤساء وهؤلاء الصحابة ضعفاء. اهؤلاء من الله عليهم من بيننا؟ ماذا كان الجواب؟ اليس الله لاعلم بالشاكرين. اذا الله عز وجل اعلم بالمحل اللائق بنعمته وضع سبحانه وتعالى فضله في المحل اللائق به. وهذا مقتضى الحكمة. الحكمة وضع الشيء في موضعه اللائق بالغايات المحمودة منه. هذا هو المحل المناسب. اذا وضع الله عز وجل الهداية في قلبه فلعلمه ان هذا هو المكان المناسب فكان الوضع هو هو الحكمة. اذا ليست القضية عبثية وليست القضية راجعة الى مشيئة محضة. الامر ليس كذلك. الشأن في الهداية مشيئة مقترنة اللي من وحكمة. واذا تأملت في اية في كتاب الله عز وجل وجدت هذه الضوابط الثلاثة فيها قال سبحانه ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان. اولئك هم الراشدون. هذه حقيقة الهداية. اليس كذلك؟ ممن كانت من الله. اذا هدايته الى الله هذا الضابط الاول ولكن الله هو الذي فعل هذا هو الذي حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم ثم فقال فضلا من الله ونعمة. هذا هو الضابط ها الثاني. والله عليم حكيم. هذا هو الضابط الثالث. اذا هذه الاية تجمع لك الضوابط الثلاثة. الضابط الرابع تفضل الله عز وجل بالهداية. اولي وتابع. او اولي ولاحق. بمعنى الهداية هدايتان. الهداية من الله عز وجل هدايتان هداية اولية. فالله جل وعلا يوقع في القلوب. الهداية فيهتدي العبد يكون ضالا فيهتدي. يكون منحرفا فيستقيم هذه اه خصيصة يبتدأ الله عز وجل بها من احب ويوقعها في قلب من شاء او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس اما الهداية اللاحقة فانها تكون بعد ذلك اذا اهتدى العبد واستقام فان الله سبحانه وتعالى يجازيه على ذلك بان يزيده خيرا واستقامة. وكلما عمل حسنة هداه الله عز وجل الى حسنة بعدها. فاذا قام بالتي بعدها هداه الله عز وجل الى حسنة ثالثة وهلم جرا والله جل وعلا يقول والذين اهتدوا زادهم هدى والله جل وعلا فيقول فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى ماذا؟ فسنيسره لليسرى جل وعلا يقول يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ما النتيجة؟ يصلح لكم اعمالكم. اذا هناك هداية ابتدائية وهناك هدايات لاحقة. والعبد في كل خطوة يخطوها في طريق العبودية هو فيها بحاجة الى هداية خاصة. حتى التسبيحة وحتى التحميدة وحتى الاستغفار هو فيه بماذا؟ هو فيه ماذا؟ بحاجة الى هداية خاصة. وهذا ما ينبغي ان تستحضره اذا صليت فتلوت قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم. العبد بحاجة الى ان يهدى الى الصراط بحاجة الى ان يهدى في الصراط. بحاجة ان يهدى ايش؟ الى الصراط. وبحاجة ان يهدى في الصراط كل شيء تفعله مما تتقرب به الى الله سبحانه وتعالى فانك والله ما فعلته الا لان الله ايش هداك اليه. هذا عن موضوع الهداية. اما الاطلال فان هذا الموضوع له اربعة ضوابط ايضا الضابط الاول ان الله عز وجل يضل من يشاء فالاضلال راجع اليه سبحانه وتعالى مشيئة. هو الذي شاء ان يضل الضالين قال وليس ان الله عز وجل اراد هدايته والعبد اراد اظلال نفسه فغلبت مشيئة العبد مشيئة ربه لا والله الامر ليس كذلك. انما الله عز وجل هو الذي يشاء اضلال العبد. والله سبحانه وتعالى يقول قل ان الله يضل من يشاء. ويهدي اليه من اناب. الضابط الثاني ان قال الله عز وجل محض عدل منه. اذا اضل الله عز وجل احدا فان هذا عدل من الله. والعدل محمود او مذموم. اجيب. لا شك انه محمود كيف كان الاضلال عدلا؟ الجواب ان الاضلال طوبة واقعة في محل مستحق لها. انتبه. الاضلال ايش؟ عقوبة في محل مستحق لها. فاذا اضل الله عز وجل احدا فان هذا كان منه عقوبة على ما اجترحه هذا الضال. وبناء عليه كان اضلال عقوبة مستحقة. وهذا عدل من الله تبارك وتعالى. توضيح ذلك ان الله سبحانه وتعالى ارسل الرسل وانزل الكتب ومكن من الهداية فاعطى القلوب مع والابصار. ويسر الخير لعباده. فاذا اعرض العبد عن ربه وما اقبل ولا استجاب لدعوته فان الله سبحانه وتعالى يضله عقوبة على ما فعل. وهذا من عدل محمود. قال سبحانه واما ثمود فهديناه. فاستحبوا العمى على الهدى اذا هؤلاء مستحقون للعباد مستحقون للاضلال الذي هو عقوبة في حقهم. اليس كذلك؟ تيسرت لهم اسباب الهداية لكنهم اعرضوا عن الله. قال سبحانه ثم انصرفوا. ما النتيجة؟ صرف الله قلوبهم. اضلهم الله عز وجل انهم اعرضوا عن الله فاعرض الله عز وجل عنهم. واعرض بقلوبهم عن الحق. اذا لا بد ان تفهم ان اذلال ماذا؟ عقوبة وايقاع العقوبة في محلها ماذا؟ عدل الضابط الثالث ان الاطلال من الله عز وجل محض حكمة منه. لان انه وضع الشيء في موضعه المناسب للغايات المحمودة منه. فالاضلال وقع في فهؤلاء لا يليق بهم الا الضلال. الهداية لا تليق به. من اطله الله عز وجل فالحكمة هي ان يكون ضالا. وهذا هو الذي يليق به. ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو اسمعهم تولوا وهم معرضون مثل هؤلاء لا يستحقون لا يستحقون هداية الله جل وعلا. فالنعمة ينبغي ان توضع في المحل المناسب لها. ارأيت لو ان هناك مجرما عاتيا لو من الله لو من العبد لو من الحاكم مثلا عليه بالعفو وتفضل عليه بالمسامحة اطلقه فخرج وقتل اول رجل يقابله لانه رجل في غاية الاجرام وغاية الخبث فهل التفضل عليه هو الحكمة؟ او حبسه وعقوبته هي الحكمة. ايش رأيكم يا جماعة؟ لا شك ان ان الحكمة كما هي في حبسه وعقوبته. والحكم والتفضل ها هنا ليس من الحكمة في شيء. الضالون الذين صدفوا عن ربهم لا يليق بهم الا الاضلال. والحكمة كل الحكمة في ان يكونوا ضالين. فانه في غاية الخبث والنجاسة المعنوية. ومثل هذا المحل لا يليق به الطهارة وكرامة الله عز وجل بالهداية ومما يسهل لك فهم هذا الموضوع. ان تعلم ما اخبر الله عز وجل عن حال هؤلاء الضالين فان الله جل وعلا قد اخبر بحال الكفار الضالين لو قدر رجوعهم الى الدنيا بعد معاينة النار. ونحن قد علمنا انفا ان الله علم ما لم يكن لو كان كيف يكون صح ولا لا؟ طيب اخبر الله عز وجل عن الكفار انهم اذا عاينوا العذاب يطلبون الرجوع الى الدنيا ليعملوا صالحا غير الذي كانوا يعملون. صح ولا لا يا جماعة طيب ماذا قال الله عز وجل في حال هؤلاء اذا طلبوا هذا الطلب؟ قال الله ولو لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون. لاحظوا معي هؤلاء اصبح الامر بالنسبة لهم عين اليقين صح ولا لا؟ شاهدوا العذاب وتحققوا من صدق الرسل وما اصبح هناك ادنى لبس في ان ما دعا دعاهم رسولهم اليه حق فلو قدر انهم رجعوا الى الدنيا والامر عندهم قد اصبح عين اليقين وحق اليقين كانت النتيجة انهم يعودون مرة اخرى الى الشيء الذي كانوا عليه سواء بسواء سيعودون الى الكفر سيعودون الى الصد عن سبيل الله عز وجل. يعودون الى تكذيب الرسل بالله عليكم نفوس كهذه النفوس. يناسبها الهداية. وقد بلغت هذا المبلغ من الخبث الجواب لا والله او لا لا يليق بهم ولا يناسبهم الا ان يعاقبوا وان يعذبوا بما يشاء الله سبحانه وتعالى فيهم. اذا تنبه الى هذا الامر فانه يسهل وعليك فهم موضوع الاضلال. فالاضلال عقوبة. وايقاع العقوبة في محلها عدل وحكمة. الضابط الرابع ان عقوبة الله عز وجل بالاضلال لها وجهان يعاقب الله عز وجل بالاضلال اولا من صرف عن الحق وما اقبل عليه بعد ان قامت عليه الحجة. وبلغته الدعوة فيعاقبه الله سبحانه وتعالى بان يصرف قلبه عن الحق. فاذا عمل وقع في فعل كفر ومعاصي وسيئات وصد عن سبيل الله الى اخره. فان الله عز وجل يزيده ضلالا يضله ضلالات لاحقة. فالكلام ها هنا على وزان الكلام في الهداية كل معصية تقع. كما بسط هذا بكلام في غاية الحسن. ابن القيم رحمه الله ان كل معصية تقع فانها عقوبة على معصية قبلها. والمعصية التي قبلها عقوبة على معصية قبلها. والتي قبلها عقوبة على معصية قبلها الى ان نأتي الى العقوبة الاولى. عقوبة على اي شيء عقوبة على ترك الاقبال والاستجابة لله عز وجل اذا كان الذي يجب لما بلغت الدعوة ان يقبل العبد صح ولا لا؟ لكن هؤلاء ماذا فعلوا؟ قال الله عز عز وجل ثم انصرفوا ها صرف الله قلوبهم. اذا هذه هذا هو الاضلال الاولي. طيب ماذا بعد ذلك واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى ها فسنيسره للعسرى. في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا والله اركسهم. والسبب؟ بما كسبوا. وهل هم جرة في ادلة كثيرة تجد ان الانسان يعاقب على ذنب بذنب يكون منه بعده. نسأل الله السلامة والعافية اذا هذا مجموع ما يتعلق بهذا الموضوع وما بعد ذلك مخزون عنا علمه لابد ان تعلم يا رعاك الله ان القدر منه شيء معلوم ومنه شيء مجهول. وليس لك ان تدع العلم او ليس لك ان تجهل ما علم. كما انه ليس لك ان تطلب علم ما جهل. انتبه لهذا. هناك شيء معلوم هو ما دار في حدود الادلة. وما بينته النصوص هذا قدر معلوم لابد من العلم به. وهو ما ذكر لك نبذة عنه. وبعد ذلك هناك شيء خزن عنا علمهم فليس لنا ان ننقر عنه. بل هذا مما نهي عنه. وفي الحديث السابق اذا ذكر القدر فامسكوا حديث الطبران الذي ذكرته لك اذا ذكر القدر فامسكوا. يعني امسكوا عن البحث فيما لم تدل عليه الادلة. فعند قدر نعلمه وبعد ذلك ثمة شيء اختص الله سبحانه وتعالى بعلمه فلا نكشفه وليس لنا على كشفه ومهما يكن من شيء ينبغي عليك يا رعاك الله ان تستحضر دائما اصولا عظيمة اذا وصلت الى هذا الموضوع اولا ان الله عز وجل عدل لا يظلم. ثق وايقن فهمت هذا الموضوع او لم تفهمه ان الله عز وجل عدل لا يظلم. ان الله لا يظلم الناس شيئا. يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي. فانت كن على يقين واطمئن بان الله سبحانه وتعالى عدل لا يظلم ثانيا ان لله الحكمة البالغة. فاذا اضل فلحكمة. واذا هدى فالحكمة. والحكمة ليس لنا سبيل الى العلم بكل تفاصيلها. قد يبين لنا طرف من حكمة الله سبحانه وتعالى. وقد يغيب عنا اشياء. ونحن نستدل بما علمنا على ما جهلنا القدر الذي علمناه كاف في ان نعلم ان لله الحكمة البالغة. وان هناك اشياء فوق طاقة عقولنا لا سبيل الى معرفتها والامر الثالث ذكر نفسك الثالثة والرابعة؟ الثالث الثالث ذكر نفسك بقوله تعالى دائما والله يعلم وانتم لا تعلمون. ذكر نفسك رابعا بان انه ينبغي عليك ان تلزم مقام الادب مع ربك. حذاري من رعونة توقعك فيما لا تحمد عقباه بعض الناس اذا دخل وولج الى هذا المقام لربما تفوه بكلام لا يجوز له ان يتكلم به ولا يليق بمقام العبودية لربه ان يتكلم به فدائما لاحظ مقام الادب مع ربك سبحانه وتعالى. نحن هنا نتحدث عن رب وعبد انتبه لهذا. والله جل وعلا لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. لا يسأل عما يفعل لكمال حكمته وكمال علمه سبحانه وتعالى ونحن اضعف واقل من ان نحيط علما بذلك والله عز وجل اعلم نعم احسن الله اليكم ونفعنا بعلمكم قال الناظم رحمه الله وبالقدر المقدور ايقن فانه دعامة عقد الدين والدين فيها حقوق ولا تنكرا جهلا نكيرا ومنكرا ولا الحوض والميزان انك تنصح. وقل احسنت بارك الله تنبه المؤلف او الناظم رحمه الله قارئ هذه القصيدة القيمة على انه ينبغي من يحذر من انكار منكر ونكير. ومنكر ونكير او المنكر والنكير اسمعني للملكين الموكلين بفتنة العبد في قبره. وقد ثبت هذا عن رسول صلى الله عليه وسلم من رواية عدد من الصحابة واشهر ذلك ما جاء في سنن الترمذي من تسميتها هذين الملكين بالمنكر والنكير. وجاء وصفهما بانهما اسودان ازرقان. وانهما يجلسان العبد وينتهرانه ويسألانه الاسئلة الثلاثة المعروفة من ربك؟ وما دينك ومن نبيك؟ او ماذا كنت تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ ومبحث البرزخ اعني مبحث او الاعتقاد الواجبة على العبد في مسائل القبر فيه ثلاثة مسائل او فيه عفوا ثلاث مسائل آآ هي اهم هذه المسائل التي تبحث في هذا الباب. الفتنة التي نتحدث عنها فتنة القبر وعذاب القبر ونعيمه وهو ما سيتحدث عنه قريبا. آآ المؤلف رحمه الله. والامر الثالث ضمة القبر. الضمة او الضغط التي جاءت فيها عدة احاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو امر ثابت عنه صلى الله عليه وسلم انه هناك ضمة للعبد في قبره. وانه لو نجى منها احد لنجا منها سعد بن معاذ رضي الله عنه. وهذه ما اشار اليها المؤلف. المقصود ان المؤلف هنا يقول ينبغي عليك ان تعتقد بان لله عز وجل ملكين هما المنكر والنكير. وانهما يتوليان فتنة العبد في قبره بامر الله عز وجل فلا تنكر المنكر فلا تنكر هذين الملكين. كما فعل بعض الضلال ذكر مصنفوا كتب المقالات ان الجهمية انكرت المنكر والنكير بل انكرت عذاب القبر ونعيمه في الكلية. كذلك طائفة من المعتزلة كالجبائيين ابي علي ابنه ابي هاشم كذلك جاء انكار منكر ونكير عن المريسي وعن ضرار ابن عمرو وعن غيرهم من من هؤلاء الضلال المبتدعة انكروا تسمية الملكين بالمنكر والنهي قالوا لا يليق ان يسمى الملك ايش؟ المنكر والنكير. وهذا يعني عجيب المسألة مسألة غيبية والقوم خاضوا بعقولهم في شيء اعلى من مستوى عقولهم وثانيا ليس المنكر ها هنا هو المنكر المتعارف عليه عندنا من ان هذا المنكر يعني الفعل السيئة القبيح والمقصود بالمنكر كما بين اهل العلم ان هيئتهم هيئة فيها نكارة بالنسبة للانسان يعني فيها اخافة كما جاء في الحديث اسودان ايش؟ ازرقان فهذا هو المقصود ان هناك آآ شدة على العبد في رؤيتهما وهذا من جملة الفتنة فالمقام مقام فتنة. حتى ان الاسئلة فيها شيء من التعمية كما جاء في حديث البراء ماذا كنت تقول في هذا الرجل؟ ما قال ما كنت تقول في النبي مثلا ماذا انت تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم. اذا المقام فيه شيء من الابتلاء والاختبار. فليس ببعيد بعد هذا ان تكون هيئة الملكين هيئة فيها شيء من ما يستنكره الانسان ويفزع منه والدليل قد دل على انهما ينتهران العبد يجلسانه وينتهرانه. فهذه فتنة فتنة عظيمة. نسأل الله العافية والسلام. ولذا ليس عبثا ان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال انه قد اوحي الي انكم تفتنون في قبوركم مثل او قريبا من فتنة الدجال. هذا دليل على ان المقام مقام عظيم وان المسألة ليست هينة. نسأل الله عز وجل ان يعافينا واياكم من هذه الفتنة. وان يجعلنا ممن نجوا من هذه المقصود ان هؤلاء انكروا المنكر والنكير ومن غرائب هذه الفرق المبتدعة آآ ما تجده في بعض كتب مقالات ان الكرامية فرقة مبتدعة يعني كانت في اه بلاد ما وراء النهر ولكن يعني اظمحلت وتلاشت انهم كانوا يقولون ان المنكر والنكير اسمان للملكين الموكلين بكتابة الاعمال. وهذا عجيب. من اين لكم هذه؟ بالتسمية. دليل دل على انهما اسمان لمن للملكين الموكلان الموكلين بالفتنة وليس بكتابة الاعمال. من وكل بكتابة الاعمال جاءت تسمية تهمة في النصوص الكتبة او كتبة الحافظون كما قال الله جل وعلا في اه حديث اه البطاقة اظلمك كتبت الحافظون؟ اما ان يكون المنكر والنكير يعني هذا يعني تعجب من بعض المقالات ولكن ليس بعجيب اذا نظر الانسان الى ان هذه فرق ما الزمت نفسها عدم الخروج عن حدود النص لذلك تأتي باشياء فيها من الغرابة ما فيها. المقصود انه مما يجب الايمان به مما يكون في القبر الفتنة التي يتولاها الملكان الكريمان المنكر والنكير. وبعض الناس قال طبعا انتبه ان المنكر بفتح ايش الكاف بعض الناس يقرأها المنكر. والامر بخلاف ذلك. وضبط منكر بفتح الكافي فلست ادري فيه من خلافي. يعني الاجماع قائم على ان الضبط المنكر كما يقول السيوطي. الشاهد ان بعض قال ان الذين يتوليان آآ سؤال المؤمنين هما المبشر والبشير. وهذا مما لا دليل عليه هو قول قيل ولكن لا دليل عليه. فالذي يظهر والله اعلم ان الذي يتولى ذلك هما المنكر والنكير والله جل وعلا اعلم يتعلق بموضوع الفتنة مسائل كثيرة ولكن الوقت يضيق عن الكلام فيها. قال ولا تنكرا نعم جهلا نكيرا ومنكرا ولا الحوض والميزان. اشار ها هنا الى امرين مما يكون في عرصات القيامة. الحوض والميزان. الحوض هو مجمع الماء والمراد به في مباحث اليوم الاخر مجمع الماء العظيم الذي يضعه الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة اكراما له. وترد عليه امته. وهذا الموقف مع القنطرة اذا قلنا ان القنطرة ليست ليست آآ جزءا من الصراط فالحوض والقنطرة الموقفان الوحيدان اللذان ما دل عليهما دليل من القرآن. انما دليلهما ماذا؟ من سنة النبي صلى الله عليه وسلم واهل السنة لا يفرقون في الاستدلال بين القرآن والسنة فالكل مقبول والكل على الرأس والعين هذا الحوض جاء وصفه في النصوص في حديث النبي صلى الله عليه وسلم بصفات عديدة. لذلك ان ماءه ابيض من اللبن. او ابيض من الورق يعني الفضة. يعني الفضة وانه احلى من العسل وانه ابرد من الثلج. وان انيته او كيزانه اكثر من عدد نجوم السماء. وان من شرب منه شربة لم يظمأ بعد ذلك ابدا. ولم يسود وجهه ابدا وانه يصب فيه ميزابان من الجنة. وهذا والله اعلم يدل على ان ماء الحوض يمد من الكوثر. الذي هو نهر في الجنة اعطيه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. هذا بعض ما جاء في الحوض. ايضا انه حوض واسع. انه مسيرة شهر وان طوله كعرضه كما جاء في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم. وعلى كل حال ادلة الحوض كثيرة متواترة في الصحيحين وغيرهما. ومما يعتقده اهل السنة والجماعة ان الحوض مخلوق موجود الان كما في حديث عقبة ابن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين قال والله اني لانظر الى حوضي الان والله اني لانظر الى حوضي الان. فالحوض موجود مخلوق وليس انه يخلق يوم القيامة. كذلك هذا الحوض ترد عليه امة النبي صلى الله عليه وسلم. يذاد يعني يطرد ويبعد عنه ثلاثة اصناف. من الذين كانوا منتسبين الى هذه الامة الصنف الاول المرتدون عياذا بالله. كما قال او كما تقول الملائكة اذا طردوهم انهم لم يزالوا مرتدين على اعقابهم. الصنف الثاني هم المحدثون. المبتدعون المبدلون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. انك لا تدري ما احدثوا بعدك الصنف الثالث بعض العصاة. لعلهم الذين عظمت جرائمهم فمن من من يطرد ويبعد ويزاد عن الحوض. ومما يدل على هذا ما ثبت بمسند الامام احمد وغيره جاء على كل حال من رواية نحو ستة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عنه عليه الصلاة والسلام انه قال انه سيكون عليكم امراء. فمن صدقهم بكذبهم. واعانهم على ظلمهم فلن يرد علي الحوض. انه سيكون عليكم امراء. فمن صدقهم بكذبهم واعانهم على ظلمهم. فلن يرد علي الحوض. فهذا دليل على ان من العصاة ها من سوف يحرم من الورود على حوض النبي صلى الله عليه وسلم. قال الله ولا الحوض والميزان. الميزان موقف من مواقف القيامة العظيمة. وهو حد فاصل بين اهل السعادة واهل الشقاوة. موقف واي موقف نسأل الله جل وعلا اللطف والرحمة. وهذا الموقف سيرده الناس جميعا يوم يكون الناس كالفراش المبثوث. وتكون الجبال كالعهن المنفوش. فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية. واما من خفت موازينه فامه هاوية. والصحيح انه لا احد يستثنى من موقف الوزن. حتى الانبياء الصلاة والسلام. وحتى الكفار الكل سيوزن. لكن شتان بين وزن الانبياء ثم الاتقياء وبين وزن الكافرين. وزن الانبياء ومن عظمت حسناته حتى انه لا سيئة عنده في الكفة الاخرى ممن رزق التوبة النصوح قبل وفاته فذهبت عنه سيئاته. مثل هذا وزنه فيه اكرام له واظهار شرفه على رؤوس الخلائق. والكافر عياذا بالله يوزن. ووزنه فيه من التبكيت له والاهانة ما فيه. كما ان بوزنه يعرف منزلته في العذاب نسأل الله السلامة والعافية. المقصود ان هذا الوزن موقف يتميز فيه اهل السعادة عن اهل الشقاوة. والميزان ميزان عظيم. جاء عند الحاكم اسناد صحيح كما يقول الشيخ ناصر رحمه الله يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزنت فيه السماوات والارض لوسعت فتقول الملائكة يا رب لمن يزن هذا؟ فيقول لمن شئت من خلقه. ما الذي يترجح و اه تثقل الميزان فيه وهو بهذه العظمة فيقول لمن شئت من خلقه. وهذا الميزان ميزان دقيق جدا ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين. والناس في موقف الوزن ينقسمون هنا الى ثلاثة اقسام. القسم الاول من ترجحت حسناته على سيئاته. ومن ترجحت حسناته على سيئاته ولو بواحدة دخل الجنة. ونجا من النار ليس له سابقة عذاب. نسأل الله عز وجل من فضله ترجحت حسناته على سيئاته ولو بواحدة. كان من اهل الجنة من اول وهلة. حتى ولو كان في الكفة الاخرى كبائر. ان الله جل وعلا قد وعد ووعده لا يخلف. فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة بعضها. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. الصنف الثاني من ترجح سيئاته على حسنات. من ترجحت سيئاته على حسناته وهؤلاء هم اهل البلية والمحنة العظيمة. نسأل الله العافية والسلامة واما من خفت موازينه فامه هاوية. وما ادراك ما هي؟ نار حامية استكثر من الحسنات مهما استطعت فان النتيجة مرهونة بعد رحمة الله عز وجل بنتيجة الوزن. فاكثر من الحسنات ما استطعت. واحرص على الحسنات التي تثقل اكثر من غيرها في الوزن. فان من الحسنات ما له اثر اعظم من غيره في ثقل الميزان. ومن تحقيق التوحيد وقول كلمة التوحيد بصدق ويقين واخلاص. كما يدل على هذا حديث البطاقة وهو معلوم عندكم. كذلك الحمد لله قول الحمد لله قولا يتطابق فيه اللسان والقلب. قال صلى الله عليه وسلم والحمد لله تملأ الميزان. كذلك احسان الخلق. ما من شيء اثقل في ميزان العبد يوم القيامة من خلق حسن. كذلك قول او كذلك ما جاء في الحديث عند احمد وغيره باسناد صحيح. قال صلى الله عليه وسلم بخن بخ لخمس ما اثقلهن في الميزان. سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. والولد الصالح يموت فيحتسبه والده. كذلك قول سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. ثقيلتان في الميزان. الى اخر ما هنالك؟ الصنف الثالث هم الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم. اتوا بحسنات يقابلها سيئات مثلها الذي دلت عليه اثار الصحابة رضي الله عنهم في حق هؤلاء انهم يكونون من اهل الاعراف صحت بهذا الاثار عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. كما تجده عند ابن كثير رحمه الله في تفسيره انت تفسير قول الله جل وعلا وعلى الاعراف رجال الى اخره. فهؤلاء يوقفون على الاعراف والاعراف مرتفع بين الجنة والنار. يوقف عليه هؤلاء المدة التي يشاؤها الله سبحانه وتعالى ثم مآلهم الى الجنة كما قال سبحانه ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون. فهذا ما يتعلق موقفي الوزن والله عز وجل اعلم نعم. كم بقي يا شيخ