بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين. قال الامام ابو جعفر رحمه الله تعالى في رسالته حي لا يموت قيوم لا ينام. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان. اما بعد فهذه الجملة من كلام المؤلف رحمه الله فيها اثبات صفتين لربنا العظيم جل في علاه هذه الجملة على ثبوت اسم الحي وصفة الحياة واسم القيوم وصفة القيومية لله سبحانه وتعالى اما اسم الحي فقد دل عليه جملة من ادلة الكتاب والسنة. قال جل وعلا الله لا اله الا هو الحي القيوم وتوكل على الحي الذي لا يموت يقول جل وعلا ايضا هو الحي لا اله الا هو فادعوه مخلصين له الدين. في صحيح مسلم من ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ضمن دعاء ذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو به وفيه انت الحي الذي لا يموت والانس والجن يموتون اما حياته تبارك وتعالى فانها صفة ذاتية لازمة لذاته المقدسة تبارك وتعالى وهذه الحياة حياة كاملة لم تسبق بعدم ولا يلحقها ثناء ولا عليها نقص بل فرض هذا هو فرض لما هو اعظم المحالات وحياته جل في علاه لما كانت حياة كاملة كانت مستلزمة لجميع صفات الكمال. فما من صفة نقص الا ومرجعها الى نقص في الحياة فلما كانت حياته سبحانه حياة كاملة استلزم هذا ثبوت كل صفات الكمال لله سبحانه وتعالى. اذا الله سبحانه حي الحياة التامة فلا تفوته صفة كمال البتة. و لكمال حياته تنزه سبحانه عن الموت والنوم والسنا. الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم. وتوكل على الحي الذي لا يموت وقال صلى الله عليه وسلم انت الحي الذي لا يموت. فلما كانت حياته كاملة نزه سبحانه عن هذه النقائص التي لا تليق بكماله جل في علاه. وجملة المؤلف رحمه الله في قوله حي لا يموت قيوم لا ينام لا يراد بها ان تعلق نفي الموت انما كان بصفة الحياة فحسب. كما ان نفي آآ النوم انما تعلق بثبوت صفة القيومية له جل وعلا هذا ليس مرادا وانما آآ اراد ان ينوع الكلام رحمه الله والا فثبوت الحياة ينفي ماذا؟ ها الموت والنوم. وثبوت القيومية ايضا ينفي الموتى والنوم. الله لا اله الا هو الحي القيوم. ماذا؟ لا تأخذه له سنة ولا نوم واذا تنزه عن السنة النوم الخفيف وما هو اكبر منه وهو النوم فانه قد تنزه الموت من باب اولى. وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام. يعني ان هذا الامر لا يليق بل يستحيل في حقه. وانى يكون ذلك؟ وله سبحانه الحياة الكاملة والقوي التامة له تبارك وتعالى. اما اسمه تعالى القيوم فانه جاء في القرآن في ثلاثة مواضع في سورة البقرة في اية الكرسي وفي مفتتح سورة ال عمران الف لام الله لا اله الا هو الحي القيوم. وكذلك في سورة طه وعنت الوجوه للحي القيوم. وانت تلحق ان مجيء اسم القيوم جاء مقارنا لاسم الحي في كتاب الله جل وعلا القيوم هكذا جاءت الرواية المتواترة في مصاحف الامصار وما تواتر من كتاب الله جل وعلا انما جاءت القراءة هكذا اليوم وقرأ بعض السلف القيام كما ثبت هذا عن عمر رضي الله عنه انه قرأ الحي القيوم وعلق هذا البخاري رحمه الله في صحيحه ووصله غيره كابن ابي داود وسعيد ابن منصور وغيرهما. كذلك روي اه او رويت هذه القراءة عن ابن مسعود رضي الله عنه كما رويت ايضا عن ابراهيم النخل كذلك جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه رواية ثانية وهي انه قرأ القيم اي القيم؟ لكن المتواتر انما هو القيوم ولا شك ان القيوم ابلغ في المعنى من القيام والقيم. جاء في السنة انه سبحانه وتعالى قيم السماوات والارض وما فيهن. كما ثبت هذا في صحيح مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اذا قام يتهجد اللهم لك الحمد انت قيم السماوات والارض وما فيهن لك الحمد وجاء ايضا في هذا الحديث انه قيام السماوات والارض وما فيهن. كما جاءت الرواية في هذا الحديث مسلم في صحيحه وجاء عند النسائي في الكبرى وعبد الرزاق وغيرهما القيوم السماوات والارض ومن فيهن. اذا هذا الحديث جاء بثلاثة آآ انواع من القراءة القيم والقيام والقيوم فهو قيوم السماوات والارض وهو قيم السماوات والارض وهو قيام السماوات والارض. القيومية معناها معنى شامل بمعنى انه يشمل عدة معان ويدل على اكثر من صفة بدلالة التضمن والالتزام كما سيأتي. اول ما تدل ما تدل عليه صفة القيومية لله تبارك وتعالى انه القائم بنفسه سبحانه المستغني عن غيره. وهذا المعنى متفق عليه بين اهل العلم. ان القيوم يدل على هذا انا انه تبارك وتعالى القائم بنفسه المستغني على المستغني عن غيره ولا يحتاج الى من سواه سبحانه وتعالى. والمعنى الثاني انه القيم او القيوم على خلقه. بمعنى انه المقيم لغيره المعطي لغيره قوامة الذي ليس ليس لغيره قوام الا به. فهو القائم بكل ما غيره من مخلوقاته من رعاية وتدبير وهذا المعنى عليه جمهور اهل العلم حينما اتوا الى تفسير اسم الله عز وجل القيوم. وهذا قد دلت عليه ادلة عدة في الكتاب والسنة من ذلك قوله تعالى افمن هو قائم على كل نفس بما كسبت. وقال سبحانه ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامره. ان الله يمسك السماوات الارض ان تزول. فالله جل وعلا له القيومية على خلقه. فلا تتحرك ذرة الا باذنه ولا يحدث حادث الا بمشيئته سبحانه وتعالى. وهذا المعنى يتضمن صفة الصمدية له تبارك وتعالى. فلانه القيوم صمدت اليه الخلائق في وهذا ايضا يتضمن كمال قدرته سبحانه. فلانه القيوم آآ كانت له القدرة او كانت له القدرة التامة سبحانه وتعالى. كما يتضمن هذا كمال علمه جل في علاه. فلن يكون قيوما الا اذا كان عليما بكل في احوال خلقه الذين هو قيم عليهم سبحانه وتعالى. و هذا ايضا يدل على ثبوت العدل له تبارك وتعالى. شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة العلم قائما بالقسط يعني بالعدل. فلن تكون القيومية قيومية الا بالعدل فتضمن هذا ثبوت صفة العدل لله سبحانه وتعالى. والمعنى الثالث ان المتصف بالاولية يعني بالقدم او كما عبر بعض السلف ومنهم الحسن البصري رحمه الله انه الذي لا يحول ولا يزول. يعني الذي لا يفنى سبحانه وتعالى فلم يزل ولا يزال ربنا جل في علاه موجودا متصفا بالكمال سالما من النقاء والافات. ولاجل هذا كان منزها عن السنة والنوم. كما انه لكون القائمة على شؤون خلقه. كذلك لابد ان يكون منزها عن السنة والنوم والا اضطرب حال هذا الكون. والله جل وعلا من رحمته فانه يمسك السماوات والارض ان تزولا. فتلخص من هذا ان هذا الاسم العظيم يدل بدلالة المطابقة او بدلالة التضمن او بدلالة على صفات كثيرة من صفات الكمال له تبارك وتعالى. فكونه قيوما تبارك وتعالى يدل على غناه. يدل على انه المدبر. ويدل على اتصافه بالعدل. ويدل على انه الاول والاخر ويدل على علمه وسمعه وبصره وقدرته سبحانه وتعالى. اضافة الى ان انه الصمد اضافة الى انه السلام بكل اعتبار. سلم من كل افة ونقص ينافي كماله تبارك وتعالى ولاجل هذا كان هذان الاسمان الحي والقيوم جامعان لكل صفات الكمال. كما قال ابن القيم كما قال ابن القيم رحمه الله في النونية فالحي والقيوم لن تتخلف الاوصاف اصلا عنهما ببيان وان كان اسمه الحي آآ الصق بالدلالة على الصفات الذاتية اسمه القيوم الصق بالدلالة على الصفات الفعلية. ولاجل هذا كان لهذين شأن عظيم. يجري هذا قيل انهما الاسم الاعظم لله تبارك وتعالى وذكر اهل العلم ان الدعاء دعاء الله عز وجل بهذين الاسمين والتوسل له تبارك وتعالى بهاتين الصفتين. لهما شأن عظيم في الدعاء. وذلك من مظنة الاجابة بما ينبغي ان يحرص الانسان على ان يكثر من الدعاء لله تبارك وتعالى بهذين الاسمين. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله خالق بلا حاجة رازق بلا مؤنة. الله جل وعلا هو المتصف بالخلق دون شك. وهذا الامر اوضح من ان يستدل عليه. لكن قوله بلا حاجة هذه الجملة محتملة فان اريد ان الله سبحانه وتعالى منزه عن الاحتياج. والافتقار. وانه لم يخلق عن حاجة وافتقار الى خلقه. فهذا معنى صحيح والله جل وعلا منزه عن ذلك دون شك وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون. ان الله هو الرزاق القوة المتين. فالله جل وعلا متصف بكمال الغنى. ولاجل هذا فانه ما خلق خلقه عن حاجة. بخلاف المخلوقات. فان المخلوق يتخذ ما يتخذ من الرقيق او الخدم. او يسعى لطلب الولد كل ذلك لحاجته اليه. اما الله سبحانه وتعالى فهو الغني. الذي تنزه عن ادنى بل الله سبحانه خلق الخلق لينتفعوا لا لينتفع هو بهم. وصدق من قال كل يريدك له الا الله فانما يريدك لك. فالمنفعة عائدة للعبد واما الله سبحانه وتعالى فانه منزه عن ان يناله احتياج او افتقار الى خلقه انى يكون ذلك كذلك وله الصفات الكاملة التي مرجعها الى ذاته الى غيره فهو الكامل من كل وجه ذاتيا. ويستحيل ان يكون الا كذلك سبحانه وتعالى ولذا فانه لا ينتفع ولا يتضرر من خلقه. ان تكفروا فان الله غني عنكم. ضرر هذا الكفر عائد اليكم. اما هو سبحانه وتعالى فانه غني الغنى التام. ولذا ثبت في صحيح مسلم من حديث ابي ذر رضي الله عنه وهو الحديث المشهور الجليل وفيه يقول جل وعلا في الحديث القدسي يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم انكم كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكه شيئا ثم قال سبحانه يا عبادي انكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني. ولن تبلغوا ضري فتضروني. فثبت بهذا تنزه الله تبارك وتعالى عن الاحتياج والافتقار الى خلقه. هذا المعنى كما ذكرت لك معنى صحيح اما المعنى الاخر وهذا محتمل الجملة تحتمله لا سيما وقد وقعت بعض الاشكالات الكلامية في هذه الرسالة ويبقى ان هذا الاحتمال وارد يرحمك الله. وان كان احسان الظن بابي جعفر الطحاوي رحمه الله آآ يجعلنا نرجح كفة ارادة المعنى الاول لكن هذا لا يمنع ان نقول ان الجملة فيها شيء من الاحتمال. الاحتمال الثاني ان تكون هذه الجملة على طريقتي المتكلمين ان فينا لحكمة الله سبحانه وتعالى. فانهم يزعمون ان كون الله جل وعلا يفعل ويخلق لحكمة هذا يقتضي احتياجه الله منزه عن الاحتياج ومنزه عن الافتقار. وقد يسمون كونه يفعل لحكمة قد يسمون هذا غرضا ويقولون ان الله منزه عن الغرض يعني عن الحكمة. فمرجع افعاله وتعالى عندهم الى المشيئة المحظة فهم نفاة لحكمة الله جل وعلا وان كانوا متناقضين. نظروا في تصرفاتهم وفي تقريراتهم بشتى المسائل سواء في باب العقيدة او في باب اصول الفقه فانهم يجدهم متناقضين في المقصود ان الله تبارك وتعالى متصف بالحكمة وادلة اثبات الحكمة لله جل وعلا تبلغ المئات بل الالوف فجمعها وحصرها مما يصعب الا بكلفة. فالله جل وعلا اه خالق خلق لحكمة يحبها سبحانه وتعالى. فاذا كان هذا هو المراد ولا شك ان هذا باطل غير صحيح. قال رحمه الله رازق بلا مؤنة. ما عندك نسخة ثانية مؤونة في الحاشية يعني جاءت ها هنا آآ يعني كلمتان مؤنة او مؤونة والمعنى على كل حال قريب. المؤنة يعني الثقل والكلفة. الله جل وعلا لا يثقله ان يرزق عباده فهو المتصف بالرزق والمفعول المخلوق يسمى رزقا واما صفة قائمة بذات الله جل وعلا فانها الرزق. الله جل وعلا هو الرزاق. ولا اه يثقل او يتعبه ان يكون رازقا عباده. الله جل وعلا هو الذي يطعم ولا يطعم وهو يطعم ولا يطعم ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون. ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين وفي الحديث السابق حديث ابي ذر يقول جل وعلا في الحديث القدسي يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم جنكم كانوا في صعيد واحد. فسألوني فاعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك في ملكي شيئا شأن الله عز وجل في رزقه وفي خزائنه ان ذلك شيء عظيم جدا. فلو رزق عباده ما رزق فان هذا ليس فيه ادنى كلفة عليه تبارك وتعالى. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله اه مميت بلا مخافر باعث بلا مشقة. الله جل وعلا هو الذي يتصف بالاحياء والاماتة فهو الذي يحيي وهو الذي يميت. كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم. وقوله هنا بلا مخافة اي ان الله جل وعلا منزه عن الخوف. فهو اذا فعل ما فعل من اماتة لمن شاء اي ماتت او لتعذيب او انتقام ممن يريد الانتقام منه. او ما شكل ذلك فانه سبحانه لا يخاف تبعة ولا يخاف انتقاما من خلقه وذلك لكمال قوته وكمال قدرته وهو المتين سبحانه وهو العزيز فلن يرام جنابه. انا يرام ذي السلطان فالله جل وعلا منزه عن صفة الخوف. وآآ دل على فهذا قوله تعالى فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخافوا عقباها ولاهل التفسير اقوال في الضمير آآ في قوله ولا يخاف يعود الى امن والذي جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد والحسن وبكر ابن عبد الله المزني وغيرهم من السلف ان الضمير عائد الى الله جل وعلا. ولذا قالوا ان الله لا يخاف تبعة اختيار ابن القيم وكذلك ابن كثير وكذلك اختيار ابن كثير رحمة الله تعالى على الجميع وعلى كل حال ثبوت صفة القدرة والعزة لله تبارك وتعالى ينفي اه ان يكون الله سبحانه وتعالى متصفا بصفة الخوف. كذلك اتصافه بكمال العلم ينفي صفة الخوف وكذلك اتصافه بكمال الارادة. ينفي صفة الخوف. فان الخوف انما ينشأ عن نقص في العلم او نقص في القدرة او نقص في الارادة. الله جل وعلا له في ذلك كله الكمال المطلق جل في علاه. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله ما زال بصفاته قديما قبل خلقه. لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته. وكما كان بصفاته ازليا كذلك لا يزال وعليها ابدية. نعم. يقول رحمه الله ما زال بصفاته قديما قبل خلقه قبل خلقي سيأتي الكلام فيها قريبا ان شاء الله. لكن كون الله جل وعلا ما زال بصفاته قديما. هذا حق لا شك فيها. الله جل وعلا لم يزل متصفا بالكمال المطلق. وكماله لاتصافه بهذه الصفات الجليلة والنعوت الكاملة. ولم يكن عادما سبحانه وتعالى هذا الكمال او شيئا منه ثم كمل بعد ذلك باتصافه بصفة لم تكن له. بل لم يزل الله جل وعلا متصفا صفات الكمال. وفي هذا رد على من نفى ثبوت الصفات لله جل وعلا من الجهمية والمعتزلة الله جل وعلا اه قد ثبتت له الصفات التي دل عليها وحي الله جل وعلا سواء كانت صفات ذاتية او كانت صفات فعلية اه فاتنا جملة في السابق ما نبهتوني عليها باعث بلا مشقة باعث بلا مشقة اي ان الله جل وعلا يبعث من يموت ان الله يبعث من في القبور وكل ذلك يكون بلا مشقة عليه بعثه للاموات سبحانه وتعالى لا مشقة عليه فيه بل هو عليه يسير. او لم يروا كيف يبدل الله الخلق ثم يعيده ان ذلك على الله ان ذلك على الله يسير. وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه. ما خلقكم ولا بعثكم الا نفس واحدة الى اخر ما هنالك من الادلة التي تدل على ان الله عز وجل يبعث من يموت وانه سبحانه وتعالى لمشقة تلحقه بذلك بل ذلك عليه يسير. ولذا كان من نقص عقول المشركين انكارهم واستبعادهم تمام الاستبعاد ان يبعث الله من يموت وآآ قد جاء في كتاب الله جل وعلا ادلة في مواضع عديدة ترد عليهم ذلك وان ذلك على الله يسير. وعودا الى ما ابتدأنا به. قال رحمه الله ما زال بصفاته قديما قبل لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته. بكونهم كان هنا هي التامة يعني بحصولهم بوجودهم لم يزدد اه سبحانه وتعالى بهذا شيئا لم يكن قبلهم من صفته. هذه الجملة ايضا فيها احتمال. فقد يراد بها ان الله سبحانه وتعالى لم يستفد من مخلوقاته كمالا. الله جل في علاه لم يستفد من مخلوقاته كمالا بل كماله ذاتي سبحانه وتعالى. وهذا حق لا شك فيه وقد يراد ان الله سبحانه وتعالى لم يتجدد في ذاته شيء بخلقه وفعله. وهذا اه لا شك انه باطل. وهو على طريقة المتكلمين الذين ينفون قيام الصفات الاختيارية بالله سبحانه وتعالى. قد يطلقون مثل هذه العبارة فمرادهم انه لم تقم بذات الله جل وعلا احادوا الصفة من الصفات الفعلية يعني ما لا فرق بين كونه خلق هذا المخلوق المعين او لم يخلقه. لا فرق بين كونه رضي عن المؤمنين اذ يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة او ما قبل ذلك. لا فرق بين كونه سمع الله جل وعلا قول التي تجادل النبي عليه الصلاة والسلام في زوجها او ما قبل ذلك. فلا شك ان هذا غير صحيح والحق الذي تقتضيه الادلة هو صريح في العقل ان الصفات الاختيارية تقتضي انه يقوم بذات الله سبحانه وتعالى شيء لم يكن قبل حصول هذا الفعل المعين. وان كان الله جل وعلا متصفا اصل الصفة لكن تجدد هذه الصفة من جهة احادها فلا شك انه يقتضي قيام قياما وتجددا في ذات الله سبحانه وتعالى ففهم هذه القضية من الاهمية بمكان وسيأتي له بحث لاحق ان شاء الله جل وعلا. قال وكما كان بصفاته ازليا. كذلك لا يزال عليها ابديا. وهذا حق. ان الله جل وعلا لم يعدم الكمال في الماضي وهو سبحانه لا يعدم الكمال في المستقبل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ليس منذ خلق الخلق استفاد اسم الخالق نعم ايش عندك؟ ليس منذ في نسخة عندك بعد؟ اي نعم. اذا عندنا ليس بعد. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ليس منذ خلق الخلق استفاد اسم الخالق ولا باحداثه البرية استفاد اسم الباري. اقرأ له معنى الربوبية ولا مربوب ومعنى الخالق ولا مخلوق. وكما انه محي الموتى بعدما احيا. استحق هذا الاسم قبل احيائهم كذلك استحق اسم الخالق وقبل انشائهم طيب هذه الجملة من اه هذه الرسالة اه من المواضع المشكلة في هذه العقيدة. فان ظاهرها يدل على ان اه المؤلف رحمه الله كان ينفي تسلسل الحوادث ما نص عليه الشارح ابن ابي العز رحمه الله في شرحه على الطحاوية. وهذه المسألة اصعب مسألة في هذه العقيدة. وما بعدها فانه سهل لا اشكال فيه. فارجو ان تتحلوا بالصبر وان تتحلوا ايضا بالانتباه لما سيقول فان هذه المسألة فيها دقة. لكن بتركيز قليل تتضح لكم ان شاء الله وانا اه ساحرص بعون الله عز وجل على ان اجمع لكم اطرافها و كان اه من الممكن ان اذكر خلاصة تتعلق بهذا الموضوع وامضي ولكن اه تكرر السؤال عن هذه المسألة وارى بين اه يدي اه اخوة سبق لهم الحضور في دروس سابقة وبعضهم من طلاب اه دراسات وبعضهم متخصص في اه دراسة مثل هذه المسائل الدقيقة يحسن ان يفصل ان يفصل فيها بعض التفصيل. واما الذي آآ تستغرق عليه بعض المواضع في هذه رسالة فانا اوصيه ان يصبر ويهمني ان تفهم الخلاصة التي ساذكرها ان شاء الله عز وجل في نهاية البحث في هذه مسألة هذا القدر كافي واطمئن فان ما بعد هذا الموضع امره سهل وسيكون يسيرا عليك بان عليك ان شاء الله جل وعلا. هذه المسألة تسمى مسألة تسلسل الحوادث. تسمى ايضا اه دوام فاعلية الله عز وجل او دوام خالقية الله عز وجل. كذلك تسمى اه اه مسألة اه اه لا اول للحوادث او ما شكل هذه العبارات وكلها تدور على شيء واحد وقبل ان استطرد في بيانها اقدم مقدمات ممهدات لفهم هذا الموضوع وهي تسع مقدمات. فهمها سيعينك ان شاء الله على معرفة الحق في هذه المسألة. اولا الله جل وعلا لا اول له. الله جل وعلا هو اصف بالاولية فلم يزل الله جل وعلا موجودا متصفا بصفات الكمال. اي زمن يقدره في ذهنك فالله سبحانه وتعالى كان فيه موجودا وما قبل الى ها ما لا بداية هذه قضية استحضارها من الاهمية بمكان لتفهم هذا الموضوع. وكثير ممن اخطأ فيها غفل عن مقتضيات اولية الله سبحانه وتعالى كما سيأتي. ثانيا الله جل وعلا له الكمال المطلق. بل له اقصى غايات الكمال. هذا الموضوع مؤسس سنة على ثبوت الكمال المطلق لله تبارك وتعالى. فيجب ان تستقر هذه العقيدة في سويداء قلبك. الله جل وعلا متصف ها باقصى غايات الكمال. ثالثا ان كمال الله جل وعلا ازلي. فهو لم يزل ولا يزال متصفا بالكمال المطلق ولا يجوز بحال ان يعتقد انه كان عادما لهذا الكمال في وقت من الاوقات بل لم يزل ولا يزال متصفا بالكمال المطلق. رابعا الله جل وعلا لم يزل باسمائه وصفاته. لان كماله بثبوت الاسماء والصفات. ولم يكن ناقصا ثم كمل بصفة اتصف بها لم يكن موصوفا بها قبل ذلك خامسا ظهور اثار صفاته تعالى المتعدية في خلقه من لوازم كماله. وعليه فاسم او صفة لا اثر له لها في الخلق لا معنى لها. اذا اسم الخالق او صفة الخلق تقتضي متعلقا وهو وجود مخلوق. اذا كان الله خالقا فلا بد من اثر بهذه الصفة وهو المخلوق. اذا كان الله رازقا فلابد ان يكون لهذه الصفة اثر وهو وجود مرزوق وهن مجرة. سادسا فعل الله كمال. ومن يفعل اكمل ممن لا يفعل. وهذا مستقر في الفطر. الله جل وعلا له الكمال المنزه عن النقص. فافعاله سبحانه وتعالى متصفة بالكمال. وعليه فكونه يفعل اكمل من كونه من كونه لا يفعل. واذا ثبت هذا كان دوام فعله كماله انتبه لهذا. اذا ثبت هذا كان دوام فعله كمالا. والله جل وعلا قد علمنا انه متصف كمال الامر السابع كل ما سوى الله فهو محدث مخلوق مسبوق بالعدم. القدم الاولية الازلية ليست الا لله العظيم القهار سبحانه وتعالى. اذا كل ما سواه فانه ماذا؟ محدث. موجود بعد العدم سبقه العدم. والمسألة الثامنة والاصل المقدمة الثامنة ينبغي التفريق بين النوع والعين. ينبغي التفريق بين النوع والعين وكثير ممن يخطئ في فهم هذه المسألة اختلط عليه هذا بهذا. والتفريق بين هذين فصل الخطاب ان شاء الله في هذه المسألة. ماذا نريد بقولنا العين؟ العين مثل ان تقول خلق الله عز وجل هذا الشيء بعد ان لم يكن خالقا له هذا ايش؟ بحث في العين عين المخلوق. اما البحث في النوع فهو مثل ان تقول الله جل وعلا لم يزل يفعل شيئا بعد شيء لم يزل الله عز وجل يفعل شيئا بعد شيء. يعني تعاقب فعله. وحصول اثار فعله بعد شيء هذا الذي نريد به ها النوع. هذا النوع شيء يتصوره الذهن. اما في الواقع وفي الحقيقة وفي الوجود فانه لا توجد الا الاعيان. لا توجد الا الاعيان. يوجد هذا وذاك والذي هناك اما حينما نقول جنس المخلوقات او نوع المخلوقات هذه قضية ماذا؟ هذه قضية ذهنية هذا التعاقب وهو كون الله سبحانه وتعالى يخلق شيئا بعد شيء. وان كل مخلوق فقبله مخلوق وقبل الثاني ثالث والم وهلم جراء الامر التاسع اننا لم نعلم ولا نعلم من مخلوقات الله جل وعلا الا القليل. ينبغي ان يتصف الباحث في هذا الموضوع بالتواضع ان يستيقن بقول الله جل وعلا ويخلق ما لا تعلمون. اذا مهما ورد على ذهنك في البحث في هذا الموضوع فتذكر قوله تعالى ها ويخلق ما لا تعلمون بعد هذا انتقل الى المسألة الثانية المسألة الاولى عندنا ها؟ المقدمات الموحدات المسألة الثانية معتقد اهل السنة والجماعة في هذا الموضوع. يتلخص معتقد اهل السنة والجماعة في هذا الموضوع في امرين الاول ان الله تعالى لم يزل ولا يزال لمن فاعلا خالقا لانه لا يزال متصفا بالكمال بصفاته ولم يكن ولم يكن معطلا عن الكمال في وقت من الاوقات. وعليه فلم لم يزل الله عز وجل خالقا. كما انه لا يزال في المستخلق كما انه لا يزال في المستقبل خالقا. لم يزل الله عز وجل في الماضي خالقا ولا يزال الله عز وجل في المستقبل خالقا هذا يقتضي دوام فاعلية الله سبحانه وتعالى وخالقية الله جل وعلا. ودوام خالقيته من لوازم وجوده وكماله ودوام خالقيته من لوازم وجوده وكماله. الامر الثاني انه سبحانه هو وحده الاول المتصف بالقدم والازلية على مضى بيانه في استعمال كلمة القدم او الازلية في حق الله سبحانه وتعالى وانها من باب الاخبار اذا كل ما سوى الله جل وعلا فانه مخلوق محدث مسبوق بالعدم. وعليه فكونه لا لم يزل سبحانه وتعالى يخلق شيئا بعد شيء ومخلوقا بعده مخلوق فان هذا ليس فيه الا اتصافه بدوام الفعل لا ان معه في ازلي مخلوق معين. اهل السنة يقولون ان دوام فاعلية الله عز وجل ودوام خالقية الله جل وعلا لا تستلزم اكثر من هذا التتابع في الخلق. في الماضي وكذلك في المستقبل ولا يلزم هذا بل هذا من امحل المحالات ان يكون ثمة مخلوق معين قديم مع الله عز وجل يشاركه في صفة الاولية. فهذا من اعظم الكفر والشرك. وهذا الذي ذهب اليه من ذهب من الفلاسفة الذين قالوا بقدم العالم او شيء منه كالافلاك او العقول او النفوس الى اخر تلك الهرطقات التي تفوهوا بها. واول من ادعها ارسطو وتابعه على هذا كثير من الفلاسفة ليس هذا بحال مذهب اهل السنة والجماعة والفرق بين مذهب الفلاسفة مذهب اهل السنة كالفرق بين الليل والنهار والفرق بين الحق والباطل. ننتقل بعد هذا الى المسألة الثالثة وهي معنى التسلسل واقوال الناس فيه وهي معنى التسلسل واقوال الناس فيه. اما التسلسل فانه اتصال بعض الاشياء ببعض الى غير غاية او نهاية. اتصال بعض الاشياء ببعض الى غير غاية او نهاية. وهذا التسلسل قد يطلق ويراد به التسلسل في الفاعلين او المؤثرين. التسلسل في الفاعلين او المؤثرين. سواء كان هذا باعتبار اصل التأثير او باعتبار كماله وهذا التسلسل باطل باتفاق العقلاء. بمعنى ان يقال ان هذا المخلوق او ان هذا المفعول له فاعل. وللفاعل فاعل ثان. وللثاني فاعل ثالث وهلم جر الى ما لا نهاية هذا امر ممتنع عقلا لماذا لان هذا يقتضي ان هذا المفعول ها لم يوجد والفرظ انه ماذا؟ موجود اذا لابد ان تنتهي هذه الفاعلية الى فاعل غيري من فعل الى مؤثر غير متأثر. اما ان يتسلسل الفاعلون فان هذا يقتضي ان لا يحصل ها فعلك لان هذا الفعل لابد له من فاعل. طيب الفاعل؟ هل له ان يفعل؟ لا نقول له فاعل. طيب الثاني يفعل الاول والتالي يتم المفعول. نقول لا الثاني له ها؟ فاعل ثالث في هذا الى غير غاية وهذا بالتالي يقتضي انه لا يحصل الفعل وهذا باطل. اذا في الموجودات لا يجوز اه في حكم العقل ان يقال ان التسلسل واقع في الفاعلين او المؤثرين اما النوع الثاني فهو التسلسل في الاثار او التسلسل في المفعولات وهذا اه له طرفان. طرف متعلق بالمستقبل. وطرف متعلق بالماضي بمعنى ان يقال ان المخلوقات والمفعولات والاثار تتسلسل فكل مخلوق بعده مخلوق. هذا بالنسبة للمستقبل. كل مخلوق بعده مخلوق. والذي بعده هناك مخلوق بعده وهلم جرة الى ماذا؟ الى متى؟ ها؟ الى ما لا نهاية. وفي الماضي ان يقال ان كل مخلوق سبقه مخلوق. والذي قبله سبقه ثالث. والذي قبله سبقه رابع. وهلم جرا الى متى الى ما لا بداية. هذا مرادنا بالتسلسل في المستقبل والماظي. وللناس في هذا التسلسل ثلاثة اقوال القول الاول المنع من التسلسل في الماضي وفي المستقبل. وهذا الذي ذهب اليه جهم وابو الهذيل العلاف ومن تبعهما ولاجله تفوه جهم بتلك مقالتي الباطلة وهي فناء الجنة والنار. فهو منع التسلسل في الماضي وقال مستحيل ان يكون آآ ثمة تسلسل في المفعولات في الماضي وبناء عليه فما لا بداية له فيستحيل بقاؤه عفوا فما له بداية فيستحيل بقاؤه ما له بداية يستحيل بقاؤه وبناء عليه فانه يرى انه آآ ستفنى الجنة والنار ومن فيهما وما فيهما وتفنى كل الاشياء. ويكون الله سبحانه وتعالى بعد ذلك غير قادر على شيء وغير فاعل لشيء وغير خالق لشيء. وهذا المذهب واضح الضلالة بل هو آآ يتضمن انواعا من الكفر بنسبة نقائص لله جل في علاه ولاجله ايضا لاجل هذا المذهب. آآ ذهب ابو الهذيل العلاف الى قول آآ هو اخف شرا من قول آآ جهم وهو انه تفنى حركات اهل الجنة والنار تفنى حركات اهل الجنة والنار. اما القول الثاني فهو ان تنسوا الان في الماضي ممتنع والتسلسل في المستقبل جائز. التسلسل في الماضي ماذا؟ ممتنع امتنع ان تكون هنا ان يكون هناك تسلسل في ماذا؟ في المفعولات ان كل مفعول قبله مفعول والذي قبله قبله مفعول وهلم جرا الى ما لا بداية يقولون هذا ممتنع. اما في المستقبل فكون الله عز وجل يخلق مخلوقا وبعده مخلوق وبعده مخلوق وهلم جرا الى ما لا اه نهاية فان هذا جائز ممكن. وهذا الذي ذهب اليه اه جمهور المتكلمين من المعتزلة والاشاعرة والماتريدية وغيرهم. اود ان اقف هنا عند السبب الذي دعاهم الى القول بامتناع التسلسل في الماضي. اساس الاشكال عندهم انهم تبنوا الاستدلال بدليل حلول الاعراض او حدوث الاعراب آآ الى غير ذلك مما يسميه العلماء. تقريرهم وتبنيهم بل وتعظيمهم بهذا الدليل حتى جعلوه اصلا اصول. وهو الذي لا يقوم الدين والاعتقاد الصحيح. الا به من خلاله اه هو الذي ادى بهم الى ان يلتزموا بامتناع حوادث لا اول له. اختصارا انا اسهل عليك الموضوع والا فالموضوع اعني في دليلي اه حدوث العالم او دليل حلول الاعراب يعني هذا الموضوع عميق ولكني لك باقصى ما يمكن. القوم يريدون ان يردوا على الملاحدة وعلى الفلاسفة الذين يقولون بقدم العالم قالوا نثبت اولا اه حدوث الاعراض نثبت اولا حدوث الاعراض. والاعراض اختلف المتكلمون فيها وكل له طريقة في تفسير هذه الاعراض هل هي الصفات جميعا؟ فما عليه آآ الجامية والمعتزلة او هي بعض الصفات آآ فتشمل الصفات الاختيارية كما ذهب اليه الاشاعرة وغيره. المقصود اننا نثبت حدوث الاعراض وانها وجدت بعد ايش؟ العدم. ثم نثبت حلول الاعراض في الاجسام هذه الاعراض الحركة مثلا اين تحل؟ ها الاعراض تقوم بنفسها الحركة تكون بنفسها وانما تحل وتكون في الاجسام. اذا نثبت حدوث الاعراض ثم حلولها في الاجسام. اذا اثبتنا حلولها في الاجسام فاننا نثبت ها حدوث الاجسام. لماذا؟ لان ما به الحوادث لا يكون الا حادثا. ما تقوم به الحوادث لا تقوم لا يكون الا حادثا. يقولون لا يقوم وهذا من اسس البلاء عندهم. تعلق هذا باشكال كبير في باب الصفات. ثم بنوا على هذا حدوث العالم لان العالم مكون من هذه الاجسام وما لا يخلو من الحوادث ها فهو حادث. فثبت الان ان العالم حادث. ثم بنوا على هذا وجود المحدث. او كما يقولون الصانع لان المحدث لابد له من محدث وهذه قضية بديهية. ثم هذا الصانع لا بد ان يكون قديما دفعا لتسلسل ها الفاعلين وهذا ما سبقت الاشارة اليه. فثبت الان وجود ها الصانع وقدمه. هذه القضية وهذا الدليل الذي سمعت هو اهم القضايا فخموه وعظموه حتى قال بعضهم ان ايمان من لم يبنى ايمانه على هذا الدليل غير صحيح كل من كان ايمانه من غير طريق. هذا الدليل فانه لا ايمان له. فهو كافر وبعضهم كان اه اه اكثر ترفقا فقال انه فاسق لا كافر واشتط بعضهم حتى اشترط او اوجب ان يتذكر الانسان هذا الدليل قبل ان يكبر لصلاة الفريضة. لابد ان تستحضر هذا الكلام كله قبل ان ايش تقولا الله اكبر. على كل حال ليس هذا موضوعنا. لاي شيء انا اتيت بهذا الدليل؟ اتيت لان القوم اوردوا ايرادا وهو لابد ان نضيف الى كلمة ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث لابد ان نضيف مع امتناع حوادث لا اول له لماذا؟ لانه قد يقول قائل او يريد عليهم مورد ان العالم نعم لم يخلو من الحوادث وهو مكون من ماذا؟ من الحوادث لكن يمكن ان تكون ماذا؟ الحوادث متسلسلة فيكون العالم قديما غير محدث فلا يحتاج الى محدث. قالوا اذا هنا لابد ان نقول ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث مع امتناع حوادث لا اول لها لابد ان يكون للحوادث اول لابد ان يكون للحوادث طيب الان التزموا بهذا لاجل ان يثبت بناء هذا الدليل الذي رأوا ان انه احسن ما يكون من الاستدلال على وجود الله جل وعلا وعلى قدمه. فالتزموا لاجل لهذا ان الله سبحانه وتعالى كان لخلقه اول. ويمتنع ان سبحانه وتعالى لم يزل خالقا، لان لا ينتقض ها عليهم دليل حدوث العالم او دليل حلول الاعراب. هذا يعني اه اردت فقط ان اكشف لك السبب الذي لاجله تبنى المتكلمون آآ القول بامتناع آآ تسلسل الحوادث في الماضي اما في المستقبل فلا اشكال اما في المستقبل فلا يترتب على هذا شيء اما القول الثالث وهو الذي عليه اهل السنة والجماعة فهو التسلسل في الماضي والمستقبل. فالله جل وعلا لم يزل خالقا فاعلة آآ في الماضي ولا يزال خالقا فاعلا في المستقبل. وهذا القول له اصول تدل عليه. اولا ان الله جل وعلا قد مدح نفسه بالخلق والفعل. فقال جل وعلا فعال لما يريد. وقال جل وعلا افمن يخلق كمن لا يخلق هذا استفهام انكار كيف يتساوى هذا وهذا عند اهل العقول الله جل وعلا يخلق وتلك الاصنام التي تعلق بها المشركون ماذا؟ لا تخلق اذا كيف تسوون بين الذي يخلق والذي لا يخلق؟ ولذا اه يقولون يوم القيامة هؤلاء المشركون تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين فهم عبدوا الذي لا يخلق وعبدوا كذلك الذي يخلق فسووا بين الذي يخلق والذي لا يخلق في العبادة. اذا الله جل وعلا مدح نفسه بهذا معلوم بدائل العقول ان من يخلق اكمل ممن لا يخلق. والله جل وعلا لا يخلق ماله المطلق فقط. ثانيا ان الله جل وعلا قد اخبر بقدم اسمائه وصفاته كما دل على هذا ادلة من نحو قول الله جل وعلا ان الله كان غفورا رحيما. ان الله كان توابا رحيمة. وقد علمنا انفا ان هذه الاسماء والصفات لابد ان يكون لها متعلقات ولابد ان يكون لها اثار فكيف يكون غفورا؟ اذا لم يكن ثمة ها من يغفر وكيف يكون سبحانه توابا اذا لم يكن ثمة من يتوب. اذا الله جل وعلا قال وكان الله اذا ان كان في ماذا؟ في الماضي. وهذا الماضي لا حد له. فاي زمن يقدر فيه الله جل وعلا توابا رحيما فانه لا حد يحد ذلك لماذا لا يكون فيما قبله ايضا؟ ولماذا لا يكون فيما قبله ايضا اليس هذا كمالا؟ اذا الله جل وعلا ما كان عادما للكمال. الله لم يكن عادما للكمال ثالثا اتفق اهل السنة على ان الله جل وعلا لم يزل باسمائه وصفاته. وان اسماءه سبحانه وصفاته المتعدية لا كون لابد ان يكون لها اثر في المخلوقات فخالق يقتضي ان يكون ثمة مخلوق ورازق يقتضي ان يكون ثمة مرزوق وغفور كما علمت ان يكون هناك من يغفر له. اذا هذه المتعلقات والاثار هي التي تتحقق بها هذه الصفات فلم يكن بد من وجودها. لم يكن بد من وجودها والا تعطلت تلك الصفات وبطلت تلك الاسماء. رابعا ان الله جل وعلا متصف وليتي والكمال. لاحظ هذين الله متصف بماذا؟ بالاولية والكمال. والجمع بينهما يقتضي ان يكون سبحانه وتعالى متصفا ازلا بالكمال. وكماله بصفاته ومن صفاته الربوبية والخلق والرزق والتدبير وما الى هذه الصفات. اذا هذا الموضوع مبني على اعتقاد الاولية والكمال المطلق لله سبحانه وتعالى لانه لو لم يكن متصفا بهذه الصفات لكان عادما للكمال. وهذا لا يجوز قولوا به والاعتقاده. خامسا لو لم يكن الله جل وعلا فاعلا خالقا في الازل لاستلزم هذا لوازم باطلة. واللازم الباطل يدل دلالة واضحة على بطلان القول. بمعنى لم يكن الله لو لم يكن الله عز وجل متصفا ازلا بالخلق والرزق والتدبير بمعنى ان يكون خالقا فيخلق مخلوقاته ويدبرهم اه يرزقهم وما الى ذلك. لو لم يكن الامر كذلك لترتب على هذا نفي صفة الربوبية عن الله عز وجل لم يكن الله ربا ولم يكن رازقا ولم يكن مدبرا ولم يكن غفورا ولم يكن رحيما ولم يكن توابا. بل لم يكن الها ولذلك من اه فطنة الرازي اللازم الذي يلزم قول المتكلمين نص في تفسيره في ثلاثة مواضع او اكثر على انه لا يصح ان يقال ان الاله هو المعبود. مر بنا ان معنى الاله ايش؟ المعبود. قال لا يصح تفسير الاله المعبود لماذا؟ قال لان هذا يستلزم الا يكون الله الها في الازل. لماذا لان هناك وقت لم يكن فيه من يعبد لم يكن هناك عابد واضح يعني الله عز وجل بناء على قول المتكلمين ابتدأ الخلق بعد ان لم يكن خالقا. هناك مخلوق بدأ الله عز وجل به ثم تسلسل الامر في الخلق. طيب قبل هذا؟ ها؟ ما خلق الله عز وجل. اذا قبل هذا المخلوق الاول لم يكن الله الها وعلمنا ان اله بمعنى مألوه يعني معبود اذا لم يكن الله الها ولم يكن الله ربا ولم يكن الله رب يعني هناك مربوب. اول ما يلحظ في معنى الربوبية ايش الخلق كذلك الرزق كذلك التدبير. اذا لابد من وجود مخلوقات. والقول بامتناع تسلسلي الحوادث او دوام خالقية الله جل وعلا يقتضي الا يكون الله سبحانه وتعالى ربا في الازل ولاحظ معي نحن نتكلم عن عن من لا اول له سبحانه وتعالى ولذا دعني اقرب لك فهم هذا الموضوع. اذا قلنا الله عز وجل ابتدأ الخلق بعد ان لم يكن خالقا يعني هناك مخلوق هو رقم ايش؟ واحد قبله ما كان خالقا. قدروا زمنا ابتدع الله عز وجل خلق عنده قبلكم يعني بدأ الخلق؟ الشأن لا يعترض المثال اعطوني اي عدد مليون سنة. طيب يعني اول مخلوق خلقه الله عز وجل كان قبل مليون. لك ان تقول مليار لك ان تقول تريليون ها سنة طبعا لا يأتيك متكلم فيشغب عليك ويقول الزمان يعني لا زمان قبل خلق السماوات والارض هذا كلام فارغ. الزمان هو ظرف الفعل الوعاء الذي يكون فيه الفعل هذا هو الذي نسميه ماذا؟ زمانا وهذا امر ضروري للفعل ولاجل هذا تأمل في قول النبي عليه الصلاة والسلام ان الله كتب مقادير السماوات والارض متى؟ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة لاحظ ان السماوات والارض يعني الشمس والقمر وبهما تقديره هذه السنوات. اذا كان هناك ماذا زمن في الماضي وهذا امر ضروري. اذا دعك من تشغيبات المتكلمين في هذا المقام. قدرنا زمنا بدأ الله عز وجل الخلق به. يعني من من هذه اللحظة التي نحن فيها الى مليون سنة في الماضي. ها هنا ثمة ايش مخلوقات اذا كان الله عز وجل ها؟ خالقا رازقا مدبرا غفورا رحيما الى اخره. طيب دعونا نمشي قليلا الى الماضي المليون سنة التي قبله كان الله موجودا؟ الان عندنا مليون سنة كان الله وفيها خالقا وترتبت على هذا الاثار. طيب المليون سنة التي قبلها؟ ها؟ كان موجودا لكنه ما كان ما كان ربا ولا كان الها. اذا نصف المدة كان فيها ربا الها ونصفها ها لان عندنا مليونين الان صح ولا لا؟ النصف فقط كان الله ربا الها متصفا بالكمال. والنصف الاخر ها ما كان كذلك طيب دعنا نمشي قليلا ونذهب الى المليون سنة التي قبل ذلك كان الله موجودا؟ لكن انه ما كان خالقا ولا رازقا اذا لم يكن ربا والثلث فقط هو الذي اتصف الله عز وجل فيه بالكمال. هل يمكن القول بهذا؟ طيب دعنا نمشي الى مليون سنة كمان قبل وسنقول فيها ما سبق. اذا ثلاثة ارباع المدة لم يكن الله عز وجل متصفا بالكمال والربع فقط كان متصفا بالكمال. طيب والمليون اللي قبله؟ كان موجودا؟ اجيبوا. والذي قبله؟ والذي قبله؟ لو مكثت اردد مليون مليون لمدة مليون سنة وانا فقط اردد مليون مليون مليون فان الله عز وجل لم يزل ماذا؟ موجودا وسأفنى ولن يفنى او تفنى حياة الله جل وعلا فانتم يا جماعة اذا كم نسبة المليون الاولى هذه التي نتحدث عنها؟ كلا شيء. سبحان الله. الله عز وجل يمدح نفسه افمن يخلق كمن لا يخلق. واذا بالله عز وجل تعالى الله علوا كبيرا ما كان الا في مدة تعتبر لا شيء. لا شيء بمعنى لا شيء. انتم معي مشايخ؟ اذا هل هذا ظننا برب العالمين انه كان عادما للكمال لا رب ولا اله ولا يتسم في صفات الكمال سبحانه وتعالى اهذا الظن بالله عز وجل؟ كيف يكون حيا قيوما؟ متصفا بالجلال والاكرام وقد نسب اليه هذا النقص. هذا لا يمكن القول به. ولا اظن قائلا يقول بهذه قال ممن يقول بابتداء الخالقية لله جل وعلا ممن ينتسب الى هذا الاسلام حقا الا وهو عن هذا اللازم الذي ذكرته لك ولذا قال العلماء ان القول بابتداء فاعلية وخالقية الله جل وعلا يستلزم تعطيل الله عن كماله. يستلزم نسبة النقص العظيم في حق الله جل وعلا. وهذا لا يجوز لمسلم ان يقوله او يعتقد به. فان يا جماعة اذن تذكر واعيد واكرر تذكر اننا نتحدث ها عن من لا اول له الله عز وجل هو الاول. اذا متى ما قلت مهما قدرت من زمن ماض سحيق. نقطة بداية للخلق فان هذه المدة مهما كبرت في عينك فانها ها كلا شيء. بالنسبة لحياة الله عز وجل وبقائه ودوامه سبحانه وتعالى. اذا الحق لا شك فيه ان الله سبحانه وتعالى لم يزل خالقا فاعلا وهذا يقتضي انه لم يزل هناك نوع المخلوقات. فنوع المخلوقات ماذا قديم ولكن كل مخلوق خلقه فانه ماذا؟ مسبوق بالادب لكن قولنا انما هو ان هذا المخلوق قبله ها مخلوق والذي قبله خلق الله عز وجل مخلوقا وهلم جرا الى ما لا بداية فهمنا يا جماعة؟ طيب انتقل الان الى المسألة كم؟ الثالثة او الرابعة؟ الرابعة الرابعة. اشكالات والجواب عنها. الاشكال الاول قد يقول قائل وماذا انت قائل في في حديث النبي صلى الله عليه وسلم حديث عبادة رضي الله عنه. المخرج عند ابي داود والترمذي واحمد و غيرهم. ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اول ما خلق الله القلم قال اكتب قال وما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى قيام الساعة. قالوا ها هنا النبي صلى الله عليه وسلم اثبت اولا للخالقين يعني الله عز وجل اول شيء خلقه انما هو ايش؟ القلم. والجواب عن هذا لثلاثة اوجه. اولا ان هذا الحديث قرأ اول ما خلق الله القلم فهو كلمة اولها هنا ظرف زمان اول ما خلق الله القلم. اذا هذا الحديث بناء على هذا التوجيه يدل على بيان ما امر الله عز وجل به القلم عند ابتداء خلقه يعني كما اقول لك اول ما تدخل المسجد صل ركعتين. مرادي ايش؟ اول ان تفعله اذا دخلت المسجد ان تصلي ركعتين. اذا عند ابتداء خلق القلم مباشرة امره الله عز وجل ها بالكتابة ولم يكن هذا الامر متراخيا عن ابتداء ها خلقه. وبناء عليه هذا لا ليس له علاقة بمسألة ايش؟ اولية الخلق. والقراءة الثانية او قرأ الحديث انه اول ما خلق الله القلم فهو مبتدأ وخبر. فهذا الحديث لا مناصة من توجيهه بان المراد اول ما خلق الله القلم منها هذا العالمي المعروف المشاهد الذي خلقه الله في ستة ايام. وليس في الحديث تعرض لاول المخلوقات مطلقا. فالنصوص ينبغي ان يجمع بينها وان يؤلف بينها فاول شيء خلقه الله من هذا العالم الذي خلقه في الستة ايام هو القلم. ويدل على هذا الوجه الثالث نحن نقطع ان القلم لم يكن اول المخلوقات باطلاقه. والاحاديث لا تتناقض اليس كذلك؟ عندنا هذا الحديث ضمه الى حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وفي صحيح مسلم وهو قوله عليه الصلاة والسلام كتب الله مقادير الخلائق. فجاءت رواية اخرى قدر الله مقادير كتب الله مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. قال ها وعرشه على الماء. اذا جمعت بين الحديثين اول ما خلق الله القلم فقال له اكتب اذا التقدير لهذه المخلوقات الى قيام الساعة كان متى؟ عقيبة خلق القلم اليس كذلك؟ طيب هناك ماذا قال؟ قدر الله او كتب الله مقادير الخلائق. يعني لو جمعت بين الحديثين كتب والله مقادير الخلائق بعد خلق القلم بعد خلق القلم. لكنه قال في الحديث قال وعرشه على الماء. هذا بيان للحال. هذه الجملة حالية. وبناء عليه فالماء والعرش كانا موجودين ها قبل خلق القلم. والماء والعرش اه اليس هذان من المخلوقات؟ جيبوا يا جماعة. اذا القلم ليس اول المخلوقات باطلاق وهذا المطلوب اثباته. الاشكال الثاني قد يقول قائل وماذا ستقول في حديث عمران رضي الله عنه الذي اخرجه الامام البخاري رحمه الله في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كان الله ولم يكن شيء قبله. وفي رواية عند البخاري كان الله ولم يكن شيء غيره وينقل اهل العلم كشيخ الاسلام وغيره كان الله ولم يكن شيء معه وان كانت هذه اللفظة فيما اعلم غير موجودة بين فيما بين ايدينا من كتب السنة لكن اهل العلم يذكرونها. اما في بعض الكتب التي لم تصلنا او ان النسخ فيها شيء من الاختلاف. المقصود ان هذا الحديث يدل فيما يزعمون على ان الله سبحانه وتعالى لم يكن هناك آآ شيء مخلوق في وقت من الاوقات كان الله سبحانه وتعالى وحده ولم يكن ثمة مخلوق البتة الجواب عن هذا من وجهين اولا ان نقول هنا ننظر في سبب ورود الحديث. النبي صلى الله عليه وسلم قدم عليه آآ بنو ابو تميم فقال له فقال لهم اقبلوا البشرى يا بني يا بني تميم فقالوا قد بشرتنا فاعطنا فدخل بعض اهل اليمن فقال صلى الله عليه وسلم اقبلوا البشرى اذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قبلنا ثم قالوا يا رسول الله جئنا نتفقه في الدين ونسأل الوقاء عن اول هذا الامر. فقال صلى الله عليه وسلم كان الله ولم يكن شيء قبله او كان الله لم يكن شيء غيره آآ بحسب ما جاء في الروايات. اذا هؤلاء الصحابة ما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن اولية الخلق مطلقا. لانهم اسم الاشارة هذا فهم يسألون عن هذا العالم المخلوق الذي يعرفونه. جئنا نسألك عن اول هذا الامر فهم يسألون عن ايش؟ عن هذا العالم المشهود المعروف لهم ولم يكن سؤالا عن مطلق الخلق. ويشهد لهذا ان النبي عليه الصلاة والسلام اجابهم قائلا كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والارض وكتب في الذكر كل شيء. اذا تلاحظ معي ان النبي عليه الصلاة والسلام الخلق فيما يتعلق بماذا؟ في السماوات والارض وعقب ذلك اه قال وكتب بالواو لا لا يقتضي آآ الترتيب ونحن بدلالة الاحاديث الاخرى نعرف ان التقدير سابق على خلق السماوات والارض الشاهد انه لما تكلم عن الخلق ذكر السماوات والارض وفي اثناء الحديث ذكر جملة حالية وهي وكان عرشه على الماء اذا ثمة مخلوق قبل ذلك ما تعرض النبي صلى الله عليه وسلم لبيان خلقه ومتى خلق ان السؤال ها ما تعلق به السؤال تعلق عن ماذا؟ عن هذا العالم الذي نعلمه وخلقه الله في ستة ايام واضح؟ اذا ما كان البحث في الاولية المطلقة. في شأن مخلوقات الله سبحانه وتعالى. الوجه الثاني ان نقول الرواية جاءت بي قبله وجاءت بغيره وان صحت الثالثة فهي معه. والمجلس مجلس واحد. فالنبي صلى الله عليه وسلم تكلم واحدة من هذه الكلمات. واذا اردنا ترجيحه كلمة من هذه الكلمات على الاخريين فان قبله ارجح لماذا؟ لان قبله توافق حديث النبي صلى الله عليه وسلم الاخر الذي فيه الكلام عن اوليته سبحانه وتعالى وهو اللهم انت الاول ها. فليس قبلك شيء. اذا ولم يكن شيء قبله هذا اللفظ له شاهد من السنة. فكان ارجح من غيره. وبناء على هذا لا اشكال فليس شيء فليس شيء ها قبل الله سبحانه وتعالى البتة بل هو الاول فالبحث في تسلسل مخلوقات لا علاقة له بهذا الحديث. فالله عز وجل هو الاول وكل مخلوق خلقه سبحانه وتعالى. فانه جل وعلا عليه زمنا. اليس كذلك؟ طيب. سلمنا ان الحديث لم يكن بلفظ قبل له وانما بغيره او معه فنقول ولا اشكال ايضا. لماذا؟ لانه ليس ثمة شيء غير الله عز وجل معه يتصف بالازلية والاولية. بل كل مخلوق ها اجيبوا يا جماعة مسبوق بالعدم خلقه الله عز وجل بعد ان لم يكن موجودا. فانى يكون شيء ها آآ يشارك الله عز وجل في وجوده فهمنا يا جماعة؟ الله عز وجل من صفاته الذاتية الاولية لما تكلمنا عن القدم والازلية عرفنا حقيقة ذلك وان الله عز وجل لم يزل موجودا هل ثمة مخلوق يتصف بهذه الصفة؟ اجيبوا ليس كذلك انما كل مخلوق فالله عز وجل اوجده بعد ان كان عدما. اذا لم يكن موجود. ثمة شيء قديم الا الله سبحانه وتعالى الله ولم يكن شيء غيره. متصفا بصفة آآ الاولية. طيب اشكال ثالث وهذا اورده آآ المتكلمون على اهل وهو ان القول آآ تسلسل الحوادث او دوام بلية الله عز وجل ودوام اثار اه خلق الله جل وعلا. يستلزم قدم العالم. وان ثمة شيء اه وان ثمة شيئا سوى الله عز وجل متصف بالقدم والجواب ان يقال انى يفهم ذلك؟ واهل السنة لم يزالوا. يبدون دون القول بان كل مخلوق ها مسبوق بالعدا. الله سبحانه وتعالى خلق هذا المخلوق بعد عدمه. والذي قبله خلقه بعد عدمه. والذي قبله خلقه بعد عدمه وهلم جره. اذا كيف يكون هناك ها؟ شيء قديم مع الله سبحانه وتعالى او ان هذا العالم قديم. هذا يورد على الفلاسفة. الذين قالوا بقدم العالم. اما اهل السنة فانهم يكفرون الفلاسفة على هذا القول لثلاثة كفر الفلاسفة العدا اذا انكروها وهي حق مثبتة علم بجزئي حدوث عوالم حشر لاجساد وكانت ميتة. فالفرق كما ذكرت انفا بين قول اهل السنة وقول الفلاسفة في قدم العالم كالفرق بين الشمس والقمر. نحن نتكلم عن قدم النوع ولا نتكلم عن القدم العين وقلت لكم سابقا ان التفريق بينهما ضروري لفهم هذه المسألة وهذا الموضوع آآ لاجله آآ ظلم شيخ الاسلام ظلما عظيما بل كفر اه بناء في زعم اولئك المبتدعة الظالمين يقولون انه كان يقول بقدم العالم. وعند الله تجتمع الخصوم شيخ الاسلام رحمه الله دون شك اكثر عالم بحث هذا الموضوع جزاه الله عنا خيرا. وشيخ الاسلام هذه المسألة من اكثر ما كتب فيها من المسائل يعني لو نظرنا الى هذه المسألة بالنسبة لبقية المسائل التي كتب فيها من اكثر الاشياء التي كتب فيها هذه المسألة فقد سود فيها مئات الصفحات. واكثر ما كتب انتبه لهذا. وهذا انبهك اليه يا طالب العلم. بعض الناس يأخذ يعني مقتطف من كلام شيخ الاسلام ويقرأ فيختلط عليه الامر. شيخ الاسلام اكثر ما كتب في هذا الموضوع كان الرد على الفلاسفة وليس على المتكلمين يعني لو وازنت بين ردوده على الفلاسفة القائلين بقدم العالم مع ردوده على المتكلمين القائلين بتعطيل الله عز وجل عن كماله في الازل لوجدت ان رده على الفلاسفة ها اكثر وكان مصرحا في مواضع كثيرة جدا بتكفيرهم وتضليلهم وان قولهم في قول اهل الاسلام وان قول المتكلمين على خطأه وضلاله خير من قول الفلاسفة ثم بعد ذلك يتهم شيخ الاسلام رحمه الله بانه ايش؟ وافق الفلاسفة. يا قوم اعظم من رد على فاسد في هذه المسألة شيخ الاسلام. وردود المتكلمين على الفلاسفة اذا ما قارنتها بردود شيخ الاسلام على اسفة ستدرك الفرق انها ان تلك ردود هشة مقابل هذه الردود المتينة المحكمة المبنية على دلائل الوحي وصرائح العقل. ثم يقال شيخ الاسلام قد وافق اه الفلاسفة على القول العالم اي ظلم هذا؟ فالله المستعان. انتقل الى آآ شيء يتعلق بهذا الاشكال مع هذا آآ يستلزم القول بقدم العالم آآ اورد بعض الناس ايرادا وهو المتكلمون قالوا لو قلنا بقدم النوع للزم منه قدم الافراد. انتبه لهذا الاشكال فهو من اهم الاشكالات التي ينبغي ان تفهمها. لو قلنا بقدم النوع للزم من هذا ايش؟ قدم الافراد. لماذا؟ قالوا لان حكم الفرد هو حكم المجموع لان المجموع او النوع ما هو الا افراد مجتمعة. فاذا ثبت القدم للنوع ثبت هذا لماذا؟ لكل فرد من الافراد. فبناء على هذا سيكون افراد ايش؟ قدماء مع الله سبحانه وتعالى. والجواب ان يقال ان هذا الكلام علي وما ذكر غير صحيح والقياس قياس آآ النوع على الافراد او الافراد على النوع قياس هذا على هذا اه قياس غير صحيح. اليوم عن هذا باختصار السلف الكلام فيها لكنني اذكر شيئا مختصرا في الرد على هذه الشبهة. اولا لا يلزم في كل مجموع ان يحكم على افراد بما حكم به على المجموع. وهذا الامر امر واضح عند ذوي العقول ارأيت بناء مبنيا من طين. المجموع الان هذا الطين ما افراده؟ ماء وتراب؟ طيب هل يصح ان نقول بما اننا حكمنا على هذا بحكم ينبغي ان على هذا بحكم يعني اذا حكمنا مثلا على الطين بانه قوي متماسك. ان نحكم على الماء بانه قوي متماسك اجيبوا يا جماعة لا فالمجموع صار له حال بحيث لا يمكن ان نحكم على الفرد بما حكمنا به على المجموع. وهذا واضح وصريح. الامر الثاني ما المقصودهم هم تصورهم لمسألة النوع تصور غير صحيح. نحن لا نعني بالنوع ها هنا الا تعاقب والافراد لا نعني بالنوع الا ايش؟ تعاقب الافراد. ان هذا مخلوق وقبله مخلوق وقبله مخلوق وهلم جره. وهذا المعنى لا لا يمكن ان يتصور الا في المجموع. ولا يمكن ان يتصور في فرد اليس كذلك؟ لان الفرد كل ما يتعلق به هو انه كان معدوما ثم وجد. فليس فيه قضية ايش؟ التعاقب. اذا القياس غير صحيح. وبناء على هذا نقول قاعدة عند العقلاء اذا حصل للمجموع بسبب الاجتماع حكم لم يلزم ان يكون هذا حكم كل فرد من الافراد. الامر الثالث جواب سهل ومختصر. ان نقول يا ايها المتكلمون هل تقولون تسلسل الافعال في المستقبل؟ فسيقولون نعم. ولذلك فان الجنة ماذا باقية ونعيمها باق وكذلك النار عافاني الله واياكم من النار. طيب القدم بالنسبة لنعيم الجنة. قدم للنوع او قدم للافراد. اجيبوا. قدم للنوم قال جل وعلا اكلها دائم وظلها. ولا يلزم ان يكون هذا متعلقا بماذا؟ بالافراد. بمعنى لو ان احد اهل الجنة اسأل الله ان يجعلني واياكم من اهلها. اكل ثمرة ثمرة ها هنا انتهت لكن لا يلزم من هذا انتهاء ايش؟ نوع الثمر. فالله عز وجل ها لم يزل يخلق ويحدث في نعيم الجنة ما يحدث سبحانه وتعالى. اذا لم يلزم من حكمنا على النوع بهذا الحكم على كل فرد من افراده. اه الاشكال الرابع واظنه قد تبين بما سبق ان بعض الناس يقول ان هذا هو قول الفلاسفة. ومع الاسف آآ بعض الفضلاء من اهل السنة والجماعة آآ قد قالوا شيئا من هذا وانتقدوا آآ شيخ الاسلام رحمه الله على هذا وان انه قال بشيء او تأثر بالفلسفة او بالفلاسفة في هذا القول وهذا مرجعه في الحقيقة فيما يبدو لي والله اعلم الى عدم تمعن هذه المسألة وعدم ادراكها وحسن تأملها في كتبه رحمه الله والا فوالله ان الفرق بين قول اهل السنة الذي بينه شيخ الاسلام هو ليس قول شيخ الاسلام هو قوله اهل السنة آآ الفرق بين هذا القول وقول الفلاسفة كما بين السماء والارض او كما بين الحق والباطل. كيف يقارن؟ آآ قول فيه من الضلال والكفر الاشراك بالقول الذي فيه تعظيم الله عز وجل. وتحقيق كماله سبحانه وتعالى. سبحان الله العظيم الاشكال الخامس. قال بعض الناس وهذا قال به حتى بعض الفضلاء من اهل السنة المعاصرين. قالوا اننا نخرج من هذا الاشكال كله بان نقول ان القديمة قدرة الله سبحانه وتعالى عن الخلق بمعنى ان الله قولنا ان الله عز وجل لم يزل خالقا يمكن ان نزيل الاشكالات كلها بان نقول المراد لم يزل خالقا يعني لم يزل قادرا على الخلق او كما يعبرون وهذا لا ينبغي ان يقال في صفات الله عز وجل يقولون انه خالق بالقوة ثم صار خالقا بالفعل هذا التعبير يعني تعبير من تعبيرات المناطق كون الشيء حاصلا بالقوة هو بمعنى ها؟ ها؟ القدرة على الشيء والتمكن منه. فيقولون فلان كاتب بالقوة اذا كان جالس الان لا يكتب شيء. يقولون واش؟ كاتب بالقوة فاذا بدأ بالكتابة يقولون بالفعل. كاتب بالفعل. يقولون اذا ما عندنا مشكلة نحمل كل ما دل على قدم النوع على هذا المحمل وهو ان نقول ان الله عز وجل لم يزل خالقا بايش بالقوة يعني انه ايش؟ قادر على الخلق. ثم ابتدأ الخلق في وقت من الاوقات. الجواب عن هذا ان يقال اولا ما الداعي لهذا؟ فلا اشكال اصلا بحمد الله. يعني هذا الذي قال بهذا من اهل السنة. آآ يقول انا اريد فقط ان ازيل الاشكالات عن هذا الموضوع. مقولة انه ايش؟ لا اشكال اصلا. اما ان قال بهذا القول متكلم من المتكلمين فنقول انك قد تناقضت. لماذا لان تقريرهم السابق هو ماذا؟ امتناع حوادثه لا اول لها. القضية عندهم قضية ايش؟ امتناع الان يقولون الله قادر على الخلق. هذا تناقض او لا؟ تناقض. هذا تناقض. لماذا؟ لان قدرة لا تتعلق بممتنع. فهمنا يا جماعة؟ القدرة قدرة الله عز وجل لا تتعلق بممتنع القدرة تتعلق بالممكن الذي هو غير ممتنع وانتم قلتم ممتنع ثم تقولون انه قادر على ذلك وهذا تناقض. الجواب الثاني ان يقال ثمة فارق واظح. عند كل عاقل بين الفعل وبين القدرة على الفعل. او لا يا جماعة؟ ثمة فرق واضح بين الفعل وبين القدرة على الفعل. ولا يقال لكل من كان قادرا على الفعل انه فاعل ما رأيكم يا جماعة؟ متى يقال للفاعل فاعل؟ اذا فعل. اذا باشر الشيء. هنا اصبح فاعلا والا فكل من كان قادرا على الشيء قلنا انه فاعل هذا خلف. بدليل اليس الله عز وجل قادما على الظلم اجيبوا يا جماعة هو منزه عنه لكنه قادر عليه وهذا الكمال ان يتنزه مما يقدر عليه. هل ستقولون بما انه قادر عليه يجوز ان يوصف به لا يجوز بحاله. فالله سبحانه وتعالى منزه عن ذلك اه ثالثا او رابعا ثالثا ثالثا ان نقول ان نقول ان ان الادلة قد دلت على الفعل هذا ظاهرها وليس لنا ان نخرج عن ذلك. قال سبحانه افمن يخلق فتأويلكم يخلق بي يقدر على الخلق هذا تأويل باطل غير صحيح. رابعا ان نقول لهم اي كمال واي مدح في وصف الله سبحانه وتعالى بالقدرة على الخلق دون الخلق مددا متطاولة لا يمكن الاحاطة بها. وقد عرفت المثال الذي ذكرته قبل قليل سبحان الله العظيم. هل في هذا مدح يا جماعة؟ نحن علمنا بالمثال السابق التي قدرنا كمثال ان الله عز وجل ماذا؟ خلق فيها بالفعل. وعلمنا المدد التي حصر لها ها هي التي يزعمون ان الله عز وجل فيها كان ايش؟ قادرا على الفعل ولم يفعل اذا يمدح الله عز وجل نفسه بانه خالق. لانه قادر على الخلق في هذه المدد المتطاولة التي لا يمنعه فيها خلقه الله لا يمنعه فيها مانع من الخلق؟ هل في هذا مدح وكمال؟ او ان المدح والكمال هو في كونه؟ خالقا بالفعل ثم معي مشايخ يعني ارأيت شخصا انا اقرب لك فقط ما اريد ارأيت شخص دبج المدح والثناء عليه تدبيجا. بانه الشاعر الذي لا يجارى لكن ما مكث سبعين سنة من حياته ما نظم بيتا واحدا. نقول كيف يقول لا هو اكنه ايش؟ قادر هو شاعر بالقوة. هل في هذا كماله يا جماعة؟ لا. اجيبوا. ليس في هذا كمال وليس من فعل العقلاء ان يصفوا هذا بانه شاعر لمجرد ها قدرته على الشعر او ان شخصا اه يمدح بانه مقاتل شجاع وما دخل في حياته معركة فاذا قيل كيف ذلك يقولون؟ بالقوة بس. يعني ونحن نمدحه للقوة. يعني هذا لا يمكن ان يكون ولا يوصف يعني هل ساوصف انا او توصف انت بانك حاكم وسلطان لان لك قدرة على ان تكون حاكما او سلطانا نعم ليس الامر كذلك. اذا القول بمسألة آآ انه بما انه قادر على ذلك فانه به هذا غير صحيح قطعا. الامر الخامس انه انتبه لهذه النقطة. اذا كانت القدرة على الخلق كمالا فالخلق بالفعل اكمل. القائلون بهذا القول سلمونا بان القدرة على الخلق ماذا؟ كمال. وكل العقلاء يقولون ان فعل لا اه الكمال او فعلا الفعل الحسن اكمل صح ولا لا؟ طيب اذا كان هناك فعل هو كمال وفعل هو اكمل منه. فايهما يوصف الله عز وجل به؟ يوصف الله عز وجل بالاكمل فالله جل وعلا نقلا وعقلا وفطرة له اقصى غايات الكمال. فثبت ان الله عز وجل اذا كانت قدرة على الخلق كمالا فالله موصوف عز وجل بالخلق. لماذا؟ لان الخلق بالفعل اكمل منه الامر السادس مرت بنا قاعدة ان كنتم تذكرون في التدميرية وذكرها شيخ الاسلام في مواضع في درء التعارض في غيره. هي متممة لهذا الامر آآ الخامس. القاعدة هي كل ما جاز من الصفات لله عز وجل بلا نقص فقد وجب له. اعيد كل ما جاز كل ما امكن من الصفات بلا نقص لله عز وجل ها فقد وجب له الصفات في حق الله عز عز وجل اما ان تكون واجبة واما ان تكون ممتنعة. قسم ممكن هذا غير وارد. قسم ممكن هذا غير وارد لماذا؟ لان هذه الصفة اما ان تكون كمالا واما ان تكون غير كما فاذا كانت كمالا ها فقد وجبت لله عز وجل قطعا وان كانت غير كمال نقول ممكنة ها نقول ممتنعة. واضح؟ كل عاقل يدرك ان كون الله عز وجل ليفعلوا ها او يتصلوا بالفعل فعلا فان هذا ايش؟ هو الكمال اذا ثبت له وجوبا ثبت له هذا وجوبا آآ اه قد يقول قائل ينتقد ما تكلمت به في حق المعين فان الله سبحانه وتعالى قادر عليه صح ولا لا ولم يفعله الا حينما شاء. يعني هذا المخلوق المعين. متى خلقه الله عز وجل في الازل؟ ولا لما شاء؟ طيب اذا كان موصوفا بالقدرة على خلق هذا المخلوق كل معين نقول الجواب هناك فرق بين الامرين نحن نتحدث عن نوع الخلق ولا تحدثوا عن اعيان المخلوقات او اعيان الافعال الفعل المعين لا يكون ازليا هذه قاعدة يدركها كل عاقل وخالفها المتكلمون. فجعلوا الصفات الفعلية ها ذاتية وجعلوا كل كلام الله عز وجل ايش؟ صفة ذاتية قديمة. والحق ان الفعل المعين لا يكون ماذا؟ ازليا. انما يفعله الله عز وجل بعد ان لم يكن فاعلا له. وهذا ما يدرك بصريح العقل لماذا؟ لان الفعل المعين لابد ان يسبق بالارادة. اذا ما كان ازليا. صح ولا لا؟ لذلك الله جل وعلا يقول فعال لما يريد فما اراده سبحانه فعله. ولانه اذا كان الفعل عينوا ازليا فان هذا يقتضي ان توجد كل الاشياء دفعة واحدة في الازل. وهذا خلف. واضح يا جماعة اذا الحق ان البحث في نوع الفعل ونوع الخلق شيء والبحث في ماذا في الفعل المعين والمخلوق المعين شيء اخر. يعني هذا يجعل الفعل من جنس الحياة وهذا غير صحيح عند العقلاء جميعا. الامر السابع ان قول المتكلمين بان الله عز وجل آآ خلق بالفعل بعد ان كان خالقا بالقوة او كان الخلق له ممكنا ان نقول ان هذا يلزم منه الترجيح بلا مرجح. وهو ممتنع عند العقلاء. وفي هذه المسألة بالذات بحث عقلي طويل لا اريد ان اشغلكم به فاتجاوزه. الاشكال السادس يصعب تصور ان لا يوجد هذا مخلوق اول هذا امر يصعب على نفوس بعض الناس. كيف نقول انه لا يوجد ايش؟ مخلوق اول نقول ان هذا في الحقيقة نقص في التصور مرجعه الى نقص الانسان وعقله. نحن يا اخوتاه محدودون ونبحث في لا محدود. يعني بالتأكيد سيكون هناك ماذا؟ صعوبة في تصور الامر نحن اناس محدودون في تصوراتنا وفي افهامنا وفي عقولنا وفي كل شيء نعرفه كله كلها اشياء ماذا؟ محدودة. ثم نتحدث عن ماذا؟ عن شيء لا بداية له. هذا بالتأكيد سيكون فيه ماذا؟ صعوبة لكن يكفي ان تعتقد هذا القدر واظنه سهل على نفسك. ان تعتقد ان كل مخلوق خلقه الله فقد خلق قبله مخلوقا وعلوم جرة طيب آآ الاشكال السابع ان يقول قائل انه قد جاء عن بعض اه العلماء او بعض الائمة ان هذا الشيء اول اول المخلوقات او يقولون ان الله خالق قبل او ان الله موجود قبل خلقه او ما شاكل ذلك. اه نقول نحن لا ندعي العصمة لاحد. هذا الامر الاول العبرة بما تدل عليه الادلة والادلة الاصول الشرعية دلت على ما تقدم. ثم اننا الامر الثاني نقول ان كلام هؤلاء الائمة اه يحمل ان امكن على مخلوقات معينة كهذا العالم المشهود فلا شك ان الله سبحانه وتعالى اه اه خلقه بعد ان لم يكن موجودا فكان الله سبحانه وتعالى ولا شيء من المخلوقات البتة البتة. او انه ليس هناك مخلوق معين ها الله سبحانه وتعالى وهذا لا شك انه كما علمنا آآ هو الحق انه لا يوجد مخلوق معين مع الله سبحانه تعالى قديم بقدمه اه الاشكال السابع الثامن والاخير وبه اختم كلامي ان يقول قائل غاية الامر كما قرر شيخ الاسلام رحمه الله ان هذا من قبيل او الممكن. يعني المسألة كلها ايش؟ يقول ان التسلسل ايش؟ جائز او ان التسلسل ممكن وما قال واجب. اذا الموضوع سهل اني اعتقدت ان الله عز وجل خالق ازلا فلا بأس ان اعتقدت انه قادر على الخلق لا بأس لان المسألة محتملة هو يقول ان هذا ايش؟ ممكن. او جائز. فهم من كلمة ممكن او جائز ان القضية ها احتمالية ان القضية ايش؟ احتمالية فيمكن يحتمل ها يحتمل ان يكون آآ يحتمل تسلسل الاثار ويحتمل ها الا تتسلسل الاثار وهذا الذي قيل غير صحيح. ومنشأ الاشكال ومن عدم فهم مصطلحات اهل العلم الاسلام رحمه الله يتكلم ها هنا بمصطلحات معروفة عند اهل الكلام ويتداولها العلماء فكلمة الممكن والجائز لها معنى. وينبغي حمل الكلام عليه وليس كما يعني يروم الانسان او يحب اود ان تنتبه الى ستة اشياء في هذا الموضوع. اولا الممكن والجائز في كلام المتكلمين مترادفان. احيانا يعبرون بالممكن واحيانا يعبرون بايش؟ بالجائز. وهكذا فعل شيخ الاسلام. تارة يقول التسلسل جائز تارة يقول التسلسل ممكن وهذان بمعنى واحد. ثانيا الاشياء اما واجبة او ممكنة او ممتنعة. اما الواجب فما وجوده ضرير فما وجوده ضروري؟ وما عدمه ممتنع؟ وهو الله وحده لا شريك له. هذا هو ايش؟ الواجب. الذي وجوده ضروري وامتناع وعدمه ممتنع بل غاية الامتناع. ممتنع غاية الامتناع. اما الممتنع فهو ما كان عدمه ضروريا ووجوده ممتنع. كاجتماع ضديه او اجتماع وارتفاع النقيضين فهذا شيء ماذا؟ ايش؟ ممتنع. الممكن هو اجاز وجوده وعدمه على ما سيأتي الكلام عنه بعد قليل. الامر الثالث الممكن ذهني وخارجي يعني هناك ممكن وهو آآ ممكن ذهني وهناك ممكن هو ايش؟ ممكن خارجي الممكن الذهني هو كل معدوم يجوز في حكم العقل استمرار عدمه ويجوز وجوده. يمكن عقلا ان يوجد ويمكن ان يستمر ماذا؟ معدوما هذا ايش نسميه؟ ايش؟ ممكن؟ ذهني. ذهني. يعني هو ممكنه في في داخل الذهن وليس في الواقع. ليس شيئا موجودا واضح؟ يعني اه الذهن يقدر العقل يقدر مثلا آآ ان نزول المطر في هذه الليلة هنا في هذه المدينة امر ايش؟ ممكن يعني ايش ممكن؟ يعني العقل يحكم بامكانه ها النزول ويحكم بامكان ها عدم النزول واضح؟ طيب اذا لا يمكن ان يحصل واحد من الطرفين الا بسبب خارجي وهو مشيئة الله سبحانه وتعالى فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. وهناك وجود خارجي عفوا هناك ممكن او جائز خارجي. الممكن الخارجي هو كل مخلوق سوى الله سبحانه وتعالى. والمراد ما معنى ممكن في الخارج؟ هو الموجود الذي وجوده ليس انما هو موجود بغيره. وكل الموجودات انما وجدت بالله سبحانه وتعالى. لذلك يعبرون فيقولون الممكن هو الذي وجوده بالواجب. هو الذي ايش؟ بوجوده لا بذاته فهذا هو الواجب الذي وجوده ايش؟ بذاته. انما ما وجوده بالواجب وجودة بالله سبحانه تعالى هو الذي شاء ان يوجد وهو الذي يشاء ثباته وعدمه عدمه وعدم عدم وفنائه. واضح يا جماعة؟ اذا هذا هو الممكن وايش؟ الخارجي. وهو كل موجود سوى الله سبحانه وتعالى لان وجود ها لا اله ذاته وانما الى فاعله الى خالقه الى من شاءه سبحانه وتعالى طيب الامر الرابع كل ما سوى الله سبحانه وتعالى من الموجودات الان انتقلنا الى البحث في ايش في الموجودات. كل ما سوى الله سبحانه وتعالى من من الموجودات فهو محدث. هل في هذا نقاش او بحث واضح. كل ما سوى الله عز وجل من الموجودات فانه ايش؟ محدث. مخلوق. طيب. الامر الخامس الحدوث والامكان متلازما. الحدوث والانكان وان شئت عبدا بالتعبير الاخر الجواز ها ايش؟ متلازمان بمعنى كل محدث فهو ممكن وكل ممكن فهو محدث. فان يا جماعة لابد ان نفهم ان هناك تلازما بين الحدوث والامكان. طيب. اذا اذا كان كل ما سوى الله عز وجل محدث. اذا كل ما سوى الله ممكن. اذا كان كل ما سوى الله عز وجل محدث فان ها؟ كل ما سواه ممكن. الامر السادس الممكنات من الموجودات هي ممكنة باعتبار نفسها واجبة بغيرها. واجبة بفاعلها واجبة بخالقها. اعيد اذا اطلق الواجب فانما يراد به الواجب بذاته وقلنا انه الله سبحانه وتعالى هو الذي وجوده ذاتي ولا يفتقر في وجوده الى غيره هو الذي يفتقر في وجوده الى غيره. طيب. الان نتكلم عن ممكن موجود. العلماء يقولون وهذا سطره شيخ الاسلام في مواضع من كتبه ادارة التعارض وفي غير هذا الكتاب ان الممكن الموجود هو بالنظر الى ذاته ها ممكن لكن بالنظر الى فاعله نقول واجب لكنه ليس واجبا لذاته واجب لغيره بمعنى ان ما شاء الله كان وجد يعني وجب وجوده وجب لماذا؟ لمشيئة الله عز وجل. ولا يجوز ان يعتقد ان يشاء الله عز وجل وجود شيء ثم هناك من يغالب الله عز وجل فلا يوجد لا والله كل ما شاء الله وجوده وجب وجوده. انتبه كل ما شاء الله وجوده ها وجب وجوده فصار وجوده واجبا لغيره لا لذاته. فانها يا جماعة طيب بناء على كل ما سبق نفهم الان ان شيخ الاسلام رحمه الله اذا تكلم عن التسلسل وانه جائز او ممكن فان مراده ها انه مخلوق محدث لان الحدوث والامكان هو اه او هما امران متلازمان وكل ما سوى الله عز وجل محدث. اذا ماذا تريد ان يقول؟ تريد ان يقول ان هذه الاثار رحمك الله. اذا سيكون وجوبها ايش؟ ذاتي تكون واجبة الوجود. وتكون شريكة لله عز وجل فيما يختص به وهذا لا يجوز. على ان شيخ الاسلام رحمه الله قد يعبر بتعبير آآ يوضح لمن استشكل كلامه لانه قد يقول هذا واجب. هذا التسلسل واجب. بمعنى انه متحقق واقع لابد منه. واسمع في هذا او اعطيني اول شيء يا شيخ مية وسبعة وخمسين. هذا كلام شيخ الاسلام في مجموع الفتاوى المجلد الثاني عشر. في صحيفة اه في صحيفة سبع وخمسين ومئة. يقول رحمه الله واما الرب تعالى اذا قيل لم يزل متكلما اذا شاء او لم يزل فاعلا لما يشاء. لم يكن دوام كونه متكلما بمشيئته وقدرته. ودوام كونه فاعل بمشيئته وقدرته ممتنعا بل هذا هو الواجب. بل هذا ايش؟ هو الواجب هذا هو المتعين وهذا هو الواقع الذي لا شك فيه ولا ريب واذا كان النظر الى افعال الله عز وجل من حيث كونها قائمة به فهذا من الواجب ها بذاته هذا من الواجب بذاته. واذا نظر الى الاثار والمخلوقات فاننا نقول واجبة لغيرها اذا كانت من الموجودات. كذلك يقول رحمه الله وهذه كلمة مهمة في الرد على المنطقيين لصحيفة اه اثنتين وثلاثين ومئتين يقول رحمه الله قال وان لزم فانما هو تسلسل في الاثار. وهو وجود كلام ومن بعد كلام او فعل بعد فعل طبعا فعل بعد فعل ويلزم على هذا الفعل ايش؟ اثر يلزم على هذا الفعل اثر لانه يتكلم عن التسلسل فيه ايش؟ الاثار قال والنزاع فيه دعوا عفوا في هذا مشهور يعني بين اهل السنة والمتكلمين وانما يعرف نفيه عن الجهمية والقدرية ومن من كلابي وكرامي ومن وافقهم من المتفقهة. واما ائمة السلف وائمة السنة فلا يمنعون هذا وليس من قبيل ايش؟ الممنوع. بل يجوزونه بل يوجبونه ايش يقول؟ بل يجوزونه فهذا بالنظر الى ذات هذه الاثار. واضح؟ هي من حيث ذاتها ايش؟ جائزة ممكنة. ثم قال بل يوجبونه من حيث كونها ماذا؟ واقعة وما شاء الله كان. اذا كل ما هو موجود فانه واجب ماذا؟ اه فانه واجب بغيره كما قد علمنا. آآ وبعد انتهت المسألة تريدون نزيد شوية ولا اكتفيتم؟ طيب بس اطمنك الى ان هذي اصعب مسألة وما بعدها ان شاء الله فلا تفر ها من ان شاء الله هذي بس هي اللي وبعدها ان شاء الله خرجنا من الاشكال. اعود الى كلام المؤلف بس عاجلا. آآ لما قال له معنى الربوبية ولا مربوب ومعنى الخالق ولا مخلوق نقول الصواب ان الله تعالى لم يزل خالقا في الازل وان كان كل مخلوق مسبوقا عدم كذلك في قوله كما انه محي الموتى بعد ما احيا استحق هذا الاسم قبل احيائهم كذلك استحق اسم الخالق قبل انشائهم نقول ولم يزل الله سبحانه وتعالى يحيي ويميت وينشئ جل في علاه. على كل حال الخلاصة هو الذي يهمنا اذا فهمت هذه التفصيلات فالحمد لله ان لم تفهم يكفي ان تفهم الخلاصة. الخلاصة التي ينبغي عليك ان تعتقدها وهي التي تقتضي تعظيم الله عز وجل واثبات الكمال المطلق له. ان الله عز وجل لم لم يزل متكلما ولم يزل فاعلا ولم يزل خالقا ولم يزل متصفا بصفات الكمال. ومن مقتضى هذا ان كل مخلوق خلقه فقد قبله مخلوقا والذي قبله خلق قبله مخلوقا الى ما لا بداية. وهذا ما يكون ايضا في ماذا؟ في المستقبل واي شيء يستشكل عليك في مسألة الماضي قارنه بالمستقبل فانه يزول. يعني الان الذين يقولون ان العلماء يقولون هذا من قبيل الجائز. اذا هو هي قضية ايش؟ محتملة. نقول العلماء يقولون هذه الجملة ايضا في شأنه المستقبل صح ولا لا؟ يقولون التسلسل في الماضي والمستقبل ممكن او جائز صح ولا لا؟ طيب هل هذا يفهم منه انه يمكن ان لا تستمر آآ ان لا ان لا الجنة ونعيمها ولا تستمر النار هل يفهم هذا؟ مع انهم استعملوا نفس الجملة اذا كما فهمت ما هو في المستقبل افهم ما هو في الماضي الله عز وجل اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين السلام عليكم