بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء ربنا بعد سبحانك وبحمدك لا نحصي ثناء عليك واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله امام الهدى وسيد الورى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وبعد امة الاسلام بارك الله لنا ولكم في هذا الشهر ورزقنا واياكم فيه القبول والتوفيق والسداد للصيام والقيام والقرآن وسائر العمل الذي يرضى به عنا ربنا سبحانه وتعالى وبعد ايها المباركون فمن ريحان ببيت الله الحرام ومن جنبات البيت العتيق ومن قرب الكعبة المعظمة. نتدارس هذه الليلة ريفة المباركة ما ندبنا اليه امة الاسلام من الاستكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فان الله سبحانه وتعالى انما ارسله عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين ونجاة لمن امن به من الموحدين واماما للمتقين. وحجة على الخلق اجمعين. وشفيعا في المحشر ومفخر للمعشر ارسله سبحانه وتعالى على حين فترة من الرسل فهدى به لاقوم الطرق واوضح السبل اقترض على العباد طاعته وتعزيره وتوقيره ورعايته والقيام بحقوقه. وامتثال ما قرره في مفهومه ومنطوقه والصلاة عليه والتسليم. فقال في كتابه العزيز ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما قال بعض اهل العلم ومن خواصه صلى الله عليه وسلم انه ليس في القرآن ولا في غيره. صلاة من الله على غيره. فهي خصيصة اختصه الله تعالى بها دون سائر الانبياء ولان الليلة مباركة وهذا البيت الحرام مبارك. ونحن امة الاسلام امة مباركة بديننا بكتاب ربنا بنبينا صلى الله الله عليه وسلم وخصصنا من بين سائر الامم بهذا الفضل العظيم والشرف الكبير. فانه حق علينا ان نعتني مواطني الشرف التي حبانا الله تعالى بها الاوان لنا من نبينا عليه الصلاة والسلام من الشرف والفخر والمكانة العليا في الدنيا والاخرة ما خصنا الله تعالى به وان ليلتكم هذه ايها الصائمون ليلة الجمعة حرية بان تكون عامرة بمواطن الخيرات وكنوز الحسنات وما وعد الله تعالى به المؤمنين والمؤمنات من الاجر الكبير والخير الوفير من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا كما قال صلوات الله وسلامه عليه واننا في هذه المجالس التي ستبث من رحاب البيت الحرام. منعقدة في هذه البقعة الطاهرة. في هذه الليلة المباركة ليلة كل جمعة من شهرنا المبارك شهر رمضان لهذا العام سيكون لنا مدارسة مع سفر جليل وكتاب عظيم من الكتب والتراث العلمي الذي ورثه ايانا اسلافنا الائمة العلماء فيما يتعلق بهذا المنجم من الحسنات والخير والبركات الصلاة والسلام على امام الخلق ونبي الهدى والرحمة عليه الصلاة والسلام. نتدارس كتاب الامام ابن القيم رحمه الله تعالى جلاء الافهام في فضل الصلاة والسلام على خير الانام صلى الله عليه واله وسلم. وهذا سفر المبارك هو الكتاب العظيم هو تتابع لجهود اهل العلم في افراد التأليف والمصنفات في الصلاة والسلام على نبينا صلى الله عليه وسلم بجمع الاحاديث الواردة فيها وفضائلها وذكر ما يتعلق باحكامها ومواطنها وسائر ما يتعلق بذلك من المسائل التي تخص هذه العبادة العظيمة عبادة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد الف اهل العلم في ذلك جملة وافرة من الكتب التي اثرت ساحة العلم في شريعة الاسلام. ومن اقدم ما بين ايدينا كتاب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. للامام الحافظ ابي بكر عبدالله بن محمد بن عبيد القرشي المعروف بابن ابي الدنيا المتوفى سنة احدى وثمانين ومائتين للهجرة رحمه الله. وكتاب فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم للقاضي المالكي اسماعيل ابن اسحاق الجهظمي المتوفى سنة اثنتين وثمانين. ومئتين للهجرة، رحمه الله تعالى. وكتاب الصلاة على النبي، صلى الله عليه سلم لابن ابي عاصم ابي بكر احمد ابن عمر ابن الضحاك ابن مخلد الشيباني المتوفى سنة سبع وثمانين ومائتين للهجرة ومنها ايضا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لابي الشيخ الاصفهاني عبدالله بن محمد بن جعفر بن حيان المتوفى سنة تسع وستين وثلاثمائة للهجرة وكتاب فضل الوضوء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وفضل لا اله الا الله لابي حفص ابن لشاهين عمر بن احمد بن عثمان المتوفى سنة خمس وثمانين وثلاثمائة للهجرة. كتاب الاعلام بفضل الصلاة على خير الانام على النبي عليه افضل الصلاة والسلام لمحمد بن عبدالرحمن النميري الغرناطي المالكي المتوفى سنة اربع واربعين وخمسمئة للهجرة كتاب القربة الى رب العالمين بالصلاة على محمد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. لابي القاسم ابن بشكوال خلف ابن عبدالملك المتوفى سنة ثمان وسبعين وخمسمئة للهجرة. كتاب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. للحافظ ابي موسى المديني محمد ابن عمر ابن احمد الاصفهاني الشافعي المتوفى سنة احدى وثمانين وخمسمائة وكذلك كتاب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حافظ ضياء الدين محمد بن عبدالواحد المقدسي المتوفى سنة ثلاث واربعين وستمائة للهجرة رحمه الله. هذه الكتب التسعة المذكورة انفا كتب مسندة. يروي فيها اصحابها العلماء الاحاديث والاثار الواردة في الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم باسانيدهم مسندة الى النبي عليه الصلاة والسلام او الى قائله ان كان اثرا موقوفا او مقطوعا وثمة كتب اخرى كثيرة وفيرة كانت غير مسندة تورد الاحاديث بالعزو الى من اخرجها من الائمة وذلك ايضا وفير وهو حافل ومن اجلها ايضا كتاب الامام ابن القيم الذي نحن بصدد مدارسته في هذه المجالس المباركة ومن اشهرها كذلك كتاب الامام السخاوي رحمه الله القول البديع في الصلاة والسلام على الحبيب الشفيعي صلى الله عليه واله وسلم وجملة اخرى بالعشرات ورثها ايانا ائمتنا العلماء سلف الامة رحمة الله عليهم اما كتابنا الذي نتدارسه جلاء الافهام في فضل الصلاة والسلام على خير الانام صلى الله عليه واله وسلم فهو للامام المصنف ابن القيم ابن قيم الجوزية رحمة الله تعالى عليه الذي لم يغب عن اهل العلم شأنه ومكانته وفضله ومنزلته. ومكانته العلمية رحمه الله تعالى. فان كتابه العظيم كتاب بجلاء الافهام من الكتب التي لقيت استحسانا وثناء من اهل العلم. ومن ذلك كلام الامام السخوي رحمه الله فلما ذكر قائمة من الكتب المصنفة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قال وفي الجملة فاحسنها واكثرها فوائد خامسها يعني كتاب جلاء الافهام. وقال ايضا وهو جليل في معناه لكنه كثير الاستطراد والاسهام كعادة مصنفه فيه وقد نقل عدد كبير من الائمة العلماء عن هذا الكتاب كالامام الحافظ ابن حجر العسقلاني والسخاوي محمد بن عبدالرحمن والسفاريني محمد بن احمد رحمة الله عليهم اجمعين كتاب ابن القيم من اول الكتب المؤلفة في موضوع فضل الصلاة والسلام على النبي عليه الصلاة والسلام على هذا النمط والمنوال واقصد ان عامة الكتب التي كانت سبقته كانت تقتصر على سرد الاحاديث والاثار الواردة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لا تتجاوز ذلك غالبا. لكن ابن القيم رحمه الله كما سيأتي الان ضمنه مسائل وفوائد واستنباطات واحكاما جليلة جودة الكتاب وحسن ترتيبه وتقسيمه كان ايضا مما يميزه من بين الكتب المؤلفة في هذا الباب كان مما ميز كتاب جلاء الافهام انه ابرز اوجه فضائل الخليلين الكريمين محمد وابراهيم عليهما الصلاة والسلام واهل بيتهم وهذا لا يكاد يجمع ايضا في كتاب كما حصل في جلاء الافهام. ثم انه اعتنى كثيرا بالكلام على الاحاديث وبيان صحيحها من سقيمها. تطرق رحمه الله وهو من اجل فوائد الكتاب. الى بيان معاني هذا الدعاء الصلاة ابراهيمية اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد الى اخره فانه اعتنى بها لفظة اللفظ بين معنى لفظة اللهم ومعنى الصلاة ومعنى اسم محمد صلى الله عليه وسلم وما يتعلق بالخليل ابراهيم عليه السلام كل ذلك مشتملا على فوائد وحكم غزيرة جدا في ثنايا هذا الكتاب. ايضا جعل في ابواب الكتاب مواطن الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم. وقد جمع فيها جمعا عظيما مباركا في ما دونه العلماء في بطون كتب الحديث والفقه وسائر العلوم. احتوى الكتاب على جملة وافرة من الفوائد من العلوم والمعارف في شتى الفنون. في التوحيد والتفسير والفقه والحديث واللغة وعلومها. وما يتعلق بذلك منثورا في ابواب الكتاب ايضا كان يتطرق الى جملة من اسرار القرآن في الفاظه في مفرداته وتراكيبه. وما يتعلق بذلك من القواعد للتفسيرية وتطبيقاتها. هذا الكتاب العظيم وهذا السفر كان يعتمد على نصوص الوحيين الكتاب والسنة. كان يعتمد كثيرا على وللصحابة رضي الله عنهم فيه سعة وشمول وهو اسلوب عرف به ابن القيم رحمه الله تبعا لشيخه شيخ الاسلام ابن تيمية الله تعالى اما موضوع الكتاب وابوابه فان الكتاب مقسم الى خمسة ابواب. الباب الاول يتعلق بالروايات الواردة في فضل الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه واله وسلم. وقد جعل فيه فصولا اولها فيمن روى احاديث الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة حصرهم جمعهم ساق الروايات وخرجها في مظانها من كتب الحديث المسندة. الفصل الثاني فيما ورد من ذلك من المراسيل والموقوفات. يعني احاديث ليست فوعة مسندة بل هي اما مرسلة واما موقوفة من كلام الصحابة رضي الله عنهم اما الباب الثاني من الابواب الخمسة فانه يتعلق بشرح معاني الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وجعله في عشرة فصول رحمه الله والله. الفصل الاول معنى لفظة اللهم التي افتتح بها الدعاء. الفصل الثاني في معنى الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام. الفصل الثالث في معنى اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم. الفصل الرابع في معنى اله من الال ومن اين اشتقت هذه الكلمة؟ واحكامها متطرقا الى ذكر ازواج النبي صلى الله عليه وسلم وفضائلهن ومناقبهن وخصائصهن بدءا من امنا السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وانتهاء بامنا السيدة ميمونة بنت الحارث رضي الله عنهن اجمعين. وتطرق ايضا لمعنى الذرية وكيف دخولها في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. الفصل الخامس تطرق لذكر الخليل ابراهيم عليه السلام. ثم تناول في الفصل السادس المسألة المشهورة بين الناس. السؤال الذي يقول ان كان النبي عليه الصلاة والسلام افضل من ابراهيم عليه السلام فكيف في الدعاء نطلب لنبينا صلى الله عليه وسلم من الصلاة مثل ما لابراهيم؟ نقول صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ال ابراهيم. مع ان المشبه به اصله ان يكون فوق المشبه فانت لا تطلب لشيء ان يكون مثل شيء الا ان يكون اعلى منه. والمفترض ان نبينا عليه الصلاة والسلام حاز الخيرية والفضيلة والامام للانبياء عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام. ثم اسهم في ذكر اختلاف العلماء في هذه المسألة ورجح انه طلب له من الصلاة ما لي ال ابراهيم ما لال ابراهيم وهو داخل معهم كما سيأتي ان شاء الله. الفصل السابع ذكر فيه فائدة لطيفة في ان المطلوب على الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام وعلى اله واما في حق ابراهيم عليه السلام فالاحاديث الصحيحة اقتصرت على ذكر اله دون ذكر ابراهيم عليه السلام ثم في الفصل الثامن ذكر معنى البركة وبارك على محمد والفصل التاسع ذكر سر اختتام هذا الدعاء بهذين الكريمين من اسماء الله الحسنى انك حميد مجيد. ثم في الفصل العاشر ذكر قاعدة جليلة في الدعوات والاذكار. وكيف اذا رويت بالفاظ مختلفة والموقف منها. الثالث من ابواب الكتاب. اذا كان الباب الثاني هو الذي اسهب فيه المصنف رحمه الله في شرح معاني الفاظ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وما احرانا والله يا اخوة ونحن نستكثر من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام في كل وقت وان وخصوصا ليلة الجمعة ويوم الجمعة التماسا بركة وبحثا عن الاجر ما احرانا اقول ان يكون اقبالنا على هذه العبادة باستشعار معانيها وادراك اسرارها تلذذ بما فيها من المعاني والحكم والاسرار. فانها تحمل خيرا كثيرا واجرا عظيما وحسنات وبركات. ستزداد عند استشعارنا لمعانيها. الباب الثالث من الابواب الخمسة في الكتاب ايضا يهمنا جميعا المواطن التي شرع لنا واستحب لنا ان نكثر فيها من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم التي يتأكد طلبها اما على سبيل الوجوب واما على سبيل الاستحباب. وهنا ذكر الامام ابن القيم رحمه الله واحدا واربعين موطنا يشرع لنا امة الاسلام ان نستكثر فيها من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم مبتدأ بذكر اهمها وهو الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في التشهد الاخير في الصلوات ثم انتقل في الباب الرابع وهو ايضا من اجل ابواب الكتاب والكتاب كله جليل حقيقة. الباب الرابع في ذكر الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولو سئل احدنا وكلنا ذاك المحب لرسول الله عليه الصلاة والسلام. وكلنا ذاك الراغب في كثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم لو سئل احدنا ما الذي ترجوه من صلاتك وسلامك على النبي عليه الصلاة والسلام؟ ما الذي ترتجيه من الثمرات والليلة مباركة ولعل كل من يسمع ويتابع ليكون هذا باعثا له على ان يصلي عليه صلى الله عليه وسلم. كلما ذكر اسمه فحوزوا من الخيرات والبركات. لو احدنا ما الذي نرجوه؟ ما الثمرات؟ ما الذي نقطفه من الصلاة والسلام على امام الهدى عليه الصلاة والسلام؟ لربما طعنا ان نعد فائدتين وثلاثا وخمسا وعشرا. ابن القيم رحمه الله ذكر في الباب الرابع في الفوائد والثمرات الحاصلة من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم اربعين فائدة وثمرة تحصل للعبد اذا صلى على نبيه صلى الله عليه وسلم. الباب الخامس وهو اخر ابواب الكتاب ذكر فيه المصنف رحمه الله مسألة وهي الصلاة على غير النبي واله صلى الله عليه وسلم تسليما. ما حكمه؟ هل يصلى على ال النبي عليه الصلاة والسلام بانفراد عنه صلى الله عليه وسلم؟ فصل في الجواب استقصى ادلة العلماء رحمه الله تعالى وبين فصل الخطاب في المسألة وبه ختم الكتاب بابوابه الخمسة التي سمعتم الكتاب حقيقة سفر جليل حافل بهذه المعاني والمسائل التي سمعتم قبل قليل ولاننا سندرك اربع ليالي جمع ان شاء الله تعالى بدءا من هذه الليلة خلال شهرنا المبارك هذا شهر رمضان فاننا لن نقرأ الكتاب باكمله فذلك متعذر. لكننا سنخص في كل ليلة من ليالي الجمعة شيئا من الفوائد مرورا على الابواب الخمسة للكتاب ان لقي فيها ما نشعر اننا بامس الحاجة اليه. ولا يحسن بنا جهله وان يكون عندنا من الدراية بمضمون هذا الكتاب في الجملة ما يجعل هنا واقفين على جل فوائده على المقصود من مسائله. وان يكون هذا حافزا لكثيرين منا على الرجوع الى الكتاب واقتنائه ومطالعته فانه والله يقطر علما. وكثير فوائده وجمة مسائله وهي مما ما تقودنا ولا شك الى العلم والدراية والالمام بمسألة الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه واله وسلم سابتدئ في هذا المجلس واياكم بقراءة مقدمة المصنف رحمه الله تعالى للكتاب بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وحسبي ونعم الوكيل. قال الشيخ الامام العالم العلامة شمس الدين ابو عبد الله محمد بن ابي بكر بن ايوب الزرعي الحنبلي امام الجوزية رحمه الله تعالى هذا كتاب سميته جلاء الافهام. في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الانام صلى الله عليه وسلم وهو خمسة وهو كتاب فرد في معناه. لم نسبق الى مثله في كثرة فوائده وغزارتها بينا فيه الاحاديث الواردة في الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. وصحيحها من حسنها وعلولها بينا ما في معلولها من العلل بيانا شافيا ثم اسرار هذا الدعاء وشرفه. وما اشتمل عليه من الحكم والفوائد. ثم في مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ومحالها. ثم الكلام في مقدار الواجب منها واختلاف اهل العلم فيه. وترجيح الراجح وتزييف المزيف ومخبر الكتاب فوق وصفه والحمد لله رب العالمين. يقول رحمه الله ان حقيقة ما في هذا الكتاب تجاوزوا الوصف المختصر نظرا الى غزارة فوائده والى امتلائه من المسائل التي اه تتعلق بهذا الباب. ابتدأ رحمه الله تعالى فقال باب ما جاء في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. عن ابي ابن مسعود رضي الله عنه قال اتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة رضي الله عنه فقال له بشير بن سعد رضي الله عنه امرنا الله ان نصلي عليك فكيف نصلي عليك قال عليه الصلاة والسلام قولوا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ال ابراهيم وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ال ابراهيم قال والسلام كما قد علمتم. الحديث اخرجه الائمة احمد ومسلم والنسائي والترمذي وصححه. ولاحمد في لفظ اخر نحوه فكيف نصلي عليك اذا نحن صلينا في صلاتنا فكانت الرواية في سؤالي الاخص بما يتعلق بكيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم داخل الصلاة ابتدأ بهذا الحديث وهو اصل في الباب حديث ابي مسعود في صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وصيغتها. قال رحمه الله الكلام لا هذا الباب في فصول الفصل الاول فيمن روى احاديث الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عنه بظنكم احبتي الكرام كم تعداد الصحابة الكرام رظي الله عنهم الذين وردت عنهم الرواية في احاديث صفة الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام. وروايتها عنه صلى الله عليه وسلم ليسوا ثلاثة ولا خمسة ولا عشرة ولا عشرين. هم فوق ذلك بكثير يقول رحمه الله في من روى احاديث النبي عليه الصلاة والسلام عنه رواها. ابومسعود الانصاري البدري رضي الله عنه وكعب بن عجرة وابو حميد الساعدي وابو سعيد الخدري وطلحة بن عبيد الله وزيد بن حارثة ويقال بن خارجة وعلي بن ابي طالب وابو هريرة وبريدة بن الحصيب وسهل بن سعد الساعدي وابن مسعود وفضالة ابن عبيد وابو طلحة الانصاري وانس بن مالك وعمر بن الخطاب وعامر بن ربيعة وعبدالرحمن بن عوف وابي بن كعب واوس بن اوس والحسن والحسين ابن علي ابن ابي طالب وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. والبراء ابن عازب ورويفع بن ثابت الانصاري وجابر بن عبد الله وابو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعبدالله بن ابي اوفى وابو امامة الباهلي وعبد الرحمن ابن بشر ابن مسعود. وابو بردة ابن نيار وعمار ابن ماجة ابن ياسر وجابر ابن سمرة وابو امامة ابن سهل ابن حنيف ابن حنيف ومالك ابن الحويرث وعبدالله ابن جزئ زبيدي وعبد الله بن عباس وابو ذر وواثلة بن الاسقع وابو بكر الصديق وعبدالله بن عمرو وسعيد بن عمير الانصاري عن ابيه عمير وهو من البدريين وحبان بن منقذ رضي الله عنهم اجمعين. فهؤلاء يتجاوزون اربعين صحابيا الى اثنين واربعين رضي الله عنهم جميعا. فيهم الرجال والنساء فيهم السابقون والمتأخرون فيهم الصغار كبار هذه الوفرة في عدد الصحابة الرواة لاحاديث صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم التي تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم تدلك على امور كثيرة اهمها هذه الكثرة الوافرة في الاحاديث. اذا هي عبادة جليلة كثرت فيها النصوص الشرعية. وهذه الصفة في الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام لم تكن غموظا ولا سرا ولا ابهاما. بل كانت تعليما مشاعا وكانت صفة يتلقاها الكثير من الصحابة رضي الله عنهم عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فهي من الكثرة والوفرة بمكان. اذا كان الصحابة يحرصون على ذلك يهتمون بذلك يسألون يستمعون ينقلون تلك الصلاة الى الاجيال من بعدهم الى الامم. ما احرانا والله ان نبث هذا المعنى كما بث بينهم رضي الله عنهم ان نشيع الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام وصفتها والسؤال عنها وتعلمها وتعليمها كما شاع عندهم رضي الله عنهم وبينهم فانهم والله كانوا على الخير احرص. وكانوا الى الفضل اسبقا وكانوا في الباب ائمة هدى لنا ونحن بهم نقتدي. نحن نحتاج الى ان ننبعث ونبعث في بيوتنا واسرنا بين ازواجنا واولادنا في الامة جميعا ان يوصي الكل الكل بالصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام. بالدلالة على هذا الباب الكبير من الخير والاجر عظيم فانها والله بركة كلها وخير كلها ورحمة كلها لان الله جاعل في الصلاة على نبيه صلى الله وعليه وسلم من الخيرات والحسنات ما هو رجاء كل مؤمن وما هو امنية كل مسلم وما هو منتهى الصالحين في هذا الباب الكبير من الاجر العظيم. ثم ساق رحمه الله تعالى في هذا الباب الاحاديث والروايات ذاكرا فيها الطرق متكلما فيها على ما يتعلق بها من صنعة المحدثين تفصيلا في نقد بعض الرواة وتعليل بعض الطرق والحديث عن المتابعات والشواهد وذكر تعقبات الائمة ونقد الائمة انحن لسنا بحاجة تفصيلية اليه وهو باهل الصنعة من طلبة العلم واهل الحديث اخص واقرب لكنه باب كبير دليل عظيم فيه مختلف الروايات والاحاديث التي تتعلق بفظل الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام وصيغتها وفضائلها كذلك في وفرة وافرة وروايات متعددة اخذت من الكتاب حيزا كبيرا ثاني ابواب الكتاب وبه نقتصر على مجلس الليلة لنترك ما بعده في مجالس المقبلة ان شاء الله. وهو الباب الكبير المتعلق بمعنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة على اله وتفسير الال. ووجه تشبيه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة على ابراهيم وال من بين سائر الانبياء عليهم السلام. يعني لماذا الخليل ابراهيم عليه السلام خاصة؟ قال وختم الصلاة بالاسمين الخاصين وهما الحميد المجيد ولماذا لم يذكر غيرهما من اسماء الله في هذا المقام في هذا السياق فيما يتعلق بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قال وفي بيان معنى السلام عليه والرحمة والبركة ومعنى اللهم ومعنى اسم محمد صلى الله عليه وسلم فهذه عشرة فصول كما تقدم في صدر هذا المجلس. هذا الباب الكبير سنأتي عليه بانتقاء بعض فوائده والوقوف عند معظم مقاصده والاستفادة من جل ما اورده فيه رحمه الله وليس قراءة آآ تفصيلية لما جاء فيه قال الفصل الاول في افتتاح صلاة المصلي بقوله اللهم ومعنى ذلك فاننا نقول اللهم صلي على محمد ال محمد. اللهم صلي وسلم وبارك على حبيبنا وسيدنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم. وهي ايضا تقال في دعواتنا ربنا اتنا كذا اللهم انا نسألك العفو والعافية لفظة اللهم يقول رحمه الله لا خلاف ان لفظة اللهم معناها يا الله ولهذا لا تستعمل الا في الطلب. فلا يقال اللهم غفور رحيم بل يقال اغفر لي وارحمني ثم ذكر اختلاف النحات في الميم المشددة من اخر الاسم فقال سيبويه زيدت عوضا من حرف النداء يعني بدل ان تقول يا الله قال اللهم ولذلك لا يجوز عنده الجمع بينهما بين ياء النداء والميم في الاختيار فلا يقال يا اللهم الا فيما ندر كقول الشاعر اني اذا ما حدث الم اقول يا اللهم يا اللهم ثم ذكر ايضا خلاف النحاة في معنى الميم وتقديرها وما يتعلق بالتفاصيل النحوية الدقيقة في هذا الباب واستشهادات وهي فوائد نحوية دقيقة جليلة تتعلق بوجه خاص بهذا الباب من النحو وما يتعلق به من مسائل تخص طلبة العلم الراغبين فيه. الفصل الثاني في معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يعني ماذا نقصد بقولنا اللهم صلي على محمد ما هي الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام وما المراد بها والمقصود منها قال اصل هذه اللفظة في اللغة الصلاة يرجع الى معنيين احدهما الدعاء والتبريك والثاني العبادة. يعني الصلاة العبادة المعروفة او الصلاة بمعنى الدعاء والتبريك فمن الاول يعني الصلاة بمعنى الدعاء قوله تعالى خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلي عليهم ان صلاتك سكن لهم يعني ادع لهم فان دعائك سكن لهم. وقوله تعالى في حق المنافقين ولا تصلي على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره وقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما اخرج مسلم في الصحيح اذا دعي احدكم الى الطعام فليجب فان كان صائما فليصلي قال ابن القيم فسر بهما فقيل فليدعوا لهم بالبركة وقيل يصلي عندهم بدل اكله قال رحمه الله وقيل ان الصلاة في اللغة معناها الدعاء والدعاء نوعان دعاء عبادة ودعاء مسألة. والعابد داع كلما والعابد بدو داع كما ان السائل داع فمن عبد فهو داع ومن سأل الله رافعا يديه فهو داع فالدعاء عبادة والدعاء مسألة ايضا وبهما فسر قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. اما بمعنى الدعاء الذي هو الطلب او بمعنى الطاعة. اي اطيعوني اثبكم واوصلوني اعطيكم وبه فسر ايضا قوله تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان. اما بمعنى اجيب دعوة السائل اذا طلبني او اجيب واقبل طاعة الطائع اذا عبدني. والصواب قال ان الدعاء يعم النوعين وهو من المتواطئ لا اشتراك فيه وبين ما يتعلق بذلك. قال بعدها فصل هذه صلاة الادمي الصلاة من الادمي اما ان تكون بمعنى الدعاء او العبادة المعروفة قال هذه صلاة الادمي واما صلاة الله سبحانه على عبده فنوعان. عامة وخاصة اما الصلاة العامة فهي صلاته على عباده المؤمنين قال تعالى هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الى النور وكان بالمؤمنين رحيما ومنه ايضا دعاء النبي عليه الصلاة والسلام بالصلاة على احاد المؤمنين من الصحابة كما قال اللهم صل على ال ابي اوفى فان هذا ايضا بمعنى الدعاء وهو ايضا داخل في هذا المعنى الصلاة من الله صلاة عامة على عباده المؤمنين بمعنى الرحمة. وفي حديث ان امرأة قالت له صل علي وعلى زوجي قال صلى الله عليك وعلى زوجك والحديث الحديث اخرجه احمد. وابو داوود والترمذي في الشمائل وسنده صحيح وسيأتي ذكر هذا النوع من معنى الصلاة على غير الانبياء ان شاء الله تعالى النوع الثاني من صلاة الله على عبده قلنا نوعان نوع عام بمعنى الرحمة. النوع الثاني من صلاة الله على عباده نوع خاص هو صلاته جل جلاله على انبيائه ورسله خصوصا على خاتمهم وخيرهم محمد صلى الله عليه وسلم وهنا كلام اهل العلم ما معنى الصلاة من الله على الانبياء؟ اذا فهمنا ان الصلاة العامة على العباد هي الرحمة هو الذي يصلي عليكم وملائكته بمعنى الرحمة لكن الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام وعلى الانبياء صلاة خاصة من الله على صفوة خلقه والانبياء والرسل. فاختلف الناس في معنى الصلاة منه سبحانه على اقوال. قال المصنف رحمه الله وهذا سيكون خاتمة مجلسنا اليوم ان شاء الله. القول الاول انها رحمة يعني بمعنى الصلاة العامة التي هي لكل العباد وذكر من ذلك قول الضحاك قال صلاة الله رحمته وصلاة الملائكة الدعاء وقال المبرد اصل الصلاة الرحمة فهي من الله رحمة ومن الملائكة رقة واستدعاء للرحمة من الله. وهذا القول هو المعروف عند كثير من المتأخرين القول الثاني ان صلاة الله بمعنى مغفرته واورد قول الضحاك هو الذي يصلي عليكم قال صلاة الله مغفرته وصلاة الملائكة الدعاء. قال ابن القيم وهذا القول ومن جنس الذي قبله وهما ضعيفان ضعف تفسير الصلاة الخاصة من الله على الانبياء والرسل بانها رحمة او بانها مغفرة قال لي وجوه وذكر وجوها كثيرة اقتصر على اهمها. قال منها ان الله فرق بين صلاته على عباده وبين رحمته في مثل قوله وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة فالصلاة ليست هي الرحمة. قال رحمه الله عطف الرحمة على الصلاة فاقتضى ذلك تغايرهما هذا اصل العطف الوجه الثاني ان صلاة الله الخاصة بالانبياء والرسل وعباده المؤمنين. هذه خاصة من الله للانبياء والرسل واهل الايمان قال اما رحمته سبحانه فتسع كل شيء. اذا ليست الصلاة مرادفة للرحمة. رحمة الله تنال المسلم وغير المسلم لكن صلاته اخص فلا تكون الا لاهل الايمان. قال الرحمة من لوازم الصلاة وموجباتها فمن فسرها بالرحمة فسرها ببعض ثمرتها ومقصودها. ثم قال الوجه الثالث في تضعيف هذا القول انه لا خلاف في جواز الترحم على المؤمنين واختلف السلف في جواز الصلاة على غير الانبياء على ثلاثة اقوال فدل على الفرق بين الصلاة والرحمة ثم قال الوجه الرابع انه لو كانت الصلاة بمعنى الرحمة لقامت مقامها في امتثال الامر واسقطت الوجوب. اذا قلت اللهم ارحم محمدا وال محمد هل تكون مصليا على النبي عليه الصلاة والسلام؟ ان قلت لا اذا ليست الصلاة هي الرحمة. الوجه الخامس انه لا يقال لمن رحم غيره ورق اعليه فاطعمه او سقاه او كساه لا يقال انه صلى عليه. بل يقال انه قد رحمه. اذا فالصلاة ليست هي الرحمة. الوجه السادس ان الانسان قد يرحم من يبغضه ويعاديه فيجد في قلبه رحمة ولا يلزم من ذلك الصلاة عليه. الوجه السابع ان الصلاة لابد فيها من كلام لانها ثناء من المصلي على من يصلي عليه. وتنويه به واشارة لمحاسنه. ولهذا قال ابو العالية صلاة على رسوله ثناؤه عليه عند الملائكة. وذكر ايضا ان صلاة الله ثناؤه في قوله ان الله وملائكته يصلون على النبي بي صلى الله عليه وسلم. ايضا من الوجوه ان الله فرق بين صلاته وصلاة ملائكته وجمعهما في فعل واحد. فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي هذه الصلاة لا يجوز ان تكون بمعنى الرحمة. لكنها الثناء من الله سبحانه والثناء من الملائكة. ولا يقال هنا الصلاة لفظ مشترك يستعمل في معنييه معا وذكر سبب ذلك المنع واطال فيه النقاش رحمه الله تعالى الوجه التاسع ان الله امرنا بالصلاة عليه عقب اخباره بانه سبحانه وملائكته يصلون عليه. والمعنى انه اذا كان الله وملائكته يصلون على رسوله صلى الله عليه وسلم فصلوا انتم ايضا عليه. فانتم احق بان تصلوا عليه وتسلموا لما لما نالكم ببركة رسالته ويمني سفارته من خير شرف الدنيا والاخرة ومن المعلوم انه لو عبر عن هذا المعنى بالرحمة لم يحسن موقعه ولم يحسن النظم فينقص اللفظ والمعنى لان التقدير يصير ان الله وملائكته يرحم ويستغفرون لنبيه فادعوا انتم له وسلموا. وهذا ليس مراد الاية قطعا. بل الصلاة المأمور فيها ها هي الطلب من الله ما اخبر به عن صلاته وصلاة ملائكته. ما هي اذا؟ قال هي ثناء عليه. واظهار لفضله وشرفه وارادة تكريمه وتقريبه فهي تتضمن الخبر والطلب. وسمي هذا السؤال والدعاء منا نحن صلاة عليه. لانه يتضمن ثناء المصلي عليه والاشادة بذكره والمحبة لذلك من الله ولانه سمي منا صلاة لاننا نسأل الله ان يصلي عليه. فصلاة الله عليه ثناؤه وارادته رفع ذكره وصلاتنا نحن سؤالنا الله ان يفعل ذلك به. وضد هذا في لعنة اعداء الله فانها تضاف الى الله تضاف الى العبد كما قال يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. فاذا ليست الصلاة هي الرحمة كما رجح المصنف هنا رحمه الله تعالى رجح ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الله والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم من الملائكة هي الثناء عليه. في الملكوت الاعلى. هي اظهار مناقبه هي ذكر محاسنه الاشادة به رفعة مكانته وصلاتنا نحن سؤالنا الله عز وجل ان يزيده من هذا الثناء والشرف. وان يزيده من رفعة القدر لان رفعته عليه الصلاة والسلام رفعة لامته. لان مكانته عند الله شرف لامته. لان الحظ والمنزلة والحفاوة والاكرام التي ينالها صلى الله عليه وسلم فان امته تشرف بذلك وتكون تبعا له في كل خير وباب وهو عليه الصلاة والسلام القائد لها الى كل خير وفضل ومنقبة فصلى الله سلم وبارك عليه افضل واتم سلام. وكذلك دل على هذا المعنى قوله من صلى عليه مرة صلى الله عليه بها عشرا. وكذلك قوله انه من لا عليك من امتك مرة صليت عليه بها عشرا. فهذا الجزاء من جنس العمل. صلاة الله على المصلي على رسوله صلى الله عليه وسلم فجزاء لصلاته عليه ومعلوم ان صلاة العبد على النبي عليه الصلاة والسلام ليست رحمة من العبد حتى تكون صلاة الله عليه من جنسها صلاة العبد على النبي ثناء على الرسول صلى الله عليه وسلم. وارادة من الله ان يعلي ذكره ويزيده تعظيما وتشريفا والجزاء من جنس العمل. فمن اثنى على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ واسمعوا يا كرام ولتفرح قلوبكم ولتهنأ نفوسكم وتطيب بها وتسعد. قال فمن اثنى على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ جزاه الله من جنس بان يثني عليه ويزيد تشريفه وتكريمه. فصح بذلك ارتباط الجزاء بالعمل ومشاكلته له ومناسبته له كما دلت على ذلك عموم النصوص الشرعية في الجزاء من جنس العمل ووجوه اخرى كثيرة اطال بها المصنف رحمه الله تعالى في تبيين معنى الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام. وانها بمعنى الثناء من الله عز وجل وسؤالنا نحن الثناء على نبينا صلى الله عليه وسلم وان يزيده الله في هذا الباب تشريفا وتعظيما واجلالا ومكانة رفيعة صلوات الله وسلامه عليه ايها المباركون تم مجلسنا الليلة لنكمل ونواصل ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله تعالى مغتنمين بركة هذه ليلة وشرفها وخيراتها ببركة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. مع بركة هذه الليالي الفاضلة. ليالي رمضان وما في فيها من الخيرات الحسان فتجتمع البركات لنا من كل الوجوه بركة الليلة وبركة الشهر وبركة الصلاة على النبي صلى الله عليه واله وسلم اجعلوا ليلتكم هذه ليلة الجمعة عامرة قلة عاطرة بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم واحيوا بها قلوبكم قبل السنتكم. اضيئوا بها دنياكم بيوتكم مساكنكم حياتكم صحائفكم. ثقلوا بها موازينكم يوم القيامة كالغيث احيا الله به دنيانا واستبشرت بحديثه ارجانا صلوا عليه وسلموا استلهموا من هديه ما يسعد الانسان. فاللهم صل وسلم وبارك عليه افضل صلاة واتمها. وارزقنا يا ربي بالصلاة والسلام عليه باعلى المقامات واسنى الدرجات وكفر بها عنا السيئات وضاعف لنا الحسنات وفرج عنا بها الكربات نسألك ربنا وانت الحي القيوم ما لك الملك ذو الجلال والاكرام ان ترحم البلاد والعباد. اللهم فرج الغمة وارحم الامة واذن وبحمدك بقدرتك وعظمتك لهذا الوباء ان يزول عن الامة وان ينكشف ما اصابها من الضيق. فانك يا ربنا وانت الكريم والمنان قادر على كل شيء. ورحمتك وسعت كل شيء. فنسألك ربنا ان ترحمنا وان تغيثنا. فانك انت الملجأ والمستعان والملاذ لا اله الا انت سبحانك وبحمدك لا نحصي ثناء عليك. اللهم انا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءتك نقمتك وجميع سخطك يا ارحم الراحمين. اللهم ادفع عنا الغلا والوبا والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن. نسألك ربنا بنور وجهك الذي اشرقت له السماوات والارض. ان تجعلنا في حرزك وحفظك وجوارك وتحت كنفك فيا ارحم الراحمين. اللهم انا نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان ترحم موتانا. وان تشفي مرضانا وان تعافي مبتلى اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. ربنا تقبل منا الصيام والقيام وصالح اجب اللهم دعاءنا واعتق من النار رقابنا ورقاب ابائنا وامهاتنا يا رحمن يا رحيم. سبحانك وبحمدك لا نحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصل يا ربي وسلم وبارك الحبيب المصطفى والرسول المجتبى سيدنا ونبينا وحبيبنا وشفيعنا محمد ابن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم والحمد لله رب العالمين