الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخ انفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى في رسالته نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله تعالى ان الله تعالى واحد لا شريك له. احسنت. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا وبعد فيقول المؤلف رحمه الله ان الله واحد لا شريك له هذا النفي بعد اثبات التوحيد وان الله عز وجل واحد تأكيد لوحدانية الله عز وجل. فجملة لا شريك له تأكيد الوحدانية والا فالواحد في هذا السياق هو الذي لا شريك له والنفي ها هنا يراد به اثبات الكمال المطلق لله جل وعلا وانفراده في هذا الكمال. الله جل وعلا لا شريك له لان له الكمال المطلق ولا احد يشارك الله سبحانه في كماله المطلق. وعندنا في هذه الجملة عدة مسائل المسألة الاولى انه يجب اعتقاد وحدانية الله جل وعلاته ومن اسمائه جل وعلا الواحد والاحد والوتر وعليه فلا يجوز ان يشارك الله تبارك وتعالى فيما يختص به غيره. فالوحدانية صفته. والتوحيد وحقه فوجب ان يعتقد توحيد الله سبحانه وتعالى وحدوا الله جل وعلا في ربوبيته ويوحد في الوهيته ويوحد في اسمائه وصفاته يعتقد ان الله جل وعلا متفرد بالربوبية كما يعتقد انه متفرد في اسمائه وصفاته. كما يعتقد انه المتفرك انه المتفرد في استحقاق العبادة وفي العبادة نفسها. في توحيد العبادة لابد ان يجتمع الامران الامر العقدي والامر العملي فيعتقد استحقاق الله جل وعلا وحده بالعبادة ثم ان يعبد بالفعل سبحانه وتعالى ولا يشرك به في هذه العبادة. وتوحيد العبادة لابد ان يلحظ فيه هذان الامران. المسألة الثانية ان النصوص قد جاء فيها كثيرا نفي الشريك عن الله جل وعلا. ومن ذلك قوله سبحانه قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له اعتقاد الشريك مع الله جل وعلا قد تكاثر في النصوص نفيه عنه سبحانه وتعالى ومادة شرك تدل على خلاف الانفراد. مادة شرك تدل على وخلاف الانفراد فشرك تعني ان يكون الشيء بين اثنين ولا ينفرد به احدهما. ومنه اخذ اخذ في الفقه الشركة. فانه لا انفراد شريكين فيها او لا انفراد لاحد من الشريكين فيها. الله سبحانه وتعالى هو المتفرد في كل ما يختص به جل وعلا. فاتخاذ شريك معه اعتقاد ان احدا يشارك الله سبحانه فيما يختص به هو الشرك الذي لا يغفره الله. ان الله لا يغفر ان يشرك به. اي ان يجعل معه من يشاركه في شيء مما يختص به سبحانه وتعالى المسألة الثالثة ان الناس قد كثر فيهم اتخاذ شركاء مع الله جل وعلا ولكن لا حظ لهذه لا حظ لهؤلاء الشركاء في الشركة. اللهم الا التسمية فحسب. اما من حيث الحقيقة فلا يشارك الله تبارك وتعالى شيء قال سبحانه وجعلوا لله شركاء قل سموهم سموهم بما شئتم فان لا حظ لهم الا هذه التسمية. ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان. الحق ان القوم في اتخاذ الشركاء ما هم الا يتبعون للظنون ليسوا متبعين لعلم ولا ليقين. ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء ان يتبعون الا الظن وان الا يخرصون. المسألة الرابعة علمنا بما تقدم ان الله سبحانه وتعالى منزه عن الشريك. وان الشرك اثبات شريك مع الله عز وجل فيما تختص به وهذا الشرك ينقسم الى ثلاثة اقسام من حيث حقيقته وموضوعه ينقسم الى ثلاثة اقسام. القسم الاول الشرك في الربوبية. ويتفرع هذا الى ما يأتي. اولا الشرك في الذات. كما وقع في هذا النصارى مثلثة. ثانيا الشرك في الخلق والتدبير. كما وقع في فئام من الناس كالفلاسفة وكالنصارى ايضا وكالقدرية والقبورية وغير هؤلاء ممن وقعوا في هذا الشرك. والامر الثالث الشرك في الامر. فالله جل وعلا كما ان له الخلق فان له الامر. الا له الخلق والامر. وذلك كشرك من جعل لغير الله عز وجل التحليل والتحريم. فهذا شرك في ربوبية الله سبحانه وتعالى اما الصنف الثاني او القسم الثاني فانه الشرك في اسماء الله سبحانه وصفاته وينفصل الى شرك في الاسماء. وذلك كاطلاق الاسماء اختص بها سبحانه وتعالى على غيره. او ان يشتق من اسمائه اسماء للاوثاد. او ان يجعل غير الله سبحانه شريكا له في معاني اسمائه اما الشرك في الصفات فهو ان يعتقد ان غير الله جل وعلا يتصف بما يتصف به سبحانه وتعالى. وهذا قد وقع فيه كثير من الغلاة من اولئك القبوريون. انهم زعموا ان الغوث الفرد يشارك الله جل وعلا فيما يختص به من الصفات. حتى انه يعلم كل ما يعلمه الله. ويقدر على كل ما يقدر عليه الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. القسم الثالث هو الشرك في العبادة اذا كان الله سبحانه هو المتوحد في كماله هو المتوحد في ربوبية فوجب ان يتوجه اليه بالعبادة وحده لا شريك له. الله خلقك وحده ويرزقك وحده اذا وجب عليك ان تعبده وحده. وعليه فمن توجه بشيء من العبادة لغير الله سبحانه يكون قد وقع في الشرك الاكبر. وهذا الشرك هو الغالب على المشركين قديما وحديثا وهذا هو موضع النزاع الاكبر بين الانبياء عليهم الصلاة والسلام واممهم والله جل وعلا اعلم. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله ولا شيء مثله. ولا شيء يعجز ولا اله غيره. هذه الجمل الثلاث تفسير للجملة الماضية فالله سبحانه واحد لا شريك له. ومن تفسير هذا انه لا شيء ولا شيء يعجزه ولا اله غيره. اما قوله ولا شيء مثله هذا النفي ان يماثل الله سبحانه وتعالى شيء يراد به اثبات الكمال عن المطلق له تبارك وتعالى. نفي المثيل يفيد اثبات الكمال المطلق لله جل وعلا. فالله سبحانه لا مثيل له لان له الكمال المطلق. هذا هو الحق الذي لا شك فيه. و في هذه الجملة عندنا عدة مسائل المسألة الاولى ان الادلة شرعية قد دلت على ان الله سبحانه لا يماثله شيء من اشياء البتة فيما يختص به. كما قال سبحانه ليس كمثله شيء. ولم يكن له كفوا احد هل تعلم له سمية؟ المسألة الثانية انه كما دل الشرع على انتفاء مثيل لله جل وعلا فان العقل والفطرة والحس قد دلت ايضا على انتفاء هذا المثيل. التمثيل ممتنع بدلالة الشرع كما انه ممتنع بدلالة العقل والفطرة والحس. فان يماثل فقير من كل وجه الغني من كل وجه. ان يماثل الممكن الواجب ان يماثل الناقص الكامل. هذا شيء في غاية البعد بل هذا امحل المحالات. ان يكون ثمة شيء يماثل الله تبارك وتعالى اذ لو كان هناك شيء يماثل الله لجاز على هذا ما يجوز على هذا. اذا كان ثمة اه ذاتان متماثلتين فان ما جاز على الذات الاولى جاز على الذات الاخرى وعليه فاذا كان الله سبحانه وتعالى واجب الوجود بمعنى ان وجوبه ان وجودة ذاتي وانه يمتنع عليه عدم الوجود. فانه يجب ان يكون مثيله نعم. كذلك واجب الوجود. وهذا بالتأكيد غير واقع فالحس شاهد ان هذا غير وصحيح فكل ما سوى الله سبحانه وتعالى فانه ممكن. فهو في الاصل مما يجوز ويمكن وجوده وعدمه. فكيف يكون هذا؟ مماثلا لمن وجوده ذاتي تبارك وتعالى اذن ثبت بدلالة الشرع كما ثبت بدلالة العقل والفطرة والحس ان الله سبحانه وتعالى لا يماثله شيء فيما يختص به تبارك وتعالى. الامر او المسألة الثالثة ينبغي ان يعلم ان التمثيل المنفية في النصوص وهو الذي درج عليه السلف الصالح رحمهم الله انما هو الاشتراك في الخصائص بمعنى نفي حينما ننفي التمثيل فاننا ننفي ان يشارك الله سبحانه وتعالى في شيء مما يختص به احد غيره. الاشتراك في الخصائص هو حقيقة التمثيل اليس الاشتراك في اصل المعنى الذي يتصف به الخالق ويتصف به المخلوق؟ وهذا فرقان مهم ينبغي ان تعي بين اهل السنة ومخالفيهم. من الممثلة المعطلة ايضا كما سيأتي التنبيه على هذا لاحقا ان شاء الله. فحصول الاشتراك في اصل المعنى ليس هو التمثيل الممنوع. انما التمثيل الممنوع هو الاشتراك في ماذا؟ هو الاشتراك في خصائص فما يختص الله سبحانه وتعالى به من الحقيقة تنهي الصفة وكمال المعنى فهذا مما لا يمكن البتة حصول التماثل فيه بين الله جل وعلا وبين خلقه. اما ان يتصف الله جل وعلا المجيء ويتصف المخلوق بالمجيء. او صفة الله جل وعلا بالبصر ويتصف المخلوق بالبصر او يتصف الله بالسمع ويتصف المخلوق بالسمع فان هذا ليس من التمثيل الممنوع. والقاعدة هي ما تعلمناه ودرسناه ان كنتم تذكرون في التدميرية ان الصفات كل موصوف تناسب ذاته وتلائم حقيقته. كذلك مر بنا هذا في دروس الحموية ان كنتم تذكرون. فصفات كل موصوف تناسب ذاته وتلائم حقيقته. اما الاشتراك في القدر المشترك الذي هو اصل المعنى ان هذا ليس من التمثيل في شيء. المسألة الخامسة ضل عفوا الرابعة ظل في هذا الباب طائفتان. الممثلة والمعطلة. وهما طرفان متقابلات والعجيب ان اصل ضلالهم واحد الفريقان ان ظواهر نصوص الصفات تفيد التمثيل طرد الممثلة ذلك واعتقدوا ان ما يتصف الله سبحانه وتعالى به هو من جنس ما يعقل في المخلوقين وزعموا ان الله جل وعلا انما خاطبنا بما نعقل. ولا نعقل في الشاهد من هذه الصفات الا القدر الذي يتصف به المخلوقون. فاعتقدوا ان صفات الله جل وعلا كصفات المخلوقين. فلله سمعك سمع المخلوق ولله يد كيد المخلوق ووجه كوجه المخلوق الى اخره. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا اما المعطلة الفريق المقابل لاولئك فانهم توهموا ان هذا هو والحال ان ظواهر النصوص تفيد التشبيه. ففروا من ذلك الى التعطيل وسلكوا في التعطيل مسلك التأويل او مسلك التفويض. فاساس البلاء هو اعتقاد طريقين ان ظواهر نصوص الصفات تفيد ماذا؟ التشبيه. وان الله جل وعلا اذا وصف نفسه بان له وجها فان المفهوم من هذا النص والمتبادرة منه الى القارئ انما هو ان لله عز وجل وجها كوجه المخلوق. يقول المعطر انا مضطر اذا ان انزه الله جل وعلا عن هذا المعنى المتبادر. فظواهر النصوص في زعمهم تفيد التشبيه لا شك ان مسألة الفريقين باطل. وان كان البلاء بالتمثيل اقل في الامة من البلاء بالتعطيل. فداء التعطيل اعظم لان شبهتهم اقوى. والتأثر بالتمثيل في الامة قليل. لان شبهتهم داحضة والنفوس تنفر منها. فهي اظهر بطلانا من شبهة المعطلة. مع ان الكل يعتمد على شبهه باطلة. واما زعم الممثلة ان الله سبحانه وتعالى خاطبنا بما نعقل فوجب علينا ان نؤمن بما اخبرنا به. والجواب ان يقال ان الذي قال وجاء ربك والذي قال اه يحبهم والذي قال ان الله هو الذي قال آآ يد الله فوق ايديهم هو الذي قال ليس كمثله شيء وهو الذي قال فلا تضربوا لله الامثال. وهو الذي قال فلا تجعلوا لله اندادا. وهو الذي قال ولم يكن له كفوا احد جاء والواجب الجمع بين النصوص والتأليف بينها لا ان يضرب بعضها ببعض بناء على هذا يتبين لنا ان الله سبحانه وتعالى انما خاطبنا بهذه النصوص وبين لنا ما بين من اتصافه بتلكم الصفات الجليلة من حيث اصل المعنى اللغوي. لا من حيث الكنهو والكيفية والحقيقة. فنعم لله سبحانه وتعالى ولكنه سمع لائق به. وللمخلوق سمع كما انه آآ وللمخلوق سمع يليق به. وصفات كل موصوف تناسب ذاته وتلائم حقيقته. المسألة الخامسة والاخيرة اجمع العلماء على كفر الممثلة. وان من اعتقد مماثلة صفات الله جل وعلا لصفات المخلوقين او ان احدا من المخلوقين يماثل صفات الله جل وعلا والامران متلازمان فلا شك في كفره. وقد اطبق العلماء على صحة ما قال نعيم بن حماد الخزاعي رحمه الله من شبه الله بخلقه فقد كفر. ومن جحد ما وصف به نفسه فقد كفر. وليس فيما وصف الله به نفسه ولا تشبيه والله جل وعلا اعلم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ولا شيء قال رحمه الله ولا شيء يعجزه الله جل وعلا لا شيء يعجزه لكمال قدرته وقوته فهو القوي القدير المتين سبحانه وتعالى. المتين هو الذي له كمال القدرة وهذا النفي كما علمنا يفيد اثبات كمال الضد. فلا شيء يعجزه لكمال قدرته. وكذلك لكمال علمه. وذلكم ان العجز انما ينشأ عن نقص في العلم او نقص في القدرة. والله جل وعلا بكل شيء عليم. كما انه على كل شيء قدير. قال سبحانه وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض انه كان قديرا. ولكمال علمه ولكمال قدرته. فانه سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء والله جل وعلا قد اخبرنا عن قول مؤمني الجن وانا ظننا ان لن نعجز الله في الارض ولن نعجزه هربا. وقال سبحانه واعلموا انكم غير معجز الله. الله تبارك وتعالى لا يعجزه شيء البتة. هذا عموم محفوظ. لا يستثنى منه شيء. لان الله على كل شيء قدير. وعندنا في هذا اه او في هذه الجملة عدة مسائل المسألة الاولى ثبت في الشرع والعقل والفطرة ان الله على كل شيء قدير. فهذا عموم محفوظ لا يستثنى منه شيء البتة. ومتعلق القدرة كل شيء. فكل شيء فان القدرة يجوز ان تتعلق به. لكن الوقوع متعلق بالمشيئة المقترنة بالحكمة. كون الله عز وجل قادرا على كل شيء. لا منه حصول كل شيء. انما حصول الاشياء ووقوعها راجع الى مشيئة الله سبحانه فما شاء الله كان حصل ووقع وما لم يشأ لم يكن. المسألة الثانية جماهير الناس على اثبات قدرة الله تبارك وتعالى من اصل اقصد من حيث اصل اتصاف الله سبحانه وتعالى بالقدرة هذا شيء توارد عليه اكثر الناس. حتى الجهم بن صفوان الذي هو من اعظم الناس تعطيلا لصفات الله جل وعلا فانه قد جاء عنه انه سمى الله عز وجل بالقادر وذلك ان الرجل كان جبريا وعنده ان المخلوقين لا لهم فسمى الله سبحانه وتعالى بالقادر. لكن تميز اهل السنة والجماعة على المخالفين في باب القدرة كان من كان من ثلاث جهات. الاولى من جهة اعتقادي ثبوتي كمال القدرة لله تبارك وتعالى. فقدرة الله قدرة كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه. والامر الثاني اعتقاد ثبوت قدرة الله تبارك وتعالى ازلا وابدا. فالله جل وعلا لم يزل قديرا ولا يزال قديرا. لم يكن في الماضي عادما لهذا الكمال. ولا يكون في المستقبل عادما لهذا الكمال. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. الامر الثالث ان اه هذه القدرة عامة شاملة لكل شيء. فما من شيء من الاشياء الا والله جل وعلا قادر عليه. فهذه الجهات الثلاث تميز بها اهل السنة او تميز لاجلها اهل السنة عن غيرهم في باب القدرة. وهذا يجرنا الى المسألة الثالثة وهي المخالفون في هذا المقام. المخالفون طوائف متعددة من اولئك الفلاسفة الذين شذوا فاعتقدوا عدم قدرة الله سبحانه وتعالى على شيء. فالله تبارك وتعالى عندهم لا يقدر على شيء. ومن اولئك اليهود الذين اعتقدوا نقص قدرة الله تبارك وتعالى. فوصفوه بالعجز والتعب. ومن اولئك القدرية الذين جعلوا الله لو على قادرا على بعض الاشياء دون بعض. يقدر على اشياء ولا يقدر على اشياء من ذلك افعال العباد الاختيارية. فالله جل وعلا ليس عليها بقادر. وان كان قادرا على مثلها لكن هي ها لا يقدر عليها لكنه يقدر على مثلها. كذلك اعتقدوا ان الله سبحانه وتعالى لا يقدر على الهداية ولا على الاضلال. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وانما الهداية والاضلال مرجعها الى العباد انفسهم. ايضا من المخالفين في هذا المقام ابو الهذيل العلاف الضال المعتزل المعتزلي المبتدع فانه زعم انتهاء مقدورات الله سبحانه وعليه فيكون الله سبحانه وتعالى وعليه فيكون الله سبحانه حينها غير قادر على شيء. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا لاجل هذا زعم فناء حركات اهل الجنة والنار. وان كان قد نقلت عنه بعض كتب آآ تراجم المعتزلة انه قد رجع عن هذا القول فالله اعلم بحاله لكن هذا القول مشهور عنه في كتب اهل السنة والجماعة. اذا هؤلاء طوائف ممن خالفوا الحق المبين في هذا الباب العظيم وسيأتي كلام في القدرة لاحقا في كلام المؤلف ان شاء الله. المسألة الرابعة الايمان بقدرة الله سبحانه وانه لا يعجزه شيء جل في علاه له اثر عظيم في ايمان العبد وفي علمه اما اثر ذلك في الايمان. فحدث ولا حرج. عما يكسبه هذا الايمان بفضل الله من حصول الرجاء في الله جل وعلا. ومن حصول الخوف منه سبحانه ومن حصول التوكل عليه. ومن تعظيمه واجلاله تبارك وتعالى فهذا باب عظيم من ابواب الخير. ينبغي على الانسان ان يعتني به. وهذا عام يا اخوتاه في كل ما يتعلق بصفات الله جل وعلا. فما كان جليلا خذه بقدر من الاجلال ومكانة عظيما خذوا بقدر من التعظيم. فلا شيء اعظم. من السبب الذي يجعلك تحقق معرفة الله ومحبته وتعظيمه الايمان صفاته ونعوت جلاله تحقق التصديق. بما جاء في الكتاب والسنة مع تحقيق اعمال القلوب التي لا حصر لها. هذا شيء عظيم يا اخوتاه فهما امران مقصودان لنفسيهما ان يعرف الله وان يعبد الله وهذا مما يحبه الله. ان يعرف وان يعبد. ان تعرف الله باسمائه وصفاته ثم ان تقوم بمقتضى ذلك من التعبد له جل وعلا. هذا امر عظيم يستحق ان تبذل فيه جهدك ووقتك. والله لو انك مكثت اياما وليالي بالاسابيع بل شهور وانت تتأمل في صفة القدرة لله جل وعلا. وانتفاء العجز عنه. او تأملوا في حياة الله. او تتأملوا في قيومية الله عز وجل. لما كان هذا والله كثيرا. وسوف تجد انه ينفتح لك من ابواب العلم والايمان شيء لا تحيط به العبارة. وجرب ترى ومن لم يجرب ليس يعرف قدره. فجرب تجد تصديقه ما قد ذكرناه. سيأتي معنا ما يتعلق اه بسم الله الحي واسمه القيوم ويتعلق بصفتي الحياة والقيومية لله جل وعلا وشيخ الاسلام رحمه الله خص الحي القيوم برسالة وخص القيوم برسالة له رسالتان في هذا ولو قرأت فيهما لوجدت ان باب الاسماء والصفات باب عظيم يكسبك ايمانا ويكسبك علما. ومن ذلك ان شيخ الاسلام من اسم الله القيوم رد على المتكلمين اصولا قامت عليها عقائدهم. هذا يدلك على ان التأمل والتدبر في هذا الباب العظيم يفيد كثيرا حتى في العلم. لكن المصيبة لهذا الفضل والنائل له انما يدركه بعد توفيق الله عز وجل بحسن التأمل والتدبر وادمان النظر لا ان يمر على هذا الباب مرور الكرام كما يقولون. انما يقف ولا يعجل يحسن التأمل تدبر وينظر في نفسه وينظر في هذا الملكوت. فسيد شيئا عظيما. لا تحيط به العبارة كما قدمت والله جل وعلا اعلم. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله ولا اله غيره. قال رحمه الله ولا اله غيره. نفى ان يكون مع الله سبحانه وتعالى اله غيره. وهذه الجملة هي في معنى كلمة التوحيد الكلمتين الطيبة لا اله الا الله. فغيره تقابل من كلمة التوحيد ايش غيره. الا الله. غيره تقابله الا الله. لا اله موجودة في الجملتين. لكن غيره تقابل الا الله غيره الضمير يعود الى الله عز وجل غير الله. فهذه تقابل في كلمة التوحيد الا الله الاله هو المعبود. اصل هذه الكلمة من اله يأله. بمعنى عبد يعبد. فاله فعال بمعنى مفعول الى بمعنى معبود. فالمنفي ها هنا كل ما يعبد سوى الله تبارك وتعالى. وهذه الكلمة في اصل الوضع من اسماء الاجناس تطلق على الاله بحق والاله بباطل. فكل ما يعبد فانه اله بالنسبة الى عابده. وذهبت طائفة كالزجاج العسكري وغيرهما الى ان الاله لغة هو المستحق للعبادة. فلا يطلق هذا اللفظ على اي معبود انما يطلق على المستحق للعبادة ويقول اصحاب هذا القول ان هذا مستقيم في حال آآ العباد لغير الله جل وعلا فانهم يعتقدون ان معبوداتهم مستحقة للعبادة. وهذا الذي ذكر غير انما في اللغة الاله هو المعبود. واما تخصيص هذا اللفظ بمن يستحق العبادة فان المفهوم من هذا ان المستحق للعبادة انما كان لكماله اذا لا يكون اه الاله الها بالنسبة للعابد الا اذا كان يعتقد له او فيه الكمال. وهذا غير صحيح. دليل هذا انه ليس كل من اشرك مع الله جل وعلا في العبادة اعتقد في المعبود الكمال. ولذا قد تجدهم يصرحون بالنقص ومع ذلك يعبدونه اليس كذلك؟ اما قال المشركون لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك. اذا ما اعتقدوا الكمال. انما يعبد المعبود عند هؤلاء لاجل حصول الشفاعة. فهو يشفع عند الله سبحانه وتعالى ولا يلزم من هذا ان يكون كاملا. و يكفي في رد هذا القول التأمل في قول الله سبحانه افرأيت من اتخذ الهه هواه؟ ولا يظن احدا يقول ان من اتخذ الهه هواه اعتقد ان هواه مستحق للعبادة اذا كل ما عبد فانه يسمى الها بالنسبة لعابده وتنبه هنا الى مغالطة آآ يروج لها القبوريون. فانهم يزعمون ان تنزيل ايات الشرك كقوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون. يقولون تنزيل هذا على من يدعو النبي صلى الله عليه وسلم او يدعو الاولياء الاموات تزيل هذه الاية وامثالها على هؤلاء غير صحيح لان هؤلاء نعم ليسوا الهة. لماذا ليسوا الهة؟ لانهم ما اعتقدوا في الكمال المطلق. ولذلك لا يصح اصلا ان تنزل مثل هذه الايات عليهم تلبيس مردود. الحق الذي لا شك فيه ان كل ما عبد وان كل ما دعي من دون الله جل وعلا فانه يكون الها بالنسبة الى عابده فتتنزل عليه هذه النصوص وللبحث في هذا مقام اخر واظن لم اكن نسيت قد تكلمنا عن هذا في كشف الشبهات اه ينبغي عليك يا طالب العلم ان تلاحظ في كلمة لا اله الا الله سبعة اشياء لابد ان تكون منك على ذكر المسألة الاولى ان كلمة التوحيد لم تأتي لاثبات الالهية لله سبحانه وتعالى فحسب. الامر ليس كذلك. لو كان الامر كذلك لعبر بالله اله. لكن كلمة التوحيد التي هي مفتاح الاسلام ومفتاح دار السلام لم تكن كذلك. انما كلمة التوحيد يراد بها افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة. كلمة التوحيد يراد بها حصر فيه سبحانه وتعالى. وليس مجرد ها اثبات العبادة له جل وعلا. لانه لو الله اله المقصود يحصل بان تثبت الالهية لله جل وعلا فهذا القدر لا يمنع المشاركة. فالله اله ولا مانع ان يكون غيره الها. وهذا من ابطل الباطل. اذا لا توحيد الا باجتماع النفي والاثبات هذه القاعدة من اهم القواعد. ومن اوضحها في كتاب الله جل وعلا. لا توحيد الا الاثبات والنفي وهذا ما جاءت به كلمة التوحيد. لا اله الا الله. فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى. ايمان بالله جل وعلا لا يقارنه كفر بالطاغوت ليس توحيدا شخص يعبد الله ويعبده وحده ويتنزه عن ادنى شرك بغيره لكنه لا يعتقد بطلان عبادة غير الله. ولا يعتقد ان من عبد غير الله تبارك وتعالى فقد كفر وخسر خسرانا مبينا فانه ما جاء بالتوحيد. لابد من الجمع بين الامرين ان تعبد الله تعتقده مستحقا للعبادة وان تكفر بما سواه. وان تعتقد بطلان ما سواه تبارك وتعالى. بهذا يكون التوحيد. وما اكثر الغلط في هذا المقام. الامر والثاني ان ركنا ركينا وشيئا مهما في كهف في فهم كلمة التوحيد ان تعرف ما تقدم من معنى كلمة الاله اله هو المعبود. وليس الاله الرب. وليس الاله الخالق وليس الاله القادر على الاختراع. وليس الاله المستغني عما سواه. المفتقر اليه كل ما ده كل هذه التفسيرات التي قيلت لكلمة اله في كلمة التوحيد وصحيحة. هذا اصل مهم ان اردت ان تهتدي الى الصراط المستقيم في فهم كلمة التوحيد. وقد قيل اقوال باطلة جرت الى اعتقادات فاسدة والسبب هو الخلل في فهم كلمة اله الثالثة لابد ان تتنبه الى الحق في تقدير الخبر خبري لا فلا هي النافية للجنس العاملة عمل العاملة عمل انا فخبرها مقدر. وقد حصل خلط كثير في تقدير هذا الخبر فليس الخبر موجود. وليس الخبر لنا. وليس الخبر ممكن كل ذلك غير صحيح. انما الحق الذي دلت عليه الادلة ان الخبر المقدر هو حق او بحق من شيء تقدره مفردا وان شئت تقدره شبه جملة. هذا هو الحق ذلك بان ان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه الباطل وان ما يدعون من دونه هو الباطل. وآآ القول بما سوى هذا تلزمه لوازم غير صحيحة ولتوضيح هذا موضع اخر المسألة الرابعة القرآن الكريم وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. اعظم الكتب التي فسرت فيها كلمة التوحيد بمعنى معنى لا اله الا الله واضح جلي لا لا خفاء فيه لكل من تأمل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. بل انني اقول ان من احسن النظر والتأمل في الكتاب والسنة انه لا يحتاج الى شيء اكثر من هذا الوحي المبين في معرفة اصل الدين. فهذا المعنى قد جاء كثيرا. بل اقول انه قد جاء في عشرات الادلة التي دلت على هذه الحقيقة العظيمة المشتملة على النفي والاثبات. المشتملة على ركني التوحيد. على نفي عبادة ما سوى الله جل وعلا وعلى اثباتها له وحده تبارك وتعالى يا لله العجب من اناس يحفظون القرآن. بل ربما حفظوه بقراءاته متواترة وربما بشيء من الشاذة ايضا. ولكنهم من اجهل الناس. في معنى لا اله الا الله يقرأ القرآن ويتغنى به ويحبره تحذيرا. ولكنه يأتي بما يناقضه حتى لربما رأيت من احوال بعض الناس انهم يتلون ايات امر ولربما كان فيها شيء مما يبين معناها وذلك في مواضع يشرك فيها بالله جل وعلا. يقرأ هذا القرآن في ما يسمى اه المقابر المشاهد وما شكل والقارئ هو نفسه يعتقد ما يفعل امامه ويراه. ناس تستغيث صاحب القبر او تطوف به او تتمسح جدرانه وهو يتلو هذه الايات ولكنه لم يتفطن الى معناها ولا عذر والله له في ذلك ما الذي منعه؟ ان يتدبر وقد امر بذلك. هذه هي الغاية من انزال الكتاب كتاب انزلناه اليك مبارك ليتدبروا اياته. وليس لان يتغنى به الانسان. وليس لان يتكسب من ورائه ولكن لاجل ان يتدبره. الامر الخامس ينبغي ان تعلم ان الخلاف مع المشركين الاولين لم يكن في تفسير هذه الكلمة انما تفسيرها انما معناها كان محل اتفاق بيننا معاشر المسلمين وبين اولئك المشركين. معناها تفسيرها ما دلت عليه ما دعت اليه هذا كان محل اتفاق بين النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه المشركين. هذا لم يكن محل خلاف. اتفاق على المعنى انما الخلاف في العمل بمقتضاها. انما الخلاف في التزامها. والتزام ما دلت عليه. هذا مو وضعوا الخلافة. لفطنتهم الى المعنى قالوا قالوا مباشرة. ثم قيل لهم لا اله الا الله اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب. وهذا الذي فهم اهو المشركون مع الاسف الشديد كثير من المنتسبين الى الاسلام ما فهموه تعسا لمن ابو جهل اعرف منه باصل الدين. اي والله تعسا له. وبه تعلم ان معرفة معنى هذه الكلمة فرض عين على كل مسلم ولا عذر لاحد ان يتشاغل عن هذا الواجب او ان يتقاعس في ادائه. واجب وجوبا عينيا ان تعرف معنى هذه الكلمة ومن ثم ان تعمل بمقتضاها. وهذا يجرنا الى المسألة وهي ان تعلم ان من اعظم الدواهي التي اصيبت بها هذه الامة كون معنى كلمة التوحيد شيئا غريبا الا عند من شاء الله جل وعلا ولو فتشت وحركت لرأيت وهذا يجعلنا يا اخوة نتنبه الى واجب ملقى على عاتقنا معشر الدعاة الى الله عز وجل. فيا من بصره الله بالحق. اعلم ان عليك واجبا هو البيان والبلاغ والدعوة بيان معنى كلمة التوحيد بتوضيح ركنيها وشروطها ونواقضها هذا والله اهم من اشياء كثيرة انت ان كنت داعيا الى الله عز وجل تدعو اليها. لكن هذا والله اهم. وهذا والله اولى وهذا والله اوجب. فالله فالله الله بالجد والتشمير. في توضيح معنى هذه الكلمة فما اكثر والله المستعان. المسألة السابعة ان وظيفة العبد المسلم والامة المسلمة في هذه الحياة تدور على هذه الكلمة وذلك من خلال اربعة امور اولا ان يفهم معناها كما تقدم. وثانيا ان يعمل بمقتضاها. وثالثا ان يحذر وان يجتنب ما يناقضها والامر الرابع ان يجاهد طيلة حياته. شياطين الانس والجن في الثبات عليها بل ان يجاهد نفسه في ان ينطق بها في اخر لحظة من حياته. فان من ثبت هذا الثبات وفق هذا التوفيق فاز بالجائزة الكبرى من كان اخر كلامه من الدنيا لا اله الا الله دخل الجنة. اسأل الله عز وجل ان يرزقنا هذه النعمة العظيمة. اللهم امين احسن الله اليكم قال رحمه الله قديم بلا ابتداء دائم بلا انتهاء هذه الجملة آآ قديم بلا ابتداء دائم بلا يراد بها اثبات كمال حياته وقيومية نيته سبحانه وتعالى. وعندنا في هذه الجملة مسائل. المسألة الاولى مراد بالقديم الذي ليس لوجوده ابتداء. بل هو سابق الموجودات سبحانه وجل في علاه. واما الدائم فانه الباقي. اي الموجود الذي لا يزال موصوفا بالبقاء منزها عن الفناء. قديما بلا ابتداء دائم بلا انتهاء. فصار معنى هاتين الكلمتين قديم ودائم ومعنى الاول والاخر. قال سبحانه هو الاول والاخر. وفسر هذا النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء عنه وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم اللهم انت الاول اليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء. المسألة الثانية ثمة تلازم بين قدم الله جل وعلا ودوامه وبقائه. فما كان قديما فلابد ان يكون باقيا. لانه اذا كان موجودا لا عن اول لم يجري عليه العدم. لان المنقضي بعد وجوده انما يكون انقضاؤه لزوال سبب وجوده. اليس كذلك؟ بلى. والله سبحانه وتعالى ليس وجوده سبب بل هو تبارك وتعالى موجود وجودا ذاتيا وواجب الوجود سبحانه وتعالى فيستحيل الا ان يكون موجودا. اذا كان الامر كذلك وجب بقاؤه. تبارك وتعالى. اذا متى؟ نعم؟ تلازم بين كونه قديما وكونه دائما سبحانه وتعالى بين كونه اول وكونه اخر اخرا سبحانه وتعالى. المسألة الثالثة انتقد المؤلف من بعض الفضلاء من اهل العلم ايراده هذه الجملة في هذه العقيدة والنقد كان لثلاثة اسباب. اما اولا فلان القديم لم يرد اسما لله تبارك وتعالى. واذا كان كذلك فليس من المناسب ان يورد في هذه العقيدة. والتحقيق ان اسم القديم قد ورد لكنه ما ثبت. وذلك ان حديث آآ ان لله تسعة وتسعين اسما وهو في الصحيحين كما تعلمون. جاء في خارج الصحيحين في بعض الروايات سرد اسماء تسعة وتسعين. اظن هذا واضحا لكم. في بعض روايات هذا الحديث وهو ما جاء عند ابن ماجه اه غيره عند الحاكم ايضا جاء اسم القديم. ولكن الحديث غير صحيح. بل قال شيخ الاسلام رحمه الله ان سرد الاسماء غير صحيح باتفاق اهل المعرفة بالحديث فغير صحيح آآ تسمية الله سبحانه وتعالى بالقديم. وان كان طائفة من اهل العلم قد اثبتوه واوردوه على انه اسم لله جل وعلا. كالبيهقي آآ ابن منده والحليمي وغير هؤلاء. لكن الحق انه لا دليل صحيحا على ثبوت هذا الاسم لله جل وعلا كذلك الشأن في الداعم معنى اكثر النقد الذي وجه لهذه الرسالة توجه الى القديم. القديم مع انه ينبغي ان توجه ايضا الى الدائن. وعلى كل حال الدائن ايضا مما قد ورد ولم يثبت جاء في رواية سرد الاسماء عند ابن منده وغيره ولكن انه ايضا غير صحيح. وان كان عده ابن مد ابن منده وعده ابن العربي. وغيرهما من الاسماء لكن الصحيح ان هذا ليس عليه دليل صحيح. نأتي الان الى فعل الطحالب رحمه الله حينما اورد هذه الجملة هل نقول انه آآ ظن ثبوت الحديث فاورد هذا اه او اورد هذين اه اه الاسمين بناء على ذلك قد يقال لكن الاقرب والله اعلم ان ايراده للقديم والدائم لم يكن على سبيل التسمية انما كان على سبيل الاخبار. والشأن في الاخبار اوسع من الشأن في التسمية. ليس لك ان تقول كان القديم ليس لك ان تسمي عبدا قديم. كذلك يلاحظ فان بعض الناس اه يسمي عبد الدائم هذا يفتقر الى دليل واذا لم يكن ثمة دليل ليس لك ان ان تعبد الا والاسم ثابت اما على سبيل الاخبار فلا بأس بذلك وهذا الظاهر من صنع الطحاوي رحمه الله ولم يزل اهل العلم والمحققون من اهل السنة يستعملون كلمة القديم في الاخبار عن الله عز وجل كما يستعملون ايضا كلمة اخرى وهي الازلي كلمة منحوتة من لم يزل و العهد ليس ببعيد عن دروس التدميرية ان كنتم تذكرون وفيها كان يستعمل شيخ الاسلام في غير هذا الموضع مواضع كثيرة. وابن القيم رحمه الله قد نبه في بدائع الفوائد الى ان استعمال القديم انما هو على سبيل الاخبار. ومع ذلك فهو يقول في النونية وهو القديم لم يزل بصفاته متفردا بل دائم الاحسان. ايش قال؟ وهو القديم. فكل ذلك على سبيل الاخبار اه يبدو والله اعلم ان فعله لا يمكنه تخطيئته نعم ليته قال آآ ليته قال اول بلا ابتداء واخر بلا انتهاء. نعم لا شك ان الاحسن والاولى موافقة الادلة ما امكن ولذلك تعبير عصريه الذي هو ابن ابي زيد في مقدمة الرسالة اجود من تعريف الطحاوي رحمه الله انه قال ليس لاوليته ابتلاء ليس لاوليته ابتداء ولا لاخريته انتهاء تلاحظ انه حرص على موافقة على موافقة الدليل ولا شك ان هذا افضل وهناك مواضع متشابهة بين رسالتين جانب اه ابن ابي زيد اه في فيما يبدو لي والعلم عند الله عز وجل ارجح على كل حال استعمال كلمة القديم والدائم ها هنا انما كانت ها على سبيل الاخبار وهذا مما لا يخطئ فيه المؤلف. النقد الثاني قالوا ان كلمة القديم لا تفيد ما تفيده كلمة الاول من حيث انتفاء العدم عنه تبارك وتعالى. فان القديم في اللغة هو ما تقدم غيره زمنا ولا يلزم ان يكون له التقدم مطلقا. لا يلزم ان يكون له التقدم مطلقا. وهذا له شواهد حتى عاد كالعرجون القديم. انتم واباؤكم الاقدمون. فلا يلزم من كون الشيء قديما ان يكون له التقدم المطلق. وهذا فيما يبدو والله اعلم لا يرد على المؤلف والسبب في ذلك ها احسنت انه قد قيد قيدا ال به اللبس وانتهى به الاشكال. فانه قال قديم ها بلا ابتداء. ما قال قديم وسكت. قال بلا ابتداء دائم بلا انتهاء. فلا مأخذ عليه بناء على هذا والله جل وعلا اعلم ولا سيما وانه قد جاء عند ابي داوود باسناد حسن في دعاء دخول المسجد اعوذ بالله العظيم بوجهه الكريم وسلطانه القديم. من الشيطان الرجيم. ولم يلزم ما ولد على المؤلف رحمه الله من ان القدم لا لا يستلزم نفي العدم فان سلطان الله جل وعلا لم يكن ها لم يكن معدوما. بل له التقدم المطلق. سبحانه وتعالى النقد الثالث الذي وجه الى هذه الجملة ان القديم قد استعمله المتكلمون فلا ينبغي موافقتهم على ذلك والذي يبدو والله اعلم ان هذا المأخذ ايضا ليس بقوي وذلك ان المتكلمين نعم استعملوه لكن اهل السنة ايضا استعملوه استعملوه على سبيل الاخبار عن الله عز وجل هذا شيء. الشيء الاخر اني لا اعلم في من استعمل هذا من المتكلمين من جعل المعنى معنى القديم معنى بخلاف ما عليه اهل السنة. هذا قدر لا يخالفنا فيه المتكلمون. من ان كون الله عز وجل قديما يعني ان الله سبحانه وتعالى لا ابتداء لوجوده. هذا قدر ينصون عليه في كتبهم دون شك. اذا ما الخلل؟ الخلل ما كان في هذه الكلمة من حيث معناها الخلل فيما اضافوا الى هذه الخلل فيما فرعوا عن هذه الكلمة. ولذا تجد ان المعتزلة مثلا يجعلون القديم اسما لله والقدم وصفا لله بل انهم يقولون ان القدم اخص وصف لله سبحانه وتعالى. اخص اوصاف الله عز وجل ماذا؟ القيامة القدم. والحق ان كل الصفات هي اخص وصف لله عز وجل. لا يوجد عندنا معشر اهل السنة صفة واحدة يقال هي اخص وصف بل كل الصفات هي اخص وصف لله سبحانه وتعالى. على كل حال. ما الذي بنى المعتزلة على هذا التقرير بنوا على هذا نفي صفات الله عز وجل لماذا؟ لانهم زعموا ان ثبوت الصفات يقتضي تعدد القدماء. فلا يكون الله عز وجل وحده قديما بل يكون الله قديما. وتكون محبته قديمة وتكون آآ يكون كلامه قديما وهلم جرا فيصبح القديم كثيرا. لا يصبح قديما بل واحدة بل هناك قدماء وهذا تعليل لا اقول انه عليل بل انه في غاية البطلات وسببه انهم جردوا ذات الله سبحانه وتعالى عن الصفات. والحق والذي لا شك فيه وهو ثابت في الشرع والعقل والفطرة ان الذات بصفاتها اليس كذلك وان الله سبحانه وتعالى له القدم او الاولية بصفاته فليس ثمة ذات ثم ركبت فيها الصفات كما يتوهمون انما الله عز وجل لم يزل بصفاته. فالله سبحانه وتعالى له القدم بصفاته وهو واحد لا شريك له وهو واحد لا شريك له سبحانه وتعالى. على كل حال هذا ما انتقدت به اه هذه الرسالة في هذا الموضع وما انتقدت به اه مما هو جدير بالنقد اه يعني موجود لكن في هذا الموضع لا يبدو ان الامر يستحق يعني ان توقد به والعلم عند الله عز وجل. المسألة الرابعة معنا في هذه الجملة ان العلم بثبوت هاتين الصفتين والاخرية او القدم والبقاء وكون الله عز وجل قديما دائما. هذا شيء مركوز في الفطرة. فالرب الخالق سبحانه وتعالى. لابد ان يكون متصفا هاتين الصفتين هذا شيء مركوز ثابت في الفطرة لا شك فيه ولا يدخله ريب وذلك ان الموجودات ممكنة حادثة بعد ان لم تكن موجودة. فلابد ان تنتهي الى قديم من وجوده ذاتي. والا فلو كان الخالق حادثا لاحتاج الى خالق غيره والثاني يلزمه اذا كان حادثا كاللازم الاول وهلم جرا فيتسلسل الامر والتسلسل في المؤثرين ممتنع عند جميع العقلاء. اذا لابد ان يكون الله سبحانه وتعالى متصفا بالقدم واذا كان متصفا بالقدم فانه سيكون باقيا سبحانه وتعالى. كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. كل شيء هالك الا وجه. المسألة الخامسة بقاء ما شاء الله بقاءه. كالجنة ومن فيها. نسأل الله ان من اهلها والنار وما فيها ونعوذ بالله منها بقاء هذه المخلوقات ليس مشاركا آآ ليس آآ فيه مشاركة لما نص الله سبحانه وتعالى به لان الذي اختص الله عز وجل به هو الاخرية الذاتية الذي اختص الله به هو ها الاخرية الذاتية. فالله عز وجل بذاته اخر دائم باق سبحانه وتعالى يستحيل عليه العدم غاية الامتناع. اما ما شاء الله عز وجل بقاءه فانه باق بغيره وليس باقيا بذاته. ما شاء الله بقاءه فانه باق بابقاء الله عز وجل له ولو شاء الله ان يفنيه لافناه. اذا كان الله سبحانه متوحدا بصفته ولم يشاركه فيها احد سواه تبارك وتعالى. طيب هذا يجرنا الى الهلاك او الفناء. كل من عليها فان، كل شيء هالك. بعض الناس يظن ان الفناء والهلاك والعدم والتلاشي. كل شيء يعدم ويتلاشى. الا الله سبحانه وتعالى لكن هذا الفهم غير صحيح. فالفناء والهناء فالفناء والهلاك هو الموت. كل من عليها فان كل شيء هالك يعني ميت ومعلوم ان الاحياء اذا ماتوا فان ارواحهم باقية بقية فيما شاء الله. ان كانت من اهل النعيم فهي منعمة وان كانت من اهل العذاب نعوذ بالله. فهي معذبة والاجساد تأكلها الارض الا من شاء الله. فالانبياء لا تأكلوا الارض اجسادهم. لكن يبقى عجم الذنب او عجب الذنب. فهذا يبقى لا تأكله الارض ومنه يركب الخلق بعد ذلك. اذا ينبغي ان نفهم آآ هاتين الايتين على وجههما وبالتالي يزول اه الاشتباه الذي يحصل لمن لم اه يفهم هذا على الوجه الصحيح والله عز وجل اعلم. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله لا يفنى ولا يبيت. لا يفنى ولا يبيت. لكمال حياته سبحانه وتعالى وهذه الجملة تأكيد للجملة التي سبقتها وهي دائم بلا معنى كونه دائما بلا انتهاء انه لا يفنى ولا يبيد. و هاتان الكلمتان اه متقاربتان في المعنى بينهما شبه ترادف فان الفناء هو الهلاك ضد البقاء. وكذلك البيد نحن الخالدات فلا نبيد البيت هو الهلاك اه وما يقابل البقاء او هو الانقراض الذي ينافي الخلود لسنا بحاجة الى ان نتكلف فرقا بينهما فالذي يبدو والله اعلم ان ايراد المؤلف ادعو الله لهاتين الكلمتين هو على سبيل آآ ذكر المرادفات وذلك انه ميال في هذه الرسالة الى السجع ميال الى السجع. ولذلك يقول لا يفنى ولا يبيد. ولا يكون الا ما يريد لا تبلغه الاوهام ولا تدركه الافهام ولا يشبه الانام فهو ميال الى السجع وهذا من المواضع التي ابن ابي عز يعني كانه اخذه عليها. على كل حال اه الكلام في هذه ملتحق بالكلام في الجملة التي سبقتها فهي دليل او فهي في معنى اخرية الله تبارك وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولا يكون الا ما يريد لا يكون الا ما يريد لكمال قدرته وسلطانه سبحانه وتعالى. والارادة ها هنا هي الارادة الكونية. التي بمعنى المشيئة. وهي التي وردت في نحو قول الله عز وجل ان كان الله يريد ان يغويكم واذا اردنا ان نهلك قرية فهذه الارادة بمعنى المشيئة والمشيئة سيأتي كلام المؤلف رحمه الله تعالى فيها قريبا. ينبغي ان يعلم ان الارادة في الكتاب والسنة جاءت على ضربين ارادة كونية هي المشيئة وهي ما اراده المؤلف رحمه الله وها هنا وثمة ارادة الشرعية تتضمن معنى المحبة. فاراد الله شرعا يعني احب. وهذا قد جاء في نحو قول الله جل وعلا يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. من كان ذا علم ادرك ادرك الفرق بين هذه الاية والايتين اللتين ذكرتهما قبل هذا فالارادة اه الكونية هي بمعنى المشيئة ولابد من حصول متعلقها المراد كونا لابد ان يقع. ما اراد لا بد ان يكون. ولا يكون الا ما اراد واما المراد شرعا فلا يلزم وقوعه. قد يريد الله عز وجل شرعا. ما لا وقوعه والكل راجع الى حكمة الله سبحانه وتعالى. المقصود ان هاتين الارادتين قد تجتمعان وقد تنفرد احداهما عن الاخرى وهذا الموضوع قد فصلناه في عدد من الكتب السابقة والذي يهمني ها هنا هو ان تعلم ان التفريق بين نوعي الارادة من الاهمية بمكان وقد ضل اناس ما اهتدوا الى الفرق. فظنوا ان الارادة شيء واحد وقعوا في ظلال. اناس ظنوا ان الارادة كلها كونية. فظلوا وانحرفوا واناس ظنوا ان الارادة كلها شرعية. فضلوا وانحرفوا. وفاز اهل السنة بالحق المحض حيث حملوا النصوص على محملها وفهموا اه كل موضع على ما يقتضيه السياق. وتنبهوا الى بين الارادتين. الله جل وعلا اعلم. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله لا تبلغوا والاوهام ولا تدركوا الافهام. قال رحمه الله لا تبلغه الاوهام. الاوهام يعني الظنون ولا تدركه الافهام. اي العقول. وهذه الجملة عند فيها ثلاث مسائل. المسألة الاولى مراد المؤلف رحمه الله ان الله جل وعلا لا تتخيره لا تتخيله فكرة. ولا يكيفه عقل ولا يحيط به علم انما الله جل وعلا يعرف وتعلم صفاته لكن لا يحاط به علمه. قال سبحانه ولا يحيطون به علما. كما انه جل وعلا يرى ولا يدرك. الله جل وعلا يرى في الاخرة اليس كذلك؟ لكن مع رؤيته فانه لعظمته لا يدرك. كذلك ها هنا الله جل وعلا لعظمته ولانه العظيم الكبير الواسع سبحانه وتعالى فانه لا يحاط به علما قال المؤلف لا تبلغه الاوهام ولا تدركه الافهام. ذلك امرين اولا ان الله جل وعلا غيب بالنسبة لنا. فنحن ما رأينا الله في هذه الدنيا لا نرى الله. والعقول مكبلة بالمحسوسات فلا تدرك الا ما احست به. والله جل وعلا لم تره ولم تر مثيلا له. اذا ادراك كنه ذاته وحقيقة صفاته شيء بعيد المنال بالنسبة للعقول شيء فوق طاقة هذه العقول. فلا تقدر عليه ولا تستطيعه. والامر الاخر ان الله سبحانه وتعالى هو الكبير العظيم الواسع سبحانه وتعالى. فان للظنون والاوهام. وللعقول القاصرة ان تحيط علما به. وتدرك كيفيته تبارك وتعالى. انما حسبنا يا اخوة ان نعلم ثلاثة اشياء حسبنا ان نعلم شيئا من صفات الله عز وجل. نحن نعلم بعض صفات الله ولا نعلم كل صفات الله عز وجل. حتى ان ابن القيم رحمه الله قال نسبة ما يعلمه العباد مما لا يعلمونه من صفات الجلال ونعوت الكمال له تبارك وتعالى كنقرة عصفور من بحر. ولذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. الذي هو اعلم الناس بالله. واعظمهم اجلالا وتعظيما له. ومع ذلك فانه يفتح عليه اذا اذا سجد اه في موضع او عند الشفاعة فالله عز وجل يفتح عليه بمحامد لم يكن يحسنها قبل ذلك. والله سبحانه انما يحمد بصفاته ونعوت جلاله وكماله اذا نحن اولا نعم لا نعلم الا شيئا من الصفات ولا نعلم كل الصفات ما نعلمه من الصفات انما هو من حيث اصل المعنى اللغوي من حيث اصل المعنى اللغوي فحسب. حتى كمال المعنى فانه لا سبيل لنا الى معرفته والامر الثالث ان ما علمناه انما نعلم معناه ولا ندرك كيف لا سبيل لنا الى ادراك كيفية الله سبحانه وتعالى في ذاته او في صفاته جل في اذا لابد من التنبه الى هذه الامور الثلاثة عند النظر في هذا المقام. المنسأ المسألة نبه شيخ الاسلام رحمه الله في بيان التلبيس واظن هذا في الجزء السابع ان الله سبحانه وتعالى انما عرف عباده من صفاته ما عقولهم عليه. القدر الذي تقدر عقولهم عليه هو الذي علمنا الله سبحانه انه اياه عن صفاته. وراء ذلك شيء عظيم لا تستطيع عقولنا ان تدركه بل ان تعلمه. يقول رحمه الله واذا كانت العقول لا تستطيع احتمال ولا قدرة لها على احتمال معرفة يكون في الجنة من انواع النعيم الذي هو فوق طاقة تصور العقول ولذلك قال صلى الله عليه وسلم فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. يقول رحمه الله فكيف بالله العظيم؟ سبحان وتعالى. اذا لا ينبغي ان يكون للانسان ادنى طمع في ان يحيط علما بالله العظيم تبارك وتعالى. المسألة الثالثة اذا ادركت ما سبق استفدت فائدة وهي ان هذا الباب باب توقيفي. تقف فيه عند حد ما ورد في النصوص. وثم مسألة رابعة وهي ان بعض اهل العلم اذا جاء الى مثل هذا فانه يذكر جملة وهي كل ما خطر بالبال فالله على خلافه او كل ما خطر ببالك فالله على خلافه. فهل من السائغ اطلاق مثل هذه الجملة بعض اهل العلم حمل هذه الجملة على محمل حسن وشيخ الاسلام رحمه الله في بيان التلبيس حملها على قريب مما ذكرته لك قبل قليل. من ان العباد لا يدركون كيفية صفات الله سبحانه وتعالى. كما قال الامام مالك رحمه الله والكيف غير معقول والكيف غير معقول. او مجهول بالنسبة للرواية الاخرى. وآآ تحقيق في هذا المقام ان يقال ما خطر بالبال ان كان مالا فاعلم ان الله اكمل منه. وان كان نقصا فالله منزه عنه. هذه الجملة تبين الحق دون وقوع لبس فيه. الله جل وعلا اعلم. وثمة مسألة الخامسة وهي انه قد جاءت الاثار بالحث على ان يتجنب الانسان التفكر في ذات الله سبحانه وتعالى. لما يجره وهذا من امور لا تحمد عقباها ولذا جاء اه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما كما عند البيهقي وغيره تفكروا في كل شيء ولا تفكروا في الله تعالى. في رواية ولا تفكروا في ذات الله تعالى جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما وروي مرفوعا وحسنه الشيخ ناصر رحمه الله في السلسلة مرفوعا. انه صلى الله عليه وسلم قال قال تفكروا في الاء الله ولا تفكروا في الله. فحسبك ان تتأمل وتتدبر في الاء الله عز وجل وان تعرف معاني صفات الله عز وجل التي اخبرنا بها وان تتعبد لله جل وعلا بمقتضاها ها هذا القدر يكفيك دون ان تخوض فيما هو اعظم من ذلك. الله جل وعلا لا تبلغه الاوهام ولا تدركه الافهام نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله ولا يشبهه الانام قال ولا يشبهه الانام. ومر بك قريبا قوله ولا شيء مثله فلا شيء مثل الله كما ان الله عز وجل ليس مثل شيء من خلقه. فالامران كما ذكرت لك ماذا؟ متلازمان هذه الجملة ايضا ممن انتقد اه المؤلف رحمه الله عليه فاولا انه استعمل كلمة يشبه وما قال يماثل قالوا لان الذي جاء نفيه في النصوص انما هو التمثيل لا التشبيه. فينفع عن الله عز وجل المثيل ولم يأتي الشبيه آآ الحق ان هذه كتلك فالشبيه قد ورد قد ورد نفيه لكنه ما ثبت. وذلك فيما اخرج الاجري في الشريعة واللا لكائي ومحمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة. وابن ابي عاصم في السنة حديث طويل في ذكر ما يكون يوم القيامة وان اهل وان اهل الايمان يبقون في عرصات القيامة ينتظرون ربهم. فيقال لهم وهل تعرفونه فيقولون انه لا شبه له. ماذا يقولون؟ انه لا شبه له. فهذا الحديث فيه نفي الشبه او الشبيه عن الله سبحانه وتعالى. لكن الحديث لا يصح. فيه اه اكثر من راوي ضعيف فيه علي ابن زيد ابن جدعان وغيره فالحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن مع هذا نفي الشبيه عن الله جل وعلا استعمال اثري استعمل السلف رحمهم الله من عهد الصحابة رضي الله عنهم فقد جاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى هل تعلم له سم يا؟ قال مثيلا وشبيها. كذلك قال رضي الله عنه في قول الله جل وعلا اه فلا تجعلوا لله اندادا قال اشباها و لم يزل اهل العلم آآ ينفون الشبيه والتشبيه عن الله جل وعلا. ومرت بك كلمة نعيم ابن التي تلقاها اهل السنة عنه بالقبول. من شبه الله بخلقه فقد كفر. كذلك جاءنا في تشبيه على لسان الشافعي واحمد واسحاق وابن خزيمة وكثير من اهل السنة والعلم اذا اه نفي التشبيه لا بأس به وهو مستعمل عند اهل العلم. قد يقول قائل كنا اهل الكلام قد ادخلوا في نفي التشبيه ما ادخلوا من المعاني الباطلة اي انهم تذرعوا من نفي التشبيه عن الله عز وجل الى نفي القدر المشترك. الذي دلت عليه الادلة يقولون لان الله عز وجل لا شبيه له. والجواب عن هذا ان يقال ان استعمال اهل البدع بكلمة مأثورة على معنى باطل. لا نتحرز عن استعمالها. اذا القاعدة ها هنا هي ان استعمال المبتدعة في باطلهم لفظا مأثورا لا يجعله مهجورا. استعمال المبتدعة في باطلهم. لفظا مأثورا لا يجعله مهجورا والا هذه جادة مستعملة ومسلوكة عند اهل للبدع فكم ادخلوا في معنى التوحيد؟ الذي هو من اعظم الالفاظ الشرعية وتحته اعظم المعاني الشرعية ومع ذلك ادخلوا في التوحيد ما ادخلوا من الباطل. وقل مثل هذا في في الله وتنزيهه وفي اثبات القدر وفي اشياء كثيرة بناء على هذا اذا استعمل نفي التشبيه ونفي الشبيه عن الله عز وجل. نحن نفهم مراده ونعلم مراده و اذا استعمل هذه الكلمة احد من اهل البدع والكلام فاننا نتحرز ونحتاط ونأخذ كلامه على قدر من الحيطة لنعلم ماذا يريد به كالشأن في بقية الالفاظ التي اصلها وهم يستعملونها استعمالا غير صحيح. الامر ايش؟ ثالث الثالث عاد شوف احسبوها انتوا النقد الثاني انه قال الانام قالوا ان الانام يعني الناس. وهذا فيه تقصير. فالله عز وجل لا يشبه شيئا من الاشياء. الانام وغيرهم. وآآ الذي يبدو والله اعلم ان المأخذ على المؤلف ها هنا ايضا ليس متوجها. وذلك ان الله سبحانه وتعالى يقول والارض وضعها للانام. فللسلف في معنى الانام ثلاثة اقوال القول الاول ان الانام هم الناس البشر. القول الثاني ان الانام هم الثقلان الجن والانس. والقول الثالث ان الانام هم جميع المخلوقات على وجه الارض. فيندرجوا كل المخلوقات تحت كلمة الانام. وهكذا اذا رجعت الى معاجم اللغة وجدت ان هذه الاقوال موجودة في معاجم اللغة ايضا. فلعل المؤلف رحمه الله انما اراد المعنى الثالث وبالتالي لم يقع في شيء يعني تستطيع ان تقول انه خطأ. وان كان التعميم الذي جاء في النصوص اولى وهو قوله تعالى ليس كمثله شيء فمثل هذا المقام لو استعمل فيه الانسان هذا التعميم الوارد لا شك ان هذا احسن وافضل بقيت عندنا مسألة وهي آآ الفرق بين تمثيل والتشبيه. اما في اصطلاح اهل العلم اما في استعمال اهل السنة والجماعة فانهم يريدون بنفي التشبيه ما يريدون بنفي التمثيل. واذا قالوا الله جل وعلا لا مثل ولا مثيل له فان هذا في معنى قولهم ان الله لا شبه ولا شبيه له فهما كلمتان مترادفتان اصطلاحا اما من جهة اللغة فثمة فارق دقيق ذكر في عدد من الدروس الماضية وهو ان التمثيل المساواة في جميع الخصائص والتشبيه المساواة في بعض الخصائص هذا هو الفرق بين هاتين الكلمتين من جهة اللغة ويشهد لهذا الفرق قوله تعالى وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمون الله او تأتينا اية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم ثم قال تشابهت قلوبهم فلما كانت المقالتان متساويتين قال مثل قولهم ولما كانت القلوب لا تتساوى من كل وجه قال تشابه تشابهت قلوبهم والله جل وعلا اعلم لعلنا نكتفي بهذا القدر ولنا لقاء ان شاء الله في الاسبوع القادم والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. السلام عليكم