بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن. احمد الله تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان سيدنا ونبينا وامامنا وقرة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله طوله صلى الله ربي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته اجمعين وبعد اخوة الاسلام في كل مكان فمن رحاب بيت الله الحرام. وفي هذه الليلة الشريفة المباركة تتعطر الانسام وتطيب الارواح بصلاتها وسلامها على امامها وقائدها وقدوتها ونبيها وشفيعها محمد صلى الله عليه وسلم القائل اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة فان صلاتكم معروضة علي. ولعل مجلسنا هذا ايها المباركون الذي نتدارس فيه خصائص المصطفى صلى الله عليه وسلم لعله يكون باعثا وحاملا لنا على استكثار من الصلاة والسلام عليه في هذه ليلة الشريفة المباركة ونحن ما زلنا في اخر انواع الكتاب في الخصائص وهو الرابع مما يتعلق بالمناقب والفضائل والكرامات. وقد تقدم انها قسمان الاول منهما فيما يتعلق باحكام النكاح ومسائله. وقد مضت منه المسألة المشتملة على ذكر امهات المؤمنين زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم. ودعا الحديث ودعا الى الحديث عنها ذكر اول مسائل هذا النوع وهو تحريم نكاح ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعده تحريما مؤبدا ولنواصل الحديث في بقية المسائل لهذا القسم من النوع الاخير من خصائص نبينا صلى الله عليه وسلم فيما ساقه الامام سراج الدين ابن الملقن الانصاري الشافعي رحمة الله عليه في كتابه البديع غاية السول في خصائص الرسول صلى الله وهو عليه واله وسلم بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه قال المؤلف رحمه الله المسألة الثانية من هذا النوع فازواجه عليه الصلاة والسلام امهات المؤمنين قال تعالى وازواجه امهاتهم وقرأ مجاهد وهو اب لهم. وقيل ان انها قراءة ابي بن كعب. المسألة الثانية من هذا النوع اي من خصائص المتعلقة بالفضائل والكرامات في امور النكاح. قال ان ازواج النبي صلى الله عليه وسلم امهات للمؤمنين واستدل لذلك بصريح قول ربنا سبحانه في سورة الاحزاب النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امة هاتوهم هكذا على التعميم. فجميع ازواج نبينا صلى الله عليه وسلم امهات لنا. وقرأ مجاهد وهو اب لهم. وقيل الى انها قراءة ابي ابن كعب يعني في ادراج ذلك ضمن الاية لكنها لا تصح في القراءات المتواترة التي بايدينا اليوم وهذا الحكم في هذه المسألة قد تقدم في احد وجوه التعليل والحكم للمسألة الاولى. عندما تناول المصنف رحمه الله تعالى ذكر الحكمة من تحريم نكاح زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد مضى بكم هناك جملة تب من الوجوه التي وجه بها الحكم حكمة وتعليلا وكان من ذلك انهن حرمن لانهن امهاتنا وما من شك ان الام محرمة في النكاح على ابنها كما قال تعالى حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم الاية الكريمة. لكن معنى الامومة هنا ليس من الوجوه جميعها فكن امهات للمؤمنين في معنى تحريم النكاح. لكن ذلك لا يعني تناول جميع احكام الامومة من حيث الخلوة والانفراد والسفر في رفقة احد من الاجانب بامهات المؤمنين. ومن ثم استدعى المقام الى بيان معنى الامومة في الاية الكريمة فساق رحمه الله في هذا المعنى من كلام اهل العلم ما يدل على بيان المراد نعم قال الشافعي في المختصر امهاتهم في معنى دون معنى وذلك انه لا يحل نكاحهن بحال. هذا وجه كونهن امهات فيما يتناول معنى الامومة وهو تحريم نكاحهن. فهذا المعنى في الامومة هو المراد ولهذا قال امهاتهم في معنى دون معنى يعني ليس في كل الوجوه. فان اتفق معنى الامومة في هذا الحكم انه لا يتفق في جوانب اخر. نعم ولا يحرم بنات لو كن له لانه عليه الصلاة والسلام زوج بناته وهن اخوات المؤمنين وذكر نحوه في الام وجعل القضاعي ذلك له دون غيره من الانبياء. وقد خولف في ذلك كما سيأتي. لو قال قائل ان كانت ان كانت امهات المؤمنين مثل اه عائشة وحفصة وخديجة رضي الله عنهم جميعا. ان كنا امهات للمؤمنين فاولادهن فاولادهن اخوة للمؤمنين واخوات. يعني ينبغي ان يقال ان رقية وزينب وام كلثوم وفاطمة بنات النبي صلى الله عليه وسلم اخوات. ويحرم نكاح الاخت كما يحرم نكاح الام. طردا على القاعدة لكن كيف يقال وقد زوج النبي صلى الله عليه وسلم رقية وام كلثوم لعثمان وزوج فاطمة لعلي رضي الله عنهم جميعا الجواب ان هذا ليس مما يضطرد فيه معنى الامومة فلو قال قائل هل يقال ايضا اخوة امهات المؤمنين يكونون اخوالا للمؤمنين؟ الجواب ايضا لا. فلا يقال ان معاوية بن ابي سفيان وهو اخو ام حبيبة رضي الله عنها لا يقال انه خال المؤمنين الا على سبيل المجاز كما سيأتي بعد قليل. لكن ليس على معنى الحقيقة كما بين مصنف هنا رحمة الله عليه. نعم فازواجه صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين سواء من مات تحته ومن مات عنها وهي تحته وذلك في تحريم نكاحهن ووجوب احترامهن وطاعتهن. نعم هذا هو الحكم المتقرر في معنى الامومة المستفاد من قوله تعالى وازواجه امهاتهم. اي في تحريم نكاحهن ووجوب احترامهن وطاعتهن فلهن رضي الله عنهن من المحبة والبر والاحترام ووجوب الطاعة التوقير والاجلال كما يفعل المرء مع امه التي انجبته عملا بالبر الواجب الذي امر الله عز وجل به للوالدين وعدم تجاوز وعدم جواز تجاوز المقام والحد والتطاول على الامهات. قولا ولا فعلا ولا اشارة بل حتى التأفف المنهي عنه في الشريعة اكراما للوالدين. وبرا بهما واحتراما لمقامهما. كل ذلك يسري الى مقام امهات المؤمنين، فرضي الله عنهن، ومنبر امه التي انجبته ادرك معنى البر المراد بامهات المؤمنين ان كان اعلموا معنى الامومة وهذا المعنى الذي حمل السلف جيلا بعد جيل الى من شاء الله في الامة الى اليوم ان يدركوا هذا المعنى وان احفظوا عظيم المكانة والحب والتوقير والطاعة والاجلال لجميع زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف وقد شرفهن الله سبحانه وتعالى بهذه الزوجية العظيمة المباركة بنبي الامة صلى الله عليه وسلم. ومنه يعلم يا كرام عظيم والزيغ والانحراف والغواية التي زلت بها اقدام بعض المنتسبين الى الاسلام. عندما يخالف هذا الاصل فيجعل من امهات المؤمنين جميعهن او بعضهن مسارا لقدح ومثارا لشك وانتقاص وطعن فلا والله ما هكذا يفعل البر للابن بامه ولا هذا مستوجب امتثال معنى الاية الكريمة وازواجه امهاتهم فلا اسعد الله عينا ولا قر قلب ولا عاش. من يمكن ولا عاش بهناءة من يحمل في صدره مثقال ذرة. من انتقاص او غضاضة لمقام احدى امهات المؤمنين رضي الله عنهن اجمعين. نعم وفي تعدي ذلك الى جواز النظر وجهان في الحاوي. في تعدي ذلك اي في تعدي هذا الحكم. من حيث تنزيل احكام الامومة عليهن فلا شك ان الرجل يجوز له النظر الى امه فهل يقال هذا في امهات المؤمنين لمن كان من الصحابة او التابعين من بعدهم وقد ادرك بعضهن هل يجوز لاحدهم النظر الى احدى امهات المؤمنين عملا بقوله وازواجه امهاتهم؟ قال وفي تعدي ذلك كم؟ كم وفي تعدي ذلك الى جواز النظر وجهان في الحاوي والمشهور المنع وبه جزم الرافعي ولا يثبت لهن حكم الامومة في جواز الخلوة والمسافرة ولا في النفقة والميراث. نعم. فرق المصنف فقال اما جواز النظر اليهن يعني بلا حجاب ففيه وجهان والمشهور المنع اما الامومة او حكم الامومة في جواز الخلوة بهن والسفر بهن ولا حتى في النفقة والميراث. يعني لا يجب الانفاق عليهن كون هن امهات ولا ان يرثن او يورثن بحكم الامومة فيرثهن كل احد او يورثن من كل احد. نعم ولا يتعدى ذلك الى غيرهن فلا يقال بناتهن اخوات المؤمنين. بدليل انه لا يحرم على المؤمنين التزوج ببنات واخواتهن وقد تقدم هذا ومصداق ذلك تزويج النبي صلى الله عليه وسلم لبعض اصحابه بعض بناته رضي الله عنهم جميعا ولا على اخوانهن التزويج بالمؤمنات وقد زوج صلى الله عليه وسلم بناته من المؤمنين علي علي وعثمان. ونكح الزبير اخت عائشة وعبدالرحمن بن بن عوف حملة اخت زينب. طيب هذا ايضا تأكيد على ان بعض الصحابة قد وقع منه التزويج لبعض قرابات امهات المؤمنين فلم يكن هذا دلالة على التحريم. نكح الزبير بن العوام اخت عائشة هي اسماء. ذات النطاقين اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنها فقد تزوجها الزبير. فلو قيل ان عائشة ام ان عائشة ام المؤمنين ينبغي ان تكون اختها خالة المؤمنين ولم يجوز للزبير ان ينكح خالته ان قيل بذلك لكن هذا غير وارد ولا يقال به. ولذلك ايضا نكح عبدالرحمن بن عوف حملة اتى اخت زينب بنت جحش وبالتالي فلم تكن لم يقل انها خالة المؤمنين ويحرم على الانسان نكاح خالته. فهذه المواقف من زواج بعض الصحابة ببنات رسول الله صلى الله عليه وسلم وزواج بعضهم باخوات زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم عمل مما بما تقرر من كون تحريم النكاح بهن وتنزيل حكم الامومة بهن لا يتعدى الى غيرهن نعم وكذا لا يقال اباؤهن وامهاتهن اجداد وجدات وجدات المؤمنين بل يقتصر على ما ورد من ثبوت حكم الامومة لهن في بعض الاحكام وحكى الرافعي وجها ان اسم الاخوة يطلق على بناتهن واسم الخؤولة ينطلق على اخوتهن واخواتهن لثبوت اسم الامومة لهن وان لم توجب ذلك تحريم النكاح كما ان المسلمات كلهن اخوات المسلمين في الاسلام ولا يوجب ذلك تحريم النكاح. هذا وجه لطيف ذكره المصنف رحمه الله حكاية عن الامام الرافعي رحمة الله عليه وهو انه حيث قلنا ان زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين. فيجوز ان يقال في اخوانهن انهم اخوال المؤمنين. واخواتهن خالات المؤمنين لكنها تسمية فقط. ولا يتعدى ذلك الى تنزيل الاحكام تام. فلا يوجب تحريم النكاح كما تقول في جميع المسلمين هم اخوة. الا يقول الرجل ان هذه المرأة اختي في الاسلام وهذا اخي في الاسلام هذه اخوة اخوة دين لكنها لا تعني اطلاقا تنزيل الاحكام. فيتزوج من يقول عنها انها اخته في الاسلام. وكذلك يقال اخوة زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم هم في الشرف والمكانة ما ليس لغيرهم. كيف لا وهم اصهار نبي الامة صلى الله عليه وسلم من هنا تعلم ان ما يذكره بعض اهل العلم في مثل قولهم ومعاوية ابن ابي سفيان امير المؤمنين وخال المسلمين هو من هذا الباب ليس من باب تنزيل الاحكام لكنه التشرف بهذه المصاهرة التي غدت به اخته ام حبيبته رضي الله عنها اما من امهات المؤمنين رضي الله عنهم جميعا قال وهذا ظاهر لفظ المختصر يشير الى قوله زوج بناته وهن اخوات المؤمنين لكن اكثر الاصحاب كما قال الماوردي غلطوا فيه لانه قال في احكام القرآن وقد زوج بناته وهن غير اخواتي المؤمنين وقيل ان الكاتب ان الكاتب حذف لفظة غير وقيل ما قاله صحيح وتقديره قد زوج بناته اي يزوجهن وهن اخوات المؤمنين والقاضي حسين حكى حكى الخلافة في جواز تسمية معاوية خال المؤمنين مع جزمه بتخطئة المزني. هذا شيء من الخلاف الذي كان بين بعض فقهاء الشافعية في عبارة لفظ الامام المزني في المختصر وهو يحكي عن الامام الشافعي رحمه الله وقد زوج بناته وهن اخوات المؤمنين فقيل بل حذفت كلمة غير كل ذلك محاولة لاثبات عبارة للشافعي رحمه الله هل يثبت اخواتي المؤمنين في هذا المعنى او لا يريد المراد وعلى كل حال فما من خلاف فهم ومعنى الحكم انه لا يتعدى الامومة التي ثبتت لهن رضي الله عنهن الى اخوانهن واخواتهن في غير ما تقررا والعلم عند الله فرع قال البغوي وكن امهات المؤمنين من الرجال دون النساء روي ذلك عن عائشة رضي الله عنها يا اماه فقالت لست لك لست لك بام انما انا ام رجالكم وهذا جار على الصحيح عند اصحابنا وغيرهم من اهل الاصول. ان النساء لا يدخلن في خطاب الرجال. هذا فرع في المسألة لطيف وفيه فائدة ايضا لطيفة ان قلنا ازواجه امهاتهم فهل هن امهات للمؤمنين رجالا ونساء هذا ظاهر الاية وقد يقال بل المراد هن امهات المؤمنين يعني الذكور الرجال خاصة ولم لاجل ان يكون الحكم المتقرر شرعا في تحريم النكاح بهن وهذا لا يحتاج اليه النساء فاجتمع ظاهر لفظ الاية النبي اولى بالمؤمنين. وهذا خطاب للذكور. وازواجه امهاتهم يعني امهات المؤمنين يعني الذكور واستدل لذلك باثر روي عن عائشة رضي الله عنها اخرجه ابن سعد في الطبقات عن الفضل بن دكين عن سفيان عن فراس عن الشعبي عن مسروق قال قالت امرأة لعائشة يا امه قالت اني لست بامك انما انا رجالكم وعلى هذا انصح الاثر فيكون هذا من باب تفسير الاية باثر عن عائشة رضي الله عنها قرن المصنف هذه المسألة بقاعدة اصولية في اصول الفقه عند العلماء هل خطاب الرجال في الشريعة يتناول الاناث او يحتاج خطاب الذكور الى ما يخصه وخطاب النساء الى ما يخصهن المسألة محل خلاف. والراجح انه حيث اقترن ظمير الذكور والاناث في سياق واحد انفرد كل فريق بما يخصه من ظمير واذا استقل ضمير الذكور في اصل التشريع واحكامه العامة لم يحتج جنس النساء الى تخصيصهن بالذكر صراحة او واظمارا ولكن اذا انفرد في حكم يراد به الرجال خاصة كان ذلك دلالة على الخصوصية. قال المصنف هذا جار على الصحيح عند اصحابنا وغيرهم من اهل الاصول ان النساء لا يدخلن في خطاب الرجال. نعم وحكى الماوردي في تفسيره خلافا في كونهن امهات المؤمنات وهو خارج على مذهب من ادخلهن في الخطاب تعظيما لحقهن فوجه مقابله ان فائدة امومتهن في حق الرجال مفقودة في حق النساء. وهو ما تقدم كونه يحرم النكاح. فهذا لا يحتاج اليه النساء لكن لو قال قائل بل الامومة تشمل الرجال والنساء فما المراد به في شأن النساء؟ المراد كما قال تعظيما لحقهن يعني ذات الاحترام والتوقير الذي يثبت بمعنى الامومة وهذا لا شك انه يستوي فيه الرجال والنساء في وجوب احترام وتوقير امهات المؤمنين زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اصحابنا فالامومة ثلاث واحكامها مختلفة اولا امومة الولادة ويثبت فيها جميع احكام الامومة. وهذا واضح الام التي ولدت فانها يثبت لها حكم البر والاحترام والطاعة وتحريم النكاح وجواز النظر والخلوة والمحرمية وما الى ذلك. نعم. وامومة ازواجه عليه الصلاة والسلام سلام ولا يثبت الا تحريم النكاح. امومة امهات المؤمنين امومة ولكنها من نوع اخر. وليس لها من الحكم الا تحريم النكاح ولو اضفت اليها الاحترام والطاعة والاجلال والتوقير لكان ايضا وجها حسنا وامومة الرضاع متوسطة بينهما. يعني بين اعلى المراتب في امومة الولادة وادناها في امومة زوجات رسول الله صلى الله الله عليه وسلم ورضي الله عنهن. فان امومة الرضاع ماذا يثبت بها؟ يثبت بها تحريم النكاح وجواز الخلوة والنظر والسفه فتكون وسطا بينها. فتنشر الاخوة ولكن لا يثبت بها الميراث مثلا كما في امومة الولادة. فيثبت لها من الاحكام اكثر من امومة امهات المؤمنين زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم واقل من امومة الولادة فلهذا كانت وسطا بينهما. وهذا من جميل التقرير الفقهي في انواع الامومة ومراتبها وما يترتب عليها من احكام فرع قال البغوي وكان النبي صلى الله عليه وسلم ابا الرجال والنساء جميعا. هذا من اللطائف المتعلقة بالاية امهاتهم ومن كان زوجا لامي فهو ابي فان كان حقيقة الذي حملتني منه امي فهو الاب حقيقة. وان كان زوجا للام فانه اب مجازا. فهل يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم اب للرجال والنساء جميعا؟ وقد تقدم انها في قراءة مجاهد وقيل انها قراءة ابي بن كعب قال وهو اب لهم. وازواجه امهاتهم وهو اب لهم. فاتى على هذه مسألة تتميما للفائدة وقال الواحدي قال بعض اصحابنا لا يجوز ان يقال هو ابو المؤمنين. لقوله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم هذا صريح في نفي الابوة ما كان محمد ابا احد من رجالكم. فما المنفي هنا يا كرام المنفي حكم الابوة الذي يترتب عليه تحريم نكاح الابن وليس للنبي صلى الله عليه تحريم نكاح زوجة الابن. وليس للنبي صلى الله عليه وسلم ابن حتى يزوجه امرأة فيترتب عليه حكمها ولكن كان ما علمتم فيما تقدم من مجالس في تزويج زيد ابن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم من زينب فكونه مولاه الذي تبناه حتى كان يقال له زيد بن محمد. فثم كان الخلاف كيف يتزوج بعد طلاقها؟ بعد طلاق زيد اللي زايدة بكيف يتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت الاية انه صلى الله عليه وسلم لم يكن ابا له من النسب. اذا ما كان ابى احد من رجالكم يعني بالنسب ولكن رسول الله وخاتم النبيين. السؤال اذا فهل هو اب في المعنى الجواب لا شك نعم ان لم يكن بصريح الاية فبصريح الحديث يقول عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الذي اخرجه بعض السنن وهو حسن انما انا لكم بمنزلة الوالد اعلمكم بمنزلة ليست ابوة صريحة ولكنها في مقامها شرفا وما فيها من المعنى في دفء الابوة وحنانها وعطفها وحرصها وشفقتها وكل ذلك ثابت بل كلا والله انه صلى الله عليه وسلم والله الذي لا اله الا هو لاعظم شفقة وحرصا على الامة من ابائهم وامهاتهم مجتمعين وهذا صريح قوله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم قوله سبحانه وتعالى واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون. نعم قال ونص الشافعي ان يقال هو ابو المؤمنين اي في الحرمة ومعنى الاية ليس احد ليس احد من رجالكم ولد صلبه. نعم. وهذا واضح وصريح وسياق الاية في تفنيد ما كانت تعتقده الجاهلية من تحريم نكاح زوجة الابن بالتبني بتشريع تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في ازواج ادعيائهم يعني ابنائهم بالتبني اذا قضوا منهن وطرا وكان امر الله مفعولا. في هذا السياق جاء قوله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم يعني ليس من ولده بالصلب لكنه لا شك لا ينفي معنى الابوة في الحرمة والمكانة والتقدير قال صاحب المطلب وفيه نظر لان ذلك معلوم ببداهة العقول والشرع لا يرد بمثله الا ان يراد به التنبيه على ان تحريم نكاح زوجة الابن يختص بابن الصلب ولا يتعدى الى ابن التبني فان سبب نزول الاية زواجه عليه الصلاة والسلام بزينب زوجة زيد فانه حينئذ يكون غرضا مقصودا. وهذا ظاهر السياق والدلالة كما تقدم والله اعلم وعن الاستاذ ابي اسحاق انه لا يقال ابونا وانما يقال هو كابينا لما روي عنه لما روي انه صلى الله عليه وسلم قال انما انا لكم كالوالد. نعم. وهو في لفظ بعض اصحاب السنن انما ان لكم بمنزلة الوالد اعلمكم. نعم ونقل صاحب المحكم عن الزجاج في معنى قوله تعالى قال يا قومي هؤلاء بناتي هن اطهر لكم الاية كنا بنسائه عن نسائهم ونساء امة كل نبي بمنزلة نسائه وازواجه بمنزلة امهاتهم وحكى جماعة من المفسرين في ذلك قولين احدهما انه اراد بناته حقيقة لان الجمع يقع على الاثنين والثاني انه اراد نساء امته لانه ولي امته والله اعلم. نعم في تفسير قوله تعالى على لسان لوط قال يا قومي اولئك بناتي هن اطهر لكم. لما راوده اه قومه عن ضيوفه من الملائكة الكرام عليهم السلام قال يا قومي هؤلاء بناتي وقد كان للوط عليه السلام بنتان قال يا قوم هؤلاء بناتي هن اطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي فان كانا بنتين فقال كيف يقول بالجمع هؤلاء بناتي؟ ها هنا توجيهان الاول ان يقال هن ثنتان لكنه يجوز حمل الثنتين على الجمع ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما. وهنا صنتان ويقال ايضا فان كانت اثنتين فلهما الثلثان مما ترك. فجعل للثنتين حكم الجمع والوجه الاخر ان يقال بل ما اراد ابنتيه من الصلب وانما اراد جميع نساء قومه كانه يقول هؤلاء بنات بنات القوم هن اطهر لكم يعني ابتغوا النكاح بالحلال في الاناث دون اتيان الذكور عياذا بالله فكيف قال بناتي؟ قال جعل بنات قومه في حكم بناته فكذلك نساء امته في منزلة نساء اهل بيته قال لانه ولي امته وهذا وجه اخر وهو ايضا حسن. والله اعلم المسألة الثالثة تفضيل زوجاته على سائر النساء هذا لفظ الرافعي وسبق الخلاف في تفضيل فاطمة على خديجة والخلاف شهير في مريم هل هي نبية او لا؟ هذه هي ثالثة المسائل في هذا النوع وهي خاتمة هذا القسم الذي نختم به مجلس الليلة ان شاء الله تعالى في مسألة تفضيل زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم على سائر النساء بالاتفاق انهن مفضلات على نساء الامة عدا فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فانها بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تقدم ليلة الجمعة الماضية ولا والله لا اعدل ببضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم احدا هذا فيما يتعلق في الجملة هن مفضلات. قال هذا لفظ الرافعي. وسبق الخلاف في تفضيل فاطمة على خديجة. من حيث وجوه ذكرها ليلة الجمعة الماضية ثم قال والخلاف شهير في مريم ابنة عمران هل هي نبية او لا؟ سبب الخلاف الوحي الذي نزل اليها لما اوحى الله عز وجل اليها آآ كما قال في سورة مريم اذ انتبذت من اهلها مكانا شرقيا فاتخذت من دونهم حجابا فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا. وكذلك الوحي مع الانبياء يبعث الله اليهم الملك فيخاطبهم. وهز اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي واشربي وقري عينا فاما ترين من البشر احدا فقولي اني نذرت للرحمن صوما فلن اكلم اليوم انسيا. ما هذا؟ كل هذا وحي. فان كان الوحي قد اتاها هل تثبت لها النبوة؟ هذا ايضا على خلاف. قال والخلاف شهير فان جل اهل العلم يشترط في النبوة الذكورة ويكون الوحي الى مريم الهاما كما هو مسمى الوحي وهو الخفي وليس كل وحي باسم الوحي يعد تبليغا الاهيا تترتب عليه احكام النبوة. وقد قال الله تعالى اوحى ربك الى النحر ان اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ولم يقل احد انه وحي نبوة كذلك الشأن في من اذهبوا هذا المذهب في شأن مريم ابنة عمران. قال القرطبي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان في النساء اربع اربع نبيات حواء واسية وام موسى ومريم ثم قال والصحيح ان مريم كانت نبية لان الله تعالى اوحى اليها بواسطة الملك كما اوحى الى سائر الانبياء وهذا قد تقدمت الاشارة اليه انيفا قال الماوردي وهل فظلهن يعني زوجاته على نساء زمانهن او على النساء كلهن فيه قولان وقال النووي في شرح مسلم في حديث في حديث فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام فضل عائشة على النساء زائد كزيادة فضل كزيادة فضل الثريد على غيره من الاطعمة وليس في هذا تصريح لتفضيلها على مريم واسيا لاحتمال ان المراد بفضلها على نساء الامة. هذه مسألة ايضا لطيفة. هل تفضيل امهات المؤمنين هو خاص بنساء الامة يعني فظلهن على سائر نساء امة محمد صلى الله عليه وسلم ام على سائر نساء الدنيا كلهن فمن ثم ينشأ خلاف كيف يقال في تفضيل من جاء النص بتفضيلهن كآسيا آآ امرأة فرعون وكذلك حواء امنا حواء وكذلك ام موسى ومريم ابنة عمران وغيرهن مما قال فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا اربع قال هنا فيه قولان والنووي رحمه الله قال فظل عائشة على النساء زائد كزيادة فضل الثريد على غيره من الاطعمة والمعنى في قوله صلى الله عليه وسلم وفضل عائشة كفضل الثريد على سائر الطعام فضل السريد ما هو؟ انه من جنس الطعام لكنه زائد في الفضل عليه مع ثبوت الفضل لباقي الطعام. قال وليس في هذا تصريح لتفضيلها على مريم واسيا لاحتمال وهذا كلام الامام النووي رحمه الله. لاحتمال ان المراد بفضلها على نساء الامة. وليس على نساء الدنيا او جنس نسائي مطلقا. وهذا ايضا محتمل وجيه والعلم عند الله فرع وجعل ثوابهن وعقابهن مضاعفا. قال الله تعالى يا نساء النبي من يأتي منكن بفاحشة مبينة الايتين قال الشافعي قال الله تعالى يا نساء النبي لستن كاحد من النساء ان اتقيتن الاية فابانهن به صلى الله عليه وسلم من نساء العالمين. هذا استطراد لذكر خصوصية امهات المؤمنين. فان قيل يثبت لهن الفضل على سائر النساء. فهل يقال ان الغنم بالغرم وان التشريف يقابله تكليف. وان مقام امهات المؤمنين في الفضل والمكانة والزيادة في الرفعة يقابله ايضا زيادة تغليظ في حقهن وشأنهن هذا ظاهر الاية الكريمة. يا نساء النبي من يأتي منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين. الفاحشة المبينة كما سيأتي انها الزنا. وقيل النشوز وسوء الخلق يضاعف لها العذاب ضعفين ما هما الضعفان؟ ولماذا تضاعف العذاب في حقهن في هذا الوعيد على غيرهن من نساء الامة؟ قيل الضعفان عذاب دنيا وعذاب اخرى وقيل بل عذابان ويتضاعف الحد في الدنيا هذا كله تغليظ ولا شك وظاهر الاية يقتضي رفعة مكانة امهات المؤمنين في هذا الباب كما ارتفع مقامهن في الاحترام والتوقير وايضا قوله تعالى يا نساء النبي لستن كاحد من النساء ان اتقيتن فلا تخضعن بالقول. هذا صريح ايضا في نفي مساواة رضي الله عنهن بسائر نساء المسلمين. قال فابانهن وهو منسوب الى الشافعي. وقد ذكره في احكام القرآن وفي الام ايضا فابانهن من نساء العالمين يعني فرق شأنهن ومقامهن. وحديث ابي موسى المتقدم في صحيح مسلم كمل من الرجال كثير ولم يكن من النساء غير مريم بنت عمران واسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثري على الطعام وهذا الكمال فهم بعضهم انه النبوة. لكون اكمل الناس في الرجال هم الانبياء. ثم يليهم الصديقون والشهداء والصالحون. وقيل بل كمال المذكور في الذكور هو النبوة. وكذلك الشأن في الاناث فيلزم ان تكون مريم واسية نبيتين. وقد قال بذلك بعض واهل العلم لكن النووي ايضا صرح رحمه الله تعالى بخلاف ذلك وقد ذكر القرطبي الخلافة قال والصحيح ان مريم نبيا لان الله اوحى اليها بواسطة الملك كما اوحى الى سائر النبيين. وقد تقدم قبل قليل الخلاف في هذا الباب وجعل هي من المعنى المشار اليه وما معنى الوحي المذكور في الاية؟ نعم فابانهن به صلى الله عليه وسلم من نساء العالمين اي جعلهن مباينات لاجل صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لنساء سائر العالمين في الثواب في الثواب عند الاتقاء وفعل الخير. وكذا في في جزاء الجريمة لو اتفقت منهن والعياذ بالله. لو اتفقت منهن والعياذ بالله والواقع والشاهد والمحفوظ تاريخا وسيرة عطرة مشرقة ان الله عز وجل قد عصمهن. ورفع قدرهن وحفظ مكانتهن فطهرهن الله عز وجل في الدنيا والاخرة. وطهر بهن عرظ نبيه صلى الله عليه وسلم. عن كل من وسوء وفحش فينبغي ويجب وجوبا عينيا ان تتطهر قلوب العباد في حفظ حقهن من الاكرام والتبجيل وان تتطهر السنة الامة رجالا ونساء. عن مقامهن رضي الله عنهن فلا يذكرن الا بالخير والجميل. فهن رسول الله صلى الله عليه وسلم هن امهاتنا ومعشر المسلمين. هن من اصطفاهن الله عز وجل وطهرهن وبرأهن لكن الاية ذكرت في سياق التغليظ لشأن مقام النبوة وما يتعلق به من ال في بيته ولا يلزم من هذا الشرط وقوعه يا نساء النبي من يأتي منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين. هذا على الشرط وهو على سبيل التغليظ واثبات في حكم الشرع الذي جعل لهذه المكانة من امهات المؤمنين المرتبة الخاصة. هذا تماما كقوله تعالى ولقد اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين. على سبيل الشرط وفي صيغته ولا يلزم من ذلك قط وقوعه بل قد عصم الله الانبياء من الوقوع في الشرك بل فيما هو اقل من ذلك. لكن السياق يدل على تغليظ المسألة المذكورة وان الشرع جاء بحفظ هذا الاصل العظيم دون محاباة لاحد ولو كانوا في مقام الانبياء الكرام عليهم السلام مع عصمتهم من هذا الواقع الذي ربما وقع فيه بعض البشر فكذلك يقال في شأن امهات المؤمنين لاجل لصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلن مباينات لسائر نساء الامة. نعم والفاحشة المبينة الزنا قاله السدي يعني في تفسير قوله تعالى يا نساء النبي من يأتي منكن بفاحشة مبينة بل اراد بالفاحشة المبينة. قال السدي هو الزنا وقال ابن عباس رضي الله عنهما النشوز وسوء الخلق. هذا ايضا تفسير اخر. من يأتي منكن بفاحشة مبينة يعني نشوزا واعراضا وتطاولا عن حد مقام الواجب في الزوجية لرسول الله عليه الصلاة والسلام والخروج عن طاعته او سوء الخلق والقنوط والقنوت الطاعة وهذا في قوله تعالى من يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا. بل قنوت قال هو الطاعة والاجر مرتين في الاخرة وقيل احدهما في الدنيا والاخر في الاخرة نؤتيها اجرها مرتين واعتدنا لها رزقا كريما ماذا يقال في الاجر مرتين؟ قيل اجران يعني مضاعفان في الاخرة وقيل بل اجر في الدنيا واجر في الاخرة فيكون اجران. وفي هذا تفسير قوله تعالى نؤتي من من يقنت منكن ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتيها اجرها مرتين. واعتدنا لها رزقا كريما واختلف العلماء في مضاعفة العذاب فقيل يعني في قوله تعالى من يأتي منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين ما المراد بمضاعفة العذاب في الاية الكريمة عذاب في الدنيا وعذاب في الاخرة وغيرهن اذا عوقب في الدنيا لم يعاقب في الاخرة لان الحدود كفارات. يعني فيكون هذا من خصوصية امهات المؤمنين عند وقوع فاحشتي عياذا بالله وقد عصمهن الله. فيكون معنى مضاعفة العذاب يعني عذاب في الدنيا مع عذاب الاخرة. وعذاب ابو الدنيا هو الحد والحكم الذي تميزنا به ان سائر البشر من غيرهن اذا اقيم عليه الحد في الدنيا كان كفارة له من عذاب الاخرة وقال مقاتل حدان في الدنيا قال ولا يضاعف عليهن في السرقة لو قدرت قال سعيد بن جبير وكذا عذاب من قذفهن يضاعف في الدنيا فيجلد مائة وستين. نعم لان حد القذف ثمانون جلدة والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا واولئك هم الفاسقون قال سعيد بن جبير سيد التابعين المقرئ الفقيه قال وكذا عذاب من قذفهن يعني اذا كنا سنطرد المضاعفة في جزائهن والمضاعفة في عذابهن فكذا ينبغي ان يكون المضاعفة في عذاب من قذفهن فيضاعف عليه الحد مائة وستين جلدة قال قال الماوردي ولم ارى للشافعي نصا في ذلك من القولين. غير ان الاشبه بكلامه انهما حدان في الدنيا وانما ظوعف الحد بفظلهن كما ان حد الحر ظعف حد العبد لكماله وفضله. هذا تخريج من ائمة الشافعية وفقهائهم كالامام الماوردي رحمه الله حيث لم يجد نصا صريحا للامام الشافعي في بيان معنى مضاعفة العذاب المقصود في حق زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال غير ان الاشبه بكلامه ان المراد حدان في الدنيا كيف يقال حدان في الدنيا والشريعة ما جاءت الا بحد واحد فمن مثلا وقع في حد سرقة او من وقع في ما يوجب حد زنا او حد قذف كيف يضاعف له العذاب؟ تقدم قول سعيد بن جبير او تقدم قول مقاتل لا يضاعف عليهن في السرقة لو قدرت يعني لن يقطع لمنها يدان. لكن هنا قال ضوعف الحد فضلهن كما ان حد الحر ضعف حد العبد لكماله وفضله. فاذا جلد الحر في الزنا مئة جلدة ان حد العبد فيه خمسين جلدة كما ثبت في النص الشرعي. ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى ولهن مثل آآ في قوله سبحانه وتعالى فان اتينا بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب. فهذا الثابت في تنصيف الحد في الزنا للاماء قاسوا عليهن العبيد في الحد على النصف من حد الاحرار والحرائر هو مما دلت عليه الشريعة. قال الفقهاء ضوعف احد الحر لكماله وفضله. فان كان هذا مناطا بالفضيلة والكمال فما من شك ان الفضيلة والكمال في شأن امهات المؤمنين بالنسبة لسائر نساء المسلمين ثابت. وها هنا نقاش من حيث ان الحدود لا تثبت قياسا بهذا المعنى انما هو استئناس وايراد ارادوا به بيان اصل يمكن ان يرجع اليه في تقرير المسألة والله اعلم قال صاحب التلخيص قال الله تعالى لان اشركت ليحبطن عملك وعمل غيره انما يحبط بالموت على الكفر قال وقال تعالى فيه لقد كدت تركن اليهم الاية يعني تأكيد لمعنى ما تقدم قبل قليل ان مضاعفة العقاب او التغليظ في الزجر يأتي في مقابل التشريف العظيم ومضاعفة الثواب الكريم قال قال تعالى لان اشركت ليحبطن عملك وتقدمت الاية. فجعل حبوط العمل مرتبطا بمجرد وقوع الشرك بينما حبوط العمل في حق سائر العباد المكلفين في الامة منوط بالموت على الكفر. فان من كفر والعياذ بالله. ثم عاد الى الاسلام حفظ له ما عمل بعد توبته وعودته الى الاسلام. فهذا من باب التغليظ. ومثله قوله تعالى ولولا ان ثبتناك لقد تركنوا ما ركن عليه الصلاة والسلام اليهم قالوا لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا فدل على ان مجرد الميل او اقتراب الوقوع في الشيء دلالة على شيء يخص مقام النبوة لعظيم درجتها بالنسبة الى سائر المكلفين في الامة فرع لا يحل لاحد ان يسألهن الا من وراء حجاب قال الله تعالى واذا سألتموهن متاعا. الاية يعني انه مما يترتب على الامومة حتى لا يفهم ان الامومة يعني جواز النظر يعني جواز النظر اليهن والخلوة بهن. صريح الاية الكريمة. واذا سألتموهن ان متاعا فاسألوهن من وراء حجاب فدل على عدم جواز الافضاء اليهن مباشرة من غير حجاب وهذا خصوصية فان قيل كيف نجمع بين هذا وبين قوله تعالى وازواجه امهاتهم؟ تقدم الجواب ان الامومة في معنى دون معنى كما نقل عن الامام الشافعي رحمه الله تعالى. واما غيرهن فيجوز ان يسألهن فيجوز ان يسألهن مشافهة يعني غير امهات المؤمنين يجوز ان يسألن مشافهة لكن امهات المؤمنين ينبغي ان يكون من وراء حجاب جزم به النووي في الروضة والرافعي نقله عن التهذيب للبغوي واقره وقال القاضي عياض المالكي خصصنا بفرض الحجاب عليهن بلا خلاف في الوجه والكفين. فلا يجوز لهن كشف ذلك لشهادة ولا غيرها ولا اظهار ولا اظهار شخوصهن وان كن مستترات الا لضرورة خروجهن للبراز. قال القاضي عياض خصصن فرض الحجاب عليهن بلا خلاف في الوجه والكفين بلا خلاف. لان الخلاف في غيرهن من نساء الامة وارد هل يجب على غيرهن من نساء الامة تغطية الوجه والكفين في الحجاب؟ الخلاف في هذا؟ اه ثابت من قول في كلام الفقهاء اما امهات المؤمنين فانهن مخصوصات بنص قوله تعالى واذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب. وهذا هو مناط الخصوصية. اما احتجاب سائر البدن دون الوجه والكفين كالصدر والذراعين والبطن والظهر والساقين ونحو ذلك فلا خلاف انه محرم وهو ايضا مما تشترك فيه النساء عن الرجال الاجانب بلا خلاف ولا استثناء. قال فلا يجوز لهن يعني لامهات المؤمنين كشف ذلك يعني اجهو الكفين لا لشهادة ولا لغيرها ولا اظهار شخوصهن وان كن مستترات يعني حتى ظهور الشخص يعني الجسد في جملته لا يجوز اظهاره وان كنا مستترات يعني ان تبرز ظاهرة ولو كان كانت متحجبة حتى هذا خصصنا به. قال الا لضرورة خروجهن للبراز يعني لقضاء الحاجة. وفيه قصة ام المؤمنين سودة رضي الله عنها في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها لما نزلت الاية الكريمة يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك تاء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما قال وكنا اذا قعدنا للناس جلسنا من وراء الحجاب واذا خرجنا حجبنا وسترنا اشخاصهن كما جاء في حديث حفصة يوم وفاة عمر يعني في حديث حفصة انها لما شهدت موت ابيها الخليفة الفاروق امير المؤمنين عمر رضي الله عنه فانها سترها الناس عن ان يرى شخصها كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح رحمه الله وفي هذا استشهاد بما يذكره القاضي عياض انهن اذا خرجن سترن اشخاصهن يعني وان كن متحجبات فان بدن وجسد احداهن ايضا يكون محتجا لقوله تعالى واذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب. وصنيع الصحابة المذكور هنا دلالة على فقههم للنص وعملهم بالاية رضوان الله عليهم جميعا ولما توفيت زينب جعلوا لها قبة فوق نعشها يستر شخصها واقره على ذلك النووي في شرحه لمسلم. ذكره في باب اباحة الخروج للنساء لقضاء حاجة الانسان. يعني ان الامام النووي وافق القاضي عياض واقره على نقله ذلك في شأن خصوصية امهات المؤمنين في ستر ابدانهن واجسادهن ولو كن مستترات فلا تظهر شخوصهن ولا تطبيق ذلك من حديث حفصة في شهادة وفاة ابيها عمر رضي الله عنهما وفي بوفاة امنا زينب رضي الله عنها حين جعلت لها قبة فوق نعشها لستر شخصها والا يرى تجسيد جسدها رضي الله عنها فائدة ذكر البغوي عن الخطابي عن سفيان بن عيينة انه قال كان نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم في معنى تدات وللمعتدة السكنى فجعل لهن سكن البيوت ما عشن ولا يملكن رقابها. هذه فائدة اخيرة ختم بها تنضف المسألة وبها تم الكلام على هذا القسم. مذكورة عن سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى ونقلها البغوي عن الخطابي عنه قال كان نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم في معنى المعتدات وسبب ايراد هذه الفائدة اننا حيث قمنا بتحريم نكاح ازواج رسول الله عليه الصلاة والسلام فانه تحريم ابدي وليس هذا في حكم تحريم نكاح امن مات زوجها من غيرهن من نساء الامة فان المرأة اذا مات عنها زوجها اعتدت اربعة اشهر وعشرة ايام ان كانت غير حامل. او بوضع حملها ان كانت حاملا ثم اذا انقضت عدتها حل النكاح ان بدا لها ذلك لكن الله قال في شأن امهات المؤمنين وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابدا ابدا. ان ذلكم كان عند الله عظيما. فابدية التحريم هنا هل هي في معنى استمرار العدة وان تبقى احداهن معتدة ما بقي من عمرها بقية حتى تلقى الله عز وجل قال سفيان بن عيينة كان نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم في معنى المعتدات يعني ليست معتدة لانه ليس المقصود من العدة الا استبراء الرحم وانقضاء المدة التي بها تحل المرأة المعتدة لزوج اخر غير الذي مات عنها وهذا غير متحقق في شأن امهات المؤمنين فانهن لا يمكن ان تحل احداهن لاحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال في ما عند المعتدات وليست العدة لهن قال وللمعتدة السكنى اليس يثبت للمعتدة ان ماتت ان تسكن في بيت زوجها مدة العدة مدة العدة فاذا انقضت العدة ماذا تفعل المرأة المعتدة؟ تقتسم بال زوجها مع سائر الورثة ثم يكون لها من الملك في البيت او السكنة او المال ما يكون لها من نصيب. وما يتفق عليه الورثة فان قيل امهات المؤمنين زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم في حكم المعتدات اذا لها السكنى مدة عمرها بان عدتها ليست مقيدة بزمن. وتحريم نكاحها ابدي. فاذا جعل لهن سكن البيوت ما عشنا. قال ولا يملكن رقابها رقبة السكن عينه واصله يعني ذات السكن. بمعنى انه ثبت لهن منفعة السكن لا عين السكن واصله. فانه لا اثبتوا لهن ملك السكن لان ثبوت الملك يقتضي التوريث من بعدهن بورثتهن. فان كان لاحداهن اخ او اب او ام انتقل الورث اليها اليهم ولم يكن ذلك في شأن زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم فان بيوتاته التي تركها لازواجه كن يسكن فيها ما عشن دون تملك لذات المسكن ورقبة البيت كما الفقهاء فائدة ختم بها المصنف رحمه الله ثالث المسائل في هذا النوع من الفضائل والخصائص في دام النكاح من الفضائل والكرامات. تم به القسم الاول ليبقى القسم الثاني وهو خاتمة الكتاب المصنف كرامات وفضائل النبي صلى الله عليه وسلم في خصائصه المتعلقة بغير النكاح. وفيها مسائل ستأتينا بدءا من مجلس ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله تعالى وحيث تم لنا مجلس الليلة بتمام هذه المسألة التي تم بها القسم الاول من النوع الرابع من الخصائص الواقعة في اخر في كتاب غاية السول حيث تم لنا هذا المجلس فانه لم تتم ليلتكم بعد اخوة الاسلام. لتبقوا مستكثرين فيها من الصلاة والسلام على سيد الانام. على امام الهدى والرحمة على القدوة والشفيع والاسوة رسول الله صلى الله عليه وسلم. الذي ومجلسنا وتعطرت ليلتنا ونحن نصلي ونسلم عليه. صلى الله عليه وسلم في ذكرنا لهذه المسائل المتعلقة بفضائله وكراماته وخصائصه عليه الصلاة والسلام. فاستكثروا ما بقي من ليلتكم وجمعتكم غدا من الصلاة والسلام عليه الله عليه وسلم فانما تستكثرون من صلاة ربكم عليكم عشرة اضعاف. في الحديث الصحيح من صلى علي صلاة صلى الله وعليه بها عشرا فاستكثروا او استقلوا ولا احسبكم الا مستكثرين. فانه ما من محب الا استكثر ليلة جمعته وجمعته من الصلاة والسلام على حبيبي المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. فصل يا ربي وسلم وبارك عليه اتم صلاة واكملها وابركها وازكاها. واجعلنا الهي بالصلاة والسلام عليه في عبادك السعداء المتنعمين بلذيذ العيش وستره وكرامته في الدنيا وبجميل المناقب والخيرات التي اه نغبط عليها. واجعلنا يا ربي بالصلاة والسلام عليه في خيرة عبادك الذين يفدون اليك يوم القيامة وفدا كريما يظفر بشفاعة نبيك صلى الله عليه وسلم. ويفرح بصحبته ويأنس برؤيته ويحشر في زمرته اجعلنا الهي بالصلاة والسلام عليه محبين له مستكثرين من سنته مستمسكين بهديه سائرين على سنته رافعين قرايتها. اللهم فاحينا على الاسلام والسنة. وامتنا على الاسلام والسنة. واحشرنا في زمرة صاحب السنة صلى الله عليه وسلم نحن ووالدينا وازواجنا وذرياتنا والمسلمين اجمعين يا رب العالمين. واجعل لنا الهي ولامة الاسلام جميعا من كل بهم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. واجعلنا الهي في عبادك الصالحين وحزبك المفلحين اوليائك المتقين يا رب العالمين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي يا ربي وسلم وبارك على الحبيب المصطفى والرسول المجتبى نبينا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين