بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الامام ابو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى في بيان عقيدة اهل السنة والجماعة والرؤية حق لاهل الجنة بغير احاطة ولا كيفية كما نطق به كتاب ربنا. قال تعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة. وتفسيره على ما اراد الله الا وعلم وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كما قال ومعناه على ما اراد لا ندخل في متأولين بارائنا ولا متوهمين باهوائنا الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد كان وقوفنا في الدرس الماضي عند قول الله جل وعلا وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة تبين لنا وجه الاستدلال بها على ثبوت رؤية الله جل وعلا في الاخرة ذكرت ان اهل البدع والضلال وعلى رأسهم في هذا المقام المعتزلة قد حرفوا دلالة هذه الاية وحملوها على غير وجهها و اشهر شيء من تأويلاتهم مذكور في كتبهم تأويلان الاول قولهم ان معنى قوله تعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة قالوا منتظرة ثواب ربها هم اولا حرفوا دلالة النظر المعدى بالى من الرؤية البصرية الى الانتظار وثانيا انهم ذكروا شيئا مضمرا لا دليل عليه فبدل ان يكون النظر الى الله عز وجل صار صار انتظارا لماذا لثواب الله فاظافوا الى معنى الاية كلمتان ثواب اتوا بامرين لا دليل عليهما بل هما منا بل هما مناقضان بمعنى الاية تمام المناقضة و الرد على هذا الزعم الذي زعموه والخوض الذي خاضوه من وجوه كثيرة اهمها ما يأتي اولا ان يقال ان المتكررة في الوضع اللغوي بالاتفاق بين اهل اللغة ان النظر اذا عدي بالى فانه لا يحتمل شيئا البتة سوى نظر العين نظر الى يعني رأى بعينه هذا الذي لا تحتمل اللغة غيره اما النظر بمعنى الانتظار فانه في جميع موارده تجده اعني هذا النظر معدا بنفسه. ولا تجده معدا بالى ولذا كانت القاعدة ان الى تصحب نظر العين ولا تصحب نظر الانتظار من يعيد القاعدة الى تصحب نظر العين. نظر العين ولا تصحبوا نظر الانتظار وقد جاء الجمع بينهما صحيح مسلم وهو ما رواه جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث طويل وفيه ذكر بعض ما يكون يوم القيامة ففي الحديث انه بعد ان يذهب كل عابد خلف معبوده يبقى اهل الايمان قال صلى الله عليه وسلم فيقول الله عز وجل لهم ماذا تنظرون؟ ماذا ايش تنظرون فقالوا ننظر ربنا تنظرون وننظر بمعنى ننتظر قالوا ايش؟ ننظر ربنا فيقول الله جل وعلا انا ربكم فيقولون حتى ننظر اليك يقولون ايش؟ حتى ننظر اليك ولاحظ معي ان الاول كان نظرا معدا بنفسه. وفي الثاني نظر كان نظرا بقلة والفرق بينهما واضح. ففي الاول كان السؤال والجواب راجعا الى معنى الانتظار بما هو واضح دون شك اما في قوله صلى الله عليه وسلم عنهم حتى ان انظر اليك لا يفهم احد يعرف لغة العرب ان المقصود ها هنا حتى ننتظرك انتم معي يا مشايخ؟ تخيلوا معي كيف سيكون السياق ماذا تنتظرون؟ ننتظر ربنا؟ فيقول انا ربكم فيقولون حتى ننتظر ربنا حتى ننتظرك بالله كيف سيكون هذا الكلام الممجوج فتبين لنا الدليل الصريح الفرق بين النظر المعدة بالى وبين النظر المعدى بنفسه الذي هو بمعنى الانتظار والقوم لم يبالوا من حيث العبث دلالات النصوص واعمل فيها اهواءهم كيف شاءوا بلا خوف من الله جل وعلا ولا حياء من خلقه الوجه الثاني ان يقال اذا قلتم بهذا الذي قلتم في هذه الاية فلتقولوا مثل هذا القول في نظيراتها قولوا كما قلتم في هذه الاية في نظيراتها واضحك العقلاء على عقولكم او فابرزوا لنا فرقا واضحا قولوا كما قلتم في قوله الى ربها ناظرة في قوله تعالى افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت وليكن معنى الاية ها افلا تنتظرون الابل كيف خلقت وقولوا مثل هذا في قوله تعالى افلم ينظروا الى السماء كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج وليكن المعنى افلم انتظروا السماء وقولوا مثل ما قلتم في قوله تعالى فانظر الى طعامك وشرابك لم يتسن وانظر الى حمارك وانظر الى العظام كيف ننشزها. وقولوا في الثلاثة ها؟ فانتظر قولوا مثل هذا واظحكوا العقلاء على عقولكم قولوا مثل هذا في قوله تعالى فلينظر الانسان الى طعامه انا صببنا الماء صبا قولوا ان المعنى فانتظر طعامك ان الله صبه صبا الى ايات كثيرة وانظر الى الهك الذي ظلت عليه عاكفا. قولوا ان المقصود ها؟ انتظر الهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه وانظروا كيف سيكون معنى السياق حينئذ اما ان تقولوا ان النظر في هذه المواضع هو الانتظار كما قلتم في قوله تعالى ها الى ربها ناظرة او فابرزوا لنا فرقا واضحا يمكن التسليم به وهيهات لهم بذلك وها هنا اعتراض ذكروه وهو قالوا عندنا دليل على ان نظر اذا عديت بي الى فانها تفيد معنى الانتظار قلنا لهم هاتوه قالوا الم تسمعوا الى قول حسان رضي الله عنه وجوه يوم بدر ناظرات الى الرحمن تنتظر الخلاص وهذا البيت روي روي بعدة اوجه وجوه يوم بدر ناظرات وروي وجوه ناظرات يوم بدر الى الرحمن تنتظر الخلاص وروي الفلاحة ومهما يكن من شيء قالوا ان النظر ها هنا انما هو بمعنى الانتظار وهذا حجة لغوية تشهد لقولنا والجواب عن هذا من ثلاثة اوجه اولا ان هذا بيت مصنوع لم يثبت عن حسان رضي الله عنه ولا عن غيره ممن يحتج بقوله من اهل اللغة ويال الله العجب اليس هذا مبحثا عقديا؟ هو معدود عندكم من مباحث الاصول وعندنا عشرات الاحاديث مخرجة في الصحيحين وغيرهما من السنن والمسانيد والمصنفات باصح الاسانيد على وجه الارض ثم انكم اخذتم هذه الاحاديث باطراف الاصابع ودفعتم في صدورها وبيتم القبول لها القبول بها والسبب عندكم انها ها احاديث احاد واحاديث الاحاد تفيد الظن وهذا الباب لا يقبل فيه الا القطع. سبحان الله العظيم احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. لو سلمنا جدلا انها في هذا المقام احاد وهي ليست كذلك. بل هي متواترة قطعا حفظ هذا المعنى اعني اثبات الرؤية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من رواية نحو من ثلاثين من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فان لم يكن هذا المعنى متواترا فما هو التواتر اذا لكن سلمنا جدلا انه ليس متواترا لكنها احاديث صحيحة قد اه حكم عليها اهل العلم بالحديث بالقبول فهي تفيد العلم واليقين قطعا ولكن لانكم ابعدوا شيء عن السنة بل انتم اعداء للسنة انكم تأبون قبولها المقصود ان هذه احاديث صحيحة سلسلة اسانيدها مزينة بالثقات الاتقياء الصادقين ثم تركتم هذا كله وذهبتم تستدلون ببيت مصنوع وقائله مجهول فايصاف هذا ثانيا لو صح ان هذا البيت ممن يعتد بكلامه من اهل اللغة فاننا نقول ان هذا البيت جار على القاعدة. وهي ان النظر اذا عدي بالا فانه يفيد معنى الرؤية البصرية وذلك ان مقصود القائل ان هذه الوجوه كانت تنظر الى السماء لان اولئك كانوا يعتقدون ان ربهم سبحانه وتعالى عال فوقهم. فهم ينظرون الى حيث هو سبحانه كما ان المسلم اذا رفع يده فانه يرفعها الى فوق لانه يعتقد ان ربه سبحانه وتعالى فوق كذلك اذا اشار الى اعلى كما اشار النبي صلى الله عليه وسلم بينما يشير الى حيث ربه. فربه سبحانه وتعالى عال فوق كل شيء فاي اشكال في هذا؟ فانظروا الى السماء يعني الى حيث ربها سبحانه وتعالى تنتظر ان يأتيها الخلاص والفلاح من قبله تبارك وتعالى فما الاشكال هل هذا دليل عليهم وليس دليلا لهم الامر الثالث ان يقال ان بعض اهل العلم قال ان هذا البيت روي ليس كما ذكرتم وانما وجوه يوم بكر ناظراته الى الرحمن تنتظر الفلاح او الخلاص وجوه يوم ايش؟ بكر والمقصود ان هذا حكاية عما كان في حروب الردة بين الصحابة رضي الله عنهم وبني حنيفة الذين ارتدوا مسيلمة ومن معه ومعلوم ان بني حنيفة يرجعون الى قبيلة بكر ابن وائل فهو يقول في تلك الحروب حروب قوم مسيلمة بني حنيفة الذين هم من بكر ابن وائل يسمى اليوم بهم ينظرون الى مسيلمة. لانه قبحه الله قد تسمى. ها رحمن اليمامة كانوا يلتفتون اليه وينظرون يريدون حلا يريدون نصرا يأتي من قبله فهذه حكاية عن ما كان من هؤلاء المرتدين من بني حنيفة ولم يخرج البيت عن القاعدة اللغوية فهو النظر ها العيني هو نظر البصر الوجه الثالث الوجه الثالث ان الانتظار لا وجه لتعليقه بالوجه لا وجه لتعليقه بالوجه. الاية فيها ماذا؟ وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة في لغة العرب اذا اريد الانتظار فالمعروف انه ينسب الانتظار الى المنتظر لا الى وجهه. فيقال زيد ناظر يعني منتظر ولا يقال ها؟ وجه زيد ناظر واضح؟ ولذلك افلم ينظروا وقال افلم تنظروا افلم تنظر وجوههم ها وهكذا في مواضع كثيرة ينسب النظر الذي هو بمعنى الانتظار الى ذواتهم واشخاصهم ولا ينسب الى وجوههم فهذا الذي ذكره غريب عن لغة العرب ولا يعرف له شاهد كما قالوا الوجه الرابع لو كان مقاله صحيحا لم يكن للتعدية بالظرف وجه ولا فائدة وذلك ان الله جل وعلا قال وجوه ايش؟ يومئذ هذا المذكور تعلق بظرف هو يوم القيامة. فانتم تقولون ان هذا الانتظار لثواب الله عز وجل كان متى يوم القيامة نقول ان هذا ان هؤلاء المؤمنين ينتظرون ثواب الله عز وجل من قبل وهم في الدنيا فما فائدة هذا التعليق تعليق النظر بيوم القيامة. هذا التعليق يناسب لو كان هناك شيء جديد يكون منهم. اما مجرد انهم ينتظرون ثواب الله جل وعلا فهذا من قبل كان منهم فهم كانوا يأملون ينتظرون ويتحينون ان ينالهم ثواب الله سبحانه وتعالى. فاي فائدة في بالظرف ها هنا. الوجه الخامس ان الاية صريحة بان اهل الايمان قد نالهم حظ وافر من النضارة والبهجة والسرور والضحك بسبب هذا النظر صح ولا لا؟ قال وجوه يومئذ ناضرة والسبب؟ لانها الى ربها واي نضارة ينتجها الانتظار بل لو قيل بالعكس لكان هو المناسب. فالذي يصحب الانتظار ليس السرور ولا النضارة ولا السعادة وانما القلق والهم هذا هو المعروف عند الناس حتى قالوا ان الانتظار يورث الصفار وقالوا ان الانتظار يورث الصغار وحتى قالوا ان الانتظار هو الموت الاحمر انتظار فيه ملل وفيه ظيق صدر. فاي سعادة وسرور وحضور في كونهم ينتظرون الامر السادس انتم تقولون ان معنى الاية وجوه يومئذ ناضرة تنتظر ثواب ربها فمن اين لكم ان في الجنة ثواب ينتظر والجنة هي الثواب صح ولا لا؟ الانتظار انما يكون لشيء معدوم الانتظار انما يكون لشيء معدوم. فهم في الجنة وينتظرون الثواب وهم في نعمة تكتنفهم من كل جانب ان الابرار لفي نعيم فما دخل المؤمنون الجنة الا ونعيم الله جل وعلا وثوابه يمثال عليهم وينهال عليهم ويكتنفهم من كل جانب. فمن اين لكم ان هناك؟ ها انتظارا للثواب وهم في الثواب اي تناقض هذا الذي تذكروه الامر السابع ان التأويل الذي ذكره اقتضى اضمارا بلا دليل وهذا غير مقبول باتفاق العلماء هذا التأويل الذي ذكره اقتضى منهم ان يضمروا كلمة ثواب فما الدليل عليها؟ لا دليل عليها انما هو شيء مخترع من قبلهم. وبناء عليه فانه يقول فاننا نقول ان هذا عبث بادلة القرآن والا فلو صح لكم ان تضمروا ما شئتم فانه يصح لغيركم ايضا ان يضمر وعليه فتكون ادلة الكتاب والسنة نهبا لكل صاحب هوى يقدر في النصوص ما يشاء واذا كانت باؤكم تجر فباء غيركم ها تجر ايضا فلزنديق ان يقول مثلا واعبدوا الله هناك مضمر واعبدوا رسول الله واقيموا الصلاة واقيموا اه صلاة الظهر وليس الصلاة مطلقا فقط صلاة الظهر واتوا الزكاة من الابل فحسب اليس الباب صار مشرعا انتم اضمرتم بلا دليل فلغيركم ايضا ايضا ان يضمر بلا دليل. فاي حرمة بل اي قيمة ستبقى للنصوص اذا فتح هذا الباب على مصراعيه انتم معي يا مشايخ فهذا مما يبين بطلان ما قالوا وان القاعدة القطعية المتفق عليها انه لا يجوز العدول عن الظاهر الا بدليل صريح الظاهر ها هنا ليس فيه هذا الذي اضمر وهذا الجواب اه يرد تأويلا اخر ذكروه وهي زعمهم ان النظر ها هنا هو نظر العين ولكن ثمة مضمر محذوف فهي انظروا الى ثواب ربها تنظر الى ثواب ربها. وجوه يومئذ ناضرة الى ربها يقولون خلاص سلمنا بان النظر هنا هنا هو نظر العين ولكن النظر ليس الى الله جل وعلا وانما الى ثوابه فنقول هذا اظمار بلا دليل فالقول به باطل الوجه الثامن ان يقال ان هذا التفسير تفسير مخالف لاجماع السلف ونحن نعتقد ان اجماع السلف هو الحق الذي لا ريب فيه وهذا الذي ذكروه شيء محدث ما عرفوه ولو كان خيرا لسبقوا اليه واهل السنة يا اخوة يعتقدون ان المتأخرين من المسلمين ليسوا منبتين ظهروا وقد انقطعت الصلة لمن قبلهم انما يعتقدون ان هذا الدين سلسلة متصلة ببعضها فيأخذ المتأخر من المتقدم بهذا كان المتأخرون من اهل السنة والجماعة على يقين من انهم على الحق المبين لانهم اخذوا دينهم واعتقادهم عن السلف السابقين ولذا لما قيل لشريك ابن عبد الله القاضي رحمه الله ان قوما يكذبون بنزول الله تعالى فما كان منه الا ان حدث بنحو عشرة من الاحاديث نسوقها باسانيدها ثم قال اما نحن فاخذنا ديننا عن التابعين واخذه التابعون عن الصحابة اما هم فعمن اخذوا نحن مستيقنون نحن نأوي الى ركن وثيق ارأيتم جبل احد نحن كالمستند الى جبل احد اوى الى ركن شديد ليس عنده ادنى ريب ولا شك. هذه العقيدة عقيدة كان يعتقدها بيقين اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه كان يعتقدها التابعون رحمهم الله وكان يعتقدها اتباع التابعين وكان يعتقدها من بعدهم من ائمة الهدى ولم يزل هذا الامر يتسلسل الى يوم الناس هذا بحمد الله وفضله بالاسانيد الصحاح الروايات الجياد الحسان وصلتنا ولله الحمد غضة كأنما حدث بها البارحة ما عندنا شك في هذا ولا ريب بحمد الله ولذا فاننا نقطع بان اي اعتقاد لم يكن عليه السلف الصالح رحمهم الله فانه لا خير فيه فهو باطل دون شك الوجه التاسع ان يقال ان هذا التفسير الذي ذكره باطل مخالفته ادلة الشرع ونصوص الوحي كتابا وسنة وحدة واحدة تؤخذ على انها دليل واحد لان الله جل وعلا وصف كتابه لانه متشابه يعني يشبه بعضه بعضا ويؤيد بعضه بعضا ويدل بعضه على بعض. وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحي كما ان القرآن وحي فاذا نظرت الى هذا الدليل فافهمه في ضوء الادلة الاخرى والادلة الاخرى قاطعة بثبوت الرؤية البصرية. قال صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري اصح الكتب بعد كتاب الله جاء في حديث جرير رضي الله عنه انكم سترون ربكم عيانا فاي بيان بعد هذا البيان؟ واي ايضاح بعد هذا الايضاح وكيف نفهم هذه الاية الا في ضوءه اخواتها من الايات والاحاديث فالنصوص وحدة واحدة. تعامل كدليل واحد الوجه العاشر والاخير سلمنا سلمنا جدلا ان الاية على ما ذكرته. وان معناها تنتظر ثواب ربها. فاننا نقول كان ماذا بعد هذا؟ تنتظر ثواب ربها وقد دلت الادلة الصحيحة القطعية على ان من ثواب ربها بل اعلى ثواب ربها في الجنة هو ماذا؟ رؤية بها فهي تنتظر رؤية الله سبحانه وتعالى. كما تنتظر بقية النعيم بل اولى فهذه عشرة اوجه موجزة تدل على بطلان التأويل الذي ذكروا والله عز وجل اعلم نأتي الان الى التأويل الثاني الذي ذكره وهو دونه في الشهرة واظهروا في السقوط على سقوط التأويل الاول كما علمت لكن الثاني اظهر سقوطا وهو قولهم ان قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة. ليست الاية او ليست الاية جار ومجرور. الى ربها جار ومجرور. لا. انما في الاية ومضاف اليه بمعنى ان الى كلمة مفردة وليست حرف جر قالوا الى مفرد الاء الى مفرده الاء وناظرة ها هنا لم تتعدى باله فهي بمعنى ايش الانتظار فيكون المعنى وجوه يومئذ ناضرة ها نعمة ربها منتظرة ما رأيكم تأويل سامج مخالف للمتبادر من الاية وفيه من التكلف والتعسف ما لا يخفى على منصف هذا هو الامر الاول. وقد اعترف بعض المتكلمين بان هذا التأويل في غاية البعد ويا لله العجب لو اننا طردنا هذا كل اية لا تعجبنا وفيها حرف الجلي كل اية لا يعجبنا الاستدلال بها ونعوذ بالله من هذه الحال فاننا سوف نجعل الى بمعنى ها مفرد الاء يعني هذا شيء الى العبث. اقرب منه الى البحث العلمي النزيه هذا وجه الوجه الثاني ان يقال ان هذا التأويل باطل بيقين وذلك ان الانتظار انما يكون لمعدوم كما علمنا. انت لا تنتظر شيئا بين يديك صح ولا لا؟ او انت غارق فيه. ثم الاية على قولكم تقتضي ان المعنى نعمة ربها ها منتظرة نعمة ربها والمفرد المضاف كما هو متقرر في علم اصول الفقه يعم اذا نعم الله عز وجل اهل الايمان سوف ينتظرونها اين في الجنة سبحان الله كيف يكون ذلك؟ والله جل وعلا يقول ان الابرار لفي نعيم فهم في النعيم بيقين فكيف ينتظرون شيئا هم فيه فهذا دليل على ان الذي ذكره بعيد غاية البعد. الوجه الثالث ان يقال ليس متفقا على ان الى مفرد الاء المسألة خلافية وهذا الخلاف يضعف هذا الاستدلال وقد قيل ان كلمة الاء لا مفرد لها وقيل ان مفردها الا وليس الى وقيل ان مفردها الى ولكن بالالف الممدودة لا المقصورة وهذا يخالف رسم القرآن. اذا هذه اوجه آآ تدل على ضعف هذا التأويل الذي ذكروا الوجه الرابع وهو وجه لغوي وهو ان قولهم يقتضي ان الى مفعول الاسم الفاعل ناظرة صح ولا لا؟ فيكون اسم فيكون اسم الفاعل قد عمل في لا متأخر يعني في غير القرآن تقول ناظرة ها نعمة ربها ناظرة نعمة ربها، لكن في الاية ها نعمة ربها ناظرة. وهذا ظعيف بعيد عن الفصاحة ولا يلجأ اليه عند علماء اللغة. الا في ضرورة شعرية. ان تعمل او ان يعمل اسم الفاعل في ماذا في متقدم عليه وليس وليس في متأخر فانظر كيف ان الهوى قد عمل في هؤلاء حتى ركبوا الصعب والذلول ليس هناك غاية الا ان ندفع دلالة هذا الدليل باي وجه. كان الاية او الحديث الذي يخالف معناه هواهم صائل يدفع باي وسيلة الصائل يدفع ها باي وسيلة كأن النصوص هذه حالها معهم وهذه حالهم معها نسأل الله السلامة عافية الوجه الخامس والاخير ان هذا التوجيه او هذا التحريف والتأويل مخالف لاجماع السلف فما قال به احد قط. ولن تكن هذه الامة جاهلة مضيعة للحق في معنى كلام ربها حتى برز هؤلاء المعطلة الامة معنى كلام ربها. فهو تفسير مبتدع مخالف لاجماع السلف وساقط لا شك في ذلك ولا ريب احسن الله اليكم قال رحمه الله وتفسيره على ما اراد الله تعالى وعلمه يقول قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة تفسيره على ما اراده الله تعالى وعلمه ماذا اراد المؤلف بهذه الجملة بعض من تصدى لشرح هذه العقيدة احتمل ان يكون في هذه الجملة اشارة الى مذهب اهل التفويض واننا نجهل معنى هذه الاية وانما نفوض العلم بمعناها الى الله. وهذا فيما يبدو والعلم عند الله بعيد وعلى الشارح كما نص على هذا ابن حجر رحمه الله في فتح الباري على الشارح ان يود كلام الاصل ما امكن. شأن الشارح ان يوجه كلام الاصل ما امكن. يعني ان تتصديت للشرح فحاول ان توجه كلامه الاصلي ما امكن توجهه التوجيه الصحيح. ولا شك ان هذا ينبغي ان يكون بلا تعسف. ان يكون بلا التأسف وسياق كلام المؤلف رحمه الله تدل على بعد هذا الاحتمال. فانه قد اثبت الرؤيا. فقال والرؤية حق لاهل الجنة بغير احاطة ولا كيفية ولا يقول هذا الذي يجهل معنى كلمة رؤية صح ولا لا؟ لان الذي ينفي الكيفية هو الذي يعلم المعنى صح ولا لا؟ الذي يجهل الكيفية هو الذي هو الذي يعلم المعنى والا فلو كان يجهل والمعنى اصلا فلا وجه لان ينفي العلم بالكيفية لان المعنى اصلا ها مجهول اه الذي يبدو والله اعلم ان مراد الطحاوي رحمه الله بقوله وتفسيره على ما اراده الله تعالى وعلمه ان تلاوة هذه الاية ونظيراتها كافية في تفسيرها وليس هناك قدر زائد على هذا في فهم المعنى. ليس هناك قدر زائد على هذا في معنى او في فهم المعنى اية صريحة لا حاجة الى ان تتزيد عليها بتأويلات وتحريفات ويؤكد هذا ما سيذكره لاحقا مما اقرؤه ان شاء الله. وبناء عليه فانه يقال ان هذه النصوص و امثالها محمولة عند اهل العلم على ظاهرها. لان ظاهرها مراد لله تعالى وبناء عليه فالمعلوم عند اهل السنة والجماعة ان ظواهر نصوص الصفات ومسائر او ادلة الغيب محمولة على ظاهرها. القاعدة عندهم ظواهر النصوص مرادة للمتكلم بها مفهومة للسامع لها من يعيد القاعدة؟ ها ظواهر النصوص؟ مرادة للمتكلم بها مفهومة للسامع لها. لا بد ان تكون مفهومة للسامع لها. اذا كان يريد الافهام والهداية لا الالغاز. ومعلوم وهذا هو الاصل عند العقلاء ان مقصود الخطاب الافهام هذه قاعدة مفهوم ايش؟ عفوا مقصود الخطاب الافهام فلا يخاطب عاقل غيره الا والاصل انه يريد افهامه وان كان الامر على خلاف ذلك كانت قرائن الحال كافية في الدلالة على المراد كأن يكون المقام مقام للغاز ونحوه لكن الاصل ان مقصود الخطاب هو الافهام. اذا نحن نقطع ان ظواهر النصوص مرادة لله عز وجل مفهومة لدى السامعين ولو كان المراد خلاف الظاهر ها لبين في الدليل. لو كان المراد خلاف الظاهر لبين في الدليل لماذا لان الله عز وجل وصف هذا الكتاب بانه هدى للمتقين. وانه بيان وتبيين ومبين وبانه احسن تفسيرا وبانه ميسر للذكر. ولانه مطلوب من المؤمنين ان يتدبروه. يقول الله سبحانه وتعالى يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا. هو خير مما يجمعون. كيف يكون موعظة وذكرى وهدى وظاهره خلاف مراد الله سبحانه وتعالى. هذا يستحيل تمام الاحالة. بل الحق الذي لا شك فيه انه ما كانت اوصاف القرآن هكذا الا وظاهر النصوص مراد لله سبحانه وتعالى. الله يريد منا ان اما هذا الذي يظهر من هذه النصوص في ضوء لغة العرب وظواهر النصوص تفهم في ضوء لغة العرب كما علمنا سابقا من خلال امرين من خلال معرفة المفردات ومن خلال تأمله في السياق والقرائن المحيطة بالنص. يقول الله جل وعلا ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق. ويهدي الى صراط العزيز الحميد. يهدي وليس يضل كما يدعي هؤلاء الله عز وجل يخبرنا باية ظاهرها الذي يفهمه كل من يفهم لغة العرب ان المؤمنين ينظرون الى الله سبحانه وتعالى بنظر او باعين رؤوسهم والمراد ان نفهم ان المراد هو ان نعرفه معرفة قلبية او نتكلف انواع المضمرات التي تدل على المراد وهو اننا ننتظر ثواب الله سبحانه وتعالى. يا لله العجب! لما ما الله بهذا ابتداء؟ اليس هذا القرآن هداية؟ اليس ميسرا؟ لا معسرا فكيف يكون كذلك وظاهره يفيد شيئا والمراد شيء اخر والمطلوب ان نجد ونجتهد في صرف هذه الظواهر كان الغاية من انزال هذا القرآن كما يدل على هذا حالهم ليس هو النظر والاعتبار والتأبب والتدبر وزيادة الايمان ثم العمل والاجتهاد لا انزل هذا القرآن لكي نجتهد في صرفه عن ظاهره. كأن القرآن ما انزل لهذا بناء على هذا المسلك الذي سلكه هؤلاء. وهذا والله ابعد شيء من غاية ازال القرآن اه نحن على يقين ان هذا القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وانه بين وانه واضح و ان كلام رسوله صلى الله عليه وسلم بين واضح ايضا وانه عليه الصلاة والسلام قد تركنا على مثل البيضاء وانه صلى الله عليه وسلم اعلم بالحق وانصح للخلق وهو القادر على البيان والايضاح عليه الصلاة والسلام. فكيف يحدثنا بالاحاديث الواحد تلو اخر والمراد عكس ما يدل عليه الظاهر او خلاف ما ينبئ عليه ظاهر حديثه هذا ظنكم بالله وهذا ظنكم برسوله صلى الله عليه وسلم اذا حينما فقال المؤلف رحمه الله وتفسيره على ما اراده الله تعالى وعلمه ان انه لا تفسير زائدا على ظاهر ها النص في هذا وامثاله. لا تفسير زائدا على ظاهر النص والقول كما قال سفيان بن عيينة رحمه الله في نصوص الصفات تلاوتها ها تفسيرها تلاوتها تفسيرها من يفهم لغة يا رب انه سيفهم المعنى بمجرد قراءة هذا النص وهذا هو القدر الذي علينا ان نفهم المعنى وما زاد على ذلك من معرفة الكنه والكيفية فمخزون عنا علمه. قال وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على ما قال. فهو عفوا كما قال ومعناه على ما اراد مما يدل عليه الظاهر لا على تفسير المبتدعة ولا على تكلفاتهم وتخرصاتهم. انما على ظاهره لان هذا هو الذي اراده الله سبحانه وتعالى قال ولا ندخل في ذلك متأولين بارائنا ولا متوهمين باهوائنا. انظر كيف جعل هذا هو المقابل لماذا ليش؟ لا ايش ذكر قبلها؟ على ما اراده الله. اذا ما اراده الله او ها؟ ما تأولناه بارائنا او توهمناه باهوائنا. واضح؟ اذا المقابلة بين حمل على ظاهره فهذا هو الذي اراده الله او تحريفه عن ظاهره. فهذا يبعد معه ان هنا اه مراد المؤلف رحمه الله ما قيل من انه مشعر بميل الى مذهب باهل التفويض هذا فيما يبدو بعيد والله عز وجل اعلم نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله فانه ما سلم في دينه الا من سلم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ورد علم ما اشتبه عليه الى عالمه نعم. ولا تثبت قدم الاسلام الا على ظهر التسليم والاستسلام. فمن رام علم ما حظر عنه علمه ولم يقنع بالتسليم فهمه حجبه مرامه عن خالص التوحيد وصافي المعرفة وصحيح الايمان وصحيح احسن الله وصحيح الايمان فيتذبذب بين الكفر والايمان والتصديق والتكذيب والاقرار والانكار موسوما تائها شاكا زائغا. عفوا عفوا. احسن الله اليكم. موسوسا تائها شاكا زائغا لا مؤمنا مصدقا عندك زائغا؟ نعم في نسخة ولا انا ما عندي هذا الحين وسختي ها؟ ما ما اشار الى انها نسخة النسخة الثانية زائقا شاكا لتقديم التأخير. مم انا ما عندي على كل حال كلمة زائغا اصلا. طيب مشاكل شاكا زائقا لا مؤمنا مصدقا ولا جاحدا مكذبا. احسنت. هذه القطعة من هذه العقيدة هي في الحقيقة من محاسنها الكلام الذي ذكره رحمه الله وها هنا اه فيه استرسال آآ خروجهم عن موضوع الرؤية الى بيان اصل وقاعدة عظيمة من قواعد الديانة الا وهي التسليم والاستسلام فهذا استطراد ثم يعود بعد ذلك في الجملة من بعد الى الكلام عن الرؤية مرة اخرى الاستسلام والتسليم لله جل وعلا. اصل عظيم عند اهل الاسلام بل ان مبنى العبودية لله جل وعلا عليه. وامرنا لنسلم لرب العالمين فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. وهذا خليل الرحمن ابراهيم. عليه السلام الذي امرنا باتباع ملته يقول الله عز وجل عنه اذ قال له ربه اسلم. قال اسلمت لرب العالمين وقال عنه وعن ابنه اسماعيل عليهما السلام فلما اسلما وتله للجبين والله سبحانه وتعالى يقول ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى هذا هو الاصل الاصيل. عند اهل الايمان التسليم لله والاستسلام وهذه القضية من كبريات القضايا التي ينبغي ان يدندن عليها الدعاة الى الله سبحانه وتعالى وذلك ان من اكثر ما دهيت به هذه الامة في العصور المتأخرة ضعف التسليم والاستسلام لله جل وعلا مصيبة واي مصيبة حلت بفناء كثير من المسلمين ضعف في التسليم لله ضعف في الاستسلام له والاسلام يا اخوتاه هو الاستسلام لله وحده ويقابلها يقابله الاستكبار والاشراك. اما الاشراك فانه الاستسلام لغيره معه واما الاستكبار فهو ترك الاستسلام له واهل الاسلام هم الذين استسلموا لله وحده والله جل وعلا احد صمد احد يقتضي ثبوت هذا الاسم لله جل وعلا. الاخلاص له وهذا ما يدفع الاشراك. وصمد هذا الاسم لله تعالى يقتضي. الاستسلام له وهذا ما ينافي الاستكبار وقد ذكر المؤلف رحمه الله في هذه الجملة التي سمعت هذه الكلمة العظيمة التي هي من احسن ما كتب رحمه الله في هذه العقيدة ولا تثبت قدم الاسلام الا على ظهر التسليم والاستسلام ما هو الفرق بين التسليم والاستسلام؟ كثير من كلام اهل العلم اه جروا فيه على اه الترادف بينهما وان هذه تدل على ما تدل عليه هذه فاذا اردنا ان ندقق فنعرف الفرق بينهما فان التسليم فيما يبدو والعلم عند الله عز وجل والقناعة والطمأنينة. واما الاستسلام فانه الخضوع والانقياد هذا فيما يبدو والله اعلم اه من الفرق بينهما والمعنيان متلازمان المعنيان متلازمان الامر كما قدمت حقيقة دين الاسلام هي تسليم صرف واستسلام محض لله رب العالمين. ولدينه ولامره ولقضائه. ظاهرا وباطنا في صحيح مسلم لما نزل قوله الله جل وعلا لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله شق ذلك على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم فاتوا عليه الصلاة والسلام اتوا على الركب الامر عظيم وقالوا يا رسول الله كلفنا من العمل ما نطيق الصلاة والصيام والصدقة والجهاد. هذي امور كلفناها و كنا مطيقين لها لكن هذه الاية لا نطيقها وان تخفوا ما في انفسكم او تبدوه يحاسبكم به الله هذا شيء لا نطيقه يا رسول الله. كانهم يلتمسون ان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه التخفيف. فماذا قال لهم صلى الله عليه وسلم علمهم درس التسليم والاستسلام قال عليه الصلاة والسلام اتريدون ان تقولوا كما قال اهل الكتابين من قبلكم سمعنا عصينا قولوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير فلما اقترأها الناس ذلت بها السنتهم. صاروا يقولون عن قناعة واطمئنان سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير تسليم محض واستسلام صرفي حينها انزل الله جل وعلا لا يكلف الله نفسا الا وسعها فالمقصود يا اخوة ان التسليم لله جل وعلا قاعدة عظيمة بالركن الركين. في عبودية المرء لربه سبحانه وتعالى فلا اسلام الا بتسليم واستسلام. وكلام اهل العلم بمعنى التسليم والاستسلام كثير جدا. لكن يمكن تلخيصه وتقريبه لانه يقال ان التسليم لله والاستسلام هو الخضوع والانقياد طوعا ورضا من يعيد الخضوع والانقياد طوعا ورضا. انتبه الاستسلام لله جل وعلا هو ان ينقاد العبد لربه مستجيبا له الامور العلمية والامور العملية وهذا الانقياد مضاده التولي والاستكبار ويقولون امنا بالله وبالرسول واطعنا. ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك. وما اولئك بالمؤمنين. اما اهل الايمان فكما سمعت سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. ولابد ان يكون هذا التسليم. تسليم عبد مطيع. محب لربه محسن الظن به سبحانه وتعالى. لابد ان يكون تسليم راض بحكم الله جل وعلا. فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا تجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت. لابد ان تزول حزازات النفوس لابد ان تزول حزازات النفوس. لابد ان يزول الضيق والحرج في مقابل كل ما جاء عن الله سبحانه وتعالى بل لابد من انشراح الصدر تمام الانشراح ولابد من انفساحه تمام الانفساح في كل شيء باوامره سبحانه وتعالى حتى ولو كان ما كان. وفيما شرعه وبينه من الاحكام الشرعية حتى ولو خالف هوى النفس حتى ولو كان تعدد الزوجات حتى ولو كان حد الردة حتى ولو كان الختان حتى ولو كان ما كان لابد ان يزول الحرج من النفوس ان اراد الانسان ان يكون مسلما. كذلك لابد ان حزازات النفوس من كل ما اخبر الله سبحانه وتعالى به من مسائل الغيب كالصفات وامور الاخرة وغيرها من الاخبار. حتى ولو خالفت عقلا منكوسا يدعي ان ظواهر النصوص الدالة على صفات الله جل وعلا مفيدة للتشبيه. لا والله ليس بمسلم من بقيت في نفسه هذه الحزازة وظن ما ظن في وحي الله سبحانه وتعالى. وحتى تزول الحزازة من النفس من كل ما يقدره الله سبحانه وتعالى وان اصاب الانسان فيه ما اصابه من المؤلمات حتى ولو كان زلزالا حتى ولو كان فيضانا حتى ولو كان موت حبيب. وفقد قريب. هذه حقيقة التسليم. ويسلموا هذه هي اه حقيقة الاستسلام والتسليم لله جل وعلا. ولازم ذلك اربعة امور انتبه لها. اول شيء من لازم التسليم والاستسلام لله جل وعلا. تحكيم وحيه وتقديمه على غيره لابد ان يكون وحي الله جل وعلا هو المحكم المقدم وغيره مؤخر. كل ما يحكم سوى حكم الله جل وعلا. وما جاء في وحيه فانه من امر الجاهلية افحكم الجاهلية يبغون؟ ومن احسنوا من الله حكما لقوم يوقنون كل اموره وكل امور الجاهلية موضوعة تحت قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما في حديث حجة الوداع فواجب تحكيم شرع الله سبحانه وتعالى ووحيه في الصغير والكبير في الامور العلمية العقدية او الامور العملية في المنازعات في قضايا السياسة في قضايا الاقتصاد في قضايا الاجتماع في قضايا الرياضة في كل شيء واجب تحكيم شرع الله سبحانه وتعالى. فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ماذا؟ يقولوا سمعنا واطعنا الله سبحانه وتعالى يقول افغير الله ابتغي حكما وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا. كيف يكون ذلك؟ كيف يكون التحكيم لغير وحي الله عز وجل وبين ايدينا كتاب الله كيف؟ وهو الكتاب المفصل المحكم المتقن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ما من خير الا ودل عليه ولا شر الا وحذر منه يقول الله جل وعلا انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لما؟ لتحكم بين الناس بما اراك الله هذا من حكم انزال هذا القرآن ان يكون حكما بين الناس اذا من اراد ان يكون من المسلمين فعليه ان يكون لوحي الله عز وجل من المحكمين ثانيا مما يستلزمه التسليم والاستسلام لله جل وعلا. اعتقاد الكفاية في وحيه والغناء والغناء به. اعتقاد الكفاية في وحيه والغناء به. فوحي الله سبحانه عند كل مسلم لله مستسلم له هو الكافي. الشافي. المغني الكامل هذا وحي الله عز وجل عند كل مؤمن صادق اولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون فغير الله ابتغي حكما وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا. اذا انتم لا تحتاجون الى شيء بعد صح ولا لا؟ لا الى دساتير ولا الى قوانين والى ولا الى فلسفات ولا الى قواعد منطقية ولا الى عقول منتكسة ولا الى شيء اخر الغناء والكفاية حاصلة بوحي الله سبحانه وتعالى. افحكم الجاهلية يبغون؟ ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون الامر الثالث القبول بوحيه. المسلم المستسلم هو الذي يكون منه القبول لوحي الله عز وجل. قرآنا وسنة. ومعنى القبول هو ان يقابل الاخبار بالتصديق. والاحكام بالالتزام. وما معنى الالتزام معنى الالتزام هو اعتقاد الوجوب. واعتقاد الالزام ان يعتقد المسلم انه مخاطب بهذه الاحكام وملزم بها وان انه ليس في سعة من تركها لا يسع الخروج عنها. وليس له في العمل بها. والتزامها خيار ولا تفضل الله سبحانه وتعالى يقول وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. فانت ملزم يجب عليك ان تعتقد انك الزم بهذا الدين وباحكامه كلها. مهما كان هذا الحكم مما لان قلبك للعمل به اوليس كذلك. كل شيء. انت مخاطب بما انك قد شهدت ان لا اله الا الله وانك وان محمدا رسول الله ووسمت نفسك بوسم الاسلام اذا لابد ان تلتزم احكام الشريعة. وان تعتقد انك مخاطب وواجب عليك اتباعها. وهذا شيء. والعمل بالفعل شيء اخر. هذا القدر من الالتزام شيء لا خيار فيه ولا ممدوحة عنه. بناء عليه كم يقع الانسان في معاطب حينما يضعف عنده هذا الالتزام حينما يأتيه النص حينما يبلغه الدليل. وكأنه ما سمع شيئا. ولا حرك في نفسه ساكنا تحدثت يا ايها المتحدث بالدليل او لم تتحدث الامران سيان. هذه مصيبة عظيمة يا اخوة حينما يقال لمسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام قد لعن اكل الربا وموكله يستمع الحديث ولا كأنه سمع شيئا. حدث به او لا تحدث انا ساكل ساكل. وكأن هذا الحديث موجه لغيره. او يقال يا امة الله لا يجوز لك ان تسافري بغير محرم. نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. فتقف امام هذا الكلام مبتسمة كأنه لا يعنيها. هذه مصيبة هذا التصرف قد يورد الانسان الموارد. هذه قضية تتعلق باصل الدين. شتان وفرق بين حالتين ان يكون هناك انسان مقصر يعلم انه مقصر. ويعلم انه مخاطب ويعلم انه قد تعرض لغضب الله عز وجل بفعل ما فعل. ولكن تارة يقول هذا من وتارة يقول استغفر الله واتوب اليه. وتارة يبحث له عن مخرج ويتذرع. لان هذا قول لفلان او فلان وان كان هذا لا يعفيه من البحث عن الحق. لكن هذا كله شيء وكونه لا يبالي. بحكم الشرع ولا بدليل الوحي. ولا يقدم علمه بهذا ولا يؤخر فهو ماض في سبيله ماض هذه مسألة خطيرة. انت ملزم. انت واجب عليك ان اعتقد انك ملزم وانك مخاطب وانه لا يسعك الخروج عن ذلك. والا اعد النظر فيه ايمانك. القضية ها هنا تمس الاعتقاد. وليست قضية معصية الان الذي يلتزم الحكم الشرعي ثم يخالفه لهوى او شهوة هذا حكمه حكم امثاله من العصاة. اما الذي يظن انه ما ما هو يعني لا يعنيه الموضوع اصلا. او انه يسعه الخروج عنه. وليس مكلفا به هنا الموضوع في غاية الخطورة الامر الرابع انتفاء المعارضة والخلاص من المنازعة وهذه هي الثمرة الجامعة لكل ما مضى ان كنت مستسلما مسلما لله فلابد ان تنتفي عن كل معارضة واعتراض ومنازعة ما جاء عن الله سبحانه وتعالى سواء كان هذا متعلقا بالاوامر او بالاقدار او بالاخبار وغالب معارضات الناس تدور على هذه الامور الثلاثة قد يعترض منتكس على امر من اوامر الشرع بدعوى مخالفته مخالفته الحكمة في زعمه او يعارض القدر بدعوى مخالفته العدل في زعمه او يعارض الخبر بدعوى مخالفته العقل في زعمه المعارضات الثلاث هي غالب ما يدور عليها او ما يدور عليه اعتراض الذين ضعف او عدم او عدم تسليمهم لله سبحانه وتعالى اهل الايمان هم الذين يخلصون من هذه المنازعات لا يعترض على قدر الله عز وجل. حتى ولو كان قدرا مؤلما. انما يقول ماض في حكمك. عدل في قضاؤك. المسلم المستسلم. مهما اصابته من ذكاء من نكبات ومن مصائب ومن نوازل ان هذا لا يزحزح استسلامه وتسليمه وادبه مع الله عز وجل. حتى كما قدمت لو كان هذا المؤلم زلزالا عظيما. او فيظانا مدمرا. او كان موت الاقارب والاحبة او فقدان البيوت والاموال. لا يزحزح هذا في ايمانه شيئا. لماذا لان عقيدته راسخة كالجبال بانها بان هذا قضاء من عدل حكيم رحيم. عدل لا يظلم سبحانه وتعالى. الله جل وعلا حرم الظلم على نفسه وقال وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون. والمصاب بهذه النوازل والمحن احد رجلين اما ان يكون عاتيا متمردا على الله عز وجل فتنزل به عقوبة الله وهذا من عدله وعزته وكماله المحمود عليه سبحانه. هذا مما يحمد الله عز وجل عليه يثنى به عليه واما ان تنزل المصيبة تقي صالح فهذه في حقه رحمة ورفعة من الرحيم الرحمن سبحانه وتعالى. سبحان الذي فيما يقدر من هذه المصائب رحمة عظيمة تقع بالمصاب لك الحمد وان الرزايا عطاء وان المصيبات بعض الكرم. فهذه المصيبة اذا نزلت بالانسان. فمات في زلزال او مات في غرق هذه في طياتها نعمة عظيمة لهذا المصاب لان الموت ات ولا بد. اليس كذلك يا جماعة؟ هذا الذي مات لو لم يمت بهذا السبب سيموت بغيره الذي يحمل جثته الان سيموت. ونحن حينما ننظر ونتكلم ايضا سنموت. انك ميت وانهم لكن ما احسنها من ميتة حسنة وخاتمة حسنة ان يموت الانسان شهيدا فان الغريق شهيد. وان الهدم شهيد. فما احسن ان تنتهي الحياة بهذه النهاية التي فيها فضل عظيم من الله سبحانه وتعالى وكاني بهذا الذي يبكى يقول يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين كان من اهل الايمان. اي والله. نحن على يقين بان الله سبحانه وتعالى وان امضى قدره الذي يؤلمنا فانه سبحانه وتعالى رحيم بنا. بل والله انه لارحم الراحمين. لا ينبغي ان تتشكك في هذا يا عبد الله البتة الله ارحم الراحمين والا فانه كان قادرا على ان يجعل هذه المصيبة على مدار الساعة اليس كذلك يا جماعة اذا وقع زلزال لمدة ثوان فان الذي قدره قادر على ان يجعله على مدار الساعة في كل صباح ومساء. اليس كذلك؟ لكنه لما عدل عن ذلك علمنا انه ارحم الراحمين ولما كانت عاقبة هذا فيما نرجو ونأمل ونستيقن وعد الله عز وجل ان عاقبة هذا اجر عظيم. لمن صبر انما يوفى الصابرون اجرهم بغيرهم حساب ممن اصيب وهو على قيد الحياة. اما من مات ان رحمة الله وما هو مقبل عليه خير من هذه الدنيا اليس ان كان الامر كذلك؟ فهو ارحم الراحمين سبحانه وتعالى؟ بلى والله. الله وارحم الراحمين لانه لو شاء سبحانه ان يخلقنا ابتداء في النار لفعل. اليس كذلك؟ الله على هذا قادر؟ اجيبوا. بلى. هل يمنعه انا لو شاء الله ان يخلقنا ابتداء في النار نتلظى في عذابها لفعل والله على كل شيء قدير. لكنه لما عدل عن هذا سبحانه وتعالى واوجدنا في هذه الارض وسخر لنا ما في السماء والارض وانعم علينا بالنعم الظاهرة والباطنة دلنا هذا على انه ارحم الراحمين ولما جعل سبحانه هذه المصائب والمحن التي تنزل بالمسلمين اسبابا لرفعة الدرجات ولحصول التوبة والاعتبار. كان سبحانه وتعالى ارحم الراحمين. فان النفوس التي ينالها من الغفلة ما ينالها. تحتاج الى تذكير. وهذا التذكير من رحمة الله تدري من المصاب في هذه المحن حقا؟ ليس هو الذي والله تهدم بيته فصبر ولا الذي توفي ونرجو ان يكون انتقل الى رحمة الله. لا. المصاب حقا هو الذي لم يعتبر هو الذي لم يأخذ العظة. والذي ما اوقفته هذه الايات العظيمة التي تدل على عظمة الله سبحانه وقدرته وان هذا الرب العظيم ربه قدير رب عزيز ما احرى بالانسان ان يتوب وان يرجع عن عصيانه الذي ما استفاد هذا الدرس هو المصاب هو الذي يستحق ان يعزى. ولقد ارسلنا الى مؤمن من قبلك فاخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون. فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا. انا لله وانا اليه نسأل الله ان يوقظ قلوبنا من غفلتها. فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا لكن ما استفادوا من الدرس والسبب ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء. مصيبة وستنتهي. ترجع الامور الى نصابها. لكن الله عز وجل لا يغفل فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء. حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة نعم فاذا هم ايش؟ فاذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا. والحمد لله رب العالمين. هذا الذي لم يعتبر ولم يستفد منك هذه الاية والعظة وفي الحقيقة المصاب فالمقصود يا اخوة ان المسلم المستسلم لله عز وجل هو الذي سلم من المعارضة والاعتراض كما قلنا لا يعارض قدر الله عز وجل بزعم انه مخالف للعدل. كذلك لا يعارض اه خبر الله عز وجل. بدعوى انه مخالف للعقل ولا يعارض امر الله عز وجل بدعوى انه مخالف للحكمة. مسألة العقل ومسألة الحكمة وسنتان مهمتان جدا نحتاج فيهما الى بعض الوصايا والضوابط المتعلقة بهما وبين ايدينا بعض هذه الوصايا او الضوابط التي لا ينبغي اغفالها عند النظر في موضوع العقل وما قد تتوهمه بعض النفوس من ان في ما جاء في اخبار الله جل وعلا مما يتعلق بالغيب مما يتعلق بصفات الله جل وعلا او بامور الملائكة بامور اليوم الاخر او ما شاكل ذلك من هذه الاخبار ان ذلك مخالف للعقل. اولا ينبغي ان نستيقظ ان الغلو في العقل اساس الضلال ودل على هذه الجملة استقراء احوال الضالين المنحرفين عن الصراط المستقيم غلوهم في العقل اوردهم الموارد وعلى من اراد السلامة والنجاة ان يتنبه لهذا الامر الثاني الله جل وعلا خلق العقل فحكمه منوط بخالقه. الله جل وعلا خلق العقل. فحكمه منوط بخالقه وخالقه خلقه ليكون موصلا اليه لا ليكون قاطعا عنه. خلقه ليكون دالا على قدرته لا ان يكون مضلا عن حكمته. فتنبه لهذا ثالثا منصب التحكيم لا يقبل الفراغ والشهور. انتبه لهذا. منصب التحكيم. لا يقبل الفراغ والشهور ينبغي ان تعلم هذا وبناء عليه فاما وحي معصوم يحتكم اليه واما عقل غير معصوم اما وحي معصوم. واما عقل غير معصوم واذا كان الوحي معصوما. وكان العقد وكان العقل غير معصوم فمن المقدم منهما؟ الجواب عند كل منصف على ان من اتبع العقل غير المعصوم لم يخلو من اتباع وحي ولكنه وحي بشري غير معصوم يحكمه الهوى قال سبحانه يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا اما اهل الاتباع والاستسلام انهم متبعون وحيا معصوما لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. الخلاصة يا اخوتاه ما ثم الا طريقان اما الاستجابة للوحي او اتباع الهوى فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم. ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله اما هذا واما هذا ولا يوجد شيء ثالث الخلاصة اما التسليم للوحي او فلا ايمان اما التسليم للوحي واما لا ايمان رابعا اعتراض الجاهل على الحاذق مرفوض عند كل عاقل فكيف بالاعتراض على اعلم العالمين واحكم الحاكمين سبحانه وتعالى كل عاقل يسلم بان اعتراض الجاهل على الحاذق. الحاذق في اي علم او في اي صناعة من الصناعات هو متمكن فيها وبارع فيها ثم يأتيه جاهل يعترض عليه فيها اهذا مقبول ام مرفوض يا جماعة؟ مرفوض عند كل العقلاء ارأيتم شخصا جاهلا عاميا بل اعجميا يأخذ كتاب سيبويه فيعترض عليه ويفتح الصفحات جزافا يقول هذا كلام مو صحيح ايش رايكم؟ مقبول؟ سباوه وجاهل لا يفقه في اللغة شيئا اعتراض هذا على هذا مقبول او يأتي مثله واخ له فيعترظ على الخليل في فن العروض هذه البحور التي ذكرتها ليست بصحيحة كل بحر ذكرته منتقد. ما رأيكم يا جماعة او يأتي عامي لا يفقه شيئا في الحساب البتة. فيعترض على الخوارزمي مثلا في فن الجبر ما رأيكم؟ او دعوكم من هذا كله ما رأيكم لو جاء جاهل امي لا يقرأ ولا يكتب ادعاء انه يخالف ويعترض على هذا يسمونها منظمة او هيئة ناسا لابحاث الفضاء. متخصصة في صنع المركبات الفضائية. يقول انتم طريقتكم في صنع المركبات غير صحيحة انا اخالفكم كلامكم غير صحيح ايش رأيكم؟ وكالة ناسا ها؟ ايش رايكم مقبول؟ جاء شخص جاهل لا يفقه شيئا دخل على طيار في قمرة القيادة قال لماذا تفتح هذا الزر؟ ولماذا تضغط هنا؟ ولماذا تصنع هكذا؟ هذا كله غير صحيح. المفروض تعكس كل شيء فعلته تفعله ضده انا عقلي اوصلني لهذا مقبول يا جماعة. مع ملاحظة ان كل هذه الاعتراضات توجهت من مخلوق الى مخلوق. صح ولا لا؟ وهذا جاهل يمكن ان يتعلم فيكون ان لم يكن مساويا يمكن ان يكون قريبا لهذا الذي اعترض عليه اليس كذلك؟ ومع ذلك فهذه الاعتراضات وماذا؟ مرفوضة فكيف يعترض انسان ظلوم جهول على رب العالمين سبحانه وتعالى لامره او في خبره او في قدره. وهو الذي وسع كل شيء سبحانه وتعالى رحمة وعلما وله الحكم وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة والعجيب انه يعترض بعقله على من اعطاه العقل ووهبه اياه. يا الله العجب اي ظلم واي سفه يكون اذا الاعتراض بالعقل على خالق العقل الذي وسع كل شيء علما سبحانه وتعالى وهو احكم الحاكمين. لا شك انه شيء مرفوض خامسا وهو تابع لما قبله. على المؤمن ان يتذكر كما الرب ونقص العبد على المؤمن ان يتذكر ماذا؟ كمال الرب سبحانه ونقص العبد قبل ان يوسوس لك الشيطان ان تعترض بشيء اه ان تعترض بعقلك على شيء. جاء في وحي الله سبحانه وتعالى مثلا فاوصيك ان تنتظر برهة من الزمن. فتتفكر في حالك. وما تعلمه من نفسك من انك تجهل اشياء كثيرة. وكم من مرة كنت تقول بالقول فرجعت عنه واتضح لك انك اخطأت فيما حكمت به وكم من مرة كنت حائرا وكنت مترددا كنت تائها تذكر هذا ثم تذكر شيئا اخر وهو البون الشاسع. الذي تعلمه في المخلوقين. في الذكاء والبلادة في العلم والجهل في الحكمة والعبث تعلم من احوال الناس شيئا كثيرا وانهم متفاوتون في هذا تفاوتا عظيما. ثم بعد كل هذا ارجع الى تفكر والتدبر في دلائل كمال الله سبحانه وتعالى في علمه وحكمته قبل ان يوسوسك يوسوس لك الشيطان بشيء من هذه المعارضات تذكر هذا الامر فانه سيعينك على ان تتجاوز هذه الوسوسة. الامر السادس اعلم ان ثمة فرقا بينما يقصر العقل عن دركه وما يعلم امتناعه عدم التفريق بين هذين مشكلة كبيرة. هناك بون شاسع بينهما. بين ما يقصر العقل عن تركه. وما يعلم امتناعه. وهذا الذي يقوله العلماء فرق بين محارات العقول ومحالات العقول. هناك اشياء كثيرة عقلك اضعف من ان يدركها لكن هذا شيء وكونه يجزم ويحكم بان هذا الامر ممتنع هذا شيء اخر. العجز عن الادراك شيء. والجزم بالامتنان والاحالة شيء اخر. وهذه جملة قد مضى الكلام فيها في مواضع كثيرة كثير من الناس يخلطون بين الامرين انا لست ادري ما هي الحكمة؟ في امر من الامور وما هو المراد وما هو عفوا وما هي الكيفية والكنه الذي يكون عليه شيء ما؟ مما اخبرت به في امور الاخرة هذا شيء عقلي اضعف من ان يصل اليه. لكن لا لا يجرؤ العقل على ان ان يقول ان هذا الامر ماذا؟ وحال ممتنع. ففرق بين الامرين. الامر السابع في عقولنا قوة التسليم وليس فيها قوة الاعتراض. انتبه لهذه القاعدة. في عقولنا قوة التسليم لله جل وعلا. مقبول في العقل ان يسلم عبد لمولاه في امره في قدره في خبره ليس هناك اي مشكلة مطيع لمولاه. لا مشكلة. لكن ان يعترض عليه. فهذا فوق فهذا فوق طاقته ليس في عقولنا هذا المبلغ. لماذا؟ لان هذا الاعتراض يستلزم ان اكون لنا علم كعلم الله. وحكمة كحكمة الله. واما ذلك. هل هذا يا جماعة ليس بممكن. اذا ليس في فينا قوة لهذا الاعتراض وانما حاصل الامر وساوس وهذيانات للنفوس ليس الا. الامر الثامن العقل له العقل له حدود فمن كلفه كطاقته اضر به. قال العلماء ما فوق طاقة العقول. تتيه فيه وتضطرب الالباب في حواشيه. الذي يروم كما قال المؤلف رحمه الله من رام ما حظر عنه علمه ولم يقنع بالتسليم فهمه حجبه مرامه عن خالص التوحيد. سيتضرر ويصبح تائها ثائرا موسوسا. حاله كحال من كلف بصره شيئا فوق طاقتها. من كلف بصره شيئا فوق طاقته. كان يحدق في قرص الشمس. فاي شيء سيعود عليه هذا يا جماعة سيعود عليه بالضرر. لماذا؟ لانه هذه العين جيدة وتعمل. ولكن لها حدود ولها طاقة فاذا كلفتها فوق طاقتها فانك ستصيبها ستصيبها بالظرر وهكذا الامر في شأن العقل. سوف يفسد عليك عقلك ويتيه ويضيع ويضطرب. الامر التاسع والاخير اعلم وتذكر ان الاعراض عن الوحي غيره عليه من معقول مزعوم او غيره. انما هو اثر من اثار النفاق فاحذر واستيقظ. الله جل وعلا يقول واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله الرسول ماذا يكون؟ رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا. اذا تكون يا ايها المعترض بعقلك على وحي ربك غارقا في بحار من النفاق. وانت لا تشعر انتبه فانت قبل ان تكون مناظرا فانك مريض مريض بمرض النفاق. عالج نفسك. حذاري ان تكون نهايتك وانت على هذه الحال بقي معنى كلام يتعلق به مسألة الحكمة ولكن ارى ان الوقت قد طال اجله ان شاء الله الى اللقاء القادم نسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص القول والعمل والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. السلام عليكم