بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الله اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين والمستمعين وعموم المسلمين. قال المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتابه القواعد الاربع بسم الله الرحمن الرحيم اسأل الله اسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يتولاك في الدنيا والاخرة. وان يجعلك مباركا اينما كنت وان يجعلك ممن اذا اعطي شكر واذا ابتلي صبر واذا اذنب استغفر. فان هؤلاء الثلاثة عنوان السعادة. اسكت. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد. فهذا المجلس هو في مدارسة بمتن عظيم من متون علماء اهل السنة والجماعة في باب التوحيد الا وهو القواعد الاربع الامام المجدد امام الدعوة الاصلاحية الشيخ محمد ابن عبد محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله رحمة واسعة. وهذا الدرس كما تعلمون وقته ضيق اتجاوز كثيرا من المسائل الفرعية لاصل الى المقصود وهو فهم مراد الشيخ رحمه الله بهذه القواعد التي ذكرها وهذا المتن يا اخوة من اهم المتون في فهم توحيد عبادة ومعرفة ضلال المخالفين. وكيفية الرد عليهم. هذا المتن متن نافع جدا الشيخ رحمه الله كرر هذه المسائل الاربع في عدد من اه فتاويه ورسائله وهذه التي بين ايدينا هي التي اشتهرت وطبعت والا فالشيخ رحمه الله له كلام نحو هذه الرسالة في بيان هذه القواعد الاربع. و تأليف الشيخ رحمه الله لها كان نابعا عن رغبة في افهام التوحيد وكيفية الرد على المخالفين. والشيخ رحمه الله عالم داعية فهو يعرف مداخل المخالفين. وان هناك شبهة يلبسون بها. فاراد بعد ان قرر التوحيد ومسائل اجمالا وتفصيلا في مؤلفات ورسائل عديدة اراد ان يوضح اشكالات يشبه بها ويلبس بها اعداء التوحيد. حتى يكون حتى يكون الموحد على معرفة راية بها. فالشيخ رحمه الله ما كتب هذه الرسالة عن ترف علمي. وانما عن حاجة ماسة وجد انه لابد من التنبيه على هذه المسائل حتى يتضح التوحيد وحتى لا يلبس الملبسون على اهل التوحيد ذلك سيأتي معنا ان شاء الله في ان كل قاعدة من القواعد التي ذكرها الشيخ اراد ان يرد بهذه القاعدة على شبهة يلبس بها من يلبس فيقول لك تنبه. هذا الذي يذكرونه باطل والدليل كذا وكذا هذه الرسالة رسالة عظيمة واحسن من ينتفع بها هو الذي يدرسها بعد ان يفهم التوحيد. كل من يقرأ هذه الرسالة سيستفيد ان شاء الله. لكن الفائدة المرجوة و الفائدة الكبرى فيما اظن ستكون لمن درس هذه الرسالة بعد ان يكون قد فهم التوحيد. يعني فدرس ثلاثة الاصول درس كتاب التوحيد. الان فهم التوحيد. يبقى الان ان يكون على دراية بكيفية الجواب عما يلبس به اعداء الله. لا تظنوا لا تظنن ان المسألة سهلة اعداء الله جل وعلا لهم شبه ولهم علوم ولهم تلبيسات كثيرة. فالامر عظيم تحتاج الى ان تعرف التوحيد والحق بتفاصيله وان تعرف الشرك والباطل بتفاصيله ايضا حتى يمكنك الرد عليه وبهذا يتخذ الانسان سبب النجاة. ان يعلم الحق بتفاصيله فيلتزمه. وان يعلم الباطل بتفاصيله فيجتنبه وبالتالي لا تلتمس عليه الامور. واذا كان هناك حاجة ماسة لدراسة هذه الرسالة في السابق فنحن اليوم احوج ما نكون الى هذه الدراسة نظرا لان هذه الشبه هي اليوم اكثر انتشارا واكثر تلبيسا وآآ من قبل اعداء التوحيد زخرفتها ففهمها واتقانها من الاهمية من لمن اراد ان يسلم توحيده ويكون على سبيل نجاة بتوفيق الله سبحانه وتعالى بدأ المؤلف رحمه الله كما هي عادته في كثير من رسائله رحمه الله بالدعاء القارئ هذه الرسالة فقال اسأل الله الكريم رب العرش العظيم توسل الى الله جل وعلا سبحانه الكريم وبربوبيته آآ العرش العظيم وانه رب العرش العظيم. ان يتولاك في الدنيا والاخرة ان يجعلك مباركا اينما كنت. ومن فاز بهذا فاز بحظ عظيم. وان يجعلك ممن اذا اعطي شكر واذا ابتلي صبر واذا انا باستغفر فان هؤلاء الثلاثة عنوان السعادة. وهذه المقدمة اه كانها مستفادة من مقدمة ابن القيم رحمه الله لكتابه الوابل الصيب فان الشيخ كما تعلمون كان عظيم العناية بكتب الامامين الجليلين ابن تيمية وابن القيم رحمه الله ورحمهما الله. هذه الامور الثلاثة التي ذكرها هي فعلا عنوان السعادة وامارة التوفيق. وهي انه اذا اعطي اذا اعطي شكر والشكر على النعمة يتحقق بثلاثة اركان. باعتراف قلبي وثناء لساني وعمر ابن الجوارح بهذه النعمة في مرضات الله جل وعلا. وآآ قال اذا ابتلي صبر الصبر على البلاء هو كف القلب واللسان والجوارح عما لا ينبغي عند نزول المصيبة وان كان كذلك فانه يكون قد حقق الصبر على البلاء. قال واذا اذنب والاستغفار سؤال المغفرة وطلب المغفرة والله جل وعلا هو الذي يغفر الذنوب ومن يغفر الذنوب الا الله والاستغفار الكامل هو الذي يتواطأ عليه اللسان والقلب مع العزم على عدم العود الى الذنب والندم عليه استغفار الكامل الذي وعد بمغفرة الذنوب لمن اتى به وهو ان يكون قد وفي الحقيقة مرادف لمعنى التوبة. اما اذا جمعا معا في نص واحد فيحمل الاستغفار على ما في اللسان ويحمل او وتحمل التوبة على ما في القلب اما الاستغفار الذي يكون باللسان فحسب ولكن لا يجامعه ندم ولا عزم على العود فان هذا سؤال ودعاء. ولكن لا يترتب عليه الوعد الذي جاء للمستغفرين والدعاء بكل حال نافع لمن دعا. نعم. احسن الله اليكم. اعلم ارشد الله لطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فاذا عرفت ان الله خلقك لعبادته فاعلم ان العبادة لا تسمى عبادة الا مع التوحيد كما ان الصلاة لا تسمى صلاة الا مع الطهارة. فاذا دخل الشرك في العبادة فسدت الحدث اذا دخل في الطهارة كما قال الله تعالى ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد شاهدين على انفسهم بالكفر اولئك حبطت اعمالهم وفي النار هم خالدون. احسنت قال رحمه الله اعلم هذه الكلمة ياتي بها الشيخ وغيره من اهل العلم للتنبيه على اهمية ما سيأتي بعدها. ولا يزال الشيخ يسلك الجادة المعروفة عنده وهي الدعاء للقارئ ومعلوم ما في هذا الاسلوب من استمالة قلبه وآآ اشعارهم بان هذا الذي كتب هذه الرسالة يريد الخير يريد النصح ويحب الهداية للناس. قال ان الحنيفية ملة ابراهيم. ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين هذه هي الحنيفية. وهذه هي ملة ابراهيم. والملة هي الدين. هذا الدين الذي كان عليه ابراهيم عليه السلام وهو ما امر باتباعه نبينا محمد صلى الله صلى الله عليه وسلم. ثم اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا. وهو ما امرنا نحن معشر هذه الامة باتباع كل صدق الله. فاتبعوا ملة ابراهيم حنيفة وما امر النبي صلى الله عليه وسلم باتباع ملة احد من الانبياء سوى ابراهيم عليه السلام. وابراهيم عليه السلام شأنه شأن عظيم. فهو خير البشر وافضل على الاطلاق بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. خليل الله اتخذه الله خليلا وكذلك اتخذ نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم خليل. ابراهيم عليه السلام هو الذي جاء ربه بقلب سليم. ابراهيم عليه السلام هو الذي قال له ربه اسلم. قال اسلمت لرب العالمين. هو الذي كان قلبه للرحمن. وكان ولده للقربان. وكان ما له للضيفان فشأن ابراهيم شأن عظيم. وملته هي حقيقة التوحيد هي زبدة الرسالة ولا يميل عنها ويرغب الا من سفه نفسه. فهذه الملة العظيمة التي امرنا باتباعها بينها الشيخ رحمه الله بقوله ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين. ان هنا قلبك وجوارحك لله رب العالمين. تنبعث كل دوافع قلبك وان يكون منتهى قصدك. لله جل وعلا. وآآ ان تحقق المحبة والخوف والرجاء والرغبة والقصد لله رب العالمين. فتكون الا كما تكون بالله. هذه هي حقيقة الملة الحديثية. وآآ هذه الملة هي التي امر الله جل وعلا بها جميع الناس. من اولهم الى اخرهم كل الناس مأمورون بهذه الملة من خلاص التوحيد لله جل وعلا. ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين وهذه هي الحكمة التي خلق الله جل وعلا الخلق لها وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون قال رحمه الله فاذا عرفت ان الله خلقك لعبادته فاعلم ان العبادة لا تسمى عبادة الا مع التوحيد كما ان الصلاة لا تسمى صلاة الا مع الطهارة. يريد رحمه الله ان العبادة المعتدة بها العبادة التي تنفعك. وحق ان تسمى عبادة هي التي تقترن بالتوحيد بمعنى ان تكون عبادة يخلص فيها العابد لله جل وعلا. هذه هي التي تسمى عبادة حقا. اما عبادة لا تقترن بالتوحيد. وانما يشرك فيها الانسان مع الله جل وعلا فهذه عبادة صورية. سورة العبادة موجودة. ولكن حقيقتها مفقودة وبالتالي فانها لا تنفع صاحبها بل تضره ضررا عظيما. وهذه في الحقيقة هذه القواعد الاربع تشتمل على قواعد. فينبغي عليك ان تقتنصها ولتحفظها ان تكون دائما حاضرة في ذهنك منها هذه الجملة هي ان العبادة لا تسمى عبادة الا مع التوحيد. ثم بين كيف اه يقنعك بذلك؟ بان ذكر لك مثالا يسلم به كل المسلمين. قال رحمه الله كما ان الصلاة لا تسمى صلاة الا مع الطهارة وجه هذه المقارنة بين العبادة والصلاة. هي انه كما يشترطوا في الصلاة حتى تكون نافعة حتى تكون صلاة بحق. ان يكون الانسان متطهرة قد جمع اه الى صلاته بالطهارة او ان يكون في صلاته قد حقق الطهارة كذلك الامر في التوحيد. كذلك الامر في العبادة. لا يمكن ان يعتد بعبادة لا يكون الانسان فيها موحدا كما ان الصلاة لا تسمى صلاة الا مع الطهارة. هذا وجه المقارنة بين الامرين. وعليه فان صلاة قد احدث فيها صاحبها او احدث قبل الدخول فيها. اذهب بكل حال لا تنفع. حتى ولو كان قد اطالها وحتى لو كان قد بكى فيها وحتى لو كان قد آآ سجد وقنت كل ذلك لا ينفعه. لماذا لان شرط القبول غير متوفر. كذلك الامر في العبادة مهما كثرت ومهما طال زمانها فانها لا تنفع صاحبها ما لم يكن الانسان فيها موحدا. مع ملاحظة تبين لك ان شأن مع العبادة اعظم من شأن الطهارة مع الصلاة. فاولا ان الصلاة التي لا يصحبها طهارة فانها تكون لغوا. اللهم الا في حق من كان آآ مستهزئا مستخفا بشأنها فهذا له شأن اخر لكن لو قدر ان ان انسانا صلى صلاة ثم تبين له انه ما كان متطهرا اثناءها نقول هذا الفعل ماذا؟ لغو ولا يضره. لكن لا تزال ذمته مشغولة بهذه الصلاة ان يعيد هذه الصلاة. لكن الشأن في العبادة مع الحدث. الذي يفسدها وهو الشرك شأن اعظم. يا ليت ان هذه العبادة التي اشرك فيها صاحبها يكون فعله فيها لغوا لا يتقدم لا يقدم فعلها ولا يؤخر له. حقيقة ان من عبد عبادة اشرك فيها مع الله جل وعلا فانه يكون قد وقع في امر عظيم. يكون قد قارف الجريمة الكبرى التي هي اشنع الخطايا واعظم الجرائم حالا ومآلا كما سيأتي فشأن التوحيد مع العبادة اعظم. والامر الاخر ان الامر في الصلاة يرجع الى ان كل صلاة مستقلة بنفسها. فاذا صلى صلاة حقق فيها الطهارة كانت مقبولة وبرأت ذمته. واذا صلى صلاة ليس فيها طهارة او لم يكن صاحبها فيها متطهرا. فان هذه هي التي تفسد وما سواها يبقى صحيحا. لكن في شأن العبادة الامر مختلف. كل العبادات جميع انواعها بمثابة الصلاة الواحدة. وعليه فلو ان الانسان عبد عبادة حقه وفيها التوحيد ولكنه في اخرى اشرك. وما الحكم؟ اجيبوا الى الجمل كل العبادات حابطة اذا اتصلت بالموت على الشرك. كل العبادات ولا ينفعه فيها شيء قد اخلص فيه سبحانه وتعالى. اذا شأن التوحيد مع العبادة اعظم واعظم. والمقصود يا اخوة ان التوحيد هو الطهارة والزكاة. بل هو اعظم طهارة وزكاة. ولذلك الله جل وعلا يقول ويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة. قال ابن عباس رضي الله عنهما هي شهادة ان لا اله الا الله. لا اله الا ما هي الكلمة المعبرة عن التوحيد؟ هذه هي الزكاة حقا. ولذلك موسى عليه السلام لما بعثه الله جل وعلا الى موسى ليدعو ماذا قال؟ قال فقلت هل لك الى ان تزكى هذا هو الذي يتزكى به الانسان. ان يوحد الله سبحانه وتعالى. في مقابل ان الشرك بالله جل وعلا اشنعوا حدث واعظم نجاسة. اقدر شيء من على الاطلاق والشرك بالله جل وعلا. ولذلك كان المتلبس به نجسا بل هو النجس على الحقيقة قال سبحانه انما المشركون نجس. نجاستهم نجاسة حقيقية ونجاسة علمية فلا يمكن ان يتطهروا ابدا. الا بالتوبة الى الله جل وعلا من هذا وان كان ذا نجاسة عينية فانه لا يطهر بشيء لو اتيت بكلب والكلب نجاسته عينين. فصببت عليه بحار الارض فليطهر؟ لا يطهر. لان نجاسته عينية كذلك هذا المشرك عياذا بالله نجاسته نجاسة عينية والجريمة التي وقع فيها جريمة عظيمة جدا قد بلغت الغاية. ولذلك كان عذابه لا منتهى له سبحان الله العظيم. المشرك لما كان خبثه وكانت نجاسته. نجاسة لا قالها كان عذابه لا منتهى له. لذلك يعذب في النار نسأل الله العافية والسلامة ابد العابدين. عذاب لا يمكن ان ينتهي وكلما مرت عليه مدة فيها نوع من انواع العذاب تجدد له في المدة التي بعدها لون اخر من العذاب وهلم النشوة. الى متى؟ الى ما لا نهاية. نسأل الله السلامة والعافية. هذا يدلك خطورته. وايضا من شأنه المقصود يا اخوة ان عبادة لا توحيد فيها عبادة لا تنفع صاحبة. ولذلك لا يوصف لانه عابد لله الا الموحد. يمكن ان يضاف الفعل الى المشرك. ربما ويجوز ان يعبد المشرك عبادة معينة يخلص فيها لله جل وعلا فلما اعتزلهم وما يعبدون ايش؟ فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله اذا هم كانوا يعبدون الله ولكن يعبدون غيره معه. اذا يمكن للكافر للمشرك ان يعبد الله ولكنه لا يوصف لانه عابد لله. ولذلك يقول جل وعلا قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولا انتم ايش؟ عابدون ما اعبد. نفي عنهم ها هنا الوصف هم عابدون لله فلا يقال لاحد انه عابد لله. او من عباد الله الا من كان ماذا؟ الا من كان موحدا لا ينال هذا الوصف لانه عابد لله. الا من كان على التوحيد ارتباطه ارتباط وثيق بين التوحيد والعبادة. ولذلك يقال لمن لم يوحد لا تتعب من لم يوحد ويخلص لله جل وعلا لا يتعب نفسه. لانه لن يصل الى شيء ولن يثمر له عمله شيئا نعوذ بالله. الشرك هو التوحيد نقيضان. لا يجتمعان ولا يرتفعان. الشرك هو التوحيد نقيضان من لم يوحد ماذا؟ كان مشركا ولا بد. وان كان مشركا لم يكن كده قطعا الدليل على ان ان العبادة لا تنفع صاحبها ولا يعتد بها. ما لم يكن الانسان فيها موحدا لله جل وعلا ادلة كثيرة وبذلك قول الله جل وعلا في الحديث القدسي الذي خرجه مسلم رحمه الله في الصحيح يقول سبحانه انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا اشرك فيه معي غيري ماذا؟ تركته وهذا ينبئ عن ان عمله كان فاسدا هابطا لا يعتد به وكذلك يقول صلى الله عليه وسلم فيما خرجه النسائي وغيره. قال صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه. العبادة التي لا اخلاص فيها ولا توحيد لا يقبلها الله حالة كما اخبر بهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. قال رحمه الله اعلم ارشدك الله وبطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم. ملة التوحيد قلنا هي الحنيفية والحنيفية هي التوحيد التوحيد هو الحنيفية والحنيفية هي التوحيد. وابراهيم عليه السلام كان حنيفا كما بين الله سبحانه وتعالى الحنف ذكرت فيه من جهة اللغة اقواما اشهرها ثلاثة اقوال. القول الاول ان الحنف هو الميل لذلك يقال من في قدمه ميل يعني اصابعه يقابل بعضها بعضا في قدمه وقال له احنف الاحنف في الاصطلاح والذي مال عن الضلالة الى الاستقامة. ويقابله الجنف. فالجنف هو والميل عن الاستقامة الى الضلالة. ومن خاف من موصل جنفا او اثما. ووجه تسمية ابراهيم عليه السلام بانه كان حنيفا انه مال عن دين قومه الذي هو الشرك الى التوحيد. فما لعن الضلالة الى الاستقامة. وكان عليه السلام حنيفا. القول الثاني ان الحنف هو الاستقامة وابراهيم عليه السلام كان حنيفا يعني مستقيما على الحق والتوحيد. وآآ قال هؤلاء انه انما قيل لمن في قدمه ميل انه احنف من باب التفاؤل. كما قالوا للنديغ ها سليم وكما يقال للصحراء وفازة من باب التفاؤل لا شك ان ابراهيم عليه السلام كان على جادة الحق مستقيما عليها. والقول الثالث ان الحنف هو الاقبال على الشيء. وهذا يستلزم الاعراض عن غيره. وهذا ما كان من ابراهيم عليه السلام. فانه كان مقبلا على ربه. وكان ذاهبا الى ربه وقال اني ذاهب الى ربي سيهدين. وفي مقابل هذا كان معرضا عن كل ما سوى الله سبحانه وتعالى متبرعا منه فانهم عدو لي الا رب العالمين. وآآ قال رحمه الله ان تعبد الله مخلصا له الدين قل انما امرت ان اعبد الله مخلصا له ديني. وبذلك امر الله جميع الناس يا ايها الناس اعبدوا ربكم. وخلقهم لها كما قالت تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فاذا عرفت ان الله خلقك لعبادته فاعلم ان العبادة لا تسمى عبادة الا مع التوحيد كما ان الصلاة لا تسمى صلاة الا مع الطهارة. فاذا دخل الشرك في العبادة فسدت كالحدث. اذا دخل في الطهارة يعني فانه يفسد العبادة. يفسد الطهارة ثم يفسد العبادة. كما قال تعالى ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد الله شاهدين على انفسهم بالكفر. اولئك حبطت اعمالهم وفي النار هم خالدون. نعم. احسن الله اليكم فاذا عرفت ان الشرك اذا خالط العبادة افسدها واحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار عرفت ان اهم اما عليك معرفة ذلك لعل الله ان يخلصك من هذه الشبكة وهي الشرك بالله الذي قال الله تعالى فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وذلك معرفة اربع قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه. احسنت. يقول الشيخ رحمه الله اذا عرفت اذا عرفت اهمية هذا الموضوع وخطأه وشأنه يبان نحن يا اخوة نتكلم في شيء عظيم جدا هذا الموضوع الذي نتباحث فيه هو اهم الموضوعات على الاطلاق نحن نتحدث في الشيء الذي لاجله خلقك الله سبحانه وتعالى. فاي موضوع اعظم من هذا الموضوع؟ واي شأن ابلغ من هذا الشأن فالمسألة مسألة عظيمة جدا كل احد لابد ان يفهم هذا الموضوع العالم المتعلم والجاهل والكبير والصغير والذكر والانثى كل احد لا بد ان يستوعب هذا الموضوع استيعابا صحيحا لان النجاة معلقة به. والخسارة يا اخوتاه خسارة لا تعويضه من مات على هذا الشرك الذي يتحدث الشيخ رحمه الله عنه انه خسر الخسارة التي لا يمكن ان تستقام ولا يمكن التعويض. اي اه شأن اعظم من هذا الشأن. لذلك قال الشيخ رحمه الله قال عرفت ان اهم ما عليك معرفة ذلك لابد ان تعرف ذلك. لابد ان تستوعب هذه القضية لابد ان تكون منك على ذكر لا لابد ان تكون نصب عينيك وموضع اهتمامك. لابد ان تستوعب هذا استيعابا جيدا وان تقتنع به وان تستيقن انه لا نجاة الا بالتوحيد. وان الهلاك والخسارة معلقة بالشرك بالله جل وعلا علم سبب للنجاة لتوفيق الله سبحانه وتعالى. قال فاذا عرفت ان الشرك اذا خالط العبادة افسدها واحبط العمل صار صاحبه من الخالدين في النار عرفت ان هم ما عليك معرفة ذلك. اشنع الامور حالا ومآلا هو الشرك والسبب امران اولا انه اعظم الذنوب. وثانيا ان عقوبته اعظم العقوبات. اما كونه اعظم الذنوب فيرجع ذلك الى ثلاثة اسباب. اولا ان الشرك بالله جل وعلا فيه تنقص لعظمة الله سبحانه وتعالى. المشرك منتقص لعظمة الله جل وعلا فما احراه ان يكون قد اتى باعظم الذنوب واشنعها. فالله سبحانه وتعالى حقه والعبادة. ان يعبد فلا يشرك به شيئا. هذا حقه على العباد سبحانه وتعالى المشرك عياذا بالله آآ استخف بهذا الحق. يكون قد اتى بشيء عظيم رأيت لو ان هناك سلطانا قويا وله سطوة وشأن ثم جاء انسان تجاوز حقه اخذ شيئا من ماله او من حلاله ولم يبالي به. الا يكون قد اتى جريمة عظيمة تغضب هذا السلطان لانه في الحقيقة مستخف به. ومنتقص من مكانته. اليس كذلك؟ فالشأن في الشرك اعظم الله جل وعلا ملك الملوك وهذا حقه على عباده. ثم يأتي انسان ضعيف ليس له من الامر شيء ثم يتجاوز هذا الحق ويستخف به هذا لا شك يكون قد اتى جريمة بجريمة عظيمة. والامر الثاني ان الشرك معاندة لله سبحانه وتعالى لان الله انما خلقك لتكون موحدا. الله خلقك لكي تعبده مخلصا العبادة له. فجاء نشرك بضد ذلك. جاء المشرك بضد ذلك وهو الشرك. الا يكون هذا معاملة لله سبحانه وتعالى يعني انت تأتي مثلا باجير لكي يصلح لك جدارا جاء هذا الاجير وهدم الجدار. هذا في الحقيقة معاذ. ليس مجرد عاصمة. هذا عصيان مبالغ فيه. فيه معاندة. والامر الثالث ان الشرك اعظم الظلم الظلم وضع الشيء في غير موضعه ولذلك سمى الله سبحانه وتعالى الشرك ظلما ان الشرك لظلم عظيم. وذلك ان المشرك وضع العبادة في غير موضعها. كان في الحقيقة ظالمة فهذه الامور الثلاثة تكشف لك شيئا. عن خطر الشرك وشناعته انه حقا اعظم الذنوب. ولذلك اخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه لما سأله اي الذنب اعظم؟ قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك. سبحان الله! الله يخلقك وانت تجعل له ندا في العبادة اي ذنب اعظم من هذا الذنب. ولا يدرك هذا يا اخوته الا من عظم الله حق تعظيمه. من وقر في قلبه تعظيم الله سبحانه وتعالى. وان له الكمال المطلق والعظمة كلها. انه يدرك خطورة الشك. اما من لم يبلغ هذا الدرجة انه لربما هنا شأن الشرك في قلبه نعوذ بالله. الامر الثاني ان توبته اعظم العقوبات. ونبه الشيخ رحمه الله ها هنا على ذلك. فاول ذلك ان الشرك كما قدمت يوجب الخلود في النار لمن مات عليه. والخلود شيء مهما حاول الانسان ان يتصوره فانه لربما عظم عليه ان تتصور مدة لا متناهية. يكون فيها الانسان في سواء الجحيم. وفي اشد العذاب اعوذ بالله هذا شيء عظيم جدا. والسبب انه ما وحد الله. مع ان التوحيد سهل موافق للفطرة ومن كان موحدا حقا فانه يلتذ بتوحيده. فالامر هين. لكن على المشرك شكوته نعوذ بالله. ولذلك في الصحيحين اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الله جل وعلا يقول لمن وقع في هذا الشرك لو كان لك ما في الارض جميعا اكنت مفتديا به قال نعم. قال قد سألتك ما هو اهون من هذا وانت في صلب ابيك ادم؟ الا تشرك بي شيئا فابيت امر عجيب سبب يوقع في عذاب لا نهاية وتركه سهل. ومقابله شيء يتوافق مع الفطرة. فيعجب الانسان والله من حال هذا المشرك الظاهر. كيف تجاوز التوحيد؟ الى هذه الجريمة العظيمة التي لا شهوة تدعو اليها لا توجد شهوة تدعو الى ذنب الشرك. بقية الذنوب والمعاصي لها دوافع. من شهوات في النفوس اما الشرك فانه فساد محض وخبث لا غير. فاه استحق بهذا ان يكون صاحبه قد تأبد عذابه والعياذ بالله في النار. انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. الامر الثاني ان الشرك لا يغفر لصاحبه البتة. كل الذنوب فانها تقبل المغفرة. ان شاء الله جل وعلا الا غفر الا الشرك. ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فلا سبيل الى الشرك الا اذا تاب منه صاحبه. اما لو اصر فمات عليه فانه لا سبيل الى مغفرته لان الله سبحانه وتعالى قد حكم واخبر وقال ولا يبدل القول لديه. ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. والامر الثالث انهم انه موجب لحبوط جميع الاعمال كما نبه المؤلف رحمه الله قال واحبط العمل. العمل مفرد محلى بالف يعم. كل الاعمال التي يزعم صاحبها انه يتقرب بها الى الله جل وعلا. فانها هابطة لمن مات على الشرك. ولذلك الله جل وعلا يقول ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون. ويقول ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لين اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين. اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم واخوانه من الانبياء يقال لهم من وقع منكم في الشرك فان عمله حابط. فكيف بمن سواه؟ الله جل وعلا ذكر لنا مثلين عزيبين في شأن عملي هذا المشرك الكافر. وقال سبحانه الذين كفروا. اعمالهم ترى ماذا اشتدت به الريح في يوم عاصف. والذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة. يحسبه الظمآن ماء. حتى اذا جاءهم لم يجده شيئا فوجد الله عنده فوفاه حسابه. والله سريع الحساب. وفي الاية الاخرى يقول جل وعلا مثل الذي الذين كفروا اعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف. لا يقدرون مما كسبوا على شيء. نسأل الله السلامة والعافية رمى والريح قوية. اين تستطيع ان تجمع هذا الرماد؟ ذهب هباء منثورا قدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. نسأل الله السلامة والعافية. يتعب ويكدح في الدنيا يصلي ويصوم ويقرأ القرآن ويحج ويعتمر فيتصدق يفعل اشياء كثيرة. التقرب بها الى الله سبحانه وتعالى لكنه واقع في الشرك الاكبر ويوم القيامة لا ينتفع من ذلك العمل بشيء. نسأل الله السلامة والعافية. قال رحمه الله وذلك بمعرفة اربع قواعد الشيخ رحمه الله استعمل كلمة القواعد ها هنا استعمالا لغوية باعتبار ان القاعدة هي الاساس للشيء قاعدة الشيء اساسه. واذ يرفع ابراهيم ايش؟ القواعد من البيت. يعني اسس البيت هذه اصول ومسائل عظيمة ينبني عليها معرفة توحيد ومعرفة الشرك. وهي حرية بان تكون منك دائما على ذكر. ونقول تتميما لما يذكر الشيخ ونتدارسه ان شاء الله. اعتني يا رعاك الله بفهم خمس مسائل فهما فانك تكون باذن الله جل وعلا على اه خير عظيم ومعرفة حقه اولا ان تعرف ما هو التوحيد الذي دعا اليه النبي صلى الله عليه وسلم وثانيا ان تعرف ما هو الشرك الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحذر منه. وثالثا ان تعرف حال المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم. كيف كانوا يتعبدون وباي شيء كانوا وما هي احوالهم مع الهتهم؟ لابد من فقه حال المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم ان هناك لربما كان هناك تصور مغلوط عند بعض الناس فادى به الى انه ما فهم الادلة فهما صحيحا. الامر الرابع ان تعرف ما هي العبادة التي يدور التوحيد عليها لا تعرف العبادة. ما هو الشيء الذي امرنا الله سبحانه وتعالى به كثيرا واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. فهم معنى العبادة الى الاهمية بمكان الخلل في فهم ما هي العبادة؟ سيؤدي الى الخلل في فهم حقيقة التوحيد وحقيقة الشرك. الامر الخامس ان تدرك الفرقة بين توحيدي الربوبية والالوهية. وان تعرف هل ثمة تلازم بينهما وما هي حقيقة هذا التلازم؟ هل هو تلازم من جهة الوجوب والاستدلال؟ ام هو تلازمه في الواقع هذا الامر من الاهمية بالمكان وكثير من تلبيسه المشركين قديما وحديثا يأتي من جهة هذه القضية والخلط بين توحيدي الربوبية والالوهية والمؤلف رحمه الله سيرشدك الى معاقد عظيمة تتعلق بهذا الموضوع. اذا معرفة التوحيد ومعرفة الشرك وادراك ذلك يا ايها الموحد بتوفيق الله بمعرفة اربع قواعد مستفادة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. نعم. احسن الله الله اليكم القاعدة الاولى ان تعلم ان الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون ان الله هو الخالق الرازق المحي المميت المدبر لجميع الامور. ولم يدخلهم ذلك في الاسلام والدليل قوله تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض ام من يملك السمع والابصار ومن الحي من الميت ومن يخرج الميت من الحي فسيقولون الله فقل افلا تتقوا احسنت هذه هي القاعدة الاولى وهي من الاهمية بمكان. ورد الشيخ رحمه والله بسوقها ان ينبهنا الى جواب شبهة يروج لها المشركون كثيرا وهي ان ما يقع من المشركين من التوجه بالعبادة لغيره الله عز وجل ليس شركا. فهؤلاء ليسوا مشركين. لماذا؟ لان يعتقدون ان الله هو الخالق الرازق المدبر المحيي المميت الرازق. اليس كذلك؟ ومن اتى بهذا كيف يكون مشركا فهمنا يا جماعة؟ يقول هذا الذي يتوجه الى القبور ويدعو اصحابه لها وينظر الى اخر ما يفعلون. يقول هذا ليس مشركا. ولا يصح وصفه بالشرك لان هذا الانسان يقول الله هو الخالق الله هو الرازق. فكيف يكون؟ يقول هو مشرك. وانت موحد لما قال الله الخالق الرازق كان ماذا؟ كان موحدا. وعليه وصفه بالشرك خطأ الشيخ رحمه الله اراد ان ينبهنا في هذه القاعدة الى ان المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم وخالفهم. كانوا على هذا الاعتقاد. يقولون الله هو الخالق الرازق ولكنهم يشركون في العبادة معه سبحانه وتعالى فوصفهم الله جل وعلا بماذا؟ بالشرك ورتب عليه ايش؟ احكامهم. فحالهم كحال هؤلاء الذين تدافعون عنهم. اذا هذه شبهة داحظة اذا من الاسس المهمة ان تدرك هذه القضية. المشركون الاولون الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا مقرين بربوبية الله سبحانه وتعالى وما نفعهم ذلك لماذا ما نفعهم ذلك؟ لانهم ما اضافوا الى هذا الاعتقاد اخلاص الدين لله. فصار وجود هذا الاعتقاد في عدمه ما نفعهم بشيء. الحق ان من لم يأتي بتوحيد عز وجل في ربوبيته ويتضمن هذا توحيده في اسمائه وصفاته مع توحيده في الوهيته من لم يجمع بين هذين واتى بالربوبية فحسب فانه كالذي ما امن بالله عز وجل اصلا. هذا كافر وهذا كافر. التوحيد حقيقة واحدة. اصل التوحيد حقيقة واحدة. اما ان يأتي به الانسان او لا يأتي به. اما الذي يأتي بشطر وهو الاعتقاد بربوبية الله جل وعلا. دون الشطر الاخر وهو عبادة الله باخلاص انه في الحقيقة مات في التوحيد. كما ان الطهارة قد تقدمت لا تتقسم اليس كذلك؟ يعني لا ينفعك انك تغسل وجهك تغسل يديك فقط وتقول انا يعني تطهرت بعد الطهارة يمكن ان تصلي لهذا دون ان تكمل الوضوء ازيدوا يا جماعة. لا يمكن الطهارة حقيقة واحدة. كذلك التوحيد حقيقة واحدة مركبة من هذين الامرين فلا تنفع الانسان الا اجتماعهما يعتقد ربوبية الله سبحانه وتعالى ويوحد الله بها وكذلك ان يعتقد الوهيته وان يوحد الله بالفعل في عبادته فيعبده مخلصا له الدين الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا آآ ان تعلم ان الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرونه بان الله هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبر لجميع الامور. وان ذلك لم يدخله في الاسلام اذا من كانوا على شاكلتهم فحكمه ها؟ حكمهم والدليل قوله تعالى قل من يرزقكم من السماء ايها الارض امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله. فقل افلا تتقون اذا علينا ان نستوعب شبهة القبوريين ها هنا وهي انهم اما ان يقولوا انه لا فرق بين الربوبية والالوهية او ان بينهما تلازما واقعيا. بمعنى لا يمكن لاحد ان يعبد الله طه الا وقد اعتقده هو الرب الخالق الرازق. والعكس كل من اعتقد ان الله هو الخالق الرازق المدبر فقد اتى بالعبادة ووحد الله فيها. اذا اما لا فرق بينهما او ان بينهما ايش؟ تلازما منهم حيث الواقع فالذي جاء بالربوبية فالواقع انه جاء ايش؟ بالالوهية لانه لا عبادة الا باعتقاد الربوبية وهذا قد عبد الله اذا هو اعتقد الربوبية في الله سبحانه وتعالى فجمع بينهما اما اهل السنة والجماعة فيقولون ان بين اعتقاد الربوبية واعتقاد الالوهية تلازما من حيث الوجوب لا من حيث الوقوف بل يمكن ان ينفك احد هذين عن الاخر. بمعنى نحن نقول يجب على من اعتقد ان الله جل وعلا واحد في ربوبيته ان ها ان يوحده في عبادته قد يقع هذا وقد لا يقع. قد يوفق الانسان فيجمع الى هذا الاعتقاد توحيده سبحانه في العبادة وقد يخذل والعياذ بالله بسبب من نفسه وما الله بظلام للعبيد فيكون مشركا وعليه فلا ينفعه اعتقاده بربوبية الله. حكمه حكم الملحد واحد. من حيث ان هذا كافر وهذا كافر وان كان الكفر لا شك انه درجات لكن في الخلاصة ان هذا وهذا سواء في الحكم العام هذا كافر وهذا كافر ولا ينفعه اعتقاده اذا لم يقم بلازمه الا وهو عبادة الله سبحانه وتعالى اذا كان الله خلقك اذا عليك ان تعبده يجب عليك ان تعبده. هكذا ينبغي ان نفهم قضية ايش؟ التلازم بين توحيدي الربوبية والالوهية. من يعيدها؟ ما هو هذا التنازل؟ باي شيء؟ حتى هم يقولون ثمة تلازم البلاغ في الواجب نعم تلازم في الوجوب. يجب وجوبا ويلزمك اذا كنت قرا بربوبية الله عز وجل ان ان تعبده وحده لا شريك له. والادلة على هذا ادلة كثيرة الوقت يا اخوتاه لا يسع لكثير من الاستدلال والتفصيل. لذلك نمر على كليات وجمل في هذه المسائل العظيمة والا الشرح والتفصيل يحتاج الى وقت مديد وانا حريص على ان ننتهي من هذه الرسالة في الوقت المحدد لها بتوفيق الله جل وعلا لكن المقصود يا اخوة انهما من حيث الوقوع يمكن ان ينفك وان التلازم من جهة وجوب لذلك جاء التلازم او جاء التنبيه على هذا التلازم في الادلة. ويدل على هذا ان هناك اه بين ايدينا عدة امور. اولا الفرق اللغوي. فالربوبية اعتقاد ان الله سبحانه وتعالى هو الرب وحده والالوهية توحيد الالوهية واعتقاد ان الله جل وعلا هو الاله وحده وكلمة الرب وكلمة الاله بينهما فرق واضح من جهة اللغة. الاله هو من له الالوهة والالهة والالوهية يعني العبادة الا ياله عبدا يعبد. وعليه فاله اسم مفعول. اله فئات بمعنى مفعول بساط بمعنى مبسوط كتاب بمعنى مكتوب اله بمعنى مألوه يعني معبود فهو اسمه ها مفعول. اما رب فعلى زنة اسم الفاعل. اصل الكلمة في مخراب فكيف نجعل اسم المفعول بمعنى اسم الفاعل؟ اية تأتى هذا ثانيا ان الله جل وعلا قد قال في اخر سورة في المصحف قل اعوذ ايش برب الناس واحد اثنين ايش؟ ملك الناس ثلاثة اله الناس. لو كان الرب هو الاله لكان في السورة تكرارا يتنافى مع البلاغة. صح ولا لا؟ فانه كانه يعني على هذا الذي ذكره كأنه قال قل اعوذ برب الناس ملك الناس رب الناس هذا كفار اه اكرام غير مناسب. لما قال رب وقال اله اذا هناك ماذا؟ هناك فرق بين بينهما ثم اننا نجد ان المشركين انما يحدثون او يخبرون عن معبوداتهم بانها الهة. وما جاء في القرآن قط اخبارهم عما وجهون له ويقصدونه بانه اربابهم. فدائما تجد انه يخبرون عن الهتهم. ولذلك الله سبحانه وتعالى يقول وقالوا الهتنا خير ما قالوا ايش اأربادنا خير امور؟ ولذلك نجد انهم يقولون ان كاد ليضلنا عن ايش اتجدون في قراءة ان كاد لا يضلنا عن اربابنا؟ لا. ان كاد لا يضلنا عن الهتنا. نجدهم يقولون ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا. اذا هذا يشعرك بان الشأن في اه هؤلاء المشركين الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم وانهم كانوا ينازعون في قضية ايش؟ الالوهية وليس في قضية الربوبية. اما في قضية الربوبية فان القوم يسلمون ان الله عز وجل هو الذي يخلق هو الذي خلقهم خلق السماوات خلق الارض هو الذي يرزق هو الذي يحيي هو الذي يميت هو الذي يدبر الامر لا ينازعون في ذلك البتة. وذكر المؤلف رحمه الله دليلا على هذا وهو اية يونس. وهذه يا اخوة من الاهمية في مكان لا بد ان تستوعبها جيدا. فان للمشركين تلبيسات واتباعا ثابت في هذه القضية كما هو الشأن في غيرها. لكن في هذه القضية يلبسون كثيرا. ولذلك حاول ان تؤسس علمك بالتوحيد بادلة كثيرة واضحة لا لبس فيها. احرص الا ان تبني علمك في التوحيد على الادلة قواعد والاصول الكثيرة التي ادلتها واضحة نيرة لا لبس فيها وهكذا هي طريقة علماء التوحيد. مسائل التوحيد واضحة جدا. وادلتها من اظهر ما يكون وابلغ ما يكون. وحجته فيها بالغة تبلغ سويداء القلوب. بعكس حال القبوريين المشركين الذين يتتبعون متشابها من الادلة لو اخذته لربما وقع عندك شيء من الاشكال. لكن ان ضممته الى غيره فهمت الادلة بمجموعها انه يزول هذا الاشكال. الشاهد ان انهم يتركون الحق الواضح الصريح الذي عليه الادلة الكثيرة التي دلالتها بين ان تكون نصية بين ان تكون ظاهرة. ويذهبون يتتبعون هذه المتشابهات. فشتان بين طريقتي الاستدلال. عند اهل توحيد واهل الشرك بين ايدينا عشرة اصول او ادلة او شواهد ترشدك الى ان المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم وكفرهم انهم كانوا مقرين بربوبية الله اول هذه الاصول هو تصريحهم بالعبارة الواضحة التي لا لبس فيها تصريحهم باعتقادهم ان الله عز وجل هو الخالق الرازق المدبر. كما ساق المؤلف رحمه الله يونس وجاء هذا في ادلة كثيرة في كتاب الله سبحانه وتعالى ان الله جل وعلا هو الذي خلقهم ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله. ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله اي شيء اوضح من هذا؟ ان القوم كانوا يعتقدون ان الله عز وجل هو الخالق الرازق. اذا اين الخلل الذي كان عنده الخلل عندهم كان في قضية ايش؟ في قضية العبادة في قضية توحيد الالهية. طيب ها هنا يورد المشركون المشركون آآ تلبيسا وهو وانهم يقولون ان المشركين في جوابهم هذا كانوا كاذبين. يعني ليقولن الله في هذه الكلمة ارادوا بها مصانعة المسلمين او مداهمتهم او اي سبب من الاسباب المهم انهم اخبروا بخلاف ما يعتقدون. هذا الكلام كان منهم ماذا؟ كذبا. وهؤلاء مشركون لا يتورعون عن الكذب فاهمني؟ طيب. الجواب عن هذا ان يقال لو كان ما قلتم حقا لاكذبهم الله سبحانه وتعالى لانك لو استقريت القرآن لما وجدت فيه ان كلاما كذبا مفترا يقوله المشركون الا ويعقب عليه ببيان فساده. وانه كذب. ولذلك تأمل مثلا في قول الله عز وجل واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا والله امرنا بها. كلمة والله امرنا بها في الحق ايش؟ كذب. ماذا عقب الله عز وجل بعد ذلك؟ قل ان الله لا يأمر بالفحشاء. لا بد ان بين كذبهم. اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله. والله اعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون. سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا. قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟ ان تتبعون الا الظن وان انتم الا تخرصون. تجد انه اذا جيء بكلام لهم كانوا فيه كاذبين مفترين انه يعقب عليه بماذا؟ ببيان كذبه. وهذا لا نجده في ايات عديدة فيها تصريحهم باعتقادهم ليس الكلام اخبارا بخلاف ماذا؟ ما يعتقدون. الامر الثاني ان هذه الايات التي بينت تصريحهم بهذا الامر كانت مكية. هذه الاية التي اوردها الشيخ قل من يرزقكم من السماء والارض في سورة يونس وسورة يونس كامل مكية. ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله في الزخرف. مكية في الزمر مكية في العنكبوت مكية في غيرها تجد ان الايات التي فيها اخبار عن اعتقاده واخبارهم باعتقادهم انما كانت ماذا؟ مكية. ماذا نستفيد من هذا؟ نستفيد من هذا ان هذا الجواب منهم كان ابان قوتهم فما حاجتهم الى الى ان يكذبوا والقوم كما تعلمون كانوا يأنفون من الكذب هذا هو الاصل فيه. ولذلك هي رق ولذلك ابو سفيان آآ رضي الله عنه لما اخبر في حال كفره هرقل اخبر انه كان يود ان يخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف ما اخبر به لكنه ما اراد ان يؤثر عنه الكذب لانهم كانوا يرونهم دناءة وهم يتنزهون عنها. فالمقصود ان هذه الايات لو كانت مدنية لربما كان هناك شبهة لهم في انهم ارادوا مصانعة المسلمين. لكن لما كانت مكية اذا كانت في وقت ماذا؟ قوتهم. قوتهم وعزتهم صح ولا لا؟ اذا لا يمكن ان يكونوا فيها كاذبين. الامر الثالث ان هذا الذي قالوا مخالف لاتفاق السلف. فما ذكر احد من السلف قط ان هذا الاخبار منهم كان كذبا. الامر الرابع انك تجد ان هذه الايات انما سيقت لبيان تناقضهم وللانكار عليهم في عبادتهم غير الله لا لتكذيبهم. ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله تجد ان الله يقول فانا يؤخكون. كيف ينصرفون عن هذا الحق وهم يعتقدون ان الله سبحانه وتعالى هو الذي هو الذي خلقهم. ولذلك في اية يونس قل من يرزقكم من السماء والارض باي شيء ختمت. ها؟ ماذا قال بين ايديكم فقل افلا تتقون؟ الا تتقون الله؟ تعرفون ان الله عز وجل هو الخالق الرازق ثم تعدلون في عبادته الى غيره وتسوون غيره به. اذا هذا دليل على ان ما ذكروا ليس صحيح. ثم يقال لهم رابعا وخامسا خامسا. ما بالهم ما قالوا كذبا الا في هذه القضية. المشركون قد خالفوا في امور اخرى اليس كذلك؟ خالفوا في نبوة النبي عليه الصلاة والسلام. لماذا في قضية النبوة ما اقر بنبوة النبي عليه الصلاة والسلام كذبا ومصانعة هل تجدون هذا؟ اجيبوا يا جماعة. لا تجدونها. لماذا ما اثبتوا البعث؟ كذبا ليصانعوا ويداهن المسلمين بل كانوا صريحين يبينون عقيدتهم واقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت. اذا هذا دليل على ان ما ذكروا غير صحيح. تنبه الى هذا فهذه الادلة التي فيها اخبارهم باعتقادهم ربوبية الله عز وجل ادلة عند اهل السنة والجماعة قوية. لذلك حذاري من ان يلبس عليك فيها الملبسون الدليل الثاني على ان القوم كانوا مقرين بربوبية الله سبحانه وتعالى انهم كانوا في الشدائد يضرعون الى الله سبحانه وتعالى وحده ويدعونه وحده. ولو كانوا يعتقدون في معبوداتهم انها تملك شيئا في السماوات والارض لدعوها. اليس كذلك؟ لانه يحبونه. ومن الناس ان يتخذ من دون الله اندادا ايش؟ يحبونهم كحب الله. هم يحبونهم ويعظمونهم. فلو انهم ان تصريف شؤون السماوات والارض عند الهتهم وانها قادرة على انقاذهم والله لدعوها صح ولا لا؟ لكن لما عدلوا عن دعائها في حال الشدة دلك هذا على ماذا انهم يعتقدون انه اه يعتقدون انها لا ربوبية لها. ولذلك توجهوا الى الى الرب حقا الذي يعتقدونه ربا واحدا سبحانه وتعالى. ولذلك الله جل وعلا يقول فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. ثالثا الاصل الثالث اقرارهم الهتهم يعني عندنا في الايات السابقة يعني فاذا ركبوا في الفلك واذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون الا هذه فيها كونهم توجهوا بالدعاء لله جل وعلا كان هذا منهم لانهم اعتقدوا في الله انه ايش الرب وحده. طيب وفيها وجه ثاني هذا الذي اريد ان انبه عليه وهو ان هذا فيه اخبار منهم بلسان حالهم ان الهتهم عاجزة. مجرد قولهم ومجرد دعائهم اه لله سبحانه وتعالى في حال الشدة هو في الحقيقة اخبار منهم عن ايش يا ابن ادم؟ عن عجز الهتهم كانوا يقولون يا الله انت القادر الهتنا ومعبوداتنا ماذا؟ عاجزة واذا كانوا يعتقدونها عاجزة فمن البديهي ان العاجز لا يصلح ان يكون ربا. اذا هم ما اتخذوها اربابا الاصل الرابع انهم كانوا يصرحون بان غاية شأن الهتهم ان تكون شافعة عند الله سبحانه وتعالى. ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. ما نعبده الا ليقربونا الى الله زلفى. ولو كانوا يعتقدون في معبوداتهم شيئا اكثر لبين صح ولا لا؟ لان السبب المقتضي لهذا موجود الا وهو حبها وتعظيمها صح ولا لا؟ يريدون ان يعظموا شأنها ويفخموا امرها. لكن غاية الامر في بوصفها هو انهم جعلوها ماذا؟ ايش يا جماعة؟ تشفع عند الله عز وجل. لكن ما كان الامر عندهم فيها ابلغ ابلغ من هذا. لانها تدبر السماوات والارض. وتخلق وترزق. الاصل الخامس انه كانوا يصرحون بان معبوداتهم مملوكة لا مالكة لا يصلح ان يكون ربا. اذا ما اتخذوها اربابا. ففي صحيح مسلم حديث ابن عباس رضي الله عنه انه اخبر ان آآ النبي عليه الصلاة والسلام بانه كان يسمع تلبية المشركين التي كانوا فيها فيقولون لبيك لا شريك لك ايش؟ الا شريكا هو لك تملكه وما ملك تملكه وما ملك. اما ان تكون ماء ها هنا. مصدرية وتملكه وملكه. اذا هو لا يملكه. او تكون ماء نافية. تمليك وهو ايش؟ لا يملك. وان كان كذلك فانه لا يستحق عند المقر بهذا ان يكون هو الرب. الاصل السادس ان الله جل وعلا اثبت لهؤلاء المشركين ايمانا وشركا. فقال سبحانه وما يؤمن اكثرهم بالله ايش؟ الا وهم مشركون افسر هذا ابن عباس رضي الله عنهما كما اخرج الطبراني الطبري عنه انه قال من ايمانهم انه اذا قيل لهم من خلقهم؟ ومن خلق السماوات ومن خلق الارض ومن خلق الجبال قال الله وهم يشركون. وكذلك جاء هذا عن عكرمة تلميذي ابن عباس رضي الله عنه رضي الله عنهما هذه الاية تبين لك ان كان عندهم قدر من الايمان هو الاعتقاد بماذا؟ بربوبية الله جل وعلا والاقرار بربوبية الله سبحانه وتعالى. ولكنهم مع هذا كانوا مشركين بالله سبحانه تعالى حيث اتخذوا مع الله الهة يتوجهون لها في العبادة. وهذا فيه نقد الذي ذكره وهو التلازم الحاصل بين الربوبية والالوهية وقوعا. الاصل السابع انه لم يرد في نصوص الكتاب والسنة امر هؤلاء المشركين بتوحيد الله جل وعلا في الخالقية والرازقية والتدبير. لكننا وجدنا امرهم بعبادة الله جل وعلا. واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. يا ايها الناس اعبدوا ربكم. اذا كانوا يؤمرون بالشيء الذي ما اتوا به. صح ولا لا؟ اما اعتقاد ربوبية الله سبحانه وتعالى وانه الخالق الرازق الى اخره هذا قالوا ماذا؟ مسلمين فيه ولذلك لم نجد امرهم به ولو كانوا غير مقنين بربوبية الله جل وعلا بها صح ولا لا؟ الاصل الثامن ان استقراء القرآن يدل على ان الله سبحانه وتعالى كان يحتج عليه في مسألة الالوهية باقرارهم في موضوع الربوبية وذلك في مواضع عديدة في مواضع عديدة في كتاب الله يا ايها والناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء نزل من السماء ماءه فاخرج به من الثمرات رزقا لكم. ماذا كانت النتيجة؟ فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وانتم تعلمون ان الله سبحانه وتعالى هو الذي فعل ما سبق. هو الذي خلق وهو الذي رزق ورجال فراشا الى اخره. انتم تعلمون هذا. فكيف تجعلون معه اندادا تشركونهم مع الله سبحانه وتعالى في العبادة الاصل التاسع اعتراف المشركين انفسهم بانهم مشركون مع اقرارهم بربوبية الله. تأمل معي قول الله جل وعلا سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا. اذا هم على انفسهم بانهم ايش؟ مشركون ولا لا يا جماعة؟ الا يقرون على انفسهم بانهم مشركون؟ لو شاء الله ها؟ ما اشركنا ولا اباؤنا. طيب وماذا تستفيد من قوله لو شاء الله ايش؟ اذا القوم كانوا يعتقدون بماذا؟ بان مرجع الامور الى مشيئة الله. وان الذي يكون في هذا الكون هو الذي يشاءه الله سبحانه وتعالى. اذا فيها هذا اقرار منهم ربوبية الله جل وعلا. وفيها ايضا انهم كانوا مشركين. فاذا كانوا مقرين بربوبية الله عز وجل اذا في اي شيء كان اشراكهم؟ ها كان اشراكهم في في الالوهية الاصل العاشر والاخير وهو الاستفهامات التقريرية في كتاب الله سبحانه وتعالى في شأن الربوبية. فتجد ان الله سبحانه وتعالى يقول هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض لا اله الا هو عما تؤفكون. هل من خالق غير هذا تقرير هذا استفهام تقريري يراد منهم يراد به تقرير بهذا الامر ثم يعقب عليه بالانكار عليهم. يعني كما تقول او كما يقول اب لابن عنده شيء من العصيان. الست اباك؟ الست الذي رباك؟ الست الذي كذا وكذا وماذا يريد؟ ها يريد ماذا؟ تقريره. ولا يستفهم استفهاما مجردا. صح ولا لا؟ هو ماذا؟ يقرره لاجل ماذا؟ ان يرتب على هذا التقرير نتيجة. وهي انه ينكر عليه. اذا كيف تتعامل معي؟ مثل هذا التعامل. كذلك ها هنا ان الله سبحانه وتعالى يقررهم بهذه الحقيقة التي يسلمون بها. ثم كانت النتيجة ام بين سبحانه وتعالى ان الحق هو انه لا اله الا هو. كيف تنصرفون؟ كيف تنصرفون عن هذا الحق وتجد كذلك ان الله سبحانه وتعالى يقول افمن يخلق كمن لا يخلق افلا تذكرون انتم تعلمون ان الله سبحانه وتعالى هو الذي يخلق وان معبوداتكم لا تخلق. اذا كيف يسوون بينهم اما كانوا يسوون بين الله عز وجل ومعبوداتهم في العبادة تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين في اي شيء؟ في العبادة وليست الخلق والرزق. اذا الله سبحانه وتعالى كان يقررها بهذه الحقيقة ثم آآ يبني على ثم يبنى على هذا انكار آآ الانكار عليهم في ما انكروه وهو توحيده سبحانه وتعالى في عبادته. اذا هذه اصول عشرة لتكن منك على ذكر في تقرير هذه الحقيقة العظيمة وهي ان المشركين كانوا مقرين بربوبية الله سبحانه وتعالى وما هذا في الاسلام. اذا عودا على على بدء هذه القاعدة اراد منها المؤلف رحمه الله الجواب تلبيس كثير يقع من المشركين في القديم والحديث وهو ان الرد وهو المشركين آآ يقع منهم الشرك آآ وليس كما يدعون ان توجههم لغير الله سبحانه وتعالى ليس شركا لان هؤلاء كانوا مقرين بربوبية الله سبحانه وتعالى. فنقول هؤلاء كحال المشركين الاولين سواء بسواء نعم. احسن الله اليكم القاعدة الثانية انهم يقولون ما دعوناهم وتوجهنا اليهم الا لطلب القربة والشفاعة. فدليل القربة قوله تعالى والذين اتخذوا من دونه يوما. طيب اود ان انبه في ختام كلامنا عن القاعدة الاولى. الى تنبيهات التنبيه الاول ان القول بان المشركين كانوا مضطرين لربوبية الله سبحانه وتعالى ليس مدحا لهم وانما هو ازراء عليهم. زيادة في الانكار عليهم. وبيان انه متناقضون وان اه عقولهم عقول ضعيفة وانهم اهل سفه وذلك اني وجدت ان بعض هؤلاء القبوريين يتهموا اهل التوحيد بانهم يمدحون المشركين الاولين ما شاء وانتم تمدحونهم وتصفونهم بانهم كانوا مقرين بتوحيد الربوبية. هذا يا اخوتاه ليس مدحا لهم بل هو عليهم هذه النقطة الاولى. النقطة الثانية. ان اهل السنة حينما يقولون ان المشركين الاولين كانوا مقرين بتوحيد كانوا مقرين بربوبية الله سبحانه وتعالى. هذا عند اهل السنة في الجملة يعني هم في الجملة هكذا. وليس بالنظر الى كل فرد فرد. لان اعتقادات الناس اه بحر لا ساحل له. وكوننا فكوننا نجزم بان اعتقاد كل انسان كان في ذلك العصر على هذه الشاكلة هذا ليس من ليس بالامكان البتة. لكن هم في الجملة ماذا على هذا الاعتقاد. وايضا هذا الاقرار اقرار اجمالي. يعني اجمالا ام كريم وليس اقرارهم اقرارا تفصيليا او هو على جهة التحقيق. والا فلا شك كان هذا الاقرار فيه نقص عظيم وخلل كبير. فانهم كما وصفهم شيخ الاسلام رحمه الله بانهم كانوا مشركين في بعض خللهم في توحيد الربوبية ليس اه يحتاج الى بيان مجرد انكاره انزال الكتاب على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. بل وانكار نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وانكار البعث هذا كله في الحقيقة نقص عظيم في اعتقاد ربوبية الله جل وعلا. الله سبحانه تعالى يقول وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء ناهيك عن ما وقعوا فيه من امور تقدحه في توحيد الربوبية كلبس التمائم والخيوط وقولهم مطرنا بنوء كذا وكذا الى اشياء كثيرة كانوا يقعون فيها من هذه الشاكلة اذن اه بل كونهم ما التزموا كونهم ما التزموا بلازم اعتقاد ربوبية الله جل وعلا هذا دليل على نقص عظيم في هذا الاعتقاد. ولذلك صدقة امام الدعوة رحمه الله حينما قال في احدى رسائله ولذلك كان توحيد الربوبية هو الاصل ولا يغلط في الالوهية الا من لم يعطي حقه. ايش قال؟ قال ولذلك كان توحيد الربوبية ايش؟ هو الاصل. الاصل الذي يبنى عليه الالوهية. فاول ما يدخل القلب توحيد الربوبية. ثم يكون توحيد الالوهية. هذا للموفق. قال لذلك كان توحيد الربوبية هو الاصل ولا يقنط في الالوهية ها الا من لم يعطه حقه من اعتقد الاعتقاد الحق الكامل. في ربوبية الله سبحانه وتعالى لن يكون منه خطأ في توحيد الالوهية لكن هؤلاء المشركين آآ كانوا مقرون وكانوا بالاصول العامة الكبرى بربوبية الله سبحانه وتعالى كون الله هو الخالق هو الرازق والمحيي والمميت والمدبر الى اخره وهذا القدر كاف في الاحتجاج عليهم في مسألة الالوهية. التنبيه الثالث نحن انما نتحدث عن آآ الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم لا من سواه يعني ليس الكلام عن كل الكفار عندما كان الشيخ رحمه الله يقول ان تعلم ان الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. والا فثمة اصناف من الكفار كانوا ينكرون ربوبية الله سبحانه وتعالى بل كان منهم من ينكر وجود الله اصلا. وكان هناك نصارى مشركون في حبوبية شركا واضحا صريحا. وكان هناك مجوس ينكرون ربوبية يشركون مع الله سبحانه وتعالى في ربوبيته اشراكا صريحا الى اخره. اذا نحن نتحدث عن ماذا؟ ليش؟ عن المشركين الذين قاتلهم الله صلى الله عليه وسلم هذا هو موضع البحث. الله اعلم. نعم. احسن الله اليكم القاعدة الثانية انهم يقولون ما دعوناهم وتوجهنا اليهم الا لطلب القربة والشفاعة. فدليل القربة قوله تعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. ان الله يحكم انهم فيما هم فيه يختلفون. ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار. ودليل الشفاعة قوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل لا تنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون والشفاعة شفاعة شفاعة منفية وشفاعة مثبتة فالشفاعة المنفية ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله والدليل قوله تعالى يا ايها الذين امن وانفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي يوم من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون والشفاعة المثبتة هي التي تطلب ومن الله والشافع مكرم بالشفاعة والمشفوع له من رضي الله قوله وعمله بعد الاذن والدليل قوله تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. احسنت. هذه القاعدة الثانية وهي مبنية على الاولى. هذه القواعد يا اخوة بعضها مبني على بعض. لما بين لنا في القاعدة السابقة ان المشركين الاولين كانوا مقرين بربوبية الله جل وعلا مع كونهم مشركين. قد يقول قائل اذا لماذا لكانوا يعتقدون ان الله هو الخالق الرازق لاي سبب اشركوا. اراد الشيخ رحمه الله ان يبين لنا في هذه القاعدة انهم انما ما اشركوا لاجل طلب الشفاعة والتقريب الى الله سبحانه وتعالى. والشيخ رحمه الله اراد بهذه القاعدة ان يرد على دعوة يدعيها اه يدعيها المشركون وهي انهم اذا قيل لهم انتم مشركون وتقعون في الشرك. انهم يقولون حاشا نحن ما ما نشرك. نقول اذا ماذا تصنعون؟ تقولون نحن فقط نطلب نحن فقط نطلبه الشفاعة. اما الله سبحانه وتعالى فاننا نعبده ونتوجه اليه بالعبادة. لكن هؤلاء لهم جاه ومكانة. النبي والولي والصالح هؤلاء لهم مكانة فنحن انما نسألهم ماذا؟ الشفاعة. فاراد الشيخ رحمه الله ان ينبه الى ان هذا الاعتقاد من حقيقة الشرك وان هذا الذي تفعلون يجعل حالكم يجعل حالكم كحال المشركين الاولين سواء ما خرجتم عن حالي المشركين. تقولون نحن لا نشرك. انما نطلب الشفاعة اراد الشيخ ان يقول هو يقول هذا هو هذا هو الشرك. وانتم في هذا ها مشابهون المشركين الذين كفرهم النبي صلى الله عليه عليه وسلم وقاتلهم. فلم اه عديد يتعلق بهذه القاعدة. وجده ان شاء الله الى بعد الصلاة واذا اه ولذا فالان لاجل ان تستعدوا للصلاة ولنا تتمة باذن الله بعد المغرب والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين