الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد آآ لا نزال آآ في الموضوع الذي ابتدأناه في الدرس الماضي وهو ما يتعلق بمعتقد اهل السنة والجماعة في القرآن الكريم وذكرت ان بين ايدينا اربعة ان بين ايدينا اربعة محاور اه ذكرت منها محورين واستعينوا بالله جل وعلا في بيان المحورين المتبقيين المحور الثالث مناقشة قول القائلين بخلق القرآن ومناقشة هذا القول يطول بها الكلام كثيرا ولكن يمكن ان نلخص من تلكم الاوجه الكثيرة عشرة اوجه فيها فالكفاية ان شاء الله في بيان ضلال هذا المذهب اولا ان هذا القول معارض لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تمام المعارضة ونحن على يقين من ان ما دل عليه الكتاب والسنة هو الحق اذا ما عدا بل ما عارضه فانه باطل قطعا فماذا بعد الحق الا الضلال الادلة التي تدل على ثبوتي ان الله جل في علاه يقول ويتكلم انه ينادي ويناجي وان هذا القرآن كلامه ادلة كثيرة جدا تبلغ العشرات بل المئات بل اكثر من ذلك والله جل وعلا يقول واذ قال ربك للملائكة ويقول سبحانه وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله اني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا بادلة كثيرة من كتاب الله عز وجل اما في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقل مثل هذا ايضا فكم هي الاحاديث القدسية التي يخبر فيها نبينا صلى الله عليه وسلم عن قول ربه جل في علاه. فيقول الصادق المصدوق يقول الله جل في علاه كذب وكذا كل تلك الادلة شاهدة ببطلان القول بان الكلام مخلوق من مخلوقات الله يخلقه الله عز وجل في شيء من المخلوقات ان يخلقه في شجرة فيسمع موسى عليه السلام الكلام من هذه الشجرة او يخلق الكلام في الهواء او يخلقه في اللوح المحفوظ او يخلقه في غير ذلك كل هذا يتصادم تمام المصادمة مع هذه الادلة الكثيرة والمعلوم لكل مسلم بل لكل عاقل ان الكلام هو ما قام بالمتكلم وان الكلام صفة للمتكلم ومن قال بخلاف هذا فانه قد افترى شيئا من عند نفسه لا يوافقه على ذلك لا شرع ولا عقل ولا عرف ولا لغة. الوجه الثاني قولهم ان اظافة الكلام الى الله جل وعلا ما هي الا اظافة تشريف كما يقال كعبة الله وبيت هو بيت الله وناقة الله. فيقال هذا باطل من القول. فالاضافة مختلفتان اضافة تلك المخلوقات الى الله شيء واضافة الكلام الى الله شيء اخر اضافة التشريف انما هي اضافة عين قائمة بنفسها الى الله فهذه اظافة تشريف فيها اظافة مخلوق خالقه واما اظافة الكلام الى الله فشأن اخر الكلام صفة فاضافة هذه الصفة الى الله عز عز عز وجل اضافة صفة لموصوف. فاظافة الاوصاف ثابتة لمن قامت به. كارادة الرحمن واضافة الاعيان ثابتة له ملكا وخلقا ما هما سيان. فانظر الى بيت الاله وعلمه. لما اظيف كيف يفترقان؟ انظر الى بيت بيت الاله وعلمه اذا قيل بيت الله واذا قيل علم الله قل له عاقب كل عاقل يدرك الفرق بين الاضافتين. فاضافة الكلام الى الله جل وعلا اضافة صفة لموصوف وليست اضافة مخلوق الى خالقه على سبيل التشريف. الوجه الثالث ان الكلام صفة كمال وعدم الكلام وفقدان هذه الصفة نقص. والله جل وعلا منزه عن النقص. متصف باقصى غايات الكمال بل له من كل كمال اكمله جل في علاه. فنفي الكلام عن الله جل وعلا حقيقته اضافة نقص الى الله تبارك وتعالى. والله منزه عن ذلك. ولذا بين الله سبحانه وتعالى ان عبادة العجل عجل بني اسرائيل عبادة باطلة وانه غير اله ولا يستحق الالوهية. جعل الله جل وعلا من ادلة ذلك كونه لا يتكلم الم يروا انه لا يكلمهم هذا كاف لذوي العقول انه لا يستحق ان يكون الها لانه سيكون حينها ناقصة والناقص لا يستحق ان يكون الها من الطرائق السلفية التي مضى عليها السلف الصالح رحمهم الله انهم يثبتون الصفة الى الله جل وعلا ببطلان القول بنفي ضدها ببطلان القول بثبوت ضدها لله سبحانه وتعالى. بمعنى من طرائق السلف انهم يقولون لو لم يكن الله عز وجل متكلما لكان موصوفا ها بالخرس والخرس نقص والله منزه عن النقص فثبت انه متكلم يقولون ان السمع صفة كمال ثابتة لله جل وعلا. لان ضد السمع ها والصمم نقص. فلو لم يكن الله سميعا لكان حاشا وجل ربنا وعزم لكان متصفا بالصمم لكان اصما. تعالى الله. والصمم في نقص اذا ها ثبت ثبت ضد هذه الصفة. اذا لو لم يكن الله متصفا بصفة الكمال لاتصف بضدها وضدها نقصد والنقص منفي فثبت كانه موصوف بالكمال وهذا من اه الطرائق السلفية التي كان السلف رحمهم الله يسلكونها في اثبات الصفات كما بين هذا الشيخ تقي الدين ابو العباس ابن تيمية رحمه الله الرد الرابع ان اعظم ذرائعكم او من اعظم ذرائعكم في نفي صفة الكلام عن الله جل وعلا هو ان اضافة الكلام الى الله يقتضي التشويه. تشبيه الله بالمخلوق الذي يتكلم فتزعمون انكم تنزهون الله عن التشبيه فتنفون عنهم الكلام. والواقع انكم ما صنعتم شيئا فانتم فررتم من تشويه فوقعتم في تشبيه اقبح. فررتم من تشبيه الله بمخلوق تكلم فشبهتموه بالمخلوق الذي لا يتكلم شبهتموه بالخرس. والجمادات والحيطان والحيوانات العجماوات التي لا تتكلم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. فحقيقة الامر انكم مشبهة اقبح تشبيه الوجه الخامس الحق الذي لا عدول عنه هو الذي قال به اهل السنة والجماعة وهو ان الله جل وعلا متكلم بكلام يليق به لا ككلام المخلوقين الله جل وعلا متكلم بكلام يليق به لا ككلام المخلوقين. وعلى هذا سقط قوله وانتفت شبهتكم لاننا نقول ان الله جل في علاه متصف بكلام يليق به لا يشبه كلام المخلوقين. فاي دعوة للتشبيه بعد هذا القول الحق. ثبوت قدر بين الخالق والمخلوق بان بان يقال ان الله جل وعلا يتكلم والمخلوق يتكلم لا يستلزم هذا القدر حصول المماثلة والمشابهة المنفية ان ثمة قدرا مميزا فارقا يختص به الخالق في كلامه ويختص به المخلوق في كلامه وبالتالي انتفى التشبيه الذي تتذرعون به ثبوت القدر المميز يدفع توهم التشبيه. احفظ هذه القاعدة. ثبوت القدر المميز الفارق يدفع وما التشبيه؟ الوجه السادس قولهم ان اظافة الكلام الى الله جل وعلا يستلزم ان يكون موصوفا بصفات المحدثات. اذ انهم قالوا ان ثبوت الكلام في حق الله جل وعلا يستلزم ثبوت اللسان والشفتين والرئة لان الكلام اصطكاك هواء بين جسمين. يقولون هذه كلها صفات المحدثات فنقول ما ذكرتموه باطل وذلكم انكم نظرتم الى القدر المميز المختص بالمخلوق فجعلتموه هو القدر المشترك لصفة الكلام ثم نقلتم ذلك فجعلتموه القدر المختص سبحانه وتعالى وانتم مخطئون في الامرين. فلا الكلام من حيث هو بغض النظر عن كونه مضافا اعني الكلام من حيث المعنى العام المطلق قبل اضافته لا يستلزم ذلك فضلا عن ان يكون كلام الله جل وعلا مستلزما لما ذكر. دليل هذا ادلة او شاهد هذا ادلة كثيرة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. والله جل وعلا يقول اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون. اسألكم اين رئة اليدين انتم تقولون الكلام يستلزم ولابد ها وجود الرئة اين الرئة بالنسبة لليد الله جل وعلا يقول وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم. الله جل وعلا يقول يا جبال اوبي معه يعني سبحي. او رددي التسبيح معه. وهذا كان بصوت مسموع. فيا ترى اين اسنان بالنسبة للجبال. الله جل وعلا يقول وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا؟ قالوا انطقنا الله. والسؤال الان اين هي فتان اللتان تكلمت بها الجلود الستم تقولون ان هذه لوازم لا تنفك عن الكلام من حيث هو هذا الجلد قد تكلم. فان شفتاه واين لسانه هذا التسبيح عفوا هذا الطعام كان يسبح عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوت معلوم من مفهوم ويسمع ذلك اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فاين هذا الهواء الذي كان ينبعث من داخل الطعام فيصتك بالحلق. فخرج بعد ذلك هذا الصوت. ذاك الحجر الذي كان يسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم. اكان له ايضا لهوات ولسان نعم كحال الانسان اذا اذا كانت هذه اللوازم التي الصقتموها بالكلام من حيث هو لم تثبت في حق المخلوق. فكيف بالخالق سبحانه وتعالى؟ كيف نفي كلام الله عز وجل بادعاء شيء لا علم لكم به. ولم يكن ثابت في حق المخلوقات فكيف بحق الخالق سبحانه وتعالى؟ ونحن نقول هذا الذي تذكرونه اما ان يكون شيئا باطلا لا يجوز او لا تجوز نسبته الى الله جل وعلا كنسبة الجوف الى الله عز وجل هواء في جرم ونقول هذا المعنى باطل لانه يصادم كون الله جل وعلا صمدا واشياء اخرى تذكرونها هي عندنا من جملة الامور التي لم يدل دليل على ثبوتها ولا على نفيها فنحن نتوقف في ذلك وليس لنا ان نقول على الله جل وعلا بغير علم. المقصود ان هذا الذي ذكروه باطل. وبناء على ما سبق نستخلصه قاعدة هي ان كلام كل متكلم يليق به. كلام كل متكلم يليق به. وبالتالي تزول شبهة التي ذكروها وهذه القاعدة متفرعة عن قاعدة اكبر منها وتعم جميع الصفات. صفات كل تناسب ذاته وتلائم حقيقته. الوجه السابع لو كان الله جل وعلا موصوفا بالكلام لكونه خلق الكلام في غيره لاستلزم هذا ان يكون متكلما بكل كلام يكون. لماذا؟ لان الحق الذي لا شك فيه ان الله جل وعلا خالق افعال مخلوقاته. وعليه فالذي خلق كلام المتكلمين هو الله الذي انطق كل شيء هو الله. اليس الله جل وعلا يقول وقالوا لجلودهم لم شهدتم ماذا قالوا؟ قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء. فاذا كان الله جل وعلا موصوفا بالكلام لكونه خالقا للكلام فنقول اذا هو موصوف بكل كلام ويصح ان يقال ان كل كلام يكون انما هو كلامه بالنظر الى انه خالقه وعليه فانتم يا معشر القائلين بنفي كلام الله جل وعلا والقائلين خلق القرآن انتم بين ان ترجعوا الى الحق الى قول اهل السنة والجماعة او ان تقولوا بقول الاتحادية اه الظالين واهل وحدة الوجود الذين قال امامهم ابن عربي في فتوحاته الا كل قول في الوجود كلامه سواء علينا نثره ونظامه. فا كل كلام في الوجود حقيقته انما هو كلام الله على هذا المذهب الخبيث الكفري بناء على ما اصلتم معشر القائلين بخلق القرآن انتم ملزمون. اما بالرجوع عن هذا قول او ان تقولوا بقول هؤلاء الاتحادية الوجه الثامن حقيقة مقالة القوم تؤول الى العبث بادلة الكتاب والسنة. تأمل معي قول الله جل وعلا وكلم الله موسى تكليما. كمل معي ها هنا في امرين فحسب. اولا في قوله تعالى تكليما فالفعل فالمفعول المطلق المؤكد لفعله ينفي توهم المجازم اذا عند البلاغيين المجازيين جميعا ذكر هذا التأكيد في قوله الله موسى تكليما يجعل هذا الكلام ماذا؟ كلاما حقيقيا لا مرية فيه اذا انتم عبث حقيقة قولكم العبث بالنصوص. حينما تقولون الله لم يتكلم. ثانيا اعراب كلمة موسى ها هنا وكلم الله موسى تكليما. مفعول به. طيب دعونا ننظر كيف يمكن ان نحمل الاية او ان نفهمها بناء على قولهم كلم الله او عندهم بمعنى خلق الله الكلام. اذا كلم الله اي خلق الله الكلام فالكلام الان اصبحت ايش؟ مفعول به. مفعولا به. فماذا نصنع بكلمة؟ موسى. موسى. اين نضعها جيبوا يا جماعة. في الاية الكلام متوجه الى موسى. وقع قوله وقاعدتهم تقتضي كلما يعني خلق الكلام. اذا ما هذا العبث في النصوص؟ كيف سنفهم قول الله جل وعلا لما جاء موسى لميقاتنا ها وكلمه ربه. الضمير في قوله وكلمه الذي يرجع الى موسى ما اعرابه؟ في محل ايش؟ في محل نصب مفعول به لكن بمقتضى قولهم ماذا سنقول ايش رأيكم؟ وكلمه ها؟ خلق الكلام فصار الكلام مفعولا به. طيب ماذا نصنع الضمير الذي هو في الاية مفعول به. لن يستقيم هذا بناء على بناء على قولهم وهكذا دواليك اذا تأملت في بقية النصوص وجدت انه لا يمكن ان يستقيم كلام الله عز وجل على نظمه المعروف المتفق عليه بين المسلمين قاطبة بناء على بناء على قولهم لو طردنا قولهم صار هذا خلفا. بل صار هذا عبثا بالادلة. الوجه الثامن السابع عفوا التاسع استدلالهم وهو اقوى ما استدلوا به عارضوا به ائمة الاسلام كالامام احمد رحمه الله لما ناظروه استدلالهم بقوله تعالى الله خالق كل شيء. قالوا القرآن شيء ام ليس بشيء؟ شيء؟ اذا الله خالقه. فدخل في عموم قوله الله خالق كل شيء وهذا في الحقيقة كما ذكرت هذا في ان هذا النوع من الاستدلال هو في الحقيقة فجور قم في الخصومة. ويتبين هذا من اوجه من اوجه كثيرة. اكتفي ببعضها اولا ان نقول له قبل ان نتكلم في كلام الله دعونا نتكلم في كلامكم انتم. اهو شيء ما رأيكم؟ كلامكم يا معشر المعتزلة المستدلين بهذه الاية. واخوانكم كذلك من الجهمية يستدلون بها. كلامكم انتم اهو شيء؟ ها؟ طيب. عندكم يا معشر المعتزلة كلامكم ليس مخلوقا لله جل وعلا. صح ولا لا؟ انما كلامكم من احداث وخلق انفسكم. الله ما خلق افعال العباد عند القوم وكل جواب تجيبون به على ايرادنا هو جواب لنا عليكم. ان قلتم هذا مستثنى ها قلنا وهذا مستثنى. وان من الخذلان العظيم ان قوما يدعون ان كلام الله مخلوق وان كلامهم هم غير مخلوق اليس هذا شيئا عجيبا؟ وخذلانا كبيرا؟ كلام الله العظيم ها مخلوق من المخلوقات. وكلامهم هم غير مخلوق يا لله العجب. اي جرأة هذه؟ واي سوء ادب هذا؟ الوجه والثاني ان يقال لهم الله جل وعلا شيء بنص القرآن قل اي شيء اكبر شهادة؟ قل الله. فهل ستقولون ايضا ان الله جل وعلا مخلوق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. وجه ثالث وهو ان يقال. كلام الله تبارك تعالى منه وصفة من صفاته وصفاته لا تنفك عن ذاته والله جل وعلا بذاته وصفاته هو الخالق. اذا لم يكن داخلا في قوله الله خالق كل شيء. الله بذاته وصفاته ومن صفاته كلامه هو خالق كل شيء فكيف يكون داخلا في هذا؟ كيف يكون هو سبحانه وتعالى في الوقت نفسه خالقا منه شيء مخلوق. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا الوجه الرابع الذي يرد قوله ان قراءة الاية من سليم قلب بعيد عن شبهاتهم وترهاتهم يدرك قطعا ان الله جل وعلا وصفاته لا يمكن ان تكون هذه الصفات تنفيذ خلقه. فالله جل وعلا انما يخبر عما سواه. من انه ماذا مخلوق الله خالق كل شيء يعني سواه كل ما سوى الله عز وجل فانه مخلوق له تبارك وتعالى. وكلام الله منه وليس شيئا سواه. قراءة الاية كافية ارأيت لو قلت لك كل رجل يدخل الدار ساعطيه دينارا ثم دخلت انا هل يقول قائل اعطي نفسك دينارا؟ بالتأكيد لا يقال هذا بالسليقة السهلة الواضحة لا يمكن ان يقال هذا. كذلك الامر في قوله الله خالق كل شيء. وجه خامس ان الله جل وعلا قد بين الفرق بين كلامه ومخلوقاته. فقال سبحانه والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره وامره من من كلامه. ثم قال الا له الخلق امر اذا الله عز وجل قد فرك قد فرق ها هنا بين كلامه ها وخلقه فقال الاله الخلق والامر كلامه منه سبحانه وتعالى اما مخلوقاته التي يسخرها بكلامه كالسماوات والارض والنجوم فهذه شيء اخر شو السادس ان يقال؟ قد بين الله جل وعلا انه يخلق بكن صح ولا لا؟ اذا قظى امرا فانما يقول له كن فيكون. اذا هذا المخلوق وجد ها خلق بايش بكون فلو كانت كن مخلوقة لاحتاجت الى كن. ثانية ها تخلق كن التي تخلق ها؟ المخلوقات ولا وحي ولو كان الامر كذلك وكان كلام الله عز عز وجل مخلوقا لاحتجنا الى ها؟ كن ثالثة تخلق كن الاولى التي تخلقكن الاولى التي تخلقه المخلوق وهلم جرة سيتسلسل الامر ومعلوم عند جميع العقلاء ان التسلسل في الفاعلين في المؤثرين ممتنع. فبطل قولهم ان كلام الله جل وعلا مخلوق الوجه العاشر والاخير ان كلام القوم منافي للفطرة التي فطر الله الناس عليها منافر لجميع لغات العالم فان الذي فطر عليه الناس والذي يعلمه اهل كل في لغاتهم هو ان المتكلم هو ها من قام به الكلام المتكلم هو المتصف بالكلام. كما ان المحب هو الذي قام به او قامت به المحبة القدير هو الذي قامت به القدرة. المريد هو الذي قامت به الارادة. اما ان بشيء يتنافى والذي فطر الناس عليه والذي يعرفه الناس جميعا من اهل هذه اللغة وغيرها. ان نتكلم وقال ومتكلم انما يعني ها قيام كلام بالذات وليست وليس خلق كلام في الغير. انتبهوا لهذا. كل اهل اللغات يدركون ان نتكلم ومتكلم انما تعنيه ها قيامة قيام كلام بالذات وليس خلق كلام في الغير. اذا القوم كما انه ابتدعوا في دين الله جل وعلا فانهم كذلك افتروا على اللغة واتوا بشيء ما قال به احد من اهل اللغة قط ولا يفهم هذا احد من اهل اللغة قط وانما يصح ما ذكروا لو كانت اللغة نهبا لهم. يتصرفون فيها كما يشاؤون ويخترعون فيها ما يهوون. لو كان الامر وكذلك لا كان لكلامهم وجه. اما ان يكون كلام الله عز وجل بلسان عربي مبين. وان يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلام عربي مبين ثم تأتون انتم بمثل هذه التوجيه التوجيهات الشاذة التي لا تعرف لا في لغة العرب ولا في غيرها فهذا مما لا يقبله عاقل من العقلاء ننتقل الى المحور الاخير وهو فاسد القول بخلق القرآن قد علمنا في الدرس الماظي ان السلف مطبقونه على النكير والتشديد والتكفير لمن قال بخلق القرآن وان كلامهم في هذا من اكثر الكلام. وان هذا الموضوع بالذات من اكثر ما تكلم فيه السلف فلماذا كان ذلك كذلك؟ الجواب لان القول بخلق القرآن يحمل وفي طياته مفاسد عظيمة جدا. واقتصر منها على عشرة مفاسد. اولا ان قوله يتضمن صفة ثابتة لله تبارك وتعالى. الكلام ثابت لله كما علمنا في ادلة كثيرة جدا. والقوم نفوا هذه الصفة العظيمة عن الله تبارك وتعالى ومعلوم ان اهل السنة مجمعون على ان من نفى صفة ثابتة عن الله جل وعلا ها فقد كفر وقد اخذ اهل السنة والجماعة قاطبة كلمة الامام نعيم بن حماد على محمل القبول. حينما قال من شبه الله بخلقه فقد كفر ومن جحد ما وصف به نفسه فقد كفر. والقوم جاحدون لصفة ثابتة لله سبحانه وتعالى لم تثبت بدليل ولا بدليلين. بل ثبتت باكثر من هذا بكثير. ثانيا قوله يتضمن نسبة النقص بل عظيم النقص الى الله جل وعلا لا فاننا قد علمنا ان نفي الكلام عن الله عز وجل تشبيه له جامدات وبالخرس وبالحيوانات العجماوات وبغيرها من الجمادات التي لا تتكلم و نسبة هذا الى الله سبحانه وتعالى لا شك ان هذا آآ باطل ومن آآ نسب النقص الى الله تبارك وتعالى فلا شك انه اتى ببهتان عظيم وضلال مبين. الوجه الثالث ان نفي الكلام عن الله جل في علاه هو في حقيقته نفي لالهية الله. لان الاله هو الذي يتكلم ومن لا يتكلم لا يستحق ان يكون الها؟ الم يروا ان انه لا يكلمهم افلا يرون الا يرجعوا اليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا. ولاحظ كيف قرن ها هنا بين عدم ملك الضر والنفع مع عدم الكلام. كل ذلك شاهدوا صدق واضح على ان هذا العجل لا يستحق الالوهية. من لا يتكلم لا يستحق ان يكون الها. ثالثا او رابعا ان مقالة القائلين بخلق القرآن ونفي كلام الله جل وعلا الصوت هنا ولا فوق؟ اذا امكن انا الاخوات حفظهن الله يعني يراعون عدم صدور اصوات الاطفال لان هذا يشوش على الدرس لهن الله خيرا اقول رابعا ان نفي الكلام عن الله عز وجل هو في حقيقته ولازمه نفي لربوبية الله سبحانه وتعالى. ان الله جل وعلا يخلق بكلامه كما علمنا. اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون. انما امرنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون فالله سبحانه وتعالى يخلق بكلامه بناء على هذا الله عز وجل لم يكن خالقا فانتفت ربوبيته الامر الخامس ان قولهم يتضمن اسقاط الرسالة اسقاط الرسالة المحمدية بل اسقاط رسالات الرسل جميعا. فما الرسالة الا تبليغ كلام الله جل وعلا ولذا الانبياء عليهم الصلاة والسلام انما كانت وظيفتهم ان يبلغوا ما امر الله عز وجل بتبليغه من امره ونهيه وكلامه. ولذا قال عيسى عليه السلام او يقول يوم القيامة ما قلت لهم الا ما امرتني به هذه وظيفة الرسول ان يبلغ كلام الله. وما امر به وما نهى عنه وما امر به وما نهى عنه هو ما تكلم به سبحانه ولد النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يعرض نفسه على القبائل يقول الا رجل يحملني لابلغ كلام ربي فان قريشا منعتني ان ابلغ كلام ربي. اذا يا اخوة اذا لم يكن كلام لم تكن رسالة هذه قاعدة اذا لم يكن كلامه فاي رسالة حينئذ ستكون. الامر سادس وهو من اعظم الشنائع التي يلزمها هذا القول ان القول خلق القرآن وان كلام الله جل وعلا مخلوق يستلزم القول بان الله مخلوق. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. فان الكلام كما قد علمنا صفة للمتكلم. والصفة يكون او يكون للموصوف حكم الصفة فالمخلوق انما يقوم بمخلوق المخلوق انما يقوم بمخلوق. فاقتضى هذا ان يكون الله مخلوقا. ولذا فطن السلف رحمهم الله لخبث مقالة هؤلاء المعطلة فقال الامام احمد رحمه الله من زعم انك كلام الله مخلوق. فقد زعم ان الله مخلوق. وقال وكيع رحمه الله من زعم ان كلام الله مخلوق فقد زعم ان شيئا من الله مخلوق؟ ومن قال بذلك فقد كفر. وقل مثل هذا في فيما جاء مالك رحمه الله انه قال كلام الله منه. وليس من الله شيء مخلوق وليس من والله شيء مخلوق. وجاء هذا عن غير هؤلاء الائمة من علماء اهل السنة والجماعة. اذا من لوازم القول بان كلام الله مخلوق ها ان يكون الموصوف بالكلام وهو الله مخلوقا تعالى الله عن ذلك علوا كبيرة سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا. الوجه السابع ان القول بخلق القرآن ذريعة الى عدم تعظيم القرآن. تعظيم القرآن عند اهل الاسلام قاطبة سببه انه كلام الله فاذا انتفى كون القرآن كلام الله حقيقة فما الذي يدعو الى تعظيم هذا القرآن؟ و لذا تجرأ من تجرأ من المتكلمين. على كتاب الله عز وجل وامتهنه فلما عتب في ذلك قال انما هو حبر وورق. انما هو ايش؟ حبر وورق شيء مخلوق. كما ان الشمس والقمر والشجر والبحر مخلوقة فكذلك القرآن مخلوق. وهذا لا شك انه فيه من ضعف بل من عدم تعظيم هذا القرآن ما فيه. لذلك تجد في لحن قول هؤلاء المتكلمين بل ربما تجده في بعض صريح قوله ما يقتضي عدم الاحتفاء والتعظيم بهذا القرآن. ولذلك من اسباب نشأتي القول بالصرفة عند المعتزلة هو انهم لا يرونه كلاما لله عز وجل حقيقة فهم يقولون ان هذا القرآن الذي تحدى الله عز وجل الناس قاطبة ان يأتوا بمثله او بعشر سور من مثله او بسورة من مثله فعجزوا جميعا يقولون ليس الامر لان هذا القرآن لا يمكن ان يأتي احد بكلام يكافئه. بل هذا ممكن كلام مثل بقية الكلام. لكن الله عز وجل صرف دواعي هذا الفعل من الناس فما تجرأ احد ولا اقبل احد على هذا الفعل. لا لان الكلام في نفسه ماذا؟ عظيم معجز بل لماذا يا جماعة؟ لان الله صرف دواعي الناس وهممهم عن ان يعارضوا هذا القرآن والا مثل بقية الكلام. فهل هؤلاء عظموا القرآن واجلوه واكبروه كما يستحق كونه كلام الله جل وعلا. لا والله وسيأتي معنا ان كلام الله عز وجل في نفسه كلام عظيم لا يمكن لاحد ان يعارضه. فيأتي كرامة يكافئه مستحيل. انى يكون ذلك كذلك؟ والقرآن كلام الله الثامن ان القول بخلق القرآن ذريعة الى الانسلاخ عن احكامه وتحكيمه. وجوب التزام هذا القرآن ولزوم حدوده. ووجوب الاخذ ما جاء فيه انما ذلك كان انما كان ذلك لانه كلام الله جل وعلا. اما والحال انه كلام مخلوق مثل اي شيء مخلوق كما يزعم اولئك فما الذي يدعو الى هذا التفخيم والتعظيم لشأن حدود واحكام واوامر ونواهي هذا القرآن ولذلك وجدنا اثرا لهذا الانسلاخ عن تحكيم القرآن والتزام ما فيه عند العقلانيين المتأخرين المتكئين على قول المعتزلة المتقدمين خلاصة ما يقررون ان الناس قد بالغت في شأن القرآن. وان الناس ملزمون بهذا القرآن بان يأخذوا بكل حذافيره الامر فيه مبالغة. القرآن يعني مخلوق من المخلوقات وتراث من جملة التراث. لماذا هذه مبالغة في الزام الناس بعدم الخروج عن كتاب الله سبحانه وتعالى وما دل عليه الامر لا يعدو ان يكون كلاما مخلوقا. فاين هذا؟ ما عليه اهل الاسلام قاطبة من تعظيم كلام الله عز وجل والتزام احكامه لانه كلام الله. والامر الناهي فيه انما هو الله جل وعلا. شتان بين الحق والباطل. الوجه التاسع ان كلامهم يقتضي تكذيب القرآن والسنة تكذيبا صريحا. الله جل وعلا يضيف الكلام الى نفسه. ويخبر انه يتكلم فاجره حتى يسمع كلام الله. وكلمه ربه اذ قال ربك في ادلة كثيرة جدا والقوم في كل دليل منها يقولون لا. هذا ليس كلام الله والله لا يتكلم بل يستحيل ان يتكلم فهذا في حقيقته تكذيب لكلام الله سبحانه وتعالى ومن كذب باية بحرف من القرآن او ثابت السنة فلا شك انه كافر. الوجه العاشر والاخير ان قوله يتضمن تضليل السلف الصالح قاطبة. ومخالفة اجماعهم وذلك ضلال وعلامة خذلان. السلف من لدن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلم جرة وهم مطبقون اطباقا قطعيا على اثبات ان القرآن كلام الله فمن خالف ذلك فقد خالف هذا الاجماع القطعي الله جل وعلا يقول ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى وهذا ما كان منهم ويتبع غير سبيل منين؟ وهذا ايضا ما كان منهم يوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا. فهذه محاور اربعة لعلها آآ ان تكون قد جمعت لك اصول ومعاقد الكلام في صفة الكلام ومعتقد اهل السنة في القرآن الكريم اعود الى ما ذكر المؤلف رحمه الله وامر عليه آآ بمرور سريع لنعلق عليه بما تيسر قال رحمه الله وان القرآن كلام الله منه بدأ او منه بدا الى كيفية قولا قلنا في مثل هذه الجملة في مواضع سالفة وفي دروس ماظية. ان نفي الكيفية المراد به ماذا نفي الكيفية المعلومة لنا. لا نفي الكيفية مطلقا فان نفي الكيفية مطلقا هو نفي للحقيقة. يعني الله لا يتكلم لكن بلا كيفية اي معلومة لنا بلا كيفية معلومة لنا وانزله على رسوله صلى الله عليه وسلم وحيا. وعلمنا ان ذلك كان لان سمع القرآن جبريل عليه السلام من الله ثم سمع محمد صلى الله عليه وسلم هذا القرآن من جبريل فلا واسط بين جبريل وربه سبحانه ولا واسطة بين محمد صلى الله عليه وسلم وجبريل قل نزله روح قدوسي من ربك وصدقه المؤمنون على ذلك حقا. وايقنوا انه الله تعالى بالحقيقة. انه كلام الله بالحقيقة. وليس انه عبارة عنه وليس انه حكاية عنه بل هو كلام الله. والذي تكلم به هو الله. هذا ما امن به اهل الايمان وهذا ما ايقن به اهل الايمان. اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون واتباعه واعلام الهدى وبقية المسلمين قاطبة الا هؤلاء الشذاذ من اهل البدع والاثار في هذا كثيرة ده اخرج عبدالله بن احمد باسناد جيد في كتابه السنة عن ابي بكر رضي الله عنه انه تلا على قريش قوله تعالى قلبت الروم في ادنى الارض الى اخره. فقالوا له كلامك هذا ام كلام صاحبك فقال رضي الله عنه ليس بكلام ولا بكلام صاحبي انما هو كلام الله عز وجل. هذا قاله رضي الله عنه وهذا ابن عباس رضي الله عنهما جاء عنه من طريق طريق علي ابن ابي طلحة انه قال في قول الله سبحانه قرآنا عربيا غير ذي عوج فسر غير ذي عوج قال غير مخلوق واخرج اللاكائي وغيره عنهم رضي الله عنه انه كان يوما في جنازة فقال رجل وهو يدعو هذا الذي يدفن قال اللهم رب القرآن اغفر له ماذا قال؟ اللهم رب القرآن اغفر له. فقال رضي الله عنه مهما ينهاه عن ذلك قال مه القرآن منه. القرآن منه من الله وفي رواية اخرى قال له مه القرآن كلام الله ليس بمربوب من خرج واليه يعود. القرآن ليس بمربوب يعني ليس بمخلوق. وهذا الاثر قال عنه شيخ الاسلام في التسعينية قال انه من الكلام المعروف عن ابن عباس واخرج اللانكائي وايضا وغيره باسناد فيه كلام عن علي رضي الله عنه انه انه قيل له حكمت المخلوقين فقال ما حكمت مخلوقا انما حكمت كلام الله. قال ايش؟ ما حكمت اذا صح هذا عنه ما حكمت مخلوقا انما حكمت ايش؟ كلام الله وهذا عمرو بن دينار رحمه الله احد التابعين الاجلاء ادرك جماعة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سمعت الناس منذ سبعين سنة يقولون القرآن القرآن كلام الله منه خرج واليه يعود والناس في كلامه يتضمن كلمة الناس هنا تتضمن منه؟ الصحابة والتابعين الذين ادرك اهو وجاء عنه رواية اخرى قال فيها ادركت الناس منذ سبعين سنة اصحاب النبي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن دونهم يقولون الله خالق وكل ما سواه مخلوق الا القرآن فانه كلام الله منه خرج واليه يعود. وجاء عنه رواية ثالثة انه قال ادركت تسعة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون من قال قرآن مخلوق فهو كافر. وجاء عن سفيان بن عيينة وهو راوي لهذا الاثر ومتواتر من سفيان ابن عيينة عن عمر هذا القدر متواتر وجاء عنه هو نفسه نحو ما قال شيخه انه ادرك الناس من سبعين سنة وهم يقولون القرآن كلام الله من خرج واليه يعود ومن سفيان بن عيينة يقول لالكائي ادرك نحوا ممائتين من التابعين وثلاث مئة من اتباع التابعين. وهذا عبد الله ابن المبارك رحمه الله يقول ادركت الناس منذ تسعة واربعين عاما يقولون من قال القرآن مخلوق فامرأته طالق ثلاثا البتة. فقيل له قال لان امرأته مسلمة ومسلمة لا تحل لكافر. ومن عبد الله ابن المبارك هذا الذي رحل رحلة عظيمة حتى لعله لم يرحل غيره مثله. وادرك من التابعين ويروي عن نحو الف من اتباع التابعين. فاي اجماع اعظم من هذا الاجماع وهذا ابو نعيم الفضل ابن دكيم رحمه الله يقول ادركت ثلاثمائة شيخ يقولون او قال كلهم يقول القرآن كلام الله منه خرج واليه يعود وهذا علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب رحمه الله رضي عنه وهو الملقب بزين العابدين. يقول القرآن ليس بخالق ولا مخلوق انما هو كلام الله رب العالمين. قال ليس القرآن بخالق لا مخلوق ولكنه كلام الله. وهذا نفسه قد هذا الكلام نفسه قد قاله ابنه محمد وهذا الكلام نفسه قد قاله جعفر بن محمد جعفر الصادق هؤلاء ثلاثة من ائمة السلف ومن ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم يقولون هذا القول ونحوه ايضا جاء عن الحسن البصري وغيره من ائمة السلف ولو اردت يرعاكم الله ان اسوق لكم ما تكلم به السلف من هذه القضية عظيمة لطال الامر جدا واحتجنا الى ساعة او اكثر. نحن نذكر فقط الاثار عن السلف بهذا الامر المحسوم المقطوع به عندهم رحمهم الله رضي الله عنهم. الاجماع قطعي على ان هذا القرآن كلام الله وعلى تكفير من قال ان القرآن مخلوق ان صدق المؤلف رحمه الله حينما قال وصدقه المؤمنون على ذلك حقا وايقنوا انه كلام الله تعالى بالحقيقة ليس بمخلوق ككلام البرية يعني ككلام الناس فمن سعي فمن سمعه فزعم انه كلام البشر فقد كفر. هنا يحسن ان يذكر اشكال يريده من يورده من اهل البدع وهو ان يقال كيف يقال ان من زعم انه كلام البشر فقد كفر وقد قال الله جل وعلا عن القرآن انه لقول رسول كريم نعم الجواب عن هذا ان يقال ان البحث انما هو فيمن قال انشاء لا من قال تبليغا. البحث في ماذا؟ في من قال ان شاء. من الذي تكلم بهذا الكلام ابتداء وانشأه انشاء اهوى الله عز وجل او غيره اما كون هذا الكتاب قد بلغه نبينا صلى الله عليه وسلم فنسب اليه القول على هذا الوجه انه قوله ابلاغا فهذا ليس محل البحث وليس هذا محل اشكال. اذا انه لقول رسول كريم يقول ابن قتيبة رحمه الله انه لقول رسول كريم عن ربه سبحانه وتعالى فاستغني بقوله رسول عن اتمام هذه الجملة والقرآن فيه الاختصار. كلمة رسول كافية في اثبات ان هذا القرآن كلام المرسل. قوله ايش؟ رسوله في اثبات ان هذا القرآن ها كلام المرسل سبحانه وتعالى. لان الرسول انما يبلغ ها كلام مرسله والا لم يكن لم يكن رسولا وبالتالي اي معنى لكونه رسولا وهو اعني المرسل لم يتكلم بل لا يتكلم. لا معنى لماذا؟ لكونه رسولا له. ولو كان هذا الكلام انشاء من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قوله رسولا ها هنا لا حاجة اليه ولا قيمة له فالله جل وعلا لم يقل انه لقول محمد او انه قول بشر او انه قول ملك انما هو ايش قول رسول والرسول يبلغ ما قاله مرسله ما قلت لهم الا ما امرتني به. هذه هذه وظيفة الرسول. وزد على هذا وجها اخر فهو ان هذه الجملة انه لقول رسول كريم جاءت في موضعين في كتاب الله. في الحاقة والمراد بها او المراد بالرسول على قول الجمهور انما هو الرسول البشري الذي هو محمد صلى الله عليه وسلم. وجاءت في سورة التكوير والمراد بالرسول في ذاك الموضع ان على قول انما هو الرسول الملكي وهو جبريل عليه السلام. فاذا قيل ان هذه الاية تدل على ان هذا القرآن كلام النبي صلى الله عليه وسلم انشاء نقول وهذا يجعل هذه الجملة تناقض ها تلك الجملة لانه مرة جعله قول رسول بشري ومرة جعله قول رسوله ملكي وهذا وهذا تناقض يجل عنه كتاب الله عز وجل ولو كان من عند غير الله ها لوجدوا فيه اختلافا كثيرة فتنبه الى هذا الاشكال الذي قد يعترض به من يعترض قال فزعم انه كلام البشر فقد كفر وعلمنا ان هذه كلمة اجماع عن السلف. وقد ذمه الله وعابه واوعده في سقر حيث قال تعالى ساصليه سقر. سقر علم على جهنم اسم من اسماء جهنم نعوذ بالله منها. نسأل الله ان يجيرني واياكم منها هذه اه الاية فيها ذكر ما قال الوليد بن المغيرة المخزومي الذي كان الكبير المقدم عند قريش بل قال بل وصفه شيخ الاسلام رحمه الله بانه فيلسوف قريش القوم في مثل هذه المسائل كانوا تبعا لرأيه وكان على ما ذكر يلقب بالوحيد. الوحيد في رأيه والوحيد في ماله والوحيد في تجاهه فالله جل وعلا يقول ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم ثم يطمع ان ازيد كلا انه كان لاياتنا عنيدة سارهقه صعودا. ما السبب انه فكر وقدر فقتل كيف قدر. ثم قتل كيف قدر. ثم نظر ثم عبس وبسر. ثم ادبر واستكبر فقال ان هذا يعني القرآن الا سحر يؤثر يؤثر عمن قبله اخذه وتلقاه عمن قبله. فهذا سحر زعم انه سحر لانه يفرق بين الرجل وابيه وبين الرجل وعشيرته. ما يلبث ان يسمعه من يسمعه. من الحق الا ويؤمن. يعادي اهله من المشركين. فوصفه بناء على هذا انه سحر يؤثر ان هذا الا قول البشر. قوله ان هذا الا قول البشر بدل اشتمال من جملة ها ان هذا الا سحر يؤثر. لان السحر منه قولي ومنه فعلي وهذا من جملة السحر ايش؟ القول. الشاهد من هذا والنتيجة والخلاصة لكلامه نفي ان يكون القرآن كلاما لله ووحيا من عند الله عز وجل. انما هو شيء مفترى. وهذا ديدن المشركين فان الله سبحانه وتعالى اخبر عنهم في قوله وليقولوا درست. يعني تعلمت وتلقيت هذا القرآن من غيره والله جل وعلا يقول وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا. انظر الى هذا الباطل كيف رده الله جل وعلا؟ قال قل انزله الذي يعلم السر في السماوات والارض انه كان غفورا رحيما الشاهد ان هذا واخوانه من المشركين كانوا يجعلون هذا القرآن ترى وانه من جملة كلام البشر ليس غيره ليس غير. الله جل وعلا يقول قد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر. اذا هذا كلام من جملة كلام البشر بين الله سبحانه وتعالى ان قائل هذه المقالة قد اتى بشيء عظيم يستحق به ان يعذب في النار. قال ساصليه سقر. وسقر قالوا سقرته الشمس يعني اذابته بحرها. نسأل الله العافية والسلامة. ويقال للحر ساحور وبعض اهل العلم ذهب الى ان هذه الكلمة كلمة اعجمية انما على كل حال سحر اه سقر اه هي النار او هي دركة من دركاتها على قول بعض السلف هنا فائدة هذه الاية نزلت والوليد بن المغيرة حي وهذه اية من ايات نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وان هذا القرآن كلام الله وذلك من وجهين اولا ان هذا القرآن قد تكلم به الذي يعلم كل شيء يعلم ما سيكون ومن قلوب الخلق بيده فعلم سبحانه وتعالى ان هذا الوليد سيموت كافرا. فكان ان مات كافرا وقلب الوليد يقلبه الله سبحانه وتعالى كيف يشاء ولذا صرف بذنبه وكفره وعتوه عن طريق الايمان والا ربما يسقط هذا الوليد لو ادعى ولو كاذبا دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم كاملة لو ادعى الاسلام ايش؟ كاذبا. انت تقول ساصليه الله يقول ساوصيه سقر وها انا ها قد اسلمت اذا لن اكون من اهل سقر وبالتالي هذا الكلام كله غير صحيح قطعنا حينئذ ان الذي تكلم بهذا الكلام هو العليم القدير سبحانه وتعالى ووجه اخر وهو لو كان هذا الكلام مفترا من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون مجازفا هذه المجازفة يعرض دعوته وما بناه خلال سنوات الى السقوط. لاجل هذه الجملة يمكن ان يتجاوزها ولا يخبر بها لماذا؟ لانه لو كان مفتريا على الله وحاشاه بابي هو وامه صلى الله عليه وسلم. لما تفوه بهذا هذه الكلمة لانه لا يدري ها ما الذي سيكون؟ لربما يعلن اسلامه فتكون الورطة التي لا يمكن ان يتجاوزها فهذه الاية على نسق ما قيل في قوله تعالى في ابي لهب سيصلى نارا ذات لهب فهذه الاية نزلت في حياة الوليد وتلك نزلت في حياة ابي لهب والايتان من جملة دلائل كثيرة تدل على ان هذا القرآن كلام الله وان هذا الرسول صادق صلى الله عليه وسلم مصدوق. قال وقد ذمه الله وعابه واوعده بسقر حيث قال تعالى ساصليه سقر. فلما اوعد الله بسقر لمن قال ان هذا الا قول البشر علمنا وايقنا انه قول خالق البشر ولا يشبه قول البشر علمنا وايقنا انه قول خالق البشر. اي وربي السماء. هذا قول خالق البشر هذا هو اتم الكلام. واحسن الحديث واصدق القول الله نزل احسن الحديث وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا. صدقا في الاخبار وعدلا في الاحكام. ومن اصدق من الله قيلا من اصدق من الله حديثا ولا يشبه قول البشر. هذا هو الحق المبين ان هذا القرآن لا يشبه كلام البشر وقوله قطعا وما احسن ما قال السلف كطاووس والحسن البصري وابي عبد الرحمن السلمي. قالوا فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه وهذا الكلام روي مرفوعا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يصح. ففضل كلام الله عز وجل فضل القرآن على سائر كلام كفضل الله على سائر خلقه انى يكون كلام البشر ككلام خالق البشر. سبحان الله العظيم بل كلام الله عز وجل هو الكلام العظيم المعجز من جميع الوجوه. وليس كما خاض بعض الناس تقصير شديد حينما تكلموا عنا اعجاز القرآن هذا النظار يقول لا لا وجه لاعجاز القرآن الا اخباره بالمغيبات فقط. هذا الوجه الذي تميز به القرآن كونه ايش؟ اجيبوا يا جماعة انه اخبر بالمغيبات وهذا تلميذه الجاحظ الطاعن في كتاب الله والذي الف في خلق القرآن فاتى بما اظحك العقلاء على عقله الجاحظ يقول وجه اعجاز القرآن انما هو نظمه ورصفه انما هو ايش؟ نظمه ورصفه. وبعض المعاصرين يقصرون الكلام في اعجاز القرآن على الاعجاز العلمي وبعضهم كما الف من الف ممن تجاسر على كتاب الله عز وجل فقال اعجاز القرآن هو في التصوير الفني فيه. الى اخر تلكم آآ الاقوال والحق الذي لا مرية فيه. ان القرآن عظيم معجز من جميع الوجوه. فالفاظ ونظمه ومعانيه وفواصله ومشابهته لبعضه كتابا متشابها وتلاوته وقراءاته وهدايته للتي هي اقوم. وسلطانه على النفوس. واخباره بالمغيبات. وما دل عليه من عجائب وغرائب المكتشفات. الى اخر ما هنالك من تشريع عظيم وبيان للحق وصلاح واصلاح للمجتمعات هذا وغيره كثير كله دليل على انه لا يشبه كلام البشر وانه كلام الله حقا ولو لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم من دليل على نبوته الا هذا القرآن لكفى به دليلا. الله جل وعلا يقول اولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم؟ بلى والله انه لكاف قال رحمه الله ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر فمن ابصر هذا اعتبر يعني لاحظ ببصر ببصيرته هذا وعن مثل قول الكفار زجر يعني القول بخلق القرآن فيه شبه من مقالة الكفار فالنتيجة واحدة. النتيجة ان هذا القرآن الذي بين ايدينا لم تكلم الله عز وجل به وعلم انه بصفاته ليس كالبشر. الله جل وعلا بذاته وصفاته ليس كالبشر الله عز وجل منزه عن مماثلة ومشابهة المخلوقين. لانه ليس كمثله شيء. ولم يكن له كفوا احد هل تعلم له سميا؟ لان صفات كل موصوف تناسب ذاته وتلائم واذا كانت ذات الله عز وجل ليست كذوات المخلوقين فصفاته ليست كصفات المخلوقين لان القول في الصفات كالقول في الذات وكيف فيكون الله عز وجل آآ كالبشر في ذاته او صفاته والبشر ناقصون. والله جل وعلا له كمال المطلق وفي قوله هنا ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر. مناسبة هذا لما قبله ان من وصف كلام الله جل وعلا بانه مخلوق فقد وصف اه الله سبحانه وتعالى بمعنى من معاني البشر المختصة بهم فصفاتهم مخلوقة والقرآن من كلام الله فلو كان مخلوقا لشابه ماذا؟ المخلوقين في ان صفة من صفات مخلوقة كما ان من المشبهة من زعم ان الله جل وعلا ابتدأ الكلام بعد ان لم يكن متكلما علمنا ان هذا القول قول باطل بل لم يزل الله جل وعلا متكلما بمشيئته فهذا القول الذي قالوا هو من جملة تشبيههم لانه لو كان الامر كما ذكروا كان كلام الله عز وجل ككلام المخلوقين مبتدأ كما ان المخلوق يبتدأ ها الكلام بعد ان لم يكن متكلما فكذلك في زعم هؤلاء وبئس ما قالوا يكون الله عز وجل قد ابتدأ الكلام بعد ان لم يكن متكلما. ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر. في صفة الكلام وفي غيرها لاي معنى من المعاني وتنبه هنا الى ان كلام الطحاوي رحمه الله ومن وما كان على هذه الشاكلة من الكلام انهم اذا قالوا بمعنى من معاني البشر فالمراد ها المعاني المختصة بالبشر. انتبه فان هذه قد يتذرع بها من من اهل البدع فالقدر المختص بالمخلوق من وصف الله عز وجل به فهو فهو مشبه كافر وليس المراد ماذا؟ القدر المشترك او الصفة في اصل اه في اصل الوصف فالله جل وعلا يقول وجاء ربك والملك الله عز وجل وصف نفسه بالمجيء ووصف المخلوق بالمجيء وليس المجيء كالمجيء ولا الجائي كالجائي الله جل وعلا وصف نفسه بالسمع والوصف والبصر ووصف المخلوق بذلك. اذا من وصف الله بمعنى من معاني البشر ها عندها المختصة بهم المختصة بهم بالبشر. فهذا لا شك في انه قد كفر وهذه كلمة اجماع عند السلف كما علمنا من مقالة نعيم ابن حماد رحمه الله من شبه الله بخلقه فقد كفر. وقال اقن رهويه رحمه الله من وصف الله فشبه صفاته بصفات خلقه فقد كفر بالله العظيم وهذا الذي قاله يقوله كل علماء اهل السنة والجماعة. لعل في هذا القدر كفاية. واسأل الله جل وعلا ان يعلمني واياكم ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا. امين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم