السلام عليكم ورحمة الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين. قال شيخ الاسلام ابو العباس احمد بن عبدالحليم ابن تيمية رحمه الله في اعتقاد فرقة ناجية المنصورة الى قيام الساعة اهل السنة جماعة وقوله وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناضرة على الارائك ينظر للذين احسنوا الحسنى وزيادة. لهم ما يشاءون فيها ولدينا المزيد وهذا الباب في كتاب الله كثير من تدبر القرآن طالبا للهدى منه تبين له طريق الحق. احسنت الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد قبل ان ابدى شرح ما سمعتم اجيب عن اه سؤال سأل سألني اياه احد الفضلاء وهو ما الفرق بين الاثبات المجمل والاثبات المفصل والنفي المجمل والنفي المفصل لصفات الله والجواب باختصار ان الاثبات المجمل هو اثبات الكمال المطلق لله سبحانه وتعالى وهذا ما دلت عليه جملة من الادلة من ذلك الدليل الذي يدل على ثبوت صفة الصمدية لله سبحانه وتعالى الله جل وعلا هو الصمد والصمد هو السيد الذي كمل في سؤدده. هذا مما قيل في معنى الصمد. فهو صحيح وغيره مما قيل ايضا صحيح ومن ذلك وصفه سبحانه وتعالى بالعظمة. وانه العظيم وهذا ايضا مما يدل على ثبوت الكمال المطلق لله سبحانه وتعالى كذلك مما يدل بدلالة اللزوم كل دليل دل على حمد الله عز وجل وانه المستحق للحمد ولم يكن ذلك كذلك الا لانه المتصف بالكمال المطلق اذا الاثبات المجمل هو الاثبات للكمال المطلق لله سبحانه وتعالى واما الاثبات المفصل فهو اثبات صفات التي جاءت بكتاب الله وسنة رسوله رسوله صلى الله عليه وسلم ثبوت السمع والبصر والرحمة والمغفرة وغيرها من صفات الله سبحانه وتعالى فاثباتها هو المراد بالاثبات المفصل. يعني لاحاد الصفات لاحاد الصفات. واما النفي المجمل المراد به نفي كل نقص وعيب وما لا يليق بكمال الله جل وعلا او نفي مشاركة الله عز وجل في كماله. هذا هو التنزيه هذا هو النفي المتعلق بصفات الله. كل دليل دل على نفي النقص والعيب وما لا يليق بكمال الله عنه او دل على عدم مشاركة غيره له في كماله فهذا هو النفي والتنزيه الذي يجب على كل مسلم ان يعتقده في الله سبحانه وتعالى. ودلت عليه جملة من الادلة منها ادلة النفي العامة ليس كمثله شيء. هل تعلم له سميا ولم يكن له كفوا احد لا تضربوا لله الامثال ومن ذلك ايضا ادلة التسبيح. فانها تدل بدلالة اللزوم على نفي كل ما لا يليق بالله سبحانه. لان كلمة وسبح هي مفعول مطلق للفعل اسبح. اسبح يعني هي فعل سبحان الله عفوا اذا قلت سبحان الله فهذا مفعول مطلق سبح يسبح سبحانا بمعنى انزه الله تنزيها وتزيهه سبحانه وتعالى هو عما ذكرت لك من اه اه هذين الامرين وايضا من الادلة التي تدل على النفي المجمل الادلة التي دلت على ثبوت اسماء لله جل وعلا يدل معناها على معنى التنزيه. كالقدوس والسبوح والسلام والمتكبر والواحد والاحد ونحوها من هذه الاسماء التي تدل على معنى تنزيه الله جل وعلا. واما النفي المفصل فهو النفي احاديث صفاته التي ينزه الله سبحانه وتعالى عنها كالسنة والنوم واللغوب التعب اه الظلم وما شاكل هذه الصفات مما دل الدليل على نفيه عن الله سبحانه وتعالى. فهذه الامور الاربعة لابد من ملاحظتها من اراد ان يدرس باب الاعتقاد اعني في باب الاسماء والصفات والله جل وعلا اعلم ساق المؤلف رحمه الله هذه الايات الاربع التي تدل على ثبوت رؤية الله سبحانه وتعالى وتتضمن اثبات صفة التجلي له جل وعلا. فان الله تعالى يرى في الاخرة اذا تجلى لعباده والتجلي هو الظهور والبيان. وسيأتي ذكر لمسألة الرؤية فيما سيأتي من كلام المؤلف ان شاء الله واليوم يعني سيكون هناك شيء من العجلة في دراسة هذه المسائل والتعليق حتى يعني يمكننا ان شاء الله ان نختم هذه الرسالة شيء من كل شيء من كل شيء من شيء صحيح تفضل. احسن الله اليكم. ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه. وما وصف الرسول به ربه من الاحاديث الصحاح التي تلقاها اهل المعرفة بالقبول وجب الايمان بها كذلك سنة نبينا صلى الله عليه وسلم. وحي من عند الله. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول الا واني اوتيت القرآن ومثله معه. لا فرق من حيث الاحتجاج. بين السنة والقرآن كلاهما شقيقان وكلاهما وحي من عند الله عز وجل. ولا يفرق اهل السنة بينهما من حيث الاستدلال. وانما التفريق وبينهما من حيث المكانة. فلا شك ان القرآن ارفع درجة من السنة لانه كلام الله جل وعلا. واما من حيث الحجية والاستدلال فكلاهما سواء وكلاهما متفقان الحمد لله احوال السنة مع القرآن ترجع الى ثلاث احوال اولا ان تكون دالة على ما دل عليه القرآن. فاذا دل القرآن على الامر بالصدق والتوحيد فالسنة ايضا دلت على مثل ذلك فها هنا السنة موافقة للقرآن. ثانيا ان تكون السنة مبينة للقرآن. وهذا البيان له اوجه منها التفسير كهذه الاية التي بين ايدينا وهي قول الله سبحانه وتعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة فسر هذا نبينا صلى الله عليه وسلم فسر الزيادة برؤية الله جل وعلا في الاخرة. ومن البيان تقيد المطلق ومن البيان تخصيص العام او تبيين المجمل الى غير ذلك مما يدخل في المفهوم العام للبيان. فالسنة توضح القرآن وتبين والحالة الثالثة ان تأتي السنة بحكم زائد على ما جاء في القرآن. وهذا له شواهد كثيرة فنهي الرجل عن ان يجمع بين المرأة وعمتها او المرأة وخالتها او تحريم اكل كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير ومشى الى هذه الاحكام الكثيرة ومشاكل هذه الاحكام الكثيرة كلها قد جاءت في السنة ومشاكل هذه الاحكام الكثيرة كلها جاءت السنة اه بيانها فمثل هذه الاحكام زائدة على ما في القرآن. فهذه احوال السنة مع القرآن. ويبقى بحث دقيق في مسألة رابعا لا حاجة للبحث فيها الان. المقصود ان هذا هو حال السنة مع القرآن. قال رحمه الله وهذا الباب في كتاب الله كثير. بيان اسماء الله وصفاته. في هذا الباب كثير من تدبر القرآن طالبا للهدى منه تبين له طريق الحق. وهذا حق لا شك فيه. فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني ثم في سنة رسول الله ايضا هناك بيان في السنة. وسيسوق المؤلف رحمه الله جملة من هذه الاحاديث فالسنة تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه. وما وصف الرسول صلى الله عليه وسلم به ربه عز وجل من الاحاديث الصحاح. هذا الذي يريد ان اصل اليه وهو ان العبرة في قبول اهل السنة لما جاء في السنة انما هو والثبوت ان يصح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وليس ان يتواتر كما عليه قاعدة لمين؟ قال التي تلقاها اهل العلم المعرفة بالقبول. العبرة في الحكم على الاحاديث انما هي بحكم اهل المعرفة بالحديث لا بغيرهم. اذا جاء انسان من هؤلاء المتكلمين الذين هم اجانب على السنة تكلموا في الاحاديث قبولا او ردا ان كلامه غير مقبول المرجع لقبول هذه الاحاديث لاهل المعرفة بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال وجب الايمان بها كذلك نعم كما هو الحال في ادلة القرآن. ثم ساق المؤلف رحمه الله جملة من هذه الاحاديث. نعم احسن الله اليكم مثل قوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له. متفق عليه هذه صفة النزول وهذا الحديث من اصح الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه اثبات النزول وفيه اثبات العلوم فيه اثبات الكلام. وهذه الصفات الثلاث من اكثر ما يخالف فيه المبتدعة اهل السنة والجماعة. الله جل وعلا ينزل اذا شاء كيف شاء الى حيث شاء سبحانه وتعالى ولا يزال اذا نزل عليا كما سيأتي في كلام المؤلف ان شاء الله. نعم. احسن الله اليكم وقوله صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا بتوبة عبده من احدكم براحلته. الحديث متفق عليه. نعم الحديث طويل وفيه قصة معلومة لكم. الشاهد منه اخبار عليه الصلاة والسلام لثبوت صفة الفرح لله جل وعلا. وهو فرح كامل منزه عن مشابهة المخلوقين نثبته لله سبحانه وتعالى على حد قوله جل وعلا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. نعم. احسن الله اليكم. وقوله صلى الله عليه وسلم يضحك الله الى رجلين يقتل احدهما وما الاخر؟ كلاهما يدخل الجنة. متفق عليه ايضا هذا الحديث المتفق عليه فيه اثبات صفة الضحك لله جل وعلا وهذا ايضا من الكمال الثابت لله جل وعلا. كما دل على هذا هذا الحديث وتلاحظ ان هذه الادلة الثلاثة قد دلت على ثبوت صفات زائدة على ما جاء في القرآن اه النزول لم يأتي التنصيص عليه في القرآن وكذلك الامر بالنسبة للفرح والضحك الامر كما ذكرت لك راجع الى اه اثبات صفات تليق بالله جل وعلا لا كحال المخلوقين. و المتكلمون ها هنا خاضوا خوضا باطلا حيث زعموا انه يستحيل اثبات الضحك لله جل وعلا. لان الضحك يستلزم فمن ولسانا وجوفا وما شاكل ذلك وكل هذا من صفات المخلوقين. فينزه الله عن ذلك فيقال يا لله العجب اانتم اعلم ام الله اانتم اعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لماذا هذا الايراد ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بل ما حاجته الى ان يتحدث بهذا اصلا ان كان هذا الذي ذكرتم كذلك. والمشكلة تكمن عند هؤلاء انهم نظروا الى القدر القدر المختص بالمخلوق فجعلوه هو القدر المشترك للصفة نظروا الى القدر المختص بالمخلوق فجعلوه ماذا؟ هو القدر المشترك يعني جعلوا اصل وصف الضحك انما هو الشيء الذي يتصف به هذا المخلوق وهذا هو الخطأ ولذلك استلزموا او ذكروا هذه اللوازم وهذا في الحقيقة باطل ومن اين لكم ان ذلك كذلك فانتم تصفون ضحك المخلوق والله ضحكه ليس كضحك المخلوق. ولذلك نفات الكلام عن الله عز وجل لهم شبهة قريبة من هذه يقولون الكلام لابد فيه من لسان واسنان ولهوات الى ذلك فيقال هذا الشجر كان يسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم. بصوت مسموع. فاين لسان الشجرة ولهواتها واسنانها وهذا الطعام كان يسبح بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسمعه اصحابه. بصوت واضح مسموع فاين الفم والاسنان واللسان واللهوات للطعام انتم معي مشايخ وهذا الجذع حن وبكى وخرج منه صوت كانه صوت طفل صغير يبكي حتى هدئه رسول الله صلى الله عليه وسلم وضمه فسكن فاين لسان هذا الجذع قطعة من الخشب ومع ذلك صدر منها هذا الصوت الذي يصدر من طفل صغير فان ذلك بالنسبة لهذا الجذع اليس هذا يدلك على ان الشيء الذي يصفون انما هو القدر المختص بالمخلوق فهذه مخلوقات ومع ذلك ما اتفقت في هذه اللوازم هذا مخلوق وهذا مخلوق ومع ذلك هنا كلام وهنا كلام ولم تحصل اللوازم في كل موضع. اليس كذلك؟ فكيف بين الخالق والمخلوق؟ كيف بين الخالق والمخلوق دائما تنبه الى هذه القضية. القوم ينظرون جزئيا ويحكمون كليا هذا من اكبر الاشكالات المنهجية العلمية عندهم ومن تنبه الى قاعدة القدر المشترك والقدر المميز الفارق فانه يزول عنه كل هذا الاستشكال الذي يستشكلون والله عز وجل اعلم. نعم. احسن الله اليكم. وقوله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قنوط عباده بغيره ينظر اليكم ازلين قنطين فيضل يضحك يعلم ان فرجكم قريب. حديث حسن. نعم هذا حديث ابي رزين وهو في اثبات اه صفة العجب وهكذا جاءت الرواية عند المؤلف رحمه الله وعند الامام احمد وغيره يعني بلفظ اخر وعلى كل حال لعل الشيخ رحمه الله وقف على هذا اللفظ. الشاهد ان فيه اثبات العجب لله جل وعلا. وهذا قد جاء في ادلة اخرى بل جاء في كتاب بالله حيث قال سبحانه بل عجبت ويسخرون. كما هي القراءة المتواترة. الجمهور قرأ بل عجبت والخطاب لنبينا صلى الله عليه وسلم لكن في قراءة متواترة بل عجبت فهذا فيه اثبات العجب لله سبحانه وتعالى. واما قوله وقرب اه من قنوط عباده وقرب غيره. يعني تغييره رحمته سبحانه وتعالى بهم ينظر اليكم ازلين يعني قنطين اصابكم القنوط فيظل يضحك ويعلم ان فرجكم قريب. نعم. احسن الله اليكم وقوله صلى الله عليه وسلم لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد؟ حتى يضع ذو العزة فيها قدمه وفي رواية عليها قدمه فينزوي هكذا؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه وفي رواية عليها قدمه حتى يضع رب العزة فيها ايش عندكم؟ قدمه رجله وفي رواية قدمه ثم قدمه وقدمه في عليها والثانية فيها لا هي في نعم احسنت هذا فرق لكن في احدى الروايتين ذكر الرجل وفي الاخرى ذكر القدم. نعم احسن الله اليكم حتى يضع رب العزة فيها قدمه وفي رواية عليها قدمه فينزوي بعضها الى بعض فتقول قط قط متفق عليه. نعم. حتى يضع رب العزة فيها رجله. وفي رواية عليها قدمه. وعلى كل حال هذا الحديث المتفق عليه فيه اثبات صفة الرجل والقدم لله سبحانه وتعالى. والكلام فيها على وزان الكلام بصفة اليد والوجه لله سبحانه وتعالى. فالرجل صفة ذاتية خبرية لله سبحانه وتعالى نثبتها على ما يليق به جل وعلا. واهل السنة يعتقدون ان لله قدمين ان لله قدمين. وهذا ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم وذلك كما ثبت عن ابن عباس وابي موسى رضي الله عنهم باسناد صحيح في تفسير الكرسي وانه موضع قدمي الله جل وعلا فاهل السنة يعتقدون ان لله قدمين لائقتين به لا كاقدام المخلوقين. نعم احسن الله اليكم وقوله صلى الله عليه وسلم يقول الله يا ادم فيقول لبيك وسعديك بصوت ان الله يأمرك ان ان تخرج من ذريتك بعثا الى النار. متفق عليه. وقوله ما من كن من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان. احسنت الحديث الاول فيه اثبات الكلام والصوت لله جل وعلا ثبوت الصوت في كلام الله قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بالاسانيد الصحيحة في عدة احاديث ومنها هذا الحديث المتفق عليه ان الله جل وعلا ينادي بصوت وعلمنا ان الثابت لله سبحانه وتعالى كما دلت الادلة عليه الكلام والقول والحديث والمناداة والمناجاة. والمداداة ما كان بصوت رفيع. والمناجاة ما كان بصوت منخفض هذا هو الفرق بين المناداة والمناجاة واهل السنة والجماعة يثبتون ذلك كله على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى وذكر الصوت فيه تحقيق لصفة الكلام وذلك ان الكلام لا يكون كلاما الا بصوت. يعني ولو لم يرد في النصوص ذكر الصوت لكان معلوما ان الكلام لا يكون الا بصوت ولذلك كانت العقيدة المقررة عند اهل السنة حينما يتكلمون عن صفة الكلام انهم يقولون وكلامه بحرف وصوت والكلام لا يكون الا بحرف وصوت واما اه الحديث الثاني فيه ايضا اثبات الكلام لله سبحانه لانه قال الا وسيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان وهذا مما يكون يوم القيامة فان الله جل وعلا يدني عبده اليه ويستره ويضع عليه كنفه ثم يقرره بذنوبه يقول له عملت كذا يوم كذا وكذا والعبد يقول اعرف ربي اعرف ربي ثم يقول الله جل وعلا انا سترتها لك في انا سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم. كما سيأتي ان شاء الله لاحقا. شاهدوا ان هذا ايضا فيه اثبات الكلام لله سبحانه وتعالى. والادلة التي فيها اثبات ان الله يتكلم ويقول كثيرة جدا بالمئات او بالالاف في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. نعم. احسن الله اليكم. وقوله صلى الله عليه وسلم في رقية المريض ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك امرك في السماء والارض كما رحمتك في السماء. اجعل رحمتك في الارض اغفر وخطايانا انت رب الطيبين انزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع. حديث حسن رواه ابو داوود ما عندك فيقرأ؟ النسخة عندك طيب على هذا الوجع وان شئت فقل على هذا الوجع على هذا الوجع او على هذه على هذا الوجع فيبرأ. الشاهد من هذا الحديث ان فيه اثبات اه علو الله سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم. وقوله صلى الله عليه وسلم الا تأمنوا لي امين من في السماء رواه البخاري وغيره وقوله صلى الله عليه وسلم والعرش فوق ذلك والله فوق عرشه وهو يعلم ما انتم عليه. نعم. حديث اه الذي قبل هذا فيه اثبات علو الله. وانه في السماء وعلمنا ما معنى في السماء. وهذا الحديث الذي بعده الذي اخرجه ابو داوود هو المشهور بحديث الاوعال ساقه المؤلف رحمه الله مختصرا وفيه بحث طويل من جهة ثبوته لكن الشاهد منه كون الله جل وعلا متصفا بالعلو والاستواء هذا قد دلت عليه ادلة كثيرة جدا اه لا جديد في هذا الحديث من هذه الجهة وهي من جهة اثبات ان الله سبحانه وتعالى متصف بالعلو وقد تجد في هذه العقيدة وفي غيرها بعض الاحاديث المتكلم فيها من جهة ثبوتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا اه يخرج على ما يأتي. اولا ان لا يكون المؤلف قد استحضر علة هذا الحديث وقت التأليف. و هو بشر وقد يحصل منه غفلة او نسيان او وهذا التوجيه الثاني ان يكون الحديث قد صح عنده فمثل هذه الاحاديث من جهة تصحيحها وتضعيفها محل اجتهاد ومثل شيخ الاسلام رحمه الله اهل لان يتكلم في هذه الاحاديث فيحكم عليها. فهو امام محدث لا يشق له غبار فلربما كان الحديث صحيحا عنده والتوجيه الثالث ان من طريقة اهل العلم انهم قد يريدون بعض الاحاديث التي في اسنادها كلام على سبيل الاعتظاد لا على سبيل الاعتماد والامر بحمد الله انه لا عقيدة عند اهل السنة والجماعة مبنية على دليل ضعيف لا توجد مسألة عقدية متكررة عند اهل السنة ومعروف عندهم وهي مبنية على دليل لا يثبت وعدم الدليل المعين لا يستلزم عدم المدلول المعين. فكون هذا الحديث فيه كلام ولكن يريده واهل العلم من باب الاستئناس ومن باب الاعتضاد فمثل هذا ان لم يصح وان لم يثبت على التحقيق فانه لا يقدم ولا يؤخر من جهة اثبات مدلول فانه ثابت بادلة اخرى فمثل هذا ينبغي ان يلاحظ فيما يرد في كتب العقائد عند اهل السنة والجماعة والله اعلم. نعم. احسن الله اليكم وقوله للجارية اين الله؟ قالت في السماء. قال من انا؟ قالت انت رسول الله. قال اعتقها فانها مؤمنة رواه مسلم. هذا ايضا فيه اثبات علو الله سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم. وقوله صلى الله عليه وسلم افضل الايمان ان تعلم ان الله معك حيثما كنت. حديث حسن. هذا الحديث فيه اثبات صفة المعية لله جل وعلا وان كان في ثبوته بحث لكن المؤلف رحمه الله قد حسن نعم احسن الله اليكم وقوله صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم الى الصلاة فان الله قبل وجهه فلا يبصن قبل وجهه ولا عن يمينه ولكن عن يساره او تحت قدمه متفق عليه. احسنت. وهذا فيه ان الله جل وعلا اذا قام العبد يصلي فانه يكون قبل وجهه والله عز وجل يفعل ما يشاء وهذا الحديث لا يستشكل بحمد الله. فان الجمع بين علو الله وكونه قبل وجه المصلي امر معقول في المخلوقات فكيف في حق الخالق الذي هو على كل شيء قدير سبحانه وتعالى فانت ترى اه القمر في بعظ الاحوال او الشمس عند شروقها او غروبها تراها قبلك مع القطع بانها ماذا عالية عليك فجمعت بين كونها ماذا؟ عالية وكونها قبل وجهك. فلا يستشكل مثل هذا بحمد الله ومن ايقن باتصاف الله عز وجل بالعلو والاحاطة فانه يزول عنه كل اشكال يتعلق في هذا الموضوع الله سبحانه متصف بالعلو ومتصف بالاحاطة. وبناء عليه فلا اشكال في ان يكون سبحانه وتعالى وقت صلاة المصلي قبل وجهه ما لم ينصرف فاذا انصرف المصلي انصرف الله عنه. نعم. احسن الله اليكم. وقوله صلى الله عليه وسلم الله ثم رب السماء اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء. فالق الحب والنوى من زنا التوراة والانجيل والفرقان اعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها. اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء. اقض عني الدين اغنني من الفقر. رواه مسلم. نعم. هذا الحديث اه الشاهد فيه اثبات هذه اه الاسماء الاول والاخر والظاهر والباطن. وما تضمنته من هذه الصفات الاربع التي مضى الحديث فيها في اول هذه العقيدة نعم. احسن الله اليكم وقوله لما رفع اصحابه اصواتهم بالذكر. ايها اربع على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا انما تدعون سميعا قريبا. ان الذي تدعونه اقرب والى احدكم من عنق راحلته متفق عليه. احسنت. هذا الحديث فيه اثبات السمع والبصر والقرب والمعية. فالحديث معروف ومشهور في الصحيحين وله الفاظ ومن ذلك بعض الروايات فيها زيادة وهو معكم. اذا هذا الحديث فيه اثبات هذه الصفة الاربع السمع والبصر والمعية والعلم. خلاصة التوجيه لهذا الحديث ما يفهم عليه هو ان يقال ان هذا الحديث يدل على بوتي قرب الله سبحانه وتعالى بصفاته من خلقه. فان الله جل وعلا يقرب ممن يشاء شاء اذا شاء. كما انه يقرب اليه من شاء اذا شاء. فالقرب ثابت من الجهتين. فالله يقرب من المخلوق ويقرب اليه المخلوق. وقربه سبحانه وتعالى جاء على نوعين قرب ذات وقرب صفات. الله يقرب ممن شاء اذا شاء بذاته. ويدل عليه مجموعة من الادلة كادلة النزول وادلة الدنو وانه يدنو سبحانه وتعالى اذا شاء كما يدنو عشية عرفة ومن ذلك ادلة الادناء انه يدني اليه عبده يوم القيامة ويقربه اليه. كما في حديث النجوى في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما الى ادلة اخرى تدل على ثبوت قرب الله سبحانه وتعالى ممن شاء اذا شاء وهناك قرب بصفاته. فالله عز وجل يقرب ممن يشاء. بعلمه وسمعه وبصره وقدرته واحاطته وما الى هذه المعاني. واما التقريب فالله جل وعلا يقرب عبده اليه ويقرب ما شاء من خلقه اليه ومن ذلك تقريبه الملائكة اليه ولا الملائكة المقربون ومحمد صلى الله عليه وسلم لما عرج به الى السماء كان اقرب الى الله سبحانه مما كان عليه في الارض. فالله يقرب اليه من شاء. ومعلوم انه اذا قرب عبده انه اذا قرب عبده اليه كان هو سبحانه قريبا اليه. لان احد الشيئين اذا قرب من الاخر قرب الاخر منه وهذه قضية عقلية مسلمة. فالشاهد ان الله سبحانه وتعالى يقرب من شاء اليه. وهذا التقريب قد يكون تقريب ذات. وقد يكون تقريب روح. الله عز وجل يقربوا ذاتا اليه وقد يقرب اليه روحه. كما في قوله صلى الله عليه وسلم اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. فهذا قرب رح العبد الى ربه سبحانه وتعالى. وما جسده فانه فيما محله ما اختلف شيء فيه لكن الذي قرب الى الله سبحانه وتعالى في هذه الحال هو روح العبد وبناء على ما سبق فالتوجيه الصحيح لهذا الحديث الذي بين ايدينا هو انه يوجه بواحد من هذه التوجيهات الثلاث الاتية وكلها صواب ولا اشكال في القول فيها. اولا ان قربه سبحانه اه حينما قال يا ايها الناس ارضعوا يعني ارفقوا بانفسكم ارضعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته. انا الشاهد عندي هو هذا وهو رواية صحيح مسلم اقرب الى احدكم من عنق راحلته. فهذا القرب من الله عز وجل. هو قرب بصفاته. لانه ذكر انكم تدعون سميعا بصيرا. وفي رواية سميعا قريبا. فدل هذا على انه قرب سبحانه وتعالى بسمعه وبصره. التوجيه الثاني ان هذا القرب يفسر بالمعية لانه جاء في رواية في الصحيح قال وهو معكم. ومعلوم ان هذا القربى ان هذه المعية ان كانت المعية العامة فهي معية الله سبحانه وتعالى بعلمه واحاطته فهي قريبة من التوجيه الاول او هي المعية الخاصة التي هي بالتأييد والتوفيق والتوجيه الثالث ان يكون القرب ها هنا هو بسبب ان العبد اذا ذكر الله عز وجل فان روحه تقرب من الله سبحانه وتعالى. الكلام فيها يقرب من الكلام في قوله صلى الله عليه وسلم اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. فهذا قرب رح العبد الى الله. واذا قرب العبد من ربه فالله عز وجل كان قريبا منه. فيفسر هذا القرب بذلك ان العبد تقرب روحه من ربه فيكون الله سبحانه وتعالى منه اذ ذاك قريبا. فهذه التوجيهات الثلاث هي التي يوجه بها هذا الحديث والعلم عند الله عز وجل نعم. احسن الله اليكم وقوله صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة لا تضامون في رؤيته. فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا. متفق عليه نعم هذا فيه اثبات رؤية الله سبحانه وتعالى في الاخرة. اه سيأتي كلام بعد قليل ان شاء الله عن الرؤية نعم. احسن الله اليكم الى امثال هذه الى امثال هذه الاحاديث التي يخبر فيها رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه بما يخبر به. فان الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة يؤمنون كما يؤمنون بما اخبر الله به في كتابه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. بل هم الوسط في فرق الامة كما ان الامة هي الوسط في الامم. فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين اهله للتعطيل الجهمية وبين اهل التمثيل المشبهة. وهم وسط في باب افعال الله بين القدرية والجبرية. وفي بوعيد الله بين المرجئة وبين الوعيدية من القدرية وغيرهم. وفي باب الايمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية. وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض وبين الخوارج احسنت هذه النبذة التي سمعتها فيها اثبات هذا التميز لاهل السنة والجماعة وان اعتقادهم وفي الغالب هدى بين ضلالتين فتوسط اهل السنة والجماعة بين طرفين منحرفين واقع لا يجحد واعتبر هذا فيما ساق المؤلف رحمه الله من هذه الابواب في باب القدر وفي باب الايمان وفي باب الصحابة وفي باب الصفات وفي غير هذه الابواب تجد ان اهل السنة والجماعة وسط بين طرفين منحرفين بين اهل غلو واهل جفاء. فالحمد لله الذي هدى اهل السنة الى هذه الوسطية. التي كانت نتاج التمسك بالوحي هذه الوسطية في الحقيقة هي نتيجة وليست شيئا مقصودة يعني لم يتقصد اهل السنة ان يقفوا في الوسط بين الطرفين المنحرفين. انما الوسطية عند اهل السنة نتيجة تمسكهم بالوحي فكان ان كانوا على هذا الهدى وهذا الخير الذي ضل عنه غيرهم فكانوا بين هذين الطرفين المنحرفين. فالحمد لله الذي هدانا لهذا. والكلام في هذه الجملة وتفصيل ما عليه هذه الفرق تحتاج الى وقت واسع فنتجاوزه. نعم. احسن الله اليكم. وقد دخل فيما ذكرناه من الايمان الايمان بما اخبر الله به في كتابه وتواتر عن رسوله صلى الله عليه وسلم. واجمع عليه سلف الامة من انه سبحانه فوق سماواته على عرشه علي على خلقه وهو سبحانه معهم اينما كانوا يعلم ما هم كما جمع بين ذلك في قوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش. يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير. وليس معنى وهو معكم انه مختلط بالخلق فان هذا لا توجبه اللغة. وهو خلاف ما اجمع عليه سلف الامة خلاف ما فطر الله عليه الخلق بل القمر اية من ايات الله من اصغر مخلوقاته. وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر اينما كان وهو سبحانه فوق العرش رقيب على خلقه مهيمن عليهم مطلع اليهم الى غير ذلك مما الربوبية وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من انه فوق العرش وانه معنا حق على حقيقته لا تحتاج الى تحريف ولكن يصان عن الظنون الكاذبة ودخل في ذلك الايمان بانه قريب من خلقه كما. ما في تتمة عندك؟ لا. نعم ما في. هل هنا جملة اه يبدو انها غير موجودة في النسخة التي بين يديك مثل ان يظن ان ظاهر قوله في السماء ان السماء تظله او تقله وهذا باطل باجماع اهل العلم والايمان. فان الله قد وسع كرسيه السماوات والارض وهو يمسك السماوات والارض ان تزولا ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه. ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامره على كل حال اراد المؤلف رحمه الله ان يثبت انه لا تناقض بين اثبات علو الله ومعيته وفهم ذلك مبني على ان المعية لا تقتضي من حيث وضعها مخالطة وامتزاجا انما تعني مطلق المقارنة وهي في كل موضع بحسبه. ولذلك اذا قلت لك في هذه المسألة خلافية انا مع الشافعي. ما المراد؟ ها؟ اوافقه على مقالته. ولا يقتضي مثل هذا القول معية كما علمنا هذا في الدرس الماضي فالقول بان المعية تقتضي اختلاطا وبالتالي اذا نزهنا الله تعالى عن ذلك فاننا نكون قد سلكنا مسلك التأويل في ادلة المعية هذا القول باطل ناتج عن عدم اه فهم اللغة الفهم الصحيح المعية تقتضي مطلق المقارنة وهي في كل موضع بحسبها. فاذا اقتضت امتزاجا فذلك لان هذا الموضع اقتضى هذا. بموجب القرائن اللفظية او القرائن الحالية بينما لا يلزم هذا في موضع اخر والله عز وجل اعلم. نعم. احسن الله اليكم. ودخل في ذلك الايمان بانه قريب من خلقه كما قال تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من من علوه وفوقيته فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته. وهو علي في دنوه قريب في علوه صفة العلو صفة ذاتية. والله جل وعلا لا يزال عليا ويستحيل الا ان يكون عليا فوق كل شيء سبحانه وتعالى. حتى اذا نزل اذا شاء او اتى او جاء او قرب ممن يشاء فانه في كل حال لا يزال عليا الله على كل شيء قدير. والله سبحانه ليس كمثله شيء. فحتى وان نزل سبحانه وتعالى الى السماء الدنيا فانه فوق كل شيء. والشأن شأن الله سبحانه وتعالى شأن عظيم. فلا يجوز ان يقاس بخلقه وحذاري من ان يستولي على قلبك التشبيه فتحيل ذلك انت في هذا المقام تتكلم عن رب عظيم ليس كمثله شيء. فسلم واذعن وامن اذا كان المخلوق اذا نزل الى شيء فلابد ان يكون في جوفه فان هذا لا لا يلزم في حق الذي ليس كمثله شيء تنبه لهذا واعلم ان احالة المتكلمين بمثل ما دلت عليه هذه النصوص راجع الى انهم مصابون في قلوبهم بمرض التشويه. عندهم لوثة من التمثيل ولو سلموا منها وصحت قلوبهم لما قالوا ما قالوا. اما اهل السنة فهم بحمد الله ورآه من هذه اللوثة وهذا المرض. ويعتقدون ان الله ليس كمثله شيء. لا يزال عليا سبحانه وتعالى وان دنى وان قرب وان نزل. ولذلك هذه الجملة جملة عظيمة جدا. واوصيك اه ان تكون منك على ذكر بل عن بل ان تحفظها. وهو علي في دنوه قريب في علوه. الله عز وجل علي وان دنى. والله عز وجل قريب وان كان عاليا. قريب بصفاته بعلمه باسمائه وصفاته. ويقرب سبحانه وتعالى ايضا اذا شاء بذاته ومع ذلك فانه لا يزال عليا وليس كمثله شيء. نعم. احسن الله اليكم ومن الايمان به وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود وان الله اتكلم به حقيقة وان هذا القرآن الذي انزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله قتلنا كلام غيره ولا يجوز اطلاق القول بانه حكاية عن كلام الله او عبارة عنه بل اذا قرأه الناس او كتبوه في المصاحف لم يخرج بذلك عن ان يكون كلام الله حقيقة. فان الكلام انما يضاف حقيقة الى من قاله ومبتدئا لا الى من قاله مبلغا مؤديا. وقد دخل ايضا فيما ذكرناه من الايمان به وبكتبه ورسله وهو كلام الله حروفه ومعانيه. ليس كلام الله الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف. هذه في النسخة التي بين يدي و هذه الجملة فيها بيان معتقد اهل السنة والجماعة في القرآن وقد مضى الحديث في ذلك وانه كلام الله منزه غير مخلوق منه بدأ واليه يعود. وان الله تكلم به حقيقة وآآ عليه لا يجوز لاحد ان يقول فيه خلاف هذا. وان احد من المشركين من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله يا لله العجب! الله يصف هذا القرآن بانه كلامه ثم يأتي انسان فيقول لا هذا ليس كلامك يا الله. هذا حكاية او عبارة عن كلام الله كما يقول ومن يقول من المتكلمين. ونبه المؤلف رحمه الله الى ان هذا لا يجوز القول به. وهو تعد على كتاب الله يقول ولا يجوز اطلاق القول بانه حكاية عن كلام الله. هذا القرآن ليس كلام الله لان كلام الله شيء ذاتي قائم بذات الله عند هؤلاء وانما الذي بين ايدينا وما بين دفتي المصحف هذا حكاية عن كلام الله. كما تقوله الماتوريدية وايضا نقل ابو الحسن ان بعض المعتزلة يقولون بهذا القول ايضا انه حكاية عن كلام الله ثم جاء الاشعرية فقالوا لا نقول انه حكاية عن كلام الله. وانما نقول انه عبارة عن كلام الله. فان الحكاية تطابق المحكية. ولا احد يمكن ان يطابق كلام الله الذي قام بذاته. ثم ان الحكاية تقتضي تقتضي قولا مسبقا. وليس هناك قول مسبق تكلم به ثم جاء من جاء ليحكيه لان هذا الكلام انما هو معنى قائم بذات الله جاء الاشاعرة وقالوا لا يجوز. لاحد ان يقول انه يستطيع ان يحاكي كلام الله الذي قام بذاته. انما هذا عبارة عن كلام الله يعني هو بمثابة التفسير او الترجمة تعبر مجرد تعبير عن شيء اخر كما انه اذا سمعت كلاما ثم عبرت عنه باسلوبك او كان بلغة فنقلته الى لغة اخرى هذا هو عبارة عن كلام الله وهذا اقصى ما يمكن ان يقال في هذا القرآن اما ان يقال انه حكاية فليس الامر كذلك هكذا زعم وكلا القولين باطل. بل هذا الذي بين ايدينا هو كلام الله. فالله عز وجل هو سبحانه الذي قال الحمد لله رب العالمين. وهو سبحانه هو الذي قال من الجنة والناس وهو الذي قال ما بين هذا وهذا. فهذا الذي بين ايدينا في هذه المصاحف تكلم الله عز وجل به حقيقة فهو كلام الله جل وعلا. وحيثما تصرف هذا القرآن فانه كلام الله. على جميع انتبهي فاذا حفظ في الصدور فهو كلام الله. واذا كتب في المصاحف فهو كلام الله واذا سمع بالاذان فهو كلام الله. واذا قرأ في المحاريب فهو كلام الله. بكل هذه المراتب الاربعة في كل هذه المراتب الاربع لم يخرج عن كونه كلام الله عز وجل. على اي وجه تصرف فهذا الذي بين ايدينا كلام الله سبحانه وتعالى ثم نبه المؤلف رحمه الله الى ما يزيل شبهة قد تعترض بعض النفوس وهي كيف نقول ان هذا القرآن كلام الله مع اننا نتلوه ونتكلم به. فالجواب عن هذا ان يقال ان الكلام يضاف او فان الكلام انما يضاف حقيقة الى من قاله مبتدأ لا الى من قاله مبلغا مؤديا. بالتالي اذا ذكرت لك وقلت لك انما الاعمال بالنيات. هل هذا كلامي ام هو كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ اجيبوا يا جماعة ها؟ هذا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه هو الذي قاله ايش؟ مبتدأ. وانا انما ابلغه صح ولا لا؟ انا انما ابلغه. وكذلك اذا سمعت آآ مني خلقت الوفا لو دعيت الى الصبا لفارقت شيبي موجع القلب باكيا. اهذا كلام صالح ام كلام جيبوا هذا كلام المتنبي وليس وليس كلامي انا انما ماذا؟ انما ابلغه فقط لكم والا الكلام يضاف الى من قاله مبتدئا لا الى من قاله مؤديا فهذه قاعدة ايضا ينبغي ان تحفظ وهو كلام الله حروفه ومعانيه لا يجوز لاحد ان يقول ان المعنى هو كلام الله دون الحروف. ولا ان الحروف هي كلام الله دون المعنى بل الكلام انما هو مجموع الحروف والمعاني كما دلت على هذا اللغة الكلام عند العرب هو مجموع الامرين الحروف والمعاني فكلاهما هو او فهذان هما الكلام او منه ما يكون الكلام ليس كلام الله الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف. الله عز وجل اعلم. نعم. احسن الله اليكم وقد دخل ايضا فيما ذكرناه من الايمان به ومن من الايمان به وبكتبه ورسله الايمان بان المؤمنين يرونه يوم القيامة عيانا بابصارهم. كما يرون الشمس صحوا ليس دونها سحاب وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته يرونه سبحانه وهم في عرصات القيامة ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله سبحانه وتعالى. نعم هذا اه اخر ما تكلم به المؤلف رحمه الله في مبحث الاسماء والصفات وآآ كان متعلقا باثبات رؤية الله جل وعلا. ورؤية الله سبحانه فعل للعباد اه يكون بعد فعل لله وهو تجليه سبحانه وتعالى. فاذا تجلى الله جل وعلا رآه عباده وهذه الرؤية محلها في الاخرة. اما في الدنيا فان الله جل وعلا لا يرى. تعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا او تعلموا انه لن يرى احد منكم ربه حتى يموت. هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم. فالرؤية محلها في الاخرة وهي تكون في الاخرة في موضعين في عرصات القيامة وفي جنات النعيم نسأل الله جل وعلا ان نكون من اهلها الكلام في مسألة الرؤية كلام طويل لكن هذه هي الخلاصة ان اهل الايمان يرون الله جل وعلا عيانا انكم سترون ربكم عيانا بهذا اللفظ. قال صلى الله عليه وسلم كما وجه هذا البخاري فسنرى الله سبحانه وتعالى ان من جل وعلا علينا بفضله ورحمته عيانا بهذه الاعين التي في الرؤوس وهذا اعظم نعيم يلتذ به اهل الايمان وهو الذي يطمح اليه اهل الايمان في ويسعون سعيهم اليه واذا رأى المؤمنون ربهم سبحانه وتعالى في الجنة فان جميع اللذات تضمحل امام هذا فما اعطوا شيئا بعد هذا النعيم مثل هذا النعيم فنسأل الله جل وعلا ان نكون من اهله ثمة مباحث عدة تتعلق بمسألة الرؤية ولكن لا وقت للدخول فيها. انتقل المؤلف رحمه الله بعد ذلك الى اه الكلام عن اليوم الاخر ثم اتبعه بمسائل اخرى يعني حاول رحمه الله ان يجمع اصول الكلام في الاعتقاد فتكلم عن اليوم الاخر وتكلم عن آآ ما يتعلق بالقدر الايمان الصحابة ثم بعد ذلك مكملات ومتممات للاعتقاد. نعم. احسن الله اليكم ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فيؤمنون بفتنة طيب آآ الايمان باليوم الاخر ما هو وعرفه لنا الشيخ رحمه الله بانه الايمان بكل ما يكون بعد الموت كل ما يكون بعد الموت فانه مندرج تحت قولنا ايش؟ الايمان باليوم الاخر. وهذا يشمل ثلاثة مباحث. البرزخ والقيامة والجنة والنار. نسأل الله الجنة ونعوذ به من النار. هذه ثلاثة مباحث تلخص ما يتعلق باليوم الاخر. ثمة مبحث هو كالتمهيد الى ذلك ولكنه يكون في الدنيا لكنه تمهيد لما يكون في الاخرة وهو مبحث اشراط السعة فبناء على هذا نقول ان المباحث المندرجة تحت مباحث الايمان باليوم الاخر هي هذه الموضوعات الاربعة شراط الساعة والبرزخ والقيامة والجنة والنار نعم احسن الله اليكم. فيؤمنون بفتنة القبر وبعذاب القبر ونعيمه. فاما الفتنة فان يتعلق بالبرزخ هو الذي بدأ به المؤلف رحمه الله وتحت مبحث البرزخ آآ ثلاثة موضوعات رئيسة لم يشر المؤلف رحمه الله الى مبحث فيها. عندنا الضغطة او الضمة ضمة القبر. وجاءت فيها عدة واحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابتة فللقبر ضمة للميت ولو نجى منها احد لنجا منها سعد بن معاذ رضي الله عنه والمبحث الثاني مبحث فتنة القبر. والمبحث الثالث هو مبحث عذاب القبر ونعيمه. سيتكلم عن هذا رحمه الله نعم احسن الله اليكم فاما الفتنة فان الناس يفتنون في قبورهم فيقال للرجل من ربك وما دينك وما نبيك؟ ومن نبيك؟ فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت فيقول المؤمن الله ربي والاسلام ديني ومحمد نبيي واما المرتاب فيقول اه اه لا ادري سمعت الناس. طيب الرواية المشهورة هي ها وكذلك هي في بعض النسخ الواسطية وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم اه اه لكن الاكثر في الروايات هو ها ها نعم احسن الله اليكم لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته فيضرب بمرزبة من حديد فيصيح بزرزبة نعم المضبوطة طيب احسن الله اليكم فيضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل انس كل شيء الا الانسان ولو سمعها الانسان لصعق ثم بعد هذه الفتنة اما نعيم واما عذاب الى يوم القيامة الكبرى اه ما يتعلق بالفتنة الفتنة سؤال الملكين الميتا عن ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم وينقسم الناس حين ذلك الى القسمين المعروفين. يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت. ويضل الله الظالمين ونسأل الله ان نكون ممن يثبته سبحانه في ذاك الموقف العظيم وآآ هذه الفتنة فتنة عامة لجميع الامم وليست خاصة بامة محمد صلى الله عليه وسلم. وكل امة تسأل عن نبيها ما على هذا جماهير اهل العلم الذي يتولى هذه الفتنة من الملائكة جاءت تسميته كما عند الترمذي باسناد صحيح انهما المنكر والنكير. وجاء وصفهما بانهما اسودان ازرقان بعد ذلك نعيم او عذاب يكون هذا القبر اما محل نعيم لصاحبه واما محل عذاب لصاحبه نسأل الله العافية والسلامة والنعيم لاهل الايمان. والعذاب للكفار النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب ويكون العذاب ايضا لمن شاء الله عز وجل تعذيبه من العصاة. وهذا له اسباب اعظم سبب لذلك هو عدم التنزه عن البول. قال صلى الله عليه وسلم تنزهوا من البول فان عامة عذاب القبر منه فالمعاصي عموما مقتضية وسبب لعذاب القبر وثمة اسباب تفصيلية جاء التنصيص عليها اهم ما يتعلق وبها ما يتعلق بالتنزه او عدم التنزه من البول. نعم. احسن الله اليكم. ثم بعد هذه الفتنة واما عذاب الى يوم القيامة الكبرى فتعاد الارواح الى الاجساد. عندي الى ان تقوم القيامة الكبرى فتعاد الارواح الى الاجساد هذا هو المبحث الثاني من مباحث اليوم الاخر وهو القيامة و هذه القيامة او الساعة تبدأ بالنفخة الاخرى لاسرافيل عليه السلام حينما يأمره الله عز وجل بالنفخ في الصور. فاذا نفخ في الصور قام الناس لرب العالمين وبدأت القيامة اسأل الله اللطف في ذلك المقام و يكون البعث فالحشر. البعث احياء الله عز وجل. الموتى واخراجهم من قبورهم. ثم بعد كذلك يحشرون الى ارض المحشر وارض المحشر ارض سوى هذه الارض مبدلة يوم تبدل الارض غير الارض. وجاء وصفها عن النبي صلى الله عليه وسلم بانها ارض بيضاء عفراء كقرصة نقي ليس فيها ليس فيها معلم لاحد يحشر الخلائق اجمعون في ذلك في ذلك الموقف العظيم ويكون ما يذكر المؤلف رحمه الله بعضه فيما سيأتي. نعم. احسن الله اليكم وتقوم القيامة التي اخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله واجمع عليها المسلمون. فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة عراة غرلا وتدنو منه فاة بلا. نعال عراة بلا لباس غرلا. غير مختونين غورلاند جمع اغرن وهو غير المختون. تلك الجلدة التي قطعت عن رأس الذكر تعاد قول الله جل وعلا كما بدأنا اول خلق نعيده. نعم. احسن الله اليكم وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق تنصب الموازين فتوزن فيها اعمال العباد. فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون. من مواقف القيامة موقف الوزن حيث ينصب الله سبحانه وتعالى الميزان. وهو ميزان عظيم لو وزنت فيه السماوات والارض لوسعت كما جاء هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم عند الحاكم وهو ميزان دقيق يزن مثاقيل الذرة ونتيجة هذا الوزن هي التي يترتب عليها نتيجة الانسان نعيما او عذابا. نسأل الله عفوه واحوال الناس في الوزن منقسمة الى ثلاثة اقسام ذلك ان كل انسان توزن حسناته وسيئاته في كفتي الميزان هذا الميزان ميزان له كفتان كما دل على هذا حديث البطاقة المشهور فتوضع في احداهما الحسنات وتوضع في الاخرى السيئات ثم تكون الموازنة بينهما فالنتيجة اما ان تثقل الحسنات واما ان تخف الحسنات وتثقل السيئات فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون نعوذ بالله من هذه الحال. فاستكثر من الحسنات واقلل من السيئات. لعلك تكون من الناجين وثمة حال ثالثة وهي ان تتساوى الحسنات والسيئات وهذه كما صحت بهذا الاثار وعن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبين هذا ابن كثير رحمه الله في تفسيره وغيره هذه حال اصحاب الاعراف وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم. الاعراف مرتفع بين الجنة والنار. يوقف عليه هؤلاء الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم ما شاء الله ان اوقفوا ثم بعد ان يستقر اهل الجنة فيها واهل النار فيها يأذن الله سبحانه وتعالى بدخول هؤلاء الجنة لان رحمة الله سبقت غضبه. قال سبحانه ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون. نعم احسن الله اليكم وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال. فاخذ كتابه بيمينه واخذ كتابه بشماله او من وراء ظهره كما قال سبحانه وتعالى. وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا مواقف القيامة ايتاء الصحف صحف الاعمال التي كانت اه تكتب على الانسان في الدنيا فكل انسان يؤتى صحيفة عمله. ويؤمر بالقراءة ويكون هذا الكتاب منشورا ليس مطويا مفتوح امامك ويقرأ كل انسان قارئا كان في الدنيا ام لم يكن قارئا. وهذا فيه اظهار لعدل الله سبحانه وتعالى ويكون الانسان حجيجا على نفسه. اقرأ كتابك. كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. والناس متفاوتون في اخذهم لهذه الصحف اما اهل الايمان فياخذون صحائفهم من امامهم بايمانهم واما الكفار فيأخذون صحفهم بشمائلهم من وراء ظهورهم. والله اعلم كيف يكون ذلك. ولا حاجة بنا الى الخوض في هذه التفاصيل ويبقى ان هناك سكوتا عن حال العصاة الذين يشاء الله عز وجل تعذيبهم. كيف سيأخذون صحفهم؟ وهذا محل خلاف بين اهل العلم طويل والعلم والعلم عند الله عز وجل الله اعلم كيف سيكون حالهم؟ نعم. احسن الله اليكم ويحاسب الله الخلائق ويخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه كما وصف ذلك نعم. كما وصف ذلك في الكتاب والسنة. واما الكفار فلا يحاسبون محاسبة منتوزن وحسناته وسيئاته فانه لا حسنات لهم ولكن تعد اعمالهم فتحصى فيوقفون عليها ويقررون بها ويجازون عليها. الحساب موقف من مواقف القيامة الذي التي جاء عليها كثير من ادلة الكتاب والسنة المقصود بالحساب هو سؤال الله جل وعلا العبد عن اعماله وتذكيره وتقريره بها سؤال الله العبد عن اعماله وتقريره وتذكيره بها. وهو موقف عظيم لا شك. وهذا ينقسم الى قسمين عرض ومناقشة. اما العرض فهو الحساب اليسير. فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في صلاته قائلا اللهم حاسبني حسابا يسيرا هذا هو العرض وهو ان ينظر في كتابه ثم يتجاوز عنه. اما القسم الثاني فهو المناقشة نعوذ بالله من هذه الحال ونسأل الله ان لا نكون من اهلها. المناقشة هي الاستقصاء. والتدقيق على العبد مع عدم المسامحة نعوذ بالله وبين هذين القسمين قوله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح ليس احد يحاسب الا هلك فقالت عائشة رضي الله عنها اليس الله تعالى يقول فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا فقال عليه الصلاة والسلام انما ذلك العرض وليس احد يحاسب الا هلك. والحديث في الصحيحين وله روايات متعددة. فبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حال المناقشة. وان من نوقش الحساب فالنتيجة انه هالك كن معذب ولابد فمن الذي ادى حق الله الواجب عليه كاملا التقصير حاصل ولابد فالذي يدقق عليه ولا يسامح فالنتيجة الهلاك لا محالة نسأل الله السلامة والعافية. واما الاية فذلك هو الحساب الذي هو العرض ينظر في كتابه ثم يتجاوز عنه ويفسر هذا او يقرب فهمه ما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين وهو الذي ذكرته لك سابقا ان الله يدني اليه ويستره ويضع كنفه عليه ويقرره بذنوبه فيقول عملت كذا يوم كذا وكذا. والعبد يقول اعرف ربي اعرف ربي مرتين. فيقول الله جل وعلا سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم. هذا مع ملاحظة ان هناك طائفة من اهل الايمان يسلمون من الحساب ينجيهم الله عز وجل من هذا الموقف وما اعظمه من موقف. هناك طائفة من امة محمد صلى الله عليه وسلم. سوف ينجيهم الله جل وعلا من الحساب وهم سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. ومنهم عكاشة ابن محصن رضي الله تعالى عنه وصف هؤلاء بانهم الذين لا يكتوون. ولا يتطيرون. ولا يسترقون. وعلى ربهم يتوكلون ومن الله سبحانه وتعالى بفضله بزيادة على هذا العهد بزيادة على هذا العدد وهو ان يكون مع كل الف سبعون الفا. بل تفضل الله جل وعلا بفضل اوسع من هذا. كما في عند الامام احمد رحمه الله وجودة ابن حجر ابن حجر وغيره وهو انه انهم يكونون سبعون الفا ومع كل الف سبعون الفا وثلاث حثيات من حثيات ربي بكفه. نسأل الله عز وجل من فضله نعم. احسن الله اليكم وفي عرصات نعم عفوا واما الكفار فلا يحاسبون محاسبة منتوزا وحسنات وسيئات هل الكفار يحاسبون ام لا؟ ان كان المراد انهم يحاسبون محاسبة من له حسنات وسيئات بالتأكيد انهم لا يحاسبون هذه المحاسبة والسبب انهم يأتون يوم القيامة وليس لهم حسنة البتة الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. والكافر ان كان له حسنة فانه جاز عليها في الدنيا في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم ان الله ان الله لا يظلم مؤمنا حسنا. يجازى عليها في الدنيا ادخروا له في الاخرة واما الكافر فيجازى بحسنات ما عمل لله في الدنيا. حتى اذا لقي الله لم تكن له حسنة يجزى بها. النبي صلى الله عليه وسلم حينما سألته عائشة رضي الله عنها عن ابن جدعان وكان له اعمال خيرية في الدنيا كان له صدقات كان له صدقات وكان له عتاقات سألت النبي عليه الصلاة والسلام هل تنفعه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا لا تنفعه انه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين. كان مشركا كافرا بالبعث فلا تنفعه تلك الاعمال ويجعلها الله عز وجل هباء منثورا اما اذا اريد ان الكافر يحاسب من حيث كونه آآ تقرر او يقرر باعماله وتحصى عليه ويوقف عليها فهذا نعم وجاءت على هذا ادلة عدة وفيه اظهار لعدل الله سبحانه وتعالى ايضا ان هذه المحاسبة والموازنة يترتب عليها محل هذا الانسان من دركات العذاب نعوذ بالله لان الكفار كما تعلمون ليسوا على درجة واحدة. فمحلهم من العذاب بحسب اعمالهم في الدنيا. نعوذ بالله من حالهم. نعم. احسن الله اليكم وفي عرصات القيامة الحوض المورود للنبي صلى الله عليه وسلم ماؤه اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل انيته عدد نجوم السماء وطول شهر وعرضه شهر من يشرب منه شربة لا يظمأ بعدها ابدا. نعم. ايضا في عرصات القيامة يعني في مواقف القيامة عرصات جمع عرصة كتمرة والاصل ان العرصة هي المساحة من الارض وبعضهم يقول هي الفسحة التي تكون بين البيوت. فالشاهد ان في مواقف القيامة ايضا امر غيبي تكاثرت فيه الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. عشرات الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواها نحو من ثمانين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دلت على ان الله جل وعلا يكرم نبيه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة بهذا الحوض المورود بهذا المولد الكريم. الذي هو حوضه صلى الله عليه وسلم وترد عليه امته ويذاد عنه من يذاد من اهل الردة والاحداث ومن شاء الله عز وجل من العصاة. ووصفه كما ذكر المؤلف رحمه الله ان طوله شهر وعرضه شهر وان عرضه شهر و ان نواياه سواء وبالتالي هو حوض واسع كبير و ايضا هو حوض عظيم. ماؤه ابيض من اللبن او الورق او الثلج وابرد من الثلج وطعمه احلى من العسل ورائحته اطيب من المسك وانيته كعدد نجوم السماء او اكثر من عدد نجوم السماء ومن شرب منه شربة لا يظمأ بعدها احدا لا يظمأ بعدها ابدا ولا يسود وجهه ابدا. والحوض فيه مباحث عدة. آآ جاء التفصيل فيها في كلام اهل العلم ولا يسع الوقت للدخول فيها. المقصود ان هذا الحوض العظيم يشخب فيه ميزابان من من الكوثر النهر الذي وعد الله جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم به. نعم. احسن الله اليكم والصراط منصوب على متن جهنم وهو الجسر الذي بين الجنة والنار. يمر الناس عليه على قدر اعمالهم فمنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد. ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يخطف خطفا ويلقى ومنهم من يمر كركاب الابل ها؟ طيب ومنهم من يخطف خطفا ويلقى في جهنم فان الجسر عليه كلاليب تخطف الناس باعمالهم. فمن مر على الصراط دخل الجنة فاذا عبروا عليه. ايضا من مواقف القيامة الصراط. ذلك الموقف العظيم الذي هو حد فاصل بين اهل السعادة واهل الشقاوة الصراط في اللغة هو الطريق. والمراد به ذاك الجسر الذي يضعه الله سبحانه وتعالى على متن او على ظهر جهنم ويعبر عليه الناس وهذا الصراط جاء وصفه وصفه من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم بانه مدحضة مزلة يعني تكاد تستقر عليه الاقدام. وهذا من عظيم الابتلاء. بهذا الصراط ايضا هو صراط دقيق. دقيق كالشعر وحاد كالسيف كما بين هذا ابو سعيد الخدري رحمه رضي الله عنه كما في صحيح مسلم وايضا هذا الصراط على حافتيه كلاليب وخطاطيف تصيب من امرت به وايضا الله سبحانه وتعالى يرسل الامانة والرحم على جنبتي الصراط فيشهدان والله اعلم للمحق والقائم بحقهما ويشهدان على من كان بخلاف هذا. وفي ذاك الموقف العظيم الكل يسكت لا يجرؤ احد ان يتكلم البتة الا الانبياء والملائكة عليهم الصلاة والسلام. ولا يتكلم هؤلاء الا بجملة واحدة رب سلم رب سلم موقف عظيم والناس تلقى عليهم الظلمة ثم يعطون انوارهم بقدر اعمالهم منهم من يعطى نورا عظيما كالجبل بين يديه ومنهم من يعطى نوره عند ابهام قدمه. يضيء تارة ويطفأ تارة وفيما بين ذلك مراتب ثم الناس في سيرهم وقطعهم لهذا الصراط متفاوتون من حيث السرعة والبطء. كما بين هذا المؤلف رحمه الله منهم من يقطع هذا الصراط كلمح البصر كالطرف وهذا من اسرع ما يكون. لما كان مسارعا الى طاعة الله سبحانه وتعالى رزقه الله هذه السرعة العظيمة بالمرور على هذا الصراط فنجا بفضل الله ومنهم من يكون دون ذلك كالبرق كالريح ثم كجاويد ثم كالطير ثم كجاويد الخيل ثم كاجاويد الركاب ثم كالعدو ثم كالمشي ومنهم من يزحف كل ذلك بحسب ما كان عليه الانسان في الدنيا من المسارعة الى طاعة الله جل وعلا جزاء وفاقا ويبلغ الحال بالبعض الى انه يسحب سحبا نسأل الله السلامة والعافية والذين يمرون على الصراط هم المظهرون للاسلام. اما الكفار المظهرون للكفر فانهم يؤخذ بهم قبل ذلك الى النار ويبقى فقط المظهرون للاسلام يعني المبطنون للكفر وهم المنافقون والمبطنون للايمان ثم يمرون على الصراط فتكون النتيجة ان الناس ينقسمون الى ثلاثة اقسام. منهم الناجي المسلم الذي ينجو من السقوط في جهنم. ويسلم من هذه الخطاطيف والكلاليب لا تجرحه يسلم ويتجاوز هذا الامتحان العظيم ومنهم اتمنى ينجو مخدوشا مجروحا. هذا الذي يكلم ويصاب بهذه الكلاليب والخطاطيف تصيبه وتأخذ شيئا من لحمه. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فمخدوج به. يعني اصابته هذه الكلاليب ولكنه ينجو من السقوط. ومنهم الهاوي في جهنم والعياذ بالله. وهذان صنفان المنافقون والعصاة الذين لم يشأ الله العفو عنهم الذين زادت السيئاتهم على حسناتهم و لما يشهد الله عز وجل العفو عنهم ولم يأذن بشفاعته فيهم فهؤلاء هم العصاة المعذبون يسقطون من الصراط الى جهنم تأخذهم هذه الكلاليب عياذا بالله قال ومنهم من يخطف خطفا ويلقى في جهنم. نسأل الله السلامة والعافية الله المستعان. نعم احسن الله اليكم فمن مر على الصراط دخل فاذا عطروا عليه فاذا عبروا عن فمن مر على الصلاة احسنت احسن الله اليكم فمن من الصراط دخل الجنة فاذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض. فاذا هدبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة. احسنت. هذا موقف اه اخر وهو الوقوف على القنطرة والقنطرة بمعنى الجسر وهذا الموقف من اقل مواقف القيامة دليلا. واشهر دليل عليه حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري وفيه ان الناس اذا خلصوا من النار يعني عبروا الصراط فتجاوزوا النار من الوقوع فيها. يوقفون على قنطرة بين الجنة والنار. هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم وذلك ليقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا وهذا اقتصاص اخص من الاقتصاص الذي يكون في موقف والغاية من ذلك بينها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله فاذا هذبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة المقصود ان يحصل من هذا الاقتصاص التهذيب والتنقية لما في النفوس حتى يكونون في الجنة سليمين لبعضهم آآ ونزعنا ما في صدورهم من غل. اخوانا على سرر متقابلين واختلف العلماء في هذه القنطرة اهي جزء من الصراط مما يلي الجنة؟ او هي جسر مستقل يجعله الله عز وجل على كما يشاء فالاقرب والله اعلم من خلال القرائن المحيطة بالادلة انه جسر مستقل. القنطرة جسر مستقل سوى الصراط. والعلم عند الله عز وجل. نعم. اذا تجاوز المؤمنون هذا الجسر ايضا لم يبقى الا ان يدخلوا الجنة نسأل الله ان نكون منهم. نعم. قال المؤلف احسن اليكم واول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم. واول من يدخل الجنة من الامم امة نعم لا يدخل احد الجنة حتى يشفع محمد صلى الله عليه وسلم عند ربه باذنه فيأذن سبحانه وتعالى بدخول الجنة وهو عليه الصلاة والسلام اول من يدخلها واول من يدخله ومن الامم امته عليه الصلاة والسلام. فنحن السابقون الاولون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. نحن السابقون الى دخول الجنة وان كنا متأخرين في الامم. نحن في اخر الزمان ولكن الله جل وعلا من فضله ورحمته يجعل هذه الامة اول الامم دخولا الى الجنة. يقال اين الامة الامية ونبيها؟ فنحن الاولون نعم. احسن الله اليكم وله صلى الله عليه وسلم في القيامة ثلاث شفاعات اما الشفاعة الاولى فيشفع في اهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد ان يتراجع الانبياء. ادم ونوح وابراهيم موسى وعيسى ابن مريم عن الشفاعة حتى تنتهي اليه واما الشفاعة الثانية فيشفع في اهل الجنة ان يدخلوا الجنة وهاؤوا. فيشفع في اهل الجنة ان يدخلوا الجنة اتى وهاتان الشفاعتان خاصتان له. واما الشفاعة الثالثة فيشفع فيمن استحق النار وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم. فيشفع فيمن استحق النار الا يدخلها ويشفع فيمن دخلها يخرج منها ويخرج الله شعر المؤلف رحمه الله الى موقف من مواقف القيامة وهو موقف الشفاعة والكلام في الشفاعة كلام طويل. الشاهد انه ذكر رحمه الله ان للنبي صلى الله عليه وسلم في القيامة ثلاثة شفاعات اما الشفاعة الاولى فهي الشفاعة في فصل القضاء. وهي الشفاعة العظمى وهي المقام المحمود. حينما يعتذر الانبياء عنها ثم يقول محمد صلى الله عليه وسلم انا لها والشفاعة الثانية في دخول الجنة وثمة شفاعة ثالثة ايضا له صلى الله عليه وسلم بالاجماع هذه الشفاعات الثلاث ثابتة له بالاجماع ولم يشر اليها المؤلف وهي شفاعته في عمه ابي طالب ان يخفف عنه العذاب. سأل العباس رضي الله عنه النبي عليه الصلاة والسلام هل نفعت ابا طالب بشيء فانه فانه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال نعم هو في ضحضاح من النار ولولا انا لولا شفاعتي لكان في الدرك الاسفل من النار الشفاعة الثالثة والرابعة في من استحق النار الا يدخلها وفي من دخلها ان يخرج منها. اذا عندنا الشفاعة العظمى والشفاعة بدخول الجنة وعندت الشفاعة في ابي طالب. وعندنا الرابعة والخامسة الشفاعة فيمن استحق النار. الا يدخلها شفاعتي لاهل الكبائر من امتي والشفاعة فيمن دخل النار ان يخرج منها وهاتان الشفاعتان الاخيرتان له ولغيره صلى الله عليه وسلم من الشفعاء. الشفعاء في في الجملة ثلاثة اصناف الانبياء والملائكة والمؤمنون. وثمة تفاصيل لهؤلاء المؤمنين. يعني من اطفال المؤمنين ومن الشهداء الى غير ذلك وهناك شفاعة سادسة ثابتة في الصحيحين وهي الشفاعة في دخول من لا حساب عليه الجنة كما جاء في الصحيحين في الحديث الطويل في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فان النبي عليه الصلاة والسلام اذا رفع رأسه قال امتي فيقول الله جل وعلا ادخل من امتك ادخل من امتك من لا حساب عليه من الباب الايمن من ابواب الجنة وهم شركاء الناس في سائر الابواب ولا اعلم دليلا على ان غيره يكون له مثل هذه الشفاعة. فالاقرب والله اعلم انها خاصة له عليه الصلاة والسلام ايضا اذا يتحصل لنا ستة انواع للشفاعة تكون يوم القيامة. ويذكر بعض اهل العلم الشفاعة في قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم ان يدخلوا الجنة ولا اعلم لهذا دليلا صحيحا وكذلك الشفاعة في رفعة قوم من اهل الجنة فيها ولكن الدليل الذي استدل عليه او استدل به على هذا النوع يبدو والله اعلم انه متعلق بدعاء في الدنيا اللهم اغفر عبيد ابي عامر اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك. هذا دعاء من النبي عليه الصلاة والسلام في الدنيا. وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في بدعائه لابي سلمة اللهم اغفر لابي سلمة وارفع درجته في المهديين. فالذي يبدو والله اعلم ان ادراج هذا النوع في الشفاعات مع انه دعاء في الدنيا فيه نظر انما البحث في شفاعة يوم القيامة شفاعة تكون يوم القيامة والعلم عند الله جل وعلا المقصود ان البحث في الشفاعة بحث طويل يتناوله علماء الاعتقاد في مبحث الالوهية ويتناولونه ايضا في اليوم الاخر والشفاعة الاخروية تختلف اختلافا كليا عن الشفاعة المعهودة في الدنيا فان الشفاعة في الدنيا اه فان الشفاعة الاخروية تخالف الشفاعة الدنيوية من اوجه من اوجه عدة. وما اخطأ المشركون الا لجعلهم الشفاعة الاخروية من جنس الشفاعة الدنيوية وهذا ما تكرر في النصوص بيان انه غير صواب بل الشفاعة في في الاخرة ملك لله سبحانه وتعالى قل لله الشفاعة جميعا فهو الذي اه يوفق الشافع للشفاعة وهو الذي يوفق المشفوع له الذي يكون فيه اهلا للشفاعة وهو التوحيد والله عز وجل هو الذي يحرك قلب الشافعي ليشفع والله عز وجل هو الذي يأذن للشافع ان يشفع والله عز وجل هو الذي يأمر الشافع ان يشفع واشفع تشفع والله عز وجل هو الذي يتفضل بقبول الشفاعة بعد ذلك فعاد الامر منه واليه. الامر كله في شأن الشفاعة من الله سبحانه وتعالى واليه. انما اراد وعلا اكرام الشافعي بالشفاعة وان تكون سببا لرحمة المشفوع له. والبحث في هذا على كل حال بحث طويل نعم احسن الله اليكم ويخرج الله من النار اقواما بغير شفاعة بل بفضله ورحمته ويبقى في الجنة عمن دخلها من اهل الدنيا فينشئ الله لها اقواما فيدخلهم الجنة. نعم هذا من فضل الله سبحانه وتعالى ينشئ اقواما لها لان الله جل وعلا وعد ان لكل من الجنة والنار ملؤها ينشئ الله اقواما فيدخلهم الجنة برحمته سبحانه وتعالى. واشار قبل هذا الى ان الله يخرج من النار اقواما بغير شفاعة كما في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم شفعت الانبياء وشفعت الملائكة وشفعت الملائكة وشفع المؤمنون وبقيت شفاعتي وفي رواية وبقيت رحمة ارحم الراحمين. فيخرج من النار اناسا بغير شفاعة بل بمحض رحمته سبحانه وتعالى هؤلاء المخرجون من النار بالشفاعة او بمحض ارحم رحمة ارحم الراحمين يحملون الى الجنة وقد تفحموا ضبائر ضبائر يعني مجموعات مجموعات فيدخلون او يدخلون الجنة ويلقون على مقربة من نهر في الجنة يسمى نهر الحياة ويفيض عليهم اهل الجنة فينبتون. كما تنبت كما تنبت الحبة في حميل السيل. فينشئهم الله عز وجل انشاء اخر وهؤلاء اذا دخلوا الجنة يسمون الجهنميين. في الصحيح قال صلى الله عليه وسلم يخرج الله اناسا من النار بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فيدخلون الجنة يسمون الجهنميين. ولكن الله جل وعلا يمن عليهم بذهاب هذا الاسم بعد ذلك فيسمون عتقاء الرحمن او عتقاء الجبار. جاءت الرواية بهذا وبهذا. سمون بعد ذلك عتقاء الرحمن او الجبار والله عز وجل اعلم. نعم والعقاب والجنة والنار. وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من السماء. والاثار من العلم مأثور عن الانبياء وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي فمن ابتغاه وجده وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره والايمان بالقدر على درجتين كل تتضمن شيئين. فالدرجة الاولى الايمان بان الله تعالى علم ما الخلق عاملون به بعلمه القديم الذي هو موصوف به ازلا وابدا وعلم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال. ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق فاول ما خلق الله القلم. قال له اكتب اول ما خلق الله القلم. قال قال له اكتب فاول ما خلق الله القلم وقال له اكتب. نعم. ضم احسن الله اليكم. فاول ما خلق الله القال مقال له اكتب قال ما اكتب. قال اكتب ما هو كائن الى يوم قيامة فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه جفت الاقلام وطويت الصحف كما قال تعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير وقال ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير. وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع جملة وتفصيلا وقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء واذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات مات فيقال له اكتب رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد. ونحو ذلك فهذا القدر قد كان فهذا القدر قد كان ينكره غلاة القدرية قديما ومنكره اليوم قليل. واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله وقدرته الشاملة وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. وانه ما في السماوات والارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه لا يكون في ملكه الا ما يريد. وانه سبحانه كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات فما من مخلوق في الارض ولا في السماء الا الله خالقه سبحانه اخالق غيره ولا رب سواه؟ ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصية وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب غافلين ولا يرضى عن القوم الفاسقين ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم وللعبد قدرة على وللعباد قدرة على افعالهم ولهم ارادة والله خالقهم وخالق قدرتهم وخلق قدرتهم وارادتهم كما قال تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم. وما تشاء الا ان يشاء الله رب العالمين. وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الامة ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها. حكمها ومصالحها احسنت. هذه الجملة من كلام المؤلف رحمه الله. فيها بيان معتقدهم معتقدي اهل السنة في مسألة القدر والشرح والتفصيل لما ذكر الشيخ رحمه الله يحتاج منا الى ثلاثة ايام حتى نشرح هذا الكلام ولكن اقول قولا مجملا وهو ان معتقد اهل السنة والجماعة في باب القدر اهمه ثلاثة اصول اتمنى امن بها فانه يكون قد سار على طريقة السلف في مسألة القدر اولا يعتقد اهل السنة والجماعة ان كل ما يقع في هذا الكون فانه داخل في علم الله وكتابته ومشيئته وخلقه. هذه هي مراتب القدر الاربع التي اطبق عليها الانبياء واممهم واجمع عليها السلف الصالح وهذا ما فسره المؤلف رحمه الله فيما سمعت وهو قد جعل هذه المراتب في درجتين مرتبتان في درجة العلم والكتابة ومرتبتان في درجة وهي المشيئة والخلق وكانه اراد ان ينبهنا الى ان هذا القدر منه شيء متقدم ومنه شيء متأخر. المتقدم العلم والكتاب تاب والمتأخر المشيئة والخلق كما ان هذه كما ان هذا التقسيم في هاتين المرتبتين يبين لنا حال المخالفين فالقدرية الاوائل وهم الاسوأ. انكروا المرتبتين الاوليين ومن باب اولى يكونون منكرين الاخريين وهؤلاء هم الذين اتفق السلف على تكفيرهم. الذين يقولون ان الله عز وجل لم يعلم الاشياء. حتى فضلا عن ان يكون قد كتبها او شاءها او خلقها بخلاف المرتبتين الاخريين يعني في الدرجة الثانية. هاتان انكرهما القدرية المتأخرين من المعتزلة ومن لف لفه الاصل الثاني يعتقد اهل السنة والجماعة انه لا تعارض بين اثبات مشيئة الله لافعال العباد وخلقه لها وبين اثبات مشيئتهم وافعالهم هذه امور اربعة لم يوفق احد الى اعتقادها جميعا الا هذه الطائفة الناجية المنصورة الذين هم اهل السنة والجماعة. هم الذين وفقوا الى اعتقاد هذه الامور. الاربعة. ولانت نفوسهم بالتسليم لها. اولا ان افعال العباد راجعة الى مشيئة الله سبحانه وتعالى والله جل وعلا يقول ما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وثانيا ان افعال العباد مخلوقة لله. الله خالق كل شيء. كل شيء من الذوات والاعيان او من الصفات او من الافعال والحركات كل شيء الله جل وعلا خالقه وخلق كل شيء وقدره تقديرا والامر الثالث ان للعباد مشيئة وارادة بها يفعلون. قال سبحانه لمن شاء منكم ان يستقيم. فاتوا حرثكم انا شئتم والامر الرابع ان العبادة فاعلون حقيقة وان افعالهم تضاف اليهم اضافة حقيقية لا مجازية كما يزعم من يزعم من الجبرية. فهذه الاربعة سلم بها اهل السنة والجماعة لان الادلة قد دلت عليها جميعا اما الاصل الثالث والاخير ولم يشر اليه المؤلف رحمه الله ولكنني اذكره تتميما للفائدة يعتقد اهل السنة والجماعة ان الهداية والاضلال بيد الله جل وعلا فهو يهدي من يشاء نعمة منه وفضلا ويضل من يشاء حكمة منه وعدلا فاذا حققت الايمان بهذه الاصول الثلاثة وما تفرع عنها فانك تكون بتوفيق الله عز وجل قد عن النهج الصحيح السالم من خلل وخطل وخطأي الطرفين المنحرفين في باب وهما القدرية والجبرية. نعم احسن الله اليكم ومن اصول اهل السنة ان الدين والايمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان الجوارح وان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وهم مع ذلك لا يكفرون اهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما يفعله الخوارج. بل الاخوة الايمانية مع المعاصي كما قال سبحانه في اية القصاص فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف قال وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا تبغي حتى تفيئ الى امر الله. فان فائت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله ايحب المقسطين؟ انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم ولا يسلبون الفاسق الملي اسم الايمان بالكلية ولا يخلدونه في النار كما تقول المعتزلة. بل الفاسق يدخل في الايمان كما في قوله فتحرير رقبة مؤمنة. وقد لا يدخل في اسم الايمان المطلق كما في قوله تعالى انما المؤمن الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. وقوله صلى الله الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس اليه فيها ابصارهم حين ينتهبها هو مؤمن ونقول هو مؤمن ناقص الايمان او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته. فلا يعطى الاسم اطلق ولا يسلب مطلق الاسم بكبيرته. احسنت. هذه الجملة فيها بيان اعتقاد اهل السنة والجماعة في مسألة الايمان وايضا الكلام فيها على وجه التفصيل يطول كثيرا والخلاصة ان المسائل الاصول في باب الايمان عند اهل السنة والجماعة ترجع الى ثلاثة الاصل الاول هو ان الايمان قول وعمل وعلى هذا ادلة كثيرة بالعشرات من الكتاب والسنة وهو ما اجمع عليه سلف هذه الامة مراد اهل السنة بقولهم ان الايمان قول وعمل وما فصله المؤلف رحمه الله قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح مما امر الله سبحانه وتعالى به امر ايجاب او استحباب هذا هو الايمان فما يعتقد ايمان وما يتلفظ به باللسان ايمان وما تقوم به الجوارح اذا كان كل ذلك مما امر الله به امر ايجاب او استحباب كل ذلك ايمان والاصل الثاني ان الايمان يزيد وينقص وهذا ما جاء الدليل عليه في مواضع من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم واجمع عليه ايضا السلف الصالح ان الايمان يزيد وينقص والاصل الثالث ان اهل الايمان متفاوتون في ايمانهم ليس المؤمنون على درجة واحدة بل هم متفاوتون. وهم في الجملة على ثلاث مراتب المرتبة الاولى مرتبة كمال الايمان المستحب وهؤلاء هم اعلى المراتب المرتبة الثانية مرتبة كمال الايمان الواجب وهؤلاء دونهم وهذان الفريقان هم اهل الوعد المطلق واذا جاء الثناء على اهل الايمان فالمراد به هاتان الفئتان والصنف الثالث او المرتبة الثالثة هي مرتبة اصل الايمان وهؤلاء يندرجوا تحتهم العصاة من الموحدين يعني اصحاب الكبائر من المنتسبين الى هذا الدين وهؤلاء هم الذين يطلق عليهم علماء الاعتقاد اهل الوعيد. اهل الوعيد من العصاة هم هؤلاء. الذين معهم اصل الدين او كما يقول العلماء معهم مطلق الايمان. بخلاف اهل المرتبتين الاوليين فهؤلاء اهل الايمان المطلق وهذه المراتب قد جاءت الاشارة اليها في سورة فاطر لقول الله جل وعلا ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه منهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله واشار المؤلف رحمه الله الى معتقدي اهل السنة في شأن اهل الكبائر. قال ولا يسلبون الفاسق الملي اسم الايمان بالكلية ولا يخلدونه في النار الى اخره. معتقد اهل السنة والجماعة في شأن اهل الكبائر على وجه الخصوص. يتلخصوا في اربعة امور اولا ان الذنوب والمعاصي منقصة للايمان والتوحيد وصاحبها على خطر عظيم وثانيا ان العاصي او الفاسق بمعصيته فانه لا يكفر بل لا يزال في داخل الدائرة الاسلامية ثالثا انه في الاخرة تحت مشيئة الله جل وعلا. ان شاء عذبه وان شاء فعل. وان شاء عفا عنه وذلك بالنظر الى كل فرد فرد اما بالنسبة لمجموع العصاة فلابد من تعذيب طائفة منهم لتتحقق احاديث الوعيد التي فيها ان اناسا يعذبون يوم القيامة اما بالنظر الى الى كل فرد فرد فان كل احد تحت مشيئة الله المسألة او الامر الرابع ان العاصي ان عذب فانه لا يخلد في النار. يكون عذابه عذابا قتى ولا يكون عذابه عذابا مخلدا. مؤبدا هذه خلاصة معتقد اهل السنة والجماعة في حق هؤلاء العصاة فهؤلاء العصاة لا يعطون الاسم الشريف وهو الايمان او الايمان المطلق وانما يكون لهم مطلق الايمان فيسمى فاسقا يسمى مسلما يقال فيه انه فاسق بكبيرته اما اهل الايمان اذا اطلق هذا الوصف لمقام الثناء فلا يطلق الا على اهل الايمان المطلق الذين هم اصحاب كمال الايمان الواجب او المستحب. الله اعلم. نعم. احسن الله اليكم باهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما وصفهم الله به في قوله تعالى والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعلنا في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احد ولا نصيفه ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والاجماع من فضائلهم ومراتبهم ويفضلون من انفقهم من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من انفق من بعد وقاتل ويقدمون المهاجرين على الانصار يؤمنون بان الله قال لاهل بدر وكانوا ثلاثمئة وبضعة عشر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. وبانه لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بل لقد رضي الله عنهم ورضوا عنه وكانوا اكثر من الف واربعمائة. ويشهدون بان يشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة كالعشرة وثابت وثابت ابن قيس ابن وغيرهم من الصحابة ويقرون بما تواتر به النقل عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله وعن هو عن غيره من ان خير هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي رضي الله عنهم. كما دلت عليه اثار وكما اجمع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة. مع ان بعض اهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان علي رضي الله عنهما بعد اتفاقهما على تقديم ابي بكر وعمر ايهما افضل. فتقدم قوم فتقدم قومه او فقدم. اضبطوا عندي فتقدموا. لا قدر. فقدم قوم عثمان وسكتوا وربعوا بعلي او اربعين او ربعوا بعليم وقدم قوم عليا وقوم توقفوا لكن استقر امر اهل السنة على تقديم عثمان قال ثم علي وان كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي ليست من الاصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور اهل السنة لكن التي يضلل فيها مسألة الخلافة. وذلك انهم يؤمنون ان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي. ومن طعن في خلافة احد من هؤلاء فهو اضل من حمار اهله ويحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم اذكركم الله اذكركم الله الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي. وقال ايضا للعباس عمه وقد اشتكى اليه ان بعض وقريش يشفوا بني هاشم فقال والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي. وقال ان الله اصطفى بني اسماعيل واصطفى من نبي مصطفى ان الله اصطفى بني اسماعيل واصطفى من بني اسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريش واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ويتولون ازواج النبي صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين ويؤمنون بانهن ازواجه في الاخرة. خصوصا خديجة رضي الله عنها ام اكثر اولاد واول من امن به وعاضده على امره. وكان لها منه المنزلة العالية والصديقة بنت الصديق رضي الله وعنها التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ويتبرأون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقة النواصب الذين يؤذون اهل البيت بقول او عمل ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويقولون ان هذه الاثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب. ومن منها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه والصحيح منه هم فيه معذورون. اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون وهم مع ذلك لا يعتقدون ان كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الاثم وصغائره بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم من السوابط والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم ان صدر حتى انهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم. لان لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم خير القرون وان المد من احدهم اذا تصدق به كان افضل من جبل احد ذهبا ممن بعدهم ثم اذا كان قد صدر من احد منهم ذنب فيكون قد تاب منه او اتى بحسنات تمحوه او غفر له بفضل او بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هم احق الناس بشفاعته او ابتلي ببلاء في دنيا كفر به عنه فاذا كان هذا في الذنوب المحققة. فكيف الامور التي كانوا فيها مجتهدين ان اصابوا فلهم اجران وان اخطأوا فلهم اجر واحد. والخطأ مغفور. ثم ان القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الايمان بالله ورسوله. والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح. ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم به من الفضائل علم يقينا انهم خير الخلق بعد الانبياء لا كان ولا يكون مثلهم وانهم الصفوة من قرون هذه الامة التي هي خير الامم مر. التي هي خير الامم واكرمها على الله جل شأنه. احسنت. بارك الله فيك. هذه الجملة الحسنة المستطابة من كلام مؤلف رحمه الله بينت اعتقاد اهل السنة والجماعة في حق اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم الكلام من الصحابة كلام تبتهج به النفوس فاهل السنة والجماعة يكنون المحبة والتقدير و التكريم لهؤلاء الصفوة من هذه الامة رضي الله عنهم وارضاهم والكلام في هذا الموضوع كلام طويل والمباحث التي ساقها المؤلف رحمه الله مباحث طويلة ولكن خلاصة كلام اهل السنة والجماعة في موضوع الصحابة رضي الله عنهم مما ساق المؤلف رحمه الله وغيره ايضا من علماء اهل السنة يرجع الى عشر مسائل المسألة الاولى محبتهم رضي الله عنهم في الله ولله واية الايمان حب الانصار. واية النفاق بغض الانصار والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ثانيا اعتقاد فضلهم وعدالتهم وانهم صفوة الامة واكرمها. واقربها الى الحق والصواب. والادلة في فضل الصحابة شيء كثير جدا والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار. والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار فيها ابدا فهذا فضل عظيم. ويكفينا قوله صلى الله عليه وسلم الذي يقف الانسان امامه متعجبا بهذا الفضل العظيم لا تسبوا اصحابي فلو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيبه المد او نصف المد صدقة من احدهم تعدل ان تتصدق بهذا الجبل العظيم الذي تراه ذهبا والله لا يبخسك حقك لكنه فضله يؤتيه من يشاء هذا ثواب الصدقة فكيف بما هو اعظم؟ من التوحيد والصلاة والجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذلك الفضل من الله وكفى بالله على الايمان. الجملة الاخيرة التي ختم بها المؤلف رحمه الله من محاسن هذه العقيدة وحبذا لو حفظها طالب العلم. ومن نظر في سيرة القوم بعلم وعدل وبصيرة وما من الله به عليهم من الفضائل علم يقينا انهم خير الخلق بعد الانبياء. لا كان ولا يكون مثلهم وصدق وبر رحمه الله في هذه الجملة ثالثا اعتقاد تفاضلهم بحسب ما جاء في النصوص والقاعدة عند اهل السنة ان كل الصحابة فاضل مع ان بعضهم افضل من بعض وافضل الصحابة العشرة وافضل العشرة الاربعة وافضل الاربعة الشيخان وافضل الشيخين ابو بكر ثم بعد العشرة اهل بدر ثم اهل احد ثم اهل بيعة الرضوان وبعض اهل العلم يقدم اهل بيعة الرضوان على اهل احد. والمهاجرون في الجملة افضل من الانصار لانهم جمعوا بين الهجرة والنصرة فالتفاضل بينهم مما يجب ان نعتقده والامر الثالث ذكرهم بالخير والثناء عليهم ونشر محاسنهم وهذا فرع عن صادق محبتهم الامر الخامس الترضي والترحم عنهم والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. وقد استقر الامر عند اهل السنة والجماعة انهم اذا ذكروا الصحابة جماعة او فرادى ترضوا عنهم فكأن هذا الدعاء صار خاصا بهم رضي الله عنهم وكيف لا يكون ذلك كذلك؟ وقد رضي الله عنهم وابان لنا عن انه رضي عنهم سبحانه وتعالى الامر السادس بغض من يبغضهم وعداوته في الله جل وعلا واوثق عرى الايمان الحب في البغض الحب في الله والبغض في الله الامر السابع الشهادة لهم برحمة الله وجنته عموما والشهادة لهم تعيينا لمن عين في الكتاب والسنة. كالعشرة المبشرين بالجنة. وبلال وثابت بن قيس وامهات المؤمنين وغيرهم الامر الثامن السكوت عما شجر بينهم من فتنة وقتال والصحابة رضي الله عنهم قد كان بينهم ما كان مما قدره الله وشاءه لحكمة بالغة حصل بين بعضهم مقتلة في معركتين في الجمل والصفين واهل السنة اذا بلغوا هذا الموضع طووه وما توقفوا عنده والنبي صلى الله عليه وسلم يقول واذا ذكر اصحابي فامسكوا واطبق علماء اهل السنة على لزوم الكف وعدم الخوض فيما شرب شجرة بين الصحابة دع ما جرى بين الصحابة في الوغى بسيوفهم يوم التقى الجمعان فقتيلهم منهم وقاتلهم لهم وكلاهما في الحشر مرحمان والخوض في هذا الموضوع لا يثمر ولا يفيد شيئا لا في علم ولا عمل. ومن حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه. تركه ما لا يعنيه فكيف واكثر ما روي في هذا الباب مكذوب او ضعيف. ويخشى للخائض فيه. الا يسلم قلبه منا ان يقع فيه شيء على احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسد الذرائع اصل شرعي. الامر التاسع هو غض الطرف عن عيوبهم وما يروى في مساوئهم وهذا الذي يروى بخلاف المعهود من حالهم منا الاستقامة والصلاح والخير العظيم. هذا الذي يروى في كتب التاريخ والسير لا يخلو من ثلاثة او لا يخلو من ثلاث احوال اولا الا يكون صحيحا وهذا هو الغالب وهذا قد كفينا مؤنته فهو مردود بحمده والثاني ان يصح ولكن له محمل حسن ظاهر واذا كان احسان الظن باحاد المؤمنين مطلوبا فكيف بالصحابة فهذه المواقف او الوقائع تحمل على احسن المحامل ويحسن الظن بهم رضي الله عنهم الامر الثالث ان يصح ذلك ولا يعلم اه توجيه له فيظن فيهم انهم فعلوه باجتهاد او غفلة او نسيان. ومهما يكن من شيء فنحن نعتقد فضل الصحابة ولا نعتقد عصمتهم. واذا تحقق من احدهم انه وقع شيئا مما ليس له ان الواقعة اه ان ذلك يكتنفه خمسة امور. ذكرها شيخ الاسلام رحمه الله فيما سمعت وهو ايضا من الكلام الحسن النافع لطالب العلم. حيث قال رحمه الله احسن الله اليكم. نعم. دقيقة ثم اذا كان قد صدر من احدهم ذنب فيكون قد تاب منه هذا واحد او اتى بحسنات تمحوه او غفر له بفضل سابقته او بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هم احق الناس بشفاعته. او ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه هذه خمسة اسباب للمغفرة لابد ان يصيب الصحابية هذه الامور الخمسة او واحد منها على الاقل هذا الذي ينبغي ان يظن في الصحابة رضي الله عنهم عاشرا واخيرا الاقتداء بهم. والسير على منوالهم والنهج على طريقتهم السابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان. رضي الله عنهم ورضوا عنه. عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي هذه خلاصة ما يتكلم فيه اهل السنة والجماعة في موضوع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ويبقى ما اشار اليه مؤلف رحمه الله من حق اهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام على الصحابة. وهذا الموضوع يتقاطع مع موضوع الصحابة في حق من كان جامعا بين الصحبة اه كونه من اهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام. واما من كان دون ذلك فلهم حق اخر سوى حق سوى سوى حق الصحبة وهذا الوصف ال البيت او اهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام وصف ينطبق على ثلاثة اصناف اولا ذرية النبي عليه الصلاة والسلام وذريتهم وليس هناك عقب لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذريته الا من طريق فاطمة ومن طريق الحسن والحسين ابني فاطمة وهذه الذرية اه والدوحة الكريمة باقية الى اليوم والله سبحانه وتعالى قد بارك فيها المرتبة او الصنف الثاني عفوا هم ازواج النبي صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين وهن احدى عشرة توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تسع منهن والصنف الثالث هم قرابته. الذين هم بنو هاشم. فهؤلاء جميعا يطلق عليهم اهل او اهل البيت او ال بيت النبي عليه الصلاة والسلام واهل السنة والجماعة يعتقدون فضلهم ويحبونهم ويتولونهم ويقبلون من محسنهم ويتجاوزون عن مسيئهم. ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال اذكركم الله في لاهل بيتي وكل ذلك وفق الميزان الشرعي الذي لا غلو فيه ولا شطط. وكيف لا يحب السني المؤمن الصادق من كان يتصل بنسب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم انت اذا رأيت احدا من ابناء صديق لك توفي مثلا فانك تجد ميلا وحنينا اليهم او ابناء لشيخ درست عنده واستفادت منه هؤلاء ابناؤه فانت تحبهم وتقدرهم لاجل ابيهم. فكيف بمن يتصل بهذا السبب والنسب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف لا يحب هؤلاء ويقدرون؟ مع ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من تذكير بالقيام بحقهم والله اعلم. نعم. احسن الله اليكم. ومن اصول اهل السنة والجماعة التصديق قامات الاولياء وما يجري الله على ايديهم من خوارق العادات في انواع العلوم والمكاشفات. وانواع القدرة تأثيرات الكل كالك المأثور عن سالف الامم في سورة الكهف وغيرها وعن صدر هذه الامة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الامة وهي موجودة فيها الى يوم القيامة. نعم تصديق بكرامات الاولياء. مما يعتقده اهل السنة والجماعة وها هم فيه وسط بين المنكرين والمبالغين. وهذه الكرامات تنقسم الى هذين القسمين المذكورين. منها كرامات ان ترجعوا الى انواع العلوم والمكاشفات ومنها ما يرجع الى انواع القدرة والتأثيرات والبحث في الكرامات على كل حال يطول نعم. احسن الله اليكم. ثم من طريقة اهل السنة والجماعة اتباع اثار رسول الله صلى الله عليه سلم باطنا وظاهرا واتباع سبيل السابقين الاولين. من المهاجرين والانصار واتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور. فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. ويعلمون ان اصدق الكلام كلام الله وخير الهدي وهدي وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم فيؤثرون كلام الله على غيره من كلام اصناف الناس ويقدمون هدي محمد صلى الله على عليه وسلم على هدي كل احد. ولهذا هذا سموا اهل الكتاب والسنة وسموا اهل الجماعة لان الجماعة هي الاجتماع وضدها الفرقة. وان كان لفظ الجماعة قد صار أسما لنفس القوم المجتمعين والإجماع هو الأصل الثالث الذي يعتمد في العلم والدين فهم يزنون يزنون بهذه الاصول الثلاثة جميعا ما عليه الناس من اقوال واعمال باطنة وظاهرة مما له بالدين والاجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح اذ بعدهم كثر الاختلاف وانتشرت امة ثم هذه ثم هم مع هذه الاصول يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة. ويرون اقامة الحج والجهاد والجمع والاعياد مع الامراء ابرارا كانوا او فجارا ويحافظون على الجماعات ويدينوا بالنصيحة للامة ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه وقوله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ويأمرون بالصبر على البلاء والشكر عند الرخاء والرضا ويأمرون بالصبر على البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء ويدعون الى مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال. ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا. ويندبون الى ان تصل من قطعك وتعطي من حرم وتعفو عمن ظلمك ويأمرون ببر الوالدين وصلة الارحام وحسن الجوار والاحسان الى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة عن على الخلق بحق او بغير حق ويأمرون بمعالي الاخلاق وينهون عن سفسافها. وكل ما يقولونه او يفعلونه من هذا او غيره فانما هم فيه متبعون الكتاب والسنة. وطريقهم هي دين الاسلام الذي بعث الله به محمد صلى الله عليه وسلم لكن لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان امته ستفترق على ثلاث سبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة. وفي حديث عنه انه قالهم من كان على ما انا اعليه اليوم واصحابي صار المتمسكون بالاسلام المحض الخالص عن الشوق هم اهل السنة والجماعة وفيهم الصديقون والشهداء والصالحون وفيهم اعلام الهدى ومصابيح الدجى اولو المناقب المأثورة فضائل المذكورة. وفيهم الابدال وفيهم ائمة الدين الذين اجمع المسلمون على هدايتهم رايتهم وهم الطائفة المنصورة التي قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة. فنسأل الله العظيم ان ان يجعلنا منهم والا يزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا ويهب لنا من لدنه رحمة انه هو الوهاب. والحمد لله وحده وصلاته على خير خلقه محمد واله وصحبه وسلامه. اللهم صلي على محمد واله وسلم جزاك الله خير ختم المؤلف رحمه الله هذه الرسالة العظيمة بالكلام الذي سمعت ويشتمل على امرين بيان منهج اهل السنة والجماعة في التلقي والاستدلال. والثاني بيان متممات ومكملات الاعتقاد في العلم والعمل والتزكية. و الامر الاول مضى شيء من الكلام فيه في الدرس الاول وما بعده و اما الشطر الثاني ايراده في ختام هذه العقيدة النافعة من احسن ما يكون. كأن الشيخ رحمه الله اه يبين لنا ان الاعتقاد الصحيح يثمر تزكية النفوس ومحاسن الاخلاق. ان الاصول الطيبات لها فروع زاكية والايمان يا اخوتاه قول وعمل. ليس الايمان شيئا نظريا. بل هو شيء واقعي. و هذا القلب ان كان صالحا لابد ان تظهر اثاره على الجوارح الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. ثم كأن الشيخ رحمه الله ايضا ينبهنا معشر طلاب العلم والدعاة الى الله ان بالاخلاق تنتشر العقيدة الصحيحة. من اعظم اسباب نشر الدعوة وبث الخير وبيان الحق. وان يتحلى دعاة السنة وحملتها محاسن الاقوال ومحاسن الاعمال ويتحلون بهذه الامور العالي بهذه الامور العالية ويتنزهون عن سفساف الامور. فالله جل وعلا يحب معالي الامور ويكره سفسافها يعني الرديء والحقير من الاخلاق والاعمال المقصود ان ما ذكره الشيخ رحمه الله حري بنا ان نتأمل وان نقف عند وهو بحمد الله وان كان ثمة تفصيلات تحتاج الى شيء من البيان ولكن آآ فقد ازف الموعد الذي علينا ان نقف عنده ونرجو الله جل وعلا ان آآ يجعل فيما قيل وصنع بهذه الدروس الخير والفائدة وان يثقل بهذا ميزان المتكلم والسامع. واعود مؤكدا ومكررا لما قلته ابتداء. مثل هذه العقيدة العظيمة التي هي من احسن متون الاعتقاد عند اهل السنة والجماعة. حرية بالدراسة والتأمل في وقت مديد. ومع تفصيل وتدقيق حتى يحصل الانسان على الفائدة وهذا موجود بحمد الله في دروس كثيرة مسموعة ومكتوبة وعلى طالب العلم ان ينتقي منها ما اه يستفيد منه ان شاء الله ولا سيما الدعاة والداعيات. هم احوج الناس الى بضبط هذه العقيدة وحسن تأملها مع جمعها الى كتاب التوحيد. فالجمع بين دراسة هذين المتنين من احسن ما يكون ومن انفع ما يكون ومن انفع ما يكون لطالب العلم. كتاب التوحيد تضبط به مسائل توحيد الالهية ثم بقية المسائل العقدية تضبطها من خلال الواسطية. فتجمع الخير الكثير باذن الله ولا يفوتك الا شيء قليل اه مع الوقت واستمرارك في طريق الطلب تصل اليه ان شاء الله جل وعلا. انما هذه المجالس كان فيها مدارسة ومذاكرة والماحه والمام بشيء مما ذكر الشيخ رحمه الله لكننا لم نعطي هذا المثنى حقه دون شك ولكن نسأل الله جل وعلا ان يتقبل ويغفر ويتجاوز ونسأله كذلك سبحانه وتعالى ان يملأ قلوبنا بحبه والسنتنا بذكره وان يوفقنا لطاعته وان يستعملنا في مراضيه. وان يجعلنا من جنده ومن انصار دينه