الكلام ده الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد. اه نكمل بعون الله جل وعلا ما تقدم الحديث فيه وهو قاعد وقد علمنا ان الشيخ رحمه الله اراد ان ينبه بها لا ان ما عليه هؤلاء المشركون من زعم انهم ما وانما كانوا يطلبون القربة والشفاعة ان هذا زعم باطل. وانهم بهذا الزعم وهذا الاعتقاد قد وقعوا في الشرك وان حالهم كحال المشركين الذين كفرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم قال رحمه الله انه يقولون ما دعوناه وتوجهنا اليه الا لطلب والشفاعة. هؤلاء المشركون الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم. كان هذا شأنه وهذه حاله يتوجهون بالعبادة لغير الله طلبا للقربة والشفاعة. والمراد بالتربة انه يسعون بتقربهم الى الهتهم ان تقربهم الى الله فيكونون قريبين من الله وقريبين من رحمته هكذا ظنوا فهم بتقربهم لالهتهم يتقربون الى الله من خلال تقريب الالهة لهم عند الله. والدليل على هذا اية الزمرة الا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم. لاحظ انه حذف الخبر. ذلك بوضوحه الذين اتخذوا من دون الله اولياء يقولون لا نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. وجاء هذا ايضا لقول الله سبحانه ولقد اهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الايات لعلهم لعلكم وصرفنا الايات لعلهم يرجعون. فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله بل ضلوا عنه وذلك افكه وما كانوا يفترون. الذين اتخذوا من دون الله وكلمة الهة هي اه بدل عن الذين يعني هل نصر هؤلاء المشركين؟ هذه المعبودات التي توجهوا بها الى الله سبحانه وتعالى هنا نحتاج الى ان نصنع هلا نصرته؟ فهم جعلوها الهة لكونها لكونهم ارادوا بها ان تكون مقربة لهم الى الله. فكلمة قربانا ها هنا الصحيح انها حال فهم اتخذوها الهة حال كونها تقربهم الى الله عز وجل قربانا وزلفا في زعمهم فهذا عن القربة قال ودليل الشفاعة قوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. يعني القوم ظنوا او زعلوا ان الله سبحانه وتعالى لا يمكن الوصول اليه مباشرة. بل لابد من اتخاذ الوسائط. والشفعاء لاجل ان توصل الى الله سبحانه وتعالى. وهذا له في زعمهم سببا اولا من جهة الادب يقولون الادب الا تتوجه بالسؤال لذي السلطان مباشرة ان تتوجه لمقرب عندهم في رفع حاجتك ويشفع لك عنده. والامر الثاني ان اتخاذ هؤلاء الشفاءات انجح في تحصيل المقصود. فمن في السؤال والحاجة الى ذي السلطان مباشرة لربما اجاب ولربما لم يجبه لكن المؤكد انه اذا رفع الحاجة اليه مقرب عنده احد واحد الذين يحبهم فانه آآ سوف يتحقق لك مقصودك قطعا. هكذا زعم قاسوا هذا القياس الفاسق الذي هو في حقيقته ظنوا السوء لله جل وعلا. وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم اصبحتم من الخاسرين. الامر كما قال ابن القيم رحمه الله فالشرك تعظيم بجهل مع قياس ربي مع قياس الرب بالامراء والسلطان. ظنوا بان الباب لا يغشى بدون توسط الشفعاء والاعوان. قياس فاسد. جعل الله سبحانه وتعالى هذه كهؤلاء السلاطين في الدنيا يحتاجون الى من يرفع اليهم ويشفع عندهم. اهذا الذي كان من هؤلاء يتقربون؟ لهذه المعبودات من دون الله جل وعلا لاجل ان تقربهم الى الله سبحانه وتعالى. اذا هؤلاء المشركون منهم من كان يعلو هذه الالة. فيتخذها مقربة له عند الله منهم من قصد الشفاعة في عبد غير الله لاجل ان تشفع له عند الله. وشيخ الاسلام رحمه الله جعل هؤلاء شيخ الاسلام ابن تيمية في غير موضع من كتبه جعل هؤلاء صنفين قوم يعبدون غير الله طلبا للزلفة والتقريب وقوم يعبدون غير الله طلبا للشفاعة. ولا مانع ان يكون الامر حاصل اه في هذا وهذا جميعا في حالة واحدة او لاشخاص معينين. واضاف فهذا صنفا ثالثا وهم الذين يعبدون غير الله لمجرد المحبة الخالصة. دون شيء اخر وذكر شيخ الاسلام ان هؤلاء هم الذين جاء فيهم قوله تعالى ومن الناس من يتخذون من دون الله اندادا يحبونه كحب الله. فهؤلاء ما كانوا يقصدون لا زلفى ولا شفاعة وانما كان الامر محبة خالصة لغير الله سبحانه وتعالى. فكانوا مشركين بهذا لكن على كل حال الغالب على هؤلاء يجمع بين هذه الامور الثلاثة انهم يعبدون غير الله لاجل ان تقربهم الى الله ولاجل ان تكون شفيعة لهم عند الله والحاصل انه كانوا يحبونها كحب الله سبحانه وتعالى. ثم استقرض الشيخ رحمه الله بيان ان الشفاعة شفاعة شفاعة وفية وشفاعة مثبتة. هذا التقسيم بحسب ورود الشفاعة في القرآن. بمعنى الشفاعة بحسب ورودها في القرآن جاءت تارة اثبتت مثبتة وتارة منفية. هكذا اذا ذكر العلماء ان الشفاعة شفاعتان مرادهم انه بحسب الورود في القرآن جاءت تارة مثبتة وتارة من في كونها منفية يعني دل الدليل على انها لا تكن ولا تحسد ولا تقع في الاخرة التي نريدها هي الشفاعة عند الله سبحانه وتعالى. وهي نوع من الدعاء والغالب في بحثها عند علماء الاعتقاد ان يراد بها الشفاعة التي يكون في الاخرة فهؤلاء المشركون كانوا يتوجهون لغير الله سبحانه وتعالى عبادة لاجل ان تشفع عند الله سبحانه وتعالى في الاخرة. وهذا هو الغالب على اكثر المشركين قديما وحديثا طلب الشفاعة هو الغالب عليهم وهو السبب الحافز لهم الى الوقوع في الشرك انهم يطمحون الى نيل الشفاعة من هؤلاء. فالتقرب اليهم بالعبادة آآ يعطفون على هؤلاء فيشفعون لهم عند الله فتنالهم رحمة الله سبحانه طبعا هذا بالنسبة لهؤلاء المشركين المنتسبين الى هذه الملة. اما المشركون الاولون فالغالب عليهم انهم كانوا يطلبون الشفاعة في امور الدنيا. انهم كانوا منكرين للاخرة. غالبية المشركين كانوا منكرين للبعث فلا دار اخرة في اعتقاده انما كانت الشفاعة لاجل تحصيل المآرب الدنيوية المقصود ان هذه هي الشفاعة المنفية. اما الشفاعة المثبتة فهي التي اه جاءت الادلة اثباتها بالكتاب والسنة وان ثمة شفاعته تكون يوم القيامة عند الله جل وعلا من الانبياء الملائكة والمؤمنين هؤلاء هم اصناف الشفعاء عند الله عز وجل يوم القيامة. وهذه الشفاعة انواع دلت الادلة عليها. المقصود ان هذه هي الشفاعة في النصوص ترى ارتجعت اوفيتك لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة. وتارة جاء بيان انها اه لا تنفعوا نفوسا شفاعة عند الله جل وعلا. وتارة جاءت اثبات شفاعة باذن الله عز وجل. وتارة باثبات ان الشفاعة كلها ملك لله جل وعلا والغالب ان اثباتها يكون استثناء ولا يشفعون الا لمن ارتضى الشفيعي الا من بعد اذنه. من ذا الذي يشفع الا باذنه. فكونها تأتي تارة منفية وتارة مثبتة على على سبيل الاستثناء في حق من اذن الله له او من رضي الله عنه هذا يدلك على اصل عظيم لابد من استحضاره في مسألة الشفاعة. وكثير من الناس غافلون عنه. ووقعتم هذه الغفلة في واد سحيق من الضلال. وذلك هو الفرق بين الشفاعة في الدنيا وشفاعة المثبتة في الاخرة. الشفاعة التي يعقلها الناس ويعرفونها في الدنيا. يتعاملون بها في هذه الحياة هذه ليست هي المقصودة. وليس هكذا تكون الشفاعة عند الله في الاخرة. يجب ان يزول من قلبك كل ظن ان الشفاعة عند الله سبحانه وتعالى من جنس الشفاعة الدنيوية. التفريق بين هذا وهذا تفريق يوضح لك حقيقة التوحيد وحقيقة الشرك. الشفاعة التي يعرفها الناس يتعاملون بها في الدنيا التوسط آآ لدى ذوي الشعب. ببعض الشفعاء هذا هو المقصود كما يتعامل الناس به اليوم هذه الشفاعة شفاعة منفية. هذه يقال فيها لكنه لا شفاعة في الاخرة على هذا النحو لا شفاعة فالفروق فروق بينة عظيمة بين الشفاعة التي يعهدها في الدنيا والشفاعة التي تكون في الاخرة. ويمكن ذكر بعض الفروق على سبيل التمثيل فاولا الشفاعة في الدنيا. الشافع فيها مؤثر محرك بل ربما كان امرا مكرها ليست هكذا الشفاعة التي تكون عند الله جل وعلا. في الدنيا يشفع الشافعي عند المشفوع عنده عند صاحب الشأن والقرار. فيؤثر فيه ويغير في رأيه بل ربما حمله حملا ورغما عن انفه الى ان يقبل من هذا الذي يظن ان ذلك يكون عند الله سبحانه وتعالى. بل الشفاعة في الاخرة الله سبحانه وتعالى هو الذي حرك الشافع فيها. وليس ان الشافعي هو الذي حرك واثر في الله سبحانه وتعالى فهذا اما ان يكون نوعا من النفع او نوعا من الضر في حق الله سبحانه وكلاهما من ثياب الله جل وعلا يقول في الحديث القدسي يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ثانيا ان الشفاعة في الدنيا يعلن فيها الشافع المشفوع عنده بما لم يكن يعلمه. اما بحال المشفوع فيه او بمآلات قبول الشفاعة او بمآلات رفضها او ما الى ذلك. ومن ذا الذي يظن ان الله سبحانه وتعالى يجهل شيئا فيعلمه الشافع به تعالى الله عن ذلك. اللهم وسع كل شيء رحمة وعلما ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما. والله بكل شيء عليم. ولا يحتاج الى شافع يعلمه بشيء. والامر الثالث ان اصول الشفاعة ان اصول المقصود بالشفاعة في الدنيا يكون بمشاركة بين الشافعي والمشفوع عندهم اليس كذلك؟ يعني لو جاء انسان عند اخر فقال له اشفع لي عند هذا المسؤول فذهب اليه وشفع عنده وطلب منه ان ينجز طلب ذاك المشفوع له. فاذا انجز فالنتيجة قد حصلت وهذا الانجاز قد حصل بماذا؟ بمشاركة بين بين الشافعي ها والمشفوع عنده فثمة شراكته حصلت فكانت النتيجة. والله سبحانه وتعالى واحد لا شريك له وودهم لا شافع لهم. فكل شيء منه واليه وحده لا لا شريك له. الامر الرابع ان قبول الشفاعة في الدنيا من المشروع عنده لا تكون الا عن حاجة اما رغبة واما رهبة. فلا يقبل المشفوع عنده شفاعة الا وله حاجة الى هذا القبول. اما حاجة مثلا الى اجر من الله سبحانه وتعالى ان كان او كان بحاجة الى شيء يحصله من المشروع عنده او من غيره بسبب قبول هذه الشفاعة. وقد يكون ذلك لخوف وهو يرهب من عدم هذا القبول شيئا ما لان الغالب يا اخوة على الشفاعة الدنيوية انها لا تخرج عن نوعين اما ان تكون شفاعة محبة او ان تكون شفاعة وجاعة. شفاعة المحبة ان يشفع المحبوب عند محبه. كابن عند ابيه او امرأة عند زوجها او صديق عند صديقه. فالمشفوع عنده يطلب اه استمرار وزيادة ود هذا الحبيب بقبول الشفاعة. او يخاف انه اذا رده ان يتغير قلبه عليه او تكون شفاعة وجاهة ان يشفع الوجيه عند صاحب الشأن يشفع وزير عند سلطان او رئيس الجندي عند حاكم فهو يطلب بقبول الشفاعة ولا يرغب في ولائه او يخشى اذا رده ان ينقلب عليه مثلا او يتغير عليه ان يذهب الى غيره تلحظ انه لا تقبل الشفاعة في الدنيا من المشروع عنده الا ها؟ حاجة اما رغبة واما والله سبحانه وتعالى هو الغني. الله جل وعلا لا حاجة له الى شيء من عباده الامر الخامس ان الشفاعة الدنيوية الغالب فيها ان يكون اعتماد المشفوع له على الشافع دون المشفوع عندهم. لانه هو الاساسي هو المبدأ في حصول المقصود. اليس كذلك؟ تجد انه التفت قلبه الى الشافعي وليس المشفوع وليس الى المشفوع عند والله سبحانه وتعالى هو الذي يجب ان يكون منتهى قصد كل انسان وهو الذي يجب ان يكون الاعتماد والتفويض عليه سبحانه وتعالى لا على غيره والامر السادس ان الشفاعة في الدنيا لا تفتقر الى اذن من المشهور عنده للشافع اليس كذلك؟ انما في الشفاعة الدنيوية سواء كانت شفاعة حبيب او تجد انه يهجم عليها هجوما. ويتقدم بها بين صاحب بين يدي صاحب الشأن رأى ام ابى حتى لو كان كارها ان يشفع عنده احد تجد انه ماذا يكلمه فيه ويتوسط فيه ويشفع عنده فيه وشأن الله عز وجل اعظم من ذلك. فلا يشفع احد عند الله حتى يأذن سبحانه وتعالى بذلك اذنا شرعيا واذنا كونيا. بل حتى يأمر الله عز وجل الشافع ان يشفع. شفاعته للاخرة شأن اخر يشفع لان الله امره ان يشفع. يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع. وآآ الله اعظم من ان يتكلم عنده او يشفع احد الا باذنه. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه هذا اه كلام عظيم فيه نفي مشوب بالتحدي من ذا الذي يجرؤ على ان عند الله عز وجل دون ان يأذن الله. وشفاعة في الدنيا لا تفتقر الى اذن المشفوع عنده. والامر السابع ايضا ان الشفاعة في الدنيا لا تستلزم رضا المشفوع عنده عن المشفوع فيه. بل ربما يشفع لشخص لا يرضى عنه مشكور عنده. لكن يقبل الشفاعة رغما عنه كما تقدم. اما شأن الله وعظمة الله. تقتضي خلاف لا يمكن ان يشفع عند الله عز وجل الا لمن ارتضى ولا يشفعون الا لمن ارتضى الامر اه الثامن انه يكثر ساعات الدنيوية ان يهمل المشفوع له تحصيل السبب لانجاز المقصود اعتمادا على الشفاعة. اليس كذلك؟ عنده واسطة قوية. ولذلك يضعف ويتكاسل من تحصيل السبب الذي به ينال مراده اما في الشفاعة النصراوية آآ لابد من تحصيل السبب وهو التوحيد. ولذلك لا يمكن ان تكون شفاعة لمشرك. مشركون لا تنفعهم شفاعة والشافعي فما تنفعه شفاعة الشافعي. فما لنا من شافعين؟ والشفاعة لا تكون الا لاهل التوحيد والامر التاسع ان الشفاعة في الدنيا لا تفتقر الى حاجة الشافعي الى المشفوع عنده. ويشفع لاحد مع كونه مستغنيا. عن هذا المشروع عنده لكنه يشفع. اما لاجل تحصيل غرض دنيوي او طلبا للاجر عند الله عز الشافعي في الحقيقة ماذا؟ شافع ها مستغن ام مستقر؟ اجيبوا يا جماعة مستغني الشافع يشفع شفاعة مستغن هكذا في الدنيا. اما في الاخرة الكل مفتقر الى الله سبحانه وتعالى. والشافع يشفع عند الله عز وجل باذنه. مع افتقاره الى الله جل وعلا لا يمكن ان يخرج عن وصف العبودية وانه عبد مطيع لله سبحانه وتعالى مفتقر اليه في كل شيء. فهذه بعض الاوجه التي تبين لك الفرق بين الشفاعة في الدنيا والشفاعة في الاخر لابد ان يزول من القلوب اي ظن لان الشفاعة التي تكون في الاخرة من جنس الشفاعة التي تكون في الدنيا ولذلك لما ظن القبوريون ان من غلوا فيهم من السادة والاولياء والانبياء يشفعون كالشفاعة التي تكون في الدنيا. بمعنى انهم يشفعون متى كيف شاؤوا لمن شاؤوا. وقعوا في الشرك. صارت قلوبهم معلقة لهؤلاء الشافعين وليس بالله جل وعلا. حتى قال قائلهم ان لم تكن في معادي اخذا بيدي فضلا والا فقل يا زلة القدم قلبه معلق بمن؟ بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم. مع ان الله جل وعلا مع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس له من الامر شيء. وقد تقدم لك الحديث حديث ابي هريرة في الصحيحين. حينما ذكر وعظمه. واخبر ان من من ان منهم من يأتي يوم القيامة وعلى رقبته شاة لها فضاء. ذكر البعير وذكر البقرة. قال قولوا يا محمد اغثني. يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا املك لك من الله شيئا. لا املك لك من الله شيء قد ابلغتك كانت وظيفة النبي صلى الله عليه وسلم هي من؟ البلاغ. وقد حصل يوم القيامة يقول اغثني فيقول النبي عليه الصلاة والسلام ماذا؟ لا املك لك من الله شيئا. لان الامر ليس بيده بل الله سبحانه وتعالى هو الذي يحد له حدا ليخرجه من النار اليس كذلك؟ ليس هو الذي يشفع فيمن يشاء اما اذا تقدم بالشفاعة بين يدي الله عز وجل واذن الله له فيها. الله سبحانه هو الذي ايش؟ يحد له حدا فيخرجه من النار. اذا الامر كله من الله والى الله. يا اخوة موضوع الشفاعة لابد ان تستحضر فيه اربعة اصول لا تغب عن بالك فانه بها تبين الفرق بين التوحيد والشرك. اولا فرق بين الشفاعة في الدنيا والشفاعة في الاخرة. وهذا ما تقدم. ثانيا ان قل لله الشفاعة جميعا هذه اية عظيمة ولها شأن في قلوب اهل التوحيد. فانها تنزع جذور الشرك من قلبي قل لله الشفاعة جميعا. فالامر فيها ابتداء وانتهاء الى الله سبحانه وتعالى الله جل وعلا هو الذي اهل الشافع لاجل ان يشفع. وهو الذي اذن للشافعي ان وهو الذي امر الشافع ان يشفع وهو الذي خلق فعله وهو الذي اهل المشفوع فيه لان يشفع فيه. وهو الذي اذن بالشفاعة. ثم هو الذي تفضل بقبول الشفاعة ثم هو الذي عين المشفوع فيهم. اذا الامر كله ما من الله والى الله. حقيقة الامر كما قال ابن القيم في كتابه العظيم اغاثة وبالمناسبة يا اخوة هذا الكتاب في هذا الموضوع اه قد احسن فيه المؤلف ما شاء الله ان يحسن. فقد فيه فصلا عظيما في بيان حقيقة الشفاعة لا تكاد تجده في غيره وهو فصل نفيس جدا في بيان الشفاعة. ومما قال رحمه الله فحقيقة الامر ان الله شفع من نفسه الى نفسه يرحم عبده. هذه حقيقة الشهادة. بالتالي يجب ان تنتزع يجب ان تنزع من القلوب كل التعلقات بغير الله سبحانه وتعالى في حصولها. الرغبة يجب ان تتوجه الى الله سبحانه وتعالى في حصول الشفاعة بخلاف اولئك المشركين. وحقيقة الشفاعة ان الله اراد اكرام الشافعي ورحمة المشهورين فلذا اقام الشافعيين كرامة لهم ورحمة صاحب العصيان هذه هي الفائدة من الشفاعة ان الله ايش اكرام الشافعي. وان تكون الشفاعة سببا ها؟ لرحمة المشفوع فيه فهذه من حكمة الله سبحانه وتعالى ان جعل هذا سببا لذلك. الامر الثالث فرق بين من دونه والشفيع من بعد ابنه. فرق بين الشفيع من دون الله سبحانه وتعالى. قال ام اتخذوا من دون الله شفعا؟ وهناك شيء اخر وهو الشفيع ايش من بعد اذنه جل وعلا ما من شفيع الا من بعد اذنه. فالاول هو الذي ظنهم مشركون في من اتخذوه شفاعا. اتخذوا شفعاء من دونهم. وما اهل الايمان والتوحيد فانهم اعتقدوا ان الذي يكون في الاخرة شفاعة من شفيع ها باذنه بعد ان يأذن الله سبحانه وتعالى له الفرق بينهما هو الفرق بين المحرك تحرك هو فرق بين من اعتقد مؤثرا ومن اعتقد فيه انه مؤثر فيه بين من اعتقد شريكا مع الله. ومن اعتقد عبدا مطيعا لله. انتبه ليه الفرق بين الامرين الامر هو الاصل الرابع والاخير لا حظ للشفاعة الا لاهل التوحيد لاحظ في الشفاعة الا لاهل التوحيد. في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة مجابة فتعجل كل نبي دعوته واني اختبأت دعوتي شفاعتي لامتي يوم القيامة فهي نائلة ان شاء الله من مات من امتي لا يشرك بالله شيئا. اذا السبب الذي تنال به الشفاعة يوم القيامة هو التواب والعجيب ان قلوب المشركين تعلقت بالشفاعة ومن خذلانهم اتخذوا السبب الذي حرموه به. حرموا هذا الشيء بهذا السبب. الا وهو الشرك عملوا بنقيض مقصودهم. لما اشركوا حرموا الشفاعة. مع انهم ما اشركوا الا الا طلبا لهم. نعوذ بالله من الخذلة يريدون الشفاعة فاشرفوا فكانت النتيجة ها حرمان منها نسأل الله السلامة والعافية اذا هذه اصول اربعة لابد من استحضارها يا اخوة في هذا الموضوع. وبه يستبين آآ حال اهل التوحيد اهل الشرك وتنكشف بتوفيق الله شبهة اولئك المشركين. قال الله. فالشفاعة المنفية ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله الشيخ كما تقدم داعية الشيخ جالس الناس ويخالطهم ويدعوهم ويسمع منهم ويعرف ما يقع من المخالفين للتوحيد فاراد ان يبين لنا ان الشفاعة التي نفيت في النصوص هي هذه التي تقع من هؤلاء المشركين. حينما يتوجهون الى الاموات عند قبورهم او بعيدا عنها فيسألونهم الشفاعة عند الله سبحانه وتعالى. فقال لنا هذا الذي ترونه او تسمعون به هذا هو ما نفي من من الشفاعة. هذه لا يمكن ان تكون شفاعة. قال رحمه الله ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله. تطلب من غير الله من اولئك الاموات. اه من تلك القبور. فيما لا عليه الا الله فالشأن في الشفاعة كله لله سبحانه وتعالى. وهؤلاء الذين دعوا وهؤلاء الذين لنستغيث بهم بشأن الشفاعة استغيثوا بشيء لا يقدرون عليه ولا يملكونه. فاراد رحمه الله ان ينبه الى هذه القضية المهمة وهي ان هذه الشفاعة المنفية تعلقوا بهؤلاء لذلك نقرر ائمة الدعوة في مواضع ان الشفاعة المنفية ما كان فيها شركه. ما كان فيها يعني هي التي يطلبها اولئك المشركون. بشركهم بالله سبحانه وتعالى. فلا يحصلون مقصودهم ولا تكون لهم شيء يوم القيامة اريد ان اشير هنا الى ان ما ذكره رحمه الله اه نوع من انواع الشفاعة الموفية وثمة اشياء اخرى لكن الشرك ما ذكرت لك عقد هذه الرسالة لغرض وهو كما قدمت التنبيه والتحذير لشبه المخالفين. آآ فمن الشفاعة المنفية لكم وهي الشفاعة الشركية التي تطلب من غير الله سبحانه وتعالى. الشفاعة كلها لله. وهي حق خالص ثم طلبها من غيره شرك. ثانيا الشفاعة في الكفار والمشركين هؤلاء لا شفاعة فيهم وما تنفعهم شفاعة الشافعين. فما لنا من شافعين. الامر الثالث اه الشفاعة التي يظن ان التي يظن انها تكون بلا اذن من الله. فالشافع في ظن الذي يطلب الشفاعة ان له اذلالا على الله. ومنزلة ومكانة حيث انه يشفع متى شاء لمن يشاء وهذا الذي جاء نفيه في كتاب الله عز وجل في مواضع عديدة عند الذي يشفع عنده الا باذنه. والامر الرابع ما قد لك وهو الشفاعة التي هي من جنس الشفاعة الدنيوية. هذه ايضا شفاعة ماذا؟ منفية ان يظن ان الشفاعة التي تكون عند الله جل وعلا يوم القيامة من جنس الشفاعات الدنيوية. هذا ايضا شيء خفي غير ثابت لا يكون ولا يقع. فهذه اربعة انواع من الشفاعة التي نفيت في النصوص. وانبه هنا الى شبهة يدعيها بعض اه او كثير من اولئك القبوريين في شأن موضوع الشفاعة يقولون ما قلتموه حقا. وانهم لا يجوز لاحد ان يسأل شيئا قد آآ كان حقا لله جل وعلا وملكا له ولكن نحن انما نسعوا يسألون عن بيع النبي عليه الصلاة والسلام او احدا من اخوانه يسأله السادة والصالحين يسألون شيئا ملكهم الله عز وجل اياه. وعليه فنحن لا نسأل شيئا اه هو لله جل وعلا فحسب انما الشفاعة لله ولكنه ملكها ها هؤلاء الشفعاء فنحن بالتالي نسألهم شيئا ها يملكونه وهذا كلام باقر. ويتبين بطلانه من وجوههم اولا ان هؤلاء المشركين يدعون ان هؤلاء الشفعاء اه مالكون للشفاعة؟ فنقول لا شك انه في حال الدنيا في حال السؤال الذي وقع الاغاثة التي حصلت في هذه الحال لم يكونوا مالكين للشفاعة لان الشفاعة موضعها متى؟ ها؟ في الاخرة اما في الدنيا فليسوا مالكين لها انما يؤذن لهم بها في الاخرة. هذا واحد. الدنيا هؤلاء الاموات اه وان كانوا صالحين قد انقطع عملهم ولا يملكون شيئا اذا مات ابن ادم انقطع عمله وهذا ليس من هذا واحد. الامر الثاني ليس كل من الامر الثاني ليس كل من وعد شيئا في الاخرة جاز سؤاله اياها. فالنبي عليه الصلاة والسلام قد وعد المنزلة العالية الرفيعة في الجنة. هل يجوز لاحد ان يأتي الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيسأله هل المنزل لا ليس له ان يقول ذلك باتفاق المسلم. اذا ليس كل من وعد شيئا في الاخرة جاز لاحد ان يسأله ان يسأله في الدنيا اياه. الامر الثاني ان نقول. ومن قال لا ومن قال لكم ان الشفاء في الاخرة ايضا مالكون للشفاعة. انما هم ماذا مأذون لهم بها. يأذن الله عز وجل لهم بها بل يأمرهم ان يشفعون. ومن كان كذلك لم يكن مالك بدليل ثبت في الصحيحين في حديث الشفاعة الطويلة ان النبي عليه الصلاة والسلام يستأذن على ربه فيؤذن له يثني على الله عز وجل قائما ثناء طويلا يحمده بمحامد يفتحه عليه سبحانه وتعالى في ذلك المقام. ثم يخر ساجدا فيحمد الله عز وجل بمحامد عظيمة. ثم يقول الله عسى وجل له يا محمد ارفع رأسك وقل تعطى وقل وقل يسمع وسل تعطى واشفع تشفع طيب هذا يكون في المرة الاولى. ثم في المرة الثانية هذا يقع من النبي عليه الصلاة والسلام كم مرة يا جماعة؟ يقع اربع مرات يتردد الى ربه سبحانه ثم يحد الله له حدا فيخرجه من النار ثم يعود. يقرأ كم مرة؟ اربع مرات. طيب في المرة الثانية ماذا يقع من النبي عليه الصلاة والسلام؟ يقع كما وقع في المرة الاولى. يثني على الله ويسود فيقول الله ارفع رأسك الى اخره. اسألك الله اهذا فعل من هو مالك؟ اجيبوا يا جماعة. لا والله لو كان مالكا لكان مباشرة ماذا؟ توجه بالشفاعة لانه قد اصبح ماذا؟ مالكا لها لكنه لا يفعل. حتى يأذن الله له بها بل حتى يأمره الله عز وجل ان يشفى. طيب في المرة الثالثة يهجم مباشرة على الشفاعة لا يفعل نفس الفعل وما هكذا حال المالكي للشفاعة. الامر الرابع لو كانت الشفاعة من الله عز وجل عفوا لو كانت الشفاعة باذن الله عز وجل تملي كان للشافع لما كان الله عز وجل هو الذي يحد له الحد الذي يخرجه من النار. صح ولا لا لو كان مالكا لها فالمالك يتصرف في ما يملكه بمشيئته صح ولا لا؟ لانه مالك صح ولا لا؟ يعني ما هي خاصية الملكية؟ حرية التصرف التصرف كما يشاء خلاص هو مالك لا يشفع فيمن يشاء لكن هل هذا هو الذي وقع؟ هل هذا هو الذي يقع؟ هل هذا هو الذي جاء في المسلم؟ او ان الله عز وجل هو الذي له حدا فيخرجهم من النار. في المرة الاولى يقول له اخرج من كان في قلبه مثقال شعيرة من ايمان. المرة الثانية من كان في قلبه مثقال حبة او قال ذرة من ايمان. في المرة الثالثة يقول اخرج من كان في قلبه ادنى ادنى مثقال حبة حبة خردل من ايمان. اذا الله عز وجل هو الذي ايش؟ هو الذي يحد له حدا ليخرجه من النار. مرة رابعة يقول ائذن لي في من قال لا اله الا الله. فلا يأذن الله عز وجل له بذلك بل يخرجهم بمحض رحمته سبحانه وتعالى اذا هذا دليل على انه لم يكن ماذا؟ مالكا لها وسؤالكم هذه الشفاعة؟ سؤال ها؟ لغير مالك بل لشيء لا يملكه الا الله سبحانه وتعالى. ولذلك قلت لك في غير هؤلاء الذين يحدهم الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك لهم شيئا. في حديث ابي هريرة الذي قلته لك قبل قليل. ماذا يرد النبي صلى الله عليه وسلم لمن قال له اغثني ماذا يقول؟ ها؟ لا املك لك من الله شيئا. اذا لم يكن ها؟ مالكا للشفاعة اه الامر الخامس والاخير وهذا الذي يقطع اه كل شبهة تتعلق بهذا الموضوع كيف يكون ما ذكرتم حقا؟ والله جل وعلا يقول قل لله الشفاعة جميعا الشفاعة ملك لله سبحانه وتعالى. وادعاء ان احدا آآ غير الله ان احدا غير الله عز وجل يملكها هذا هو حقيقة الشرك. والله سبحانه وتعالى اعلم. الخلاصة هذه القاعدة فيها رد على من زعم ان من توجه في العبادة لغير الله عز وجل كحال المشركين في القديم والحديث اه ليس مشركا لانه مجرد ماذا؟ طالب لانه مجرد طالب للشرك وهذا ليس شركا يبين الشيخ رحمه الله ان هذا شرك وان هذا كحال المشركين الاولين والله عز وجل اعلم احسن الله اليكم. القاعدة الثالثة ان النبي صلى الله عليه وسلم صار على اناس متفرقين في عباداتهم منهم من يعبد الشمس والقمر ومنهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد الانبياء والصالحين ومنهم من يعبد الاشجار والاحجار وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفرق بينهم والدليل قوله تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله. فدليل الشمس والقمر قوله تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر. واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون ودليل الملائكة قوله تعالى ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة هؤلاء اياكم كانوا يعبدون. قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم. بل كانوا يعبدون الجن اكثره اكثرهم بهم مؤمنون. ودليل الانبياء قوله تعالى واذ قال الله يا عيسى ابن مريم ان تقلت للناس اتخذوني وامي الى عين من دون الله. قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق. ودليل الصالحين قوله تعالى قل ادعوا ان زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا. اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهما اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. ان ابربك كان محظورا ودليل الاشجار والاحجار قوله تعالى افرأيتم اللات والعزى ومن اتى الثالثة الاخرى وحديث وبواقد الليثي رضي الله عنه قال قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حنين ونحن حدثا وعهد بكفر. وللمشركين يعكفون عندها وينوطون بها اسلحتهم يقال لها ذات انواط. فمررنا بسدرة فقلنا ايا رسول الله اجعل لنا ذات انواع كما لهم ذات وانواط. فقال رسول الله صلى الله عليه سلم الله اكبر انها السنن. قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة. بارك الله فيك. هذه القاعدة فارغة وهي ان النبي صلى الله عليه وسلم اه مرحبا وخرج على اناس متفرقين في عباداتهم وما في الحكم بينهم. بل حكم عليهم جميعا. مع اختلاف معدوداتهم واختلاف عباداتهم حكم عليهم جميعا بحكم واحد. بعد تنبيه رحمه الله ان اه طلب الشفاعة بالتوجه بالعبادة لغير الله هو حقيقة الشرك. اراد ان ينبه على بطلان شبهة اخرى. يدعيها المشركون. وما اكثر ما يدندنون حولها. الا زعمهم ان الشرك باطل. ومنكر ولا يجوز جزاك الله خير. و حتى لو كان بمجرد طلب الشفاعة ولكن ما هو الشرك؟ الشرك هو قيادة الاصنام. ونحن معشر الذين تنكرون علينا لا نعبد الاصنام. نحن لا نتوجه الى اللات ولا الى العزى ولا الى بوذا انما نحن نتوجه بالدعاء بالاستغاثة الى الانبياء والى اولياء الى صالحين. وهذا ليس بشرك. اذا هذه القاعدة اراد بها الشيخ الرد على شبهة مفادها ايش؟ ان الشرك مخصوص بعبادة الاصنام التنبه لهذا من الاهمية لما قدمته لك من ان اه المشركين يلبسون كثيرا في هذه القضية. اراد الشيخ رحمه الله بيان آآ بطلان هذه الشبهة بذكر حال المشركين الذين كانوا في السابق. كيف كانوا؟ وما الذي تعامل به النبي صلى الله عليه وسلم معهم قال ان النبي صلى الله عليه وسلم ظهر على اناس متفرقين في عباداتهم. ثم ذكر سبعة معبودات كانوا اه في مجموع من هو في ذاك الوقت يتوجهون اه بالعبادة لهم. قال منهم من يعبد الشمس نعم منهم من كان يعبد الشمس. كما جاء ونقل في كتب التاريخ عن مليار قومي بلقيس انهم كانوا يعبدون الشمس. آآ من العرب من كان يعبد الشمس وعبادة الشمس باقية في الناس الى يوم الناس هذا. هناك فئات هذا العالم اليوم لا يزالون يعبدون الشمس. قال والقمر؟ نعم هناك اناس كانوا يعبدون القمر ونقل في كتب التاريخ ان قبيلة كنانة كان منهم من يعبد القمر. وهذا باق في الناس الى اليوم. طوائف. من المشركين والفلاسفة يعبدون القمر. قال ومنهم من يعبد الملائكة. الملائكة عبدت كثيرا وكانت عبادتها في العرب كثيرة. فانهم وصفوها بانها بان الملائكة بنات الله وان الملائكة بنات الله من سنوات الجن يعني ان الله تعالى عن قولهم وافكهم قد صاهر الجن فولدت الملائكة. فظلوا فيهم واعبدوه من دون الله سبحانه وتعالى. قال ومنهم من يعبد الانبياء والصالحين. منهم من يعبد الانبياء كعيسى عليه السلام والنصارى معروفون كان النصارى في الروم مشهورين وكان بعض العرب قد تنصروا ايضا في جنوب الجزيرة وفي شمالها في نجران هناك نصارى فجاؤوا الى النبي عليه الصلاة والسلام. وكان لهم مع النبي عليه الصلاة والسلام ما تعلمون وكان ايضا في الشمال. كان بعض او كثيرا وكان كثير من تغلب. كانت على دين النصرانية يتنصلون وكانوا يعبدون عيسى عليه السلام. وكذلك كانوا يعبدون امه وهذا مثال عبادة الصالحين. وسيأتي ايضا امثلة العبادة الصالحين في قوله تعالى افرأيتم اللات والعزة الى اخره. قال ومنهم من يعبد الاشجار والاحجار وسيأتي. العزة كانت اشجارا والاحجار ليس بخاف عنكم حال المشركين في عبادة الاصنام والتماثيل وقد كان عند بيت الله عز وجل بل وفي جوفه كثير من الاصنام بلغ الثلاثة ثلاث مئة وستين صنما. يوم فتح النبي صلى الله عليه وسلم من مكة هذا هو الكبير والمشهور ويبقى بعد ذلك ان هناك اصناما كثيرة حتى لا يكاد حتى لا يكاد اه اه يخلو بيت من بيوت المشركين. صنم او اصنام. واول شيء يفعله الواحد منهم اذا قدم من سفر ان يتمسح بهذا الصنم. واول شيء واخر شيء يفعله في بيته هو ايضا التوجه الى هذا صنم. المقصود ان عبادة الاشجار والاحجار عندهم شيء كثير جدا. طيب ما النتيجة؟ اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث والناس الذين بعث لدعوتهم هذه حالهم يعبدون اشياء متعددة ماذا كان من النبي عليه الصلاة والسلام؟ افرق بينه في الحكم؟ وقال انتم تعبدون انبياء واولياء وصالحين ولهم جاه عند الله. انتم لكم حكم خاص لا بأس بفعلكم خلاف الذين عدد اللات والعزى وممات هؤلاء لهم شأن اخر هؤلاء كفار فقط اهكذا كان منه صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام من سنته وسيرته انه ما كانت يفرق بينهم حكمهم ماذا؟ حكم واحد كلهم كفار يشركون. مهما كان حال الذي عبدوه ام لم يكن حيا اكان صالحا؟ اكان طالحا؟ اكان انسيا اكان جنيا كان غير ذلك. كل ذلك ما فرق فيه النبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم النبي عليه الصلاة والسلام ولم يفرق بينهم مع ان هذه المعبودات متعددة تسببت اشياء اخرى ما ذكرها الشيخ معدودات التي كانت في الناس ابان مبعث النبي عليه الصلاة والسلام اكثر من هذا هناك عبادة للكواكب. ذكر ان بعض تميم كانت تعبد الدبران. وكان قالت قريش تتوجه ايضا للشعرة. لذلك قال الله جل وعلا وانه وانه نعم قال وهو انه هو رب الشعر وانه هو رب الشعر. ردا على مقالته وبيانا لبطلان ما كانوا عليه كذلك الجن كان منهم فئام يعبدون الجن اما ربة واما رهبة وانه كان رجال من الانس يعوذون برجالا من الجن. غير النار كان في العرب من يعبد النار. ناهيك عن ما عمن سواهم. ذكر عن بعض تميم انهم كانوا يعبدون النار فشاهدنا المعبودات هذه وغيرها اشياء كثيرة عبدت وكانت سنة النبي عليه الصلاة والسلام مسيرته في هؤلاء جميعا ان الحكم واحد كلهم كفار ومشركون. قال رحمه الله الدليل قوله تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله. المقصود ان لا تكون فتنة والفتنة هي الشرك اذا لابد ان نتنبه الى قاعدة مهمة العلة في قضية الشرك التنديد والتشريك فلا فرق بين شريك وشريك. العلة في قضية الشرك التنديد والتشريك. فلا فرق بين شريك وشك اي شريك يدعى اي شريك يزعم مع الله عز وجل فانه باطل والتوجه اليه شرك. مهما كانت حاله ومهما علت او سفلت منزلته. لان المقصود الا الا تكون فتنة. المقصود لا يكون شرك بغض النظر ها عن هذا الشريك الذي توجه اليه. قال ودليل الشمس والقمر قوله تعالى من اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون. ودليل ملائكة قوله تعالى ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة بالنبيين اربابا هاكا ودليل الانبياء قوله تعالى قوله تعالى ومن قال الله يا عيسى ابن مريم انت قلت للناس اتخذوني وامي الى عين من دون الله. ما يتعلق بعيسى دليل على عبادة الانبياء. وعبادة دليل على عبادة الصالحين. قال ودليل الصالحين قوله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة اقرأ يرجون رحمته ويخافون عذابه. ان عذاب ربك كان محظورا. هؤلاء كثير الذين يدعون يعني هؤلاء الذين تدعونهم من دون الله والحال انهم هم يبتغون الى ربهم الوسيلة. الذين تدعونهم هم يعبدون الذين تعبدونهم هم يعبدون الله. فكيف تعبدونهم؟ وهم عابدون لله. اعبدوا الذي يعبده هؤلاء الالهة هؤلاء الالهة عندكم. وهذه الاية فيها اه قولان منهم من قال ان المقصود بقوله اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم اولئك الذين تدعونهم الحال انهم الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب يرجون رحمته ويخافون عذابه هم آآ الملائكة والمسيح وعزير كما قال هذا ابن عباس رضي الله عنهما تكون الاية على هذا دليلا على عبادة الملائكة وعلى عبادة الانبياء. ماذا قال ابن عباس؟ فسرها بماذا؟ بالملائكة والمسيح وعزير والقول الثاني لابن مسعود رضي الله تعالى عنه انه فسرها بالجن انه فسرها بالجن وذلك ان اناس من الانس كانوا يعبدون طائفة من الجن. فاسلم هؤلاء الجن واستمر اولئك الانس على عبادتهم. مع كون هؤلاء صاروا ماذا؟ عابدين لله وحده لا شريك له ومهما يكن من شيء فهذه الاية تصلح دليلا في عبادة الانبياء. وفي عبادة الملائكة وفي عبادة الجن وفي عبادة غيرهم. العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فكل من عبده معبودا له وهذا المعبود موحد عابدا صادق في عبادته لله سبحانه وتعالى كحال كثير ممن يعبدون اليوم عبد القادر الجيلاني او يعبدون عليا او الحسن او الحسين او فاطمة وغيرهم رضي الله عنه كل هؤلاء ينطبق عليهم ها ما جاء في هذه الاية قال رحمه الله دليل الاشجار والاحجار قوله تعالى افرأيتم اللات والعزى وبنات الثالثة الاخرى اللات هذا اه كان في الطائف والاصل في قصته انه رجل صالح كان يرد السويق للحاج. فلما مات اه غلا فيه اولئك الجهال حتى آآ توجهوا الى قبره ثم مع تماد الحال توجهوا الى الصخرة التي بجوار القبر وكان يجلس عليها. وهذا ما يفسر لك آآ ما جاء في كتب اهل العلم لانه قبر او هو صخرة والصحيح ان كلاهما عبد. فالقدر الذي دفن فيه والصخرة هي التي عظمت من بعده وهي التي كان يجلس عليها. واما العزة فهي ثلاث سمرات شجر السمر اه كانت اه اه بالسيف. منطقة السيل المعروفة بين مكة والطائف وبني عليها على هذه الثمرة الثمرات بناء وضعت عليها استارا عبدت من دون الله جل وعلا. قال ومن اتى الثالثة الاخرى. هذه اقدم هذه الاصنام ثلاثة مشهورة فقيل انه كان صمدا يعني تمثالا قيل انه كان صخرة عظيمة بقديد بين مكة والمدينة والى مكة اقرب. هذه الاية او هاتان الايتان في سورة النجم تصلحان دليلا لعبادة الاشجار والاحجار وبنات اه عبادتها كانت من عبادة الاحجار والعزة من الشجر. وتصلح ايضا دليلا على عبادة الصالحين ليس يخفى عليكم يرعاكم الله ان عبادة الاسماء والاشجار والاحجار مقصودة لغيرها لا لذاتها بمعنى ان اصحابها ما قصدوا ذات وانما ارادوا ان يكون هذا الصنم او ان تكون هذه الشجرة. مثالا يجمعون همتهم عليه ويتصورون معبودهم فيه. ولربما نزلت روحانيات وهذا المعبود فدخلت فيه فرفعت الحاجات الى الله سبحانه وتعالى بعد سؤالها. يعني كان من اولئك يرجع الى شيء من عقله. فانه قد اتخذ هذا الصنم او هذا التمثال على مثال آآ من كان آآ يعظمه كما اخبر الله سبحانه وتعالى لقوله وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواء ولا يغوث ويعوق ونسرا هؤلاء صالحون فبعد وفاتهم نصبوا نصبا لتذكرهم لتذكرهم باولئك الصالحين هكذا الذين جعلوا اصنام للكواكب جعلوا تماثيل للقمر للشمس وما الى ذلك به ان تكون مثالا يجمعون همتهم عليه والا فالحجر نفسه ليس مقصودا انما المقصود ماذا؟ من او الروحانية التي تقع فيه. ومن كان منهم من جهال وسفلة انهم يظنون ان الحجر نفسه ماذا؟ هو المقصود والامر كما ذكرت لك. كذلك استدل المؤلف رحمه الله حديث ابي واقد الليثي في قصة ذات انواط وان من حال المشركين ايضا انهم كان او كانت قلوبهم تتعلق بالشجر فهذا دليل على عبادة ها الاشجار فالشاهد من ذلك هو ان النبي عليه الصلاة والسلام ما فرق في الحكم بين كل هؤلاء الكفار المشركون مهما كانت شأن من يعبد من يعبدون في هذه الامثلة. فالعلة بقضية الشركة التنديد والتشريك فلا فرق بين شريك وشريك. فلو عبد اللات كان شركا لو عبد بوذا كان شركا لو عبد البدوي كان شركا لو عبد القادر كان هذا شركا لو عبد عيسى كان شركا لو عبد حسين كان شركا وقاتلوه حتى لا تكون فتنة لا يكون شرك مهما كان من اشرك مع الله عز وجل به. والعلم عند الله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم القاعدة الرابعة ان مشركي زماننا اغلاظ شركا من الاولين لان الاولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة ومشركوا زماننا شركهم دائم في الرخاء والشدة والدليل قوله تعالى فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم الى والله اعلم تمت بحمد الله. بارك الله فيك وعندي هنا زيادة على هذا الداعي عابد ودليل قوله تعالى من اضل ممن يدعو من دون الله لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. هذه القاعدة الرابعة. نبه ابو عنصر رحمه الله على بطلان شبهته يدعيها القبوريون الا وهي ان الشرك لا يقع بهذه الامة وعليه فما يقع من الطهوريين ليس شركا. ما تدعونه شركا من يقع بالمناسبة ينتسبون الى هذه الامة ويقولون نحن مسلمون. لا يمكن ان يشركوا كل من قال لا اله الا الله ودخل في هذا الدين وانتسب اليه لا يمكن ها ان يقع منه شرك والشرك لا يقع في هذه ثم الشرك نعم صحيح موجود وجاءت الادلة فيه كثيرة ولكنه شيء كان فبان. شيء حصل ومضى وانقضى ولا يتكرر ولا يقع في هذه الامة البتة. كأن الذي جاء في نصوص الوحي من بيان الشرك والتحذير منه. اه التحقيق لحال اهله كل ذلك لا فائدة له لا فائدة منه بالنسبة لنا. مجرد ايش؟ يعني ثقافة نعلم شيء من الواقع التاريخي لكن ان نستفيد من ذلك نحن ونحذر نتنبه لا تكون لان لا تكون عاقبتنا وعاقبتنا كعاقبتهم لا ليس الامر كذلك. الشرك لا يقع في هذه الامة الشرك لا يكون من احد ينتسب الى هذه الامة فالشيخ يقول له بل الشرك ماذا؟ يقع في هذه الامة بل يقع ماذا شرك اعظم مما وقع في السابقين. الشرك في المتأخرين اغلب بشرك الاولين فادعيتموه شبهة لاحضة يستدلون على هذا كما ذكرت لكم حجج بينة وواضحة وادلة راسخة. بعد ذلك يتجاوزونها ولا يقفون عندها يتبعون المتشابهات فيقولون النبي صلى الله عليه وسلم قال ان المشركين ان ان الشيطان قد يأس ان يعبده المشركون في جزيرة العرب. اذا الشرك لا يقع في هذه الامة. وهذا من اسخف الاستدلالات. فاولا هل الشيطان المغضوب؟ هل الشيطان معصوم في ظنه؟ اجيبوا يا جماعة. اما رأى هذا اه الامر العظيم والفتح الكبير دخول الناس في دين الله افواجا دخله اليأس وظن انه لا يعبد في جزيرة العرب. هذا وجه. والوجه الثاني ان يقول ان يعبده المصلون المصلون حقا الذين قاموا بهذه الصلاة على الوجه الصحيح هم اهل التوحيد واهل التوحيد متنبهون لمداخل الشيطان وتلبيساته ولذلك هم بمأمن بتوفيق الله عز وجل من الوقوع في تلبيسه لانهم اهل يقظة واهل علم. فلا عليهم الشيطان فيقعون في الشرك. ثم امر ثالث ان آآ هذا الذي ذكره انما هو تعلق بعبادة الشيطان نفسه. لكن ماذا عن عبادتي؟ آآ البدن وعبادة الحسين فشيء لا تعلق بالحديث به. ثم هل هذه الامة مخصوصة جزيرة العرب يعني القوم نظروا نظرا خاطئا مخصوصا فجعلوه نظرا عاما. يعني نظروا جزئيا فحكموا ماذا كليا. هل امة محمد صلى الله عليه وسلم محصورة في جزيرة العرب؟ نعم. لكن ما الحكم الذي قاله؟ ها؟ الامة لا يحرم فيها الشرك. فعلى كل حال يعني ثمة اجوبة كثيرة عن هذه الشبهة التي لبسوا بها والوقت لا يسرف بسردها. الشاهد من هذا ان مشركي زماننا اغلظ شركا من الاولين وفظاعة ما وقع فيه اكبر مما وقع فيه اولئك الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم. فاذا كان قد حكم على اولئك بالشرك فهؤلاء محكوم عليهم بالشرك ها؟ من اولى لان الحكم يدور مع علته وجودا وعدما. يعني الاول انما حكم عليه بالكفر والشرك بسبب ما وقع منهم. فهذه علة قتالهم وتكفيرهم. اذا كل من وجدت فيه هذه العلة فحكمه حكمه وحكمه. وبين السبب رحمه الله في هذا الذي ذكره وهو ان مشركي زماننا اغلب شركا من الاولين. قال لان الاولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة. كما مضى ذلك وذكرت آآ لك آآ ما فيه والدليل قوله تعالى فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم من البر اذا هم يشركون. فهذا دليل على انهم اذا ركبوا وجاءت الشدة وعظمت المحنة ها هنا ضل من يدعونا الا اياه سبحانه وتعالى صاروا لا يدعون الا الله جل وعلا لانهم يعرفون ويوقنون انه لا ينجيهم مما وقعوا فيه الا الذي بيده كل شيء ومن هو على كل شيء قدير يدعو له وحده دون هذه الالهة المزعومة طيب ماذا عن المشركين والمتأخرين؟ اما مشركون اما المشركون المتأخرون؟ قال ومشرك زماننا شركهم دائما بشرك الرخاء والشدة في كل حال. بل اقول انهم ربما في الشدة اعظم شركا واقول ان صحت العبارة كانوا يخلصون الشرك. ولا يعرفون الله من لا يقع في قلوبهم اي التفات الى الله سبحانه وتعالى. فضلا ان يقع على السنتهم. نعوذ بالله ومن خبر عرف ذلك انه في الشدة كانوا يتوجهون لغير الله سبحانه وتعالى ربما في الرخاء يتوجهون ولغيره. لكن عند الشدة لا يتوجهون الا لغير الله. وذكرت لكم او ذكرت لبعضكم مناسبات ماضية ما ذكره الالوسي رحمه الله عند تفسير قول الله جل وعلا في سورة النحر النحو وما بكم من نعمة فمن الله. ثم اذا مسكم الضر فاليه تجعلون. لاحظ فاليه تجأرون. ما قال تجأرون اليه هذا دليل على انهم ماذا؟ تقديم هذا المعمول فاليه تجهر تجهرون دليل على انهم ماذا؟ يحصرون ويقصرون سؤالهم على الله جل وعلا. لكن ماذا عن المتأخرين؟ الامر بالعكس. ذكر رحمه الله انه ابان شبابه جاءه احد المتمشيخين من القبوريين وقال له اذا نزلت بك النازلة وحلت بك مصيبة فاياك ان تدعو الله. انا لله وانا اليه راجعون. اي يعني قسوة في قلوب هؤلاء اياك ان تدعو الله. فان الله لا يهمه ما نزل بك. ولا يبالي بك. ولكن ادعو الاولياء فانهم يسارعون الى اجابتك. هذا يا اخوتاه ليس كلام هذا الشخص وحده انما هذا لسان مقال ولسان حال كثير من هؤلاء القبوريين المعاصرين. قلوبهم قد عظم فيها هؤلاء الاولياء اكثر مما يعظمون الله سبحانه وتعالى نعوذ بالله فلا يعرفون الله ولا يتوجهون اليه. وذكر الشيخ محمد رشيد محمد اه اه رشيد الرضا في تفسيره اه المنار قصة ايضا يعني حصلت مع وهو ان امرأة نزلت بها مصيبة كانت تصيح يا متبولي يا متبولي. وليد من اولياء الذين اه يعبدون من دون الله جل وعلا وكانت هذه المرأة تعبده. يقول فلما هدأ روعها قلت لها لماذا لم تدعي الله عز وجل لماذا تدعيهم وتبوري؟ فقالت باللهجة يعني بلهجتها المتبولي ما يستناش. يعني وليش؟ لا ينتظر انك تقولي ما ينتظر. اما الله اذا سألته وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم واصبحتم من الخاسرين. هذه حالة يظنون بالله غير الحق يظنون بالله ظن السوء نعوذ بالله فالشاهد يا اخوتاه ان الشركة يمكن ان يقع وما اخطر وما اقربه في هذا الزمان الشيخ رحمه الله قال كلمة مرت بنا سابقا وهي لعل الله ان يخلصك من هذه الشبكة. واليوم الشبكة في الشبكة. الشبكة الشبكة ظالمة. شبكة التواصل شبكة اصطاد من وقعت عليه كحال الشبكة التي تصطاد بها. في الغالب ان الفريسة لا تستطيع الهرب اليوم يصطاد الناس مع الاسف الشديد. حتى من نشأ على التوحيد تجد بفعل هذه الشبكة ومواقع التواصل وما اليها تجد ان كثيرا من النفوس قد امتلأت بالشبه ودخلت عليهم الوان من ذرائع الشرك من شرائح الشرك من اسباب الوقوع في هذه الشبكة قلة العناية بالتوحيد. وقلة عناية ببلانة والركون الى دعوة اننا بحمد الله موحدون. ما حاجتنا الى ان نتكلم في التوحيد وندندن التوحيد والشرك نحذر يا الله العجب من اسباب الثبات على التوحيد الكلام فيه والدعوة اليه وتحذيرهم من ضده. هذا لو كان المجتمع المسلم وانا اتكلم بالعموم لو كان صافيا مائة بالمائة لكان ينبغي ان يكثر من الكلام في التوحيد. وان يكثر من التحذير من ضده. لاجل ان تبقى هذه السلامة ويبقى هذا الخير. هذا النبي صلى الله عليه وسلم كان يبايع كبر الصحيحين يبايع اصحابه الذين هم اهل التوحيد حقا واعظم الناس توحيدا بعد الانبياء يقول لهم بايعوني على الا تشركوا بالله شيئا. فما بالكم بما دونه؟ اقول هذا ان كانت المجتمعات المسلمة السليمة مئة بالمئة. فكيف والامور تشكى الى الله سبحانه وتعالى؟ قد دخلت الدواخل وكثرت الشبه اختلطت الامور وصار الطفل الصغير يطرح عليك شبهه تعجب كيف وصلت اليك؟ والسبب هذا حاضر. تجد انه يدخل حيثما شاء ويعض مما يشاء. وتدخل الى سمعه وقلبه من شبه لا حصر لها سواء تعلقت بالشرك او تعلقت بغير ذلك من انواع الكفر. فالكلام عن والكلام عن تفاصيله والكلام عن الشرك والكلام عن تفاصيله. من الاهمية في مكان الحاجة لابد من البيان ولابد من التحذير اختم يا اخوة ان اقول ان الشيخ رحمه الله ذكر سببا من الاسباب التي جعلته يقول ان مشركي زماننا اغلب شركا من الاولين وذكر هو رحمه الله آآ سببا اخر لهذا الحكم ذكره في كشف الشبهات وهو ان المشركين الاولين كانوا يدعون اناسا صالحين او على الاقل ليسوا كالاشجار والاحجار. اما مشركي زماننا فلربما عبدوا من هو من اخبث الناس واكثرهم عصيانا. وهذا واقع لا شك فيه. اليوم هناك كثير من الناس يعبدون الشيطان. عبدة الشيطان كثر. ودخلوا الى بلاد المسلمين. و اذا لم يكن من شياطين الانس لربما عبدوا اناسا من شياطين الجن. من اخبث الناس. ويدعى انه ولي لله. ويكفيك مثالا على هذا ان تقرأ في ترجمة البدوي. الذي الشرك به من اعظم الشرك على وجه الارض من اعظم الاوثان التي تعبد من دون الله عز وجل. على ظهر الارض اليوم هو يقع عند قبر البدوي من بعض الناس. اعوذ بالله. اقرأ في ترجمة البدوي ان صح انه شخصية حقيقية موجودة ترى عجبا من حاله من فسقه وخبثه وقذارته ومع ذلك هو ولي الاولياء بل القطب الاوحد عند كثير من الناس واضف الى هذا اسبابا اخرى. ذلك ايضا ما قدمته لك وهو ان مشركي قريش وغيرهم من العرب في السابق كانوا مقرين في الجملة بربوبية الله سبحانه وتعالى كما تقدم لكن شركه في الالوهية اما المتأخرون فجمعوا الشر من اطرافه فكانوا مشركين فيه الالوهية والربوبية. وانت اذا فتشت حالهم وجدت من هذا عجبا. ان شركهم في الربوبية شرك عظيم جدا. اذكر اني قرأت قصيدة لاحد اعلام هؤلاء المشركين المعاصرين اه يمدح فيها النبي عليه الصلاة والسلام. والله ما ترك شاذة ولا فاذة الا جعلها من النبي عليه الصلاة والسلام فالذي فلق البحر بموسى هو محمد صلى الله عليه وسلم. والذي اخرج الناقة من الصخرة هو محمد صلى الله عليه وسلم والذي قلب العصا حية هو محمد صلى الله عليه وسلم. والذي شق القمر هو محمد صلى الله عليه وسلم ومشيئته وهلم جر كل ما يعني مر بك ويمر من هذه الامور كلها مرجعها هو الذي المراكب في البحار هو الذي آآ يسهل هذه الدواب لبني الناس هو الذي ينزل المطار وهذا الرجل هو نفسه معدود من كبار الاولياء الذين يعبدون من دون الله مع ما فيه من هذا الشرك الذي كان يتورع ولا يبلغه ابو جهل وابو لهب وميت ابن خلف. انا لله وانا اليه راجعون. واسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يعافيني واياكم من هذه الاهواء وان يثبتنا على التوحيد. نعوذ به ان يشرك به شيئا ونحن نعلم. ونستغفره فيما لا معنى يسأله الثبات على التوحيد يسأله الثبات على السنة. يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد ناديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين