الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله ربي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد اخوة الاسلام. فمن رحاب بيت الله الحرام وفي ليلة مباركة هي ليلة الجمعة لا يزال هذا المجلس الكريم المبارك يتوالى منعقدا من جنبات البيت الحرام حرام وعلى مقربة من الكعبة المعظمة في هذه الليلة الشريفة المباركة في مجلس نستكثر فيه من صلاتنا وسلامنا على نبينا وحبيب قلوبنا واسوتنا وقدوتنا وشفيعنا يوم القيامة محمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اصيب بذلك بركة الزمان والمكان معا. ونحن نتلمس في ثنايا الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم كل لخير وبركة واجر وفضل وثواب فيما تقدم ذكره مرارا ونحن لا نزال نقلب صفحات من هذا السفر المبارك من كتاب الامام ابن القيم رحمه الله تعالى جلاء الافهام في فضائل الصلاة والسلام على خير الانام صلى الله عليه وسلم. تقدم بنا المجلس السابق ايها الكرام في ثنايا الباب الثالث من الكتاب الذي عقده المصنف رحمه الله لبيان المواضع والمواطن التي تشرع فيها الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. وتقدم في المجلسين السابقين بل في الثلاثة السابقة من هذا الباب تحديدا ذكر اثنين وعشرين موضعا وموطنا مع ادلتها والاثار الواردة فيها. ونتم في هذا المجلس هذه الليلة ان شاء الله تعالى ما بقي من التي ابلغها المصنف واعدها الى اربعين موضعا فيبقى لنا في هذه التتمة ثمانية عشر موضعا من المواضع التي ساقها المصنف رحمه الله مستعينين بالله. قال رحمه الله فصل الموطن الثالث والعشرون من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عند تبليغ العلم الى الناس وعند التذكير والقصص والقاء الدرس وتعليم العلم في اول ذلك واخره. يريد رحمه الله ان ما يبدأ به المعلمون والخطباء والمدرسون ومن يذكر الناس ويعظهم ومن يجلس الى تعليمهم ان يبتدأ في مجلسه ويختتمه بالصلاة والسلام على نبي الله صلى الله عليه وسلم. وهذا موضع جليل افاض فيه المصنف رحمه الله بكلام لطيف. ليس في ذلك نص من كتاب ولا سنة احدد هذا الموضع وهذا الموطن في مواطن الحياة ضمن المواضع التي تشرع فيها الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن المقام يقتضي ذلك وعموم الادلة لذلك الشواهد. قال رحمه الله فيما ساقه عن القاضي اسماعيل بن اسحاق رحمه الله تعالى وسنده صحيح. عن جعفر بن برقان قال كتب عمر بن عبدالعزيز رحمه الله اما بعد. فان اناس من الناس قد التمسوا الدنيا بعمل الاخرة. وان من القصاص قد احدثوا في الصلاة على خلفائهم وامرائهم عدل صلاتهم على النبي صلى الله عليه وسلم. فاذا جاءك كتابي هذا فمرهم ان تكون صلاتهم على النبيين ودعاؤهم للمسلمين عامة ويدعوا ما سوى ذلك. علق الامام ابن القيم رحمه الله على هذا الاثر بكلام لطيف فقال رحمه الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموطن لانه موطن لتبليغ العلم الذي جاء به ونشر في امته والقائه اليهم ودعوتهم الى سنته وطريقته صلى الله عليه وسلم. وهذا من افضل الاعمال واعظمها نفعا للعبد في الدنيا والاخرة. قال تعالى ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين. وقال تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسواء كان المعنى انا. ومن اتبعني يدعو الى الله على بصيرة او كان الوقف عند قوله ادعو الى الله ثم يبتدأ على بصيرة انا ومن اتبعني فالقولان متلازمان الى ان قال فالدعوة الى الله تعالى هي وظيفة المرسلين واتباعهم وهم خلفاء الرسل في اممهم والناس تبع لهم. والله سبحانه قد امر رسوله صلى الله عليه وسلم ان يبلغ ما انزل اليه له حفظه وعصمته من الناس. وهكذا المبلغون عنه من امته لهم من حفظ الله وعصمته اياهم بحسب قيامهم بدينه وتبليغهم له. وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم بالتبليغ عنه ولو اية. ودعا لمن بلغ عنه ولو حديثا وتبليغ سنته الى الامة افضل من تبليغ السهام الى نحور العدو. لان ذلك التبليغ يفعله كثير من الناس. واما تبليغ السنن فلا يقوم به الا ورثة الانبياء. وخلفاؤهم في اممهم جعلنا الله تعالى منهم بمنه وكرمه وهذا من انفس كلام ابن القيم رحمه الله في هذا التعليق على مثل هذا الموضع من الامور المشروعة وبيان بفضل اهل العلم ثم قال وهم يعني العلماء كما قال فيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خطبته التي ذكرها ابن وضاح في كتاب الحوادث والبدع له قال الحمدلله الذي امتن على العباد بان جعل في كل زمان في كل زمان فترة من الرسل بقايا من اهل العلم يدعون من ظل الى الهدى ويصبرون منهم على الاذى ويحيون بكتاب الله اهل العمى. كم من قتيل لابليس قد احيوه وضال قد هدوهم بذلوا دماءهم واموالهم دون هلكت العباد. فما احسن اثرهم على الناس واقبح اثر الناس عليهم يقتلونهم في سالف الدهر والى يومنا هذا فما نسيهم ربك وما كان ربك نسيا. جعل قصصهم هدى واخبر عن حسن مقالتهم فلا تقصروا عنهم فانهم في منزلة رفيعة وان اصابتهم الوضيعة. وقال ابن مسعود رضي الله عنه ان لله عند كل بدعة كيد بها الاسلام وليا من اوليائه يذب عنها وينطق بعلاماتها فاغتنموا حضور تلك المواطن وتوكلوا على الله الى ان قال رحمه الله فمتى يدرك العامل هذا الفضل العظيم والحظ الجسيم شيء من عمله وانما ذلك فضل الله يؤتيه فيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. فحقيق بالمبلغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي اقامه الله في هذا المقام ان يفتتح كلامه بحمد الله تعالى والثناء عليه وتمجيده. والاعتراف له بالوحدانية وتعريف حقوقه على عباد ثم بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمجيده والثناء عليه وان يختمه ايضا بالصلاة صلى الله عليه وسلم تسليما. الموطن الرابع والعشرون اول النهار واخره وساق في هذا حديثا لا يصح فيما اخرج الطبراني بسنده عن ابي الدرداء رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى علي حين تصبحوا عشرا وحين يمسي عشرا ادركته شفاعتي يوم القيامة. وهذا مما لا يصح وسيأتينا في هذا المجلس يا كرام وفي اخر هذا الباب من الكتاب جملة من المواضع التي لا يصح فيها دليل لكن ابن القيم رحمه الله اراد من ذلك الاستقصاء والحسرة واراد ايراد ما نقله اهل العلم في ذلك سواء ما ثبت وصح او لم يثبت فيه شيء على سبيل الحصر كما ذكرت. الموطن الخامس والعشرون عقب الذنب اذا اراد ان يكفر عنه. وهذا كالذي سبق لا يثبت فيه حديث وساق ايضا من طريق ابن ابي عاصم من حديث انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا علي فان ان الصلاة علي كفارة لكم فمن صلى علي صلى الله عليه عشرا. هذا الحديث وان لم يصح ولا يصح غيره وايضا مما اورده في هذا الفصل في هذا الموطن من حديث ابي كاهل قال يا ابا كاهل من صلى علي كل يوم ثلاث مرات وكل ليلة ثلاث مرات حبا وشوقا الي كان حقا على الله ان يغفر له ذنوبه تلك الليلة وذلك اليوم. وايضا ما ساقه من حديث ابي هريرة صلوا علي فان الصلاة علي زكاة لكم. هذه الاحاديث يا كرام. وان لم يصح منها شيء وكلها ضعيفة بل وبعضها وشديد الضعف كحديث ابي كاهد قال الذهبي اسناده مظلم. ولكن ما سبق في مجلس مضى من حديث ابي بن كعب لما قال قال يا رسول الله اني اصلي عليك فكم اجعل لك من صلاتي الى ان قال اذا اجعل لك صلاتي كلها؟ ماذا قال عليه الصلاة والسلام؟ قال اذا تكفى اهمك ويغفر ذنبك. فالاكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لا شك انها من الاسباب التي يغفر الله تعالى بها للعبد اذا تكاثرت ذنوبه مهما اقبل بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان لم يصح في هذا الموطن حديث كما مر قبل قليل. الموطن السادس والعشرون قال ابن القيم رحمه الله عند المام الفقر والحاجة وخوف وقوعه يعني سواء وقع في فقر وحاجة او كان يخشى ان يقع به الفقر والحاجة. واورد ها هنا من طريق ابي بنعيم رحمه الله من بسنده من حديث جابر بن سمرة السوائي عن ابيه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم اذ جاءه رجل فقال يا رسول الله ما اقرب الاعمال الى الله؟ قال صدق الحديث واداء الامانة. قلت يا رسول الله زدنا. قال الليل وصوم الهاجر. قلت يا رسول الله زدنا. قال كثرة الذكر والصلاة علي تنفي الفقر. قلت يا رسول الله زدنا قال من ام قوما فليخفف فان فيهم الكبيرا والعليل والظعيف وذا الحاجة. السند ظعيف ايضا في هذا الحديث الذي اخرجه الامام ابو نعيم رحمه الله تعالى. ولكنه ايضا ينضم الى ما سبق في الموطن الخامس والعشرين يشهد له حديث ابي ابن كعب في معناه اذا تكفى همك. وكفاية الهم يشمل الفقر والدين والخوف وما يهم الانسان في العموم اوله حديث ابن ابي كعب يتناوله حديث ابي ابن كعب والحمد لله. الموطن السابع والعشرون من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لم عند خطبة الرجل المرأة في النكاح. وهذا ايضا مما لا يصح فيه حديث. وبسند ضعيف جدا ذكر عن ابن عباس في تفسير ان الله وملائكته يصلون على النبي. قال يعني ان الله تعالى يثني على نبيكم ويغفر له وامر الملائكة كتب الاستغفار له ثم اثنوا عليه ثم اثنوا عليه في صلاتكم وفي مساجدكم وفي كل موطن وفي خطبة النساء فلا تنسوه وان لم يصح لكنه يدخل في عموم الخطبة التي يذكرها المرء في الامور المشروعة والمهمة ومنها خطبة النكاح. الموطن الثامن والعشرون من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند العطاس واخرج ها هنا الطبراني بسنده من حديث ابن عمر ان رجلا عطس الى جنبه فقال الحمد لله والسلام رسول الله. فقال ابن عمر وانا اقول السلام على رسول الله ولكن ليس هكذا امرنا اوليس هكذا امرنا رسول الله صلى الله عليه سلم امرنا ان نقول اذا عطسنا الحمدلله على كل حال. والحديث فيه نكارة وضعف في سنده. وروى الترمذي بسنده ان رجلا عطس الى جنب ابن عمر فقال الحمد لله والسلام على رسول الله. قال ابن عمر وانا اقول الحمد لله والسلام على رسول لا وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا ان نقول الحمدلله على كل حال. قال الترمذي هذا حديث غريب وهو ايضا منكر وقد اخرجه البخاري في تاريخه معلقا مختصرا. قال ابن القيم رحمه الله فذهب الى هذا جماعة منهم وابو موسى المديني وغيره ونازعهم في ذلك اخرون. وقالوا لا تستحب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند العطاس. وانما هو وموضع حمد الله وحده ولم يشرع النبي صلى الله عليه وسلم عند العطاس الا حمد الله تعالى. والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وان كانت من افضل الاعمال واحبها الى الله فلكل ذكر موطن يخصه لا يقوم غيره مقامه فيه. ولهذا لا تشرع الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في الركوع مثلا ولا في السجود ولا قيام الاعتدال من الركوع وتشرع في التشهد الاخير اما مشروعية وجوب او استحباب كما تقدم في ذلك اول الباب. الموطن التاسع والعشرون بعد الفراغ من الوضوء واورد ابن القيم هنا رحمه الله حديثا منكر السند في طريق ابي الشيخ في كتابه من حديث عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا فرغ احدكم من طهوره فليقل اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله ثم يصلي علي فاذا قال ذلك فتحت له ابواب الرحمة. قال هذا حديث مشهور له طرق عن عمر ابن الخطاب وعقبة ابن عامر وثوبان انا هو انس ليس في شيء منها ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الا في هذه الرواية. يعني الحديث الوارد في في الفراغ بعد الوضوء فتحت له ابواب الجنة الثمانية. حديث صحيح اخرجه الامام مسلم وعدد من اصحاب المسانيد والسنن. لكن الزيادة هنا لم ترد الا من عمر وفيها ضعف كما تقدم. الموطن الثلاثون عند دخول المنزل. واورد ابن القيم رحمه الله من طريق الامام ابي موسى المديني واستند ضعيف من حديث سهل بن سعد قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فشكى الفقر ضيق العيش او المعاش فقال له النبي عليه الصلاة والسلام اذا دخلت منزلك فسلم ان كان فيه احد او لم يكن فيه احد ثم سلم علي واقرأ قل هو الله احد مرة واحدة. ففعل الرجل فادر الله عليه الرزق حتى افاض على جيرانه وقراباته والسند ضعيف كما تقدم. الموطن الحادي والثلاثون في كل موطن يجتمع فيه لذكر الله تعالى. وذكر ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ان لله سيارة من الملائكة يعني نوعا من الملائكة التي تسير وتجوب المواضع بامر الله سبحانه اذا مروا بحلق الذكر قال بعضهم لبعض اقعدوا. فاذا دعا القوم امنوا على دعائهم فاذا صلوا على النبي صلى الله عليه وسلم صلوا معهم حتى يفرغوا. ثم يقول بعضهم لبعض طوبى لهؤلاء يرجعون مغفورا لهم. الحديث صحيح بغير هذا اللفظ لكنه هنا بهذا اللفظ منكر واصل الحديث في مسلم ان الملائكة التي تحضر مجالس الذكر وتغشاها فيما تتنزل عليه السكينة رحمة من الله. الموطن الثاني والثلاثون اذا نسي الشيء واراد ذكره واخرج من حديث ابي موسى المديني بسنده عن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا نسيتم شيئا فصلوا علي تذكروه ان شاء الله. لكن الحديث ضعيف السند كما قال الامام السخاوي في القول البديع. الموطن الثالث والثلاثون عند الحاجة تعرض للعبد اذا عرضت له حاجة وساقها هنا ايضا حديثا لا يصح وسنده ضعيف كما قال السخاوي وفيه بعض رواته منكر الحديث من حديث جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى علي مائة صلاة حين يصلي الصبح قبل ان يتكلم قضى الله له مائة حاجة عجل له منها ثلاثين حاجة واخر له سبعين. وفي المغرب مثل ذلك قالوا وكيف الصلاة عليك يا رسول الله؟ قال ان الله وملائكته ملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. اللهم صلي عليه حتى تعد مائة مرة ربما يسأل سائل فعلام ذكر هذه المواضع وذكر الاحاديث التي لا تصح سندا مع ذكر ضعفها والجواب اننا عندما نعرض كلام ابن القيم رحمه الله ومضمون ما اورده. وثانيا فانما يورد مثل هذا والتنبيه عليه لئلا يغتر بعض الا يقفوا او لا يعلموا حال الحديث صحة وضعفا فربما ساقه وظنه باب خير فينشره ويذيعه فالتنبيه عليه بيان ما يصح مما لا يصح. والاقتصار دوما على الصحيح الثابت فيه غنية عن الضعيف وما لا يثبت والتماس الاجر المثوبة في الاعمال المشروعة انما يكون بالاقتصار والاقتصاد فيما ثبتت به السنة والمشروعية من طريق يصح في بدليل الكتاب والسنة. الموطن الرابع والثلاثون عند طنين الاذن. والمراد بطنين الاذن ما يشتكي منه احيانا من صوت في داخل اذنه من صفير وطنين مزعج فاوردوا ها هنا ايضا موطنا من المواطن وفيه حديث ابن القيم رحمه الله فيما اورده ابو موسى المديني وابن ابي عاصم وغيرهم والحديث باطل واهن وهو مما يشيع بين العوام انتشر اذا طنت اذنك يقال لك صل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يذهب ذلك عنك. الحديث لا يصح ولفظه من حديث ابي يعني عن اخيه عبد الله عن ابيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا طنت اذن احدكم فليصلي علي وليقل ذكر الله بخير من ذكرني. لكنه لا يصح كما اسلفت. الموطن الخامس والثلاثون عقيب الصلوات. وساق فهنا ايضا من طريق ابي موسى المديني حكاية عن ابي بكر محمد بن عمر قال كنت عند ابي بكر ابن مجاهد فجاء الشبلي فقام اليه وساق قصة عن ابي بكر ابن مجاهد لكنها لا تصح وهي من الامور التي لا تثبت فيها حكاية من ام لا يثبت منها شيء يشرع ولا يبنى حكمه شرعي لا على المنامات والاحلام والرؤى انما تثبت الامور المشروعة بالاحاديث الثابتة وعقب الصلوات انما شرع لنا ذكر الله استغفار وتسبيح وتحميد وتكبير وقراءة ما يعلم المسلمون في ذلك من اية الكرسي وسورة الاخلاص والفلق والناس والاقتصار على ذلك يصيب به المرء ثوابا واجرا ثبتت به مشروعية في الكتاب والسنة. الموطن السادس والثلاثون عند الذبيحة ذبح الذبائح سواء كانت هديا او اضاحي او ذبيحة لحم يذبحها المسلم لبيته. قال ابن القيم رحمه الله وقد اختلف في هذه مسألة فاستحبها الشافعي رحمه الله استحب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذبح الذبيحة. ونقل عن الامام من كتاب الام القول التالي. قال رحمه الله والتسمية على الذبيحة بسم الله. فان زاد بعد ذلك من ذكر الله تعالى فالزيادة خير. ولا اكره مع تسميته على الذبيحة ان يقول صلى الله على رسول الله. بل احبه له واحب له ان يكثر الصلاة عليه كل الحالات. لان ذكر الله بالصلاة عليه ايمان بالله وعبادة له يؤجر عليها ان شاء الله تعالى من قالها. وقد ذكر عبدالرحمن بن عوف انه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم فتقدمه النبي صلى الله عليه وسلم فتبعه فوجده عبدالرحمن ساجدا فوقف ينتظر فاطال ثم رفع. فقال عبدالرحمن لقد خشيت ان يكون الله قبض في سجودك فقال يا عبد الرحمن اني لما كنت حيث رأيتني لقيني جبريل فاخبرني عن الله انه قال من صلى علي صليت عليه فسجدت لله شكرا. وقال صلى الله عليه وسلم من نسي الصلاة علي خطأ به طريق الجنة. وبسط رحمه الله اما في هذا يقول ابن القيم رحمه الله ونازعه في ذلك اخرون اي نازع الامام الشافعي في استحباب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند الذبيحة منهم اصحاب الامام ابي حنيفة رحمه الله فانهم كرهوا الصلاة عليه في هذا الموطن. ذكره صاحب المحيط وعلله بان قال لان فيه ايهام الاهلال لغير الله تعالى. واختلف اصحاب الامام احمد رحمه الله القاضي واصحابه وذكر الكراهة ابو الخطاب وقال ابن شاق لا تستحب كقول الشافعي. واحتج من كرهها بان قالوا وابو محمد الخلال باسناده عن معاذ بن جبل. رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم موطنان لا حظ لي فيهما عند العطاس والذبح وقد تقدم ان الحديث لا يثبت. الموطن السابع والثلاثون في الصلاة في غير التشهد. لانه تقدم بنا يا كرام في اول المواضع في التشهد الاخير. وفي ثاني المواضع في التشهد الاول. هنا قال في الصلاة في غير التشهد. اذا اين يكون قال رحمه الله بل في حال القراءة اذا مر بذكره. يعني اذا قرأ اية مثل محمد رسول الله ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا. وغير ذلك من المواضع المصلي عليه صلى الله عليه وسلم ونحن في الصلاة قال رحمه الله في حال القراءة اذا مر بذكره او بقوله تعالى ان الله وما ملائكته يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم. قال ذكره اصحابنا وغيرهم قالوا متى مر بذكره في القراءة قف وصلى عليه وعن الحسن البصري قال اذا مر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فليقف وليصلي عليه في التطوع يعني لا في الفريضة والسند صحيح عن الامام الحسن البصري رحمه الله. قال ونص الامام احمد رحمه الله على ذلك فقال اذا مر المصلي اية فيها ذكر النبي صلى الله عليه وسلم. فان كان في نفل صلى عليه صلى الله عليه وسلم. الموطن الثامن والثلاثون ايها الكرام بدل الصدقة تشرع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن القيم لمن لم يكن له مال فتجزء الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عن الصدقة للمعسرين. وساق هنا حديثا ايضا ضعيف السند وفي متنه نكارة ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ايما رجل لم يكن عنده صدقة فليقل في دعائه اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وصل على المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات. فانها له زكاة. ومع كون الحديث ظعيف السند الا انه وان صح فان قوله فانها له زكاة انما يفهم منها والعلم عند الله انها طهرة له لا على انها زكاة وصدقة تجزئ بدل الصدقة المشروعة وزكاة المال. الموطن التاسع والثلاثون قبل الاخير من المواطن عند النوم. واورد ابن القيم رحمه الله تعالى هنا حديثا ضعيفا جدا فيما اخرج ابو الشيخ في كتابه. قال ابو قرصافة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اوى الى فراشه ثم قرأ تبارك الذي بيده الملك ثم قال اللهم رب الحل والحرم ورب البلد الحرام ورب الركن والمقام ورب المشعر الحرام لكل اية انزلتها في شهر رمضان. بلغ رح محمد صلى الله عليه وسلم مني تحية وسلاما. اربع مرات وكل الله تعالى بها الملكين حتى يأتي محمدا صلى الله عليه وسلم فيقولان له يا محمد ان فلان ابن فلان يقرأ عليك السلام رحمة الله فيقول وعلى فلان مني السلام ورحمة الله وبركاته والحديث ضعيف. قال ابن القيم وعلة الحديث انه معروف من قول ابي جعفر الباقر وهذا اشبه والله اعلم. يعني ليس حديثا مرفوعا عن المصطفى صلى الله عليه وسلم. الموطن الاربع عند كل كلام خير ذي بال فيبتدأ بحمد الله والثناء عليه ثم بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يذكر كلامه بعد ذلك. قال اما ابتداؤه بالحمد فلما في مسند الامام احمد وسنن ابي داوود من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل كلام لا يبدأ فيه بحمد الله فهو اجزم. قال واما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فلحديث ابي هريرة كل كلام لا يذكر الله فيه فيبدأ به وبالصلاة علي فهو اقطع ممحوق من كل بركة والحديث باطل كما نبه المحقق على الكتاب الموطن الاخير في هذا الباب اثناء تكبيرات صلاة العيد ولاننا مقبلين ايضا لاننا مقبلون على صلاة عيد فهذا من المواضع التي قال فيها ابن القيم يستحب ان يحمد الله ويثني عليه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بين كل تكبيرتين من تكبيرات العيد في الركعة الاولى في السبع تكبيرات وفي الخمس في الركعة الثانية. اورد ها هنا من طريق الامام اسماعيل ابن اسحاق في كتابه بسنده من في علقمة ان ابن مسعود وابا موسى وحذيفة رضي الله عنهم جميعا. خرج عليهم الوليد بن عقبة قبل العيد يوما فقال لهم ان هذا العيد قد دنى. فكيف التكبير فيه؟ قال عبد الله تبدأ فتكبر تكبيرة تفتتح بها الصلاة وتحمد ربك وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم. ثم تدعو وتكبر وتفعل مثل ذلك ثم تكبر وتفعل مثل ذلك. ثم تقرأ ثم تكبر وتركع ثم تقوم وتقرأ وتحمد ربك وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم محمد ثم تدعو وتكبر افعلوا مثل ذلك ثم تكبروا وتفعلوا مثل ذلك ثم تكبر وتفعل مثل ذلك ثم تركع. قال حذيفة وابو موسى صدق ابو عبد رحمن يقول ابن القيم وفي هذا الحديث الموالاة بين القراءتين وهو مذهب ابي حنيفة واحدى الروايتين عن احمد وفيه تكبيرات العيد الزوائد ثلاثا ثلاثا. وهو مذهب ابي حنيفة. وفيه حمد الله والصلاة على رسوله بين التكبيرات وهو مذهب الشافعي احمد فاخذ ابو حنيفة به في عدد التكبيرات والموالاة بين القراءتين واخذ به احمد والشافعي في استحباب الذكر بين التكبيرات وابو حنيفة ومالك يستحبان سرد التكبيرات من غير ذكر بينهما. ومالك لم يأخذ به في هذا ولا في لهذا والله سبحانه وتعالى اعلم. بهذا تم كلام المصنف الامام ابن القيم رحمه الله على هذا الباب الثالث من الكتاب الذي هو مخصص لذكر المواطن والمواضع التي تشرع فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وهي كما تقدمت منذ ثلاثة مجالس وهذا رابعها انها واحد واربعون موضعا. هذا من الابواب التي تهمنا معشر المسلمين والمسلمات للدلالة على مواضع الصلاة على نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم. ويبقى في الباب ويبقى في هذا الكتاب الباب الرابع الذي سنعقد له المجالس المقبلة وهو ايضا من الابواب المهمة لنا جميعا وفيه الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم اما ان الليلة المباركة ليلة الجمعة جديرة حقيقة بان نغتنم من خيراتها وبركاته بالاكثار من الصلاة والسلام على حبيب وانسها وبهجة الارواح وسعدها نبي الهدى والرحمة. وسيد البشرية وامام الانبياء وخاتم المرسلين. وحبيب رب العالمين عالمين وشفيعنا في المحشر يوم الدين نبينا صلى الله عليه وسلم. فاقبلوا بالصلاة والسلام عليه فلن يزداد المسلم بذلك والله الا خيرا ولن يجد في حياته الا كل بركة واجر ومثوبة ورحمة من رب الارض والسماء. اغتنموا ليلتكم هذه ويوم جمعتكم غدا بكثرة الصلاة والسلام عليه فحري بنا ان نعيش سعداء وان نحيا على سنته وان نموت على سنته عسى الله ان يحشرنا جميعا في بزمرته بارك الله لي ولكم في هذه الايام العشر المباركات من ذي الحجة. وجعلنا فيها واياكم من الفائزين السابقين الموعودين بالاجر الكريم والحائزين على فضائل هذه العشر المغتنمين ببركاتها. رزقني الله واياكم علما نافعا وعملا صالحا. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين