بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا وقرة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله. صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد اخوة الاسلام فها هي ذي ليلة الجمعة كلما اقبلت وتكررت معنا في الاسبوع اقبلت معها البشائر والخيرات والهبات والبركات اقبلت معها الصلوات المشفوعة بالتسليم على خير البريات صلى الله عليه وسلم تجد فيها رغبة ورحمة وفرحة وهي تكثر من صلاتها وسلامها على نبيها وقائد هداها رسول الله اليها صلى الله عليه واله وسلم. وهو القائل بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. اكثروا من الصلاة علي يا ليلة الجمعة ويوم الجمعة فان صلاتكم معروضة علي. فيا رب صل وسلم وبارك عليه اوفى صلاة واتمها وازكى الام واعطره يا اكرم الاكرمين وما زالت هذه المجالس المباركة من رحاب بيت الله الحرام. تأتيكم اخوة الاسلام في كل مكان في هذه الليلة الشريفة المباركة التي نتدارس فيها سفرا عظيما وكتابا جليلا من كتب ائمة الاسلام فيما يتعلق بالصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم. كتاب جلاء الافهام في فضائل الصلاة والسلام على خير الانام الله عليه واله وسلم للامام ابن القيم رحمه الله تعالى وهذا المجلس المتتابع في كل ليلة من ليالي الجمعة انما نغتنم فيها شرف هذه الليلة وبركتها والصلاة والسلام فيها على نبينا صلى الله عليه وسلم بمناسبة موضوع الكتاب في فضائل الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وقد شرعنا في المجلس السابق ايها الكرام في ثالث ابواب الكتاب الذي عقده المصنف رحمه الله تعالى لبيان مواطن الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. واجعلوا من مجلسكم هذا كلما ذكر اسمه او الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ان تشتغلوا بالصلاة والسلام عليه فتصيبوا من بركات هذه الليلة ولعلها من اقل مغانم هذه المجالس المباركة باذن الله تعالى في هذا الباب الثالث اورد المصنف رحمه الله ثلاثة واربعين موطنا وموضعا من مواطن الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. تقدم في المجلسين السابقين ذكر العشرة الاولى منها. وها انا ذا اريدها تباعا موجزا ربطا للسابق باللاحق وليكون بناء الموضوع وتتمته على ما سبق. اما اول المواطن العشرة وقد افرد لها مجلس نصوصه فهو الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم في التشهد الاخير من الصلاة وفيه خلاف الفقهاء من القول بالوجوب فيما قرره مذهب الشافعي واحمد في اخر روايتي رحم الله الجميع. والقول بالاستحباب لدى بقية علماء الاسلام. والموطن من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في التشهد الاول من الصلاة. والموطن الثالث اخر القنوت في الوتر. والموطن الرابع صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثانية. واما الموطن الخامس فكان في الخطب خطب العيدين والجمع فيما يلقيه الخطيب ويضمر ذلك الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم وتقدم فيها الخلاف في صحة الخطبة بدون الصلاة عليه صلى الله الله عليه وسلم او اشتراطها فيها. اما الموطن السادس فكان بعد اجابة المؤذن وعند اقامة الصلاة. واما الموطن السابع فهو عند الدعاء. وتقدم ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء لها ثلاثة مراتب. لها ثلاث مراتب الاولى الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في اول الدعاء بعد حمد الله والثناء عليه. وقبل الشروع في المطالب. والمرتبة الثانية فهي الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم في اول الدعاء ويختم ايضا باخره. واما المرتبة الثالثة فهي الصلاة عليه في اول الدعاء واوسطه واخره. ثامن مواطن الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. عند دخول المسجد والخروج منه. فيما يقال من الدعاء ويضمن ذلك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. تاسع المواضع كان الصلاة والسلام عليه عند الصفا والمروة في العمرة المعتمد والحاج والعاشر الذي ختم به المجلس المنصرم عند اجتماع القوم وقبل تفرقهم فانه يشرع الا ينصرف القوم من مجلس قد جلسوه الا وقد ذكروا الله سبحانه وتعالى وصلوا على نبيه ومصطفاه صلى الله عليه واله وسلم. تلك المواضع العشرة التي سبقت وها نحن في هذا المجلس نعرض عشرة اخرى بعون الله تعالى وتوفيقه تماما للعشرين من هذه المواطن في في ثالث ابواب الكتاب. قال المصنف الامام ابن القيم رحمه الله فصل الموطن الحادي عشر من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم انما عند ذكره وهذا ايها المسلمون من اشهر المواضع التي ما زال اهل الاسلام يوصي بعضهم بعضا ويذكر بعضهم بعضا انه كلما ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم فهذا موضع للصلاة عليه سواء سمع اسمه في الاذان او سمع اسمه في الخطبة او في حديث المتحدث او عند قراءة سنته وسيرته صلى الله عليه وسلم او في مثل مجلسنا هذا الذي نتدارس فيه شيئا من شمائله او سيرته او كتابا كذلك في فضائل الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم لا خلاف بين اهل العلم ان من المواطن المشروعة للصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم كلما يذكر لكن هل هذا الشروع او المشروعية على الوجوب ام على الاستحباب قال رحمه الله وقد اختلف في وجوبها كلما ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم. فقال ابو جعفر الطحاوي وابو عبد الله الحليمي تجب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم كلما ذكر اسمه. وقال غيرهما ان ذلك مستحب وليس بفضل يأثم تاركه. هذان قولان سيبين المصنف رحمه الله ادلة كل قول من القولين لكنه قال بعد هذا ثم اختلفوا اي القائلون بانه مستحب لا على الوجوب. قالوا تجب الصلاة عليه في العمر مرة واحدة. لان الامر مطلق لا يقتضي تكرارا والماهية تحصل بمرة يقصد ان الامر في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. هذا امر قالوا وهو لا يقتضي التكرار واقل امتثال الامر يحصل بالمرة فلذلك قالوا يجب في العمر مرة واحدة لانه ادنى متطلبات تحقيق الامتثال لقوله يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. قال وهذا محكي عن ابي حنيفة وما والثوري والاوزاعي. فهذا قول من سمعتم من ائمة الاسلام وقال عياض وابن عبد البر وهو قول جمهور الامة يعني انه لا يجب في العمر الا مرة. وقالت فرقة بل تجب وفي كل صلاة في تشهدها الاخير. وتقدم بكم يا كرام ان هذا هو قول الشافعي واحمد في اخر الروايتين عنه وقوله وغيرهما ايضا كما تقدم في اول مواطن الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله وقالت طائفة او فرقة الامر بالصلاة عليه امر استحباب لا امر ايجاب وهذا قول ابن جرير وطائفة وادعى ابن جرير فيه الاجماع. وهذا على اصله فانه اذا رأى الاكثرين على قول جعل فله اجماعا يجب اتباعه والمقدمتان هنا باطلتان. يعني انه لم يقل به الاكثر وان الاكثر ان قول الاكثر لا يعد اجماعا لكنه حكاه عن الامام ابن جرير الطبري شيخ المفسرين رحمة الله عليه وعلى سائر علماء الاسلام. اذا حتى عند القول بعدم الوجوب فمنهم من قال بالوجوب مرة في العمر وحكي عن جمهور العلماء منهم من اوجبه في الصلاة كالشافعي واحمد في اخر روايتيه. ومنهم من قال بل هو استحباب لا يرقى الى الاجماع ولا اجابة في الاية كما حكاه ابن جرير رحمة الله على الجميع ها هنا عرض المصنف ادلة القائلين بان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واجب كل ما ذكر اسمه. وقول الاخرين بانه ليس بواجب وها نحن اذا نوجز ادلة القائلين بكل من القولين. قال واحتج الموجبون بحجج منها اولا حديث ابي هريرة رضي الله او عنه الذي تحفظونه كلكم او مر بكم غالبا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رغم انف رجل ذكرت عنده فلم يصلي علي صححه الحاكم وحسنه الترمذي. يقول ابن القيم رحمه الله ورغم انفه دعاء عليه وذم له وتارك المستحب لا يذم ولا يدعى عليه. اذا دل هذا على ان الصلاة عليه كلما ذكر اسمه واجبة والا لم يكن وجه للذم والدعاء على تاركه بقوله رغم انف رجل. الدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه صعد المنبر فقال امين امين امين. ثلاثا فذكر الحديث المتقدم وقال فيه من ذكر عنده فلم يصلي عليك فمات فدخل النار فابعده الله قل امين. فقلت امين. رواه ابن حبان في صحيحه ولفظ فمات فدخل النار غريبة جدا في سياق هذا الحديث. كما اشار اليه المحقق. قال وقد تقدمت الاحاديث في هذا المعنى. يعني الدعاء وعلى تارك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عندما يذكر في حضرة الرجل قال تقدمت الاحاديث من رواية ابي هريرة وجابر ابن سمرة وكعب بن عجرة ومالك بن الحويرفي وانس بن مالك وكل من انها حجة مستقلة ولا ريب ان الحديث بتلك الطرق المتعددة يفيد الصحة الدليل الثالث ما روى النسائي عن محمد بن المثنى عن ابي داود عن المغيرة بن مسلم عن ابي اسحاق السبيعي. عن انس بن مالك رضي الله عنه وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذكرت عنده فليصلي علي فانه من صلى علي مرة صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم. قال وهذا اسناد صحيح والامر ظاهره الوجوب. الدليل الرابع ما روى ابن حبان في صحيحه بسنده عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان البخيل من ذكرت عنده فلم صلي علي وهذا ايضا من اشهر ما يحفظه المسلمون في تأكيد مشروعية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عندما يذكر وان تارك ذلك موصوف بالبخل اجارنا واجاركم الله. وسيأتي كلام لطيف جليل لابن القيم حول معنى البخل في هذا السياق ولما وصف كذلك؟ قال هذا الحديث اشبه شيء كما نقل عن ابن حبان اشبه شيء روي عن الحسين بن علي وكان الحسين عينا قبض النبي صلى الله عليه وسلم ابن سبع سنين الا وذلك انه ولد لليالي الخلون من شعبان سنة اربع وابن ست سنين واشهر ست سنين واشهر اذا كانت لغته عربية يحفظ الشيء بعد الشيء. هذا كلام ابن حبان. واخرج ايضا من طريق ابي نعيم من حديث ابي ذر وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم ان ابخل الناس من ذكرت عنده فلم يصلي علي صلى الله عليه وسلم. وايضا بسنده من حديث الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسب المؤمن من البخل ان اذكر عنده فلم يصلي علي. صلى الله عليه وسلم. وفي لفظ في سنن سعيد بن منصور كفى به شحا ان اذكر عنده فلا يصلي علي. صلى الله عليه وسلم. هذه جملة احاديث بالفاظ وروايات سمعتموها قالوا فاذا ثبت انه بخيل فوجه الدلالة على ان الصلاة واجبة من وجهين اولهما ان البخل اسم ذم وتارك المستحب لو كان الفعل مستحبا لا يستحق اسم الذم. الله يقول والله لا يحب كل مختال فخور الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل فالبخيل مذموم وقرن البخل بالاختيار والفخر والامر بالبخل فذم على المجموع ودل على ان البخل صفة ذم ولو كانت الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عند ذكره مستحبا. لما كان يوصف بالبخل والموضع موضع ذم. وقد قال ايضا عليه الصلاة والسلام فيما اخرج البخاري ومسلم واي داء ادوأ من البخل يعني واي مرض اشد واسوأ من مرض بخلي اجارنا الله واياكم الوجه الثاني من الحديث الذي نستدل به على ان الصلاة عليه عند ذكره صلى الله عليه وسلم واجبة قال ان بخيلا هو من يمنع ما وجب عليه فلا يكون البخيل بخيلا الا اذا امتنع من اداء شيء واجب عليه. فمن ادى الواجب عليه كله لا يسمى بخيلا. وانما اخيلوا مانع ما يستحق عليه اعطاءه وبذله. فدل ذلك على انه كان يجب عليه ان يصلي على النبي عليه الصلاة السلام. فلما لم يفعل سمي بخيلا. الدليل الخامس ان الله امر بالصلاة والسلام عليه. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما هذا امر والامر المطلق للتكرار وهذا على مذهب بعض الاصوليين قال ولا يمكن ان يقال التكرار هو في كل وقت فان الاوقات المكررة انما تتكرر في اوقات خاصة او وعند شروط واسباب تقتضي تكرارها. وليس وقت اولى من وقت فتكرر المأمور به بتكرر ذكر نبيه صلى الله عليه وسلم اولى لما تقدم. اذا ها هنا ثلاث مقدمات. اولا ان الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم مأمور بها امرا مطلقا. وهذا معلوم. الثانية ان الامر المطلق يقتضي التكرار وهذا فيه خلاف الاصوليين فنفاه طائفة واثبتته اخرى وفرقت ثالثة بين الامر المطلق والامر المعلق على شرط او وقت وهذا قول يطول ذكره واطال فيه مصنف واستصرد واستطرد رحمه الله تعالى. المقدمة الثالثة انه كلما يتكرر المأمور به في مناسبة او شرط او شيء مناسب له. قال ولا يتكرر الا بسبب او وقت واولى سبب يقتضي تكرار فعل هذا المأمون هو ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم لاخباره برغم انف من ذكر عنده فلم يصلي عليه. وللاسجال عليه بالبخل واعطائه اسمه يعني انه قد اسبغ عليه وافاض عليه اسم البخل. نسأل الله السلامة قالوا ومما يؤيد ذلك ان الله امر عباده بالصلاة عليه عقب اخباره بانه سبحانه ملائكته يصلون عليه. ومعلوم ان هذه الصلاة من الله ومن ملائكته عليه صلى الله عليه وسلم لم تكن مرة وانقطعت قال ان الله وملائكته يصلون على النبي. فلما قال يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما كان هذا شبيها بان يقال كما ذكرته وصليت عليه وصلت عليه الملائكة فصلوا عليه. قال ومعلوم ان الصلاة من الله ومن الملائكة لم تكن مرة واحدة وانقطعت بل هي صلاة متكررة. ولهذا ذكرها مبينا بها فظله وشرفه وعلو منزلته. عنده سبحانه ثم امر المؤمنين بها فتكرارها في حقهم احق واكد لاجل الامر. وهذا وجه وجيه لطيف فيما ساق ابن القيم رحمه الله في هذا الموضع قالوا ولان الله اكد السلام بالمصدر الذي هو التسليم. قال وسلموا تسليما وهذا التكرار او هذا المصدر يقتضي المبالغة والزيادة في كميته وهذا لا يكون الا بالتكرار. قالوا ولان لفظ الفعل ايضا يدل على التكفير صلى وسلم. صلوا عليه وسلموا. الفعل على وزن فعل بالتشديد يدل على تكرار الفعل مثل قولك كسر الخبز والفرق بينه وبين قولك كسر الكسر مرة واحدة. تقول كسر فانه لا يزال يكسر مرة بعد مرة. وتقول قطع اللحم ولو قلت قطع اللحم لكان قطعا واحدا مرة. لكن قطع يدل على التكرار. فلما يقول صلى وسلم صلوا عليه وسلموا يدل على زيادة بالتكفير. قال وايضا مثل علم الخير وشدد في كذا ونحوه. ولان الامر بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وانتبهوا لهذا الموطن فانه من الطف واوجه ما ساق ابن القيم رحمه الله في هذا الموضع لبيان لماذا امرنا بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم؟ ولماذا وصف تارك الصلاة عليه عند ذكره بالبخل؟ لماذا هو بخيل؟ تأملوا رعاكم الله. يقول لان الامر بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في مقابلة احسانه عليه الصلاة والسلام الى الامة الي واليكم وتعليمهم وارشادهم وهدايتهم. وما حصل لهم ببركته صلى الله عليه وسلم من سعادة الدنيا والاخرة. ومعلوم ان مقابلة مثل هذا النفع العظيم لا يحصل بالصلاة عليه مرة في العمر. بل لو صلى العبد عليه بعدد انفاسه لم يكن موفيا حقه ولا مؤديا لنعمته فجعل ضابط شكر هذه النعمة بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم كلما ذكر اسمه. وما اروع هذا الكلام منه رحمه الله قالوا ولهذا اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى ذلك بتسمية من لم يصلي عليه عند ذكره بخيلا لان من احسن الى العبد الاحسان العظيم وحصل له به هذا الخير الجسيم. ثم يذكر عنده ولا يثني عليه. ولا يبالغ في حمده ومدحه وتمجيده ذلك ويعيده ويعتذر من التقصير في القيام بشكره وحقه عده الناس بخيلا لئيما كفورا فكيف بمن ادنى احسانه الى العبد يزيد على اعظم احسان المخلوقين بعضهم لبعض. الذي باحسانه حصل للعبد خير الدنيا والاخرة ونجا من شر الدنيا والاخرة. الذي لا تتصور القلوب حقيقة نعمته واحسانه فضلا عن ان يقوم بشكره. اليس هذا المنعم والمحسن احق بان يعظم ويثنى عليه ويستفرغ الوسع في حمده ومدحه اذا كربين الملأ فلا اقل من ان يصلى عليه مرة اذا ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم. قالوا ولهذا دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم رغم انفه تدري ما معناه؟ قال وهو ان يلصق انفه بالرغام وهو التراب. لانه لما ذكر عنده فلم يصلي عليه استحق ان يذله الله ويلصق انفه بالتراب قالوا ايضا ولان الله سبحانه نهى الامة ان يجعلوا دعاء الرسول بينهم كدعاء بعضهم بعضا. قال سبحانه لا تجعلوا دعاء الرسول انكم كدعاء بعضكم بعضا قال فلا يسموه اذا خاطبوه باسمه كما يسمي بعظهم بعظا بل ينادونه ويدعونه برسول الله ونبي الله هذا من تمام تعزيره وتوقيره واحترامه وتعظيمه. فهكذا ايضا ينبغي ان يخص باقتران اسمه بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ليكون ذلك فرقا بين ذكره وذكر غيره. فرق يا كرام عندما اذكر اسم عظيم من العظماء اماما او عالما او شيخا او ملكا او رئيسا او حتى محترما عندي كوالدي واستاذي وشيخي عندما احرص على ارادة تلك الاسماء المعظمة واردافها بما يدل على التعظيم والاحترام بالترضي عن الصحابة والترحم على العلماء والدعاء اصحاب الفضل والاحسان كالوالدين والمعلمين. عندما افعل هذا مع من يستحق الاحترام والتقدير. فلا اناديه باسمه مجردا بل لما يدل على الاحترام واردف ذلك بالثناء والترحم والدعاء. بالله عليكم كيف الشأن مع نبي الامة عليه الصلاة والسلام؟ قال فلو كان عند ذكره لا تجب الصلاة عليه كان ذكره كذكر غيره في ذلك. هذا على احد التفسيرين في الاية. واما على التفسير الاخر فالمعنى لا تجعلوا دعاءه اياكم كدعاء بعضكم بعضا فتؤخر الاجابة بالاعتذار والعلل التي يؤخر بها بعضكم اجابة بعض كم بادروا اليه اذا دعاكم بسرعة الاجابة ومعاجلة الطاعة حتى لم يجعل اشتغالهم بالصلاة عذرا لهم في التخلف عن اجابته المبادرة الى طاعته. قال وقد يقال وهو احسن من القولين ان المصدر ها هنا يعني لا تجعلوا دعاء الرسول. المصدر لم اضافته الى فاعل ولا مفعول. يعني لا تجعلوا دعاء الرسول بمعنى دعاءكم الرسول او دعاء الرسول اياكم. ليس من اضافته الى الفاعل ولا الى مفعول وانما اضيف اضافة الاسماء المحضة ويكون المعنى لا تجعلوا الدعاء المتعلق بالرسول المضاف اليه كدعاء بعضكم بعضا وعلى هذا فيعم الامرين والتأويلين مع وايضا فمن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عنده او ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصلي عليه فقد جفاه. اذا هذا من الجفاء ولاحظوا هذا معنى اخر غير معنى البخل الذي تقدم قبل قليل. البخل ان تمنع شيئا واجبا. البخل الا ترد الاحسان باحسان والا تعترف بالفضل والمنة لصاحب الاحسان عليه الصلاة والسلام. لكن هنا معنى اخر هو الجفاء والجفاء ايضا قبيح. وقال الدليل على المقدمة الاولى حديث ساقه عن معمل عن قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مرسل كما ترون. قال من الجفاء ان عند الرجل فلا يصلي علي صلى الله عليه واله وسلم قال ولو تركنا وهذا المرسل وحده لم نحتج به ولكن له اصول وشواهد. قد تقدمت من تسمية تارك الصلاة عليه عند ذكره بخيلا كيحا والدعاء عليه برغم انفه وهذا من موجبات الجفاء. واما الدليل على ان الجفاء مناف لكمال الحب وتقديم محبته على النفس والاهل والمال وانه عليه الصلاة والسلام اولى بالمؤمنين من نفسه. فان العبد لا يؤمن حتى يكون رسول الله صلى الله الله عليه وسلم احب اليه من نفسه وولده ووالده والناس اجمعين. كما ثبت من حديث عمر لما قال والله لانت لي من كل شيء الا من نفسي. قال لا يا عمر حتى اكون احب اليك من نفسك. قال فوالله لانت الان احب الي من نفسي. قال الان يا عمر كما اخرج البخاري من حديث عبدالله بن هشام. وفي الصحيح ايضا لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين وجفاؤه عليه الصلاة والسلام ينافي ذلك كله. قالوا فلما كانت محبته فرضا وكانت توابعها من الاجلال والتعظيم والتوقير والطاعة والتقديم على النفس وايثاره بنفسه بحيث يقي نفسه بنفسه فرضا كانت الصلاة عليه ايضا فرضا صلى الله عليه وسلم عندما يذكر من لوازم هذه الاحبية وتوامها وتمامها واذا ثبت بهذه الوجوه وغيرها الصلاة عليه وجوبا عند من يذكر عنده فوجوبها على الذاكر نفسه اولى ونظير هذا ان سامع السجدة في التلاوة اذا امر بالسجود وجوبا او استحبابا في القارئ التالي للسجدة اولى بالسجود هذه جملة ادلة القائلين بوجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم كلما ذكر اسمه وهي ادلة جليلة وجيهة عظيمة قوية كما سمعتم بعدها انتقل ابن القيم رحمه الله لبيان ادلة القائلين بعدم الوجوب. وان تكرار الصلاة عليه كلما ذكر صلى الله عليه وسلم انما هي على الاستحباب لا على الوجوب قال رحمه الله فصل قال نفاة الوجوب الدليل على قولنا وجوه. يعني ان الصلاة عليه عند ذكره ليست واجبة الوجه الاول انه من المعلوم ان السلف الذين هم قدوة لم يكن احدهم كلما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يقرن الصلاة عليه باسمه وهذا في خطابهم للنبي عليه الصلاة والسلام كثير اكثر من ان يذكر فانهم كانوا يقولون يا رسول الله يا نبي الله مقتصرين على ذلك وربما قال احدهم صلى الله عليك وهذا في الاحاديث ظاهر كثير. ولو كانت الصلاة عليه واجبة عند ذكره لانكر عليهم. يعني كان ينبغي ان يقول الصحابة يا رسول الله صلى الله عليك وسلم لكن هذا لم نجده في الروايات فهذا ايضا اكثر من ان يذكر وهو دليل للقائلين بعدم الوجوب. الدليل الثاني ان الصلاة عليه لو كانت واجبة كلما ذكر لكان هذا من اظهر الواجبات ولبينه النبي عليه الصلاة والسلام لامته بيانا يقطع العلة ويحسم الخلاف وتقوم به الحجة لكننا لا نجد دليلا واحدا صحيحا ولا ضعيفا انه قال لامتي صلوا علي كل ما ذكرت عندكم ليكون ذلك دليلا على الايجاب. الوجه الثاني انه لا يعرف عن احد من الصحابة ولا التابعين ولا تابعيهم هذا القول. ولا يعرف احد منهم قال به بل قد حكي الاجماع على ان الصلاة عليه ليست من فروض الصلاة وقد تقدم بكم انه لم يقل بالوجوب الا الشافعي واحمد في احدى روايتي الاخيرة وبعض من قال بقوله من العلماء خلافا للكافة. الدليل الرابع ان الصلاة عليه عند ذكره لو كانت واجبة دائما صلى الله عليه وسلم لوجب على المؤذن في الاذان كلما قال اشهد ان محمدا رسول الله يقول صلى الله عليه وسلم وهذا غير مشروع في الاذان فظلا عن عن القول بوجوبه. لو قال قائل لكن المؤذن في نفسه سيقول صلى الله عليه وسلم هذا شيء اخر. نتكلم عن ايران ذلك جملة في الاذان لانه قد ورد ذكره فينبغي ان يكون هذا واجبا. الدليل الخامس انه كان يجب على من سمع النداء واجابه ان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم. وقد امر عليه الصلاة والسلام السامع ان يقول كما يقول يقول المؤذن فدل على جواز اقتصاره على قوله اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله فان هذا هو مثل ما يقول المؤذن الوجه السادس التشهد الاول في الصلاة اين ينتهي؟ التحيات لله والصلوات والطيبات ينتهي عند قولك واشهد ان محمدا عبده ورسوله. باتفاق ومع ذلك فقد اختلفوا هل يشرع هناك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم او لا يشرع على ثلاثة اقوال. الاول لا يشرع الا في التشهد الاخير ان يشرع على ما نسب الى الشافعي. والثالث تشرع الصلاة عليه خاصة دون اله. ولم يقل احد بوجوبها في التشهد الاول عند ذكره النبي صلى الله عليه وسلم. الدليل السابع ان المسلم عندما يعلن اسلامه بعد كفر فانه يتلفظ بالشهادتين. اشهد لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله فانه لا يحتاج الى ان يقول صلى الله عليه وسلم وجوبا فدل ذلك على انها لم تقترن بذكر اسمه. الدليل الثامن خطيب الجمع والاعياد على منابر المسلمين. لا يحتاج ان يقول صلى الله عليه وسلم في التشهد اذا تشهد في الخطبة الشهادتين. ولو كانت واجبة لوجب ان يقرنها بالشهادة. ولا تقول تكفي الصلاة عليه في الخطبة فان تلك الصلاة لا تنعطف على ذكر اسمه عند الشهادة. لا سيما اذا طال الفاصل. الدليل التاسع لو وجبت الصلاة عليه كلما ذكر لوجب على القارئ كلما مر بذكر اسمه ان يصلي عليه. يعني في القرآن. يعني تقرأ محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار هل ستقول تقطع القراءة وتقول صلى الله عليه وسلم؟ لا تقل هذا قراءة قرآن. نحن الان لو قلنا بالوجوب لوجب ان نفعل ما كان محمد ابا احد من رجالكم هل تقطع وتقول صلى الله عليه وسلم اثناء القراءة؟ سواء قلت داخل الصلاة او خارجها. لو قلت بالوجوب قبلة وجب ذلك حتى في قراءة القرآن. يقول فان الصلاة عليه لا تبطل الصلاة وهي واجب قد تعين فلزم اداؤه. ومعلوم ان ذلك لو كان واجبا لكان الصحابة والتابعون اقوم به اقوم به واسرع الى ادائه وترك اهماله. الدليل العاشر لو وجبت الصلاة عليه كلما ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم لوجب الثناء على الله عز وجل كلما ذكر اسمه. تدري لما من باب الاولى فكان يجب على كل من ذكر اسم الله ان يقول سبحانه وتعالى او ربنا عز وجل او الله جل جلاله او تبارك وتعالى او جلت عظمته او وتعالى جده ونحو ذلك. بل هذا اولى واحرى. لان تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم واجلاله ومحبته وطاعته كل ذلك تابع لتعظيم مرسله سبحانه وتعالى وما يثبت من ذلك ينبغي ان يثبت هناك من باب اولى ومحال ان تثبت المحبة والطاعة والتعظيم والاجلال لرسول الله صلى الله عليه وسلم دون من ارسله سبحانه وتعالى. بل انما يثبت ذلك تبعا لمحبة الله وتعظيم الله واجلال الله. ولهذا كانت طاعة صلى الله عليه وسلم طاعة لله. من يطع الرسول فقد اطاع الله. ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم ومحبته محبة لله. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. وتعظيمه صلى الله عليه وسلم تعظيم لله ونصرته نصرة لله فانه رسوله وعبده الداعي اليه والى طاعته ومحبته واجلاله فكيف فيصوغ ان نقول تجب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم كلما ذكر اسمه وهي ثناء وتعظيم كما تقدم ولا نقول يجب الثناء والتعظيم للخالق سبحانه كلما ذكر اسمه هذا من الخلل الذي لا تقبله المنهجية العلمية فذكر ها هنا دليلا للقائلين بعدم وجوب الصلاة عليه صلى الله عليه واله وسلم. الدليل الحادي عشر قالوا لو جلس انسان ليس له هجيرا يعني شأن ولا دأب ولا عادة. الا قوله محمد رسول الله او جلس يكرر اللهم صل على محمد وعلى ال محمد. وبشر كثير حوله يسمعون فان قلتم يجب على كل اولئك السامعين ان يظل تكرارهم للصلاة عليه صلى الله عليه وسلم طالما كرر هذا ذكر النبي عليه الصلاة والسلام او الصلاة عليه لكان هذا حرجا ومشقة وتركا لقراءة قارئهم ودراسة دارسهم صاحب الحاجة منهم ومذاكرته في العلم وتعليم القرآن وغيره. وان قلت لا تجيب عليهم الصلاة في هذه الحال نقضتم مذهبكم وان قلتم تجب عليه مرة او اكثر كان تحكما بلا دليل مع انه مبطل لقولكم هذا هو الدليل الحادي عشر. اما الدليل الثاني عشر وهو الاخير فهي ان الشهادة له بالرسالة انه رسول الله صلى الله عليه وسلم افرض واوجب من الصلاة عليه. يعني ان تقول اشهد ان محمدا رسول الله اوجب من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ومعلوم انه لا يدخل في الاسلام الا بها. يعني بالشهادة. فاذا كانت لا تجب الشهادة كلما ذكر اسمه فكيف جب ما هو اقل وجوبا منها وهو الصلاة عليه كلما ذكر اسمه. وليس من الواجبات بعد كلمة الاخلاص افرض من الشهادة له بالرسالة فمتى اقر له فهي اولى بوجوبها عند ذكر اسمه تذكر العبد بالايمان وموجبات الشهادة فكان يجب على كل من ذكر اسمه ان يقول محمد رسول الله ووجوب ذلك اظهر بكثير من وجوب الصلاة عليه كلما ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم هذان مذهبان وقولان وجيهان ولكل منهما ادلة سديدة محل نظر واعتبار كما سمعتم. ختم ابن ابن القيم رحمه الله هذا النقاش والاستدلال العلمي اللطيف بقوله ولكل فرقة من هاتين الفرقتين اجوبة من حجج الفرقة المنازعة لها بعضها ضعيف جدا وبعضها محتمل وبعضها قوي. ويظهر ذلك لمن تأمل حجج الفريقين والله سبحانه وتعالى اعلم بالصواب كان هذا هو الموطن الحادي عشر من مواطن الصلاة عليه عند ذكر اسمه صلى الله عليه واله وسلم وساسرد المواطن البقية تباعا لقصرها ومحدودية ادلتها. الموطن الثاني عشر من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه عليه وسلم عند الفراغ من التلبية. تلبية الحاج والمعتمر في النسك واورد حديث الدار قطني بسنده عن عمارة ابن خزيمة ابن ثابت عن ابيه يعني من حديث خزيمة ابن ثابت رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا فرغ من تلبيته سأل الله مغفرته ورضوانه واستعاذ برحمته من النار. قال صالح وهو في سند الحديث عن عمارة ابن خزيمة. قال القاسم بن محمد يقول كان يستحب للرجل اذا فرغ من تلبيته ان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم. الحديث في سنن الدارقطني منكر لضعف حديث بعض رواته ونكارة لفظ هذا الحديث في روايته قال ابن القيم وهذا ايضا من توابع الدعاء والله اعلم. يعني تقدم في المجلس السابق ان من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عند الدعاء وهذا منها. الموطن الثالث عشر عند استلام الحجر الاسود وحساق هنا حديث ابي ذر الهروي وهو ايضا اثر منكر ساقه بسنده عن نافع قال كان ابن عمر رضي الله عنهما اذا اراد ان يستلم الحجر قال اللهم ايمانا بك وتصديقا كتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم. ويستلمه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم. الموطن الرابع عشر من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عند الوقوف على قبره يعني عند زيارته عليه الصلاة والسلام وساق ها هنا حديث عبدالله بن دينار قال رأيت عبد الله بن عمر يقف على قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي عليه. ويدعو لابي بكر وعمر رضي الله عنهما ذكره مالك في الموطأ وقال مالك ايضا بسنده عن ابن عمر انه كان اذا اراد سفرا او قدم من سفر جاء قبر النبي صلى الله عليه وسلم فصلى عليه ودعا ثم انصرف وساق ايضا بسند ثالث فيما اخرج ابن ابي شيبة في مصنفه عن ابن عمر قال كان اذا قدم من سفر بدأ بقبر النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي عليه ولا يمس القبر ثم يسلم على ابي بكر رضي الله عنه ثم يقول السلام عليك يا ابتي يقصد عمر ترى ابن الخطاب رضي الله عنه الموطن الخامس عشر من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم اذا خرج الى السوق او الى دعوة ونحوها. وساق فمن حديث ابن ابي حاتم كما اخرج سعيد ابن منصور في سننه وابن ابي حاتم ايضا في تفسيره من حديث ابي وائل قال ما رأيت عبد الله جلس في مأدبة ولا جنازة ولا غير ذلك. فيقوم حتى يحمد الله ويثني عليه عليه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو بدعوات وان كان يخرج الى السوق فياتي اغفلها مكانا فيجلس فيحمد الله ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو بدعوات. الموطن السادس عشر اذا قام الرجل من نوم الليل وساق بسند النسائي في سننه الكبير من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال يضحك الله عز وجل الى رجل رجل لقي العدو وهو على فرس من امثل خير اصحابه فانهزموا وثبت. فان قتل استشهد وان بقي فذلك الذي يضحك الله اليه. ورجل قام في جوف الليل لا يعلم به احد فتوضأ فاسبغ الوضوء ثم حمد الله مجده وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم. واستفتح القرآن فذلك الذي يضحك الله اليه ويقول انظروا الى قائما لا يراه احد غيري. وساق في مصنف عبدالرزاق ايضا حديثا من رواية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وارضاه كان هذا هو الموطن السادسة عشر من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه واله وسلم. نختم به مجلس اليوم ليكون فيه ستة تضاف الى العشرة السابقة ويبقى في هذا الباب بقية طيبة من مواطن الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم ومرادنا من ذلك امة الاسلام ان اعيها ان نستوعبها ان نستحضرها لاجل الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. والاستكثار منها ونيل خيرات وبركاته. ووالله لو لم يكن في فضائلها وسيأتينا في المجالس المقبلة عرظ الباب المخصص بفضائلها وثمراتها. لو لم يكن فيها الا ان الله يصلي على احدنا عشر صلوات بصلاة بكل صلاة واحدة منا على نبينا صلى الله عليه وسلم. والله لو لم يكن الا هذا لكان كافيا وجديرا بكل عاقل يريد حظ نفسه يريد بصلاة ربه عليه وما صلاة الله الرحمة والثناء في الملكوت الاعلى. صلاة الله رحمة تحيط بالعبد. تنجلي الهموم وتنكشف تحقق المآرب تنال المطالب هذا ربك يصلي عليك فلو لم يكن الا ذلك لكان والله حريا ان نتلمس كل موطن تشرع لنا فيه الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لنستكثر لنستجمع لنغترف من هذا المعين العظيم. ولو لم يكن ايضا في ذلك للصلاة عليه صلى الله عليه وسلم الا ان ننال من الرحمة ونغترف من البركة وان يكون لنا شرف بنيل واجب نؤديه وفاء وحبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لكان ذلك ايضا ايها المباركون هذه ليلة الجمعة فاعمروها رعاكم الله بطاعة الله. واعلموا ان من اجل ابواب طاعة الله في هذه الليلة ان تصلوا على نبيه صلى الله عليه وسلم وتستكثروا منها فهي حسنات تتراكم واجور تتضاعف وبركة تات يضاف بعضها الى بعض فهنيئا والله وطوبى لمن شغل هذه الليلة ويوم الجمعة غدا بكثرة للصلاة السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. رزقنا الله واياكم هذا الاكثار وجعلنا في عداد المستكثرين من الصلاة والسلام على حبيبه ومصطفاه من المستكثرين بامتثال امره يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. ورزقنا الله واياكم بالصلاة والسلام عليه اعلى المراتب وسكن الفردوس وشفاعته عليه الصلاة والسلام وورود حوضه والحشر في زمرته. اللهم احيينا على الاسلام والسنة وامتنا على والسنة واحشرنا في زمرة صاحب السنة صلى الله عليه وسلم وارزقنا الهي بصحبته وشرف بركة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم تحقيق المطالب ونيل المنى وانت اكرم الاكرمين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمنا لم تنام وزدنا علما يا رب العالمين اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا. الهنا وسيدنا وخالقنا اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. فرج يا رب هم المهمومين ونفس كرب المكروبين واقضي الدين عن المدينين وارحم اللهم موتانا وجميع موتى المسلمين. اللهم انا نسألك بلطفك وقدرتك وعزتك وعظمتك ان تأذن هذا الوباء بالزوال والانكشاف. اللهم ارحم البلاد والعباد ويسر لهم يا رب عودتهم الى حياة كريمة امنة ملؤها العفو والعافية اللهم رحماك نرجو وفضلك نلتمس وكرمك نطرق بابه يا كريم. حقق لنا المطالب ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين