بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي اخرج المرعى فجعله غثاء احوى احمد الله تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آل بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد امة الاسلام فالليلة ليلة الجمعة وفيها من الخيرات والبركات من شرف الصلاة والسلام على امام الهدى وسيد الورى صلى الله عليه وسلم ما يغتنم به المسلم في هذه الامة المحمدية المباركة بركات عظيمة ورحمات تتجلى وصلوات تتنزل من رب الارض والسماء كم الصلاة على النبي محمد من نعمة كم للصلاة على النبي محمد من نعمة تغشى العباد ومنة صلى عليه الله ما وحب ضحى وهفت للقياه القلوب بجنتي ان الليلة ايها المباركون وحقها ان نستكثر فيها من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. فانا نلتمس من مجلسنا المبارك هذا في رحاب بيت الله الحرام اذ نتدارس خصائصه عليه الصلاة والسلام من كتاب غاية السوري. في خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم للامام ابن الملقن الانصاري الشافعي رحمة الله عليه فانها باب عظيم نجد منه الليلة بكثرة صلاتنا وسلامنا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. وقد وقف بنا الحديث ليلة الجمعة الماضية. وهذا مجلسنا الثاني والعشرون بعون الله تعالى وتوفيقه وقف بنا الحديث في اثناء ذكر اسماء زوجات نبينا عليه الصلاة والسلام. نعم. امهاتنا امهات المؤمنين رضي الله عنهن ورفع قدرهن واعلى مكانتهن ورزقنا حبهن واكرامهن. عسى الله عز وجل ان يجعلنا نصيبا من البركة بحبهن واكرام ال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بهن. وقف بنا الحديث عند ثلاث من المؤمنين رضي الله عنهن مضى ذكرهن ليلة الجمعة الماضية. اولاهن امنا خديجة رضي الله عنها. وثانيتهن عائشة رضي الله عنها وثالثتهن سودة وثالثتهن حفصة بنت عمر بن الخطاب. ثانيتهن سودة وثالثتهن حفصة رضي الله الله عنهن اجمعين وسيعقد مجلسنا الليل في استكمال ما بقي من سيرهن العطرة واخبارهن النظرة في جملة موجزة واقتضاب يفي بالحديث عن خصائصه عليه الصلاة والسلام فيما يتعلق بهذا الباب وهو حقه في اكرامه في ازواجه عليه الصلاة والسلام وما جعل الله لهن من المناقب والمكارم اكراما لنبيه صلى الله عليه واله وسلم. نعم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمستمعين قال المصنف رحمه الله تعالى الرابعة ام حبيبة بنت ابي سفيان رملة كانت تحت عبيد الله بن جحش مات عنها بارض الحبشة وزوجها منه عثمان بن عفان وقيل خالد بن سعيد بن العاصي وقيل الوليد وهم اولاد عم ابيها باذنها وقيل النجاشي وقبل له وكيله عمرو بن عمية الضمري وامهرها النجاشي عنها اربعة الاف درهم وقيل تزوج بالمدينة بعد مجيئها من الحبشة. هذه رابع امهاتنا امة الاسلام ام حبيبة رضي الله عنها رملة بنت ابي سفيان ابن حرب رملة بنت ابي سفيان صخر بن حرب بن امية. اسمها رملة وقيل اسمها هند والاول المشهور عند المؤرخين امها صفية بنت ابي العاص عمة عثمان ابن عفان رضي الله عنه وارضاه تزوجت اولا بعبيد الله بن جحش ثم هاجرت معه الهجرة الى الحبشة في من هاجر من الرجال والنساء المسلمين الاوائل بمكة رضي الله عنهم. الا ان اوجه عبيد الله بن جحش افتتن في ارض الحبشة هناك وتنصر ومات نصرانيا نسأل الله السلامة. اما هي فقد ثبتها الله رضي الله عنها على الاسلام والهجرة ولما بلغ امرها للنبي صلى الله عليه وسلم ارسل اليها رضي الله عنها ونكحها. قيل الذي زوجها آآ وقد كانت بارض الحبشة هناك ان الذي زوجها للنبي عليه الصلاة والسلام عثمان بن عفان وقيل بل خالد بن سعيد بن العاص وقيل الوليد بن سعيد بن العاص وهؤلاء هم اولاد عم ابيها ولم يكونوا اولياء الا باذنها فتزوجت بولاية احد هؤلاء ممن اختلف فيه. وقيل بل الذي زوجها من النبي صلى الله عليه وسلم نجاشي الحبشة. حاكمها واميرها. وهو الذي تولى التزويج وقبل النكاح عن النبي صلى الله عليه وسلم وكيله عمرو بن امية. وامهر النجاشي يعني دفع مهرها. اكراما لرسول الله صلى الله عليه وسلم اربعة الاف درهم فكانت من اعظم امهات المؤمنين مهرا رضي الله عنها. فتم اذا عقد النكاح عليها وهي بارض الحبشة وبقيت هناك ثم قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم سنة سبع من الهجرة. وعمرها اذ ذاك بضع وثلاثون سنة. رضي الله عنها وارضاها وقال ابن عبد البر يمكن ان يكون الذي خطبها النجاشي. والذي باشر العقد عثمان بن عفان رضي الله عن الجميع. وهذا كله مما ما اختلف فيه. روي عن قتادة ان النجاشي زوج النبي صلى الله عليه وسلم من ام حبيبة بنت ابي سفيان بارض الحبشة واصدق عنه بمئتي دينار وقد تقدم في الصحيح انها اربعة الاف درهم وهما متقاربان في الفرق بين قيمة الدينار والدرهم. اما النجاشي فكما فقد اسلم وكان من اسلامه ان صلى النبي عليه الصلاة والسلام عليه يوم موته. فقام وعزا اليه النجاشي ثم كبر عليه اربعا وكان صلوا عليه صلاة الغائب. هذه امنا ام حبيبة رضي الله عنها. وربما مما يميز نكاحها عن سائر امهات المؤمنين. من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذان الامران كونها بعيدة عنه بارض الحبشة وتم العقد هناك وكون مهرها بلغ اربعة الاف درهم امهرها النجاشي رضي الله عنه وارضاه وما وقع في مسلم ان ابا سفيان قال للنبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ازوجك اجمل العرب واحسبه ام حبيبة؟ قال نعم. فطعن ابن حزم في شريك راويه فاجاب غيره بان المراد تجديد العقد او غير ذلك مما اوضحته في كتاب الوكالة من تخريج احاديث الرافعين ونقلته الى شرح العمدة فسارع اليها. هذان كتابان للامام سراج الدين ابي حفص عمر الانصاري بن الملقب ان رحمة الله عليه صاحب كتابنا الذي نتدارسه غاية السول في خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر احدهما وهو تخريج احاديث الرافعي. وهو المسمى بالبدر المنير في تخريج احاديث الرافعي الكبير وذكر ايضا شرح العمدة والمسمى باعلام الانام بفوائد عمدة الاحكام. وكلاهما من كبار الكتب في بابه. عزا اليهما هنا اذكره من اشكال وقع في رواية الامام مسلم في صحيحه ان ابا سفيان رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ازوجك اجمل العرب واحسبه. يعني افضل العرب جمالا وحسبا ام حبيبا. يقصد ابنته قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم الحديث لانه في صحيح مسلم فهو ثابت والاشكال فيه انها متعلق بفتح مكة فهذا يوحي في ظاهره انه ما تزوجها صلى الله عليه وسلم الا بعد فتح مكة والواقع خلاف ذلك. تزوجها قبل سنة سبع من الهجرة فهي على الاقل قبل قدومه الى مكة بمدة قال فطعن ابن حزم في شريك راويه والمراد ان الائمة المحدثين النقاد رحمة الله عليهم تناولوا هذا الحديث بنقد متنه وبعلة خفية في سنده وابن حزم لم يعله بشريك بل اعله بعمار. احد رواة الحديث عكرمة بن عمار. وهو الافة في حديثي كما ذكر وان كان من رجال صحيح الامام مسلم. وقد ذكر النووي ايضا ان هذا الحديث من الاحاديث المشهورة بالاشكال وتناوله بالاخذ والرد فلاهل العلم كلام طويل فيما يتعلق باثبات صحة الرواية فهي من الاحاديث المشكلة وعلى فرض التسليم بصحة الحديث. فلاهل العلم ايضا اجابات تدفع الاشكال عن الحديث وعن ما سبق من الروايات في اثبات زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل يوم الفتح. فقيل مثلا من الاجابات ان المراد بالحديث يزوجك اجمل العرب واحسبه ام حبيبة قال نعم يوم الفتح المراد تجديد العقد لا انشاؤه او غير ذلك قال المصنف وقد اختصر اوضحت ذلك في كتاب الوكالة من تخريج احاديث الرافعي يعني في كتاب البدر المنير ونقله ايضا الى شرح العمدة اعلام الانام بفوائد عمدة كم قال الماوردي وقيل ان في تزويجها نزل قوله تعالى عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة ولما تنازع ازواجه عليه الصلاة والسلام في حضانة ابنه ابراهيم قال ادفعوه الى ام حبيبة فانها اقربهم منه رحما في تزويج ام حبيبة رضي الله عنها نزل او قيل انه من اسباب نزول قوله تعالى عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين اتيتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم. في سورة الممتحنة والمراد بيان احكام الولاء والبراء في هذا السياق وان الله عز وجل استثنى من اهل الكفر بالله جل جلاله من ليسوا على عداوة وبينهم مودة ورحم فان الله عز وجل اذن ان يكون من صلة المودة والاحسان ما لا ينبئ على يناقض اصل الايمان بالله عز وجل. وقد ورد في الروايات ايضا ان ابا سفيان بعد صلح الحديبية قدم المدينة قبل مكة طبعا فاتى يزور ابنته ام حبيبة فلما دخل بيتها وجد الفراش فلما اراد ان يجلس طوته اكراما لفراش رسوله صلى الله عليه وسلم فوجد في نفسه شيئا والمراد ان الله عز وجل اذن وكانت تلك الفترة مما وقع فيها ترخيصه في مثل هذه المعاملات كالاهداء وصلة الرحم التي هي مما جاءت الشريعة بتقرير اصوله العظام باحكام لا تتنافى مع عقيدة الولاء والبراء في الاسلام. نعم. الخامسة منهن ام سلمة هند بنت ابي امية ابن مغيرة المخزومية تزوجها بعد وفاة ابي سلمة عبدالله بن عبد الاسد. ام سلمة رضي الله عنها وارضاها من المؤمنات العاقلات الحصيفات الموصوفات بالحكمة والسداد وحسن الرأي وبعد النظر زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت قبله تحت زوجها ابي سلمة رضي الله عنه وارضاه. ابو سلمة والله ابن عبد الاسد الذي استشهد شهيدا في بدر ولما حلت خطبها النبي صلى الله عليه وسلم فتزوجها في السنة الثانية بعد وقعة بدر ام سلمة رضي الله عنها اول ظعينة هاجرت الى المدينة ولها من المناقب في وتضحيتها وصبرها انها ابتليت بلاء عظيما فرق بينها وبين زوجها وولدها. لكنها صبرت واثرت الايمان والهجرة فقدمت المدينة ولما استشهد زوجها ابو سلمة امرت رضي الله عنها ان تصبر وتحتسب وان تدعو الله عز وجل اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها مع الاسترجاع فما ظنت ان خيرا من ابي سلمة زوجها الذي استشهد رضي الله عنه ما ظنت انها ستجد مثله في صبره وايمانه وحسن اكرامه لها حتى اكرمها الله بنبي الامة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وهي صاحبة الرأي السديد التي اشارت عليه يوم الحديبية لما وجد عليه الصلاة والسلام من تأخر اصحابه في الامتثال بالتحلل من احرامهم اثر الصلح وشروطه التي وقعت منهم موقعا عظيما فاشارت اليه ان احلق رأسك واخرج اليهم ففعل فبادروا حتى كاد يقتل بعضهم بعضا غما كما في الصحيح السادسة ميمونة بنت الحارث قالت ابن عباس وكل النبي صلى الله عليه وسلم ابا رافع في قبول نكاحها وهي بمكة وهل كان حلالا او محرما ففيه خلاف قدمته ودخل بها عام الفتح سنة ثمان بسرف وبه ماتت وبدأ به صلى الله عليه وسلم المرض في بيتها وروي انه تزوجها عمرة القضاء. وكانت سنة سبع قال عطاء وكان لا يقسم لها فلعله كان برضاها وهو ما حكاه القرطبي في تفسيره المعروف ان التي لا يقسم لها سوده قال عطاء وكانت اخرهن موتا ماتت بالمدينة هذه سادسة امهات المؤمنين رضي الله عنها وارضاها ميمونة بنت الحارث وقد تقدم في ترجمتها انها من بني هلال بن عامر بن صعصعة تزوجها مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي في الجاهلية ثم فارقها ثم تزوجها بعد ابو روهم ابن عبد العزى فتوفي عنها. ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وجهوا اياها العباس ابن عبد المطلب وكان يلي امرها ميمونة بنت الحارث هي اخت ام الفضل الهلالية زوجي العباس ابن عبد المطلب فلذلك هي خالة عبد الله ابن عباس اخت امه ام الفضل اختها من ابيها وامها شقيقتها تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة سبع في عمرة القضاء او عمرة القضية. وهي العمرة التي وقعت بعد صلح الحديبية بالسنة اذ كان من من شروط صلح الحديبية كما تعلمون ان يرجع النبي صلى الله عليه وسلم من عامه ذاك وان يرجع الى العمرة في العام الذي يليه فكانت عمرة القضاء تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم ووكل ابا رافع في قبول نكاحها وهي بمكة. هل كان في عقده للنكاح بها عليه الصلاة والسلام محرما ام حلالا فيه خلاف تقدم ذكره وفيه الخلاف في الروايات عن كل من ميمونة وابي رافع وابن وابي هريرة رضي الله عن الجميع وتقدمت المسألة في الخصائص هل كان من خصائصه حل النكاح حال كونه محرما او لا وتقدم الخلاف هناك وترجيح الراجح. تزوجها في عمرة القضاء سنة سبع ودخل بها عام الفتح سنة ثمان بسلف وهو الموضع الواقع شمال مكة للخارج من التنعيم في طريق المدينة. تزوجها هناك ثم بقيت معه حتى مات رضي الله عنها وارضاها سنة احدى وخمسين. وقيل سنة ست وستين. واتفق ان موتها كان بنفس الموضع الذي كانت به لما عقد عليها رضي الله عنها بسره فماتت بسرف ودفنت هناك. وبدأ به المرض عليه الصلاة والسلام. في مرض الذي فارق به الدنيا صلى الله عليه وسلم ابتدأ شكايته واحساسه بالوجع ليلتها في بيتها رضي الله عنها وارضاها ثم كان يطاف به على بيوت ازواجه حتى استأذن زوجاته ان يمرض في بيت عائشة اذن رضي الله عنهن وانتقل الى عائشة في بيتها حتى وافاه الاجل ولحق بالرفيق الاعلى. صلى الله عليه وسلم. قول المصلين روي انه تزوجها عمرة القضاء وكانت سنة سبع. وهذا هو الصحيح. انه تزوجها في عمرة القضاء سنة سبع اما الذي قدمه نصنف انه كان عام الفتح فهو مرجوح. بل الراجح انه تزوجها في عمرة القضاء وبنى بها اخذ بها الى المدينة رضي الله عنها. واما قول عطاء كان لا يقسم لها يعني في المبيت فلعله كان برضاها. هذا اخرجه مسلم في الصحيح من قول عطاء رحمة الله عليه. واخرج ايضا من قول عطاء ان التي كانت لا يقسم لها من نسائه صفية رضي الله عنها والله اعلم. قال المصنف وهو ما حكاه القرطبي في تفسيره. قال الامام النووي قال العلماء هو وهم من ابن جريج الراوي عن عطاء وانما الصواب سودا. وهذا الثابت في الصحيح كما قال المصنف المعروف ان التي لا يقسم لها سودا. قال عطاء وكانت اخر هن موتا ماتت بالمدينة كما تقدم سنة احدى وخمسين. وقيل سنة ست وستين رضي الله عنها السابعة صفية بنت حيي بن اخطب من سبي بني النضير من ولد هارون عليه السلام اصطفاها عليه الصلاة والسلام واعتقها وتزوجها في سنة سبع وهي التي اهدت اليها زينب بنت سلام اليهودية الشاة المسمومة اكل منها صلى الله عليه وسلم وسميت صفية لاصطفائها من المغنم. وقيل بل كان اسمها من قبل سابع امهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعا صفية بنت حيي بن اخطب وهي من سبق هارون ابن عمران النبي عليه السلام. من سبي بني النظير في غزوة بني النظير. وقعت في السبي اسيرة فاعتقها النبي صلى الله عليه وسلم وجعل عتقها صداقها كما تقدم وكان ذلك سنة سبع من الهجرة. وتقدم طرف من الخلاف عند فقهاء في مسألة عتقها وصداقها وهو من الخصوصيات ام هو جائز بالاذن العام وكل ذلك تقدم في مجلس سبق اعتقها عليه الصلاة والسلام وجعل عتقها صداقها فاكرمها وانزلها منزلة فوق السبي اسيرة الى ان تكون معتقة لا بل وجعل عتقها صداقها فارتقت في الشرف والمكارم رضي الله عنها الى ان تكون اما من امهات المؤمنين رضي الله عنهن اجمعين سميت صفية قيل لاصطفائها من المغنم. يعني انها لما وقعت في السبي فاصطفاها النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه لم؟ قال لانها كانت رضي الله عنها ذات مكانة. وهي الواقعة في نسبها علو شأنها ان كانت ابنة سيد من سادات اليهود حيي ابن اخطب وعظيم من عظمائهم وكبير من كبرائهم. ثم ايضا ان لها نسبا شريفا يتصل بالانبياء الكرام كما تقدم فهي من سبط هارون بن عمران النبي عليه السلام. ولذلك اصطفاها، قيل فلما اصطفى طه سميت صفيا فانها من صفي المغنمي يعني الذي اختير منه واصطفي اصطفاء. ولذلك سميت صفية. قيل بل كان اسمها هذا من قبل ايضا يذكر في سيرتها رضي الله عنها انها هي التي اهدت اليها اليهودية زينب بنت سلام الشاة المسمومة التي اكل منها النبي عليه الصلاة والسلام بانها من قبيلتها ومن عشيرتها فاذ اهدتها اهدتها لما بينهما من الرحم والقرابة والنسب فاهدت الشاة وسمتها كيدا ومكرا بالنبي عليه الصلاة والسلام لم يكن في علم امنا صفية رضي الله عنها هذا الكيد والخبث والمكر لكن الله اراد امره سبحانه وتعالى فجاء افجيء بالشاة المسمومة الى النبي عليه الصلاة والسلام وقد جعلت له السم في الذراع لعلمها انه يحب الذراع صلى الله عليه وسلم فاكل منها واكل منها بعض اصحابه كبشر ابن البراء بن معرور فاصيب من يومه ذاك. وفي الحديث قصة طويلة وفي هي ايضا في اخبار السير شأن فقهي يتعلق بشأن هذه اليهودية التي سمت الشاة الى النبي صلى الله عليه وسلم الثامنة جويرية بنت الحارث من بني المصطلق من خزاعة سبيت في غزوة المريسيع وقد تقدم في رواية انه عليه الصلاة والسلام جعل عتقها صداقها. وفي ابي داوود انها جاءت تستعينه في كتابتها. قال النبي صلى الله عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم اؤدي عنك كتابتك واتزوجك قالت قد فعلت فلما تسامع الناس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها ارسلوا بما في ايديهم من السبي فاعتقوهم وقالوا اصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكانت ابرك امرأة على قومها. عتق بسببها اكثر من مائة اهل بيت من المصطلق ثامن امهات المؤمنين رضي الله عنهن اجمعين جويرية بنت الحارث قيل اسمها برة فسماها النبي صلى الله عليه وسلم جويرية. بنت الحارث من بني المصطلق من بني خزاعة كانت تحت رجل يقال له مسافع بن صفوان قتل يوم المريسيع غزوة المريسيع او التي تسمى بغزوة بني المصطلق سنة ست او خمس من الهجرة على خلاف. سبيت رضي الله عنها ووقعت في الاسر. اذا هاتان اثنتان من امهات المؤمنين رضي الله وعنهن اجمعين وقعتا اسيرتين في السبي قبل ان تكونا زوجتين ومن امهات المؤمنين. تقدمت صفية بنت حيي بن اخ ووقع اسرها في غزوة بني النظير بسبب بني النظير. واما جويرية بنت الحارث فانها وقعت في سبي غزوة بني المصطلق سنة اربع او خمس من الهجرة. لما وقعت في الاسرى جويرية رضي الله عنها كانت من سهم خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت ابن قيس ابن شماس فعقد معها عقد كتابة وعقد الكتابة ان يشتري العبد نفسه من سيده على مبلغ معلوم فكاتبت ثابت ابن قيس ابن شماس على مبلغ على تسع اواق فاتت النبي صلى الله عليه وسلم تستعينه على كتابتها. فلما جاءت وقدمت عرض عليها النبي صلى الله عليه وسلم ما هو خير من ذلك قال اولك في خير من ذلك؟ اؤدي عنك كتابتك واتزوجك؟ قالت نعم. قد فعلت. فامر النبي عليه الصلاة والسلام باداء كتابتها وتزوجها واعتقها وقيل في رواية انها هي التي اعتقها وجعل عتقها صداقها. لكن الصحيح ان تلك صفية. واما هذه فقد كاتبها فرق بين العتق والكتابة الكتابة دفع مال الى سيد يملك العبد واما العتق فيملكه السيد المالك ابتداء. فلما تزوجها النبي عليه الصلاة والسلام تسامع الصحابة بهذا الخبر وانها غدت في عداد زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم فبادروا رضي الله عنهم اكراما للنبي عليه الصلاة والسلام. فارسلوا بما في ايديهم من السبي يعني اعتق كل اسيره الذي وقع في سهمه من السبي. وقالوا اصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا فكانت ابرك امرأة على قومها عتق بسببها اكثر من مائة اهل بيت من بني المصطلق. فغزوة بني المصطلق او غزوة المريسيع كما تسمى في السيرة النبوية هي التي وقع فيها اسر امنا جويرية وزواج النبي صلى الله عليه وسلم منها. في شأن سيرتها الحديث المشهور المعروف في الاذكار والاوراد وفضائل ذكر الله عز وجل فيما اخرج الترمذي وغيره حديثها الذي كانت تقعد تسبح في مسجدها لما مر بها النبي عليه الصلاة والسلام ثم خرج تاه قريبا من نصف النهار فقال ما زلت على حالك؟ قالت نعم. قال الا اعلمك كلمات تقولينها؟ سبحان الله عدد خلقه سبحان تالله رضا نفسه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله مداد كلماته بتكرار كل واحدة منهن. قال الترمذي حديث حسن صحيح. فالمقصود المقصود انها هي التي عرفت رضي الله عنها بكثرة ذكرها ودوام انسها بالدعاء والذكر والصلة والتأله لله جل وعلا رضي الله عنها وارضاها. التاسعة زينب بنت جحش وكان اسم ابيها مرة فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم جحشا وقال لو كان مسلما سميناه اسما من اسمائنا وكانت ابنة عمتي وكانت ابنة عمته لان امها اميمة بنت عبدالمطلب. تاسع واخر زوجات نبينا صلى الله عليه وسلم اللاتي ما زلن في سيرهن العطرة منذ مجلسين زينب بنت جحش ابنة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم عمته اميمة بنت عبد المطلب. وزوجها جحش اهذه زينب بنتها رضي الله عنها. كان اسم ابيها مرة فسماه جحشا رسولنا صلى الله عليه وسلم. وقال لو كان مسلما سميناه اسما من اسماءنا زينب هي التي تزوجت اولا بزيد ابن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. كانت ممن اسلم قديما وممن هاجر الى المدينة عرفت بجمالها وعقلها وعلو حسبها ونسبها. خطبها النبي عليه الصلاة والسلام لزيد مولاه. الذي كان يقال قال له زيد ابن محمد فقالت يا رسول الله لا ارضاه لنفسي وانا ايم قريش فقال اني قد رضيت لك فنزلت الاية وما كان لمؤمن ولا اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. فرضيت فزوجها. ثم نزل قوله تعالى في سورة الاحزاب فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها. لكي لا يكون على المؤمنين حرج في ازواج ادعيائهم اذا قضوا منهن وطرا كان امر الله مفعولا فطلقها زيد فلما حلت تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم لما في ذلك من حكمة الهية كانت في تقرير حكم شرعي واثباته وتفنيد بعض رواسب الجاهلية واثارها في التبني منزلة الابناء فكان ذلك من الحكم الذي ازال به الاسلام بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلا وزواجه من زينب بنت جحش التي كانت زوجة زيد ابن حارثة اولا فهذه تاسع امهات المؤمنين رضي عنهن وارضاهن اجمعين وبدأ ابن الاثير في جامعه بعائشة ثم بحفصة ثم ام سلمة ثم بزينبة ثم بام حبيبة ثم بصفية ثم بجويرية ثم بسودة ثم بميمونة وهذا الترتيب بحسب فضلهن كمد كما ادعاه صاحب المطلب لا بحسب التقديم في النكاح. هكذا فعل ابن الاثير رحمه الله في كتابه جامع الاصول في احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فانه رتب امهات المؤمنين على النحو الذي سمعتم. ابتدأ بعائشة ثم بحفصة ثم ام سلمة ثم زينب ثم امي حبيبة ثم صفية ثم جويرية ثم سوداء ثم ميمونة قال وهذا الترتيب بحسب فضلهن. فاين خديجة اذا؟ لم يذكرها رضي الله عنهن في هذا الترتيب لانها ليست ممن كن معه بعد الهجرة بالمدينة وانما حصل الترتيب في امهات المؤمنين اللاتي اجتمعن في وقت واحد في عصمته عليه الصلاة والسلام ولم تكن خديجة رضي الله عنها يشاركها احد قط في صحبتها وعشرتها زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قال المصنف هذا الترتيب بحسب فضلهن كما ادعاه صاحب المطلب يعني امام الحرمين لا بحسب بالتقديم في النكاح. يعني لا علاقة لهذا الترتيب بسنة الزواج او النكاح لكنه بحسب الافضلية والمناقب التي ثبتت لكل من هنا رضي الله عنهن جميعا قال فان اول من تزوج بعد خديجة على المشهور عائشة ثم سودة يعني وهذا يخالف الترتيب المذكور عن ابن الاثير لانه بدأ بعائشة ثم حفصة ثم ام سلمة. ولو اردنا الترتيب بحسب ترتيبهن في عقد النكاح فهو كما يذكر هنا المصنف الان فان اول اه فان اول من تزوج بعد خديجة على المشهور عائشة ثم سودة ثم حفصة ثم ام سلمة ثم ام ثم زينب بنت جحش ثم ميمونة ثم جويرية ثم صفية كذا قال. يعني هذا القول المنسوب لامام الحرمين في المطلب رحمة الله عليه وقال اعني ابن الاثير في معرفة الصحابة اول نسائه خديجة. هذا ترتيب نص عليه ابن الاثير في غير كتابه جامع الاصول وهو كتاب الذي خصه لمعرفة الصحابة في معرفة الصحابة فانه رتب ازواج النبي عليه الصلاة والسلام على نحو مختلف. اذا قصد بالترتيب الاول في جامع الاصول ربما كان معنى المناقب والفضيلة كما ذكر امام الحرمين. واما في معرفة الصحابة فقد بوب بقوله باب ازواجه صلى الله عليه وسلم وسراريه. يعني من عقد عليها عقد نكاح ومن لا وطئها جارية بالتسريب ملك اليمين. فقال اول نسائه خديجة ثم بعدها سوداء وقيل عائشة. نعم وقال اعني ابن الاثير في معرفة الصحابة اول نسائه خديجة ثم بعدها سودة وقيل عائشة ثم سودة وقيل عائشة على خلاف تقدم ليلة الجمعة الماضية في من قدم سودا ومن قدم عائشة والجمع بين القولين ان التي عقد عليها اولا بعد خديجة عائشة عقدا. اما الدخول فقد تأخر الدخول بها الى ما بعد الهجرة بالمدينة. واما سودته فكانت اسبق في الدخول بها بمكة فان ها كانت زوجة له قد تبنت دخول بها بمكة قبل الهجرة وتزوج حفصة سنة ثلاث. وزينب بنت جحش سنة خمس. وقيل غير ذلك وام حبيبة سنة ست وبنى بها سنة سبع وجويرية سنة ست وقيل خمس وميمونة سنة سبع وصفية سنة تسع وزينب بنت خزيمة الهلالية سنة ثلاث وام سلمة سنة اربع رضي الله عنهن جميعا. فهذا موجز ما يتعلق بمناقب موجزة اقتصرت المقتضبة من شأن السيرة العطرة لال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاته الطاهرات امهات في المؤمنين رضي الله عنهن اجمعين. بدأ المصنف رحمه الله كما سمعتم في مجلس الليلة وما سبقه من بهؤلاء الزوجات. اجاب او اورد اولا رحمة الله عليه من تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ان كان مات قبله فذكر منهن عددا ولما انتهى من خديجة اولا واعقبها بعد بعدد من الزوجات اللاتي مات قبلهم متنا قبله ستة من سورة ثم اعقبه بتسع نساء مات عنهن فمات وهن في عصمته زوجات اللاتي ختمن هن الليلة بامنا زينب بنت جحش رضي الله عنهن جميعا واما الثماني اللاتي فارقهن في حياته فاسماء بنت النعمان الكندية المستعيذة على احد الاقوال على احد الاقوال وقد تقدم الخلاف فانه في ذكر تحديد عينها خلاف في تسميتها اين هي ابنة الجون الكندية وهي المذكورة هنا في هذا الباب لها ترجمة وافرة عند اصحاب كتب الطبقات وتراجم الصحابة عن ابن عباس رضي الله عنهما كما عند ابن سعد قال تزوج النبي صلى الله عليه وسلم اسماء بنت النعمان وكانت من اجمل اهل زمانها وهذا على ما اورده في اثر ابن عباس رضي الله عنهما وهي التي لم يدخل بها النبي عليه الصلاة والسلام وقد استعاذت قال الحقي باهلك باهلك فقد استعذت بمعاذ وليلى بنت الخطيب الاوسية اتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غافل فضربت ظهره فقال من هذا اكله الاسد فقالت انا ليلى جئت اعرض عليك نفسي. فقال قد قبلت ثم علمت كثرة ضرائرها فاستقالته فاقالها. فدخلت حائطا بالمدينة فاكلها الذئب. هذا ما يتعلق ولكونها لم تظفر بشرف الزوجية لرسول الله عليه الصلاة والسلام فان كتب الرواية الحديثية مسندا لم تحفل بذكر واقعة تنص على شأنها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن المذكور هنا كما اورده ابن سعد ايضا في الطبقات وعنه نقل المصنف رحم الله الجميع ما سمعتم انها عرضت نفسها فقبلها النبي عليه الصلاة والسلام. لكنها لم تطق كثرة الظرائر فاستقالت فاقالها. ثم دخلت حائطا فاكلها الذئب اشارة الى استجابة دعوة النبي عليه الصلاة والسلام لما قال من هذا اكله الاسد؟ وقد آآ اتت فضربت النبي عليه الصلاة والسلام على حين غفلة كذا اورده ابن سعد في الطبقات والعلم عند الله وعمرة بنت يزيد الكلابية دخل بها ثم رآها تتطلع فطلقها. كذا اخرجه ابن سعد ايضا بسند فيه الواقدي فاقدي متروك الحديث كما تقدم. قال تزوج النبي عليه الصلاة والسلام امرأة من بني عامر فكان اذا خرج تطلعت الى اهل المسجد فاخبر بذلك النبي عليه الصلاة والسلام من قبل ازواجه فقال انكن تبغين عليها فقلن نحن نريكها وهي تتطلع. فقال نعم فارينه اياها وهي تطلع ففارقها. كذا عند ابن سعد في الطبقات لكن السند فيه الواقدي لا يقبل حديثه والله اعلم العالية بنت ظبيانا دخل بها ومكثت عنده ما شاء الله ثم طلقها. هذه الرابعة من الثماني التي فارقهن في حياتي العالية بنت ظبيان دخل بها ومكثت عنده ما شاء الله ثم طلقها. وقال ابن سعد مكثت عنده دهرا اشارة الى طول المدة. لكنها لم تبقى زوجة لرسول الله عليه الصلاة والسلام وفاطمة بنت الضحاك اختارت فراقه عند التخيير. ففارقها بعد الدخول. هذا ايضا ذكره ابن سعد وقيل هي كانت التي تعادت لما قالت اعوذ بالله منك فاطمة فاطمة بنت الضحاك قيل انها اختارت الفراق يعني كانت زوجة فلما نزل قوله تعالى يا ايها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكن الاية فانهن اخترن البقاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل ان فاطمة بنت الضحاك ممن اختارت الفراق وقد كانت زوجة ففارقها لكن ذلك ايضا مما لا تثبت فيه رواية مساندة يمكن التعويل عليها. اما ابن سعد رحمه الله في الطبقات فذكر الاربعة هؤلاء فاطمة بنت الضحاك والدعالية بنت ظبيان وعمرة بنت يزيد وليلى بنت الخطيب الاوسية وذكر الخلافة في انه هن ممن استعذنا من رسول الله عليه الصلاة والسلام وانهن الكلابي على خلاف في اسمها وذكر هذا الخلاف بين هذه الاسماء العلم عند الله وقتيلة بنت قيس اخت الاشعث بن قيس تزوجها في مرضه فاختارت فراقه ولم يدخل بها. هذه ايضا فيمن لم يثبت دخول النبي عليه الصلاة والسلام. لكن اما وقد وقع العقد فان الفراق يكون طلاقا. فهي زوجة عقدا لا دخولا وقد ذكر ابن سعد ايضا انه قبل ان تصل اليه بلغها وفاة النبي عليه الصلاة والسلام فارتدت مع قومها ثم اسلمت وهي التي سبق لنا في موضع سابق انها لما تزوجت بعكرمة بن ابي جهل غضب ابو بكر رضي الله عنه وهم بعقابها وعكرمة فلما ذكر له عمر انها لم تعد زوجة للنبي عليه الصلاة والسلام ولا يصدق عليها قول الله ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابدا كفا عن ذلك حيث لم تنل شرف الزوجية فلا يتناولها حكم التحريم الابدي بعد ممات رسول الله صلى الله عليه وسلم ومليكة بنت كعب الليثية كانت مذكورة بالجمال. فقيل ان عائشة رضي الله عنها دست اليها. الا تستحي تزوجي قاتل ابيك يوم الفتح فاستعيذي منه فانه يعيذك ففعلت فطلقها. هذه ايضا في ذكر انها ممن استعاذت وعلى خلاف بين المؤرخين وارباب السير في المستعيذة بالله من نبي الله صلى الله عليه وسلم هو تحديد اسمها فذكرت مليكة بنت كعب الليثية بينهن كما في الرواية هنا التي اخرجها ابن سعد في الطبقات وزاد فيها انها لما قالت ذلك فطلقها النبي عليه الصلاة والسلام. جاء قومها الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله انها صغيرة وانها لا رأي لها. يعني يريدون ان يوجدوا عذرا وانها خدعت فارتجعها. فابى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاستأذنوا ان يتزوج قريب لها من بني عذر فاذن لها فتزوجها العذري وكان ابوها قتل يوم فتح مكة قتله خالد بن الوليد بالخندمة في من ممن حمل السلاح من فئة قليلة ووقع قتيلا ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها لها انها آآ قد قتل ابوها الا فحين تتزوجين قاتل ابيك يوم الفتح فاستعيذي بالله منه فانه يعيذك ففعلت فطلقها وامرأة من غفار رأى بكشحها وضحا فقال ضمي اليك ثيابك والحقي باهلك فهؤلاء ثمان دخل منهن بثلاث. امرأة من غفار من بني غفار يعني قيل اسمها العالية واخرج قصتها المذكورة هنا الحاكم في المستدرك لكن الذهبي قال في اسناده ابن زيد ليس بثقة رأى النبي عليه الصلاة والسلام بكشحها وضحا يعني بياضا. والكشح الوسط في جسد المرأة في وسطها. رأى بياضا يعني اشبه بياض البرص واختلاف اللون ما يشير الى عيب فقال ضمي اليك ثيابك والحقي باهلك. قال فهؤلاء ثمان دخل منهن بثلاث والمراد هذه الغفارية وما تقدم ايضا في شأن العالية بنت ظبيان وفاطمة بنت الضحاك فهؤلاء الثمان دخل منهن بثلاث الجامع بينهن ثمانية رضي الله عنهن انهن فارقهن النبي النبي صلى الله عليه وسلم قبل مماته فلم يمت عنهن وهن زوجات وهذا موجز ما اراد المصنف رحمه الله وتعالى من جمع هذا العدد في من فارقت النبي عليه الصلاة والسلام قبل مماته ومن فارقها هو صلى الله عليه وسلم قبل مماته. ومن فارقهن بمماته صلى الله عليه وسلم ذكر في الاولى ست نسوة ومن فارقهن تسع نسوة بالممات ومن فارقهن قبل الممات عليه الصلاة والسلام ذكر ثمان نسوة. فمجموع ما ذكر المصنف هنا ثلاثا وعشرين امرأة ثلاث وعشرون امرأة على خلاف اورد مجموع عدده تقدم في صدري مجلس ليلة الجمعة الماضية تذنيب اخرج في الصحيح انه عليه المراد بالتذنيب في هذا العنوان ذكر مسألة تأتي في ذنب الباب يعني في ذيله واخره وربما يقول بعضهم تذهيل فالتذليل من الذيل والتذنيب من الذنب والمراد بهما ياتي اخرا كما ان الذيل او الذنب يأتي في اخر جسد الحيوان فكذلك الذنب والذيل معنويا هنا. يأتي ايضا في تشبيه المحسوس مجازا بان انه يأتي في اخر المسألة ايرادا تختم به المسألة ويكون ذيلا لا صلبا في المسألة ولا اصلا متعلقا بها لكنه تتم تأتي للافادة ونحو ذلك اخرج في الصحيح انه عليه الصلاة والسلام كان يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن احدى عشرة قيل لانس وكان يطيقه قال كنا نتحدث انه اعطي قوة ثلاثين وهو صريح في الجمع بين احدى عشرة في وقت واحد التسع اللاتي مات عنهن واثنتان غيرهن غيرهن ولا يجوز ان يكون احدهما زينب بنت خزيمة بانه لا يجمع بينها وبين اختها ميمونة نعم يجوز ان يكونا من الثلاثة المتقدمة اللاتي دخل بهن اما اسماء واما فاطمة واما اما اسماء او فاطمة او عمرة. نعم. هذه الفائدة التي ذنب بها المصنف او ذيل بها المسألة ما خرج الامام البخاري في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار قال في اخر الرواية وهن احدى عشرة قيل لانس وكان يطيقه قال كنا نتحدث انه اعطي قوة ثلاثين. في الصحيح ايضا من انس انه اعطي قوة ثلاثين كما في كتاب الغسل من حديث انس في صحيح البخاري يعني في قوته في الجماع صلى الله عليه وسلم وموضع الشاهد قال وهن احدى عشرة. السؤال كيف تكون احدى عشرة امرأة وقد سمى المصنف ها هنا تسعا؟ في من مات عنهن صلى الله عليه وسلم. فينبغي ان تقول هناك ثنتان قال المصنف لا يجوز ان تكون واحدة من الثنتين زينب بنت خزيمة لانها عندئذ ستكون مجموعة مع اختها ميمونة مع النبي عليه الصلاة والسلام وهذا ممتنع فانه لا يجوز الجمع بين الاختين. فقال يمكن ان يكون يعني الثنتان من الثلاثة المتقدمين اللاتي دخل بهن. اما اسماء او فاطمة او عمرة يعني في من فارقهن على خلاف فارقهن بالتخيير فارقهن بالطلاق فارقهن بشيء مما تقدم هذا وجه في الجمع في المسألة اما الوجه الذي قدمه الحافظ بن حجر رحمه الله في الفتح في الجواب عن هذا الحديث فهو ما يتعلق بذكر العدد. قال ابن خزيمة تفرد بذلك يعني قوله وهن احدى عشرة امرأة. قال تفرد بذلك معاذ بن هشام عن ابيه. ورواه سعيد بن ابي عروبة وغيره عن قدادة فقالوا تسع نسوة فعلى هذا يرجح ابن خزيمة فيما ذكر بين خلاف الرواة في الحديث عن انس عن قتادة عن انس رضي الله عنه ان الراجح من روى انهن تسع فيزول الاشكال ولا خلاف واما اثبات الاحدى عشرة فيحتاج الى جواب. اما الجواب الذي جمع به ابن حبان في الصحيح بين الروايات في صحيحه بان حمل ذلك على حالتين لكن بيعني انه تسع نسوة في حال واحدى عشرة في حال قال لكنه وهم في قوله ان الاولى كانت في اول قدومه بالمدينة. حيث كان تحته تسع نسوة والحال الثانية في اخر الامر اجتمع عنده احدى عشر امرأة. وموضع الوهم انه لما قدم المدينة عليه الصلاة والسلام لم يكن عنده سوى سوداء لا يصح ان يقال كن تسعا ثم دخل بعائشة ثم تزوج ام سلمة ثم حفصة وزينب بنت خزيمة في السنة الثالثة والرابعة ثم زينب بنت جحش في الخامسة ثم جويرية في ثم صفية وام حبيبة وميمونة في السابعة. وهؤلاء جميع من دخل منهن من الزوجات بعد الهجرة على المشهور. وعلى خلاف ايضا في ريحانة من سب بني قريظة وفيها جزم بن اسحاق بانه عرض عليها ان يتزوجها وضرب عليها الحجاب. فاختارت البقاء في ملكه. والاكثرون ان انه ماتت قبله سنة عشر وكذا الخلاف في زينب بنت خزيمة بعد دخولها بقليل شهرين او ثلاثة. وعلى هذا فلم يجتمع عنده صلى الله عليه وسلم في وقت واحد اكثر من تسع نسوة فترجح رواية مرة وعن انس سعيد بن ابي عروبة وغيره عن قتادة وهن تسع لا رواية احدى عشرة امرأة وهذا جواب يزول به الاشكال فلم يجتمع عنده في وقت واحد اكثر من تسع نسوة صلى الله عليه وسلم فترجح رواية آآ سعيد بن ابي عروبة كما تقدم وتحمل رواية هشام التي آآ المذكورة في الصحيح معاذ بن هشام عن ابيه هشام تحمل روايته على انه ضم مارية وريحانة وهما جاريتان ضمهن الى العدد فاصبح المجموع احدى عشرة ليس ليستا زوجتين لكنه اطلق عليهما انه من نسائه تغليبا والمقصود كان يدور على نسائه يعني زوجاته التسع وامتيه الثنتين. فيكون المجموع احدى عشرة امرأة. فان قيل كيف عدة يعني مارية ريحانة في نسائه ولسنا وليستا زوجتين قيل هذا تغليبا اطلق عليهما من نسائه والا المراد ما تقدم والله اعلم فائدة تسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية القبطية ام ولده ابراهيم وريحانة بنت وريحانة بنت عمرو وهي من بني قريظة. ثم اعتقها فلحقت باهلها وقيل انه تزوجها ثم طلقها وقيل مات عنها وهي زوجة وفي الشامل لابن الصباغ انه اتخذ من الاماء ثلاثا. نعم. هذه الفائدة في تسري او في جواري رسول صلى الله عليه وسلم اما ماريا القبطية فهي ام ولده ابراهيم. التي اهداها له المقوقص حاكم مصر. وريحانة بنت عمرو من بني قريظة اعتقها فلحقت باهلها. وهي وهما اللتان سبق ذكرهما مارية وريحانة فيمن عد في رواية انس انه كان عليه الصلاة والسلام يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن تسع نسوة او احدى عشرة امرأة. قال المصنف رحمه الله تعالى وقيل انه تزوجها يعني ريحانة ثم طلقها. قيل مات عنها وهي زوجه والراجح خلاف ذلك فيما تقدم في عد النساء زوجات رسول الله عليه الصلاة والسلام وابن الصباغ ذكر انه اتخذ من الاماء ثلاثا واضيف لهن مارية وريحانة اتقدم ايضا في شأن آآ هذه الثالثة التي قيل ان اسمها جميلة اصابها من السبي والعلم عند الله وقد قدمت وقد قدمت عن الماوردي ان ريحانة اسلمت ذكرته في المسألة الثانية قبل النوع الثالث. وقد ان لنا ان نعود الى المقصود فنقول المسألة الثانية. نعم هكذا تمت مسألتنا الاولى بما اودع فيها المصنف رحمه الله من لطيف ايراد ذكر طرف موجز من اسماء زوجات رسول الله عليه الصلاة والسلام وطرف من مناقبهن باختصار وايجاز شديدين تعطر به مجلسنا الليلة وليلة الجمعة الماضية بفضل الله تعالى وفي تتمة للمسائل ناتي عليها تباعا في مجالس ليالي الجمعة المقبلة بعون الله تعالى. وما تزال ليلتنا هذه ليلة الجمعة ايها المباركون عامرة بكثير من الخيرات. رطب لسانك ذاكرا رب الهدى. ثني وصل على الحبيب المقتدى الهاشمي محمد طه الذي روحي وروح المسلمين له فدا. فصلى الله ربي وسلم وبارك عليه افضل صلاة واتمها او ازكاها واعظمها ورزقنا الله واياكم العلم النافع والعمل الصالح. وجعلنا واياكم في خيرة عباده الصالحين وحزبه المفلحين واولياءه المتقين. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية ارحم الراحمين. اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين. واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين ارحم يا ربي موتانا وجميع موتى المسلمين اله الحق يا رب العالمين. اللهم اصرف عنا برحمتك وفضلك شر كل داء ووباء عنا وعن مسلمين. اللهم ارحم البلاد والعباد واكشف الغمة وارحم الامة يا حي يا قيوم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا حبيبنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين