بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شاء ربنا من شيء بعد واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى ال بيته وصحابته وسلم تسليما كثيرا. وبعد ايها الاخوة الكرام فهذا هو والمجلس الحادي والعشرون بعون الله تعالى وتوفيقه من مجالس مدارستنا لكتاب غاية السول في الرسول صلى الله عليه وسلم للامام ابي حفص سراج الدين بن الملقن الانصاري الشافعي رحمة الله عليه وقد وقف بنا الحديث ليلة الجمعة الماضية في اولى مسائل النوع الرابع من الكتاب في الخصائص. وهي الخصائص المتعلقة بالفضائل والكرامات وقد تقدم انها قسمان ما يتعلق بالنكاح وما يتعلق بغيره وهذه المسألة الاولى التي وقف بها الحديث ليلة الجمعة الماضية مسألة تحريم ازواج النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي توفي عنهن تحريمهن على غيره ابدا لقوله تعالى وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابدا وهذه المسألة التي تقدمت بما يتعلق بها من خلاف الفقهاء وتفريعات المسألة وقفنا فيها عند فائدة استطرد فيها المصنف رحمه الله في تعداد ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن مات منهن في حياته. ومن فارقهن ومات عنهن في عصمته صلى الله عليه وسلم وهو معهم وهذا المجلس تتمة لهذا التعداد الكريم الذي فيه ذكر امهاتنا امهات المؤمنين زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم خير ازواج الدنيا واكرمهن قدرا وارفعهن شأنا زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ومن خص فهن الله تعالى بهذه المكانة وهذا الشرف وهذا الشرف وهذه الصحبة المباركة له في الدنيا وفي الاخرة وقد استفتحنا الحديث ليلة الجمعة الماضية بام المؤمنين خديجة رضي الله عنها. وتقدم ذكر نبذة من ما بسيرتها العطرة وها نحن لا نكمل ليلتنا هذه في ذكر ما يتعلق بهذا الباب الكريم. فليلة عامرة ان تطيبوا بذكر امهاتنا زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورضي الله عنهن ورفع قدرهن ففي سيرتهن العطرة ما تحيي النفوس المؤمنة ايمانا وتوكلا وعلما بعظيم ما يخص الله تعالى به ال بيت رميه صلى الله عليه وسلم وما يجب لهن علينا من الحق امة الاسلام صلى الله وسلم وبارك على نبينا ورضي الله عن امهات المؤمنين بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه قال المؤلف رحمه الله وقال الماوردي ثلاثا وعشرين ست متن قبله وتسع مات قبلهن وثمان فارقهن واللاتي متن قبله خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وهي اول نسائه تزوجها قبل النبوة عند مرجعه من الشام. وعمره خمس وعشرون سنة وهي ام اولاده خلا ابراهيم. فانه من مارية القبطية من كورة انصنا من الديار المصرية كان المقوقص اهداها له ولم يتزوج على خديجة حتى ماتت كما هو مخرج في الصحيح وكان موتها قبل الهجرة بثلاث سنين. وهي اول من امن من النساء قطعا وقال صلى الله عليه وسلم في حقها خير نسائها مريم ابن خير نسائها مريم ابنة عمران وخير نساء خديجة رضي الله عنها. وقالت عائشة رضي الله عنها ما غرت على ما غرت على امرأة ما غرت عليها بكثرة ذكر رسول الله اياها قالت وتزوجني بعدها بثلاث سنين. وامره ربه او جبريل ان يبشرها ببيت في الجنة من قصب. رواه البخاري نعم تقدم هذا القدر من كلام المصنف ونقله رحمه الله ليلة الجمعة الماضية. وتقدم ان قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي اخرج الشيخان من رواية علي رضي الله عنه خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة اي خير نساء اهل الدنيا في زمانها كما ذهب اليه غير واحد من العلماء. قالوا وليس المراد ان ان مريم خير نسائها لانه يصير كقولهم زيد افضل اخوته. وقد صرحوا بمنعه لغة فهو كما لو قيل فلان افضل اهل الدنيا وقد رواه النسائي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ افضل نساء اهل الجنة فعلى هذا فالمعنى خير نساء اهل الجنة مريم. وفي رواية خير نساء العالمين. وهو كقوله تعالى واصطفاك على نساء العالمين وظاهره ان مريم افضل من جميع النساء وهذا لا يمتنع عند من يقول انها نبية. وفي هذا خلاف ليس هذا موضع ذكره. ومن لا يقول بنبوته يحمله على عالم زمانها. وبالاول جزم الزجاج وجماعة واختاره القرطبي ويحتمل ان يراد ايضا بنسائها نساء بني اسرائيل او نساء زمانها يعني في تلك الامة. او من فيه مضمرة والمعنى انها من جملة النساء الفاضلات ويدفع ذلك حديث ابي موسى المتقدم بصيغة الحصر انه لم يكن من النساء غيرها وغير اسية وعلى كل فالمقصود ذكر فضيلة ثبتت لمريم ابنة عمران في زمانها ولخديجة بنت خويلد رضي الله عنها في في زمانها وهذا مما يذكر في مناقب ام المؤمنين خديجة رضي الله عنها. وحسبكم ان امنا عائشة رضي الله عنها انها الحبيبة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وعن ابيها قد وجدت من مكانة امنا خديجة رضي الله عنها في قلب نبينا صلى الله عليه وسلم ما حملها على غيرة شديدة تقول فيها ما غرت على امرأة ما غرت عليها وعللت ذلك بقولها من كثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم اياها وفي الباب تتمة لقول المصنف ونقله فيما يتعلق بمناقب امهات المؤمنين رضي الله عنهن وقال القاضي حسين ان عائشة ناظرت فاطمة رضي الله عنهما فقالت تزوجني بكرا وتزوج امك وتزوج امك ثيبا فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قولي لها ان كان قد اخذك بكرا فقد اخذت هي رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرا. لا يعرف آآ هذا الاثر مرويا في كتب الحديث وربما نقله بعض الفقهاء وعلى كل فلو ثبت له سند لامكن النظر في صحته او ضعفه فيه وفيه قصة مناقشة ومناظرة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها لعائشة رضي الله عنها. وانها قالت تزوجني اي عائشة تقول تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم بكرا. وتزوج امك ثيبا يعني خديجة وفي هذا ما يشير الى نوع من التفاضل الذي رأت فيه عائشة رضي الله عنها فضلا على خديجة رضي الله عنها. ولما بالغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال لها قولي لها يعني فاطمة. قال قولي لها يعني قولي لعائشة ان كان قد اخذك بكرا قد اخذت في يعني خديجة رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرا. يعني ان كانت البكارة منقبة ثبتت لعائشة في شأن نفسها فقد ثبتت البكارة في شأن النبي صلى الله عليه وسلم فضلا لخديجة على غيرها من زوجاته صلى الله عليه وسلم فانها اول من تزوجه ومن تزوجها بعد ذلك فقد كان عليه الصلاة والسلام ذا او اكثر رضي الله عنهن جميعا. ولو ثبت هذا الاثر لامكن النظر في سنده صحة او ضعفا كما تقدم نعم. ولاجل هذا قاله فريق من اصحابنا كما كما قال القاضي والمتولي ان خديجة افضل من عائشة وقال فريق بل عائشة افضل لدوام صحبتها النبي صلى الله عليه وسلم بعد النبوة وطول وطول وطول مدتها الى موته ولانه عليه الصلاة والسلام قال اريتك في المنام ثلاث ليال جاءني بك الملك في سرقة من حرير فيقول هذه امرأتك فاكشف عن وجهك فاذا انت هي فاقول ان يكن من عند الله يمضه اخرجاه في الصحيحين وجه الدلالة قوله هذه امرأتك والسرقة واحدة السرق وهو الشقق البيض من الحرير خاصة ولانها كانت حب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال عليه الصلاة والسلام فضل عائشة على النساء كفضل الثريدي على اي الطعام وسأله عمرو بن العاص قال اي الناس احب اليك؟ قال عائشة اخرجه البخاري نعم في مسألة التفضيل بين ثنتين من زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن تعددت مناقبهن وفضائلهن رضي الله عنهن جميعا. خديجة بنت وخويلد اولى زوجاته اولى امهات المؤمنين رضي الله عنها التي نحن في ذكر وسياق شأن فضائلها ومناقبها وعائشة رضي الله عنها الصديقة بنت الصديق التي ثبت لها الفضل في تعداد مناقبها ما لم يثبت لغيرها قال لاجل هذا قال فريق من اصحابنا كما قال القاضي والمتولي ان خديجة افضل من عائشة وقال فريق بل عائشة افضل هذه المفاضلة يا كرام ينبغي ان ننوه بين يديها بامرين اثنين لابد منهما. اولهما هذا التفضيل ابدا لا يعني ثبوت من قصة في حق المفضول ابدا. المفاضلة بين الفاضلين يعني مزيدا فضيلة في الفاضل لا منقصة في المفضول وهذا لا بد من التنبيه اليه كما لو فاضلنا بين ابي بكر وعمر رضي الله عنهما مثلا. فقلنا ان ابا بكر افضل. لا يعني هذا منقصة ولا قدحا ولا ثلبا في عمر رضي الله عنه بالا يتوهم احد ان تفضيل عائشة يستلزم منقصة في خديجة رضي الله عنهما او العكس بل هذا من باب التفضيل او التفاضل بين الفاضل من وجوه متعددة. فهذا تنبيه اول. واما التنبيه الثاني فهذه المفاضلة ليس يترتب عليها امر عملي ولا حكم شرعي. لكنه النظر في النصوص التي حملت تلك ودلت على تلك الفضائل ومن هنا استحب بعض العلماء طي الصفحة وصرف النظر عن مثل هذه المفاضلات لان ربما اوهمت ما لا ينبغي في الوقت الذي لا يترتب عليها اثر عملي او حكم شرعي. لكن المصنف رحمه الله الله قد اورد ذلك والمسألة عند اهل العلم محل خلاف كثير وقد اطال فيه عدد من الفقهاء في ذكر ما يتعلق بهذه المفاضلة بين امهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعا. فمما فضلت به خديجة رضي الله عنها تصديق النبي عليه الصلاة والسلام المبكر فهي اول من امن به من النساء وهذا فضل لم يشاركها فيه احد رضي الله عنها. وثباتها ايضا وتثبيتها للنبي صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي فهي القائلة له وقد جاءها فزعا دثروني دثروني. ومرة اخرى زملوني زملوني. ولا يجد عندها الا الحضن الدافئة والامان الذي اكتنفه عليه الصلاة والسلام من جميع نواحيهم. وهي التي تقول له والله انك تصل الرحم وتطعم المعدوم وانك تقري الضيف والله لا يخزيك الله ابدا. فكان من ثباتها وتثبيتها لنبيها صلى الله عليه وسلم وصحة عزمها وقوة ايمانها في مثل تلك المرحلة. ما لم يثبت لغيرها قط رظي الله عنها وعن سائر امهات المؤمنين وايضا فمما فضلت به خديجة رضي الله عنها ما اخرج الطبراني والبزار. لقد فظلت خديجة على نساء امتي كما فظلت على نساء العالمين قال وهو حديث حسن الاسناد واما عائشة رضي الله عنها فقد ذكر المصنف رحمه الله بعض ادلة من ذهب الى تفضيلها بدوام صحبتها للنبي عليه الصلاة والسلام. اي بعد النبوة. فان كانت خديجة رضي الله عنها قد ادركت قبل النبوة خمس عشرة سنة حتى بلغ الاربعين ثم بلغت بعد ذلك نحوا من ثماني سنين فانها قد جمعت في سن عمرها صحبة للنبي عليه الصلاة والسلام مبلغا كبيرا لكن عائشة رضي الله عنها تجاوزت في ذلك عدد السنوات ان خص بما بعد النبوة. فانها عاشت معه على الاقل نحوا من عشر سنين او تسع سنوات بالمدينة ثم استمر ذلك الى موته عليه الصلاة والسلام. واما بعض الاحاديث المرفوعة كمثل قوله اريتك في المنام ثلاث ليال جاءني جاءني بك الملك في سرقة من حرير يعني قطعة قماش من حرير يقول هذه امرأة فاكشفوا عن وجهك فاذا انت هي فاقول ان يكن من عند الله يمضه كما في الصحيحين. قال المصنف والسرقة واحدة من السرق اي وهو الشقق البيض من الحرير خاصة وايضا مما ثبت به فضل عائشة رضي الله عنها انها كانت حب رسول الله صلى الله عليه وسلم. حتى قال فضل عائشة على النساء بفضل السريد على سائر الطعام واصلح من ذلك لما سئل عليه الصلاة والسلام كما في حديث عمرو بن العاص اي الناس احب اليك. قال عائشة. قال فمن الرجال قال ابوها. اخرجه البخاري وغيره. والمقصود يا كرام ان هذا التفضيل بال اليه من ذهب الى تفضيل عائشة رضي الله عنها على خديجة رضي الله عنها. لكن ها هنا ينبغي ان نشير الى ان جملة من اهل العلم قد ذهب الى التوقف بين المفاضلة بينهما من باب ان كلا منهما رضي الله عنهما قد ثبت لها من الفضل والخير ما لم يثبت للاخرى يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح قال السبكي الكبير الذي ندين الله به ان فاطمة افضل ثم خديجة ثم عائشة والخلاف شهير ولكن الحق احق ان يتبع. ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله جهات الفضل بين خديجة وعائشة اقاربه وكأنه رأى التوقف رحمه الله. وابن القيم رحمه الله جمع مآخذ العلماء فاوجزها فقال ان اريد تفضيل كثرة الثواب عند الله فذلك امر لا يطلع عليه وان اريد كثرة العلم فعائشة لا محالة وان اريد شرف الاصل ففاطمة لا محالة. وهي فضيلة لا يشاركها الا اخواتها. ثم قال وقد جمع هذا المآخذ من بين كلام اهل العلم ان ذلك مما يمكن ان ينتصر به لكل قول وانما نقول في كل فضيلة وخير ومنقبة وقد جعل الله لكل منهن قدرا ومكانة رفيعة وليس لنا الا حبهن جميعا والترضي عنهن وحمل سيرتهن على اعط لوجه واكمله واحسنه وابهاه. فرضي الله عنهن زوجات نبينا صلى الله عليه وسلم. وقد اختلف اصحاب هنا ايضا في ان عائشة افضل من فاطمة ام فاطمة افظل منها وقد تقدم مناظرتها لها فيما حكيناه عن القاظي حسين في المسألة الثانية قبل النوع الثالث نعم هي لا توجب التفظيل قالوا ابن دحية في كتاب مرج البحرين ذكر بعض الجهلة ان عائشة افضل من فاطمة واستدل على ذلك على واستدل على ذلك انها عند علي في الجنة وعائشة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهذا لا يوجب التفضيل. ثم اطال في الرد عليه. نعم انتقل المصنف رحمه الله الى وجه تفضيل اخر يذكره اهل العلم بين كل من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائشة بنت ابي بكر زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وقد تقدم حكاية المناظرة عن قول القاضي حسين المذكورة في صدر هذا المجلس قال نعم هي لا توجب التفضيل قال ابن دحية ذكر بعض الجهلة ان عائشة افضل من فاطمة واستدل على ذلك انها عند علي في الجنة. وعائشة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. بمعنى ان زوجة كل رجل تكون في منزلة زوجها فاذا كانت عائشة في منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت بذلك افضل من فاطمة التي ستكون في منزلة علي رضي الله عنه وما من شك ان منزلة الانبياء فوق غيرهم من سائر البشر. قال وهذا لا يجيب قيل ثم اطالع في الرد عليه. وهو مما قد يشار اليه الى رأي الامام ابن حزم رحمه الله فانه قال ان افضل الناس اعلاهم درجة في الجنة. ولا منزلة اعلى من درجة الانبياء عليهم السلام. فمن كان معهم في درجتهم فهو افضل ممن دونهم وليس ذلك الا لنسائهم فقط. ولا يلزم من ذلك ايضا تحميله رحمه الله القول بتفضيل عائشة جت على فاطمة رضي الله عنهم جميعا. اما فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسيأتي للمصنف مزيد كلام في تفضيلها التفضيل المطلق على سائر نساء الامة لعدة نصوص اصلحها وادلها اقول النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة ضبعة مني كما في حديث البخاري ومسلم. وكونها بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا والله لا نعدل ببضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم احدا وفي الصحيح قوله عليه الصلاة والسلام اما ترضين ان تكوني سيدة نساء المؤمنين او سيدة نساء هذه الامة حين اراها في مرض موته صلى الله عليه وسلم وفي غير ما حديث افضل نساء الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون وفاطمة افضل من اخواتها فهذا صريح في تفضيلها. وعلى كل فانه لما سئل الامام ابو بكر ابن داوود الظاهري وسيأتي قوله بعد قليل ايهما افضل خديجة ام عائشة؟ قال سارعوا قال فاطمة بضعة مني ولا اعدل ببضعة منه احدا وقال المتولي كما في التتمة تكلم الناس في عائشة وفاطمة ايهما افضل ايتهما افضل؟ قال والاولى ابالعاقل الا يشتغل بذلك. لان طريق التفضيل الاجماع فقوم قول فاطمة لانها بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوم قالوا عائشة افضل وحكي عن الشيخ ابي سهل الصعلوكي انه قال من اراد ان يعرف الفرق بينهما فليتأمل في زوجته وابنته تصيدوا ان للرجل في قلبه من المكانة للزوجة ما ليس للبنت. وللبنت ما ليس للزوجة لكن هذه المفارقة لا تتيح التفضيل لانها مفارقات يثبت بها من الفضل خصوصية تتعلق بنوع القرابة وصلتها فللزوجة من القلب في المكانة والمحبة والمودة مما جعله الله عز وجل ما لا يتأتى مثله للبنت. وتبقى البنت قطعة من قلب ابيها وبضعة منه وهذا ايضا مخالف لمكانة الزوجة في القلب. فكان جوابا دقيقا المح في ايجاز الى الكف عن مثل هذا التفضيل لانه يتعلق بمتغير لا يتسنى فيه المفاضلة من وجوه واحدة معتبرة والعلم عند الله. نعم قال وسئل العالم الكبير ابو بكر بن داود بن علي اعائشة افضل ام خديجة فقال عائشة اقرأها السلام النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل وخديجة اقرأها جبريل السلام من ربها على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم فهي افضل فقيل له فمن افضل اخديجة ام فاطمة فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان فاطمة بضعة مني ولا اعدل ببضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم احدا لما سئل ابو بكر ابن داود ابن علي وهو ابن الامام داوود الظاهري. رحمة الله عليهما، سئل عائشة افضل ام خديجة؟ فقال مستدلة للفضيلة بعدل خديجة على عائشة. قال عائشة اقرأها السلام النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل يشير الى حديث الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يا عائشة هذا جبريل يقرئك السلام قالت قلت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا ارى واما خديجة فاقرأها جبريل السلام من ربها على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم. كما تقدم في حديث ليلة الجمعة الماضية لما اتى جبريل فقال يا رسول الله هذه خديجة قد اتت معها اناء فيه طعام او ايدام فاذا هي اتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومن وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب والمراد ان من ورد له السلام من ربه عز وجل على لسان امين وحيه وروح القدس جبريل عليه السلام اعلى اجل ممن اتاها السلام من جبريل عليه السلام على لسان النبي صلى الله عليه وسلم. وكما تقدم فهذا التفضيل لا يلزم له وجه مخالفة يقتضي منقصة او سلبا في حق احداهن. بل هن جميعا رضي الله عنهن على عز المراتب في الشرف والسؤدد ورفعة المكانة قلت ولقد قال لها عليه الصلاة والسلام حين بكت بعدما سارها ثانيا عند موته اما ترضين ان تكوني سيدة نساء المؤمنين او سيدة نساء هذه الامة فضحكت وليس لها في الصحيح سواه. نعم. عقب مصنف رحمه الله على تعليق الامام ابي بكر بن داود رحمه الله قال مستدلا ايضا على تفضيل فاطمة رضي الله عنها على ما سبق ذكره قال من الادلة ما قال لها صلى الله عليه سلم حين بكت بعدما سارها ثانيا لانه سرها اولا وهو على فراش موته يحتضر بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام اقبلت فاطمة تبكي فسرها في اذنها انها ستكون اول اهل بيته به لحوقا. ثم سارها ثانيا بقوله اما ترضين ان تكوني سيدة نساء المؤمنين او سيدة نساء هذه الامة. فضحكت رضي الله عنها وكتمت هذا السر وحتى استنطقتها عائشة رضي الله عنها بعد ممات النبي صلى الله عليه وسلم فحدثت به قال المصنف وليس لها في الصحيح سواه يعني ليس لفاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاحاديث المروية مما اخرجه الشيخان في الصحيحين سوى هذا الحديث. ثم عقد طف عليه بحديث اخر. نعم وقولها لما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم يا انس اطابت انفسكم ان تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب اراد رحمه الله ان هذا حديث اخر ايضا مخرج لها في الصحيح وليس على الحصر الذي ذكره قبل قليل في الحديث السابق. نعم وادعى وادعى ابن لحيته في تنويره انه ليس في الصحيحين سوى الاول قال العلماء وفاطمة افضل من من اخواتها لانهن في ميزان النبي صلى الله عليه وسلم وهو في ميزانها نعم اما ما رواه الطحاوي باسناده الى عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لزيد ابن حارثة لما اتى المصنف رحمه الله على مسألة المفاضلة بين عائشة وخديجة ثم ثنى بتفضيل فاطمة على عائشة رضي الله عنهن جميعا تبين ان فاطمة رضي الله عنها بكونها ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبضعة منه فانه لا يعدل هذا المعنى في حقها التفضيل على احد قط وانها افضل من الكل فهذا يستدعي ان يكون الحديث ايضا متعلقا بسائر بنات النبي صلى الله عليه وسلم. زينب ورقية وام كلثوم. فانهن ايضا بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا يعني انهن مشاركات لفاطمة رضي الله عنها في هذا الفضل فماذا عن التفضيل بين البنات؟ قال رضي الله عنه ورحمه قال العلماء فاطمة افضل من اخواتها لانها في ميزان النبي صلى الله عليه وسلم وهو في ميزانها. وسيولد ها هنا امرا متعلقا بهذا التفضيل. وما بحديث يخص زينب رضي الله عنها بفضيلة ومنقبة وما الجواب عنه في تفضيلها على فاطمة كما سيأتي ذكره الان اما ما رواه الطحاوي باسناده الى عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لزيد ابن حارثة الا تنطلق فتجيء بزينب يعني ابنته يعني ابنته لما خرجت من مكة وادركها هبار ابن الاسود حتى القت ما في بطنها واعطاه خاتمه وجاء الى راعي الغنم وجاء الى راعي الغنم الى راعي غنم لها. فاعطاه الخاتم واستكتمه فاعطاها الخاتم فعرفته حتى اذا كان الليل خرجت اليه فقال لها اركبي بين يدي قالت لا لكن لكن اركب انت فركب وركبت وراءه حتى اوتي حتى اتى النبي صلى الله عليه وسلم هي افضل بنات اصيبت فيا. نعم وهذا موضع الشاهد قال في شأن زينب هي افضل بناتي اصيبت في. نعم. فجوابه انصح انه يحتملك انه يحتمل كان في ذلك الوقت ثم وهب الله لفاطمة من الاعمال الصالحة والاحوال السنية والكمال ما لم ما لم فيه احد من بناته سواها واجاب الطحاوي عن مجيء زيد ابن عن مجيء زيد بزينب بان زيدا كان في حكم في حكم التبني اخا لزينب محرما لها جائزا له جائزا له السفر بها كما يجوز للاخ لو كان لها نعم قال رحمه الله تعالى اما ما رواه الطحاني طحاوي باسناده الى عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لزيد ابن حارثة الا تنطلق فتجيء بزينب يعني ابنته لما خرجت من مكة والقصة في هجرتها رضي الله عنها فانها لما ارادت بالنبي صلى الله عليه وسلم مهاجرة الى المدينة. ادركها هبار بن الاسود قبحه الله فتعرض لها افزعها حتى القت من فضل ما في بطنها وكانت حاملا. وان زيد ابن حارثة اعطى الخاتم وجاء راعي الغنم الخاتم الذي اعطاه اياه النبي صلى الله عليه وسلم. فلما اعطى الراعي واستكتمه ورأته زينب رضي الله عنها عرفته عرفت انه خاتم ابيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانه مبعوث به رجل مأمون من اصحابه. حتى اذا كان الليل خرجت اليه فركب وركبت وراءه حتى اتى النبي عليه الصلاة والسلام. فكان الذي اصابها في هذه الرواية شيء من الفزع في طريق الهجرة والاذى انما كان لاجل النبي صلى الله عليه وسلم واللحاق به والحديث والقصة اخرجها الهيثمي في مجمع الزوائد ابن هشام في السيرة. قال فلما اتى بها النبي عليه الصلاة والسلام وهي ابنته التي كان يحمل همها وبعث في شأنها زيد ابن حارثة قال لما اقبلت عليه هي افضل بناتي اصيبت في. يعني ان الذي اصاب في هذه القصة كان من اجل النبي صلى الله عليه وسلم فعد ذلك منقبة لها رضي الله عنها فقوله هي افضل بناتي هو موضع الشاهد في تفضيلها على سائر اخواتها وبينهن فاطمة رضي الله عنها. قال المصنف ابوه ان صح وبهذا القيد جعل الجواب عن الرواية مقيدا بثبوته صحة في السند. قال يحتمل ان يكون في ذلك الوقت يعني لما كانت فاطمة وانذاك صغيرة بين اخواتها وزينب رضي الله عنها قد بلغت في الفضل ذلك المبلغ فكان في ذلك الوقت قوله هي افضل بناتي مقيدا بذلك الحال وتلك المرحلة. وانها كان لها ذلك الشأن الذي فظلت به. ثم قال وهب الله لفاطمة من الاعمال الصالحة والاحوال السنية والكمال ما لم يشركها فيه احد من بناته سواها. وفي اثناء القصة ما يتعرض قصة اتيان زيد الى زينب وحمله اياها وركوبها معه وانه ليس لها محرمية بينها وبينه فاجاب بان زيدا كان في حكم التبني اخا لها وهو الذي كان يقال له زيد بن محمد قبل ان تنزل اية الاحزاب ادعوهم لابائهم هو اقسط عند الله وان ذلك كان جائزا له السفر بها والخلوة بها كما يجوز للاخ من النسب لو كان كذلك ويدل على ذلك ويؤيده في هذا الجواب ان القصة وقعت في اول الهجرة. وذلك بعد غزوة بدر بشهر تقريبا. وكان ذلك ايضا قبل نزول حكم الحجاب واياته فتبين ان لا اشكال مما يوهمه ظاهر الرواية في قصة مجيء زيد رضي الله عنه بزينب رضي الله عنها وهنا اتى المصنف رحمه الله تعالى على تمام ما اراده من الحديث بشأن المفاضلة بشأن مناقب امنا خديجة رضي الله عنها وما تعلق به من المفاضلة بينها وبين عائشة وفاطمة رضي الله عنهن جميعا وينتقل الى ثاني امهات المؤمنين الثانية زينب بنت خزيمة الهلالية ام المساكين دخل بها واقامت عنده شهورا ثم ماتت وهي اخت ميمونة بنت الحارث من امها وجزم ابن الاثير في معرفة الصحابة بانه لم يمت من ازواجه قبله غيرها وغير خديجة رضي الله عنهما. يرتل المصنف رحمه الله ها هنا اسماء زوجات النبي صلى الله عليه وسلم على ترتيب وفاتهن مقيدا ذلك في هذا القسم بمن مات منهن في حياته. فابتدأ بأولاهن نكاحا واولاهن وفاة امنا خديجة رضي الله عنها. وثنى بام كاين زينب بنت خزيمة الهلالية هي زينب بنت خزيمة رضي الله عنها ام المشهورة المشهورة بام المساكين رضي الله عنها من شدة برها وصدقتها واطعامها للمساكين حتى سميت بام المساكين رضي الله عنها كانت زوجة لعبيدة ابن الحارث ابن عبد المطلب المستشهد في بدر في اول الغزوة لما خرج المبارزون حمزة وعلي وعبيدة فاما حمزة وعلي فاستبق خرنيهما فقتلهما. واما عبيدة فتنازع هو وصاحبه طعنة اثر طعنة حتى كر علي وحمزة عليه فقتلاه وحملا عبيدة ابن الحارث مصابا فاستشهد يوم بدر وجعلت امرها اي زينب بنت خزيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها. واما الحافظ بن عبدالبر فذهب الى انها كانت زوجة عبد بن جحش الذي استشهد يوم احد فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث من الهجرة. وقيل انه كان عليه الصلاة والسلام تزوجها بعد عبيدة وعبيدة تزوجها بعد اخيه الطفيل ابن الحارث وعلى كل حال فالثابت انها لم تدم صحبتها للنبي صلى الله عليه وسلم زوجة الا يسيرا. شهرين او ثلاثة وقيل بضعة اشهر وهذا الشأن في ام المؤمنين رضي الله عنها كما قال المصنف اقامت عنده شهورا. قيل شهرين او ثلاثة ثم توفيت وقيل بضعة مشهورين والحاصل انها كانت دون الستة اشهر يقينا. قال وهي اخت ميمونة بنت الحارث من امها وسيأتي ذكر ميمونة رضي الله عنها في الزوجات اللاتي مات عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولان لا يقال كيف تزوج اختين؟ فالجواب انه لم يجمع بينهما. تزوج زينب اولا وهي اخت لها من امها ثم ماتت بعده بيسير وبعد ذلك بسنوات تزوج ميمونة بنت الحارث فلم يجمع صلى الله عليه وسلم بين الاختين قال ابن الاثير لم يمت من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم قبله الا خديجة وزينب بنت خزيمة. وهذا الجزم فيمن دخل بهن والا فالاتي ذكرهن على خلاف فانه لم يثبت لاحد منهن الدخول بهن. اما العقد واما الخطبة كما سيأتي ذكرهم تباعا نعم الثالثة سبا بنت الصلت ماتت قبل ان يصل اليها سبأ ويقال لها سناء بنت السلط السلمية. تزوجها النبي عليه الصلاة والسلام ومات قبل ان يدخل بها وذكر ابن عبد البر رحمه الله في اسمها خلافا ورجح انها سناء بنت السلط والعلم عند الله تعالى. نعم. الرابعة اساف اخت دحية الكلبي ماتت قبل ان تصل اليه اساف ويقال شراف. بنت خليفة بن فروة الكلبي اخت دحية بن خليفة الكلبي. دحية الصحابي المشهور ذو الهيئة الحسنة والصورة الجميلة التي كان الملك جبريل عليه السلام اذا اتى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة رجل اتى في صورة دحية بن خليفة الكلبي لحسن مظهره وجمال مرآه رضي الله عنه هي اخت دحية قال ماتت قبل ان تصل اليه اذا. فالمسألة ايضا عقد دون دخول. يعني جهزت ثم آآ اسير بها الى النبي صلى الله عليه وسلم لكنها ماتت في الطريق قبل ان تصل اليه. نعم. الخامسة خولة بنت هذيل ماتت قبل ان يدخل بها وقيل هي التي وهبت نفسها. نعم السادسة. السادسة خولة بنت حكيم بنت حكيم السلمية ماتت قبل ان يدخل بها وقيل ايضا هي التي وهبت نفسها. نعم. هاتان الخامسة والسادسة بنت الهذيل وخولة بنت حكيم. كلتاهما قد قيل فيها انها من اللاء وهبنا انفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم على ما تقدم في النوع السابق الذي مضى ذكره في المباحات والتخفيفات. وانه من المباح للنبي عليه الصلاة السلام نكاح من وهبت نفسها من وهبت نفسها وتقدم هناك الخلاف في اسمها. قال هنا خولة بنت الهذيل والمراد بها بنت هذيل بن هبيرة بن قبيصة بن الحارث بن حبيب هي ابنة اخت دحية الكلب. فان امها ابنة خليفة بن فروة اخت دحية. فعل هذا تكون دحية خالها. ماتت قبل ان يدخل بها وقيل هي التي وهبت نفسها واما السادسة فخولة بنت حكيم. قال ماتت قبل ان يدخل بها. وقيل ايضا هي التي وهبت نفسها. وتقدم ايضا هناك ان انها وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم بعد ما مات عنها عثمان ابن مظعون رضي الله عنه الذي تزوجها فبقى فوهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فارجأها وكانت تخدمه عليه الصلاة والسلام وكانت امرأة صالحة فاضلة وتقدم في صحيح البخاري قول عائشة رضي الله عنها كانت خولة بنت حكيم من اللائي وهبن انفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم حتى قالت عائشة اما تستحي المرأة ان تهب نفسها للرجل فلما نزل قوله تعالى يا ايها النبي انا احللنا كازواجك الى قوله وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي قالت ما ارى الا ربك يسارع في هواك. الحديث اخرجه في كتاب نكاح وهذه ايضا آآ ثلاثة اسماءنا واربعة فيها الخلاف السابق في من آآ وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فهذه ست نسوة ثبت منهن ثنتان دخول النبي صلى الله عليه وسلم بهما. خديجة بنت تخويلد وزينب بنت خزيمة واما الاربع الباقيات سبأ او سناء بنت الصلت واساف بنت فروة الكلبي بنت خليفة بن الكلب وخولة بنت الهذيل وخولة بنت حكيم. فلم يثبت لهن دخول النبي صلى الله عليه وسلم بهن. لكن لما حصل العقد عددن في ازواجه عليه الصلاة والسلام. نعم. واما التسع واما التسع اللاتي اللاتي مات عنهن فالاولى عائشة بنت الصديق تزوجها بعد تزوجها بعد موت خديجة بسنتين او ثلاث كما سلف عن رواية بخاري والاولى والاولى في البخاري ايضا بمكة. وهي بنت سبع او ست وكلاهما في الصحيح وبنى بها في المدينة في شوال وبنى بها بالمدينة في شوال في السنة الثانية. وقال الواقدي في الاولى وقال ابن وقال ابن دحية الاول هو الصحيح والواقدي كذاب. وقال الشيخ شرف الدين الدماط الدمياطي بل الصحيح ما قاله الواقدي. فاوضحه وهي بنت تسع ولم يتزوج بكرا غيرها. ومات عنها وهي بنت ثماني سنة وهي اول امرأة تزوجها بعد خديجة. وقيل بل تزوج قبلها سودة بنت بنت زمعة وكانت عائشة احب نسائه اليه. نعم. قال واما التسع اللاتي مات عنهن وقبل ذكرهن فمما يتعلق باللائي وهبن انفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم فان آآ للامام ابن القيم رحمه الله يحسن ذكره ها هنا. وهي ان الواهبة التي وهبت نفسها هي التي زوجها رسول الله صلى الله الله عليه وسلم لرجل من المسلمين بسور من القرآن ولا يرى رحمه الله تعدد القصة وانهن كن غير واحدة ليقال ان كانت واحدة منهن. كما رأى رحمه الله ان المستعيذة الكونية وان النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ ان النبي عليه الصلاة والسلام خطبها فاستعاذت بالله منه فتركها. وكذلك الكلابية التي استعاذت ففارقها. واخرى رأى بكشحها بياضا طلقها ولم يجنح في عددهن على اكثر من اربع نسوة او خمس كما رجح في زاد المعاد رحمه الله تعالى اما نساء النبي عليه الصلاة والسلام اللاتي مات عنهن وهن زوجاته وفي عصمته. ومن ثبتت امومتهن لنا امة الاسلام جميعا فاولاهن في الفضل والمكانة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها ابنة ابي بكر رضي الله عنه. تزوجها النبي عليه الصلاة والسلام بعد موت خديجة بسنتين او ثلاث كما سلف في رواية البخاري. والاولى ايضا في البخاري ايضا بمكة وهي بنت سبع او ست قال وكلاهما في الصحيح. اما في البخاري فقد قالت تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وانا بنت الست سنين بمكة. فقدمن المدينة نزلنا في بني الحارث من الخزرج وتحدثت عن زفافها وهي بنت تسع اخرجه البخاري. واما الذي في مسلم فان النبي صلى الله عليه كلما تزوجها وهي بنت سبع سنين وزفت اليه وهي بنت تسع سنين ولعبها معها ومات عنها وهي بنت ثماني عشرة امها ام رومان بنت عامر ابن عومر الكينانية والصديقة اه عائشة وبنت ابي بكر من فضليات بل من افضل زوجات النبي صلى الله عليه وسلم. بل تقدم اهل العلم بينها وبين خديجة لعلو مكانتها ورفعة قدرها. قال وبلى بها بالمدينة في شوال في السنة الثانية وقال الواقدي في وقال ابن دحية الاول هو الصحيح قال المصنف والواقدي كذاب. يعني هل بنى بها في المدينة في السنة الاولى ام في السنة الثانية قال الواقدي في السنة الاولى من الهجرة وقال غيره بل في السنة الثانية وهو آآ تأريخ يختلف فيه اهل العلم. لكن المقصود ان الذي كان بمكة بعد موت خديجة رضي الله عنها كان العقد فقط. اذ كانت انذاك ابن ست بنت ست سنين او سبع كما في مسلم ولما كانت كذلك لم يكن الدخول بها في مكة بل كان بعد الهجرة اما في السنة الاولى او في الثانية. قال ابن دحية الاول هو الصحيح يعني كونه في السنة الثانية من الهجرة قال والواقدي كذاب يشير الى محامل اهل العلم في رواية الواقدي للحديث وان روايته متروكة عند جمهور العلماء المحدثين اما في التواريخ والحوادث والسير فالرجل مؤرخ عمدة لا يؤخذ عنه كثير مما ذكر في السير والتواريخ. وقال الشيخ وشرف الدين الدمياطي بل الصحيح ما قاله الواقدي فاوضحه. وعلى كل دخل بها وهي بنت تسع سنين. ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم امرأة بكرا غيرها وهذا فيه منقبة لامنا عائشة رضي الله عنها من جهة وفيها ايضا حكمة جليلة تتعلق بتعداد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وحكمة ذلك من جهات متعددة بالا يبقى للطاعنين باب ولا للشبهة مورد في قلوب اهل الاسلام. عندما يثير المغرظون والحاقدون والمسيئون لمقام النبوة حول يعني تعداد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وكثرتهن وان ذلك يتأتى من قبل الاشتغال بالنساء والرغبة في التوسع في امور الدنيا ونحو ذلك فيقال لو كان كذلك لاستكثر عليه الصلاة والسلام في الزواج من النساء البكر. لكن ان ينظر الى زوجاته التسع اللاتي مات عنهن. او الاحدى عشرة اللاتي عقد عليهن ودخل بهن او غيرهن حتى ممن عقدوا ولم يدخل بهن او طلقها او نحو ذلك. فان هذا العدد لا يوجد بينهن بكر الا واحدة هي عائشة رضي الله عنها. واما الباقي قيات فسيبات اما من مات زوجها او طلقها او اسلمت بعد الهجرة او نحو ذلك. فلو كان الشأن شهوة او رغبة في في مسألة النساء لكان على امر غير ذلك لكن تعدادهن وتغير قبائلهن واختلاف انسابهن كان له حكم جليلة ليس هذا موضع ذكرها حسبنا الاشارة الى هذه الجملة لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكرا غيرها وبهذا كانت تفاضل عائشة رضي الله عنها على غيرها من ضرائرها زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم. انها لصغر سنها مات عنها النبي صلى الله عليه وسلم وهي بنت ثماني عشرة سنة فقط قوله وهي اول امرأة تزوجها بعد خديجة وقيل بل تزوج قبلها سودة بنت زمعة هذا الخلاف ايتهن كانت قبل اهي ام سودا؟ انما هو خلاف ينبغي ان يجمع بينه في القول والصحيح ان العقد كان على عائشة اولا بعد وفاة خديجة رضي الله عنها ثم عقد على سودة لكن لما تأخر دخوله بعائشة بعد الهجرة وتقدم دخوله صح قول من قال ان سودة كانت قبل اي دخولا بعد العقد. وقول من قال ان عائشة كانت قبل اي عقدا بغض النظر عن الدخول فاذا تزوج خديجة رضي الله عنها حتى ماتت ولم يتزوج عليها امرأة سواها. ثم عقد على عائشة رضي الله عنها ولم يدخل بها لصغر سنها ثم عقد على سودة وتزوجها ودخل بها بمكة قبل الهجرة. فكانت معه بمكة زوجة بعد وفاة خديجة رضي الله عنهن جميعا قال وكانت عائشة احب نسائه اليه وهذا بالنص الصحيح الصريح لما سأله عمرو بن العاص رضي الله عنه اي الناس احب بوريك قال عائشة قال فمن الرجال قال ابوها. وهذا نص في حب النبي صلى الله عليه وسلم لها وتفضيله اياها وكونها رضي الله عنها كانت محبوبة. ولذلك شواهد عدة منها ان سودة لما تنازلت عن ليلتها رغبة في بقائها وايثارا بصحبتها النبي صلى الله عليه وسلم في عصمته تنازلت عن ليلتها لعائشة وان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا اذا تحينوا الفرص لاهداءه الهدايا تحينوا ليلته عند عائشة واشهر ذلك واوضحه انه لما مرض في وفاته صلى الله عليه وسلم استأذن زوجاته ان يطبب عند عائشة فاذن له فكان عندها حتى مات في حجرها وبين سحرها ونحرها رضي الله عنها وارضاها حضن خديجة كان الصدر الذي استقبله لما نبأ وبعث رسولا. وحضن عائشة رضي الله عنها هو الذي استقبله لما فارق الدنيا وفاضت روحه الى باريها فصلى الله ربي وسلم وبارك عليه ورضي الله عن ازواجه امهات المؤمنين خديجة وعائشة وسائر امهات المؤمنين بالاستثناء. رضي الله عنهن. ورزقنا محبتهن واكرامهن وان زالهن المنزلة اللائقة بهن زوجات نبينا صلى الله عليه وسلم. الثانية سودة بنت زمعة اي الثانية من التسع اللاتي مات عنهن صلى الله عليه وسلم تزوجها بعد عائشة كما اخبرت بذلك في الصحيحين فلما عرف اخوها عبد بن زمعة حثى التراب على رأسه ثم سفه نفسه في ذلك لما اسلم سودة رضي الله عنها بنت زمعة ابن قيس ابن عبد شمس. امها من بني النجار من الانصار صار كانت تحت السكران ابن عمرو خرج بها الى الحبشة في الهجرة الثانية ثم قدم بها مكة فتوفي عنها فلما حلت من عدتها ارسلت الى رسول الله او ارسل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبها. فقالت امري اليك يا رسول الله فتزوجها. وكانت اول امرأة تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة وهي التي وهبت يومها وليلتها لعائشة رضي الله عنها كما تقدم وفي البخاري انها وهبت يومها لعائشة فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقصد عائشة بيومها ويوم سوداء. لما اخوها عبد بن زمعة ذلك وكان مشركا حثى التراب على رأسه فلما اسلم سفه نفسه في ذلك اي ندم على ما كان عنه وقد اخرج ذلك ابن حجر في ترجمة سودة في الاصابة والله اعلم الثالثة حفصة بن حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما تزوجها بالمدينة بعد سودة. قال الماوردي كان عثمان خطبها. فقال عليه الصلاة والسلام الا ادلك على من هو خير لها من عثمان وادل عثمان على من هو خير له منها وتزوجها عليه الصلاة والسلام وزوج بنته ام ام كلثوم بعثمان. حفصة بنت امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله الله عنهما تزوجها بعد سودة بالمدينة قال الماوردي كان عثمان خطبها فقال عليه الصلاة والسلام الا ادلك على من هو خير لها من عثمان وادل عثمان على من هو خير له منها اراد انه خير من عثمان حين تزوجها وكان لعثمان ام كلثوم بنته عليه الصلاة والسلام لها خير له من حفصة. ولكن هذا المقصود او المذكور هنا عن الماوردي خلاف ما في الصحيح. والصحيح ان عثمان لم اخطبها بل انها لما تأيمت بزوجي بموت زوجها خنيس ابن حذافة التهمي شهيدا يوم احد عرضها عمر على عثمان فاعتذر ثم عرضها على ابي بكر فاعتذر فلم يرد عليه بشيء وذلك انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكرها. فوجد عمر لذلك في نفسه وجدا الى اخر الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام خطب ثم زوج عثمان من ابنته ام كلثوم وتزوج هو حفصة بنت عمر ابن الخطاب ولها من الشرف من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم وكونها من امهات المؤمنين وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم طلقها فقيل له راجعها فانها صوامة قوامة. هكذا اخرج الامام ابن عبد البر فانها صوامة قوامة وانها زوجتك في الجنة والصحيح او الثابت من سنن ابي داوود بلفظ ان النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة ثم راجعها. لكن لها من من الفضل والمناقب في حسن عملها وصومها وقيامها رضي الله عنها وفيها وفي عائشة رضي الله عنهما نزل قوله تعالى ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما. نعم اي في شأن تحريم النبي صلى الله عليه وسلم ما احل الله له كما في سورة التحريم ولما تواطأت وعائشة رضي الله عنهما على ذلك الامر على النبي صلى الله عليه وسلم. جاء تأييد الله لنبيه وجاء الاعذار اليهما ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين الملائكة بعد ذلك ظهير. هؤلاء ثلاث من نسائه عليه الصلاة والسلام اللاتي مات عنهن وهن كما قال المصنف تسع ويبقى وست نرجئهن لمجلس ليلة الجمعة القادمة ان شاء الله تعالى. رزقنا الله واياكم العلم النافع والعمل الصالح. وصل الله وسلم وبارك على نبينا صلى الله عليه وسلم افضل صلاة واتمها. ورضي الله عن زوجاته امهاتنا امهات المؤمنين واعلى مكانتهن وحفظ قدرهن من عدوان المعتدين وشنئان الشانئين وحفظهن من كل سوء واذى ومكروه يتطاول به البغاة والسفهاء والحاقدون. ورزقنا الله عز وجل صحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وشفاعته والورود على حوضه اي والظفر برؤيته وصحبته يوم نلقى ربنا عز وجل في جنات النعيم