نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال شيخ الاسلام ابو العباس احمد بن عبدالحليم ابن تيمية رحمنا الله واياه في اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة الى قيام الساعة اهل السنة والجماعة وقوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ان الله نعم ما يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا وقوله ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله. احسنت الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فقبل ان ابدأ اشير الى اني ذكرت بدرس امس ان اعظم سورة في القرآن هي سورة الاخلاص. وهذا صدق لسان مني وخطأ والصواب كما تعلمون ان اعظم سورة في القرآن هي سورة الفاتحة كما جاء في حديث وبيسعد ابن المعلى عن النبي عليه الصلاة والسلام وقد نبهني احد الافاضل جزاه الله خيرا على هذا الخطأ فاحببت التنبيه اما ما نحن نصلي اليوم فنستكمل بعون الله جل وعلا ما ورد المؤلف رحمه الله من هذه الايات الدالة على ثبوت جملة من صفات الله سبحانه وتعالى وآآ نبتدئ من قول الله جل وعلا ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله هذه الاية فيها اثبات صفتي القوة ومضى الكلام فيها في الدرس الماضي و فيها اثبات صفة المشيئة لله سبحانه وتعالى والمشيئة هي المقتضية للاشياء على الحقيقة فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن كل شيء وقع فان وقوعه انما كان عقيدة مشيئة الله سبحانه وتعالى ولولا ان الله شاءه لم يقع فهذه هي المشيئة فكل الاشياء الواقع فان مرجعها الى مشيئته وكل شيء لم يقع فان عدم وقوعه راجع الى عدم مشيئة الله سبحانه وتعالى وقوعه نعم احسن الله اليكم وقوله ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من امن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد وقوله احلت لكم بهيمة الانعام الا ما يتلى عليكم غير محل الصيد وانتم حرم. ان الله يحكم ما لا يريد وقوله فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء. هذه الايات الثلاث فيها اثبات صفة الارادة لله سبحانه وتعالى و الارادة بينها وبين المشيئة علاقة من جهة ان الارادة اعم من المشيئة المشيئة هي بعض الارادة وان شئت فقل هي قسم من الارادة فالارادة منقسمة الى قسمين ارادة كونية وارادة شرعية الارادة الكونية هي المشيئة واما الارادة الكونية فانها بخلاف المشيئة وهاتان الارادتان تجتمعان وتفترقان تكون الارادة الكونية وحدها تكون الارادة الشرعية وحدها والبحث في هذا اعني من جهة التفصيل بهاتين الارادتين يطول. المقصود ان من جملة صفات الله سبحانه وتعالى الارادة. ولابد ان تفهم الارادة في هذه الايات على وجهها. ما المراد بهذه الارادة في هذا الموضع هل هي الارادة الكونية او هي الارادة الشرعية وعدم التفريق بينهما يوقع في زلل عظيم. نعم وقوله واحسنه ان الله يحب المحسنين. واقسطوا ان الله يحب المقسطين وما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ان الله يحب المتقين. ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين فسوف يأتي الله بقومه يحبهم ويحبونه ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص. هذه الايات فيها اثبات صفة المحبة لله سبحانه وتعالى والكلام في صفة المحبة كلام عظيم طويل فان محبة الله جل وعلا كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله العلة الغائية في كل شيء وكل شيء قد شرعه الله سبحانه وتعالى او قدره وخلقه فانما كان ذلك لمحبة منه سبحانه وتعالى له او لما يترتب على وجوده ما من شيء يشرعه الله او يقدره ويخلقه الا كان عن محبة منه سبحانه وتعالى له او لما يترتب على وجوده فحق ان يقال ان المحبة محبة الله سبحانه وتعالى هي العلة الغائية من كل شيء والله سبحانه وتعالى متصف بمحبة تليق به لا كمحبة المخلوقين ليس كمثلي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير و اذا كانت المخلوقات تتفاوتوا بكيفية محبتها ومحل هذه المحبة فكيف في حق الخالق سبحانه وتعالى الخلل يقع من جهة ان بعض الناس يجعل القدر المختصة بالمسلوب هو القدر المشترك للصفة. يعني اصل الوصف تجعله هو الذي يختص بالمخلوص يختص بالمخلوق. فيحكم حكما عاما على الصفة بانها ذات معنى كذا وكذا ولا تكون الا كذا وكذا ونظره انما توجه الى القدر الذي يتصف به المخلوق مثال ذلك صفة المحبة فان كثيرا من المبتدعة الذين انكروا هذه الصفة وبالمناسبة هذه الصفة هي من اشد الصفات على نفوس معطلة لا يطيقون البتة وصف الله سبحانه وتعالى به صفة المحبة وصفة النزول بما يظهر الله اعلم اشد الصفات على نفوس معطلة. ومن وجدته يثبت هاتين الصفتين لله جل وعلا على نهج السلف الصالح اعلم انه في بقية الصفات مسبت المقصود ان المعطلة الذين نفوا هذه الصفات عن الله جل وعلا اول ما ورد فيها انما دعاهم الى هذا زعمهم ان المحبة انما هي ميل القلب وهذا انما هو سمة من سمات المخلوقين وعليه فيجب تنزيه الله سبحانه وتعالى عن ذلك اذا كان هناك من يحب اذا لابد ان يكون له قلب وهذا القلب يميل وكل ذلك من صفاتي من سماتي وصفاتي المخلوقين وهذا في الحقيقة نظر جزئي ثم حكم كلي وهذه مشكلة لدى اهل البدع بعامة انهم ينظرون جزئيا ويحكمون كليا وهذا خلل في المنهج العلمي فان الذي وصفوه في الحقيقة انما هو المحبة التي عرفوها في الانسان ولا يستلزم الحال ان تكون كل محبة كذلك الم تر الى ان النبي صلى الله عليه وسلم قد اخبر عن جبل احد انه جبل يحبنا ونحبه فاين قلبه وكيف يكون ميله الا وهو مخلوق مثلنا كل عاقل مسلم للنصر فانه سيقول ان المحبة في كل موضع بحسبه ومحبة كل محب تختلف بحسب حال هذا المحب وعليه فليس ثمة تماثل بين محبة مخلوق ومخلوق فالانسان له محبته بكيفية وجبل احد له محبة بكيفية وليس ثمة تماثل بين المحبتين ثمة اشتراك في اصل الوصف هذا بين مخلوقين فكيف يظن ان اثبات المحبة لله جل وعلا يقتضي التماثل الممنوع او تشبيه الله سبحانه وتعالى بخلقه الناس في الجملة في صفة المحبة على ثلاثة اقسام منهم من اثبت المحبة من طرفيها الله سبحانه وتعالى يحب والعباد يحبونه الله سبحانه وتعالى يحب ذوات ويحب صفاته ويحب ازمنة ويحب امكنته ويحب هيئات كما دلت على هذا الادلة اذا من ذلك انه يحب سبحانه عباده وكذلك في الطرف الاخر عباده يحبونه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه القسم الثاني هو قول من قال ان المحبة ثابتة من طرف العباد فالعباد يحبونه سبحانه وتعالى اما هو فلا يحب جل وعلا وينزه عن صفة المحبة والقسم الثالث هم القائلون بنفي المحبة من طرفيها والقسم الثالث هو الذي كان عليه الزهمية واضرابهم ممن وافقهم من المتكلمين سواهم وقسمه الثاني هو مذهب اكثر الاشعرية اما القسم الاول فهو مذهب اهل السنة والجماعة انهم يسبتون لله جل وعلا محبة تليق به كما يثبتون للعباد محبة تعلقت بمعبودهم وربهم سبحانه وتعالى ثم ينبهوا في هذا المقام الى ان المحبة المعروفة عند الناس جنس تحتها انواع واهل السنة لا يثبتون من ذلك الا ما دل الدليل عليه للقاعدة التي تعلمناها وهي ان هذا الباب توقيفي والذي جاء في النصوص اثبات ان الله جل وعلا متصف بالمحبة وبالود وبالخلة فهذه المراتب الثلاث هي التي نسبتها لله سبحانه وتعالى دون ما سواها كالعشق والتطيب و الولع وما شكل ذلك من مراتب المحبة التي يذكرها من يذكرها من اللغويين والادباء فتوسع بعض الناس في اضافة مثل هذه المراتب الى الله سبحانه وتعالى لا شك انه مسلك غير حميد انما الصواب ان نقف عند حد ما ورد والله جل وعلا اعلم نعم احسن الله اليكم وقوله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم وقوله رضي الله عنهم ورضوا عنه وقوله بسم الله الرحمن الرحيم ربنا وسعت كل شيء تحب يبدو ان النسخ التي عندي تختلف يعني النسخة التي عندك حفظك الله انا عندي بعد اه قل ان كنتم تحبون الله متقدمة اه وهو الغفور الودود ليست عندك؟ لا ليست موجودة طيب هي على كل حال في بعض النسخ دون بعض ولعل اثباتها هو الاقرب هذا اه الموضع اه ان كان من كلام شيخ الاسلام وهذا هو الاقرب والله اعلم فيه اثبات اه ايراد شيخ الاسلام اراد به اثبات صفة الود لله سبحانه وتعالى والود صفو المحبة الود صفو المحبة و الله سبحانه وتعالى هو الودود اختلف العلماء في هذا الاسم اهو على زينة اسم الفاعل او على زينة اسم المفعول يعني هل هو ودود بمعنى واد ام هو ودود بمعنى موجود يعني هل هو محب او محب للعلماء في هذا ثلاثة اقوال والاقرب والله اعلم والقول الثالث وهو الجامع بين القولين الاولين فهو ودود يحب وودود يحب فالله جل وعلا يحب اولياءه ويحبه اولياؤه يود اولياءه ويوده اولياؤه. والله جل وعلا اعلم ما اسمه الغفور فقد مضى اه الكلام عن صفة المغفرة فيما اذكر ولعله يأتي ان شاء الله كلام عنها ايضا قريبا ثم ذكر الايات التي تتعلق باثبات صفة الرحمة نعم بسم الله الرحمن الرحيم احسن الله اليكم وقوله بسم الله الرحمن الرحيم ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما وكان بالمؤمنين رحيما. كتب ربكم على نفسه الرحمة وهو الغفور الرحيم فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين. رحمتي وسعت كل شيء. ما هي موجودة عندك؟ لا هذه ايضا في بعض النسخ اضافة اية الاعراف ورحمتي وسعت كل شيء هذه الايات فيها اثبات صفة الرحمة لله سبحانه وتعالى وهذه الصفة من اوسع الصفات متعلقا فرحمة ربنا تبارك وتعالى وسعت كل شيء وكل شيء قد ناله حظ من رحمة الله سبحانه فالمسلم نال حظا من رحمة الله والكافر نال حظا من رحمة الله في الدنيا والانس والجن وكل شيء قد ناله ما ناله من رحمة الله عز وجل بحسب ما يشاء جل وعلا وصدق الله ورحمتي وسعت كل شيء ورحمة الله سبقت غضبه كما اخبر بهذا النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الرحمة صفة اختيارية ثابتة لله سبحانه وتعالى فهو يركب من يشاء اذا يشاء جل في علاه ومن اعظم اسباب نيل الرحمة ان يرحم العبد عباد الله قال صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء والاية الاولى وهي بسم الله الرحمن الرحيم فيها اثبات قسمين عظيمين لله جل وعلا وهما الرحمن والرحيم وثمة بحث طويل بالفرق بين هذين الاسمين مع الاتفاق على انهما يدلان على اتصاف الله جل وعلا بصفة الرحمة وعلى ان الرحمن على قول الجمهور ابلغ من الرحيل جماهير اهل العلم على ان الرحمن ابلغ من الرحيم لان صيغة فعلان تدل على الابتلاء من الشيء فالرحمن ابلغ في ثبوت الرحمة من الرحيل وبعض اهل العلم قال ان الرحيم ابلغ والاول لا شك انه هو الصواب لكن ما هو الفرق بين الاسمين من اهل العلم من قال ان الرحمن اخص من جهة الوصف وعمه من جهة الاثر والرحيم بالعكس اعم من جهة الوصف واخص من جهة الاثر بمعنى الرحمن اخص من جهة الوصف فلا يضاف الا الى الله جل وعلا. وهذا بالاتفاق فلا يقال لغير الله سبحانه انه رحمن اما الرحيم فانه عم من حيث الوصف ولذلك يضاف لغير الله جل وعلا لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ولم يقل رحمانا اما من جهة التعلق فالرحمن اعم فانه يدل على رحمة الواسعة التي شملت كل شيء واما الرحيم فاخصه تعلقا فان الرحيم يدل على الرحمة التي خص بها اهل الايمان وكان للمؤمنين رحيما ولكن هذا فيه شيء من النظر لان الرحيم ايضا جاء فيه التعميم ان الله بالناس لرؤوف رحيم دل هذا على ان الرحيم ايضا يعم الناس والناس يشملوا المسلم والكافر الاقرب والله اعلم ان ما قاله ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد هو اقرب ما يمكن ان يقال والمقام على كل حال اجتهاد وهو ان الرحيم والرحمن كلاهما يدل على ثبوت الرحمة لله جل وعلا التي تصل الى عباده ولكن المغلب في الرحمن الوصف والمغلب في الرحيم الفعل كانه يقال الرحمان بالرحمة العظيمة التي يتصف الله عز وجل بها التي تقوم به سبحانه وتعالى لوحظ اتصاف الله سبحانه وتعالى بهذا الوصف العظيم واما الرحيم فلوحظ فيه الرحمة الواصلة الى عباده لوحظ فيه معنى الفعل وان الله جل وعلا يرحم عباده مع ان كلا الاسمين تشملان هذا الامر ولكن هذا هو المغلب في هذا الاسم وذاك والعلم عند الله عز وجل احسن الله اليكم طيب قال كتب ربكم على نفسه الرحمة هذه الاية فيها بحث من جهة ان الله سبحانه وتعالى اذا شاء ان يكتب على نفسه كتب واذا شاء ان يوجب على نفسه اوجب واذا شاء ان يحرم على نفسه حرم والله سبحانه وتعالى يحكم فيفعل ما يشاء ويحكم ما يريد سبحانه وتعالى ومن ذلك انه كتب على نفسه الرحمة فهذا شيء كتبه على نفسه واحقه على نفسه واوجبه على نفسه هذا الامر مما يدعو المؤمن الى ان تعظم محبته لله سبحانه وتعالى اذا كان الله جل وعلا قد كتب على نفسه الرحمة اذا رحمته رحمة عظيمة جدا وفوق ما يتخيله الانسان ورب هذا شأنه حري ان يحبه المؤمن وان يرجوه بكل قلبه وما احسن ما قال ابن مسعود رضي الله عنه ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة ما خطرت على قلب بشر فرحمة الله عز وجل رحمة عظيمة جدا هذا مما يجب ان يستشيره الانسان كان الامر بهذه المثابة التي دلنا عليها كتاب الله عز وجل. كتب ربكم على نفسه الرحمة ما احسن وقع هذه الاية على النفوس ما احسن وقع هذه الاية على النفوس المؤمنة فاسأل الله جل وعلا ان يشملنا برحمته في الدنيا والاخرة المقصود انه اذا قيل هل ثمة شيء واجب على الله جل وعلا فالجواب لابد ان يكون بالتفصيل اذا قيل هل يجب شيء على الله فالجواب لابد ان يكون بالتفصيل فيقال ان هذا الوجوب اما ان يكون من عباده عليه او من نفسه على نفسه اما الاول فممتنع بل هو مستحيل الغاية الاستحالة فالعباد اقل واذل واحقر من ان يوجبوا على الله سبحانه وتعالى شيئا اما كونه سبحانه يوجب على نفسه ويكتب على نفسه ويحق على نفسه او يحرم على نفسه فذلك ثابت دون شك اذا لابد من التفصيل في هذا المقام بخلاف من اطلق النفي والاثبات والله جل وعلا اعلم نعم احسن الله اليكم وقوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه ذلك اه قوله تعالى قبلها رضي الله عنه ورضوا عنه هذه الاية فيها اثبات صفتي الرضا لله سبحانه وتعالى وهذه المعاني الكلية اه مدركة بالبداهة وكل احد يعرف ما معنى محبة؟ ما معنى رضا وما معنى البغض؟ وما معنى غضب وامثال ذلك من هذه الصفات المعلومة للبداهة والتي لا تحتاج الى تعريف فبمجرد ذكرها فان النفوس تدرك المراد منها وربما اه يوضحها اكثر معرفة ما يقابلها فالمحبة يقابلها البغض والرضا يقابله السخط فهذا مما يقرب الامر واما ان يروم الانسان ان يعرف كل معنى من هذه المعاني اه المعلومة بالبداهة فان هذا ربما زادها غموضا فلا شيء يوضح معنى المحبة اكثر من كلمة المحبة ولا شيء يوضح معنى الرضا اكثر منا ان تقول الرضا وهكذا الغضب وهكذا السخط وهكذا البغض وهلم جرا حذاري من تشغيل المشاغبين الذين يلبسون على الناس في هذا المقام حينما يروجون لمذهب اهل التفويض ويزعمون ان عدم ذكر التعريف يعني ان الصفة غير معلومة المعنى وهذه مغالطة مغالطة ظاهرة فالتعريف شيء او وضع تعريف شيء ومعرفة المعنى شيء اخر فهذه معاني معلومة ولكن ربما يصعب او يعسوا وضع تعريف لذلك ولذلك اذا قلت لك عرف لي رائحة قشر البرتقال ضع تعريفا جامعا مانعا لهذا الامر او ضع تعريفا جامعا مانعا لرائحة العود او رائحة دهن الورد ماذا ستقول الا تظنوا ان هذا المعنى مستقر في نفسك ولكن التعريف او لكن التعبير عنه مما يصعب اجيبوا لا شك انه ان قلت انها رائحة جميلة. طيب ما الفرق بين رائحة العود ورائحة الورد ها هذه رائحة جميلة وهذه رائحة جميلة وما ذكرت شيئا من الذاتيات حتى يكون التعريف جامعا مانعا اذا معرفة المعنى شيء ووضع التعريف شيء اخر فتنبه الى هذا الامر. فصفات الله سبحانه وتعالى معلومة المعنى ومن يعرف لغة العرب ومرت به الاية او الحديث فان المعنى سيكون واضحا في نفسه وسيعرفه بمجرد بالتلاوة تلاوة هذه الايات تفسيرها لا تحتاج الى اكثر من هذا انما الشيء الذي يغمض هو الذي يحتاج الى وضع التعريف المقصود ان انه لا تلازم بين معرفة المعنى ووضعي للتعريف والله اعلم. نعم. احسن الله اليكم وقوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وقوله ذلك هذه الاية من سورة النساء فيها اعظم وعيد جاء في معصية اعظم وعيد جاء في معصية في الكتاب والسنة هو هذا الوعيد الذي جاء في القاتل العمد العدوان ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما الشاهد من ايراد المؤلف رحمه الله للاية وان فيها اثبات صفة الغضب لله سبحانه وتعالى والله جل وعلا يغضب اذا شاء كيف شاء على من شاء فهذه صفة فعلية اختيارية لله سبحانه وتعالى لا يماثل فيها غضب المخلوقين ذكر بعدها نعم احسن الله اليكم وقوله ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه فاحبط اعمالهم وقوله فلما انسفنا انتقمنا منهم. نعم. هذه الايات الثلاث دالة على ثلاث صفات متقاربة في المعنى الغضب السخط والاسف هذه صفات متقاربة بالمعنى وان كان السخط بما يبدو والله اعلم ابلغ من الغضب والاسف اشده ايضا يدل على غضب عظيم جدا كما اخرج ابن جرير رحمه الله عن ابي الدرداء رضي الله عنه انه بين ان الاسف درجة فوق الغضب يعني ارفع واعلى بمجرد الغضب فهو الغضب الشديد مع ملاحظة ان كلمة الاسد كلمة منقسمة يعني تطلق على معنيين مختلفين للاسف يأتي بمعنى الحزن وتولى عنه وقال يا اسفا على يوسف للاسف وها هنا بمعنى الحزن وهذا لا يضاف الى الله سبحانه وتعالى انما الذي جاء في هذه الاية التي بين ايدينا هو المعنى الاخر وهو بمعنى الغضب فلما اسفونا يعني اغضبونا انتقمنا منهم والله عز وجل اعلم. نعم احسن الله اليكم وقوله ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقوله كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون. نعم الكره وقريب منه في المعنى البغض وقريب منه في المعنى المقت هذه صفات ثلاث متقاربة على وزان الصفات السابقة انها صفات متقاربة وان كان بعضها ابلغ من بعض فالمقت ابلغ البغض واشد البغض هو المقت والله جل وعلا يقول كبر مقتا عند الله عز وجل. كبر مقتا عند الله. فالله عز وجل يمقت كما انه سبحانه يكره كما انه سبحانه يبغض وكل ذلك من الصفات الفعلية المتعلقة بمشيئة الله سبحانه ونعوذ به جل وعلا من بغضه ومقته وكرهه المقصود ان هذه الصفات جميعا صفات ثابتة لله سبحانه وتعالى نثبتها معشر اهل السنة والجماعة واذا كان اثباتها على ظاهرها لله جل وعلا تشبيها فان كتاب الله يكون اذا كتابة تشبيه لان هذه قد جاءت في كتاب الله والذي بلغنا اياها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتالي يكون القرآن كتاب تشبيه ويكون النبي صلى الله عليه وسلم مشبها لربه وحاشا ان يكون ذلك كذلك ولو كان في هذه او كان في اثبات هذه الصفات شيء يخالف تعظيم الله عز وجل والايمان الحق به لبين هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو مرة واحدة في حياته هو عليه الصلاة والسلام يتكلم يقول ان الله يكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال هو يقول هذا ويتلو على اصحابه صباح مساء هذه الايات وفيها اثبات محبة وبغض وكره وغضب الى اخره ولا قال لاصحابه مرة واحدة حذاري ان تعتقدوا ان هذه الصفات ثابتة لله على ظاهره انما نحن نتلو كلاما والمراد خلافه وعليكم ان تجتهدوا في البحث عن المراد الكلام له ظاهر غير مراد وله حقيقة باطنة هي المرادة وما هي؟ عليكم ان تجتهدوا تضرب اخماسا في اسناس حتى تصلوا اليها فهذا الظن بالرؤوف الرحيم بهذه الامة عليه الصلاة والسلام ان يدع الناس بجهالة بعيدين عن الحق وهو الذي علم امته كل شيء حتى القراءة كل شيء علمنا اياه النبي صلى الله عليه وسلم واخبر انه ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وان يحذرهم من شر ما يعلمه لهم سبحان الله تدرون ما هو التشبيه التشبيه بالكفر افتظن ان كتاب الله يدفع الناس الى التشبيه دفعا ايات تلو ايات ظاهرها التشبيه واحاديث بعد احاديث ظاهرها تشبيه والعامي والجاهل والصغير والكبير والذكر والانثى كلهم يقرؤونه الايات والاحاديث ولا يأتي تنبيه ولو مرة واحدة ان هذا لا يليق ولا يجوز ان نضاف الى الله جل وعلا اقرأ كتب هؤلاء المتكلمين في تفاسيرهم في شروحهم للاحاديث في كتبهم العقدية تجد ان عندهم حماسة شديدة في تنزيه الله عز وجل عن هذه الصفات زعمه والعلة انها تقتضي التشبيه سبحان الله انتم اعظم غيرة على محارم الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم لماذا ما بين هذا رسول الله عليه الصلاة والسلام ولو مرة واحدة وما احسن ما قال ابن القيم رحمه الله فسل المعطل عن ثلاث مسائل تقضي على التعطيل بالبطلان ماذا تقول؟ اكان يعرف ربه هذا الرسول حقيقة العرفان ام لا؟ وهل كانت نصيحته لنا كل النصيحة ليس بالخوان؟ ام لا؟ وهل حاز الفصاحة كلها فاللفظ والمعنى له طوعان فاذا انتهت هذه الثلاثة وهي كاملة مبرأة من النقصان. فلاي فلاي شيء عاش فينا كاتما؟ للنفي التعطيل في الازمان بل مفصحا بالضد منه حقيقة الافصاح مبرحة بكل بيان. ولاي شيء ولاي شيء لم يصرح الذي صرحته في ربنا الرحمن فلعزه عن ذاك ام تقصيره في النصح او لخفاء هذا الشأن حاشاه من ذا وصفكم لا ام يا امة التعطيل لا المبعوث بالقرآن حاشاه بل ذا وصفكم يا امة التعطيل للمبعوث بالقرآن صلى الله عليه وسلم. لا يخلو قالوا ابدا من هذه الاحتمالات الثلاثة اما ان النبي عليه الصلاة والسلام جهل ما يوصف الله عز وجل به وجهل وجوب تعظيم الله وجهل انه لا يجوز ان يضاف اليه ما لا يليق به كما علمتم انتم او ان النبي عليه الصلاة والسلام لا قدرة له على البيان والفصاحة مصاب بالعيد وحاشاه عليه الصلاة والسلام الذي هو افصح الخلق واقدرهم على البيان عليه الصلاة والسلام او انه لا يحب لنا الخير ولا يريد لنا الهداية وليس رؤوفا رحيما حريصا علينا يدعنا تتخبط في الجهل والضلال ونطلب من الضلال جدا بل نقع فيه وهو عليه الصلاة والسلام لا يحرك ساكنا. لا ينصح لنا ولو مرة واحدة في حياتنا من كان هذا ظنه برسول الله صلى الله عليه وسلم فليبكي على نفسه اما اهل التوحيد والايمان والسنة فانهم على يقين من ان النبي عليه الصلاة والسلام ما فارق هذه الدنيا الا وقد بلغ البلاغ المبين ونصح لهذه الامة بين كل البيان فما شيء يقرب الى الله ويزيد العباد تعظيما لربهم وايمانا به الا وبينه ولا شيء يقدح في هذا الا وقد حذر منه هذا امر عندنا مستيقظ فانتم وشأنكم والله المستعان احسن الله اليكم وقوله هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الامر هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعضها ايات ربك كلا اذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا. احسنت هذه الايات فيها اذ بتر فيها اثبات صفة الاتيان والمجيء لله جل وعلا كريستيانو المجيد كلمتان متقاربتان جدا في المعنى حتى انه توضع احداهما موضع النصحة قالوا اوذينا من قبل ان تأتينا ومن بعدي ما جئتنا لاحظ انه وضعت احدى الكلمتين موضعا اخرى وهذا له نظائر وبعضهم فرقة بين هاتين الصفتين طرق ذكرت وتحتاج الى دليل المقصود اننا نثبت لله سبحانه وتعالى ما دل الدليل عليه. فالله جل وعلا يأتي اذا شاء واجيء واياكم الى شعب وينزل كما سيأتي اذا شاء سبحانه وتعالى وكل ذلك لا يماثل فيه المخلوقين والاية الاولى فيها مسألة وهي معنى قوله تعالى في ظلل من الغمام هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في فلل من الغمام وقوله في ظلل من الغمام فيها هنا ليست ظرفية كما تقول الماء في الاناء وذلك للادلة القطعية على ان الله عال على خلقه. سبحانه وتعالى وليس هو سبحانه في جوفه شيء من خلقه او ان شيئا من خلقه يحايزه بل الله جل وعلا فوق كل شيء وعال على كل شيء انما معنى هذه الاية يفسر باحد توجيهين اما ان تكون فيه المصاحبة التي تدل على المصاحبة كما يقال جاء الامير في حاشيته يعني المقصود بصحبة حاشيته فالله سبحانه وتعالى يأتي والملائكة تأتي ضلل الغمام ايضا تأتي او وهذا التوجيه الثاني ان تكون فيه بمعنى على وهذا كثير بلغة العرب بل في كتاب الله جل وعلا ولاصلبنكم في جذوع النخل. يعني الا جذوع النخل قال صلى الله عليه وسلم ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ارحموا من في الارض يعني على الارض يرحمكم من في السماء يعني على السماء فيكون قوله في ظلل من الغمام اي على ملل من الغمام والله جل وعلا اعلم بعض اهل العلم ذكر توجيها وهو في ظلل من الغمام والملائكة ما في ظلع من الغمام متعلق بالملائكة يعني كأنه قال هل ينظرون الا ان يأتيهم الله؟ وتأتيهم الملائكة في ظلل من الغمام فثمة تقديم وتأخير ولكن هذا التوجيه فيه مع تكلف ما فيه. والتوجيهان الاولان لا شك انهما اولى منه بقي الكلام في الاية الاخيرة فقد ساقها المؤلف رحمه الله واستشكل من بعض الناس ما وجه ايرادها ضمن ايات الاتيان والمجيء مع انه ليس فيها ذكر لذلك ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا والجواب ان يقال ان اراد المؤلف رحمه الله بهذه الاية ايراد صحيح وهي دالة على ثبوت اتيان الله ومجيئه يوم القيامة بدلالة اللزوم لا بدلالة المطابقة ما قبلها الدلالة دلالة مطابقية اما في هذه فالدلالة دلالة لزومية بمعنى ان تشقق ان تشقق السماء بالغمام وتنزل الملائكة تنزيلا مقدمة لنزول الله جل وعلا يلزم من هذا التشقق وهذا النزول وهذا النزول من الملائكة نزول الله عز وجل لانه يكون بعد هذا فالدلالة هنا على اتيان الله جل وعلا ومجيئه ومجيئه من باب الدلالة اللزومية لا من باب بالدلالة المطابقة والله جل وعلا اعلم. نعم. احسن الله اليكم وقوله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. كل شيء هالك الا وجهه وقوله. نعم هاتان الايتان فيهما اثبات صفة الوجه لله جل وعلا ولربنا سبحانه وجه عظيم متصف بالجلال والاكرام و له سبوحات بهاء ونور كذلك له حجاب سبحانه وتعالى من نور ايضا. لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه وصفة الوجه صفة ذاتية خبرية دل عليها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلله جل وعلا وجه يليق به لا يماثلون اوجه المخلوقين وقد اخطأ بهذه الصفة تئام من الناس منهم من مثل ومنهم من عطل منهم من زعم ان وجه الله كوجه المسلوق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا بل لله وجه لا يماثل اوجه المخلوقين ليس كمثله شيء و من عطل زعما انه اثبات الوجه لله يقتضي التشبيه فلا يصح ان يقال انا لله وجها لان الوجه في زعم هؤلاء انما هو من صفات الاجسام والله ينزه عن ذلك ويا لله العجب الله يصبر عن نفسه ان له وجها ونبيه صلى الله عليه وسلم اعلم الخلق به يخبر عن ربه ان له وجها ويأتي انسان من بعد ذلك ويقول لا يا الله هذا شيء لا يليق بك سبحان الله ما اجرأ هذا الانسان وما اقسى قلبه كيف يجب على ان يعارض كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ثم اننا نقول له على اي شيء ستحمل هذه الايات فالغالب انه سيقول احملوا الوجه على انه الذات ويبقى وجه ربك يعني ذاته فنقول انت ما صنعت شيئا فانه اذا كان اثبات الوجه تشبيها فاثبات ذاتي تشبيه لانك اذا قلت نحن لا نعلم لا نعلم في الشاهد من له وجه الا وهو جسم فاننا نقول ونحن لا نعلم في الشاهد من له ذات الا وهو جسمه اقول هذا على سبيل تنزلي في الجدال معه فان قال لا ذات الله تليق به ليست كذوات المسلوقين نقول لتقل هذا ايضا الوجه لله وجه يليق به لا كاوجه المخلوقين فهو في الحقيقة ما انفك عن تشبيه هرب من تشبيه فوقع في تشبيه وتأمل هذا في كثير من تأويلاته تجد انهم اه يهربون من تشبيه فيقعون في تشبيه وما صنعوا شيئا سوى انتهاك حرمة النصوص ومعارضة الله جل وعلا ومعارضة رسوله عليه الصلاة والسلام هذا الذي استفاده والحق الذي لا ريب فيه ان لله وجها يليق به سبحانه وتعالى وانت ترى ان المخلوقات تختلف في اوجهها فلكل وجه وكل وجه يليق بمحله ولا يستلزم ذلك مشابهة فالانسان له وجه والنملة لها وجه والفيل له وجه والنهار له وجه امنوا بالذي انزل على الذين امنوا وجه النهار واكفروا اخره وهلم جرة اوجه كثيرة في المسبوقين ولا وجهة ولا وجه منها يشابه الاخر بل كل وجه يختلف عن الاخر ولا يزعم احد ان ثمة تشبيها بين هذا وهذا وقل مثل ذلك في بقية الصفات تجد انك تقول اليد كما سيأتي في كلام المؤلف مما سيورده يقول يد الباب وتقول يد النملة وتقول يد الفيل هذه ايدي ولكنها مختلفة في كونها وكيفيتها وحقيقتها فشتان بين هذه الايدي وقل مثل ذلك في غير هذا تقول مثلا عنق الزرافة تعرفون الزرافة عنقها كم يمتد ربما مترين او اكثر والنملة لها زراع والنملة عفوا لها عنق النملة هذه اه الحشرة الصغيرة لها ايضا عنق ولو تأملت في خلقتي هذا العنق للنملة لتعجبت من عجيب صنع الله سبحانه وتعالى. عنق النملة له اثر عظيم في حملها. يعينها على ان تحمل اثقالا كثيرة فعلى كل حال اقرأوا في هذا تتعجبون من صنع الله عز وجل فهل يقول قائل يعقل ما يقول اذا رأى زرافة اللهم بارك هذه الزرافة لها عمق جميل يذكرني بعنق النملة بينهما تشاء اترى عاقلا يقول ذلك او ان البون شاسع ولا تماثل بين عنق الزرافة وعنق النملة اجيبوا يا جماعة اليس ذلك كذلك فاذا كان هذا في مخلوق مع مخلوق فكيف يدعى ان ثبوت اصل الوصل بصفة ما بين خالق بين الخالق والمخلوق يقتضي التماثل كصفة الوجه وصفة اليد والمجيء والاتيان بين المخلوقات ما حصل التماثل فكيف بين الخالق والمخلوق وقلت لك يعني سابقا هذا هذه المحبة محبة الانسان تكون في قلبي لكن كيف محبة الجبل هذا جبل نراه وهو قريب جدا منا قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم انه يحبنا. ووالله الذي لا اله الا هو انه يحبنا. لكن كيف ذلك نقول ها الله اعلم نحن نراه باعيننا ومع ذلك نجهل ها؟ كيف يحبنا ما ندري وهم امامنا ونصعد عليه اذا شئنا ماذا يقول والله ما ندري كيف هو فكيف بالله سبحانه وتعالى الذي لم نره ولم نرى مثيلا له وهو الذي ليس كمثله شيء وليس له مكافئ ولا نده ولا نظير سبحانه وتعالى كيف يقال في هذه الصفات ان هناك تماثلا فيها اذا كان لله عز وجل مجيء وللمخلوق المجيد او لله وجه للمخلوق وجه او لله محبة او للمخلوق محبة فارجع واقول لابد من باستذكار هذه القاعدة المهمة وهي وجوب الجمع بين اثبات القدر ها المشترك والقدر المميز فان اه من سهل عليه فهم هذا الامر فانه سيسهل عليه الجواب عن اي استشكال يستشكل هؤلاء المعطلة في صفات الله جل وعلا المقصود ان المعطلة قد خاضوا بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم خوضا باطلا كثيرا لاجل ان يحرف هذه النصوص يبدل فيها ويغير ويؤول وكل ذلك لمخالفة هذه النصوص للعقائد التي اعتقدوها من غير طريق النصوص وهم اعتقدوا ثم استدلوه قررت العقائد في نفوسهم اولا ثم بعد ذلك استدلوا نظروا في الادلة فاتوا بالمواقع واتوا بالطوام كان منهم ما كان من عبث بكتاب الله العظيم اذكر لك مثالا اقرب لك خطورة المسلك الذي سلكه هؤلاء لو رجعت الى التفسير الرازي الذي هو من اشهر التفاسير عند كثير من الناس لو رجعت اليه في تفسيره سورة الفجر عند قوله تعالى وجاء ربك هذه الاية التي يعني اه هذه الصفة التي مر بنا ما يتعلق بها قبل قليل ذكر ستة تعويلات وما ذكر فيها القول الحق بل ذكر انه مما يستحيل ان يضاف الى الله جل وعلا هذا المجيء الشاهد من هذا ان التأويل السادس عنده ماذا كان تقول من الممكن او من المحتمل ان يكون الرب هنا وجاء ايش ربك الرب هو المربي فلربما كان ملكا عظيما كان يربي النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي يجيء يوم القيامة انا لله وانا اليه راجعون وجاء ربك خطاب للنبي عليه الصلاة والسلام المراد ماذا؟ بالرب ملك من الملائكة طيب ماذا لو جاء انسان ايضا؟ وقال واعبدوا نعم يا ايها الناس اعبدوا ها ربكوا لماذا لا يكون الرب هنا ايضا ها؟ ما لكم من الملائكة وهلم جرة فيه ايات اخرى ارأيت هذا التفسير الباطني الذي هو معلوم الفساد بالضرورة بل والله انه اشد من تفسير الباطنية يعني حينما جاء الباطنية الى قول الله جل وعلا وهو العلي العظيم فقالوا هو علي ابن ابي طالب اقول هذا والله اهون اه من تفسير الراس على الاقل ثمة ايش مناسبة صح ولا لا وهو العلي وهنا علي اه لكن ان تقول وجاء ربك يعني جاء ملك من الملائكة سبحان الله وهكذا الجويني لما جاء الى قول الله عز وجل امنت من في السماء ان يخسف بكم الارض احتمل ان يكون الذي في السماء ويخوف الله عز وجل عباده منه ملك من الملائكة هو الذي يغسل بين الارض الله عز وجل لا يخوفنا من نفسه ولا يحذرنا من نفسه وانما ها تخوفنا من ملك من ملائكته هذا يدلك على خطر البدعة وان البدع تبدأ صغيرة ثم لا تلبثوا ان تعظموا تكبر حتى تصل الى هذا المبلغ العظيم من تحريف كتاب الله جل وعلا فنسأل الله السلامة والعافية والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. نعم. احسن الله اليكم وقوله ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدك وقالت اني اعود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء نعم صفة اليد لله جل وعلا صفة ذاتية خبرية نسبتها اهل السنة والجماعة على ما يليق بالله سبحانه وتعالى والادلة باثبات صفة اليد وما جاء من وصفها بالقبض والبسط والاخذ والعطاء والاصابع الى غير ذلك. ادلة كثيرة جدا حتى قال ابن القيم رحمه الله ان الادلة في اثبات اليد في الكتاب والسنة وكلام الصحابة والتابعين جاء في اكثر من مئة موضع كلها متواردة على اثبات اليد حقيقة لله سبحانه وتعالى و اهل السنة والجماعة يعتقدون ان لله سبحانه يدين كلاهما يمين موصوفتان باليمن والخير والبركة كما جاء في الحديث قصة خلق ادم قوله عليه الصلاة والسلام استرت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة الادلة التي جاءت في اثبات صفة اليد لله سبحانه دعت انا جاءت على ثلاثة اضرب اولا جاءت مفردة تبارك الذي بيده الملك والافراد ها هنا لا يدل على ان الله عز وجل متصف بيد واحدة وانما يدل على ثبوت جنس هذه الصفة فالمفرد المضاف ها هنا يدل على ثبوت الجنس بغض النظر عن كونها يدا واحدة او اثنتين او ثلاثا او اكثر كما تجد هذا المعنى او هذا المسلك في قول الله عز وجل احل لكم ليلة الصيام. المقصود ها الجنس اول تعد نعمة الله هل هي نعمة واحدة ام هي نعم وانما الافراد اهنا مع الاظافة لاجل اثبات جنس النعمة وجنس الليالي كذلك هنا الافراد لا يدل على ان الثابت لله جل وعلا انما هو يد واحدة وجاءت ايضا اه اليد مجموعة كما في قوله تعالى عملت ايدينا وهذا الجمع اما باعتبار ان التثنية او باعتبار ان اقل الجمع اثنان او باعتبار ان المضافة اه اليه لما كان جمعا كان المضاف جمعا لما كان المضاف اليه جمعا ناسب ان يكون المضاف جمعا لان الله جل وعلا قال عملت ايش ها؟ ايدينا ها هنا دالة على الجمع. فكان المناسب المكان المضاف اليه جمعا ان يكون المضاف جمعاء فقال سبحانه ها ايدينا كما انه لما كان المضاف اليه مفردا ناسب ان يكون المضاف مفردا كما في قوله بيدك الخير بيدك الخير فالكاف ها هنا جمع وليست جمعا ها تناسب ان يكون المضاف اليها مفردا وثمة توجيهات اخرى يقول الحديث بها و اما الضرب الثالث فهو ان تأتي اليد مثناة كما في قوله تعالى بل يداه بل يداه مبسوطتان وقوله تعالى ما منعت ان تسجد لما خلقت بيدي والتثنية اه راجعة الى اسماء الاعداء وهي نص في معناها المقصود ان ثابت لله بالكتاب والسنة يدان واتفق العلماء على ان احداهما توصف باليمين واتفق العلماء على انه لا نقص في اليد الاخرى بل كلاهما يمينه مباركة واختلفوا في وصف اليد الاخرى هل توصف بانها شمال وتوصف بانها يسار اولى وانما يقال فقط اليد الاخرى المسألة فيها بحث طويل وهذه من المسائل القليلة التي حصل فيها خلاف عند اهل السنة بمسائل الصفات هذه من مسائل الدقة كما يقول اهل العلم او المسائل الدقيقة القليلة التي حصل فيها بحث واجتهاد وهذا البحث يدل على اتفاق اهل السنة والجماعة على الرجوع الى النص اختلافهم دليل على اجتماعهم اجتماعهم اعني باجتماعهم اجتماعهم على الرجوع الى الدليل فالخلاف الذي حصل انما هو بسبب الحكم على رواية جاء فيها ذكر الشمال والاقرب والله اعلم ان هذا الحديث بين الشذوذ والنكارة فهو ضعيف ولا اعلم دليلا صحيحا يدل على وصف اليد الاخرى بالشمال او اليسار اليسار خلاف فيها اضعف ان الحديث فيها فاوضحوا ضعفا فالاقرب والله اعلم ان يقال عن اليد الاخرى انها اليد الاخرى. والله عز وجل اعلم. نعم. احسن الله اليكم وقوله واصبر لحكم ربك فانك باعيننا وحملناه على ذات الواح ودسر تجري باعيننا جزاء لمن كان كفر ولتصنع على عيني نعم فهذه الايات اه الثلاث فيها اثبات صفة العين لله جل وعلا. والكلام في صفة العين على وزان الكلام في صفة اليد من جهة ان الادلة التي جاءت ان الادلة التي جاءت باثبات صفة العين جاءت على الاضرب الثلاثة التي مضت في اليد جاءت مفردة وجاءت مجموعة وجاءت مثناة فالصواب ان لله جل وعلا عينين و الدليل على التثنية هو السنة والاجماع اما السنة فقول النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين ان ربكم ليس باعور وان الدجال اعور العين اليمنى في حديث ابن عمر اشار رضي الله عنه الى عينه والمعلوم في اللغة ان العور ذهاب حسي احدى العينين القاعدة التي عرفناها ان الصفات المنهية انما يراد بها اثبات كمال الضد فاذا كان الله ليس باعور ثبت ان لله ها عينين سليمتين من الافة ان لله عينين سليمتين من الافة فثبت ان لله سبحانه وتعالى بين وهذا الذي لم يزر اهل السنة والجماعة يتواردون على اثباته لله وجه لا يحد اه بوصفه ولربنا عينان ناظرتان كما يقول القحطاني رحمه الله لله وجه لا يحد بصورة ولربنا عينان ناظرتان وكثير من اهل العلم تواردوا على اثبات هذا الامر وهو المعلوم عند اهل السنة ومسائل الاعتقاد يا اخوتاه ليست مسائل اجتهادية الانسان ينظر يقول وانا اجتهد وابحث هذه مسائل يتلقاها الخلف عن السلف و ليس لهم ممدوحة ان يجتهدوا فيها ليخرجوا باراء جديدة انما هي وسائل يتلقاها المتأخرون عن المتقدمين من اهل السنة والجماعة وانما الاجتهاد بالفهم ومعرفة وجه الدليل وحسن التلقي بهذا المعتقد الله جل وعلا اعلم نعم احسن الله اليكم وقوله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء. ام يحسبون انا لا نسمع سرهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون. انني معك ما اسمع وارى. وقوله الم يعلم ان الله يرى الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين. وقل اعملوا فسيرى الله عملكم رسوله والمؤمنون. احسنت هذه الايات التي سمعت فيها اثبات صفتي السمع والبصر لله سبحانه وتعالى ومضى الحديث في هاتين الصفتين في الدرس في الماضي وعلمنا انهما صفتان ذاتيتان فعليتان. فالله عز وجل سمع التحاور بين النبي عليه الصلاة والسلام وتلك المرأة بالوقت الذي حصل فيه التحاور وليس ازلا وكذلك يقول جل وعلا وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله وليس كان هذا في الزمن الماضي او في الازل وكل شيء يقع بعد عدمه من احاد الصفات فانما يكون بمشيئة الله واوصيكم في هذا المقام بقراءة رسالة نافعة ان كنتم تطلبون الفائدة وتحبون التوسع في فهم هذه المسائل ان تقرأوا رسالة الصفات الاختيارية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وهي مودعة في جامع الرسائل نعم احسن الله اليكم وقوله وهو شديد المحال وقوله ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ومكروا مكروا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون وقوله انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا هذه الايات فيها اثبات صفات متقاربة في المعنى وهي المحال او المماحلة والمكر والكيد وكل ذلك ثابت لله سبحانه وتعالى على الوجه الذي ورد وعلى ما يليق بالله سبحانه وتعالى و المحال ذهب طائفة من اهل العلم الى انه الانتقام يعني من شدة العقوبة والاكثر وهو الاقرب والله اعلم انه بمعنى الكيد او قريب من معنى الكيد والمكر تنبأ الى ان هذا النوع من الصفات منقسم من حيث معناه المكر والكيد من هذا الباب ايضا السخرية والاستهزاء والمخادع هذه الصفات منقسمة في معناها قد تطلق بمعنى صحيح وقد تطلق بمعنى قبيح قد تطلق بمعنى حسن وقد تطلق بمعنى قبيح والمضاف الى الله جل وعلا من هذه الصفات انما هو المعنى الحسن. لا شك في هذا ولا ريب فالكيد والمكر هو ايصال الشر الى الغير من حيث لا يحتسب وهذا كما لا يخفاك من قسم قد يكون ذلك امرا حسنا ممدوحا وقد يكون بخلاف هذا فيكون الكيد والمكر وما شكل او ما قرب من هذه الصفات حقا ممدوحا اذا كان لاحقاق حق ومجازاة مستحق فان هذا كماله ودليل على بعزة الله عز وجل وقدرته فالله جل وعلا يمدح بذلك فهذا القدر الذي يضاف الى الله عز وجل من هذه الصفة وتلك واما الا الحالة الثانية حينما تكون هذه الصفات صفات قبيحة وذلك اذا كان الكيد او المكر يتضمن كذبا او ظلما او يتضمن كليهما هذا لا شك انه لا يجوز الله عز وجل ينزه عنه اذا تنبه الى ان اثبات هذه الصفات لله جل وعلا انما هو حيث كانت هذه الصفات كمالا حيث كانت هذه الصفات كمالا وانت لو تأملت السياقات هذه الايات التي جاءت باثبات هذه الصفة وجدت هذا الكلام حقا ونظرا لكون هذه اه الصفة منقسمة من حيث المعنى قرر اهل السنة والجماعة ان هذه الصفات لا يشتق لله عز وجل منها اسم فلا يقال ان الله كائد وماكر مخادع وما الى ذلك كذلك انها لا تضاف الى الله سبحانه وتعالى اضافة مطلقة وانما تضاف الى الله اضافة مقيدة كما جاء ذلك في النصوص نعم احسن الله اليكم وقوله ان تبدوا خيرا او تخفوه او تعفو عن سوء فان الله كان عفوا قديرا وقوله وليعفون يصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم اه هاتان الايتان فيهما اثبات صفة العفو والمغفرة والقدرة لله جل وعلا القدرة مضى الحديث فيها وهم كذلك العفو والمغفرة الله جل وعلا موصوف بالعفو والمغفرة الله سبحانه اسمه العفو واسمه الغفور والاظفار وهو غافر الذنب سبحانه وتعالى و لاهل العلم كلام طويل الفرق بين العفو والمغفرة وهذا من مجالات الاجتهاد وليس في هذا الباب قاطع مما قيل ان العفو اسقاط الذنب وترك المجازات والمغفرة تقتضي هذا وابلغ وهو الاقبال على العبد والرضا عنهم وعلى هذا فالمغفرة ابلغ من العفو ومن اهل العلم وقال ان العفو ابلغ من المغفرة وذكروا اشياء في هذا المقام وعلى كل حال الامر كما ذكرت لك ليس فيه قاطع والعلم عند الله جل وعلا انبه الى ان هذه الاية وهي قوله فان الله كان عفوا قديرا فيها اثبات الكمال المطلق لله سبحانه وتعالى وذلك ان اكمل العفو ما كان عن قدرة يعني القدرة من حيث هي كماله والعفو من حيث هو كماله فاذا اجتمعا كان كمالا فوق كمال وذلك ان ابلغ العفو واحسن العفو وافضل العفو وكان ما كان عن قدرة وافضل العفو كما قيل عفو كان او عفوا عند مقدرة وافضل العفو عفوا عند مقدرة فهذا افضل ما يكون من العفو. يكون الانسان قادرا على ان لا يعفو. وان ينتقم ومع ذلك يعفو فهذا هو غاية الكمال كذلك هنا قال سبحانه وليعفوا وليصفحوا. ايضا بحثوا الفرق بين العفو والصفح ومما قيل ان العفو ترك المعاقبة والصفح ترك المعاتبة العفو ايش ترك المعاقبة والصفح ترك المعاتبة طيب ايهما ابلغ الصبح سيكون اذا بالصح لانه اذا تركت المعاتبة فمن باب اولى ها؟ تترك المعاقبة و قد يعفو الانسان فلا يعاقب لكنه ربما يقرع ويعاتب ويشدد النكير على من اساء اليه صح ولا لا؟ لكنه يعفو لا يعاقب لكن الله جل وعلا امرها هنا بما هو ابلغ وهذا ما يحتاج اه في وقوعه الى ايمان عظيم استحضار لفضل الله جل وعلا يصل الانسان مع من ضاره الى ان يصبح حتى المعاتبة لا يعاتب وليعفوا وليصفحوا ولينتظر الانسان بعد هذا مغفرة الله فلا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم اذا من اراد المغفرة فليغفر ومن اراد العفو فليعفو ومن اراد الرحمة فليرحم فكما تعامل خلق الله جل وعلا سيعاملك الله هكذا دلت الادلة كما ترى الله جل وعلا اعلم. نعم احسن الله اليكم وقوله ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين فبعزتك لاغوينهم اجمعين. نعم. هاتان الايتان فيما اثبات صفة العزة لله جل وعلا والعزة على ما قرر اهل العلم ثلاثة معان كلها ثابتة لله جل وعلا العزة بمعنى القوة فعززنا بثالث يعني قويناه بثالث فالله عز وجل ازيزه يعني قوي والعزة بمعنى الغلبة عزيز يعني مغالب كما في قول الله جل وعلا وعزني في الخطاب يعني غلبني في الخطاب لذلك يقول اه ولذلك يقال اذا عز اخوك ها فهن اذا عزى اخوك فهن يعني اذا عاسر فياسر الى عاشر ياسر هكذا تكون او هكذا تمضي الاخوة والصداقة والمعنى الثالث ان العزيز هو الممتنع الذي لا يناله ظرر عزة الامتناع ولذلك تقول العرب ارض عزاز يعني التي امتنعت عن الحفر ارض صفرية لا تحفر ويقولون العقاب عزيز هذا الذي يعيش في اعالي الجبال لانه لا ينال عالي مرتفع بعيد سكناه سكناه في غاية البعد فلا يناجى هذه المعاني الثلاثة كلها ثابتة لله سبحانه وتعالى وهو العزيز فلن يرام جنابه انا يرام جناب ذي السلطان وهو العزيز القاهر الغلاب لم يغلبه شيء هذه صفتان وهو العزيز بقوة هي وصفه فالعز حينئذ ثلاث معاني وهي التي كملت له سبحانه من كل وجه عادم نقصان ومن اهل العلم من يضيفوا معنى رابعا وهو العزيز بمعنى النفيس النادر فنكر ان يقال ان هذا فيه ما يشير الى معنى وحدانية الله جل وعلا الله سبحانه ليس كمثله شيء هل تعلم له سمية ولم يكن له كفوا احد الله عز وجل هو الواحد الاحد سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم وقوله تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام وقوله فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا ولم يكن له كفوا احد. نعم قال رحمه الله قوله اول قوله تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام الله عز وجل هو ذو الجلال الله جل وعلا هو ذو الاكرام و معنى ذو الجلال اه ذكر العلماء لهذا معان عديدة والذي يبدو والله اعلم انها كلها حق فالله جل وعلا ذو الجلال والجلال هو العظمة فهو ذو الجلال بمعنى ذو العظمة اي هو العظيم وهو العظيم بكل معنى يوجب التعظيم لا يوصيني من انسان جزاك الله خير اذا ذو الجلال بمعنى العظيم وذو الجلال بمعنى المعظم الذي عظم نفسه وذو الجلال بمعنى المعظم الذي يعظمه عباده وذو الجلال انه المستحق للتعظيم لما يتصف به من صفات الكمال فهذه المعاني ليست ببعيدة عن بعضها وكلها حق وكلها ثابتة لله سبحانه وتعالى واما ذو الاكرام انه يدل على معنيين ذكرهما اهل العلم فهو المكرم وهو المكرم ذو الاكرام يعني انه المكرم الذي يكرم عباده بما يشاء سبحانه وتعالى وهو المكرم الذي يكرمه عباده ويجلونه بحمده وعبادته سبحانه وتعالى وكلا المعنيين حق والعلم عند الله جل وعلا وهنا يقول سبحانه تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام يلاحظ ما ذكرته من هذه المعاني عند اه النظر في هذه الاية وما شكلها؟ نعم قال بعد ذلك فاعبده واصطبر لعبادته هكذا عندك. نعم. ها؟ نعم نعم اعبدوا واصطبر لعبادته هل تعلم له سم يا ولم يكن له كفوا احد فلا تجعله لله اندادا وانتم تعلمون ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا هذه الادلة ساقها المؤلف رحمه الله في بيان النفي المجمل قلنا ان النفي في صفات الله جل وعلا جاء مجملا وجاء مفصلا. وهذه الايات من ادلة نفي المجمل هل تعلم له سم يا فلا تجعلوا لله اندادا ولم يكن له كفوا احد والقاعدة ان النفي المجمل يستلزم الكمال المطلق النفي المجمل استلزموا الكمال المطلق الله جل وعلا ليس كمثله شيء ولم يكن له كفوا احد. هل تعلم له سميا؟ لعظمته وكماله لما كان له الكمال المطلق لم يكن له سمي ولم يكن له ند ولم يكن له كفؤا سبحانه وتعالى هنا يقول هل تعلم له سم يا من اهل العلم من قال ان قوله سميا اراد به من يتسمى باسمه على الوجه اللائق به ومنه من قال ان السمية هو المكافئ والنظير وهذا المناسب لايرادي المؤلف رحمه الله. هذه الادلة وما شاكلها دالة على النفي والاثبات وقد تقدم في كلام المؤلف رحمه الله ان الله قد جمع بما وصف به نفسه بين النفي والاجمال فعندنا اربعة اه اربع مراتب عندنا اثبات مجمل دل عليه ادلة الحمد وما شاكل وعندنا اثبات مفصل كما سمعت من الصفات العديدة التي جاءت في هذه الايات التي مضت وعندنا نفي مجمل كما في هذه الايات التي سمعتها اخيرا وعندنا نفي مفصل كما ذكرناه في درس الماضي الاثبات المجمل والنفي المجمل كلاهما يدلان على الكمال المطلق لله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم وقوله فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. ومن الناس من هو المكافئ والنظير وجرى في كلام بعض اهل العلم انه المناوب والمعارض ويبدو والله اعلم ان هذا ليس مستفادا من وضع اللغات انما من جهة العرف وفي العرف يغلب ان يكون المكافئ والنظير مناويا ومعارضا انه يريد ان يتميز والا ففي اصل اللغة الند هو ها المكافئ والنظير ولو في شيء من المعاني وهذا الاقرب والله اعلم لان المشركين اتخذوا مع الله جل وعلا اندادا وما جعلوهم ماذا مناوئين ومعارضين صح ولا لا ولذلك كانوا يلبون قائلين لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك وليس هو ناويا ومعارضا فهؤلاء جعلوا هؤلاء اندادا مكافئين ومساوين لله سبحانه وتعالى لا في الذات والصفات والربوبية وانما في العبادة اتخذوهم مع الله جل وعلا اندادا من الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونه كحب الله نعم احسن الله اليكم وقوله ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله وقل الحمدلله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا نعم هذه الاية الحدو كما علمنا دليل على الاثبات المجمل وفيها نفي الولد وهذا من النفي المفصل ولم يتخذ ولدا وكذلك الشريك وكذلك الولي من الذل الله جل وعلا يتنزه عن الولي من الذل بخلاف اتمنى اتخذهم الله سبحانه وتعالى اولياءه وجعلهم اولياء له الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فهذه الولاية هي ولاية محبة ورحمة ولم يجعلهم الله عز وجل اولياءنا من الذل تقوى بهم ويوصم بهم الله عز وجل منزه عن ذلك فالولاية المنفية مقيدة الولي المنفي مقيد وهو ايش الولي من الذل الذي يتخذ وليا للضعف كما يحتاج ضعيف والذليل والفقير من يتقوى معه ويتخذ وليا يتقوى الولي المحب المناصر لاجل ان يتقوى به هذا لا شك ان الله منزه عنه بكماله وقوته وقدرته قدرته وغناه سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم وقوله يسبح لله ما في السماوات وما في الارض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. تسبيح كل ادلة التسبيح دالة على النفي المجمل كل ادلة التسبيح دالة على النفي المجمل نعم احسن الله اليكم وقوله تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا الذي له ملك السماوات والارض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره قدر ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله. اذا لذهب كل اله بما خلق ولا على بعضهم على بعض ان سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون. نعم هذه الايات المشترك بينها هو نفي الولد عن الله عز وجل وهذا اه فيه مسبة نسبة الولد الى الله جل وعلا مسبة في حق الله عز وجل وانتقاص عظيم وقالوا اتخذ الرحمن ولدا فقد جئتم شيئا ادا وذلكم ان اثبات الولد لله جل وعلا قدح في ربوبيته وقدح في الوهيته وقدح في احاديته وقدح في غناه سبحانه وتعالى قول عظيم تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا. ما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا فاتخاذ الولد قول في غاية الشجاعة لذلك تكرر في كتاب الله نفي ذلك عنه سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. كذلك نفي الامثال عن الله فلا تضربوا تضربوا بمعنى تجعلوا تضربوا بمعنى تجعلوا لا تجعلوا لله امثالا ان الله ليس كمثله شيء نعم احسن مجمل احسن الله اليكم قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون الاية الجامعة من سورة الانعام مراد المؤلف رحمه الله لها لانه يشير الى ان كل خوض بالباطل بصفات الله جل وعلا واسمائه هو من القول على الله بغير علم الذين شبهوا والذين عطلوا سواء ما له الى مذهب للتخييل او ماله الى مذهب التجهيل او ماله الى مذهب التأويل كل اولئك قد قالوا على الله بغير علم وذنب لا شك انه عظيم هذا الذي عظمه الله سبحانه وتعالى وبين حرمته وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. اذا كل خوض بالباطل بما يتعلق بالله جل وعلا بذاته باسمائه وصفاته هو قول على الله بغير علم ومن كان حريصا على نجاة نفسه فليحذر نعم احسن الله اليكم وقوله الرحمن على العرش استوى ثم استوى على العرش في ستة مواضع هذا اولا هاتين الايتين لاثبات استواء الله جل وعلا على العرش استواء الله على العرش جاء في ستة مواضع في النصوص طب ليش قال المؤلف ستة؟ انا ما بعرفش استوى بعدها اساسا احسنت الرحمن على العرش استوى هذا موضع ثم استوى على العرش هذه الجملة جاءت بستة مواضع فالمجموع سبعة مواضع والاستواء مضافا الى الله جل وعلا جاء في تسعة مواضع في موضعين استواؤه الى السماء ثم استواء الى السماء وفي سبعة معدل بعلى انه استوى على العرش اذا جاء الاستواء معدا بالا وجاء معدل بعلام و في كل المواضع سواء عدي غيلة او علم فانه يدل على معنى العلو والارتفاع استوى الى السماء ارتفع الى السماء استوى على العرش علا وارتفع عليه سبحانه وتعالى و العرش هو سرير الملك وهو الذي اختصه الله سبحانه وتعالى باستوائه ويتميز بخصائص فهو الذي خصه الله باستوائه وثانيا هو اعلى المخلوقات وثالثا هو اكبر المخلوقات فيما نعلم ورابعا هو اثقل المخلوقات فيما نعلم وحبذا لو رجعت الى الرسالة العرشية لشيخ الاسلام رحمه الله لتتوسع فهم ما يتعلق بالعرش وما جاء فيه المقصود ان الله سبحانه وتعالى استوى على العرش كيف شاب سبحانه وتعالى فنحن نثبت الاستواء ونعلم معناه ونكل الى الله العلم بكيفيته كما قال الامام مالك رحمه الله تلك الكلمة الذهبية التي تلقاها علم اهل السنة بالقبول حينما قيل له الرحمن على العرش استوى كيف استوى قال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول الايمان به واجب والسؤال عن ذلك بدعة فهذا ميزان زن به كل الصفات فالصفات التي جاءت في النصوص معلومة المعنى غير مجهولة في لغة العرب لكن كيفية ذلك موكلة اه او يؤكل العلم فيها الى الله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم وقوله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي بل رفعه الله اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه يا هامان بللي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبة اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور. ام امنتم من في السماء يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير. هذه الايات فيها اثبات صفة العلو لله جل وعلا علو الله وفوقيته سبحانه من صفات الذاتية التي توارد على اثباتها الكتاب والسنة والاجماع والعقل والفطرة وادلة هذه الصفة كثيرة جدا حتى قيل انها تبلغ الف دليل بل قيل انها تبلغ الفي دليل يا قومنا والله ان لقولنا الفا يدل عليه بل الفان عقلا ونقلا مع صريح الفترة الاولى وذوق حلاوة القرآن كل يدل بانه سبحانه فوق السماء نباين الاكوان ترون ان تارك ذا كله لجعازع التعطيل والهذيان فثبوت علو الله سبحانه وتعالى تبوت هذا قطعي لا شك فيه والادلة كما علمت كثيرة جدا في الكتاب والسنة وكذلك من جهة العقل وقد ساق ابن القيم رحمه الله نحو ثلاثين دليلا عقليا على اثبات علو الله جل وعلا ويكفينا من هذا العلم الضروري بنفس كل انسان هذه الفطرة التي فطر الناس عليها من اعتقادهم ان ربهم ومعبودهم فوقهم سبحانه وتعالى وانهم يجدون ميلا ضروريا الى جهة العلو عند الاضطرار اليه سبحانه وتعالى هذا شيء لا يمكن دفعه ولا تنكر مغالبته ومع سوى ذلك ما هي الا جعازع وهذيانات كما قال ابن القيم رحمه الله لكن عند التحقيق حتى الذين ينكرون علو الله سائرون وهم صاغرون الى الاقرار بهذه الفطرة وهي علو الله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم وقوله نعم اامنتم من في السماء في السماء هذه اه لها توجيهان عند اهل العلم لا ثالث لهما اما ان يكون المراد بالسماء العلو وهذا له شواهد في اللغة عديدة ان كل ما علا فهو السماء اذا الله في السماء يعني في العلو المطلق او ان تكون فيه بمعنى على امنتم من في السماء يعني يعني على السماء يعني فوق السماء سبحانه وتعالى. هذه السماء المبنية الله جل وعلا فوقها فتفهم قوله تعالى امنتم من في السماء بهذا المعنى وسيرد مالك رحمه الله بادلة السنة ما يدل على هذا ايضا. نعم. احسن الله اليكم وقوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم وقوله لا تحزن ان الله معنا. انني معكما اسمع وارى. ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون واصبروا ان الله مع الصابرين. كم من فئة قليلة فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين. هذه الايات فيها اثبات من صفة المعية في الله جل وعلا والمعية في النصوص جاءت على نوعين معية عامة بمعنى العلم والاحاطة وهي التي دل عليها الايتان الاوليان اية الحديد واية المجادلة ثم الايات الخمس اه بعدهما هذه في النوع الثاني وهي المعية الخاصة التي تقتضي النصرة والتأييد والاعانة وما يرجع الى هذه المعاني واهل السنة والجماعة يثبتون لله جل وعلا المعية على الوجه اللائق بالله سبحانه وتعالى وهذا الموضع ينبغي لطالب العلم ان يعتني به لان اهل البدع يكثرون التشغيل بسبب اثبات اهل السنة لهذه الصفة صفة المعية ويزعمون ان اهل السنة باثباتها متناقضون فانهم يحاربون التعويل وتحريف الكلم عن مواضعه بجميع الصفات فاذا جاءوا الى المعية لم يثبتوها على ظاهرها زعموا لم يقولوا ان الله عز وجل مع خلقه وهذه المعية في زعمهم اجريت على ظاهرها اقتضت خلطة الله عز وجل وامتزاجه بخلقه تعالى الله وهذا من هؤلاء جهل ومغالطة وذلك ان الايات عند اهل السنة محمولة على ظاهرها. وما خرجوا عن قاعدتهم ولا عن اصلهم ولا حرفوا ولا اولوا فان المعية في اصل الوضع اللغوي تدل على مطلق المقارنة ثم اقتضاؤها من بعد ذلك ممازجة او مخالطة فهذا لا بد فيه من دليل او قرينة اخرى اما المعية من حيث هي فانها لا تقتضي الا مطلقة ايش المقارنة ولذلك كل احد يسمع قول الله جل وعلا وتوفنا مع الابرار ايفهم ان المقصود ان يتوفى معهم ويدفن معهم في نفس المقبرة ها وانما المقصود ان يقارنهم على صفة البر التي كانوا عليها وقل مثل هذا في فهم قول الله جل وعلا وكونوا مع الصادقين يعني ما المقصود يعني اصدقوا كما صدقوا وافقوهم على هذه الصفة التي هم عليها وهكذا في مجاري كلام الناس لا يستلزم اثبات المعية خلطة او مقارنة فتقول فلانة مع فلان يعني هي زوجته وبينهما عقد قران وان كان هو في بلد وهي في بلد ونحن نقول نحن مع اهل فلسطين نسأل الله عز وجل ان يربط على قلوبهم ان ينصرهم على عدوه. نحن معهم ما المقصود نحن معهم ها؟ يعني اننا معهم بمحبتنا ونصرتنا وتعلمنا لما يناله هذا هو المقصود ولا يفهم من هذه الكلمة اننا مخالطون لهم الان وبناء على هذا فان النصوص لا تتناقض ولا يجوز فرق بعضها ببعض الله جل وعلا وقد ثبتت له العلو قد ثبتت له الفوقية والعلو وثبت انه سبحانه وتعالى مع خلقه عموما وخصوصا فالجمع بين هذا وهذا يقتضي ما ذكرت لك من فهم ادلة المعية مع فهم ادلة العلو وسيأتي كلام للمؤلف رحمه الله تفصيلا لهذه فيما يأتي ان شاء الله نعم احسن الله اليكم وقوله ومن اصدق من الله حديثا ومن اصدق من الله قيلا. واذ قال الله يا عيسى ابن مريم وتمت كلمة ربك صدقه وعدلا. وكلم الله موسى تكليما. منهم من كلم الله ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه ونادى فديناه من جانب الطور الايمن وقررناه نجيا. واذ نادى ربك موسى ان ائت القوم الظالمين ناداهما ربهما الم انهكهما عن تلكما الشجرة واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين. ويوم فيقول اين شركائي الذين كنتم تزعمون؟ عندي هو يوم يناديني فيقول هذا اجبتم المرسلين. ممتاز يبدو بيننا اختلاف في النسخ. نعم. استعن احسن الله اليكم ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين نعم اقرأ وقوله ما تسكت في الحقيقة ما شاء الله تبارك الله. احسن الله اليكم. وقوله وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله اه وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون بدون ان يبدلوا كلام الله. واتلوا ما اوحي اليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته هذا القرآن يقص على بني اسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون وقوله وهذا كتاب انزلناه مبارك. لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا ام متصدعا من خشية الله؟ واذا بدلنا اية مكان اية والله اعلم بما ينزل قالوا انما انت مفتري بل اكثرهم لا يعلمون. قلنا روح قدس من ربك بالحق ليثبت الذي امنوا وهدى وبشرى للمسلمين. ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر اللسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين. احسنت. بارك الله فيك هذا الموضع الذي يتعلق باثبات صفة الكلام لله جل وعلا اكثر المواضع ايرادا للايات كما سمعت يعني اورد المؤلف رحمه الله نحو من عشرين اية باثبات صفة الكلام لله سبحانه واثبات ان القرآن من كلام الله عز وجل والكلام في الكلام كثير وخلاصة ذلك ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الله تعالى يتكلم بما شاء اذا شاء كيف شاء نتكلم بما يشاء سبحانه وتعالى ان شاء تكلم بالقرآن وان شاء تكلم بالتوراة وان شاء تكلم بالانجيل وان شاء تكلم بكلام شرعي وان شاء تكلم بكلام قدري اذا شاء الله عز وجل يتكلم حين يشاء. فلما شاء ان يكلم ادم عليه السلام كلمه ولما سأله الكلمة محمدا صلى الله عليه وسلم او موسى كلمه ويوم القيامة يكلم الله سبحانه وتعالى عبادة من المؤمنين والكافرين ايضا اذا الله عز وجل يتكلم اذا شاء فهي صفة فعلية اختيارية متعلقة بمشيئة الله بخلاف مقالة المخالفين الذين يقولون ان الكلام صفة ذاتية قديمة قائمة بذات الله هذا القول قول باطل و يتكلم الله عز وجل كيف يشاء؟ كيفية كلام الله سبحانه وتعالى الله اعلم بها لها كيفية ولكننا لا نكيف كلام الله سبحانه وتعالى والكلام كما ذكرت لك في صفة الكلام كلام كثير لاهل البدع خوض كثير في صفة الكلام بل لعل اكثر البحث بين اهل السنة ومخالفيهم يدور في صفة الكلام ولهم شبهات وعلى شبهاتي ردود في بحث طويل اما اعتقاد اهل السنة والجماعة في القرآن الكريم فانهم يعتقدون ان القرآن كلام الله منه بدأ كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود القرآن كلام الله يعني من كلام الله والا فكلام الله اكثر من هذا بكثير لكنه من كلام الله منزل منه سبحانه وتعالى قل نزله روح القدس من ربك وسمع هذا القرآن من الله جل وعلا جبريل ثم بلغه محمدا صلى الله عليه وسلم الذي سمعه من جبريل ثم بلغه محمد صلى الله عليه وسلم لاصحابه الذين سمعوه منه ولم يزل الامر يتسلسل في هذه الامة الى يوم الناس هذا فهذا القرآن منزل غير مخلوق لم يزل الناس ملة من اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام يقولون هذه الجملة او قرآن منزل غير مخلوق لان الكلام صفة لله جل وعلا وليس شيء من صفة الله مخلوقا منه بدأ فهو الذي ابتدأ الكلام به سبحانه واليه يعود يعود حكمه او انه يعود اليه في اخر الزمان هذه خلاصة اعتقاد اهل السنة في القرآن والله اعلم صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله