بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله الذي هدانا للاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن احمد الله تعالى ربي واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفوته من خلقه اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد اخوة الاسلام اينما كنتم فمن رحاب بيت الله الحرام من هذه البقعة الطاهرة المباركة ينعقد هذا المجلس المبارك في مجلسه السابع والعشرين من مجالس مدارسة كتاب غاية السول في خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم للامام ابي حفص سراج الدين بن الملقن الانصاري الشافعي رحمة الله عليه. في ليلة مباركة هي ليلة الجمعة انستكثر فيها من صلاتنا وسلامنا على امامنا وقدوتنا وحبيبنا وشفيعنا صلى الله عليه وسلم وهو القائل اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة فان صلاتكم معروضة علي صلى الله عليه وسلم وما زلنا في اخر اقسام الكتاب في النوع الرابع من الخصائص المتعلق بالفضائل والمناقب والكرامات. في قسمه الثاني المتعلق بغير النكاح ومضت منها عشرون مسألة كان تمامها ليلة الجمعة الماضية. وها نحن ذا نشرع في تعداد ما بقي من مسائلها في المجالس المقبلة واول هذا في مجلس الليلة المسألة الحادية والعشرون من خصائص نبينا المصطفى صلى الله عليه واله وسلم بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين قال المصنف رحمه الله تعالى المسألة الحادية والعشرون يرى من وراء ظهره كما ينظر امامه قال في الشامل ومعنى ذلك الحس والتحفظ. قال الشامل قال في الشامل اي امام ابن الصباغ احد فقهاء الشافعية في كتابه الشامل مفسرا معنى رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء ظهره ان المعنى هو الحس والتحفظ هذه هي المسألة الحادية والعشرون ودليلها ما اخرج الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل ترون قبلتي ها هنا فوالله ما يخفى علي ركوعكم ولا خشوعكم واني لاراكم من وراء ظهري وللامام مالك واحمد عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده اني لانظر الى ما ورائي كما انظر الى ما بين يدي فسووا صفوفكم واحسنوا معكم وسجودكم وعند مسلم ايضا من حديث انس رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ما قضى الصلاة اقبل علينا بوجهه فقال ايها الناس اني امامكم. فلا تسبقوني فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالانصراف فاني اراكم امامي ومن خلفي ثم قال والذي نفس محمد بيده لو رأيتم ما رأيت اكتم قليلا ولبكيتم كثيرا قالوا وما رأيت يا رسول الله؟ قال رأيت الجنة والنار. وعند البخاري من حديث انس قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة ثم رقى المنبر فقال في الصلاة وفي الركوع اني لاراكم من ورائي كما اراكم وعلى هذه الروايات في صريح اخبار النبي عليه الصلاة والسلام انه يرى من ورائه فهذه خصوصية عظيمة عجيبة ولا شك وهي في عداد المعجزات فضلا عن ان تكون من الخصائص. ثم اختلف العلماء في تفسير هذه الرؤية ومعناها اهي حقيقية رؤية عين فكيف تفسيرها؟ ام هي مجازية والمراد رؤية القلب؟ ولهذا قال ابن الصباغ في الشامل معنى ذلك الحس والتحفظ. فذهب الى حملها على معنى الرؤية المجازية. وقيل المراد العلم اما بان يوحي الله اليه كيفية فعلهم واما بان يلهم وهذا ايضا حمل على المجاز وفيه نظر لان العلم لو كان مرادا لم يقيده بقوله لاراكم من وراء ظهري فان علم يحصل ايضا بما يكون امامه او بما هو غائب عنه صلى الله عليه وسلم. ومن العلماء من حملها على الرؤية الحقيقية هو الظاهر لصريح الرواية ولفظها وان الابصار ادراك حقيقي خاص به صلى الله عليه وسلم ثم هي معجزة انخرقت بها العادة له عليه الصلاة والسلام ولذلك فان الامام البخاري رحمه الله اخرج الحديث في علامات النبوة وكذا نقل عن الامام احمد وغيره. وجزم القاضي آآ غير واحد من العلماء وجزم غير واحد من العلماء بهذا المعنى. وهو رواية مسلم اني لابصر من ورائي كما ابصر من بين يدي وهذا الادراك في الرؤية على معناه الحقيقي يمكن ان يفسر باكثر من وجه يجوز ان يكون كما يقول بعض اهل العلم برؤية عين انخرقت له العادة فيه ايضا فكان يرى بعينه من غير مقابلة. نحن نرى باعيننا ما يقابلها. فربما كان له عليه الصلاة والسلام معجزة ان يرى بعينه من ورائه ويحمل ايضا على معنى اخر ان تكون باحداث الله تعالى ادراكا له خلقه في شيء من وراءه وان يكون علما يرى به النبي عليه الصلاة والسلام وذهب بعضهم الى معن بعيد فقال كانت له عين خلف ظهره يرى بها من وراءه دائما. وقيل كان بين كتفيه عينان مثل الخياطي يعني مثل خرم الابرة او عين الابرة. يرى بهما لا يحجبهما ثوب ولا غيره. وهذا الذي سيذكره المصنف عما قريب الان في هذا القول على بعض ما ذهب اليه بعضهم وهو مستبعد وقيل بل كانت صورهم تنطبع في حائط قبلته كما تنطبع في المرآة امثلتهم فيشاهد افعالهم. كل وهذا محاولة لتفسير كيف ان تكون الرؤية حقيقية بمعنى الابصار. والاسلم من ذلك لئلا يتحمل فيها تكلف قد لا يساعد عليه شيء من استيعاب وادراك ان يقال بل هو بامر الله جل جلاله. وانه سبحانه خلق له وادراكا فكان يبصر على ظاهر الرواية والله اعلم بكيفيتها ومن الغريب المستفاد ما ذكره الزاهدي مختار بن محمود الحنفي شارح القدور ومصنف القنية في رسالته الناصرية انه عليه الصلاة والسلام كان بين كتفيه عينان مثل سم الخياط. وكان يبصر بهما ولا يحجبهما الثياب. واثبات مثل هذا يحتاج الى دليل صحيح تقوم به الحجة والا ستبقى دعوة لا مستند لها والله اعلم بها لكنه لا لا يمكن اثباتها بغير دليل وذكر في هذه الرسالة انه قيل ظهر على يد نبينا صلى الله عليه وسلم الف معجزة وقيل ثلاثة الاف وذكر في هذه الرسالة ايضا ان من معجزاته ان بات النخلة في سنام البعير وادراك ثمرها في الحال ثم تناولها الحاضرون فمن علم الله منه انه يؤمن كانت الثمرة حلوة في فمه ومن علم انه لا يؤمن عاد حجرا في فمه. وكل هذا ايضا مما هو مستبعد ولعل المصنف رحمه الله ذكره في سياق استبعاده لما ذكره عنه اولا في تفسير الرؤية بانها عينان كانت بين كتفيه مثل سم الخياط ثم اورد ان في الرسالة من المستبعد والمستغرب والعجيب مما لا يثبت بدليل امثال هذه المجازفات التي لا يقبلها ولا يثبتها دليل والله اعلم. ومعجزات نبينا عليه الصلاة والسلام وخصائصه وكراماته فيها من الصحيح الثابت ما لا نحتاج معه الى اثبات الضعيف والساقط وما لا تقوم به رواية فظلا عن سوق ما هو اقرب الى الخرافات والمبالغات التي ربما كان اثباتها تشنيعا وحطا من قدر النبوة ومقامها العظيم. ونبينا صلى الله عليه وسلم ارفع من ذلك ومقامه اجل واعظم عليه الصلاة والسلام المسألة الثانية والعشرون تطوعه بالصلاة قاعدا كتطوعه قائما وان لم يكن عذر وتطوع غيره على النصف قاله صاحب التلخيص والبغوي والرافعي وانكره القفال وقال لا يعرف هذا بل هو كغيره وهو غريب فهو ذهول عما في صحيح مسلم من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي جالسا فقلت حدثت يا رسول الله انك قلت ذات الرجل قاعدا على نصف الصلاة وانت تصلي قاعدا قال اجل ولكني لست كاحد منكم لا جرم. قال النووي في الروضة المختار الاول وقال في شرح مسلم في باب صلاة الليل انه الصواب الذي قاله اصحابنا. وذكر هذه الخصيصة القضاعي فيما خص به دون سائر الانبياء قبله عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام. هذه من خصائصه اثبات تمام الاجر في صلاته قاعدا صلى الله عليه وسلم في النافلة والتطوع ولو صلى لغير عذر ان صلى قاعدا على ان الحكم الشرعي لسائر الامة غيره عليه الصلاة والسلام ان صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم في صلاة التطوع لغير عذر. ومبنى ذلك فقها يا كرام انها القيام مع القدرة ركن في الصلاة لا يسقط الا بالعجز عنه. وينبغي ويتعين على المصلي ان يقف هذا في الفريضة. اما النافلة فالباب فيها اوسع رخص فيها الصلاة جالسا ولو لغير عذر الا ان الاجر ينحط على النصف اما النبي عليه الصلاة والسلام فكانت خصوصيته في ذلك اثبات تمام الاجر وقد تقدم في ذلك حديث مسلم الذي رواه عبدالله ابن وعمرو بن العاص رضي الله عنهما عندما اتى فوجد النبي صلى الله عليه وسلم يصلي جالسا فعرض استشكاله وقال يا رسول الله حدثت انك قلت صلاة الرجل قاعدا على نصف الصلاة وانت تصلي قاعدا قال اجل ولكني لست كاحد منكم وهذا صريح الخصوصية وعليه تحمل الرواية. ولهذا قال النووي في الروضة المختار الاول الاول من القولين المذكورين في صدر المسألة لما قال المصنف انكره القفال في قول غريب وقال لا يعرف هذا بل هو كغيره. قال المصنف هذا غريب وهو ذهول عما ثبت في صحيح مسلم فلما قال النووي رحمه الله في الروضة والمختار الاول تعقبه بعض اهل العلم وقال ان النووي رحمه الله لما قال المختار الاول كان ينبغي ان يقول كما يقول الشيخ البلقيني رحمه الله بل يقول الصواب الاول وليس المختار لان مقابله غلط جدا فهو قول صدر من غير معرفة بالحديث والذي يقال بل هو الصواب صحة ذلك واثباته خصوصية وانكاره غلط ظاهر يعذر صاحبه لعدم وقوفه على الدليل او معرفة فته بالرواية المذكورة هنا في صحيح مسلم فقوله اني لست كاحد منكم اثبات لخصوصيته عليه الصلاة والسلام قال النووي رحمه الله معنى الحديث انه اذا صلى ان صلاة القاعد فيها نصف ثواب القائم. واما اذا صلى النفل قاعدا عجزه عن القيام فلا ينقص ثوابه. بل يكون كثوابه قائما. قال واما الفرض فان صلاته قاعدا مع القدرة على القيام لا يصح فلا يكون فيه ثواب بل يأثم به الى اخر ما قال رحمه الله تعالى. فهذا معنى خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم في هذا. وبه قال الجمهور وحكاه القاضي عياض عن كالثور وابن الماجي شون وحكاه عن الباجي اه وحكاه الباجي عن ائمة المالكية بحمل ذلك على المصلي لفريضة لعذر او نافلة لعذر او لغير عذر. وعلى كل فقد قدم تفصيل المسألة في بيان معناها ومما تأول العلماء هذا الصنيع او هذا الحكم في خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم قال تشريفا له ووجه التشريف فيه وانه عليه الصلاة والسلام اذن له ورخص له في الصلاة قاعدا وحسب له اجره كاملا عليه الصلاة والسلام لما خصه الله تعالى به من معان كريمة يقول القاضي عياض لما لحقه مشقة من اللمة لحقه مشقة من القيام لحطم الناس والسن. فكان اجره صلى الله عليه وسلم. وهذا نوع من ادراك فضيلة هذا المقام الكريم لنبي الامة صلى الله عليه واله وسلم المسألة الثالثة والعشرون يخاطبه المصلي بقوله سلام عليك ايها النبي ولا يخاطب سائر الناس يعني في الصلاة فان من خاطب احدا داخل الصلاة بطلت صلاته فلو عطس بجوار المصلي مصل اخر او رجل خارج الصلاة فقال الحمد لله فلو قال له المصلي يرحمك الله خطابا له بطلت صلاته لانه كلام لا تصح الصلاة به واما مخاطبة المصلين للنبي عليه الصلاة والسلام في قولنا في التشهد السلام عليك وهو خطاب. السلام عليك ايها النبي فهي خصوصية وهي كرامة ومنقبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا ثابت في جملة من الروايات التي روي بها احاديث صفة التشهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واظهرها حديث ابن مسعود رضي الله عنه وغيره من الصحابة كثير ممن روى الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم التشهد كفي بين كفيه كما يعلمني السورة من القرآن التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. اشهد ان لا اله الا الله. واشهد ان محمدا ورسوله. اخرجه الشيخان وغيرهما من اصحاب السنن. ورواياته كثيرة. فقوله السلام عليك ايها النبي صريح في ذلك ومن تمام فقه المسألة ايها المباركون ان في بعض روايات الصحيحين تتمة في كلام ابن عباس رضي الله عنه في رواية الحديث قال فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم قلنا السلام على النبي وقد تكون في دلالته الظاهرة ان الخطاب بعد في للسلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم يعني بعد مماته غير واجبة. وان الصحابة الى قولهم السلام على النبي وهذا كما رواه عدد من اصحاب السنن في رواية ابن مسعود لما قال فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم قلنا كذا وهو مما اخرجه ابو نعيم في المستخرج على مسلم وابو عوانة ايضا في المستدرك وغيرهم من تتمة رواية ابن مسعود للحديث وقد رواها غيرهم ايضا من اصحاب السنن فهذا ان صح عن الصحابة كما يقول ابن السبكي فهو مشكل. والصواب انه صح عن ابن مسعود وله شاهد عند عبدالرزاق في المصنف قال عطاء ان الصحابة كانوا يقولون والنبي صلى الله عليه وسلم حي السلام عليك. ايها النبي. فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم قالوا السلام على النبي وهو صحيح الاسناد والجواب عن هذا كما ذكره عدد من اهل العلم ان الرواية التي في الصحيحين لم ترد فيها لفظة ابن مسعود رضي الله عنه المذكورة ايضا عدم تكلف ذلك بجواب غير ظاهره وهو انه رضي الله عنه فرق بين حالتي الحياة والموت ولا يجعلان على حد واحد ولا يتأول لفظ ابن مسعود الا على ظاهره. لكن الجواب الاشد من ذلك ما ذكره غير واحد كابن البلقي كابن البلقين رحمه الله تعالى لما قال لم يتكلم شراح البخاري على هذه اللفظة واشهارها اظهارها فتعين لاجل هذا ثم قال وقد اختار الامام ما لك تشهد عمر فاخرجه في الموطأ من حديث عبد رحمن ابن عبد القاري انه سمع عمر ابن الخطاب وهو على المنبر يعلم الناس التشهد يقول قولوا التحيات لله الزاكية لله الطيبات الصلوات لله. السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله قال بعض اصحابه ذكر مالك في هذا الباب تشهد عمر ورجحه على تشهد عبدالله بن مسعود. وان كان مسندا متصلا وتشهد عمر موقوفا. لان عمر كان الناس على المنبر بين ظهراني الصحابة الذين فيهم ابن مسعود وابن عباس. قال ولم يسمع من احد منهم نكير فصار اجماعا على الترجيح. قال فتقرر وبذلك ان هذا لا يصح عن الصحابة كلهم اصلا كيف وعمر رضي الله عنه في خلافته يعلم الناس ذلك على المنبر بعد وفاة الصديق رضي الله عنه ولو قدر مخالف لم يقدح في الاجماع انتهى كلامه رحمه الله ويؤيد هذا الرد ما روى سعيد ابن منصور من طريق ابي عبيدة ابن عبد الله ابن مسعود عن ابيه ان النبي صلى الله عليه وسلم علمهم التشهد فذكره. فقال ابن عباس انما كنا نقول السلام عليك ايها النبي اذ كان حيا. فقال ابن مسعود هكذا علمنا وهكذا نعلم فظاهره ان ابن عباس قاله بحثا وان ابن مسعود لم يرجع اليه. لكن رواية ابي معبر اصح لان ابا عبيدة لم يسمع من ابيه. والاسناد اليه مع ذلك ضعيف. فالجواب ما قدم ان اجماع الصحابة ورواية عمر على المنبر والصحابة شهود ارجح في مقابلة الموقوف على غيره من الصحابة كابن عباس او غيرهم رضي الله عنهم جميعا قيل في الفائدة ايضا ما الحكمة في العدول عن الغيبة الى الخطاب في قولنا السلام عليك ايها النبي مع ان من لفظ الغيبة هو الذي يقتضيه السياق كأن يقول السلام على النبي كما في رواية ابن مسعود الانيفة فينتقل من تحية الله التحيات لله الى التحية للنبي. السلام عليك ايها النبي. الى التحية النفس السلام علينا الى تحية الصالحين. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. فانظروا كيف قلنا التحيات لله ثم قال السلام عليك ثم قال اه السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. فالجواب كما قال الطيبي نحن نتبع لفظ الرسول صلى الله عليه وسلم بعينه الذي علمه للصحابة وثمة اجوبة اخرى يذكرها بعض اهل العلم في هذا السياق لا حاجة الى الوقوف على تفاصيلها وهذا قدر يتعلق بمسألتنا في خصوصية المخاطبة له في الصلاة على وجه واجب هو من واجبات الصلاة بان نقول السلام عليك ايها النبي. ولا اخفى ان اثبات الحياة البرزخية للنبي صلى الله عليه وسلم التي ثبت بها الدليل الصحيح في اثبات رده السلام على من سلم عليه تساعد على فهم اتم لهذا المعنى في هذا التشريع وهذا الحكم في الصلاة باننا نخاطب نبيا حيا في قبره برزخية رزقه الله كرامة برد السلام على من سلم عليه. فاذا استشعر المصلون هذا في صلاتهم وانهم في جلستهم التشهد يرفعون بشرف وكل فخر تحياتهم لربهم وخالقهم وهم جلوس بين يديه في الصلاة. ثم يبعثون سلامهم الى نبي امتهم عليه الصلاة والسلام وهم يرون في ذلك ايضا صلة وثيقة لهم رغم تعاقب اجيالهم بنبي امتهم عليه الصلاة والسلام ليقولوا اليوم وامس وغدا والى يوم القيامة السلام عليك. ايها النبي فيبعثه سلاما حاضرا الى نبي يرد عليه سلامه صلى الله عليه واله وسلم. وكل ذلك مجموع مما يعين ويبعث على استجماع المصلين بقلبه واستحضاره خشوعه في الصلاة فانها معان عظيمة اذا استحضرها المصلي كانت ابلغ في ادراكه الدرجات الاكمل من خشوعه الذي هو من اعظم واجبات الصلاة واكدها الذي تتحصل به درجاتها الكاملة رزقنا الله واياكم من واسع فضله المسألة الرابعة والعشرون لا يجوز لاحد رفع صوته فوق صوته قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي الاية ولا ان يناديه من وراء الحجرات قال تعالى ان الذين ينادونك من وراء الحجرات الاية هذه من الخصوصيات الادب وعدم رفع الصوت فوق صوته عليه الصلاة والسلام. وتقدمت الاية الصريحة يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا مناداة من وراء الحجرات فهو ايضا ممتنع لذلك جاء الذم في القرآن في سورة الحجرات ايضا ان الذين ينادونك من وراء الحجرات اكثرهم لا يعقلون. وهذا كله فيما جاء في اداب المسلمين مع نبيهم صلى الله عليه وسلم في سورة الحجرات السورة الكريمة وحديث انس لما قال افتقد النبي صلى الله عليه وسلم ثابت ابن قيس رضي الله عنه فقال رجل يا رسول الله انا اعلم لك علمه فاتاه فوجده جالسا في بيته منكسا رأسه قال ما شأنك؟ قال شر كان يرى رفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم فقد حبط عمله وهو من اهل النار فاتى الرجل النبي عليه الصلاة والسلام فاخبره بما قال فقال الراوي عن انس فرجع اليه المرة الاخيرة ببشارة عظيمة. قال عليه الصلاة سلام اذهب اليه فقل له انك لست من اهل النار ولكنك من اهل الجنة. هذا لفظ البخاري وفي لفظ لمسلم اه عن سعد ابن معاذ فسأله فقال يا ابا عمر ما شأن ثابت اشتكى؟ قال انه لجاري وما علمت له شكوى الى اخر الحديث قال بل هو من اهل الجنة رضي الله عنه فهذا دلالة على ان الصحابة استعظموا هذا التوجيه الالهي الكريم وهذا الادب. فانحبس بعضهم عن اتيانه مخافة ان يكون قد رفع صوته. وهذا كما سيذكر اصنف ايضا ثبت عن آآ الصحابي الجليل عمر بن الخطاب وابي بكر رضي الله عنهم جميعا. تحملوا هذا الادب النبأ الالهي هي الكريم على احمل على اعظم محامله فكانوا في غاية الادب مع نبي الله صلى الله عليه وسلم. ولهذا في رواية بن جريج لما نزلت يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله حتى انقضت فما كان عمر بعد ذلك يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يستفهمه واذا كان كذلك تبين لنا انهم رضي الله عنهم ادركوا هذا الادب وهو ولا شك من خصوصيات رسول الله صلى الله عليه وسلم فان قيل قد ثبت في الصحيح ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده نسوة من قريش يكلمنه عالية اصواتهن فالجواب يحتمل ان يكون ذلك قبل النهي ويحتمل ان يكون علو الصوت كان بالهيئة الاجتماعية لا بانفراد كل واحدة منهن ذكره القاضي عياض. هذا جواب عن استشكال وقد اورده القاضي عياض رحمه الله تعالى. واورد الاشكال وجوابه كيف ثبت ان عمر رضي الله الله عنه كما في البخاري اتى فوجد النسوة عند النبي صلى الله عليه وسلم يكلمنه عارية اصواتهن فانكر عليهن ذلك عمر رضي الله عنه. وفي لفظ فاذن لما اقبل عمر اذن له النبي عليه الصلاة والسلام فوجده جالسا حوله تاؤه واجما ساكتا. واما لفظة عالية اصواتهن فهي عند الامام مسلم. والدليل على ذلك او او الدلالة فيه من ذلك ارتفاع اصواتهن فكيف يقال هذا نهي الهي وقد وقع من نسوة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال الجواب من وجهين اما ان هذا قبل النهي ثم لم يتكرر امتثالا لتوجيه القرآن او ان يكون المراد بعلو الصوت ما يحصل من اجتماع الصوت للمجموع لا بارتفاع صوت في الواحدة منهن فان صوت الجماعة يكون له عند تداخل الاصوات واجتماعها من الارتفاع ما ليس للانفراد. وعندئذ لا يصدق وعلى الواحدة منهن ان صوتها ارتفع فوق صوت النبي صلى الله عليه واله وسلم. وقد وقد اختلف المفسرون رحمة الله عليهم في بيان معنى رفع الصوت في الاية. ما معنى لا ترفعوا اصواتكم؟ قيل المراد به الحقيقة رفع الصوت يعني ان يكون مسموع صوت المتكلم اعلى من مسموع صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم. لان رفع الصوت على هذا النحو دلالة على قلة الاحتشام وترك الاحترام وان القلب اذا خشي ارتجف وضعفت حركته الدافعة فلا يخرج منه الصوت الا بضعف. واما من تجاوز هذا ولم يبالي فان قلبه ثابت فيدفعه الهواء بقوة فيحمل من معاني ارتفاع الصوت قلة الاحتشام وقلة الادب والاحترام وهذا وجه. وقيل بل المراد به المنع من كثرة الكلام لا رفع الصوت على الحقيقة. لان من يكثر الكلام يكون لمن عند سكوت غيره فيكون في وقت سكوت غيره مرتفعا صوته ولو كان متأدبا قليل الكلام ما ظهر له صوت فلا يكون له هذا المعنى. وقيل المراد رفع الكلام بالتعظيم يعني لا تجعلوا لكلامكم ارتفاعا على كلام النبي صلى الله عليه وسلم في الخطاب وهذا من الاساليب كما يقول القائل لغير امرتك مرارا بكذا وهذا لا يليق ان يخاطب به شخص من هو اعلى منه احتراما وادبا فلا يقال خاطبتك كلمتك امرتك اخبرتك لهذا من قبل فيكون الارتفاع هنا معنويا لا حسيا بالصوت. وهو نوع من الترفع ايضا في الكلام. فالمعنى لا ترفع اذا تترفع وفي الكلام وهذا وجه فسر آآ به ايضا آآ الاية الكريمة. قال الامام الرازي والقول الاول اصح والكل يدخل في حكم المراد لان المنع من رفع الصوت لا يكون الا للاحترام واظهار الاحتشام ومن بلغ احترامه الى حيث تنخفض الاصوات عنده من هيبته وعلو مرتبته فلا يكثر عنده الكلام ولا يراجع في الخطاب وهذا كلام لطيف كلام الامام الرازي رحم الله الجميع. نعم قال القرطبي قوله تعالى ولا تجهروا له بالقول الاية. اي لا تخاطبوه يا يا احمد يا محمد ولكن يا نبي الله يا رسول الله توقيرا له. يعني لا تنادوه باسمه المجرد كما تنادون بعضكم بعضا. لا تجهروا له بالقول بعضكم يعني لا تنادونه باسمه المجرد المجرد عن التوقير والادب والاحترام يا محمد يا احمد ولكن بلفظ التشريف نبي الله يا رسول الله توقيرا له. هذا وجه في تفسير معنى ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم. نعم. وقيل لا تجهروا اي عليه كجهر بعضكم بعضا الكاف كاف التشبيه اي لا تجهروا له جهرا مثل جهر بعضكم لبعض وفي هذا دليل على انهم لم ينهوا عن الجهر مطلقا حتى لا يسوغ لهم ان يكلموه الا بالهمس حتى لا يصوغ لهم ان يكلموه الا بالهمس والمخافة وانما نهوا عن جهر مخصوص مقيد بصفة قال وكره بعضهم رفع الصوت عند قبره صلى الله عليه وسلم. نعم هذا قول اخر ان الجهر المنهي عنه ليس مطلق الجهر والا كيف سيسمع عليه الصلاة والسلام؟ لكن الجهر هنا مقيد لا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض وليس الجهر مطلقا لان الجهر مطلقا لو كان منهيا عنه لن يكلموه الا بالهمس والمخافة وليس هذا المراد. وهو كما ذكر ايضا عن ابي بكر وعمر رضي الله عنهما في فعلهما لذلك حيطة وتحفظا من هؤلاء الكبار الكمل رضي الله عنهم جميعا. لكن المراد هذا الوجه المقيدة لا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض. اذا النهي عن رفع الصوت هو المنع ان يجعل الانسان كلامه وصوته اعلى من صوت النبي صلى الله عليه وسلم وكلامه. وفيه من الادب معه في المخاطبة وعدم المراجعة وتوقير الخطاب ما هو معلوم ظاهر واهل العلم عدوا هذا الحكم والادب الى من جاء بعد النبي عليه الصلاة والسلام ممن لم يدرك شرف الصحبة كون هذا الادب مستمرا الى زماننا والى من يأتي بعدنا الى يوم القيامة. كيف هذا؟ ذكروا له وجهين. الاول عند قبره لمن زار مسجده والشريف صلى الله عليه وسلم وكان في ذلك المقام العظيم الشريف مصليا او مسلما عليه صلى الله عليه وسلم ان يبقى على هذا الادب فلا يرفع صوته في ذاك المقام قال وكره بعضهم رفع الصوت عند قبره. وبل هذا صحيح وعمر رضي الله عنه هم بمعاقبة الرجلين. الذين ارتفعت اصواتهما في المسجد اصبهما فاقبلا بهما اليه؟ فقال من اين انت ما؟ فقال من اهل الطائف. قال الا ولو كنتما من اهل المدينة لاوجعتكما. ترفعان اصواتكما عند النبي صلى الله الله عليه وسلم ومن استشعر ايضا معنى حياته صلى الله عليه وسلم في قبره الحياة البرزخية ادرك جليا معنى استصحاب هذا الادب. واما الوجه الثاني في بقاء هذا الادب في تطبيق عملي في الامة الى يوم القيامة فهو الادب بخفض الصوت وغضه في مسجد في مجلس حديث رسول لله صلى الله عليه وسلم وان تبقى الاصوات منخفضة وان يبقى المجلس على هيبة واحترام كانما رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يروى حديث كأنما جالس بينهم متحدثا فيكون من الادب والوقار خفض الصوت في ذلك المجلس. وما زال اهل العلم عامة. واهل الحديث خاصة. يتواصون بهذا الادب ويربون عليه جلاس مجالس اسماع حديث رسول الله وروايته ومدارسته صلوات ربي وسلامه عليه وكره بعضهم رفع الصوت في مجالس العلماء تشريفا لهم. اذ هم ورثة الانبياء عليهم الصلاة والسلام. هذا هذا لن يكون قياسا بتعدية الحكم لبناء علة مشتركة فلا علة في غير النبي صلى الله عليه وسلم تتحقق فيه معنى العلة التي ثبت الحكم فيها والادب لاجله عليه الصلاة والسلام. فهو نبي عظيم رفيع القدر لكن اهل العلم يذكرونه استئناسا فان مجلسه عليه الصلاة والسلام مجلس ادب وعلم وتعلم للشريعة وصيام ومجالس العلماء وهم ورثة الانبياء تحمل السمت ذاته فجعلوا وقرروا من اداب طلاب العلم في مجالسهم مع علمائهم هذا الادب في خفض الصوت وغضه والاحترام وعدم الجهر او الاساءة تشريفا لهم لما شرفهم الله تعالى به من مقام وراثة النبوة الكريمة. قال العلماء معنى الاية الامر بتعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوقيره وخفض الصوت بحضرته وعند مخاطبته اي اذا نطق ونطقتم فعليكم الا تبلغوا باصواتكم وراء الحد الذي يبلغه بصوته. وان تغظوا منها بحيث يكون كلامه عاليا لكلامكم وجهره باهرا لجهركم حتى تكون مزيته عليكم لائحة وسابقته واضحة وامتيازه عن جهوركم عن جهوركم كشبه الابلق لا ان تغمروا صوته بلغطكم وتبهروا منطقه بصخبكم والله اعلم قال القاضي ابو بكر ابن العربي رحمه الله حرمة النبي صلى الله عليه وسلم ميتا كحرمته حيا. وكلامه المأثور بعد موته في الرفعة مثل كلامه المسموع من لفظه. واذا قرأ كلامه وجب على كل حاضر الا يرفع صوته عليه ولا يعرض عنه كما كان يلزمه ذلك في مجلسه عند تلفظه به صلى الله عليه وسلم. قال وقد نبه الله سبحانه وتعالى على دوام الحرمة المذكورة على مرور الازمنة بقوله واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا. وكلام النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي وله من الحكم مثل ما للقرآن الا معاني مستثناة بيانها في كتب الفقه والله تعالى اعلم المسألة الخامسة والعشرون لا يجوز ان يناديه باسمه فيقول يا محمد يا احمد وقد تقدم هذا في بعظ تفسير آآ بعظ وجوه تفسير الاية ولا تجهروا له بالقول فان من المعاني المذكورة هناك اي لا تخاطبوه باسمه المجرد كما ينادي بعضكم بعضا. وهي مسألة مستقلة. لان الجهر بمعنى رفع الصوت غير مسألة النداء بالاسم من مجرد لذلك افردها هنا في مسألة مستقلة. نعم. لا يجوز ان يناديه باسمه فيقول يا محمد يا ولكن يقول يا نبي الله يا رسول الله لما تقدم من حديث انس ان رجلا من اهل البادية جاء فقال يا رسول الله اتانا رسولك فزعم لنا انك تزعم ان الله ارسلك الحديث. والصواب في الرواية التي يذكرها المصنف كما اخرج البخاري ان الرجل قال يا محمد اتانا رسولك وعليه يكون موضع الشاهد في الحديث الذي سيثير المصنف اشكاله ان رجلا من اهل البادية جاء فقال يا محمد فلم يقل يا رسول الله فهذا وجه اشكال يجيب عنه المصنف. نعم ان رجلا من اهل البادية جاء فقال يا محمد اتانا رسولك فزعم لنا انك تزعم ان الله ارسلك الحديث لعله كان قبل النهي او لم يبلغه النهي. نعم هذا الجواب والرجل هنا هو ظمام ابن ثعلبة كما سمى نفسه في اخر الرواية رضي الله عنه وارضاه جاء مقتصدا في سؤاله محددا في مسألته واجابه النبي عليه الصلاة والسلام بتثبيت اصول الدين واركانه فقال لعل ذلك كان قبل النهي لانه لو جاء فقال يا محمد والله قال لا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض فيه من الادب عدم التجرؤ على مقام النبوة بمثل هذا. وقوله ان الذين ينادونك من وراء الحجرات اكثرهم لا يعقلون هو ايضا في نفسه المعنى الذي ينبغي ان يستشعر فيه مقام النبوة بادب وان الله عز وجل خصه بهذا المقام العظيم والادب معه ولو كان على سبيل النداء لكن يقول يا نبي الله وقد قال الله تعالى ايضا في سورة النور لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا. قال ابن جبير ومجاهد المعنى قولوا يا رسول الله في رفق ولين. ولا تقولوا يا محمد بتجهم. قال قتادة امرهم ان يشرفوه ويفخموه. قال الزركشي ولهذا لم يخاطب في القرآن باسمه وانما خوطب يا ايها النبي ويا ايها الرسول بخلاف غيره من الانبياء. نعم جاء قوله ما كان محمد او محمد رسول الله. لكن الله اذا ناداه في القرآن فقال يا ايها النبي يا ايها الرسول فاذا كان النداء الالهي للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم محفوفا التفخيم والتعظيم والتوقير فنداء افراد امته له من باب اولى. ان ينادي احدهم نبيه بهذا الوصف من ادب امتثالا لهذا التوجيه الكريم كما ذكر هنا المصنف رحمه الله تعالى. ولهذا ذكر ايضا عن الشافعي رحمه الله انه قال اكره ان يقول الرجل قال الرسول بل يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون معظما. هكذا رواه العبادي في اوقاته اه في ترجمة البخاري. وعقب عليه ابن الصلاح فقال احسبوا ان ابا عاصم احد رواته واهم وان محمد بن اسماعيل المقصود في الرواية ليس هو البخاري بل هو السنمي وعلى كل حال فالمقصود ان كراهة الشافعي لقول من يقول قال الرسول من غير اضافة لانه ليس فيه من تعظيم مع ما فيه من الاضافة ولا يرد قوله تعالى لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم لانها ورد في مثل كلام الله مأمون منه ما يخشى في خطاب الغير. وعلى كل حال فهذا الذي جاء في رواية الرجل هنا الذي قال يا محمد تزعم ان الله اتانا رسولك فزعم انك الله ارسلك فحمل على ما وقفتم عليه من المعنى الذي لم اه كان قبل النهي وهو اشد من ان تقول كان لم يبلغه النهي لان النهي لو لم يبلغه لم يقره النبي عليه الصلاة والسلام ولو وجهه في الحال والعلم عند الله وروى يعقوب ابن ابي اسحاق ابن ابي اسرائيل عن ابن حميد قال ناظر امير المؤمنين ابو جعفر المنصور ثاني خلفاء بني العباس الامام مالك الامام مالكا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان بين يدي الخليفة في ذلك اليوم خمسمائة سيف فقال له ما لك يا امير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد فان الله عز وجل ادب قوما فقال لا ترفعوا اصواتكم الاية ومدح قوما فقال ان الذين يغضون اصواتهم الاية وذم قوما فقال ان الذين ينادونك من وراء الحجرات الاية. وان حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ميتا كحرمته حيا قال فاستكان لها الخليفة ابو جعفر المنصور. وقال يا ابا عبدالله استقبل القبلة وادعو ام استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة ابيك ادم عليه السلام بل استقبله واستشفع به قال تعالى ولو انهم اذ ظلموا ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك الاية هذه القصة التي ختم بها المصنف رحمه الله تعالى المسألة فيما رواه يعقوب ابن ابي اسحاق ابن ابي اسرائيل عن ابن حميد وابن الرازي ضعفه الحافظ في التقريب وقال ايضا آآ كان ابن معين حسن الرأي فيه. لكن الحكاية المذكورة هنا قد فندها عدد من اهل العلم كذبها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وقال هي كذب على الامام ما لك وليس لها اسناد معروف وان اسنادها غريب منقطع وساق الاسناد في مناظرة الخليفة ابي جعفر المنصور للامام ما لك رحمه الله تعالى. قال شيخ الاسلام وهذه الحكاية من قطعا فان محمد بن حميد الرازي لم يدرك مالكا لا سيما في زمان ابي جعفر المنصور وقال وهذه الحكاية لم يذكرها احد من اصحاب مالك المعروفين عنه ومحمد بن حميد ضعيف عند اهل الحديث. واطال في تفنيد القصة لانها تشتمل على معاني اثباتها لمثل الامام مالك رحمه الله لها وزنها ولها وقعها. لما قال استقبلوا القبلة وادعوا ما استقبلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بل استقبله واستشفع به. وهذا خلاف ما تقررت به جملة الادلة والقواعد للشرعية من ادب الدعاء في التوجه الى القبلة ورفع اليدين والتوسل الى الله جل جلاله بما يشرع به التوسل. لكن الرواية على كل حال ان لم تثبت فلا حاجة الى مناقشة ما جاء فيها لتفسيره او تأويله او توجيهه لانها متى كانت ضعيفة اغنى ضعفها عن في الجواب عنها والله اعلم. المسألة السادسة والعشرون شعره طاهر وان نجسنا شعر غيره من الناس وكذلك بوله ودمه وسائر فضلاته على احد الوجهين لاصحابنا. هذا على طريقة الشافعية ومذهبهم في الحكم بنجاسة في شعر الادمي فيستثنون من ذلك شعر النبي صلى الله عليه وسلم فتكون خصوصية والذي عليه جمهور الفقهاء طهارة الشعر. وعندئذ فلا خصوصية في طهارة شعر نبينا صلى الله عليه وسلم اما البول والدم وسائر الفضلات فهذا الذي يثبت خصوصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم لان بول غيره ليس بطاهر ولا خسائر فضلاته كذلك. والحاصل ان الفقهاء كما يقول ابن رشد الفقيه في البداية في بداية المجتهد قال اختلفوا في العظام شعري فذهب الشافعي الى ان العظام والشعر ميتة. وذهب ابو حنيفة الى انهما ليسا بميتة. وذهب ما لك للفرق بين الشعر والعظم فقال ان العظم ميتة وليس الشعر ميتة. ومعنى ميتة يعني لا تحله الحياة والحس. ولهذا فلما الحافظ عبدالغني المقدسي هل روي انه صلى الله عليه وسلم كان ما يخرج منه تبتلعه الارض؟ قال قد روي ذلك من وجه غريب قال والظالم يؤيده لانه لم يذكر عن احد من الصحابة رضي الله عنهم انه رآه ولا ذكره يعني لم يذكر انه رأى شيئا من فضلات النبي عليه الصلاة والسلام وهذا لم يرد في شيء من الروايات. قال واما البول فقد شاهده غير واحد وشربته ام ايمن والله اعلم. فكان هذا من المذكور الفقهاء في مسألة حكم طهارة بول النبي صلى الله عليه وسلم وسيأتي في ثنايا كلام المصنف في تتمة المسألة ايضا تعرض لها وينبغي اختياره وقد صححه القاضي حسين من اصحابنا. وكان يستشفى ويتبرك ببوله ودمه كذا عبارة النووي في الروضة وعبارة الرافعي وكان يستشفى ويتبرك ببوله ودمه قال السهيلي وفي شرب بوله ودمه من الفقه انهما يخالفان بول غيره ودمه في التحريم. ولم ينكر والله اعلم ذلك للحديث في الذي بيناه في نزول الملكين عليه حين غسل جوفه بالثلج في طشت الذهب في طشت الذهب فصار بذلك من المطهرين هذا كما سيذكر المصنف ايضا في بعض الروايات ان ابا طيبة الحجام شرب دمه ولم ينكر عليه. وان ام ايمن شربت بوله فقال فاذا لا تلج النار بطنك ولم ينكر عليها. ويروى ايضا شرب دمه عن علي وابن الزبير ايضا. وقال كثير من الفقهاء حكمه وما يعني البول والدم كحكم من غيره قياسا وحملوا الاخبار الثابتة في ذلك على التداوي. وانه قال لابي طيبة تعد الدم كله حرام. يقول الامام النووي رحمه الله واستدل من قال بطهارتها بالحديثين المعروفين ان ابا طيبة الحجام هجمه وشرب دمه ولم ينكر عليه وان امرأة شربت بوله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليها. يقول النووي وحديث ابي طيبة ضعيف وحديث شرب المرأة البول صحيح رواه الدارقطني. وقال هو حديث حسن صحيح. وذلك كاف في الاحتجاج لكل الفضلات قياسا انت يقول النووي رحمه الله وموضع الدلالة انه صلى الله عليه وسلم لم ينكر عليها ولا امرها بغسل الفم ولا نهاها عن العود الى مثله. ثم قال ان القاضي حسين قال الاصح القطع بطهارة الجميع. انتهى. وهذا كله محمول على تخصيص النبي عليه الصلاة والسلام بهذه الاحكام قال السهيلي لان شرب بوله ودمه يخالفان بوله غيره ودمه فلم ينكر للحديث الذي تقدم واستدل له ايضا في اصل ذلك بحديث غسل قلب النبي صلى الله عليه وسلم او غسل جوفه بالثلج في طست الذهب لما نزل عليه الملكان في اكثر من قصة حدث فيها او ثبت فيها حادثة شق صدره الشريف صلى الله عليه واله وسلم فاذا تقول ثبت فاذا كان قد ثبت غسل جوفه الطاهر بطست وتطهيره اصبح جوفه طاهرا فصار من المطهرين. فكانت فضلاته اذا طاهرة وهو استدلال لطيف ذكره المصنفون عن السهيل رحمه الله تعالى. واعلم ان الرافعي نقل عن ابي جعفر الترمذي الطهارة في الكل وهو خلاف ما في وهو خلاف ما في الماوردي حيث قال في حاويه في باب الاواني وكان ابو جعفر من اصحابنا يزعم ان شعر النبي صلى الله عليه وسلم وحده طاهر وان شعر غيره من الناس نجس. لانه عليه الصلاة والسلام حين حلق شعره بمنى قسم بين اصحابه ولو كان نجسا لمنعهم منه قيل له فقد حجمه ابو طيبة. قيل له يعني الكلام عن ابي جعفر الترمذي محمد بن احمد شيخ الاسلام وليس هو الامام الترمذي صاحب يبقى السنن قيل له فقد حجمه ابو طيبة وشرب دمه بحضرته افتقول ان دمه طاهر فركب الباب وقال اقول بطهارته. يعني اطرد في اثبات الطهارة بحكم اقرار شربه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم. قيل له فقد روي ان امرأة شربت بوله. فقال لها اذا لا يدعك بطنك. اذا لا يتجع بطنك يعني لا يصيبه الوجع. اذا لا يتجع بطنك افتقول بطهارته قال لا لان البول منقلب من الطعام والشراب. وليس كذلك الدم والشعر لانهما من اصل الخلقة وحاصل ذلك انا لا نقول اه وحاصل ذلك انا لا نقول بطهارة البول والغائط والقيء على خلاف ما ذكره الرافعي نعم الخلاف ثابت عن غير ابي جعفر. حكاه القفال في شرح التلخيص في الخصائص وتلقاه منه جماعة حاصل هذه الرواية الفقهية عن ابي جعفر الترمذي هو الاستدلال الفقهي في طهارة الشعر والبول والدم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه التزم بطهارة الشعر والدم اما البول فاثبت الفرق بينه وبين غيره بقوله لانه منقلب من الطعام والشراب يعني هو متخلص منهما وليس كذلك الدم والشعر بل هما من اصل الخلقة ما كان من اصل الخلقة كان طاهرا وما كان منقلبا عن الطعام والشراب كان فضلة فلا يستقيم الحكم فيها بالطهارة قال وحاصل ذلك انا لا نقول بطهارة البول والغائط والقيء على خلاف ما ذكره الرافعي. والخلاف ثابت عن غير ابي جعفر يعني من فقهاء الشافعية. وخلاصة المسألة في الروايات تحديدا لان عليها كلام الفقهاء في اثبات قصص واحاديث وروايات شرب بوله او دمه عليه الصلاة والسلام عن غير واحد. وتتمة للفائدة فان ما جزم به البلقيني رحمه الله تعالى في الخصائص بان ابا طيبة الحجام شرب دمه. وان ام ايمن وام يوسف شربتا بوله ولم ينكر عليهم وجزمه بذلك جميعا على مستوى الروايات المذكورة كما يقول العلامة الخيضري غير جيد منه فان مثل ذلك انما يجزم به اذا كان صحيحا محتجا به. وكل ذلك لم يصح. ثم فند فقال اما حديث ابي طيبة الحجام وقول النووي انه معروف وهو ضعيف فقصة ابي طيبة ليست في شيء من الروايات بسند صحيح ولا ضعيف والذي رواه ابن حبان في الضعفاء من حديث نافع ابي هرمز عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال حجم النبي صلى الله عليه وسلم تم غلام لبعض قريش فلما فرغ من حجامته اخذ الدم فذهب به من وراء حائط فنظر يمينا وشمالا فلم يرى احدا تحسى دمه حتى فرغ ثم اقبل فنظر في وجهه وقال ويحك ما صنعت بالدم؟ قال غيبته من وراء الحائط قال اين غيبته؟ قلت يا رسول الله نفزت على دمك ان اهريقه في الارض فهو في بطني. قال اذهب فقد احرزت نفسك من النار. قال ابن حبان نافع روى عن عطاء نسخة موضوعة منها هذا الحديث وقال يحيى ابن معين كذاب فاذا قيل قد يكون الحجام المذكور ابو طيبة قال العلامة الخيضر لا يتأتى ذلك لان ابا طيبة مولى لبني بياضة من الانصار. والمذكور في هذه الرواية انه مولى لبعض قريش فهو غيره وقد روى ابو نعيم في الحل في معرفة الصحابة من حديث سالم ابن ابي هند الحجام قال حجمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغت شربت فقلت يا رسول الله شربته. قال ويحك يا سالم اما علمت ان الدم حرام؟ لا تعد. قال وفي اسناده ابو الحجاف وفيه مقال. فلعل لها الرواية التي اشار اليها الرافعي وروي انه قال لابي طيبة لا تعد الدم كله حرام لكنه ليس ابا طيبة كما سمعتم وروى البزار بن ابي خيثمة والبيهقي في الشعب والسنن باسنادهم عن آآ ان النبي صلى الله عليه وسلم احتجم ثم قال له خذ هذا الدم فادفنه من الدواب والطير والناس قال فتغيبت به ثم شربته ثم سألني او قال فاخبرته فضحك فهي قصة اخرى واما رواية شرب دمه عن علي وابن الزبير. فاما قصة علي يقول العلامة الخيضري فلم اقف عليها. لكن في سنن سعيد بن منصور من طريق عمر بن السائبي انه بلغه ان مالكا والد ابي سعيد الخدري لما جرح النبي صلى الله عليه وسلم مص جرحه حتى ان ولاح ابيض. فقيل له مجه فقال لا والله لا امجه ابدا. ثم ازدرده. يعني ابتلعه. فقال النبي عليه الصلاة والسلام من اراد ان ينظر الى رجل من اهل الجنة فلينظر الى هذا فاستشهد. لكنها قصة اخرى عن غير علي وهي مرسلة وهي في سنن سعيد ابن منصور. واما قصة ابن الزبير فاخرجها البزار والطبراني والحاكم والبيهقي. وابو نعيم في الحلية من حديث عامر بن عبدالله بن الزبير عن ابيه قال احتجم النبي صلى الله عليه سلم فاعطاني الدم قال اذهب فغيبه فذهبت فذهبت فشربته فأتيت. فقال ما صنعت؟ قلت غيبته قال لعلك شربته؟ قلت شربته زاد الطبراني قال من امرك ان تشرب الدم ويل لك من الناس وويل للناس منك كذا رواية الطبراني والبيهقي من طريقه وفي اسناده الهنيد ابن قاسم ولا بأس به لكنه ليس بالمشهور بالعلم. ورواه الطبراني ايضا دار قطني من حديث اسماء بنت ابي بكر بنحوه. وفيه لا تمسك النار في اسناده علي ابن مجاهد وهو ضعيف. وثمة روايات اخرى عند ولذلك قالوا ابن الصلاح في مشكل الاوسط انه لم يجد لهذا الحديث اصلا بالكلية بل فيه الروايات التي سمعتم. واخيرا فان شرب امي ايمن رضي الله عنها لبوله صلى الله عليه وسلم وقوله اذا لا تلج النار بطنك ولم ينكر عليها فهو مما اخرجه الحسن بن سفيان في مسنده والحاكم والدار قطني والطبراني وابو نعيم من حديث ابي مالك عن الاسود ابن قيس عن مبيح العنزي عن ام ايمن قالت قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل فقام الى فخارة في جانب البيت فبال فيها. فقمت من الليل وانا عطشانة فشربت ما فيها وانا لا اشعر. فلما اصبح النبي صلى الله عليه وسلم قال يا ام ايمن قومي فاهريقي ما في تلك الفخارة قلت قد شربت ما فيها والله. قالت فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى نواجذه ثم قال اما والله لا يتجعن بطنك ابدا وفي لفظ لن تشتكي بطنك وابو مالك ضعيف ونبيح لم يلقى ام ايمن وله طريق اخرى عند عبد الرزاق عن ابن جريج اخبرت ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول في قدح من عيدان ثم يوضع تحت سريره الى ان قال في رواية فقال لامرأة يقال لها بركة كانت تخدم ام حبيبة؟ اين البول الذي كان في القدح؟ قال شربته قال صح يا ام يوسف وكانت تكنى ام يونس يوسف فما مرضت قط حتى كان مرضها الذي ماتت فيه. وروى ابو داوود ايضا من حديث بسنده عن حجاج عن ابن جريج عن حكيمة عن امها اميمة بنت رقيقة انها قالت كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم قدح من عيدان الى اخر الحديث وهو مما خرجه في التزامات الدارقطني على الشيخين وعلى كل حال فالصحيح انهما قضيتان وقعتا لامرأتين وهو واضح من اختلاف السياق وان ام ان بركة ام يوسف غير بركة ام ايمن. وهو الذي ذهب اليه البلقيني كما دل عليه كلامه على مقتضى ما في هاتين الروايتين من شفائها من مرض البطن او سلامتها من المرض مطلقا يتوجه صنيع النووي في جواز التبرك او انه كان يتبرك ببوله ويستشفى به صلى الله عليه وسلم. وهو ايضا من خصوصياته التي لا تتعدى الى غيره. ولا يتسع ايضا اثبات هذا الحكم بعده صلى الله عليه واله وسلم. هذه تمام المسألة السادسة والعشرين. ولا يزال في الباب بقية من المسائل الخصائص التي سنأتي عليها تباعا في مجالس ليالي الجمعة المقبلة ان شاء الله تعالى مستكثرين بقية ليلتنا المباركة هذه وغدا في جمعتنا المباركة من صلاتنا وسلامنا على حبيب قلوبنا اسوتنا وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ملتمسين البركة حائزين من الاجر والخير والكرامات فيما جاء في الصلاة على نبينا صلى الله عليه واله وسلم. فاح العبير بذكر احمد وانبرا. نحو القلوب معطر ومبشرا في جمعة تهمي فضائل ذكره صلوا عليه فلقد اتيتم مذكرا. فيا رب صلي وسلم وبارك عليه افضل صلاة واتم مها صلي وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه المصلون وعدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون. وارزقنا الهي علما نافعا وعملا صالحا ان يقربنا اليك ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين