الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فاتما لما كنا بدأنا به من الكلام عن الاستسلام لله جل وعلا والتسليم لوحيه وترك المنازعة وان هذه المنازعة غالبا ما تدور على منازعة لله جل وعلا بقدره وفي امره وفي حكمته وانتهى الكلام الى بيان الوصايا والضوابط التي تتعلق لمنازعة القدر والامر وما الواجب وما الواجب على المسلمين تجاه ذلك فبقي معنا من متعلقات ذاك الكلام بيان الوصايا والضوابط المتعلقة بموضوع الحكمة وبين ايدينا جملة من تلك الوصايا فاولا التسليم لله والاسترسال في التنقير عن الحكمة في كل امر ونهيا او البحث بكنه الغيب امران متنافيان التسليم لله مع الاسترسال بهذه الامور هذان امران متنافيان والتسليم لله جل وعلا يقتضي خلاف ذلك ولابد بل هذا التنقير عن الحكمة لكل صغير وكبير ربما كان طريقا الى الهاوية الضابط الثاني لا لا يتوقف الايمان على معرفة الحكمة بل ان ربط الايمان بمعرفة الحكمة خطر عظيم ولذا لم يحكي الله عز وجل عن امة من الامم امنت بنبيها ثم انها ربطت ثباتها على هذا الايمان بمعرفة الحكمة بكل ما يأمرهم به فان شأن اهل الايمان ان يقولوا بما امر ربنا وليس لما امر ربنا و العقلاء متفقون على انه ليس من شرط القيام بالفعل معرفة ادق التفاصيل بل تكفي صحة الفعلي اجمالا و حسن وسلامة الغاية هذان القدران كافيان في ثبوت بصحة الفعل وقبول القيام به وان لم تدرك تفاصيل ذلك واحوال الناس في حياتهم قائمة على ذلك فانهم يستعملون اشياء كثيرة دون ان يتوقف استعمالهم على معرفة الحكمة اليس كذلك الست ترى ان الناس يستعملون هذه الجوالات ولا يترددون في الاقبال على التعامل معها مع ان اكثرهم لا يعرفون كيف ينتقل الصوت من خلال هذه الاجهزة اليس كذلك انما يكفي ان هذا شيء نافع له وعاقبته لهم بظنهم حميدة فهذا القدر كاف بان يتعاملوا مع هذا الشيء وقل مثل هذا مثلا في استعمال السيارة مثلا كثير من الناس بل ازعم انه لا يوجد احد توقف عن استعمال السيارة حتى يعرف كيفيته عملها وان هناك احتراقا يحصل في داخل اه مكينتها كما يقال ما ما يحتاجون الى هذا ولا يتوقفون في الاستعمال على معرفة ادق التفاصيل يكفي ان هذا الفعل لا غضاطة فيه ولا اشكال فيه وان الفائدة المرجوة فائدة تستحق ان يفعل الانسان ذلك فاذا كان هذا في امور دنيوية فكيف بدين قد نزل من العليم الذي وسع كل شيء علما سبحانه وتعالى الحكيم بكل ما يشرع والرحيم بعباده سبحانه وتعالى الا يكفيك ذلك بان تسلم له سبحانه وتعالى في حكمته فيما يأمرك به وينهاك عنه من كان من اهل الايمان فلا شك ان هذا كاف له الضابط الثالث ثبوت الحكمة اجمالا يكفي عن تتبع تفاصيلها من اشرب قلبه صفو الايمان كفاه الاجمال بباب الحكمة ولم ولم يتطلب التفاصيل و قد علمنا سابقا اننا نستدل بما علمنا على ما جهلنا وبما ظهر لنا على ما خفي عنا ومما علمنا ثبوت ان الله تبارك وتعالى حكيم قطعا وان له الحكمة البالغة كما علمنا شيئا عن تفاصيل حكمة الله سبحانه وتعالى في افراد من الاوامر والشرائع فنحن فنحن في هذا القدر الذي علمناه اجمالا وتفصيلا نجعله دليلا على الشيء الذي خفي عنه فنقول في هذه الاوامر التي لم لم نعلم الحكمة فيها يكفينا ان نعتقد ان فيها حكمة هو ما الذي يكفينا هنا؟ وما دليلنا على ذلك؟ الشيء الذي علمناه من جهة الاجمال او من جهة التفصيل في بعض الاوامر الضابط الرابع معرفة الحكمة على التفصيل بكل امر شرعي وقدري ليس في قدرة البشر لماذا لان هذه الاوامر والنواهي وهذه الامور المقدرة انما كانت من لدن حكيم عليم علمه واسع شامل لكل شيء من الموجود والمعدوم والممكن والمستحيل فحتى تحيط علما بحكمة الله عز وجل في كل شيء لابد ان يكون علمك كعلمه وان ذلك فان علوم العبادة جميعا ليست بشيء امام علم الباري سبحانه وتعالى وليس يخفاك ما في الصحيحين من حديث موسى والخضر عليهما السلام حينما قال ما علمي وعلمك في علم الله عز وجل الا كنقرة الا كنقرة هذا العصفور من البحر اي قيمة واي مقارنة بين قطرة مع بحار متلاطمة والمقام في الحقيقة تقريب والا فعلم الله عز وجل اعظم وما احسن ما قال بعض اهل العلم ان النسبة بين علم الله وعلم المخلوق كنسبة لا شيء الى ما لا نهاية له الامر الخامس من عجز عن معرفة حكمة مخلوق مثله فهو لمعرفة فهو عن معرفة حكمة الخالق اعجز واعجز ان تحوط او عفوا ان تحيط يا عبد الله علما بحكمة مخلوق مثلك يوازيك ويقارنك ويشابهك في العلم والحكمة في كل صغير وكبير يأتيه او يذره هذا امر متعسر فضلا عن ان تكون هذه الحكمة حكمة مخلوق يفوقك بالعلم والادراك والتخصص هل تستطيع ان تكون محيطا بحكمة مخترع متخصصين الفيزياء النووية او في علوم الذرة او في اشياء في غاية الدقة من هذه العلوم الدنيوية فهو يبني ابحاثه ونظرياته ومخترعاته بناء على ما يعلمه فيقرروا اشياء ويضعها فيما يرى في محلها وانت تجعل لماذا يفعل هذا الامر لكنك تسلم له لماذا لماذا يا جماعة؟ لانك اجهل منه وهو اعلم منك. ولذلك انت تسلم ضربت لك مثالا يقرب الامر في الدرس الماضي لا يقبل من شخص جاهل بالطيران ان يعارض طيارا بتصرف في كبينة بالطائرة بتصرفات وانت تجهل لماذا يفعلها لكنك تسلم له لماذا؟ لانه عالم وانت جاهل طيب كيف اذا كنت عاجزا عن معرفة حكمة جميع المخلوقين هذا من باب اولى واولى جهلك بهذا اولى من جهلك بعلمك احاد المخلوقين ان تحيط علما بحكمة كل مخلوق فيما يأمر وينهى ويفعل ويترك هل هذا متيسر ولا هذا مستحيل طيب كل المخلوقين علمه وحكمتهم كلا شيء امام علمي وحكمة الخالق سبحانه وتعالى اذا انت في حق الاحاطة بحكمته تبارك وتعالى بكل امر ونهي اعجز واعجز الوصية السادسة الدنيا دار ابتلاء ومن الابتلاء خفاء الحكمة احيانا من الابتلاء الذي نبتلى به الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم. ايكم احسن عملا من جملة الابتلاء والامتحان ان تخفى الحكمة لينظر الله سبحانه وتعالى كيف تعملون ويميز الخبيثة من الطيب من جملة الحكم التي تلتمس في خفاء الحكمة اصول الابتلاء والامتحان والامتحان للخلق في هذه الدنيا الامر السابع معرفة الحكمة التفصيلية نعمة وخفاؤها نعمة معرفة الحكمة التفصيلية نعمة ان الانسان اذا بين الله جل وعلا له الحكمة بما يأمره به او ينهاه عنه انه فانه بهذا يزداد يقينا سعة علم الله عز وجل وحكمته ويزداد تعظيما له وايمانا به كما يزداد يقينا بصحة هذا الدين بصدق رسوله الكريم رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم وفي المقابل خفاء الحكمة في الاوامر والنواهي ان خفيت هذا من جهة اخرى نعمة ايضا فكون الانسان يستجيب لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم وينصاع للحكم ويطيع الامر وهو جاهل للحكمة وانما باعثه محض الايمان والتسليم فان هذا سيعقبه زيادة عظيمة في الايمان الله عز وجل كريم فمن قام بالامر ل محض ايمانه بالغيب وتسليمه لله عز وجل فان الله سيعقبه ايمانا ويقينا وذوقا لطعم الايمان عنه لله سبحانه وتعالى ومن جرب ادرك فمن لم يجرب ليس يعرف قدره فجرب تجد تصديق ما قد ذكرناه ثامنا واخيرا فرق بينما خفيت حكمته وما عدمت حكمته وكم من الناس لا يفرقون وكم من الناس من لا يفرقوا هذا التفريق ولا يتفطن الى هذا الامر العظيم المهم جدا وهو اننا نفرق بين شيء خفيت علينا الحكمة فيه وشيء اخر ها عدمت الحكمة فيه خلا عن الحكمة انما هو امر عبثي بين الامرين بون شاسع هناك شيء نجهل حكمته وهناك شيء يرحمك الله. نجزم ان لا حكمة فيه والسؤال ما جاء من الاوامر والنواهي الشرعية اين نضعه فيما نجهل حكمته وخفيت علينا حكمته او ما نجزم انه لا حكمة فيه الجواب بالتأكيد هو الاول الجواب ان هذا مما خفيت علينا حكمته ولكن ليس في قدرتنا ولا في استطاعتنا ولا سبيل لنا الى ان نقول ان هذا لا حكمة فيه لماذا؟ لان هذا الجزم والانكار يستلزم الدليل والجاهل لا دليل عندهم الجاهل لا دليل عنده فغاية الامر اننا نجهل ما هي هذه الحكمة لكن ان نقطع بانه لا حكمة فيها هذا شيء ممتنع ومن الناس من يختلط عليه الامران وينبغي التنبه الى هذا فنحن لا ندري على وجه الدقة والتفصيل ما الحكمة من كون المغرب آآ من كونه صلاة المغرب ثلاث ثلاث ركعات ما الحكم نقول هذه حكمة نجهله لكن لا سبيل لنا ولا سبيل لاحد ان يقول ان يقول ان هذه ماذا ها لا حكمة فيها لماذا؟ لانك ان قلت هذا قلنا لك هات الدليل ولا دليل لك انما غاية الامر ان هذا شيء جهلنا حكمته ويكفينا علمنا اليقيني بان الله سبحانه وتعالى حكيم في كل ما يأمر به وما ينهى عنه سبحانه وتعالى هذا باختصار ما يتعلق بموضوع الحكمة لعله يأتي آآ زيادة كلام حينما نشرح كلام المؤلف على التفصيل. نعم الحمد لله رب العالمين الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الامام ابو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى في بيان عقيدته ولا تثبت قدم الاسلام الا على ظهر التسليم لعلك تقرأ لا ندخل في ذلك قبل سطرين احسن الله اليكم قال رحمه الله لا ندخل في ذلك متأولين بارائنا ولا متوهمين باهوائنا فانه ما سلم في دينه الا من سلم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ورد علم ما اشتبه عليه الى عالمه ولا تثبت قدم الاسلام الا على ظهر التسليم والاستسلام. فمن رام علم ما حظر عنه علمه ولم يقنع بالتسليم فهمه حجبه مرامه خالص التوحيد وصافي المعرفة وصحيح الايمان. فيتذبذب بين الكفر والايمان والتصديق والتكذيب. والاقرار والانكار موسوسا تائها شاكا زائغا لا مؤمنا مصدقا ولا جاحدا مكذبا. زائغا عندك؟ نعم انا في نسختي غير موجودة. نعم ولا يصح الايمان بالرؤية لاهل دار السلام لمن اعتبرها منهم يكفي يكفي بارك الله فيك يقول المؤلف رحمه الله عقب بيانه ان ما جاء من ادلة في الرؤية فهو كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ومعناه على ما اراد لا ندخل في ذلك متأولين بارائنا ولا متوهمين باهوائنا فان هذا من القول على الله عز وجل بغير علم انما حسبنا ان نفهم نصوص الوحي على ظاهرها فان ظواهر النصوص كما علمنا مراد للمتكلم بها مفهوم لدى السامع والسبب انه ما سلم في دينه الا من سلم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم اذا هذا يبين لنا ان المقام ايماني قبل كل شيء في مقام الاعتقاد حمل النصوص وتقرير المسائل ومجادلة الخصوم ينبغي ان نذكر انفسنا ونذكر غيرنا لان المقام مقام ايماني قبل كل شيء فانه ما سلم في دينه الا من سلم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم صاحب النجاة هو صاحب التسليم وهو صاحب القلب السليم هذا هو الذي ينجو في الدنيا من الاهواء وينجو في الاخرة من عذاب الله جل وعلا قال فانه ما سلم في دينه الا من سلم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم والامر كما قال الزهري رحمه الله لتلك الجملة العظيمة من الله الرسالة وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم البلاغ وعلينا التسليم هذه وظيفتك يا عبد الله امام هذا الوحي المنزلي من الله المبلغ ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم الواجب علينا وظيفتنا هي ان نكون مسلمين قال ورد علم ما اشتبه عليه الى عالمه قد يرد في النصوص ما هو مشتبه اشتباها جزئيا وليس اشتباها مطلقا الاشتباه هو الغموض والخفاء فاذا حصل ذلك لاحد من الناس في مسألة او في مسائل فان المتعين عليه في هذه الحال ان يقف وان يسلم وان يرد العلم الى الله سبحانه وتعالى انت في هذا المقام تجهل اذا رد العلم الى عالمه قل الله اعلم بما لبثوا قل ربي اعلم بعدتهم ولذلك اخرج البخاري رحمه الله في صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال من علم فليقل ومن لم يعلم فليقل الله اعلم فان من العلم ان تقول لما لا تعلم الله اعلم فان الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم قل ما اسألكم عليه من اجر وما انا من المتكلفين لا تتكلف شيئا فوق طاقتك ولا تخض في شيء بجهل ولا تتكلم في شيء الا بعلم فان جهلت شيئا اشتبه عليك فقف وسلم وامن وفوض العلم في هذا الشيء الى عالمه وانت خبير بان نصوص الشريعة بحمد الله بينة واضحة لمجموع الامة وان لم تكن كذلك لجميع الامة الامة فيها العالم وفيها الجاهل اما في جملة الامة فانها واضحة بينة بحمد الله ولا شيء فيها البتة من المعاني الخفية كلام خفي مشتبه اشتباها مطلقا على جميع الناس هذا مستحيل ان يكون في النصوص انما هناك شيء جزئي يكون في حق بعض الناس في بعض الاحوال ثم هو قابل للزوال هذا الاشتباه قابل لان يزول. ان بحث الانسان وسأل ان اجتهد وطلب العلم فانه يصل الى ما جهل من هذه المعاني ثمة وصايا تتعلق بالاشتباه ما الذي على الانسان ان يفعل اذا اشتبه عليه امر من الامور الشرعية اضافة الى ما ذكر المؤلف رحمه الله من انه اه يرد علم ما اشتبه عليه الى عالمه ثمة ضوابط او وصايا على الانسان ان يراعيها ويلاحظها ان اشتبه عليه شيء وبين ايدينا آآ عشرة ضوابط وان قلت وان شئت فقل هي وصايا عند الاشتباه اول ذلك امن تهتد من امن اهتدى اهتدى الى معرفة ما جهل هذه ثمرة لمن حقق الايمان بالله سبحانه وتعالى وسلم له تبارك وتعالى وما نازع ولا اعترض ولا عارض والله سبحانه وتعالى يقول قل هو للذين امنوا ماذا هدى وشفاء. ستحصل الهداية بشرط ماذا زيد شرط الايمان. قل هو للذين امنوا هدى وشفاء وقولوا جل وعلا ومن يؤمن بالله يهدي قلبه فحقق الايمان وابشر بالهداية لما للحق الذي اشتبه عليك وكل من كان طالبا للهداية فعليه ان يطلبها لمن هي بيده اطلب الهداية من حيث طلبها خليل الله ابراهيم عليه السلام الذي امرنا باتباع ملته وقال اني ذاهب الى ربي سيهدين اطلب الهداية من الله وحقق الايمان به وستصل الى الهداية بتوفيقه ورحمته جل في علاه ثانيا وهو تابع للاول من تأمل تأمل استرشاد لا انتقاد هدي الى الرشاد ان كنت كذلك تتأمل تأمل طالب للهدى لا منتقد ولا معارض ولا مستكبر فانك ستهدى بتوفيق الله جل وعلا والعكس بالعكس ان الذين لا يؤمنون بايات الله لا يهديهم الله ثالثا وهذا ايضا تابع الامرين قبله من لم يتواضع للحق لا يصل اليها من لم يتواضع للحق لا يصل اليه اعلم يا رعاك الله انه لم يجني على العبد شيء كغروره فكونه يغتر بنفسه يغتر بعلمه و يتوهم انه مستغن بما عنده ولا يتواضع في طلب الحق فانه في الحقيقة خسران فتواضع للحق تهتدي بتوفيق الله جل وعلا وهذا القرآن كتاب عزيز كما وصف الله جل وعلا وانه لكتاب عزيز ومن عزته انه لا يصل الى ما فيه من كنوز العلم والمعرفة والهداية الا من يقرأه طالبا للهدى متدبرا راغبا في الوصول الى الحق منصفا من نفسه من كان كذلك وصل بتوفيق الله عز وجل الى الحق والهدى قل هو للذين امنوا هدى وشفاء لكن ماذا عن من كان مستكبرا لا طالبا للحق قال الله جل وعلا والذين لا يؤمنون في اذانهم وقر ماذا وهو عليهم عمى لا اله الا الله كتاب واحد كلام واحد هداية لقوم وسبب ضلال وسبب ضلال لاخرين يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به الا الفاسقين عزة هذا كتاب عزيز يأخذه الانسان باطراف اصابعه ويقرأ وهو غير متواضع منصف طالب للهدى هذا والله لن يهتدي به بل سيكون عليه عمى اذا تواضع للحق واطلبه في الوحي تصل اليه الوصية او الضابط الرابع استدل بما عرفت بما عرفت على ما غاب عنك وهذا تقدم واعيده لاهميته. اجعل هذه قاعدة لك اي شيء يشتبه عليك فاياك ان يصيبك الخور والضعف فتخور قواك امامه وان تابك الشك يدخل الى قلبك الريب لا تكن كذلك انما استدل بما علمت على ما جهلت. انت تعلم اشياء كثيرة من الحق والهدى وقلبك مطمئن بها اذا عليك ان تستذكر هذا الشيء فتجعله حجة تحاج به نفسك على الشيء الذي تجهله ومن جملة ذلك ويبينه الضابط الخامس وهو عند الاشتباه استذكر الاصول عند الاشتباه ماذا استذكر الاصول الاصول الكبرى لتكن منك على ذكر استحضرها ولا سيما اذا كان الامر الذي اشتبه عليك امر ترى انه عظيم ربما خشيت من وصول وساوسة الايمان الى قلبك ارجع الى الوصول هذه معينة باذن الله عز وجل على الثبات والطمأنينة الله عز وجل موجود قطعا والله جل وعلا متصف بالكمال المطلق قطعا والقرآن كلامه قطعا والنبي صلى الله عليه وسلم رسول صادق مصدوق قطعا استحضر هذه المعاني وتذكر هذه الاصول فهذه تعينك باذن الله عز وجل ان وجدت في قلبك شيئا من الخلل بشيء من هذه الاصول فبادر بمعالجتها. لان من استقر عنده آآ هذا الامر وصارت هذه الاصول راسخة كالجبال لا تتزلزل فليبشر بالخير هو على خير مهما اشتبه عليه امر مرت به اية مر به حديث سمع كلاما لضال مضل وما عرف جوابه استذكاره لهذه الاصول سوف يعينه باذن الله على ان يتجاوز هذه المحنة انا اقول هذا يا اخوة وضعوه في اذانهم في اذهانكم قد تحتاجونه في انفسكم قد تحتاجونه في غيركم فما اكثر الاشتباه بسبب هذه الطفرة بالمعلومات وكثرة الخوض في المسائل العلمية والفكرية والعملية وكثرة ما يرد على الانسان مما يقوله المحق وما يقوله المبطل وليس احد حاز علما بكل شيء وعنده قدرة على ان يجيب على كل شبهة آآ ربما يأتيك شيء تجهله لا تعرف وجهه اتعرف كيف تبين بطلانه مثل هذا لا ينبغي ابدا ان يصيبك بالضعف ان يتزلزل ايمانك كما يحصل لبعض الناس يصاب بشيء من الرهبة ينتابه شيء من الريب ويتضعضع ايمانه لربما تطور الامر شيئا فشيئا الى ما هو اكبر وهذا لا ينبغي ان يكون لا تكن خفيفا الثقيل والذي يثبت بتوفيق الله عز وجل فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون اياك ان تكون خفيفا يستخفك فيستخفك الذين لا يوقنون كن ثقيلا راكزا راسخا في ايمانك. ومما يعينك ان تكون هذه الاصول دائما حاضرة في ذهنك وبناء عليه فهذا الاجمال كاف في الثبات والطمأنينة الضابط الثالث غالب الشكوك السادس اسف الضابط السادس غالب الشكوك سببها الجهل غالب الشكوك سببها الجهل فالشفاء في طلب العلم من مصدره واخذه عن اهله قال صلى الله عليه وسلم انما شفاء العين السؤال والجهل داء قاتل وشفاؤه امران في التركيب متفقان نص من القرآن او من سنة وطبيب ذاك العالم الرباني اطلب العلم واعرف من اين تأخذ العلم وتجنب جحورا الحيات والعقارب حذاري من اهلي الاهواء آآ احذر ان يجروك الى ما هم عليه من الضلال وابشر ستصل الى شفاء ايك سابعا اكثر الجهل سببه عدم الهم لا عدم الفهم اكثر الجهل سببه ماذا عدم الهم لا عدم الفهم وسائل وسبل الوصول الى العلم متيسرة بحمد الله لكن ما الحيلة في شخص ضعيف الهمة غسول متعاجز تأتيه الشبهة تلو الشبهة فيظن ان الامور اشتبهت عليه وجلاء قلبه ميسور بتوفيق الله عز وجل ان كانت عنده همة وصبر وجلد على البحث وسؤالي والقراءة والمراجعة يتيسر الامر بحمد الله كثير من الناس ما يريد ان يتعب بالوصول الى المعلومة الصحيحة يريد اسهل شيء وايسر شيء وشيء يأتيه وهو مستلق على فراشه واقصى شيء يمكن ان يفعل ان يتصل يمسك الجوال ويتصل او يرسل رسالة فقط هذا الذي فعلته وانتهى الامر اديت ما علي لا يا عبد الله الامر يحتاج منك ماذا الى اجتهاد اكثر تحتاج الى ان تقرأ تحتاج الى ان تبحث تحتاج الى ان تحقق تحتاج ان تصبر ان تقرأ اشياء طويلة حتى تصل الى ما تريد تحتاج ان تتأصل في اولا فطلب العلم ليس مسؤولية ولا شيئا مطلوبا من اناس قد سلكوا طريق الدراسة النظامية الشرعية مثلا الله الامر ليس كذلك طلب العلم فريضة على كل مسلم وكما انك تجتهد عنه في اشياء كثيرة من امور الدنيا ولربما ضاع من وقتك شيء كثير بما هو قليل الفائدة او عديم الفائدة فليكن للعلم الشرعي نصيب من هذا الجهد ومن هذا الوقت ستكون في عافية وحتى تقل عندك المشتبهات ما الفارق بين العلماء وغيرهم من الفروق ان العالم المشتبهات عنده ماذا قليلة ووصوله الى علم ما يجهل متيسر بتيسير الله عز وجل ماذا؟ لانه عالم تعب واجتهد فوصل الى هذه المرحلة لماذا لا تفعل انت كما فعل جد واجتهد ولا سيما في الزمن الصعب الذي نعيشه هذا الزمن الذي كثرت فيه بل طفحت فيه الشبه كثر فيه الخائضون بالجهل وعظم فيه نشاط اهل الضلال هنا يتبين عليك ان تطلب العلم الشرعي يتعين تعينا زائدا عن السابق الامر الثامن الشك شيء والجهل شيء اخر فما جهلته لا تجعله مشكوكا بعض الناس يخلط بين الامرين كل شيء يجهله ولا يعرف خباياه وتفاصيله وحكمته والى اخره مباشرة ينقله الى زاوية الشيء ها المشكوك فيه. انتبه هناك فرق بين امرين ان يكون الشيء مجهولا شيء وان يكون الشيء ماذا؟ مشكوكا فيه شيء اخر هذا امر مجهول فليبقى مجهولا واستعن بالله عز وجل على ان تنقله من مقام المجهول الى مقام المعلوم لكن مباشرة ان ينتابك الشك ولربما جرك الى الشك في الشريعة ولربما جرك الى الشك بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه في الحقيقة مصيبة المجهول يبقى مجهولا ولا اشكال وان لم تحلى هذه المشكلة ويزول هذا الجهل اليوم فغدا ان شاء الله او بعد غد لربما بعد شهر وربما بعد سنة ليس هناك مشكلة لكن ان تضعف وترتاب وتشك هذه مصيبة لا ينبغي ان تكون كذلك الامر التاسع لا تلازم بين عدم المعرفة والحكم بالبطلان وهذا قد علمناه سابقا علمنا ان الحكم بالبطلان وان الانكار يحتاج الى دليل والجاهل لا دليل معه الامر العاشر والاخير علاج الشك المستقر واجب على الفور ولا يقبل التسويف واول العلاج قطع قطع اسباب المرض انتبه يا رعاك الله اتحدث الان عن شك ابتليت به واستقر في قلبك وبدأ يعمل في صدرك مثل هذا السعي في علاجه واجب على الفور لا على التراخي ولا يجوز لك بل من الظلم لنفسك ان تتراخى وان تسوف وان تؤجل فانه وانت لا تدري يفعل في نفسك فعلا الورم الذي يتمدد شيئا فشيئا وانت في غفلة عنه ومن عرف احوال الناس ادرك صحة ما اقول وانت يا رعاك الله طبيب نفسك انت تعرف ما في قلبك العلم ان علمت ان في قلبك نقطة من الشك بامر شرعي تعلق بالله عز وجل او بنبيه صلى الله عليه وسلم او بالقرآن او بالسنة او باحكام الاسلام ولو كان مقدار نقطة ولكنه لم يكن شيئا عابرا ويمضي ولا ولا يعود الانسان الى مراجعته وترداده والتفكير فيه الامور الطارئة التي تزول في حينها او بعد برهة يسيرة امرها سهل هذه من جملة الخطرات التي تزول ولا تؤثر لكن المصيبة في شيء قد وقع واستقر اصبحت الان بؤرة ورم لابد من استئصاله والا استفحل ضرره بادر الى العلاج واول خطوة بعد الاستعانة بالله جل وعلا والضراعة اليه في العافية مما ابتلاك هي ان تقطع اسباب المرض ابتليت بسبب مطالعتك لمقاطع لاناس ضالين او متابعة حسابات منحرفة تشكو من الشك وانت لا تزال لا تزال متابعا ولا تزال مطالعا والله هذا خلل خلل عظيم البداية ان تباعد وان تتباعد عن اسباب المرض والشك هناك شخص يبث فيك الشبهات صديق او صاحب او جار او زميل دراسة كلما لقيته رمى عليك شيئا ثم وقع واستقر في قلبك واورث فيه ما اورث اهجره بالله عز وجل قاطعه لسلامة نفسك القضية لا تقبل المغامرة يا اخوتاه السلامة لا يعدلها شيء الايمان غال ثمين ما يدريك ان هذه الشبهة تتطور حتى تصبح سيلا جارفا يغمر فؤادك فيطمس نور الايمان ما يدرك والسبب ما جناه يداك ما جنته يداك انت السبب انت الذي جنيت على نفسك اقطع اسباب المرض كن حازما في ذلك ان السلامة من سلمى وجارتها الا تحل على حال بواديها هذه بعض الوصايا التي ارجو ان ينفع الله سبحانه وتعالى بها من ابتلي بشيء من هذا البلاء قال رحمه الله فانه ما سلم في دينه الا من سلم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ورد علم ما اشتبه عليه الى عالمه ثم قال ولا تثبت قدم الاسلام الا على ظهر التسليم والاستسلام قلت سابقا واعيد لو لم يكن في هذه العقيدة الا هذه الجملة لا كفى بها والله حسنا من جهة الوصية بما ينفع الانسان في دينه هذه جملة تستحق ان تكتب بماء العين وان تكون نصب عين كل مسلم لا تثبت قدم الاسلام الا على ظهر التسليم والاستسلام لا اسلام الا مع تسليم واستسلام. هذه قضية قطعية و مر بنا الكلام المفصل بهذه قضية المقام يستحق يا اخوة ان يعاد فيه القول ويكرر يا طلاب العلم يا ايها الدعاة الى الله يا من يسعون بصلاح انفسهم واصلاح غيرهم هذا الموضوع يستحق الالتفات اليه والتركيز عليه والدندنة حوله موضوع التسليم لله عز وجل موضوع التسليم للوحي هذه معضلة من جهة اخفاقي كثير من الناس من جهة تحقيقها وذلك لكثرة التيارات الجارفة عنها كثير من التيارات العقدية والفكرية اليوم تسعى السعي الحثيث في اب اضعاف التسليم للوحي والغاية لا نحتاج الى كثير تعب في الوصول اليها فقد بينها لنا ربنا سبحانه وتعالى اعداء الله من الكفرة احرص شيء على اخراجنا عن ديننا ولا يزالون يقاتلونكم حتى ايش حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا. ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء لسنا بحاجة الى كثير بحث حتى نصل الى هذه الحقيقة. هذا شيء بينه لنا العليم الخبير سبحانه وتعالى وآآ ابعاد الناس عن دين الله عز وجل بصورة مباشرة هذا قد جربوه وفشلوا لكن السعي الان ومنذ زمن يتركز على اضعاف التسليم لله عز وجل فان نتيجة هذا هو ان يكون الاسلام في نفوس من ارخى سمعه اليهم اسلاما مفرغا من محتواه اسلام باهت لا لون ولا طعم ولا رائحة ليس فيه اعتقاد وليس فيه عمل وليس فيه طاعة وليس فيه ولاء وليس فيه براء ولا شيء من هذا هذا الذي يعملون الليل والنهار ويمكرون مكرا كبارا في سبيل تحقيقه ولابد ان تكون يا ايها الداعية ويا ايها الطالب للعلم على معرفة دقيقة لهذا الامر وان كنت على دراية بشيء من نشاط من نشاط تيارات العقلانية والحداثية والليبرالية والالحادية والاستشراقية وغيرها مما يلف لفها ادركت صدق ما اقول والقوم لهم غايتان في هذا المقام يسعون للوصول اليهما اولا نزع قدسية الوحي واظعاف حاكميته ومحو سلطته والاجهاز على قدره الا تكون الحاكمية للوحي الا يكون هو ذو السلطات المهيمن على كل شيء هم لا يريدون هذا يريدون هذا للعقل او للواقع الذي له الحاكمية انما هو العقل او الواقع وان شئت لخص الاثنين في الاهواء الامر الثاني الوصول الى انه لا حصانة بفهم الادلة فهي قابلة لكل معنى وما من نص شرعي الا وهو قابل للتأويل كل شيء يمكن ان ان يؤول هم يسعون الى هذا والى هذا اولا اضعاف حاكمية الدليل واضعاف التسليم لله وللرسول صلى الله عليه وسلم وفي جانبي هذا يسعون الى منع التسور على الادلة والتجاسر عليها يسعون الى منع الحصانة على التسور على النصوص على هدم الاسوار التي تحول دون التصور عليها على هذه الشريعة وعلى ادلتها كل دليل يمكن ان تفهمه كما تشاء حتى قال احد الزنادقة المعاصرين الذين الذي هلك قبل سنوات قليلة جاء الى قول الله سبحانه وتعالى الا ما ظهر منها قال المرأة الذي افهمه انا ولي الحق ان افهم ما اشاء من النص الذي افهمه ان ما ظهر منها وهو الذي يجوز لها ان تكشفه هو كل ما عدا السوأتين الكبريين كل شيء لها ان تكشفه. انا افهم ولي الحق ان افهم ان ما ظهر منها هو هذا الامر فقط وما عداه يدخل تحت كلمة ها ما ظهر منها فلا حرج عليها في ابدائه و ادوات القوم التي يعملون من خلالها كثيرة منها او من اهمها ثلاثة امور اولا الطعن في مرجعية الوحي اصلا وهذا لهم فيه اساليب ولهم فيه وسائل من جهة التشكيك في القرآن والتشكيك في قراءات القرآن والتشكيك في ثبوت السنة اصلا والطعن في مصادرها ناهيك عن ما يتعلق الطعن في اخبار الاحاد وهي اكثر السنة وعامتها وكان الحديث ام انها تفيد الظن واذا بها عند هؤلاء الزنادقة صارت غير قابلة للاستدلال اصلا اخبار احد وهذا الذي ينشط فيه زنادقة كثر من تيارات مختلفة كما يصنعه الزنادقة المتسمون القرآنيين وهم كفرة بالقرآن قبل كفرهم بالسنة وغير هؤلاء من الضالين والمنحرفين من اصحاب التيارات الحداثية والعقلانية مما لا يخفى عليكم الامر الثاني او الوسيلة الثانية الطعن في دلالة ادلة الوحي ربما تكون الطعون الموجهة الى دلالات النصوص قديمة ويحسنون استغلالها اليوم مقدمة الزندقة التي عبر عنها شيخ الاسلام بهذا وهي الطعن في افادة الادلة النقلية لليقين وان غاية ما تفيده انما هو الظن كما لا يخفاكم مما قرره جماعة من المتكلمين وهذا قد احسن استغلاله هؤلاء المعاصرون احسن استغلال ثم زادوا على ذلك نظريات زندقية كثيرة من ذلك مثلا نظرية موت المؤلف المؤلف او المتكلم تنتهي علاقته بكلامه بمجرد وصوله الى القارئ حتى ولو كان ذلك وحيا من عند الله عز وجل حتى لو كان حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تنتهي علاقة المتكلم بالكلام بمجرد وصوله الى القارئ. ثم تفسير الكلام من بعد حق للقارئ لا المتكلم وبالتالي فله ان يفهمه كما يشاء. افهم من النص ما تشاء فلا حجر عليك ولا سلطة تحول بينك وبين ذلك وربما وجدت نظرية اخرى يدندنون عليها وهي نظرية النص المفتوح تسمى ماذا النص المفتوح كل نص فهو مفتوح على كل الاحتمالات وادخل في قولك كل جميع الاشياء بلا تخصيص اصحاب هذه النظرية ينادون بالمعاني السيالة وان كل فهم يمكن تنزيله على اي نص الاحتمالات واردة ولا يوجد معنى ثابت لا يوجد معنى ثابت افهم ما تشاء حتى ولو كانت الدلالة نصية لا تقبلوا ادنى احتمال الامر ليس كذلك والنص نص ها مفتوح على جميع الاحتمالات افهم كما تشاء ولربما وجدت نظرية اخرى ليست ببعيدة عن سابقتيها وهي النظرية المعاني الفوارة بمعنى يقولون ان النصوص ثابتة في المنطوق متحركة في المفهوم المعاني تتطور فالشيء الذي فهم من القرآن او من السنة قبل الف واربع مئة سنة ليس صوابا ان نستمر على حمل القرآن عليه فالمعاني ماذا؟ فوارة وتتوالد فهم فهموا شيئا واليوم تتوالد افهام جديدة وبعد مئة سنة يمكن للناس ان يفهموا فهما جديدا وهلم جرة ولربما سمعت بشيء اخر وهي نظرية يكثرون الكلام فيها وهي نظرية تاريخية النص نظرية تاريخية النصب يعني النصوص محكومة بتاريخها بالتاريخ الذي قيلت فيه بزمانه ومكانه ليس صوابا بما يقولون ان نقول ان النصوص او ان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب لا العبرة بخصوص السبب لا بعموم اللفظ هذه النصوص توجهت الى من توجهت الى الصحابة وتوجهت اين بمكة والمدينة اذا هذا شيء لا علاقة لنا به ونفهمه كما نفهم اي نص تاريخي كما نفهم اي نص تاريخي ولا نستبعد اي شيء يرد على اي نص تاريخي ان يكون داخلا عندنا في نصوص الشريعة ولو كانت الاساطير نقرأ ما جاء في قصص الانبياء كما نقرأ ما ما نقرأ في اي كتاب من تاريخ ونحاكمه بادوات البحث كما يقولون التاريخ فنقبل ونرد تاريخية النص ولربما اتوا علينا بنظرية اخرى هي ما يزعمون من نظرية حاكمية الواقع في النص يعني الذي ينبغي ان يكون معيارا لفهم النصوص هو الواقع وليس اللغة العربية التي كانت وقت نزول الوحي وليس فهم السلف ولا شيء من هذا اطلاقا. انما ماذا الواقع هو المعيار الذي نفهم النصوص في ضوءه بناء عليه فان هذه المعاني تتغير وتتبدل بحسب معطيات العصر فالمسلم في السابق كان محمولا اه على معنى الكافر كان يراد به شيء اليوم لا مانع من اننا ماذا ننظر نظرا اخر بحكم معطيات العصر نفهم الاسلام ووصف المسلم بشيء نفهم وصف وصف الكافر بشيء نفهم وصفها الكتابي بشيء وآآ هلم جرة من اشياء اخرى زندقة صلعاء وظلال مبين ومصائب كبرى فكيف اذا اضفنا اليها اداة ثالثة وهي ان طائفة من هؤلاء يزعمون القرب لا البعد من اهل الفقه والشريعة وهؤلاء خطرهم اعظم لانهم يحلون طرحهم بشيء من المصطلحات الشرعية يستعملون مصطلحات شرعية لتتجاوز سلطة النص وحاكمية الدليل وانا ما تكلمت بشيء بعيد هكذا يقولون يركزون على المقاصد على المصلحة على التيسير على ضرورة هذه المصطلحات ايش شرعية ولها اصولها الشرعية ولكن لها ضوابطها ايضا ولا تعارض بينها اعني بين المقاصد والتيسير وبين ادلة الشرع لكن القوم ابعد شيء عن الانضباط بضوابط اهل العلم الرجوع الى اصول الفقه فالاكثر شيء يحاربونه هو هذا الامر. لا يريدون الضوابط هم يريدون ذر الرماد في العيون لا اكثر لربما اتونا ايضا بالفاظ ومصطلحات ليست شرعية. لكنها متداولة ولها رواج كروح الشريعة تقول له الدليل كذا يقول ولكن روح الشريعة تدل على خلافه فروع الشريعة اقوى اقوى من دليلي من دليل فرد مصيبة يا اخوتاه واي مصيبة الامام مالك رحمه الله لما قيل له ما تقول في رجل قيل له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ولكن قال ابراهيم النخعي كذا وكذا من ابراهيم النخعي تابعي جليل تربى في مدرسة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن على يقين من انه انما يقول باجتهاد يسعى فيه لاتباع الوحي ليس كذلك؟ بلى. مع ذلك ماذا كان جواب مالك رحمه الله قال يستتابون قال يستتاب هذا فان تاب والا قتل كيف يعارض كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلام احد ولو كان تابعيا فكيف لو ادرك ما لك رحمه الله زماننا يا اخوتها هذا هو الدين هذا هو الاسلام وامرنا لنسلم لرب العالمين ويسلموا تسليما هذا هو الاسلام طاعة لله وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم استجابة لله واستجابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم هذا هو الدين اعتصام بحبل الله جل وعلا اتباع لما انزل الله اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم هذا هو الدين من اراد ان يكون من اهله تحية على والا فانه لن يضر الا نفسه. ولن يضر الله شيئا وهذا الذي علمه وفهمه وطبقه الذين طبقوا الاسلام حقا وهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تأمل حالهم تجد التسليم المحض والاستسلام الصرف بلا تلكؤ ولا تردد ولا ادنى معارضة دينهم قائم على التسليم التام هذا علي رضي الله عنه كما في صحيح مسلم ويحدثنا بهذا ابو هريرة رضي الله عنه لحديث يوم خيبر لما اعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الراية قال في رواية مسلم امشي ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك قال ابو هريرة رضي الله عنه فسار علي شيئا. يعني مشى قليلا ثم وقف وصرخ ولم يلتفت يا رسول الله على ماذا اقاتلهم ايش فعل وقف وصرخ ولم يلتفت ما قال ما ربما يفهمه كثير من الناس المقصود ان لا تلتفت يعني الا تتشاغل عن المقصود الذي ارسلتك اليه لكن ميزان الصحابة ميزان اخر التسليم التام لا تلتفت يعني لا تلتفت واني على يقين انه رضي الله عنه الى ان ادى ما بلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما التفت واني لجازم بهذا اذا كان يريد مخاطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما التفت كيف بما دون ذلك هذا عثمان ابن طلحة رضي الله عنه حاجب البيت كما في مسند احمد طلب منه النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة. يريد ان يدخل عليه الصلاة والسلام الكعبة فذهب الى امه يطلب المفتاح فابت عليه والله اعلم بعذرها فقال رضي الله عنه لتعطيني المفتاح او ليخرجن هذا السيف من صلبه لم هذا امر من هذا امر رسول الله صلى الله عليه وسلم ووالله ليكونن ما قال في قصة يوم احد وهو في المسند ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان مع اصحابه يتفقد القتلى والجرحى واذا بامرأة تسعى نحو القتلى فكره النبي صلى الله عليه وسلم ان تراه فقال المرأة المرأة يعني لا تصر ردوها يقول الزبير رضي الله عنه فتوسمت انها امي صفية فاسرعت اليها وقفت امامها فضربته في صدره قال وكانت امرأة رجلة قوية ومضت قالت اليك عني لا ام لك ومضت تريد ان تصل الى حمزة اخيها رضي الله عنه فقال قد عزم عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقفت ما عندهم فرق بين حالة حزن وحالة كرب الان اصبحت القضية عزمة من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم هنا ماذا فعلت وقفت مباشرة ثم اعطته ثوبين وطلبت منه ان يكفن بهما حمزة اخيها هكذا كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليم تاب يسمع الصحابة في المدينة ان الخمر قد حرمت. مباشرة وفي اللحظة نفسها الخمور تسكب والانية تكسر ولا تردد ولا دقيقة بعضهم يسمع خبرا ان القبلة قد حولت وهم في الصلاة فما انتظروا ولا ثانية واحدة تحولوا وهم الصلاة الى بيت الله تسليم تام ابن عمر رضي الله تعالى عنهما كما في صحيح البخاري يحدث انه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلم الحجر ويقبله فيقول له رجل ارأيت ان زحمت فقال له دع ارأيت في اليمن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلم الحجر ويقبله اياك والمعارضات وظيفتك الان ان تفهم النص وتتقبله وتلتزمه والاحوال الاستثنائية لها بحثها اما مباشرة ما ما تسمع حديثا ولا اية الا مباشرة يرد عليك معارضات واشكالات وواردات فيتنافى والتسليم دع ارأيت في اليمن وهو رضي الله عنه فعن ابن عمر رضي الله عنهما يسأله رجل عن الاضحية اواجبة هي فقال رضي الله عنه ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون يعيد عليه الرجل الاضحية او واجبة هي؟ فقال يا رجل اتعقل ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون يعيدها عليه ثالثة فيقول اتعقل ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون بل ينبغي ان تكون القضية منتهية مجرد ان تعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم فعل. اذا عليك ان تبادر لا تربط طاعتك بالوجوب اربط ان كنت تريد ان تصل الى التسليم التام اربط طاعتك بثبوت النقل وهو رضي الله عنه يسأله رجل عن الصلاة بمنى لماذا الصلاة في منى ركعتين فقال رضي الله عنه للرجل اسمعت بمحمد صلى الله عليه وسلم سمعت بمحمد صلى الله عليه وسلم يقول الرجل نعم وامنت به قال فانه كان يصلي بمنى ركعتين انتهى الموضوع اليس كذلك لا معارضة ولا استشكال هذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم انما نفعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه حقيقة الدين ان تنتهي حيث انتهي بك الى الحد الذي جاءك من شريعة الله عز وجل قف وسلم واذن هذا هو الذي يجب وهذا رافع ابن خديج رضي الله عنه كما في صحيح مسلم قال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن امر كان لنا نافعا وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم انفع لنا ما احسن هذا الكلام في رواية عند النسائي قال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن امر كان لنا نافعا وامر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرأس والعين اي وربي وامر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرأس والعين قول كل مسلم انما كان قول المؤمنين اذا ادعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا اذا يا اخوتاه الخلاصة شتان بين حال المذعنين المسلمين الخاضعين المستسلمين وبين المنازعين المعترضين المبدلين فاختر يا ايها المسلم لنفسك قال رحمه الله فمن رام ما حظر عنه علمه راما يعني طلبا ما حظر عنه علمه يعني انه طمع في كشف ما خفي عليه وذلك ككيفيات الغيبيات والحكم الخفيات هذه اشياء خزن عنا علمها فليس لنا ان نتطلبها اخطأ اسلم وقف حيث وقف بك قال فمن رام علم ما حظر عنه علمه ولم يقنع بالتسليم فهمه حجبه مرامه عن خالص التوحيد وصافي المعرفة وصحيح الايمان هذه الجمل الثلاث مترادفة في المعنى ومراده رحمه الله انه ان طلب علم ما حظر عنه علمه تطلب شيئا خزن خزنت عنه معرفته فانه يعاقب بان لا يصل الى الايمان واليقين وانما يبقى شاكا محتارا يرتاب قلبه كما قال رحمه الله فيتذبذب بين الكفر والايمان والتصديق والتكذيب والاقرار والانكار وهذا فيه شبه من حال المنافقين الذين قال الله عز وجل عنهم وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون والغالب ان هذا الريب لا يستمر بل اما ان يمن الله سبحانه على صاحبه بالثبات واليقين وزوال الشك واما ان ينقلب على عقبيه عياذا بالله المقصود ان من عقوبة من لم يقنع بالوقوف عندما امر الله سبحانه وتعالى انه قد يبتلى بهذا الامر فيصل الى ان يكون موسوسا تائها شاكا لا مؤمنا مصدقا ولا جاحدا مكذبا نعوذ بالله وهذه عقوبة وما الله بظلام للعبيد وذلك انه اول ما دخل في دين الله عز وجل واعلن استسلامه له كان الواجب عليه ان يلتزم بالتسليم لكنه ما فعل فيعاقب قال سبحانه ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ما هي هذه اول مرة هي عندما عاهد الله سبحانه وتعالى على التزام الاسلام كان الواجب عليه ان يسلم لكنه ما ما سلم يعاقب بهذه العقوبة كما قال سبحانه وتعالى ايضا فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه والسبب بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون وهذا له تعليل اخر ايضا اضافة الى الاول انه وصل الى حد من اه التيه والوسوسة والشك والسبب انه كلف نفسه فوق طاقتها فخارت قواه فحاله كحال الذي حدق في قرص الشمس فاضر بعينه اصبح بعدها نظره ضعيف والسبب انه كلف نفسه فوق طاقتها. ذهب ينقر ويبحث عن شيء لا سبيل له الى الوصول اليه. فاضر نفسه ووقع فيما وقع فيه وهذه الحال من الشك والتيه والوسوسة كثيرة يا اخوتاه في اهل التعطيل وما احسن ما وصف هذه الحال الشهرستاني الذي يحدثك بالواقع الذي يعيشه ويشاهده لعمري لقد طوفت المعاهد كلها وقلبت طرفي بين تلك المعالم فلم ارى الا واضعا كف حائر على ذقن او قارعا سن نادمه شكة شك وحيرة شديدة والسبب وانهم ما طلبوا الهدى من حيث يكون وقال اني ذاهب الى ربي سيهدين ما طلبه من وحي الله ذهب احدهم يمنة ويسرة في فلسفة في قواعد منطقية في غيرها فوقع فيما وقع فيه وصار حالهم شبيها بما وصف المؤلف رحمه الله فانك تجد انهم يقرون بوجود الله سبحانه وتعالى. ثم يصفونه بما يقتضي انه معدوم ما داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت ولا عن يمينه عن شماله الى اخره لازم هذا ان يكون ماذا؟ معدوما وصار عندهم شيء من بالشكل ليسوا من الذين امنوا به حقا ولا من الذين جحدوه صريحا وقعوا في هذا الشك وفي هذه الحيرة وفي هذا الارتياب نسأل الله السلامة والعافية قال رحمه الله ولا يصح الايمان بالرؤية لاهل دار السلام يعني لا يصح الايمان بالرؤية لاهل الجنة لمن اعتبرها منهم بوهم يعني توهم تشبيها اي انه حينما سمع هذه الادلة وقع في نفسه ان الله عز وجل يرى على هيئة كذا وكذا وكن هي كذا وكذا فهذا لا يصح ايمانه بالرؤية لمن اعتبرها منهم بوهم او تأولها بفهم مراده انه تأولها بفهم يخالف ظاهرها. يعني ادعى ان لها تأويلا بخلاف ظاهرها كحال من علمنا من المنحرفين في هذا المقام حيث تأول الرؤية بغير ما يعرف بلغة العرب وما هو صريح النصوص؟ لانها المعرفة القلبية مثلا قال اذ كان تأويل الرؤية وتأويل كل معنى يضاف الى الربوبية بترك التأويل ولزوم التسليم يلاحظ انه في هذه الجملة كرر التأويل مرتين ولكنه في كل مرة اراد معنى اما الاول فالتأويل فيه بمعنى التفسير يقول اذ كان تفسير الرؤية وتفسير كل معنى يضاف الى الربوبية بترك التأويل يعني الباطل ان يترك التأويل الباطل ما هو التأويل الباطل هو صرف اللفظ عن ظاهره لقرينة تدعى يصرف اللفظ عن ظاهره الى معنى اخر ويدعى في هذا قريبة التفسير الصحيح لا يكون بهذا التأويل الباطل وانما بتركه وبلزوم التسليم كانه يقول لنا لا يتم التفسير الصحيح للرؤية الا اذا حملت على ظاهرها وسلم للادلة فيها واجتنب التأويل الباطل لها ويمكن آآ ان يكون مراده بالتأويل المعنى الاخر للتأويل في اللغة فالتأويل يأتي في اللغة بمعنى التفسير اللهم فقهه في الدين وعلمه بالتأويل يعني التفسير وآآ يحتمل كلامه انه يريد بالتأويل المعنى الاخر الذي هو الحقيقة التي يؤول اليها الشيء الحقيقة التي يؤول اليها الشيء فتأويل الخبر حقيقة ما هو عليه بمعنى ليس لك ان تطلب تأويل هذه الاخبار المتعلقة بالرؤية بمعنى ليس لك ان تطلب التكييف ان تبحث عن الكنه كيف يرى الله سبحانه وتعالى وكيف هو سبحانه وتعالى اذا رؤي معنى ان يدركه الانسان آآ على ما هو عليه تبارك وتعالى والله جل وعلا لا تدركه الابصار انما حسبك ان تعلم المعنى وتسلم للدليل واما ان تطلب ما هو اكبر من ذلك فهذا لا شك انه غير مقبول قال ولزوم التسليم ولزوم التسليم يقتضي حمل النصوص على ظاهرها قال وعليه ايش عندك دي دينه ايش؟ وعليه دين المرسلين. الرسل المرسلين. المرسلين. في نسخة وعليه دين المسلمين في الحاشية في المخطوطات الثلاث والمطبوعات المرسلين على كل حال دينهم واحد دين المرسلين ودين المسلمين واحد يعني هناك نسخة او اكثر النسخ المرسلين وفي بعضها كما عندي المسلمين قال ومن لم يتوق النفي والتشبيه زل ولم يصب التنزيه يقول من لم يتوقع النفي والتعطيلة لصفات الله جل وعلا ان يسلم من داء التعطيل ثم ان يسلم من داء التشبيه تشبيه الخالق سبحانه بالمخلوق فانه يزل ولا يصيب التنزيه. لا شك والتنزيه وسط بين هذين الطرفين الضالين طرف التعطيل وطرف التشبيه والحق انما هو في التنزيه باثبات ما اثبت الله وما اثبت رسوله صلى الله عليه وسلم له من الصفات مع اعتقادي ان الله تبارك وتعالى ليس كمثله شيء وآآ يجتنب اهل الاسلام في هذا المقام هذين الطرفين المنحرفين التعطيل والتشبيه هذا هو حقيقة التنزيه ثم علل ذلك بقوله فان ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية منعوت بنعوت الفردانية ليس في معناه احد من البرية يقول المؤلف السبب الذي يتعين معهم اجتناب التعطيل الذي قال عنه انه النفي والتشبيه هو ان الله سبحانه وتعالى موصوف بصفات الوحدانية يعني انه موصوف بصفات تفرد بها وتميز بها سبحانه وتعالى عن غيره ومنعوت بنعوت الفردانية. منعوت يعني موصوف النعت والصفة مترادفان وبعضهم يذكر فرقا لكن في هذا المقام المؤلف رحمه الله عنده اه ميل كما تعلمون الى ذكر المترادفات كثيرا وكذلك السجع فهذا كله من باب ذكر الجمل المترادفة موصوفة بالصفات الوحدانية منعوت بنعوت الفردانية. الفردانية نسبة الى الفرد والفرد هو من لا نظير له فهو في معنى الواحد والاحد وان كان الفرد فيما اعلم لم يثبت اسما لله عز وجل في اية ولا في حديث ولكن يستعمله اهل العلم آآ على سبيل الاخبار عن الله تبارك وتعالى فهو بمعنى الواحد والاحد فالمقصود ان الله سبحانه وتعالى متصف بصفات تختص به تبارك وتعالى ولا يشاركه فيها غيره اذا كان ذلك كذلك فلا سبيل لا الى النفي ولا سبيل الى للتشبيه والسبب اما التشبيه فظاهر كيف تشبه صفات الله سبحانه وتعالى بصفات المخلوقين والله جل وعلا صفاته قد تميز بها وانفرد بها ولا يشبهه احد فيها لا شك ان هذا تصرف غير صحيح فاذا كان الله عز وجل متوحدا في صفاته متفردا بنعوت جلاله اذا لا سبيل الى التشبيه طيب واما النفي فالنفي في اصله راجع الى التشبيه من جهة السبب صح ولا لا نفاة الصفات معطلة الصفات الذين حرفوا كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما السبب الذي دعاهم الى هذا جيبوا يا جماعة. اعتقاده التشبيه. حينما سمعوا ان لله جل وعلا عينا. وان لله يدا. وان لله قدما مباشرة ذهبت اذهانهم الى الى ما يتصف به المخلوق وهذا الذي وقع في قلوبهم فهربوا منه الى التعقيم. التعطيل الذي كان عن طريق التحريف والتأويل اليس كذلك؟ البلاء الاساسي في كلا الفريقين هو التشبيه. كلا الفريقين مشبه. المشبهة والمعطلة كلاهما في الحقيقة مشبهة اما المشبهة فطردوا تشبيههم واما المعطلة فانهم هربوا من التشبيه الى التعطيل فجمعوا بين السوأتين بين سوءة التشبيه وسوءة التعطيل. فاذا زال هذا الاساس فينبغي ان يزول التعطيل ولا حاجة الى الى هذا النفي انتم معي يا مشايخ؟ الان لو سألت اي جهمي لماذا تنفي عن الله سبحانه وتعالى صفة اليد ماذا يجيبك يقول لان اليد لا يتصف بها الا الانسان او المخلوق طيب هذا يقتضي انه ما فهم من النص الا التشبيه وان يد الله عز وجل كيد المخلوق وهذا ممتنع اذا لا سبيل الا ان انفي واعطل ولكن اتأدب لان هذا النفي كما قال النفي اما ان يتعلق بما ثبت في دليل احاد فهذا عندهم ها منفي نفيا صريحا. لماذا؟ لان الدليل عندهم في هذا المقام غير مقبول. فاخبار الاحاد غير مقبول غير مقبولة في الاعتقاد بمعنى انهم ينفون صراحة في كل ما ثبت في احاديث الاحاديث طيب والمتواتر ينفونه ولكن بادب بمواربة ينفونه عن طريق ها؟ التأويل الذي هو في حقيقته تحريف واضح يا جماعة؟ طيب اذا هذا الاساس الذي لاجله حرفتم لا وجود له ولا داعي له اذا لا داعي للتحريف وبالتالي فلا فلا نفي قال فان ربنا وهذا كما ذكرت لك على سبيل اه التعليم ما ذكر من انه من لم يتوق النفي والتشبيه قال فان ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية منعوت بنعوت الفردانية ليس في معناه احد من البرية يريد انه ليس بمعنى ما يتصف به سبحانه وتعالى وما يختص به من الصفات لا يشاركه في هذا احد من البرية يعني من الناس او من الخلق وليته عبر بما جاء النصوص لكان هذا اكمل ليس كمثله شيء. هو يريد هذا المعنى ولكن الرغبة في السجع ها وحدانية فردانية برية والا لو قال لان الله ليس كمثله شيء اه كان هذا يعني اوضح واكمل ولم يكن له كفوا احد هل تعلم له سمية وهنا لا بد ان تتنبه الى انه اراد في قوله ليس في معناه المختص ليس في معناه المختص به يعني الكلام عن ها القدر ها المختص القدر الفارق وليس القدر المشترك. فالقدر المشترك لا شك ان نفيه والتعطيل نفي مشترك نفي تعطيل انما الشيء الذي اختص الله عز وجل به وهو الصفة حقيقة وهو ما قام بالله عز وجل حقيقة من الصفة لا شك ان هذا شيء ها يختص الله عز وجل به ولا يشاركه فيه احد نقف ان شاء الله ونكمل الاسبوع القادم والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. السلام عليكم