وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى في عقيدته وان القرآن كلام الله وان القرآن كلام الله تعالى منه بدأ بلا كيفية قولا وانزله على رسوله صلى الله عليه وسلم وحيا. وصدقه المؤمنون على ذلك حقا. وايقنوا انه كلام الله تعالى بالحقيقة ليس بمخلوق ككلام ليس بمخلوق ككلام البرية. فمن سمعه فزعم انه كلام البشر فقد كفر. وقد دمه الله تعالى وعابه. واوعده وبسقر حيث قال تعالى ساصليه سقر. فلما اوعد الله تعالى بسقر لمن قال ان هذا الا قول البشر علمنا وايقنا انه قول خالق البشر ولا يشبه قول البشر. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان. اما بعد فهذه النبذة التي سمعتها من كلام ابي جعفر طحاوي رحمه الله تتناول بيان معتقد اهل السنة في القرآن الكريم المؤلف رحمه الله قد كرر الكلام في هذا الموضوع فهذه الاسطر التي سمعتها فيها تقرير هذه المسألة وبعد هذا الموضع بصفحات تجده يقول ولا نجادل في القرآن ونشهد انه كلام رب العالمين نزل به الروح الامين فعلمه سيد المرسلين محمدا صلى الله عليه وسلم وهو كلام الله تعالى لا يساويه شيء من كلام المخلوقين. ولا نقول بخلقه ولا نخالف جماعة المسلمين تلحقوا ان المتكررة في هذا الموضع وفي الجملة المتقرر في ذاك الموضع وهذا مما اخذ على هذه الرسالة كما تقدم في الدرس الاول من هذه الدروس ان مما اخذ على رحمه الله في عقيدته انه فرق الكلام في الموضوع الواحد في مواضع اه متعددة وكان اللائق والانسب ان يجمع الكلام في الموضوع الواحد في موضع واحد فلاجل ذلك فسنتكلم عن جملة اه ما يتعلق بموضوع صفة الكلام والقرآن الكريم في هذا الموضع ونؤجل شيئا من الكلام الى الموضع القادم ان شاء الله تلحظوا في كلام المؤلف رحمه الله انه ركز على موضوع خلق القرآن وآآ انه ليس بمخلوق وهذا من الشيء الملحوظ في هذه الرسالة وهي حرص المؤلف رحمه الله على بيان معتقد اهل السنة المخالف لمعتقد المعتزلة والجهمية والشيعة ونحو هؤلاء ولا نجد ذاك التركيز على المسائل التي اختص بها الكلابية من الاشاعرة والماتريدية فما هو السبب ما رأيكم بعد احسنت. المسائل التي يبحثها اه هؤلاء المتكلمون من الاشاعرة وما تريدية هذه مسائل اشتهرت متأخرة عن الطحاوي الطحاوي رحمه الله اه معاصر لابي الحسن الاشعري محاصر ايضا لابي منصور الماتوريدي لابي منصور الماتوريدي الاراء لم تتبلور بعد ولم تشتهر لا سيما وهو بعيد عن المواضع التي كانت معتركا لهذه القضايا كخراسان بالنسبة الماتوريدية كالعراق بالنسبة للكلابية وما بدأ ينتشر من كلام الاشعري اما في مصر فالمذهب الاشعري انما كان له الوجود باعتباره مذهبا له انتشار و لكلام اساطينه وجود في البحث العلمي والدروس والمؤلفات وما شاكل ذلك هذا متأخر عن الطحاوي بكثير هذا انما كان في مصر بعد ان تولى مقاليد الامر في هذه البلاد صلاح الدين الايوبي وهذا كان بعد اكثر من مئتي سنة. من وفاة الطحاوي فصلاح الدين كان اشعريا متحمسا لعقيدته وكان السبب في نشر هذه العقيدة في مصر وكذلك في الشام وفي الحجاز هذه المواضع التي كان للدولة الايوبية وجود فيها لكن كان الوجود قبل ذلك للفكر الاعتزالي الذي كانت تدعمه في كثير من الفترات دولة رسمية ومعتقد رسمي لبعض تلك الدول في بعض تراث الدولة العباسية وفي غيرها كان هناك وجود وزاد ذلك وعم وطم في مصر بعيد وفاة الطحاوي حينما استولى العبيديون اه الباطنيون على مصر بعيد وفاة الطحاوي رحمه الله لكن كان لهم قبل ذلك وجود في بعض بلاد المغرب العرب لكن الشاهد ان المؤلف رحمه الله انما يتقصد بيان المعتقد الصحيح المخالف للمذاهب الرديئة التي تنتشر بين الناس ويبين الحق المخالف لهذه الموضوع كما ترى يتعلق بالقرآن الكريم واحب قبل ان اه نمر على كلام المؤلف رحمه الله ونعلق عليه اه ونعلق عليه جملة جملة ان نتكلم عن هذا الموضوع ببيان مذهب اهل السنة وبيان مذهب الجهمية والمعتزلة القائلين بخلق القرآن وذلك من خلال آآ محاور اربعة المحور الاول في جمل كلام السلف في بيان المعتقد الصحيح في كلام الله وفي القرآن الكريم لاحظ ان عندنا ها هنا امران صفة الكلام القرآن الكريم. والعلاقة بينهما علاقة عموم وخصوص مطلق فان القرآن الكريم بعض كلام الله. وكلام الله اعم. ها من القرآن. فالقرآن من كلام الله اذا قيل ان القرآن كلام الله فالمراد انه من كلام الله. من كلام الله. والا فالتوراة من كلام الله والانجيل من كلام الله والزبور من كلام الله. وكلام الله عز وجل كثير. منه هذا الكلام الشرعي المنزل في كتبه ومنه الكلام القدري الذي به الله عز وجل يخلق ويدبر هذا الكون انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون فكلام الله عز وجل كلام كثير لا حد له ولا حصر ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة سبعة ابحر ماذا؟ ما نفذت كلمات الله الامر الاول عندنا هنا بيان معتقد اهل السنة والجماعة في صفة الكلام ويمكن ان الخص كلامهم في هذا في اربع مسائل المسألة الاولى او الفقرة الاولى ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الله جل وعلا يتكلم اذا شاء بما شاء كيف شاء بكلام يسمعه من يشاء الله جل وعلا يتكلم اذا شاء فهذا يدلك على ان الكلام صفة فعلية اختيارية متعلقة بمشيئة الله جل وعلا. فالله لما شاء ان يكلم الملائكة كلمهم. ولما شاء ان يكلم ادم عليه السلام كلمه ولما شاء ان يكلم موسى كلمه ولما شاء ان يكلم محمدا صلى الله عليه وسلم لما عرج به الى السماء كلمه واذا شاء الله ان يكلم اهل الجنة او اهل النار في الاخرة فانه يكلمهم. اذا الكلام صفة فعلية اختيارية يتكلم الله الله عز وجل اذا شاء يتكلم الله اذا شاء بما شاء فاذا شاء ان يتكلم بالقرآن يتكلم به. واذا شاء ان يتكلم بالتوراة تكلم بها. واذا شاء ان يتكلم بكلام كوني تكلم به فهو يتكلم بما يشاء. كيف شاء لا شك ان لي لا شك ان لي لا شك لان لا شك ان لكلام الله عز وجل كيفية. لكن الكيفية بالنسبة لنا مجهولة. فالله عز وجل يتكلم بالكيفية التي يشاؤها سبحانه وتعالى وهذا السبيل فيه كالسبيل في بقية صفات الله جل وعلا فاننا لا ندري كيفية صفات الله وان كان لها في الحقيقة كيفية وهذا الكلام يسمعه الله عز وجل من يشاء فاذا شاء ان يسمع كلامه موسى عليه السلام اسمع اذا شاء ان يسمع الملائكة اسمعه واذا شاء ان يسمع آآ ابليس اسمعه وهلم جرة اذا كلام الله سبحانه وتعالى كلام مسموع يسمعه الله جل وعلا من يشاء من اعظم نعيم الجنة كلام الله سبحانه وتعالى مع اهلها مع رؤيتهم له وحلول وحلول رضوانه عليهم. فهذا من اعظم نعيم الجنة فنسأل الله جل وعلا ان نكون ممن يفوز بهذا النعيم العظيم وهو سماع كلام الله جل وعلا الذي هو من اعظم النعيم الذي يتلقاه اهل النعيم فهذا الامر الاول في معتقد اهل السنة والجماعة في صفة الكلام. الامر الثاني ان الله جل وعلا لم يزل متكلما بمشيئته. الله جل وعلا لم يزل متكلما بمشيئة بيئته وهذا ينبهك الى ان الله جل وعلا وان كان يتكلم اذا شاء فيتكلم بالكلام المعين بعد ان لم يكن متكلما به فان هذا لا يتعارض مع كون صفة الكلام لله جل وعلا صفة ذاتية من حيث اصل وصف الله عز وجل بصفة الكلام فلم يكن الله معطلا عن هذه الصفة ثم ابتدأ الكلام بل لم يزل الله جل وعلا متكلما. فبالنظر الى اصل الصفة نقول ان هذه صفة ايش؟ ذاتيا وبالنظر الى احاد الكلام فنقول ان هذه الصفة فعلية. اذا لم يزل الله متكلما لكن بمشيئته وهذا لابد من التقييد به حذرا من قول من قال من اهل البدع ان الكلام صفة ذاتية قديمة متعلقة بالذات فهي معنى قديم قائم بذات الله جل وعلا لا تعلق لهذه الصفة بالمشيئة. يقول هذا كلامه باطل بل لم يزل الله عز وجل متكلما ها بمشيئته. بمشيئته فاذا شاء ان يتكلم تكلم الامر الثاني او الثالث ان كلامه تعالى بحرف وصوت كلام الله جل وعلا بحرف وصوت وهذا ان لم ننبه عليه فانه بين واظح فان الكلام في لغة العرب انما هو الذي كان بحرف وصوت لا كلام الا بحرف وصوت. لو لم ننبه على هذا فالامر بين واضح لان النصوص جاءت باثبات الكلام لله جل وعلا والنصوص جاءت بلسان عربي مبين. لكن التنبيه على هذا من بمكان لتمييز المذهب الحق مذهب اهل السنة عن مذهب مخالفيهم. وقد ثبتت الادلة بنحو اربعين حديثا في اثبات الحرف والصوت. كما نص على هذا السفاريني رحمه الله في لوامع الانوار ثبوت الحرف في كلام الله جل وعلا. قد جاء في حديث مسلم مثلا حينما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الفاتحة وخواتيم سورة البقرة لم لم تقرأ بفاتحة لم تقرأ بحرف منهما الا اوتي اثبت النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ان لكلام الله عز وجل او ان كلام الله عز وجل بحرف من ذلك ايضا حديث ابن مسعود رضي الله عنه وهو حديث مشهور روي مرفوعا وموقوفا وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ بحرف من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشرة امثالها لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف والقرآن من كلام الله عز وجل. فثبت ان كلام الله بحرف كذلك كلام الله جل وعلا بصوت والكلام لا يكون كلاما الا اذا كان بصوت ويدل على ذلك ما ثبت في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم ان الله جل وعلا ينادي يوم القيامة بصوت ينادي ادم بصوت يا ادم اخرج بعثا من النار بعثا الى النار من ذريتك فها هنا كلام بصوت في احاديث كثيرة جاءت بهذا المعنى فاهل السنة والجماعة ينبهون هذا التنبيه لان مخالفيهم من الجهمية والمعتزلة والاشاعرة وغيرهم يقولون ان كلام الله منزه عن الحرف والصوت فعارضوا الحق وخالفوا ما دل عليه الكتاب والسنة الامر الرابع ان كلام الله جل وعلا منه ان كلام الله منه كما قال السلف والمراد انهم صفة له جل وعلا لا يشبه كلام المخلوقين كلام الله عز وجل منهم فهو اذا صفة من صفاته وبناء على هذا فانه لا يشبه كلام المخلوقين لان الله جل وعلا ليس كمثله شيء فليس كمثل الله شيء لا في الذات ولا في جميع الصفات. و هذه الصفة تثبتها لله جل وعلا في حدود ما ورد والذي ورد من هذه الصفة وما في معناها خمسة انواع ثبت الكلام وثبت القول وثبت الحديث وثبتت المناداة وثبتت المناجاة فنثبت لله جل وعلا كل هذه المعاني التي دل الدليل على ثبوتها له سبحانه وتعالى هذا ملخصه معتقد اهل السنة الذي توارد السلف على تقريره وبيانه فيما يتعلق بصفة الكلام. اما ما يتعلق بالقرآن الكريم على وجه الخصوص فيتلخص معتقد اهل السنة والجماعة في هذا الموضوع في اربع مسائل ايضا. اولا ان القرآن كلام الله. منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود وهذا ما نص عليه المؤلف رحمه الله كما سيأتي اه في كلامه ان شاء الله القرآن كلام الله اي من كلام الله منزل غير مخلوق منزل لان الله جل وعلا في جهة العلو. وقد نزل به جبريل من عند الله سبحانه وتعالى. حيث سمعه من الله فنزل به على محمد صلى الله عليه وسلم فهو منزل من الله. لا من غيره قال منه منزل غير مخلوق وسيأتي الكلام عن قضية تبرئة القرآن الكريم من كونه مخلوقا قال منه بدأ واليه يعود منه بدأ يعني ابتداء هذا القرآن انا من الله سبحانه وتعالى فهو الذي ابتدأ الكلام بهذا القرآن. او نقول من بدا اما من بدأ يعني ابتداء الكلام من الله او من بدا بمعنى ظهر من البدو وهو الظهور. فالقرآن خرج من الله وبدا من الله. فلم يكن بدوه من غير الله جل وعلا. وهذا ما دلت عليه ادلة كثيرة. تنزيل الكتاب من الله العليم لا من غير العزيز العليم. تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم. تنزيل من حكيم من حميد تنزيل من حكيم حميد. فهو من الله سبحانه وتعالى نزل. لا من غيره جل وعلى والذين اتيناهم الكتاب يعلمون انه منزل من اين؟ من ربك بالحق لا من غير لله جل وعلا ولكن حق القول مني فالقرآن منزل من الله سبحانه وتعالى لا من غيره نزل به الروح الامين. نعم. قل نزله رح القدس من ربك لا من غير الله عز وجل فالقرآن نزل من عند الله. فالله عز وجل هو الذي تكلم به. ابتداؤه وظهوره ما كان من عند من عند الله عز وجل لا من غيره. لم يكن هذا شيئا مخلوقا في اللوح المحفوظ ثم جاء جبريل عليه السلام نقل ما فيه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ليس الامر كذلك كما يقول اهل البدع والضلال. قال واليه يعود هذه الجملة ان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود قد تواترت عن السلف والاثار في هذا كثيرة جدا ومعنى اليه يعود اما ان يقال اليه يعود حكم هذا القرآن الى الله يعود حكمه والى الله يعود وصفه فهي تأكيد للجملة السابقة فلا فرق في المعنى بين منه بدأ واليه يعود انما هذا من باب ماذا؟ من باب تأكيد المعنى. او يكون او يكون المراد اليه يعود يعني انه في اخر الزمان يرفع هذا القرآن يرفعه الله جل وعلا اليه كما دل على هذا ما ثبت عند ابن ماجة وغيره من انه في اخر الزمان اذا قل العمل بكتاب الله عز وجل فان هذا القرآن يرفع فلا يبقى في صدور الناس منه شيء ولا يبقى في المصاحف منه شيء. فيعاد او يعود هذا القرآن الى الله سبحانه وتعالى في اخر الزمان وكلا المعنيين حق المسألة الثانية ان القرآن حيث تصرف فانه كلام الله وهذا مما نستفيده من كونه من الله عز وجل بدأ. فاذا كان ابتداؤه او بدوه من عند الله عز وجل. كما سمعت في الادلة السابقة فانك تعلم ان كلام الله جل وعلا حيث تصرف وعلى اي وجه كان فانه لا يخرج عن كونه كلام الله. فاذا تلي فانه كلام الله واذا سمع فانه كلام الله. واذا حفظ فانه كلام الله. واذا كتب فانه كلام الله اذا سمع السامع كلام الله جل وعلا اذا سمع السامع هذا القرآن اذا سمع هذه الكلمات وهذه الايات وهذه الحروف المدونة بين دفتي المصحف فانه قد سمع ماذا كلام الله فالمسموع كلام الله وتلاوة التالي هذا الذي تلى المتلو ها كلام الله واذا كتب هذا القرآن فيه شيء كتب في المصحف كتب في لوحة فان هذا المكتوب هو كلام الله ولا يخرجه كونه مكتوبا عن كونه عن كونه كلام الله. واذا حذف واذا حفظ في الصدور فان المحفوظ في داخل الصدر انما هو كلام الله بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم قال جل وعلا وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله. من اين يسمعه ها؟ يسمعه من النبي عليه الصلاة والسلام. ومع ذلك كون النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث. وكون هذا المشرك قد سمع هذه التلاوة فان هذا لا يخرج هذا المسموع عن كونه ها كأن كونه كلام الله جل وعلا. اذا القرآن محفوظا كان او مكتوبا او متلوا او مسموعا فانه لا يخرج في كل حال عن ان يكون كلام الله جل وعلا والقاعدة في هذا كما سيأتي الكلام يضاف من قاله مبتدأ لا لمن قاله مبلغا القاعدة او المسألة الثالثة الكلام كلام الباري والصوت صوت القاري. وهذا متمم للمسألة التي قبلها نحن نعتقد ان هذا الكلام الذي يتلى ويسمع هو كلام الله جل وعلا واما الصوت المسموع فانه صوت القارئ. وهذا فيه دفع لتلبية يلبس به من يلبس من اهل البدع. حينما يقولون كيف يكون القرآن كلام الله وكلامه صفة له مع ان الانسان مع ان البشر يتكلم به فهل سيكون الانسان حينما يتلو كلام الله عز وجل متصفا بصفة الله فنقول هذا من ابطل الباطل. وكل عاقل يدرك بطلان ذلك القاعدة كما اسلفت الكلام يضاف لمن قاله مبتدأ لمن قاله منشئا لا لمن قاله مبلغا الا اذا كان السياق يدل على ذلك ان هذا قوله بلاغا لا قوله اما عند الاطلاق فان الكلام يطق فان الكلام يضاف لمن قاله مبتدأ ولذا اذا سمعت مني هذا البيت خلقت الوفا لو دعيت الى الصبا لفارقت شيبي موجع القلب باكيا. هل تقولون هذا الكلام بين قوسين الشعر شعر صالح لانني انا الذي تلفظت به وتلوته عليكم اجيبوه. او تقولون هذا كلامه المتنبي هذا الكلام كلام المتنبي. اسمعكم هذا الحديث فاقول انما الاعمال بالنيات هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. هل اذا سمع احد مني هذا القول يقول هذا كلام صالح او يقول هذا؟ ها؟ هذا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. لان الكلام لمن قاله مبتدأ منشئا لا لمن قاله مبلغا حاكيا. واضح يا جماعة؟ اذا الكلام كلام الباري والصوت ها صوت القارئ. وهذه الجملة فيها تنبيه على ضلال من قال من بعض الناس من اهل الجهل وعدم التحقيق الذين نسبوا في بعض الفترات في السابق آآ الى اهل السنة انهم يقولون ان اصوات القارئين اصوات قديمة هذا باطل هذا ليس بصحيح بل الصوت صوت صوت التالي للقرآن انما هو ايش؟ حادث لانه هو حادث. وهذا الصوت مخلوق. لان الذي تلع انسان مخلوق. فينبغي ان نفرق بين هذا وهذا اذا تلا الانسان كتاب الله جل وعلا فالمتلو كلام الله. والصوت ها؟ الصوت مخلوق والشفتان اللتان تحركتا بهذا الكلام مخلوق واللسان مخلوق وهذا الانسان نفسه بكل ما فيه مخلوق. واذا كتب القرآن في المصحف المكتوب ها كلام الله غير مخلوق. والورق ها؟ مخلوق. والمداد مخلوق. اذا لابد ان تكون على بصيرة بمعرفة المذهب الحق الذي هو بين بين طرفين ضلالة الامر الرابع ان القرآن قد سمعه جبريل عليه السلام من الله وسمعه محمد صلى الله عليه وسلم من جبريل فلا واسطة بين جبريل ورب العزة سبحانه وتعالى ولا واسطة بين جبريل ومحمد صلى الله عليه وسلم وهذا مما اجمع عليه السلف الصالح ان هذا القرآن الموجود بين دفتي المصحف والمحفوظ في صدور المسلمين. قد سمعه جبريل عليه السلام من الله مباشرة بلا واسطة ثم انه نزل به الى محمد صلى الله عليه وسلم. نزل به الروح الامين على قلبك فسمعه محمد صلى الله عليه وسلم من جبريل عليه السلام بلا واسطة ثم سمع الصحابة هذا القرآن من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل الامر يتسلسل في هذه الامة الى يومنا هذا و التنبيه على هذا يتضح لك به بطلانه قول من قال ان جبريل عليه السلام لم يسمع القرآن من الله وانما اخذه ها اما من اللوح المحفوظ او اخذه من بيت العزة فنقول ان هذا غير صحيح وانما هذا القرآن كان ينزل منجما مفرقا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل به جبريل بهذه الايات المعينة بعد ان يكون سمعها من الله سبحانه وتعالى. وهلم جرة في ايات اخرى وهكذا في جميع ايه؟ القرآن نزل منجما ايات تلو ايات وكل تلك الايات كان يسمعها جبريل من لدن ربنا تبارك وتعالى ثم ينزل بها الى النبي صلى الله عليه وسلم فيبلغها. نبينا صلى الله عليه وسلم الى هذه الامة ولا منافاة بين كوني الله جل وعلا قد تكلم بهذا القرآن وسمعه جبريل منه وبين كونه نزل جملة الى بيت العزة او انه مكتوب في اللوح المحفوظ. على قول من قال من اهل العلم انه بتمامه وكماله مكتوب في لوح في اللوح المحفوظ لا تعارض بين هذا وهذا. فالله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء وهو يعلم سبحانه وتعالى بما سيكون مما يفعله سبحانه وتعالى او يفعله خلقه. فالله بكل شيء عليم كتب الله جل وعلا هذا القرآن قبل ان يتكلم به منجما وانزله الى بيت العزة في السماء الدنيا واذا شاء الله عز وجل ايضا ان يكتبه قبل ذلك في اللوح المحفوظ. والله على كل شيء قدير اذا لا تعارض بين الامرين وحذاري من تلبيس من لبس من المتكلمين هذا عن المحور الاول معنا في هذا الموضوع وهو جمل جمل اعتقاد اهل السنة والجماعة في صفة الكلام وفي القرآن الكريم اما المحور الثاني فهو مقدمات في تقرير مذهب المعتزلة والجاهمية ما يتعلق بالاشاعرة نؤجله الى الموضع آآ القادم ان شاء الله لاجل ان نجعل شيئا من الكلام في الموضع عندنا ها هنا خمس مقدمات. المقدمة الاولى قد بين شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله انه لا خلاف انه لا خلاف بين هذه الامة في ان اول من قال من المنتسبين اليها بخلق القرآن انما هو الجعد ابن درهم ثم قال بهذا الجهم ابن صفوان اول من تكلم بهذا والا قبل ذلك هذا القول لم يقل به احد ينتسب الى الاسلام اول من انشأ هذا انما هو الجعد وعنه اخذ الجهم وعن الجهم اخذ كثير من الضالين وعلى رأس اولئك او ممن تلقى هذا عن الجهم بشر المريس. وان كان لم يلقه ولكنه اخذ عنه بواسطة بشر كما سيأتي هو رأس الفتنة العظيمة التي حصلت وهي فتنة خلق القرآن. وعن بشر اخذ الرجل الثاني من احبار السوء في هذه الفتنة وهو احمد ابن ابي دؤاد فسلسلة شر وضلال. احمد بن ابي دؤاد يأخذ عن بشر وبشر يتلقى عن جهل وجهم عن الجعد والجعد يأخذ عن بيان ابن سمعان وبيان يأخذ عن لبيد اليهودي اول من الف في خلق التوراة يأخذ عفوا وطالوت هو الذي اخذ عنه بيان وهو ابن اخت لبيب وهو اول من الف في خلق التوراة طالوت يأخذ عن لبيد ابن الاعصم الساحر اليهودي الذي سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من القائلين بخلق القرآن. عقيدة كان من القائلين عفوا بخلق التوراة فعقيدة خلق التوراة عقيدة يهودية مشهورة بل قد حكى الفيلسوف اليهودي موسى ابن ميمون اجماع اليهود على ان التوراة مخلوقة احبار السوء في اليهود مجمعون كما يذكر هذا على ان التوراة مخلوقة فهذا سند هؤلاء الضالين ينتهي ب اه هذه او برؤوس هذه النحلة الخبيثة الذين هم اليهود المقدمة الثانية مذهب الجهمية والمعتزلة كما تعلمون تعطيل الله جل وعلا عن صفاته فنفي صفة الكلام اولا ونفي ان يكون القرآن من كلام الله عز وجل ثانيا كل ذلك فرع عن ها تعطيلهم صفات الله سبحانه وتعالى اذ انهم آآ لا يثبتون لله جل وعلا صفة لا يثبتون الكلام ولا يثبتون غيره ليس ثمة شيء من الصفات الثبوتية قائم الله جل وعلا عندهم فاذا لم يكن الله جل وعلا متصفا بالكلام ولا كان القرآن من كلام الله اذا ما هو هذا الشيء الذي دلت عليه ادلة كثيرة الذي ذكر في القرآن والسنة انه كلام. انه كلام من الله وانه قول من الله وانه حديث الله الى اخره. ما هو هذا الشيء قال هؤلاء الضالون هذا الذي دلت الادلة عليه انما هو شيء اخر ليس صفة قائمة لله جل وعلا انما انما اثبتوا شيئا مخلوقا لله جل وعلا كما ان السماوات مخلوقة كما ان الارض مخلوقة والشجر والحجر كذلك هل هناك شيء مخلوق اسمه الكلام بمعنى الله جل وعلا خلق معنى في شيء منفصل عنه من الجمادات اسموه كلاما فصار الله جل وعلا متكلما بمعنى انه خلق كلاما في غيره صار متكلما لانه ماذا؟ خلق كلاما في غيره ونسبة الكلام اليه انما هي نسبة مجازية. فاذا قيل الله هو الذي تكلم هذا الكلام ها مجاسم والا فان معنى الكلام انما هو انه خلق كلاما في محل خارج عن ذاته سبحانه وتعالى وبناء على هذا فالقرآن لم يبدأ ولم يبدو ولم يخرج من الله سبحانه وتعالى. انما خلق في غيره من الجمادات فكان بدوه وظهوره من هذا الجماد و اه لا حرج على الانسان ان يقول ان هذا القرآن كلام الله لان هذا الشيء المخلوق يضاف الى الله جل وعلا اضافة تشريف يضاف الى الله ايش اضافة تشريف مخلوق يضاف الى خالقه تشريفا كما تقول بيت الله كما تقول ناقة الله وتقول عبد الله كذلك قل ها؟ كلام الله. فاظافته الى الله جل وعلا مع كونه مخلوقا الله انما هي اظافة فتشريفية المقدمة الثالثة قلت لك ان القوم معطلة بمعنى انه نوفاة لصفات الله جل وعلا. من الكلام ومن غيره وذلك ان ربوبية الله وتوحيده بل وجوده وقدمه عندهم هذا لا ينبني الا على تعطيله عن جميع الصفات الثبوتية لا يمكن ان يكون الله جل وعلا واحدا في ربوبيته بل لا يمكن ان يكون قديما بل لا يمكن ان يكون موجودا الا اذا نفي عنه جميع الصفات فهو ذات مجردة عن جميع والصفات لا يقوم بذات الله جل وعلا شيء وهذا كان ثمرة ل اسس اسسوها واصول اصلوها. وادلة اخترعوها اشهرها دليل يسمى دليل الحدوث هذا يسمى دليل حدوث الاجسام او يسمى دليل الاعراض وحدوث الاجسام. هذا الدليل وهو واشهر ادلتهم وهو الاساس الذي انبنى عليه شيء كثير من تقديراتهم العقدية مبناه على ان هذا العالم حادث لانه يحتوي على اجسام حادثة وهذه الاجسام انما كانت حادثة لانها متصفة بصفات حادثة هي التي اسموها بماذا؟ بالاعراض. فحلول هذه الاعراض في الاجسام كان دليل حدوث هذه الاجسام وهذه الاعراض حادثة لانها تعرض وتزول فهذا التجدد فيها دليل على حدوثها فاذا كانت حادثة لم تقم الا بحادث وهو الاجسام واذا كان العالم مكونا من هذه الاجسام فان العالم يكون حادثا واذا كان العالم حادثا فلا بد من قديم خلقه لا بد من ماذا؟ من قديم خلقه طيب هذا القديم هل نقول انه متصف بالصفات؟ يقولون لا لان هذا يستلزم ايش؟ حدوثه. لان وجود الصفات دليل على حدوث الجسم. هكذا قال كنان على هذا قالوا لا يمكن ان يتم لنا القول بوجود الخالق القديم آآ انه وحده الذي كون هذا الكون لا يمكن ان يثبت هذا لنا الا اذا نفينا عنه كل الصفات الثبوتية له جل وعلا وهذا الدليل اسوا الضلال عند عامة المتكلمين وهو ينبوع ضلالهم وانحرافهم وكثير من كلام السلف في ذم علم الكلام انما توجه في الحقيقة الى هذا الدليل وما تفرع عنه والكلام عن هذا الدليل وبطلانه يستدعي اه وقتا طويلا لكن يكفي ان ان اساس البلاء عند القوم انهم مشبهة قاسوا ما يتعلق بالله عز وجل على ما يتعلق بالمخلوق. هبوا سلمنا جدلا ولا وقت اه تفصيل الرد على كل جزئية اه من مقدمات هذا الدليل لكن سلمنا جدلا ان هذا صحيح في حق المخلوق واننا استدللنا على حدوثه حلول الاعراض فيه من اين لكم ان هذا يتوجهوا في حق رب العباد سبحانه وتعالى الذي ليس كمثله شيء هل تعلم له سم يا ولم يكن له كفوا احد فلا تضربوا لله الامثال. فالقوم جعلوا ما آآ يتعلق بالمخلوق هو ما يتعلق بالخالق سواء بسواء. وكل حكم حكمه به على المخلوق حكموا به على الخالق جل وعلا وهذا دليل على انهم غارقون في بحار من التشبيه اضافوا الى هذا الدليل الشبهة المشهورة وهي شبهة التشبيه بمعنى قالوا لو كان الله جل وعلا يتكلم لا اقتضى هذا تشبيه الله عز وجل بالمخلوقات التي تتكلم و هذا كان عندهم من وجهين. اولا لان الذي يتكلم انما هو المخلوق. ثانيا ان الكلام لا يكون الا عن رئة يدخلها هواء ثم يرتفع منها فيصتك بالحلق فيخرج الكلام. الكلام لا الا عن حنجرة. الكلام لا يكون الا عن لسان واسناد وشفتين. وهذه كلها سمات المخلوقين. فاذا كان الله يتكلم فسيكون ماذا؟ متصفا بهذه الاشياء المخلوقة. والله منزه عن مشابهة المخلوقين اذا الله ها لا يتكلم كلامه يستلزم وجود ماذا؟ هذه الامور التي هي من سمات المحدثين في ذاته فاقتضى هذا تشويهه بهم. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا المقدمة الرابعة سيأتي بعد قليل ان شاء الله مناقشة هذا الباطل الذي ذكروه. المقدمة الرابعة قد تقرأ او تسمع من يقول ان هذا المذهب او ان الكلام في اه خلق القرآن وما يتعلق بهذه المسألة انما هو حديث عن شيء مضى وانقضى اه هذا كلام تاريخي بشيء لا علاقة لنا اليوم به هكذا يقرر ويكرر بعض الناس ان هذا حديث يعني قد اكل الزمان عليه وشرب فما حاجتنا الى ان نجتر القول في هذه المباحث التي لا وجود لها اليوم فلا احد يقول بخلق القرآن اليوم والحق ان هذا الذي قرره اه هذا المتكلم من البطلان بمحل وذلك ان هذا المذهب قديم متجدد القول بخلق القرآن؟ نعم هو قديم وموجود او قال به اناس في هذه الامة منذ القرن الثاني من الهجرة. لكن من قال لك ان هذا المذهب وان هذه المقالة قد ماتت بل لا تزال موجودة الى اليوم موجودة في كتب مطبوعة ويتداولها الناس ويقرأونها بل وموجودة في تقريرات اناس معاصرين لنا ويبثون هذه المقالة بين المسلمين وكثير ممن ينتسبون الى الاسلام يقدمون مثل هذا المذهب فالزيدية يقولون بخلق القرآن ولهم وجود وتقريرات ولهم نشاط في هذا العصر وينشرون مثل هذا في وسائل التواصل وفي غير وسائل التواصل ومن اولئك الحوثيون فانه من القائلين بخلق القرآن لانهم زيدية ولاته بل هم الى الرافضة اقرب والرافضة قائلون بخلق القرآن ونشاطهم وشبههم كثيرة بين الناس مع الاسف الشديد. الاباضية ممن يقررون خلق القرآن وهؤلاء لهم وجود ولهم نشاط في الفضائيات في سواء وسائل التواصل ويزين مذهبهم ويلمع بعض رؤوسهم ورموزهم ويشار اليه بالبنان انه من علماء المسلمين المرجوع اليهم وهو يقرر بكل صراحة ان القرآن مخلوقا. هكذا نفس الكلمة التي كان يقولها جعد وجهم وبشر يقولها هؤلاء ورؤوسهم ورموزهم ويضيفون الى هذا البلاء بلايا ان الله جل وعلا لا يرى في الاخرة وان عصاة المسلمين مخلدون في النار. ويقعون في بعض اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بعد هذا تلمعهم تيارات من التيارات الحزبية لان هذه الميوعة ان صح التعبير العقدية قد استولت عليها فلا هم لهؤلاء الا التجميع فتعاونوا فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه. المهم ان نجتمع ولو على هذه العقائد الباطلة نجعل الناس كاسنان المشط على حد سواء. ان قلت ان القرآن كلام الله لا بأس قلت ان القرآن مخلوق تلك العقيدة اليهودية الجهمية الكفرية التي اتفق السلف جميعا على تكفير قائلها بل لعله لم يتكلم السلف بتكفير قائل مقالة كما تكلموا بتكفير قائل القائل بخلق القرآن. ومع ذلك لا حرج كلنا اخوة كلنا نعمل معا لصالح الاسلام سبحان الله العظيم. اي خلل في الفكر عند هؤلاء والعوام جهال يتأثرون بالشهرة الاعلامية فاذا رأوا هذا التبجيل لرؤوس هؤلاء المبتدعة انهم يتأثرون بهم ويرجعون اليهم. ليس عندهم من العلم والبصيرة ما يميزون به الضب والنون بين الصواب والخطأ بين الحق والباطل يقال بعد ذلك ان هذا المذهب مذهب ميت والله يا اخوة بسبب وجود هذا النشاط البدعي المحموم وجد من عوام اهل السنة والجماعة من هو متأثر بهذه الافكار لربما سمعته يتكلم معك في قضية خلق القرآن ربما سمعت منه لمزا وهمزا في حق بعض اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. الى غير ذلك من المقالات الرديئة والسبب هذه الوسائل وسائل التواصل والفضائيات وعدم البصيرة وعدم الدندنة على هذا الموضوع. علمنا سابقا ان السلف رحمهم الله اذا انتشرت مقالة ضالة تواردوا واكثر من الكلام فيها وفي دحضها وفي بيان بطلانها انتشرت مقالته هي مقالة القول بخلق القرآن ماذا فعل علماء السلف وضعوا رجلا على رجل وجلسوا ساكنين ولم يفعلوا شيئا او اكتفوا بان هناك عالما او شخصا تكلم في هذا ولف فيه وكفى. ليس الامر كذلك مئات بل الاف من علماء السلف من علماء السلف تكلموا في هذه القضية وبينوا المذهب الحق وبينوا بطلان قول من قال بخلاف هذا بالحق ونصوا على ضلال من قال بخلاف هذا دونكم هذه المسألة ارجعوا اليها في شرح اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة من الاهمية بمكانه يا طالب العلم ان تقرأ هذا الفصل لتستفيد في هذه المسألة وتستفيد ايضا قضية منهجية مهمة وهي كيف كان السلف يتعاملون مع المقالات الباطلة التي تدب في اوساط المسلمين. ينقل اللالكائي رحمه الله نصا عن اكثر من خمسمائة وخمسين عالما من علماء المسلمين منهم مئة من الائمة المرجوع اليهم. يقول وهذا انما ذكرته اختصارا والا فلا لو اردت ان استوعب لذكرت الافا من العلماء كلهم ينصون على ان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وان من قال ان القرآن مخلوق فهو كافر دونكم هذا الموضع من هذه اه من هذا الكتاب من الاهمية بمكان ان ترجعوا اليه اقول هذا كله عن من يصرحون اما الذين يقولون بخلق القرآن بمواربة فحدث ولا حرج. ما اكثرهم في الناس فالاشاعرة الذين لهم جامعاتهم ومعاهدهم ومدارسهم ومؤلفاتهم ونشاطهم في وسائل التواصل والاتصال كلهم يقررون خلق القرآن شاءوا ام ابوا كل الاشاعرة يقررون خلق القرآن شاؤوا ام ابوا لانهم يقولون ان هذا القرآن الذي بين دفتي المصحف ليس الذي تكلم به هو الله انما هو معنى الكلام ومعنى قائم بذات الله عز وجل. وهذا الذي بين ايدينا انما هو عبارة عنه او كما تقول الكلابية والماتريدية حكاية عنه انما عبر عنه عن كلام الله القائم بنفسه جبريل او محمد صلى الله عليه وسلم او انه وجد في اللوح هكذا ثم اه بلغه ايانا رسول الله صلى الله عليه وسلم. اذا الخلاصة ان الذي تكلم بالحمد لله رب العالمين والذي تكلم من الجنة والناس والذي تكلم بما بين هذه وهذه ليس هو الله انما هو مخلوق اما جبريل اما محمد صلى الله عليه وسلم. فعاد الامر الى ان هذا القرآن وهذا ما صرح به جمع منهم وعلى رأسهم الرازي الخلاف بيننا يقول وبين المعتزلة لفظي في هذا القرآن الذي هو سور وايات. وموجود بين ايدي المسلمين. هذا ما نختلف نحن واياهم في انه ماذا ليس كلام الله حقيقة لم يتكلم الله به حقيقة انما هذا عبارة عنه والا فالخلاف بيننا وبينهم هو هل ثمة صفة قائمة بذات الله عز وجل تسمى الكلام يقول الاشاعرة نحن نقول بهذا والمعتزلة ها لا يثبتون هذا هذا فقط الخلاف بيننا وبين هكذا يقول الرازي ويقول غيره ايضا ولكنهم لا يصرحون لما في هذا التصريح من الشناعة الا في اه بعض الكتب او في بعض اه الدروس الخاصة. يقررون هذا ان هذا الذي اه في داخل هذا المصحف لا يعدو ان يكون حبرا وورقا هذا كلام مخلوق اما كلام الله فشيء قائم بذات الله عز وجل فبعد كل هذا يقال ان هذه المسألة قد ماتت واكل عليها الزمان وشرب وهي بهذا الحضور ثم مع الاسف الشديد يتقاعسوا يتقاعسوا بعض اهل السنة من تقرير هذه المسألة وعدم تكثيف الكلام فيها لا شك انه شيء مؤسف بل لابد من التنبيه على هذه المسألة وتقريرها وتحفيظها للناشئة والكبار ايظا ان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود المقدمة الخامسة هي في نبذة عن الفتنة العظيمة التي هي فتنة خلق القرآن هذه الفتنة فتنة صماء ومحنة شنعاء وداهية ده هياء اصيبت بها هذه الامة في مرحلة زمنية وبقي اثر هذه الفتنة في الامة طويلا هذه الفتنة مدتها كانت ما بين سنة مئتين وثماني عشرة الى سنة مئتين وسبع وثلاثين. يعني اقل من عشرين سنة لكن بقي اثرها في الناس اثرا طويلا كان ابتداء هذه الفتنة على يد المأمون ابن هارون الرشيد و المأموم كما تعلمون احد خلفاء بني العباس وهذا الرجل اول خليفة للمسلمين خالف نهج السلف الصالح كما بين هذا ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية من قبله من الخلفاء من بني العباس او من حتى بني امية كلهم كانوا على طريقة السلف الصالح حتى جاء المأمون فغير وبدل واحدث في الامة ما احدث فجمع جمع بين تجهم واعتزال وتشيع والسبب في هذا انه كان ينظر في كتب الفلسفة كما انه جالس علماء السوء فهو معدود من تلاميذ بشر المريسي هذا رجل بشروط الشر الضال المضل الذي لم يكن له ذاك الحظ من العلم وكان يلحن كثيرا يعني حتى لم يكن من ذوي الفصاحة والبلاغة لكن اعجب به الماء وصار من خاصته وبث في المأمون ما بث من هذه العقائد الضالة حتى تحمس اشد تحمس لفرض القول بخلق القرآن على جميع المسلمين حماسة شديدة اصابته في ذلك والعجيب ان هذا كان في اواخر عمره يعني هو توفي في هذه السنة في مئتين وثمانية عشرة يعني ما ما مكث بعد ان فتح على المسلمين باب الشر هذا الا اشهرا معدودة ثم مات لكنه تصلب جدا وارسل الى عماله في الافاق بان يأخذوا على الناس اه اه العهد والميثاق بالقول بخلق القرآن ويمتحنوه في ذلك ومن ابى ف يوقعون به اشد النكال ولربما امر باحضارهم اليه وبدأت هذه الفتنة تدب في الناس واشتعلت حتى ان المأمون امر ان يكتب على ابواب المساجد لا اله الا الله رب القرآن وخالقه كل ذلك حتى يغرس في نفوس الناس غرسا ان هذا القرآن مخلوق ثم يعني ختم له بهذا نسأل الله السلامة والعافية يعني هذا من الخذلان انه في اخر عمره ينتهي به الحال على هذه المقالة الرديئة بل انه اوصى في وصيته اه اخيه المعتصم ان يشد يده بهذا المعتقد الحق في القرآن واوصاه ايضا بان يهتم ويقرب اليه القاضي احمد بن ابي دؤاد المعتزلة الذي اخذ عن بعض اصحاب واتباع واصل بن عطاء الشاهد انه اه جرى من المحنة ما جرى ثم هلك فجاء بعده اخوه المعتصم ابن هارون الرشيد فمضى على منواله نفسه. وتشدد في هذا الموضوع وفي وقته كما سيأتي عذب في حضرته الامام احمد رحمه الله ثم هلك والحال على هذا الامر وان كان قد خف في اخر حياته بعض الشيء خفت حماسته المعتصم في هذه العقيدة بعض الشيء بعد ان اوقع الامام رحمه الله في الامام احمد رحمه الله ما اوقع ثم الت الخلافة الى ابنه الذي هو الواثق ابن المعتصم وهذا كان اشد الثلاثة كان يدعو كما يقول ابن كثير الى خلق القرآن صباح مساء. في كل وقت وهو يدعو الى خلق القرآن ويتشدد فيه ويتوعد كل من خالفه في ذلك ثم انه لما هلك جاء اخوه الذي هو المتوكل ابن المعتصم فانقشعت هذه الغمة عن المسلمين بفضل الله عز وجل ثم بسبب هذا الخليفة الذي كان محبا للسنة فاوقف هذه الفتنة وامر بالسكوت عن هذا الموضوع وقرب الامام احمد رحمه الله واكرمه وزال عن المسلمين ما كان قد اه اه وقع فيهم من هذه الغمة كما انه اوقع باحمد بن ابي دعاء وكل به تنكيلا. واذا اردت ان تعرف شدة هذه فتنا على الناس فلك ان تعلم ان الذين ثبتوا وعارضوا صراحة وما ابوا اه وما عفوا وما التفتوا الى تهديد هؤلاء الخلفاء لم يتجاوزوا خمسة واما البقية من علماء اهل السنة والجماعة فانهم اخذوا بالرخصة وآآ صانعوهم داروهم داروهم اه قالوا بما لا تنطوي عليه قلوبهم من باب دفع الاذى عن انفسهم. والا التهديد الذي هددوا به كان شديدا وآآ وصل الامر الى حد التهديد بالقتل وبعض الناس كان الامر في حقه اه اخف من ذلك يعني التهديد بذلك كان اخف من هذا. لذلك ما قبل الامام احمد رحمه الله ومن بعضهم لكن الذين ابوا ان يوافقوا على التصريح بهذا المذهب كانوا كمان ذكر ابن كثير رحمه الله خمسة البويطي صاحب الشافعي ومات رحمه الله في السجن و نعيم بن حماد الخزاعي ومات ايضا في قيده بالسجن ورمي في حفرة ولم يصلى عليه كان الذي تولى سجنه احد اصحاب احمد ابن ابي دؤاد بشر مضى ايضا قريبا من المأمون في نفس السنة في مئتين وثمانية عشرة فتولى اه من احباب السوء هذه الفتنة احمد بن ابي دؤاد في عهدي المعتصم والواثق فكان القائم على سجنه واذاه احد اصحاب ابن ابي دؤاد فرماه في حفرة بقيده ولم يصلي عليه. نعيم بن حماد الخزاعي الامام الجبل في السنة والرد على الجهمية وكان شيخ الامام البخاري رحمه الله ومن اولئك ايضا محمد بن نوح الذي حمل مع الامام احمد رحمه الله من بغداد الى طرسوس لاجل ان المأمون اراد ان يراهما وان ينكل بهما طلبت لما قيل له ان هذين ابيا القول بخلق القرآن. فامر ان يؤتى بهما اليه فحمل من بغداد الى طرصوص وكان على بعير واحد متقابلين مقيدين انظر الى الاذى العظيم الذي اصابهما الامام احمد ومحمد ابن نوح ولكنهما دعوا الله جل وعلا ان لا يريا المأمون والا يراهما المأمون وكأن الله جل وعلا استجاب لذلك. فقبيل وصولهم طرصوص بلغهم خبر وفاة المأمون. فارجع الى بغداد وبقي في السجن ففي اثناء الرجوع توفي محمد بن نوح رحمه الله بسبب ما اصابه من اذى عظيم و رابعهم احمد بن نصر الخزاعي وهذا قد نزل به آآ اشد مما نزل باصحابه فانه قد جيء به الى المعتصم واوقفه بين يديه فصرح له بما يعتقد من ان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق. وزاد على ذلك باثبات بعض الصفات الاخرى التي لا يثبتها هؤلاء المعطلة. سارحوا بذلك وما خاف ولا ابى. وما خاف ولا تردد فما كان من المعتصم الا ان اخذ السيف وطعنه عدة مرات ثم قام احد حراسه فاهتز رأسه و ابقوا جسده في سرة من رأى وحملوا رأسه الى بغداد وصلب او علق رأسه وكتب بجواره هذا رأس الكافر احمد بن نصر الخزاعي الذي قتله خليفة المسلمين المعتصم بسيف الشرع او نحو هذه الكلمة وبقي الحال على هذه سبع سنوات ثم بعد ذلك في عهد المتوكل آآ جاءوا بجسده فجمع ودفن معه رحمه الله رحمة واسعة وخامسهم ورئيسهم وكبيرهم الذي كان له الموقف المشهود المشهور المشكور من لدن اهل السنة قاطبة هو الامام احمد رحمه الله فقد ثبت وناظر هؤلاء المبتدعة وابى ان يقبل ادنى تنازل عن الحق الذي يعتقد وحمل الى المعتصم بعد ارجاعه الى بغداد بعد وفاة المأمون حمل بعد ذلك الى المعتصم. وهو مقيد بالقيود الثقيلة التي جعلت حركته ثقيلة فاوقف بين يديه ومع المعتصم ائمة السوء احمد بن ابي دعاد وغيرهم من علماء الشر والسوء اه واجههم بكل شجاعة وناظرهم امام المعتصم. وكان يرد كل كلمة يقولونها بحجة قوية نظروه اليوم الاول فغلبه فنظروه اليوم الثاني فغلبهم اكثر فنظروهم فنظروه في اليوم الثالث فغلبهم اكثر واكثر وكل ذلك مدون في الكتب التي حكت محنة الامام احمد وكل ذلك والمعتصم يغريه ويرغبه ويقول يا احمد اجب الى ما ادعوك اليك اجب الى ما ادعوك اليه وانا اجعلك من خاصته وكل ذلك الامام احمد يقول ولا يزيد على ان يقول ائتوني باية من كتاب الله او حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ما تقولون فاجيبكم اليه وكلما اتوا له بدليل فانه يطرده عليهم بالحجة القوية الناصعة ثم بعد ذلك غضب المعتصم ولعن الامام احمد وضرب بين يديه ضربا شديدا باسواط كثيرة حتى ان يديه قد تخلعت ولما حمل الى السجن رحمه الله كان الطبيب يقطع اللحم الميت من جسد الامام احمد رحمه الله اصابه اذى عظيم جدا. والعجيب ان المعتصم اصابه رعب بعد ان اغمي على الامام احمد بعد هذه الضربات الكثيرة المؤلمة اغمي عليه. فحمل الى السجن. وكان شديد الولع بمعرفة اخبار احمد يخشع من موت احمد رحمه الله اصابه رعب عجيب حتى انه مطمئن الا بعد عدة ايام بعد ان تماثل الامام احمد رحمه الله ثم امر به فارجع بغداد. وبقي الامام احمد رحمه الله حبيس بيته. لا يحدث ولا يفتي. ولا يتكلم كل هذه المدة الى سنة سبع وثلاثين ومئتين. يعني الى ما قبل وفاته باربع سنوات. حرم الناس في الغالب او وفي الجملة من علم الامام احمد رحمه الله ومن تحديثه ثم شاء الله عز وجل بفضله وكرمه ان تزول هذه الغمة عن المسلمين على يد المتوكل الذي كان معظما للامام احمد فجاء به اليه وعظمه واكرمه ووصله بصلات كثيرة ولكن الامام احمد رحمه الله كان يردها ولا يقبل منها شيئا فالشاهد ان هذه الفتنة العظيمة فيها دروس عظيمة وكثيرة لطالب العلم وليست هي حدثا تاريخيا نتسلى بمعرفته ان ما فيها من الدروس الشيء الكثير من ذلك ان هذه العقيدة لابد ان يقوم بها رجال صادقون ثابتون على الحق لا يتزحزحون هذه ثمرة لصحة الاعتقاد من حقق التوحيد اي قناة ان النفع والضر والخير والشر كله بتقدير الله وحده لا شريك له. وان الناس لو اجتمعوا جميعا من اولهم الى اخرهم على ان ينفعوك او يضروك والله لن يستطيعوا من ذلك شيئا. الا ان يشاء الله شيئا فعقيدة الحق عقيدة اهل السنة والجماعة تحتاج الى رجال صادقين يحبون الله عز وجل ويقدمون مرضاته على كل شيء ثابتون على الحق لا تغرهم المناصب ولا الجوائز ولا شيء من مغريات الدنيا ثابتون على الحق يدعون اليه وينصرونه ويدفعون عنه الباطل كذلك من الدروس المستفادة يا اخوتاه ان هذه الدعوة وهذا الثبات يحتاج الى علم الذين ثبتوا على الحق وما غيروا ولا بدلوا سواء ممن صرحوا بمعارضتهم للقول الباطل او الذين قالوا بما قالوا اه دفعا للاذى عن انفسهم هم ثابتون على هذا الاعتقاد لانهم اهل علم فما اثرت فيهم الشبهات بتوفيق الله عز وجل اذا انت يا طالب العلم بل يا ايها المسلم بحاجة الى ان تتسلح بالعلم ولا سيما في المسائل التي ترجع الى مقالات باطلة منتشرة بين الناس خشية ان ينالك شيء من غبار هذا الباطل. في ظلم قلبك بسبب ذلك. فتتأثر به لابد ان تكون على علم وعلى خبرة بمعرفة الباطل وبرده هذا من الاهمية بمكان لطلاب العلم الدعوة الى الله سبحانه وتعالى ورد الباطل لابد ان يتسلح فيها طالب العلم بالصبر المسلمون اصابه ما اصابهم من هذه الفتنة ونزل بهم ما نزل من هذا البلاء لكنهم صبروا جعل الله جل وعلا العاقبة لهم بعد ذلك وهكذا الحق منصور وممتحن فلا تعجب هذه ارادة الله سبحانه وتعالى. ان الحق مع كونه منصورا وان العاقبة للمتقين الا انه لا بد من امتحان ولابد من ابتلاء ولابد ان يقابله المسلم بالصبر وحذاري من ان تكون ممن يعبد الله على حرف ممن اذا كانت الامور على ما يحب ثبت على الحق فاذا ناله ولو كان الذي ناله ادنى اذى انقلب على عقبه. وترك الحق الذي ترك الحق الذي كان يقول به فهذا من ضعف الايمان وضعف اليقين وقلة البصيرة نسأل الله السلامة والعافية. على كل حال هذا المقام يحتاج الى وقت اوسع للكلام فيه وفي الدروس المستفادة من فتنة خلق القرآن لعل الله عز وجل ان ييسر لذلك موضعا اخر ارى ان الوقت قد داهمنا وما انتهينا من المحاور التي هي مقدمات وممهدات لكلام المؤلف لعلنا نؤجلها الى الدرس القادم ان شاء الله. والله جل وعلا اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. السلام عليكم خمسة