بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الامام ابو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى في بيان في عقيدة اهل السنة والجماعة والمعراج حق. وقد اسري بالنبي صلى الله عليه وسلم وعرج بشخصه في اليقظة. الى ثم الى حيث شاء الله تعالى من العلا واكرمه الله بما شاء واوحى اليه ما اوحى ما كذب الفؤاد ما رأى صلى الله عليه وسلم في الاخرة والاولى. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك. على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان. اما بعد فاسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل. وبعد بين ايدينا مسألة المعراج وهي من مسائل الغيب والمباحث ومن مباحث النبوة وتشتمل على جملة كبيرة من المسائل العقدية وسوف نقتصر بعون الله جل وعلا منها على ست مسائل تجمع خلاصة الكلام في هذا الموضوع اولا معنى الاسراء والمعراج ودليل ذلك المعراج يطلق في مجاري كلام العلماء على تلك الاية العظيمة التي كان فيها صعوده صلى الله عليه وسلم الى ما فوق السماوات السبع والى ما شاء ثم عودته الى الارض الى المكان الذي صعد منه وهو بيت المقدس. كلمة المعراج الاصل فيها انها الة العروج فما يعرج به يسمى معراجا فهو كالسلم. الذي يرقى به. وآآ جاءت احاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان النبي عليه الصلاة والسلام انما عرج به بمعراج وجاء وصفه في تلك الاحاديث الا اني لا اعلم مما وقفت عليه شيئا ثابتا. فالله جل وعلا اعلم كيف عرج بالنبي عليه الصلاة والسلام. واما الاسراء قد تكلم المؤلف رحمه الله عنهم وقال والمعراج حق وقد اسري بالنبي صلى الله عليه وسلم وعرج بشخصه في اليقظة الى اخره المسراء هو ذهابه صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى وعودته في تلك الليلة بعد ان عرج به الى السماء والاسراء والمعراج اية عظيمة ومعجزة باهرة اجمع على ثبوتها المسلمون وعرض عنها الزنادقة والملحدون. قد دل على ثبوت الاسراء والمعراج القرآن السنة والاجماع اما القرآن فقد دل صريحا على الاسراء في مفتتح سورة الاسراء سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا واما المعراج فهذه الاية فيها دليل غير صريح على معراجه عليه الصلاة والسلام ووجه الشاهد قوله سبحانه من اياتنا واما النص الصريح على المعراج فقد جاء في سورة النجم ما كذب الفؤاد ما رأى. افتمارونه على ما يرى؟ ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى. اذ يغشى السدرة ما يغشى. ما زاغ البصر وما طغى فقد رأى من ايات ربه الكبرى. فالايات الكبرى التي رآها صلى الله عليه وسلم هي ما جاءت الاشارة اليه في سورة الاسراء. واما احاديث النبي صلى الله عليه وسلم فانها جاءت مفصلة لما وقع في هذه حادثة العظيمة والاحاديث التي اخبرت عن وقوع الاسراء والمعراج احاديث كثيرة بلغت مبلغ التواتر ذكر بعض اهل العلم انه روى احاديث الاسراء المعراج سبعة وعشرون من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وابلغ بعضهم عدد الصحابة الى تسعة وثلاثين. بل قال بعضهم ان الاحاديث في هذا الباب قد رويت عن خمسة واربعين من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما تجد تفصيل هذا عند الكتاني في نظم المتناثر. والمقصود ان الاحاديث التي جاء فيها اثبات الاسراء والمعراج احاديث كثيرة في الصحيحين في غيرهما. منها ما هو صحيح ثابت لا شك فيه ومنها ما هو من قبيل الحسن ومنها ما هو ضعيف. لكن لا شك ولا ريب في ان احاديث الاسراء والمعراج قد بلغت مبلغ التواتر و اما الاجماع المسلمون قاطبة من لدن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. والى يوم الناس هذا وهم مجمعون على ثبوت هذه الاية العظيمة والفضيلة الكبيرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث اسري به ثم عرج صلى الله عليه وسلم المسألة الثانية الاسراء والمعراج قد بحث العلماء بحثا طويلا في توقيت الليلة التي كان فيها الاسراء والمعراج متى كان الاسراء والمعراج؟ واشير في هذا المقام الى خمسة امور اولا ان الاسراء والمعراج كانا في ليلة واحدة. بخلاف قول من قال ان الاسراء كان في ليلة والمعراج وان المعراج كان في ليلة اخرى فهذا خلاف الصواب وما جاء في بعض الاحاديث من ذكر المعراج وحده فهذا من قبيل اختصار بعض الرواة والا فالمقطوع به ان الاسراء والمعراج كان في ليلة واحدة. الامر الثاني ان ان الاسراء والمعراج كان مرة واحدة وقد اخطأ من قال بالتعدد حجته في هذا لا شك انها حجة ضعيفة والامر ثالث ان الاجماع قد انعقد على ان الاسراء والمعراج كان بعد البعثة وقبل الهجرة هذا قدر متفق عليه. الامر الرابع انه لم يثبت في حديث صحيح تعيين ليلة الاسراء والمعراج. لا تعيين سنتها ولا تعيين شهرها. ولا تعيين الليلة نفسها. العلماء مختلفون اختلافا طويلا في في هذا المقام بناء على الروايات التي جاءت في هذا ولا يثبت منها شيء. فقيل ان والمعراج كان قبل الهجرة بسنة. وقيل قبل الاسراء قبل الهجرة بستة عشر شهرا وقيل قبل الهجرة بثلاث سنين وقيل بخمس وقيل بست الى اخر تلك الاقوال التي زادت على عشرة اقوال والامر كما ذكرت لك انه لا يثبت في هذا الباب حديث. وهذا يجر الى الامر الخامس وهو ان ما اشتهر من جزم بعض الناس ان ليلة الاسراء هي في السابع والعشرين من رجب جزم لا ينبني على حجة ثابتة ثم ما رتبوا او ما رتب بعضهم على هذا التعيين من تخصيص تلك الليلة اشياء من قبيل الاحتفال وايقاد الشموع وعبادات واجتماعات ما انزل الله بها من سلطان. كل ذلك من قبيل المحدثات والمبتدعات وليس من قبيل السنن المشروعة وليس من قبيل المسنونات المشروعات فليس للانسان ان يخص وقتا من الاوقات بشيء يعظمه ويتعبد فيه لله جل وعلا الا بحجة واضحة. فما يقع من بعض الناس في هذه الليلة لا شك انه مخالف للهدي القويم وهو بدعة محدثة لا خير فيها ولك ان تتأمل ان هذه اية عظيمة وقد قال جل وعلا تعظيما لهذا المقام سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى. ومع ذلك ما خصت هذه الليلة من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء البتة. مع انها نعمة بالنسبة له واي نعمة هذه الليلة من اعظم وافضل الليالي في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم. رفعه الله سبحانه وتعالى فيها درجات. ومع ذلك ما خصها بشيء. ثم اصحابه رضي الله عنهم. وهم اعظم الناس حبا وتعزيرا له صلى الله عليه وسلم ومع ذلك ما خصوه هذه بشيء بل ما اعتنوا تعيينها وتحديدها على وجه الدقة. ولو كان ثمة شيء يحب الله جل وعلا ان يكون فيها لكانوا الى هذا اسبق. لو كان خيرا لسبقوا اليها. الله جل وعلا اعلم المسألة الثالثة. مما يبحث اهل العلم في هذا المقام كيف كان الاسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم والعروج به الذي لا يعلم فيه خلاف بين الصحابة والذي عليه اهل السنة والجماعة ان الاسراء والمعراج كان يقظة بروحه وجسده عليه الصلاة والسلام. هذا هو الحق الذي لا مرية فيه. الاسراء والمعراج كان يقظة لا مناما. وكان بروحه وجسده عليه الصلاة السلام لا بروحه فقط. وثمة اقوال مخالفة للصواب في هذا المقام اشهرها ثلاثة واقوال. القول الاول ان الاسراء والمعراج كان مناما يعني كل ما حصل انما هو رؤيا منامية. هذا القول لا شك انه قول باطل بل هو قول مبتدع. بل ان الحافظ عبدالغني بل ان الحافظ وعبد الغني المقدسي في رسالته الاقتصاد في الاعتقاد كفر الذين قالوا ان آآ الاسراء والمعراج رجل كان رؤية كان من قبيل الرؤيا المنامية. والامام احمد رحمه الله لما قيل له ان موسى ابن عقبة كان يقول احاديث الاسراء من ام قال هذا قول الجهمية وبين شيخ الاسلام رحمه الله في بيان التلبيس ان الجهمية انما ذهبت الى ان الاسراء والمعراج لم يعد ان يكون رؤيا منامية لاجل ان في احاديث الاسراء والمعراج الدليل الواضح البين على علو الله جل وعلا وهم منكرون لعلوه سبحانه فانكروا ان يكون الاسراء والمعراج حقيقة وانما كان من قبيل المنامات والاحلام والقول الخاطئ الثاني هو قول من قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اسري به وانما عرج به بروحه لا بجسده. وفرق بين القولين فالاول من ام ورؤى اه او هو من قبيل المنام والرؤى و هي من قبيل ان كانت رؤيا حق فالرؤيا الحق انما هي من قبيل ضرب الامثال للنائم. واما القول بان هذا كان بروحه فشيء اخر اصحاب هذا القول يقولون ان روحه عليه الصلاة والسلام قد فارقت الجسد مفارقة حقيقية ثم سرت او اسري بهذه الروح الى بيت المقدس ثم عرج بهذه الروح الى السماء وهذا شيء لا يكون عند هؤلاء لاحد الا له عليه الصلاة والسلام اما من سواه فان مفارقة الروح للجسد يكون بها الموت والوفاة اما هو عليه الصلاة والسلام فلم يمت بهذا. وكانت اية من ايات الله جل وعلا. اذا فرق بين هذا القول والذي قبله فهو اقل خطأ واخف شرا مما قبله. وابن القيم رحمه الله في زاد نبه الى الفرق بين القولين وان الاول بدعة شنيعة واما الثاني فخطأ من قائله ولتعلمي يرعاك الله انه لم يثبت هذا القول هذا القول عن احد من السلف من الصحابة او التابعين رحمهم الله رضي الله عنهم. وقد شاع بين بعض من تكلم في هذا المقام ان القول بان الاسراء والمعراج كانا بالروح ان هذا قول عائشة ومعاوية رضي الله عنهما ونقل هذا ابن القيم في زاد المعاد وغيره. والصواب انه لا يصح هذا عنهما. ولا غيرهما ممن اضيف هذا القول اليه كحذيفة رضي الله عنه او الحسن البصري رحمه الله كل ما جاء في هذا فانه لا يصح عنهم عند التحقيق. ثبت ان هذا القول لا يثبت عن احد من الصحابة رضي الله عنهم ولا عن التابعين ولا يعرف عن احد قط من الصحابة رضي الله عنهم انه قال ان الاسراء والمعراج لم يكن يقظة بشخصه عليه الصلاة والسلام. و ثمة قول آآ كانه سعى للتلفيق هذا هو القول الثالث الذي اشرت اليه وهو قول من قال ان الاسراء الى بيت المقدس كان آآ بروحه وجسده. اما المعراج فهو الذي كان بروحه. وهذا كله لا دليل عليه بل الدليل على خلافه الادلة التي تدل على ان الاسراء والمعراج كان بجسده وروحه يقظة اللهم صلي على محمد واله وصحبه. ادلة كثيرة فاولا ان الاصل فيما يضاف من الافعال الى الانسان انما هو ما يضاف اليه يقظة بروحه وجسده حديث الاسراء فيها اشياء كثيرة حدث بها النبي صلى الله عليه وسلم وافعال وقعت له وكلام قاله واشياء سمعها واشياء رآها الى اخره. فالاصل ان كل ما اضيف من هذه الاشياء انما يضاف الى ماذا؟ الى الشخص ها؟ بروحه وجسده يقظة لا مناما. ولا يجوز الخروج عن هذا الاصل الا بدليل واضح لا لبس فيه. ثانيا ان الله جل وعلا قد قال سبحان الذي اسرى بعبده والعبد وصف يشمل الروح والجسد فهذا دليل بين على انه قد اسري برسول الله صلى الله عليه وسلم بروحه وجسده. الامر الثالث ان هذه الحادثة قد تبعها تشنيع عظيم تكذيب بالغ من قبل كفار قريش شددوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن هذا الامر استبعادا وتكذيبا. انه صلى الله عليه وسلم لما حدثهم بهذا قالوا على سبيل الاستبعاد والاستهزاء واصبحت بين اظهرنا كانت لك كل هذا او كان منك كل هذا. ثم انك اصبحت بين اظهرنا. يسخرون ويستهزئون بهذا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما حدثهم به. ولذا ايضا سعوا الى ابي بكر رضي الله عنه يبلغونه ما قال صاحبه كانوا يروون ان يوافقهم على تكذيبهم له فكان ان صدق وهو الصديق رضي الله عنه واخبر انه يصدقه فيما هو اعظم من هذا وهو خبر السماء الذي يأتيه قدوة وعشية. فالمقصود ان هذا انكار لم يكن انكارا لمن ام ولم يكن انكارا لاسراء بروح وقريش ما كانت تنكر المنامات هم استبعدوا غاية الاستبعاد ان انسانا يذهب الى بيت المقدس ويعود في ليلة واحدة فضلا عن ان يكون قد صعد الى السماء ومعلوم ان الانسان ان كان نائما يرى اشياء ابعد من هذه اليس كذلك ولا يستنكر شيء من هذا فاستنكارهم واستبعادهم وتكذيبهم دليل على ان الذي وقع واخبر به عليه الصلاة والسلام انما كان شيئا حقيقيا في اليقظة بروحه وجسده. والامر الثالث او الرابع انه عليه الصلاة والسلام لما واجهوه بالتكذيب وقد حمت حمل هما عليه الصلاة والسلام كما تدل الاحاديث ان يكذبوه على هذا الامر ما دافع عن نفسه فقال انتم تستبعدون شيئا انما هو من قبيل المنام. فلا وجه لانكاركم. فدل هذا على ان الامر كان حقيقة لا مناما والامر الخامس ان هذا الامر كان وقعه عظيما على قلوب بعض من لم يثبت الايمان في قلوبهم. وقد جاء في عائشة رضي الله عنها عند الحاكم والبيهقي في الدلائل وصححه الشيخ ناصر رحمه الله ان بعض الذين كانوا اسلموا ارتدوا بعد هذه الحادثة. وما كان هذا منهم لو ان الذي حدثهم به عليه الصلاة والسلام. انما كان بعده مناما او كان بروحه. فدل هذا على انه شيء واقع حقيقة بجسده وروحه. الامر السادس ان الله جل وعلا قال في سورة النجم ولقد نزلة اخرى. هذه نزلة اخرى. معنى هذا ان هناك نزلة اولى وقد كان هذا في الارض بالابطح رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه على هيئته. ومعلوم ان رؤيته له في المرة الاولى انما كانت رؤية ها في اليقظة ولا المنام في اليقظة بروحه وجسده او بروحه فقط. بروحه وجسده. فهكذا فلتكن الاخرى لان مقابلتها لانها في مقابلتها. الامر السابع ان الاجماع قد انعقد على ان الاسراء والمعراج اية عظيمة ومعجزة كبرى وما كان هذا يتناسب مع هذا الوصف لو كان الذي وقع انما هو ماذا من المنامات او انه شيء حصل لروحه عليه الصلاة والسلام. فالمناسب لهذا ان ان تكون هذه الاية قد وقعت له عليه الصلاة والسلام بروحه وجسده والعلم عند الله عز وجل. وهذا ما اشار اليه المؤلف رحمه الله سمعت حينما قال ابو المعراج حق وقد اسري بالنبي عليه الصلاة والسلام وعرج بشخصه في اليقظة. بشخصه يعني بروحه وجسده. في اليقظة يعني لا لا في المنام اشارة الى الاقوال الضعيفة التي قيلت في هذا الموضوع. المسألة الرابعة خلاصة ما جاء في قصة الاسراء والمعراج هو ان النبي عليه الصلاة والسلام آآ قد جاءه جبريل في تلك الليلة فشق صدره واستخرج قلبه وغسله بماء زمزم ثم جيء طست من ذهب مملوء ايمانا وحكمة فافرغ في صدره عليه الصلاة والسلام. ثم انه قدم للنبي عليه الصلاة والسلام البراق ووصفه عليه الصلاة والسلام بانه دابة ابيض طويل فوق الحمار ودون البغل يقع خطوه عند منتهى بصره. ودلت ايضا الروايات على ان البراق كان قد ركبه الانبياء عليهم الصلاة والسلام قبله. وآآ اسري به عليه الصلاة والسلام على هذا البراق الى ان بلغ المسجد الاقصى وربط اه هذا البراق في الحلقة التي كان الانبياء الصلاة والسلام قبله يربطون فيها ثم دخل عليه الصلاة والسلام المسجد فصلى فيه ركعتين ثم انه صلى بالانبياء اماما وهذا الذي عليه اكثر العلماء ومن اهل العلم من ذهب الى ان صلاته عليه الصلاة والسلام بالانبياء انما كانت بعد نزوله من المعراج والاقرب والله اعلم هو الاول والاحاديث متظافرة على ان النبي عليه الصلاة والسلام بالانبياء اماما في المسجد الاقصى. وهذه الصلاة كانت بالانبياء بارواحهم متشكلة على صورهم. لان اجسادهم في القبور باستثناء عيسى عليه السلام وثمة خلاف في ادريس عليه السلام والصحيح انه كغيره من الانبياء فالمستثنى هو عيسى عليه السلام وحده. ثم بعد ذلك عرج بالنبي عليه الصلاة والسلام الى السماء. صعد به الى السماء في كل سماع من السماوات السبع كان آآ يستأذن جبريل فيفتح له ولينا ولصاحبه الذي معه وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويسلم على الملك ويرد الملك السلام. ورأى النبي عليه الصلاة والسلام جمعا من الانبياء في السماوات رأى ادم عليه السلام في السماء الاولى ورأى ابني الخالة عيسى وزكريا في السماء الثانية. ورأى يوسف في السماء الثالثة. ورأى ادريس في السماء الرابعة ورأى هارون في السماء الخامسة ورأى موسى في السماء السادسة ورأى ابراهيم في السماء السابعة عليهم الصلاة والسلام سلام جميعا. هذا هو اثبت ما جاء في آآ رؤيا الانبياء في السماوات ان هذا هو منزلهم على اثبت ما جاء في هذا المقام من روايات والا فثمة خلاف في منازل بعضهم وآآ مع كل نبي يسلم النبي صلى الله عليه وسلم فيرد النبي عليه السلام يرحب به ويثني عليه. كل نبي يقول له مرحبا بالاخ الصالح والنبي الصالح. ترحيب وثناء. باستثناء ادم وابراهيم. فانهما قالا مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح. ثم انه رأى صلى الله عليه وسلم ايات عظيمة. رأى البيت المعمور واخبر انه يدخله كل يوم سبعون الف ملك. يصلون فيه ولا يعودون اليه اخر ما عليهم ورأى سدرة المنتهى وهي شيء عظيم. وعظم النبي صلى الله عليه وسلم معنى هذا وما كان عليها من الوان عظيمة حتى قال عليه الصلاة والسلام لا يستطيع احد من بني ادم ان يصفه مما فيها من عظمة وجمال ثم رفع النبي صلى الله عليه وسلم الى ما فوق ذلك حتى انه اخبر انه رفع الى مستوى يسمع فيه صريف الاقلام ثم ان الله جل وعلا اوحى اليهما اوحى وكلمه مباشرة ففرض عليه الصلوات. وكان الامر في الابتداء فرضا خمسين صلاة على امة محمد صلى الله عليه وسلم. فلما نزل ومر بموسى عليه السلام عما فرض او اوجب ربه عليه فاخبره. اخبره موسى عليه الصلاة سلام ان يرجع الى ربه ويسأله التخفيف. وذلك انه عالج بني اسرائيل. ووجد انه لا يقدرون لم يزل نبينا صلى الله عليه وسلم آآ يتراجع ويتردد بين ربه وموسى الى ان جعل الله سبحانه وتعالى الصلوات خمس صلوات. وقال سبحانه اه اه امضيت فريضتي وخففت عن عبادي والحمد لله على نعمته وتخفيفه. كما ان النبي عليه الصلاة والسلام في ذلك المعراج دخل الجنة ورأى اصنافا مما فيها من النعيم وراء الكوثر الذي اعطاه الله عز وجل اياه كما رأى عليه الصلاة والسلام النار وبعض ما فيها من اصناف العذاب والمعذبين ثم انه نزل عليه الصلاة والسلام الى المكان الذي صعد منه ثم عاد عليه الصلاة والسلام في ليلته الى مكة. هذه خلاصة ما دلت عليه احاديث النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المقام العظيم. المسألة الخامسة المخالفون للحق في الاسراء والمعراج. ثمة طوائف قد ضلت او خالفت الحق. في الاسراء والمعراج. انبه الى اربعة اقوال منها اولا المنكرون لهذه الحادثة وهذا شيء قديم كان من المشركين عقيبة اخباره عليه الصلاة والسلام بهذه الاية العظيمة ما كان هذا منهم الا انكارا مجردا. واستبعادا بلا دليل. حتى انهم لما طلبوا منه دليلا وصف لهم عليه الصلاة والسلام المسجد وصفا دقيقا. وفيهم من سافر ورآه وهم يعلمون ان النبي عليه الصلاة والسلام ما ذهب الى هناك من قبل كما انه اخبرهم بالقافلة التي رآها ثم وصلت اه اخبروا بما كانوا عليه في تلك الليلة مطابقا لما اخبر به عليه الصلاة والسلام ثم بعد كل هذا ما تحركت لهم شعرة. ولا اذعن للحق. تبين ان هذا الذي اخبر به النبي عليه الصلاة والسلام حق وانه رسول من عند الله وان هذه اية خصه الله عز وجل بها. ومع ذلك اصروا على عتوهم وتكذيبهم وكفرهم. و كان من تركة هذا الانكار ان تلقف هذا الانكار بعض الفرق انتسبت الى هذه الملة. وممن اشتهر اه او شهر عند اه علماء المقالات انهم قائلون بانكار المعراج المعتزلة المعتزلة فيما يبدو لا ينكرون الاسراء. وقد نص عبدالجبار الهمذان على ان الاسراء اية من ايات الله جل وعلا. قضية الاسراء ليس عندهم فيها اشكال. الاشكال عندهم في المعراج وقد نص غير واحد على انهم منكرون له. فالاسفرايين في كتابه التبصير نقل اجماعهم على انكار المعراج. وهكذا نقل انكارهم البغدادي في اصول الدين وابو منصور الماتوريدي لشرحه على الفقه الاكبر وغيره ممن نقل هذا الانكار عنهم وقد نص عليه بعضهم نصا كما عند ابي الحسين البصري في كتابه المعتمد هو كتاب في اصول الفقه. نص فيه على ان هذه قصة قصة المعراج من اخبار الاحاد والمقام مقام علم. ثمان ما فيها من انواع التشبيه يدل على ان اكثر ما جاء في هذا كذب. و الذي يبدو والله اعلم ان انكار المعراج هو مذهب كثير منهم او هو مذهب اكثرهم لكن منهم من اثبته فالزمخشري في تفسيره ظاهر كلامه اثبات المعراج والعلم عند الله عز وجل. وممن انكره جماعة من العقلانيين المعاصرين الذين يحكمون عقولهم في كل شيء حتى ولو كان من قبيل الغيبيات و قد وقفت على مقالات لبعض هؤلاء انكروا فيها قضية المعراج والطعن عندهم اما من جهة كونها روايات احد واما من جهة آآ تأويل لان هذا كله ومن قبيل ضرب الامثال وما الى ذلك ولا حقيقة له. وان نظرت الى دليلهم ما وجدت الا الاستبعاد ودعوة ان هذا خلاف العقل. وانه كيف؟ اه يحصل له هذا كله يعود في ليلته وكيف انه ما احترق حينما تجاوز الغلاف الجوي في اشياء عجيبة وغريبة النقاش مع هؤلاء ينبغي ان يبدأ من هل انتم تثبتون وجود الخالق العظيم الذي هو على كل شيء قدير قدير ام لا من هنا نبدأ فان كنتم تسلمون بثبوت هذا الرب العظيم. الذي هو على كل شيء قدير انتهت شبهتكم اصلا. لان الله عز وجل قادر على ان يفعل بنبيه صلى الله عليه وسلم ما يفعل قادر على ان يحفظ اه نبيه عليه الصلاة والسلام بالاسباب التي يشاؤها. والمسألة مسألة متعلقة بقدرة الله عز وجل وليست متعلقة بالنواميس والعادات الارضية التي عليها الناس هذا شيء متعلق بقدرة الله عز وجل. والعجيب ان ينكر هذا. من يعيش في هذا الزمان الذي قد سهل الله عز وجل على اهله لضعف ايمانهم سهل ايمان بكثير من امور الغيب. اذ اصبح الايقان بها امرا ماذا؟ ميسورا. بمعنى المشركون الاولون استبعدوا غاية الاستبعاد بل قالوا ان هذا من قبيل المستحيل. ان يذهب انسان الى بيت المقدس في ليلة واحدة وهم الذين كانوا يذهبون او يسافرون الى هناك من مكة في شهر ويعودون في شهر في المجموع شهران شهران اصبحت في ماذا؟ في سويعات في ليلة واحدة قالوا هذا من قبيل ماذا؟ المستحيل وما رأيكم لو قيل لاحد اليوم ان هناك انسان ذهب من جدة الى الشام وعاد في ليلة واحدة ما ظنكم؟ ايكذب ويستعظم يكبر في نفسه هذا الامر او يقول وما الجديد اجيبوا يا جماعة ما الجديد طيارة يذهب فيها ساعة ويعود في ساعة وانتهى الامر. ايش المشكلة يعني؟ القضية التي ينبغي ان يستفاد منها الدرس هي انه يجب التفريق بين المستحيل عقلا والمستحيل عادة الضالون جعلوا ما جاء في امور الغيب من المستحيل عادة جعلوه من قبيل ها المستحيل عقلا. يعني الايام اثبتت ان استبعاد المشركين وتكذيبهم خطأ. لماذا؟ لانه لو كان ذلك من قبيل المستحيل عقلا لاستمرت الاستحالة الى اليوم. صح ولا لا؟ لكن تبين ان القضية هي من قبيل عادة ومرادنا بالقول بان هذا من قبيل المستحيل عادة ان هذا لا يحصل عادة او ان وقوع شيء نادر لا انه يستحيل عقلا كالجمع بين النقيضين مثلا او رفع النقيضين مثلا فهذا من لماذا؟ المستحيل يعاقب عقلا الذي لا يمكن ان يكون في اي مكان وفي اي زمان. فالمقصود ان هذه الاستبعادات وهذه الاشياء التي ذكروها ما هو ما هي الا آآ دليل على آآ نقص الايمان بل دليل على عدم الايمان. والا فلو صح ايمان هؤلاء لما استبعدوا واستنكروا مثل هذا دلت عليه شرائح الكتاب والسنة. فنعوذ بالله من حال هؤلاء القول الثاني هو القول الذي سبق انا ان نبهت عليه وهو قول من قال من الجهمية ومن وافقه. من ان الاسراء والمعراج كان من قبيل المنام والقول الثالث قول من قال ان هذا كان من قبيل اه اه سوري و عروج الروح وهذا سبق التنبيه على خطأه. القول الرابع هو مذهب من اول الاسراء والمعراج على طريقة الباطنية وقد اه ذكر شيخ الاسلام رحمه الله في عدد من كتبه منها في اخر كتاب الرد على المنطقيين ذكر ان الرازي في كتابه السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم ذكر عنه في هذا الكتاب انه اول الاسراء والمعراج على طريقة الباطنية على ما ذكره ابن عربي وامثاله من ان المعراج الذي كان لنبينا صلى الله عليه وسلم ان ما هو انكشاف حقائق هذا الكون له عليه الصلاة والسلام. وهذه المقالة قد نص عليها كثير من هؤلاء الصوفية والباطنية اذا وصلوا الى هذا المقام كما نقل عن آآ الرازي انه قال ان الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم من الانبياء انما كان الكواكب فادم هو القمر هو رأى القمر فسمى القمر ايش؟ ادم رأى الزهرة يسمى زهرة يوسف الى اخر تلك الهدى هيانات التي يقطع كل مسلم بانها كذب هو افتراء على رسول الله صلى الله عليه يسلمون مقامه لا يحتاج الى آآ رد باكثر من هذا الذكر له. يعني سوقه يكشف كذبه وبطلانه. المقالة الخامسة اه وبها اختم هي مقالة كثير من الاشعرية الاشاعرة يثبتون الاسراء والمعراج ولا يخالفون في هذا ولكن الاشكال عندهم من جهة اخرى. وهو من جهة عدم جعلهم هذه الاية العظيمة من خصائص النبي عليه الصلاة والسلام التي لا يشاركه فيها احد من الاولياء. وذلكم ان القاعدة عند القوم هي انه لا فرق بين معجزات الانبياء وكرامات الاولياء الا دعوى النبوة. فقط الفارق بين هذا وهذا هو ماذا؟ دعوى النبوة. فاذا اه صاحب هذه الاية العظيمة دعوة النبوة كانت ايش؟ معجزة واذا لم يصحبها ذلك كانت ايش؟ كانت كرامة والا فيمكن ان يعرج بولي من الاولياء. ولذا قالوا كما نقل هذا عنهم غير واحد ومنهم شيخ الاسلام رحمه الله ما خرق لنبي جاز ان يخرق لوليه ما خلق من العادة يعني لنبي جاز ان يخرق لولي ولا شك ان هذا قول مجانب للصواب. بل ايات الانبياء وبراهين نبوتهم عظيمة هي اعظم بكثير مما يكون من كرامات الاولياء. جنس المعجزات اعظم من جنس الكرامات. وعليه فانه يقال ان هذه الايات والبراهين التي تسمى بالمعجزات. الاية منها او المعجزة منها هي دليل على نبوة النبي. اليس كذلك؟ والدليل ينبغي ان ان يختص بالمدلول. وعليه فلا يصح ان يشاركه غيره فيه بمعنى لو كانت هذه المعجزة التي هي دليل على النبوة يشارك فيها النبي يشاركه الولي فيها لما كانت ها لما كانت دليلا على نبوته. فدليل النبوة لا بد ان يكون شيئا يختص به النبي حتى يصح ان يقال ان هذه اية على نبوته. اما ان تقع له ولغيره فما كانت حينئذ اية على نبوته. وقد افاض شيخ الاسلام رحمه الله. آآ في بيان خطأ قولهم في هذه المسألة في كتابه النبوات. انتقل بعد ذلك الى المسألة الاخيرة وهي المسائل او جملة من المسائل العقدية المستفادة من حادثة الاسراء والمعراج. يمكن بتعمد ما جاء في القرآن والسنة من موضوع الاسراء والمعراج ان تستنبط مسائل كثيرة ولكن لعلي انبه على عشرة او انبه على عشر مسائل منها او اكثر اولا في حادثة الاسراء والمعراج اثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم اذ هذه اية عظيمة وبرهان كبير من اعظم ما اعطيه النبي صلى الله عليه وسلم. فالاسراء والمعراج من دلائل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام. المسألة الثانية اثبات علو الله عز وجل على خلقه. وقد توارد اهل السنة على الاستدلال بنصوص الاسراء والمعراج على علو الله تبارك وتعالى. وهذا من اوضح الاشياء واسرحها. النبي صلى الله عليه وسلم قد عرج به الى السماء. بل الى ما فوق السماوات السبع والى ما شاء الله قرب صلى الله عليه وسلم من به واوحى اليهما اوحى. فهذا دليل على ان الله سبحانه وتعالى في العلو. ولذلك في حديث انس رضي الله عنه عند البخاري قال فعلى به الى الجبار. يعني جبريل علا بالنبي صلى الله عليه وسلم الى الجبار ويال الله العجب! لو كان الله جل وعلا في كل مكان كما تقوله الجهمية الحلولية كان يعني لاي شيء كان هذا الاسراء وكان هذا المعراج وهو سبحانه وتعالى في كل مكان او اذا لم يكن الله عز وجل داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت ولا عن يمينه عن يمين ولا عن شمال الى اخره كما تقوله الجهمية النفاة باي شيء يكون هذا المعراج الى السماء؟ ثمان موسى عليه السلام كما في الصحيحين كان يشير على نبينا صلى الله عليه وسلم ان يرجع الى ربه فيقول له ارجع الى ربك فسله التخفيف. يرجع الى اين؟ وهو في كل مكان لو كان في كل مكان فهو بينه وبين محمد صلى الله عليه وسلم فما حاجته الى ان يرجع؟ او اذا كان لا فوق ولا تحت ولا عنيف يمين ولا عالشمال يرجع الى اين؟ ثم ايظا في الصحيحين انه بعد ان اوحى الله له ما اوحى هبط والى موسى وفي رواية في مسلم نزل الى موسى. والهبوط والنزول يكون من اين؟ اجيبوا يا جماعة. من علو وقد كان قريبا من ربه سبحانه وتعالى ولذلك سأله موسى عما اوجب عليه ربه فدل هذا على ان ربه سبحانه وتعالى في العلو. كذلك في الصحيحين اخبر صلى الله عليه وسلم في حديث انس انه لم يزل يرجع بين ربه تبارك وتعالى وموسى عليه السلام يرجع ويتردد يتردد بين ماذا وماذا؟ وهو سبحانه وتعالى علوا كبيرا وكان كما يقولون في كل مكان او انه ليس عاليا ولا فوق ولا تحت ولا عن يمين ولا عن شمال كيف يرجع؟ فهذه وغيرها من الاوجه دليل قاطع على علو الله سبحانه وتعالى ولذلك شرق الجهمية بادلة الاسراء والمعراج. لنفيهم علو الله سبحانه وتعالى فادعوا انها لا تعدو ان تكون رؤيا منامية. الامر الثالث مما يستفاد من نصوص الاسراء والمعراج اثبات القدرة العظيمة لله عز وجل. وان الله سبحانه له القوة جميعا. فهذا الذي كان آآ انما هو دليل على ان الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير. وكان هذا الامر العظيم. وشيء الكبير حاصلا في المدة اليسيرة كل هذا قد حدث ورجع النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يصبح. من ليلته من ليلته عليه الصلاة والسلام هذا دليل على قدرة الله سبحانه وتعالى وانه لا يعجزه شيء. المسألة المستفادة الرابعة اثبات كلام الله جل وعلا. فاوحى الى عبده ما اوحى. وآآ بل اثباته تكليمه سبحانه وتعالى لعبده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم مباشرة بلا واسطة المتقرر عند اهل السنة ان الله عز وجل آآ يكون منه تكليم لعباده بواسطة ويكون منه تكليم بلا واسطة ومن ذلك ما وقع لنبيه وعبده محمد صلى الله عليه وسلم. مسألة الخامسة اثبات القرب والتقريب. وان الله عز وجل يقرب ممن يشاء اذا شاء كيف شاء وانه يقرب اليه من يشاء. المقرر عند اهل السنة والجماعة ان النبي عليه الصلاة والسلام لما عرج به الى السماء كان اقرب الى الله تعالى مما كان عليه وهو في الارض وكل من يثبت علو الله سبحانه وتعالى وكل من يثبت الصفات الاختيارية الصفات الاختيارية له سبحانه وتعالى فانه لا يرتاب في اثبات قرب الله وتقريبه من يشاء اليه. المسألة السادسة اثبات فضيلة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعظيم منزلته ورفيع وهذا له اوجه كثيرة دلت عليها نصوص الاسراء والمعراج. من ذلك اولا ان الله عز وجل رفعه مكانا عليا فوق الانبياء بل فوق الرتبة التي يصل اليها جبريل عليه السلام والله جل وعلا قد قال تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات ذكر علماء التفسير ان من رفع الله عز وجل بعضهم درجات ما كان منهم سبحانه وتعالى من رفعه محمدا عليه الصلاة والسلام الى تلك المنزلة العظيمة. ولذلك في البخاري من حديث انس رضي الله عنه قال ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه الا الله. واخبر صلى الله عليه وسلم انه رفع الى مستوى فيه صريف الاقلام. فهذا كله دليل على عظيم منزلة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الامر الثاني تكليمه سبحانه وتعالى له مباشرة بلا واسطة. وامر ثالث وهو قبول شفاعته قبول الله عز وجل شفاعة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في تخفيف الصلاة. والامر الثالث او الرابع اننا ان الله سبحانه وتعالى يسر لنبيه رؤية ايات عظيمة جدا لقد رأى من ايات ربه الكبرى وامر سادس او خامس وصفه سبحانه وتعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام بعظيم حيث قال ما زاغ البصر وما طغى. وامر سادس وهو انه قد خص سبحانه وتعالى بهذه الاية العظيمة والمعجزة الباهرة التي يدل على صدق نبوته عليه الصلاة والسلام. وامر سابع كونه شق صدره عليه الصلاة والسلام فملئ ايمانا وحكمة. وامر ثامن كونه صلى بالانبياء عليه الصلاة والسلام اماما تقدم عليهم جميعا وامر تاسع الانبياء عليهم الصلاة والسلام على نبينا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم مرحبا بالاخ الصالح والنبي الصالح. فهذا وغيره مما يدل على عظيم منزلة النبي عليه الصلاة والسلام ورفيع درجته. المسألة اه السابعة اثبات رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه في ليلة المعراج. والصحيح ان هذه الرؤية رؤية قلبية وليست رؤية بصرية. وآآ قد وقع نزاع بين اهل العلم في هذه المسألة ورؤيت في هذا اثار عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتحقيق ان الخلاف بينها يؤول الى اتفاق. وان هذا الخلاف لا يعدو ان يكون خلافا لفظيا فالذين انكروا ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه في تلك الليلة كعائشة رضي الله عنها انما ارادوا نفي رؤيته بالعين. وهذا ما تؤيده الاحاديث الصحيحة كحديث ابي ذر رضي الله عنه في صحيح مسلم حينما سأل رضي الله عنه النبي عليه الصلاة والسلام هل رأيت ربك؟ فقال نور انا اراه في رواية رأيت نورا. وهذا هو نور الحجاب. حجابه سبحانه النور واما الذين اثبتوا رؤية النبي عليه الصلاة والسلام لربه في تلك الليلة فانما ارادوا الرؤية القلبية كابن قاسم رضي الله عنهما ولم يثبت عنه ولا عن غيره حرف واحد في اثبات الرؤية البصرية. فالجمع بين هذه الاثار هو بان يقال ان النبي عليه الصلاة والسلام رأى ربه في تلك الليلة ها بقلبه لا بعينه. المسألة آآ الثامنة اثبات ان الجنة والنار مخلوقتان موجودتان على ما هو متفق عليه بين اهل السنة والجماعة جماعة بخلاف ما ذهب اليه اهل البدع كالمعتزلة ومن وافقه. فاولئك يقولون ان الله عز وجل انما يخلق الجنة والنار يوم القيامة وهذا باطل مصادم للنصوص. فالحق انهما موجودتان انهما مخلوقتان موجودتان فالنبي عليه الصلاة والسلام دخل الجنة والنبي عليه الصلاة والسلام رأى النار وما كان قد دخل عدما ولا رأى ها ولا رأى عدما. المسألة التاسعة اثبات الحياة هذا له شواهد في احاديث الاسراء والمعراج ومن ذلك النبي عليه الصلاة والسلام الانبياء في السماء. والصواب ان الذي رآه النبي عليه الصلاة والسلام ارواحهم التي تشكلت في صور اشخاصهم باستثناء عيسى عليه السلام. فانه في السماء بروحه وجسده. الى اخر ما جاء في تلك الاحاديث من رؤية آآ المعذبين واصنافهم مما اه دلت عليها هذه الاحاديث في الصحيحين وفي غيرها. مسألة العاشرة اثبات جملة من امور الغيب التي يؤمن بها المسلمون. هذه امور غيبية واهل الايمان سمتهم الايمان بالغيب. الذين يؤمنون بالغيب. وقد جاء في هذه الاحاديث الصحيحة جملة من المسائل الغيبية من ذلك ان للسماء ابوابا وانها تفتح وان لها خزنة. ومن ذلك ان السماوات سبع ومن ذلك البيت المعمور من ذلك سدرة المنتهى ومن ذلك البراق. الى غير ذلك مما دلت عليه تلك الاحاديث. التي نؤمن بها ونسلم واخيرا اثبات فضيلة الصلاة فانها تلك العبادة العظيمة التي فرضت في السماء لا في الارض. فهذه خصيصة خصت بها هذه العبادة العظيمة التي هي اعظم العبادات على الاطلاق. واهم الواجبات على الاطلاق بعد الشهادتين. فكون الله عز وجل فرضها على نبيه عليه الصلاة والسلام وامته في السماء دليل على مكانتها وثمة بحث طويل يتعلق بمسألة الصلاة ولعل الاقرب في الجمع بين ما دلت عليه الادلة من مشروعية الصلاة هو ما اسوقه لك. اولا ان الصلاة كانت مشروعة قبل ليلة الاسراء واحاديث الاسراء دالة عليها فان النبي عليه الصلاة والسلام لما دخل المسجد ماذا فعل؟ صلى ركعتين ثم صلى الانبياء عليهم الصلاة والسلام في هذا على كل حال كثيرة تدل على ان الصلاة كانت مشروعة من اوائل البعثة ومن اهل العلم من قال ان الصلاة كانت مشروعة ركعتين في آآ الصباح وركعتين في المساء والعلم عند الله عز وجل. ثم ان الله عز وجل فرض على نبيه صلى الله عليه وسلم في ليلة المعراج الصلوات الخمس والتي كانت كما علمت خمسين ثم نسخت الى خمس والذي يبدو والله اعلم انها فرضت جميعا ركعتين ركعتين باستثناء الذي يبدو والله اعلم انها فرضت في تلك الليلة ركعتين ركعتين باستثناء صلاة المغرب ثم استمر الامر على ذلك الى ما بعد هجرة النبي عليه الصلاة والسلام. فزيد في الصلوات الثنائية فكانت اربعا باستثناء صلاة الصبح. ثم انه خفف في صلاة السفر لما نزل قول الله سبحانه وتعالى واذا ضربتم في الارض ليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا الى اخره. فهذا دليل على ان القصر في الصلاة حكم جاء بعد ان كانت تماما يعني كانت ماذا؟ اربع ركعات باستثناء الفجر والمغرب هذا الذي يبدو والعلم عند الله عز وجل انه التحقيق فيما قد يستشكل من احاديث فيها شيء من الاختلاف في هذه المسألة وهذا الذي حققه الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح ويبدو والله اعلم انه احسن ما يقال في هذا الموضوع به تشتمل او به تشتمل آآ الادلة التي ظاهرها الخلاف في هذا الموضوع والعلم عند الله عز وجل. ولعل فيما ذكر كفاية اسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. السلام عليكم