بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى واشهد ان سيدنا ونبينا وامامنا وقدوتنا وقرة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آل بيته وصحابته وسلم تسليما كثيرا. وبعد ايها الاخوة الكرام فمن ببيت الله الحرام ينعقد ثاني مجالس مدارستنا لكتاب زاد المعادي في هدي خير العباد صلى الله عليه اله وسلم للامام ابي عبدالله محمد بن ابي بكر بن ايوب المعروف بابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في هذا اليوم ليلة الجمعة العاشر من شهر ربيع الاول سنة اربع واربعين. واربعمئة والف من هجرة المصطفى صلى الله وهو عليه واله وسلم. وهذا المجلس الثاني هو اول مجالس قراءتنا بكلام المصنف رحمه الله تعالى في الكتاب اذ تقدم في المجلس الاول تعريف بالكتاب وبمؤلفه رحمه الله تعالى وتقدم ايضا ان الامام ابن القيم رحمه الله احد اعلام امة الاسلام وائمتها الكبار. ممن رزق وسدادا وقبولا وانتشارا لعلمه رحمه الله تعالى وهو القائل رحمه الله في كتابه الاخر جلاء الافهام في فضل الصلاة والسلام على سيد الانام صلى الله عليه وسلم. قال رحمه الله لو صلى العبد على النبي صلى الله عليه وسلم بعدد انفاسه لم يكن موفيا لحقه صلى الله عليه واله وسلم. وسيأتينا في هذا الكتاب القيم زاد المعاد مزيد من التفصيل لهذه المعاني الجليلة العظيمة والنبي صلى الله عليه وسلم ونحن نتدارس هديه وسنته وسيرته انما نرجو السلوك على سنته والثبات على هديه عليه الصلاة والسلام. صلى عليك اله انت صفوته ما طيبت بلذيذ الذكر افواه وعمدوا الروح والريحان صحبته وزادهم من نمير العفو اصفاه. فاللهم صل وسلم وبارك واجعل لنا من هذه المجالس سلما للتمسك بسنته والاهتداء بهديه. بما يرضيك عنا يا ذا الجلال والاكرام. وهذا اوان الشروع في المقصود وقراءة الكتاب سائرين الله التوفيق والسداد والهداية والرشاد. والعلم والعمل الصالح والله ولي التوفيق بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسوله الامين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولنا ولوالدينا وللسامعين وبعد قال المصنف الامام شمس الدين ابو عبدالله محمد بن ابي بكر الزرعي الدمشقي المعروف بابن القيم رحمه الله في مقدمة كتابه المعروف بزاد المعاد بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين. ولا اله الا الله اله اولين والاخرين وقيوم السماوات والاراضين ومالك يوم الدين. الذي لا فوز الا في طاعته ولا اعز الا في التذلل لعظمته. ولا غنى الا في الافتقار الى رحمته. ولا هدى الا في الاستهداء بنوره ولا حياة الا في رضاه ولا نعيم الا في قربه. ولا صلاح للقلب ولا فلاح الا في الاخلاص له وتوحيد حبه الذي اذا اطيع شكر واذا عصي تاب وغفر واذا دعي اجاب واذا عومل اثاب والحمد لله الذي شهدت له بالربوبية جميع مخلوقاته. واقرت له بالالهية جميع مصنوعاته. وشهدت بانه الله الذي لا اله الا هو بما اودعها من عجائب صنعته وبدائع اياته. وسبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ولا اله الا الله وحده لا شريك له في الهيته. كما لا شريك له في ربوبيته. ولا شبيه له في ذاته ولا في افعاله ولا في صفاته. والله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا. وسبحان الله بكرة واصيلا وسبحان من تسبح له السماوات واملاكها. والنجوم وافلاكها والارض وسكانها والبحار حيتانها والنجوم والجبال والشجر والدواب والاكام والرمال. وكل رطب ويابس وكل حي ان وميت تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن. وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا. مقدمة استفتح بها الامام ابن القيم رحمه الله تعالى كتابه العظيم زاد المعاد في هدي خير العباد صلى الله عليه وسلم وهي مقدمة كما سمعتم فخمة حافلة بمعاني الاجلال والتعظيم لربنا الكبير المتعال جل في علاه هكذا هم اهل العلم قدوتهم في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم اعظم من عظم الله ومن عرف العباد عظمة الله سبحانه وتعالى وصلى الله على نبينا وسلم كان له عليه الصلاة والسلام شأن عظيم في مقام التعظيم لربه العظيم سبحانه. ودل العباد كيف يكونون اعظم العباد من منزلة كلما كانوا اكثر لله تعظيما واخباتا واجلالا وكانوا بين يديه جل جلاله اشد انكسارا وتضرعا وافتقارا علمنا عليه الصلاة والسلام ان ذكر الله وامتلاء القلب بحمده وشكره والثناء عليه من اعظم مقامات العبودية. علمنا صلى الله عليه وسلم ان امتلاء القلب باليقين بانه لا اعظم من الله في هذا الكون. ولا اكبر من كبريائه سبحانه وتعالى هي من اجل مقامات العبد في طريقه الى ربه سبحانه. وهكذا كانت حياته عليه الصلاة والسلام قولا وفعلا. اذا صلى واذا بل اذا نام واذا اكل واذا شرب وفي كل شؤون حياته كان يدل العباد. كيف يعظمون الخالق سبحانه وكيف يكون لهم في طريقهم الى الله والدار الاخرة زاد عظيم ورصيد وفير يملؤون به حياتهم وسجل بناتهم وسائر احوالهم من هذه المعاني العظيمة. مقدمة حافلة تقطر فخامة بتعظيم الله. يثني على الله ما هو اهله ويعدد من صفات الباري سبحانه وتعالى في الغنى والقيومية والعز والدوام وما شهدت له الخلائق بالربوبية وما اقرت له بالالهية وبما اودع سبحانه من عجيب الصنع وبديع الايات. ثم اني ذلك رحمه الله بالذكر الذي هو دلالة التعظيم عبدالله امعظم انت ربك سبحانه ان كان نعم فلابد وان يظهر من اثر هذا التعظيم في ذكر الله على لسانك وحلاوة ما تستصحبه من عجيب جمل السنن النبوية التي تعظم بها الله. فانظر كيف اتى بما ثبت في السنة من تسبيح والتحميد والتكبير لله عز وجل. وهو في ذلك يورد ما عظم به الاجر. ودلت السنة على ثقله في الميزان قال سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته. قال الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا. وسبحان الله بكرة بكرة واصيلا واورد الاية الكريمة تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن. وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا. الا فاشهدوا وتشهدون بما شهدت به الانبياء والرسل والملائكة الكرام عليهم السلام. بان ربنا سبحانه وتعالى واحد احد جل سبحانه عن الشبيه والنظير والمثيل ولم يكن له كفوا احد. اشهد وتشهدون شهادة عبده وابن عبده ابن امته ومن لا غنى له طرفة عين عن رحمته انه سبحانه وتعالى عظيم غاية العظمة. وان ربنا كبير اكبر من كل شيء سبحانه وتعالى. وهذا الاستهلال بهذه المقدمات بما فيها من العظمة فيها ترطيب للقلوب وتهيئة لها بالمقدم المطلوب من عظيم ما يقبل عليه المصنف رحمه الله من جزالة المعاني وجلالة الموضوع في حديثه عما يقدم له رحمة الله تعالى عليه قال رحمه الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له كلمة قامت بها الارض والسماوات وخلقت لاجلها جميع المخلوقات. وبها ارسل الله تعالى رسله وانزل كتبه وشرع شرائعه ولاجلها نصبت الموازين ووضعت الدواوين. وقام سوق الجنة والنار وبها اتقسمت الخليقة الى المؤمنين والكفار والابرار والفجار فهي منشأ الخلق والامر والثواب والعقاب وهي الحق الذي خلقت له الخليقة وعنها وعن حقوقها السؤال والحساب وعليها يقع الثواب والعقاب وعليها ونصبت القبلة وعليها اسست الملة ولاجلها جردت سيوف الجهاد. وهي حق الله على جميع العباد فهي كلمة الاسلام ومفتاح دار السلام. وصدق رحمه الله فان للكلمة العظيمة كلمة التوحيد لا اله الا الله من المعاني والفضائل والاثار في حياة العباد فضلا عما اعد لاصحابها الصادقين فيها. المخلصين عليها قائمين بها حق القيام ما اعد لهم من الفضل والاجر والذخر والثواب في الدنيا ويوم الميعاد. وما اوجز المصنف رحمه الله من عبارات مستل ومستنطق من جملة من النصوص الشرعية. قال عليها نصبت القبلة واسست الملة. ولاجلها جردت سيوف الجهاد وهي حق الله على جميع العباد. وفي الحديث الصحيح امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وفي حديث معاذ بن جبل لما قال عليه الصلاة والسلام اتدري ما حق الله على العباد؟ قال احقه ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وسائر ما اورد من الجمل ذات المعاني العظام انما هي من مجموع ما دلت عليه النصوص الكثيرة والعظيمة جدا في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهي كلمة الاسلام التي تثبت بها احكام الاسلام للعبد اذا تفوه بها. فاذا قال عبد اشهد ان لا اله الا الله فقد دخل في الاسلام بانها مفتاح قال وهي ايضا مفتاح دار السلام. فالجنة انما يدخلها اهل التوحيد الذين علموا حقيقة معنى لا اله الا الله وهي الكلمة الطيبة العظيمة التي ضرب بها المثل في كتاب الله المتر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها. كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله وعنها يسأل الاولون والاخرون. يعني عن كلمة التوحيد لا اله الا الله فلا تزول قدما العبد بين يدي الله تعالى حتى يسأل عن مسألتين. ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا اجبتم المرسلين هذان السؤالان واردان في كتاب الله ويوم يناديهم فيقولوا ماذا اجبتم المرسلين وايضا عما كانوا يعبدون ورد في اكثر من اية في كتاب الله. وقول المصنف لا تزول قدم العبد حتى يسأل عن هاتين المسألة هذا من اثر لبعض السلف اخرجه الامام الطبري رحمه الله عن الامام ابي العالية الرياحي رحمه الله قال يسأل العباد عن خلتين يوم القيامة. عما كانوا يعبدون وعما اجابوا المرسلين فعما كانوا يعبدون هو شهادة ان لا اله الا الله. وماذا اجبتم المرسلين هو مقتضى شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وعنها يسأل الاولون والاخرون فلا تزول قدما العبد بين يدي الله تعالى حتى يسأل عن مسألتين. ماذا كنتم بدون وماذا اجبتم المرسلين؟ فجواب الاولى بتحقيق لا اله الا الله معرفة واقرارا وعملا. وجواب الثانية بتحقيق ان محمدا رسول الله معرفة واقرارا وانقيادا وطاعة فاشهد ان محمدا عبده ورسوله وامينه على وحيه وخيرته من خلقه وسفيره بينه وبين عباده المبعوث بالدين القويم والمنهج المستقيم. ارسله الله رحمة للعالمين واماما للمتقين. وحجة على الخلائق اجمعين ارسله على حين فترة من الرسل فهدى به الى اقوم الطرق واوضح السبل. وافترض على العباد طاعته وتعزيره وتوقيره ومحبته والقيام بحقوقه وسددون جنته الطرق فلم يفتح لاحد الا من طريقه. فشرح له صدره ورفع له ذكره. ووضع عنه وزره وجعل الذلة والصغار على من خالف امره. صلى الله عليه واله وسلم. جعل الله على العباد طاعته فرضا مع التعزير والتوقير والمحبة والقيام بسائر الحقوق. وذلك معنى عظيم هي جملة موجزة لعل بيانها جل وما تقدم معنا في الكتاب العظيم الشفاء بتعريف حقوق المصطفى. صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك ما جاء في بعض ايات القرآن انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه فالايمان والتعزير والتوقيع مما ذكر في هذه الاية. فامنوا بالله ورسوله النبي الامي. ومثل قوله تعالى واتبعوه لعلكم تهتدون في جملة مما تقدم من الحقوق. قال فشرح الله صدره ورفع ذكره. ووضع وزره وجعل الذلة والصغار على من خالف امره عليه الصلاة والسلام. وقال في هذه الجملة العظيمة سددون جنته الطرق فلم يفتح لاحد الا لمن طريقه عليه الصلاة والسلام. ومعنى ذلك يا كرام انه لا يدخل عبد الجنة يوم القيامة الا من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولو تعبد لله اناء الليل واطراف النهار ما لم تكن عبادته على مقتضى ما جاء به المصطفى عليه الصلاة والسلام وهذا الفارق الكبير بين اهل الاتباع للسنة المتمسكين بها المتقفين بهدي النبوة الثابتين على الحق وبين من زاغت بهم الاهواء. ومن ضلت بهم البدع ومن انزلقت اقدامهم في مهاوي الابتداع عن السنن انه لا يدخل احد الجنة الا من طريقه عليه الصلاة والسلام. ومن هنا قرر اهل العلم ان العبادة لها ركنان لا تقبل لا بهما اولهما الاخلاص لوجه الله الكريم فالرياء واشراك مع الله عز وجل في العمل يعود به صاحبه خيبة وخسارا. والركن الثاني الاتباع للسنة. والمقصود بها ان تكون العبادة واقعة موقع ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام من الصفة والهيئة والكيفية. وكل عبادة لا تلتزم السنة فانما هي على احداث وابتداع وصاحبها ايضا مردود عليه عمله. وقد قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود كما قال صلى الله عليه وسلم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله ففي المسند من حديث عبدالله بن عمر انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له. وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل قلة والصغار على من خالف امري. ومن تشبه بقوم فهو منهم وكما ان الذلة مضروبة على من خالف امره فالعز لاهل طاعته ومتابعته. قال تعالى ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين. وقال تعالى ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين. وقال تعالى فلا تهنوا وتدعو الى السلم وانتم الاعلون. فلا تهنوا وتدعوا الى السلم وانتم الاعلون والله معكم. العزة في كتاب الله انيطت بان يكون صاحبها على طريق العبودية لله والاتباع والاقتفاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم. اسمع الله ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين. وهذا على سبيل الحصر فقدم الجار والمجرور ان لله لا لغيره العز وعطف على ذلك لرسوله صلى الله عليه وسلم ثم عطف عليهما ثالثا اهل الايمان قال وللمؤمنين. فلا عزة الا في هذا فيما حصر في كلام الله. وقوله تعالى ولا تهينوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون. فعلام يصيب المؤمن وهن او حزن هو في المكان العالي بنص كلام الله لكنه بالقيد المذكور في الاية. ان كنتم مؤمنين ومثلها الاية الاخرى في سورة محمد صلى الله عليه وسلم فلا تهينوا وتدعو الى السلب وانتم الاعلون. ليس المؤمن الذي يرضى بالدنية ويتنازل ويقبل الهوان. والله عز وجل قد رفع شأنه وجعل له العزة واعلاه على سائر اطياف بني البشر. وانتم الاعلون والله معكم ولن يتركم اعمالكم. هذا يؤكد لك ان العزة التي ينشدها اهل الايمان انما تكون في طاعة الله واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا عزة في ذلك فاذا تنكب العباد هذا الطريق فقد خلعوا بايديهم رداء العزة اختيارا من انفسهم ومن خلع رداء العزة فعليه ان يقبل بالذل والهوان والصغار. لا محالة. فاما عزة يرتديها اهل الاسلام بطاعة الله واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم. واما الاخرى عياذا بالله تنكب الطريق وتعدي حدود الله ومخالفة امره والبعد عن سنة رسوله عليه الصلاة والسلام وقد سمعتم في الحديث الذي روى عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما قال وجعل الذلة والصغار على من خالف امري. هذه الذلة والصغار فرض على كل من تنكب طريق السنن. فيا امة الاسلام لندرك انه بمخالفة السنن والابتعاد عنها مع ما فيه من الحرمان من الاجر والبعد عن التوفيق والخيبة التي تقع فيها الامة والوحل الذي تغرق فيه فانها تقود نفسها الى حتفها بايديها. وتمشي في طريق الهلاك اكو الردى يقول وجعل الذلة والصغار على من خالف امري. فلا عزة والله ولا قيام لامة الاسلام ولا ارتفاع لشأنها ولا مخرج لها من مسارب الذل والهوان ومسالك التيه الذي هي فيه الا بان تعود بان تتمسك بالسنن فانها مخرج نجاة وان تعود الى اتباع رسول الله عليه الصلاة والسلام فانها طريق الفلاح والعز والسؤدد في الدنيا وفي الاخرة. وهذا منطوق الايات الكريمة ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ان كنتم تعلمون. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله وقال تعالى يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين اي الله وحده كافيك وكافي اتباعك فلا تحتاجون معه الى احد. وهنا تقديران احدهما ان تكون الواو عاطفة لمن على الكافر مجرورة. ويجوز عطف على الضمير المجرور بدون اعادة الجار على المذهب المختار. وشواهده كثيرة وشبه المنع منه واهية. قول الله عز قيل في سورة الانفال خطابا لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. يا ايها النبي حسبك الله ما معنى حسبك الله الله كافيك يكفيه بماذا بمعيته ونصره وتأييده ورزقه وكل شيء يراد في الدنيا وفي الاخرة فتبتغى فيه الكفاية من الله وحده. حسبك الله ومن اتبعك اي يا ايها النبي حسبك الله وحسب من اتبعك ايضا من المؤمنين يريد المصنف رحمه الله ان يقول يا امة الاسلام ان اردتم النصر والعز والتأييد والكفاية. وان يكون الله عز وجل حسبكم في هذه الحياة فانها في الاية ومن اتبعك والخطاب لرسول الله عليه الصلاة والسلام فدلت الاية على ان الله انما يكون حسيبا لمن بمن اتبع رسول الله عليه الصلاة والسلام. يا ايها النبي حسبك الله وهذا الشرف له عليه الصلاة والسلام وتخصيصه من بين الامة بافراده بالذكر عنها لجلالة قدره عليه الصلاة والسلام. ولانه نبي الامة وامامها او قائدها صلوات الله وسلامه عليه. يا ايها النبي حسبك الله هذه لرسول الله عليه الصلاة والسلام ومن اتبعك هذه لي ولك ولكل مسلم بشرط ان ينطبق عليه الوصف ومن اتبعك من المؤمنين فالله حسبك يا رسول الله وهو حسب من اتبعك ايضا. فاما من لم يتبع رسول الله عليه الصلاة والسلام وخالف سنته وفارق هديه وابتعد عن المسير خلف رسول الله عليه الصلاة والسلام فانه قد حرم نفسه بنفسه وخرج من الاية من تلقاء ذاته. لان الاية تقول حسبك الله وحسب من اتبعك من المؤمنين ثم يستطرد المصنف رحمه الله في فوائد تتعلق بتفسير الاية ومعناها. حسبك الله وحسب من اتبعك. فتكون الواو هنا واو عطف والاسم الموصول الواقع بعدها من اتبعك يراد به عطف على كاف الضمير في قوله حسبك. يعني يا ايها النبي حسبك الله وحسب من اتبعك فتكون من هنا في محل جر لان الكاف كاف الضمير في قوله حسبك مجرورة بالاضافة فتقال في اعرابها ان اسم مبني على السكون في محل مجربين عطفا على الكاف في في قوله حسبك. قال المصنف رحمه الله ويجوز العطف على الضمير المجرور بدون عادت الجار على المذهب المختار. يعني لا حاجة ان يقول حسبك الله وحسب من اتبعك لان بعض مذاهب اهل النحو ترفض هذا العطف ان لا يعطف الاسم على الضمير الا اذا اعيد العامل. قال رحمه الله وشواهده كثيرة وشبه المنع منه وهي ولانه اشار الى الخلاف النحوي في المسألة قال على المذهب المختار. فان النحات في مسألة العطف على الضمير على ثلاثة مذاهب اولها مذهب جمهور البصريين من النحاة انه يجب اعادة الجار. يعني لا يجوز العطف هكذا بل يشترط ان يعاد حرف الجر او المضاف الذي تحصل به الاضافة. فعلى هذا ينبغي ان يكون لو كان في غير الاية الكريمة لا يصح اعتباره مجرورا الا اذا قلت حسبك الله وحسب من اتبعك. والا فابحث عن اعراب سوى هذا. هذا مذهب جمهور البصريين انه يجب اعادة الجار ولا يجوز عطف الضمير هكذا. والثاني من المذاهب مذهب الكوفيين من النحى وتابعهم بعض آآ نحات البصرة يجوز ذلك مطلقا. فقوله حسبك الله ومن اتبعك هو الذي اشار اليه المصنف بقوله على ذهبي المختار. اما المذهب الثالث بالتفصيل انه ان اكد الضمير جاز العطف من غير اعادة الخافض نحو قولك ما بك انت وزيد. والا فلا يجوز الا للضرورة. الكوفيون الذين جوزوا ذلك وقال المصنف على المذهب المختار بجملة مما وقع في النصوص الشرعية في جواز العطف على الضمير المجرور في مثل قوله تعالى في سورة النساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام على قراءة حمزة رحمه الله فانه قرأ والارحام عطفا على الضمير في قوله به. واتقوا الله الذي تساءلون به اي وبالأرحام فالقراءة ها هنا عطف فيها الاسم وهو الارحام على الضمير في قوله به وهي قراءة الامام حمزة من القراءات السبع المتواترة لذلك في الاية واعرابها جدل كثير بين النحات بناء على الخلاف في هذه المسألة. ومنه ايضا قوله تعالى ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن هنا الضمير الذي ربط بحرف الجر فيهن وهو نون النسوة. قال وما يتلى عليكم اي يفتيكم فيهن وفيما يتلى عليكم. وقوله هما هو العطف الذي وقع به الخفظ على الضمير في قوله تعالى فيهن. ومنه قوله تعالى لكن الراسخون في العلم منهم مؤمنون يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك والمقيمين الصلاة ايضا فقوله المقيمين في احد اوجه الاعراب في وضع خفض بالعطف على الكاف في قوله اليك. ومنه ايضا قوله صلى الله عليه واله وسلم انما مثلكم واليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا الى اخر الحديث. فخفض اليهود عطفا على الضمير في قوله انما مثلكم ذلك كما قال المصنف رحمه الله كثيرا وشبه المنع منه واهية. فاذا قوله في الاية حسبك الله ومن اتبعك اي هو ايضا حسب من اتبعك ويكون اعرابها كما سمعتم قبل قليل احسن الله اليكم قال الامام ابن القيم رحمه الله والثاني ان تكون الواو واو مع وتكون من في وتكون من في محل نصب في محل نصب عطفا على الموضع. فان حسبك في معنى كافيك اي الله يكفيك ويكفي من اتبعك. كما تقول العرب حسبك وزيدا درهم قال الشاعر اذا كانت الهيجاء وانشقت العصا فحسبك والضحاك سيف مهند وهذا اصح التقديرين. هذا التقدير الثاني في اعراب الاية. قال ان تكون الواو واو المعية. وواو المعية تجعل ما بعدها منصوبا بالمفعول معه فمعنى الاية يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك اي مع من اتبعك وعادة يعرب ما بعد واو المعية منصوبا لانه احد المفعولات التي تنصب. قال في محل نصب عطفا على الموضع فان حسبك بمعنى كافيك. اي الله يكفيك ويكفي من اتبعك. قال وهذا ايضا يقع له شواهد كمثلهم في كلام العرب حسبك وزيدا درهم فما الذي نصب زيدا؟ قال لانه معطوف على المعية اي حسبك ومعك زيد درهم واحد يعني يكفيكم ومنه والشاعر اذا كانت الهيجاء يعني الحرب والامر والشديد والبأس اذا كانت الهيجاء وانشقت العصا فحسبك والضحاك حاكي اسم رجل حسبك واياه سيف مهند يعني سيف حسامي قتال يكون كاف لك وللضحاك فجعله منصوبا قال المصنف هذا اصح التقديرين. فاما ان تجعل قوله ومن اتبعك وهو عطف ويكون ما بعدها مجرورا بالعطف في موضع الخف او تكون الواو للمعية وما بعدها في محل نصب مفعول معه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وفيها تقدير ثالث ان تكون من في موضع رفع بالابتداء اي ومن اتبعك من المؤمنين فحسبهم الله هذا التقدير الثالث يا ايها النبي حسبك الله فيكون المعنى هنا تاما انتهى جملة يعني لفظا واعرابا ثم يكون بعدها قوله ومن اتبع الواو ابتدائية وليست عاطفة ولا وامعية فيكون من هنا في محل رفع على الابتداء فاين الخبر؟ سيكون محذوفا يحتاج الى تقدير. ومن اتبعك من المؤمنين ما بهم. اي فالله ايضا حسبهم وكافيهم وتعالى. قال هذا يوم تقدير ثالث. فاجتمع لك في الاعرام في قوله ومن اتبعك ثلاثة اوجه. النصب والخفظ والرفع والذي صححه المصنف رحمه الله واختاره النصب على انه مفعول معه والله اعلم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله وفيها تقدير رابع. وهو خطأ من جهة المعنى. وهو ان تكون من في موضع رفع على اسم الله ويكون المعنى حسبك الله واتباعك. هذا التقدير الرابع الذي سيفنده المصنف رحمه الله ويبين وجه الخطأ منقول عن بعض اهل العلم قالوا يا ايها النبي قالوا ان الاية يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك فيكون من اتبعك عطفا على لفظ الجلالة اي يا رسول الله حسبك الله وحسبك اتباعك من اهل الايمان لماذا قال هو خطأ محض قال لانه لا حسيب الا الله ولا تبتغى الكفاية الا من الله وان قاله بعض اهل العلم على ان الحسب هنا بمعنى النصرة والتأييد فالله عز وجل ايده باهل الايمان ونصره بهم سبحانه وتعالى. فيكون حسبك الله على معنى الحقيقة ومن اتبعك ايضا حسبك يا رسول الله على معنى المجاز بان يكونوا سببا تتحقق بهم النصرة. ومع ذلك قال المصنف وهو خطأ من جهة معنى ولهذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال ومن ظن ان معنى الاية حسبك الله والمؤمنون فقد غلط عظيما من وجوه كثيرة. وذكر رحمه الله في غير موضع الرد على مثل هذا الوجه. وان كان هذا القول قال به بعض الائمة الكبار كمجاهد من مفسرين والكسائي من النحويين والقراء لكنه وجه ضعفوه بما سمعت وما سيذكره المصنف بعد قليل وفيها تقدير رابع وهو خطأ من جهة المعنى. وهو ان تكون من في موضع رفع عطفا على اسم الله. ويكون المعنى حسب الله واتباعك وهذا وان قاله بعض الناس فهو خطأ محض لا يجوز حمل الاية عليه فان الحسب والكفاية لله وحده كالتوكل والتقوى والعبادة. قال تعالى وان يريدوا ان يخدعوك فان بكى الله هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين ففرق بين الحسب والتأييد فجعل الحسب له وحده وجعل التأييد له بنصره وبعباده. نعم وهذا واضح وان يريدوا ان يخدعوك فان حسبك الله فقط. وما قال والمؤمن قال هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين فجعل التأييد بنصره سبحانه مع التأييد بالعباد. نعم التأييد يكون منه سبحانه حقيقة واصلا ويكون من عباده واهل الايمان والنصرة بامر الله سبحانه وتعالى سببا لكن الحسم جعله لنفسه وحده فقط سبحانه وتعالى. قال فان حسبك الله ويريد المصنف رحمه الله ان يستدل على ان الحسب ما وقع في القرآن الا منسوبا الى الله وحده سبحانه وتعالى احسن الله اليكم قال رحمه الله واثنى سبحانه على اهل التوحيد من عباده. حيث افردوه بالحسب. فقال تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا. وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. ولم يقولوا حسبنا الله الله ورسوله. فاذا كان هم فاذا كان هذا قولهم ومدح الرب تعالى لهم بذلك. فكيف يقول لرسوله الله باعوا الله واتباعه فحسبك واتباعه قد افردوا الرب تعالى بالحسب ولم يشركوا بينه وبين رسوله فيه فكيف يشرك بينهم وبينه في حسب رسوله هذا من امحل المحال وابطل الباطل. في غزوة حمراء الاسد لما حمى الله ونصر اهل الاسلام بعد ما حصل من المخالفة وقد رجع كفار قريش عن غزو عن احد بعد الغزوة ورجع المسلمون ومن معهم اه من اهل الايمان وامامهم رسول الله عليه الصلاة والسلام وقد دفنوا في ساحة احد سبعين شهيدا فرجعوا مثخنين بالقتل والجراح وما حل بهم من الابتلاء الذي اراده الله عز وجل لحكمة يعلمها. فما ان بلغوا المدينة اتحدى جاء الامر الالهي بالتوجه الى حمراء الاسد حيث همت قريش بالعودة. وهناك استنفر النبي عليه الصلاة والسلام اصحابه بالعودة الى غزوة حمراء الاسد. وفيه نزلت اواخر سورة ال عمران في قوله سبحانه وتعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون. الى قوله تعالى الذين قال لهم ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا. فانطلقوا رضي الله عنهم ممتثلين امر الله. وامر رسول الله عليه الصلاة والسلام الى حمراء الاسد فكفاهم الله عز وجل القتال. قال فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم. فامتثلوا الامر وحصلوا على الاجر وحماهم الله عز وجل. الشاهد في هذا السياق ان الله لما اثنى عليهم قال الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم يعني قريش وارادت العودة للقتال بما يخشى منه الفتك بهم الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم قال فزادهم ايمانا. وقالوا حسبنا الله فقط ونعم الوكيل. يقول اذا كان هذا ثناء الله على الصحابة بما الهمهم من هذه العبارة العظيمة في التوكل على الله وتفويض الامر اليه وتعليق القلوب به واستنزال النصر من لدنه سبحانه. اذا كان هذا من عند الله ثناء على الصحابة. افتظن ان هؤلاء وهم دون رسول الله عليه الصلاة والسلام بلا شك. يبلغون تلك المرتبة ثم الله لنبيه يا ايها النبي حسبك الله واتباعك اتباعه افرد الله بقولهم حسبنا الله. قال رحمه الله اتباعه افردوا الرب بالحسب ولم يشركوا بينه وبين رسوله فيه. فكيف يشرك بينهم وبينه في حسب رسوله؟ قال هذا من بحال المحال وابطل الباطل كما قال رحمه الله احسن الله اليكم. قال رحمه الله ونظير هذا قوله سبحانه ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون. فتأمل كيف جعل الايتاء لله ولرسوله كما قال تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وجعل الحسب له وحده فلم يقل وقالوا حسبنا الله ورسوله بل له خالص حقه كما قال انا الى الله راغبون. ولم يقل والى رسوله. بل جعل الرغبة اليه وحده. كما قال فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب. فالرغبة والتوكل والانابة والتحسب لله وحده. كما ان والتقوى والسجود والنذر والحلف لا يكون الا له سبحانه وتعالى. اذا هو تأكيد على ان جعل العبد ربه سبحانه وتعالى حسيبا هو من اجل اعمال القلوب التي لا تنبغي ان تكون الا لله كالتوكل والاستعانة. فلا يقول عبد انا اتوكل على الله وعلى غيره ولا وجه لتخريج ذلك ولا مجازا. فلا تقول انا اتوكل على الله حقيقة. واتوكل على غيره سببا او مجازا. ما يقال هذا التوكل على الله فقط واما الاخذ بالاسباب فهو اخذ لا توكل هو اخذ بالاسباب وسعي بها وليس توكلا بمعنى انعقاد القلب عليها ثقة وركونا ويقينا. هذا الفرق قال كذلك الحسم لا يكون الا من الله. فاذا هي من جملة اعمال القلوب كالتوكل والرغبة والانابة التي لا تكون الا يؤكد المصنف رحمه الله ان التأويل في الاية الكريمة على وجه ممن قال به وان كانوا من اجلة العلماء كمجاهد والكسائي والفراء رحم الله الجميع الا انه مرجوح بما ذكر رحمه الله من المعاني ومن وجوه الاستدلال وانتم تلاحظون ففي مثل هذا الموضع وفقكم الله منهجية علمية اتسم بها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم رحمه الله ايضا. وهي اطراد في بعض المواضع العلمية وان كانت خارج السياق فيما هو بصدد الحديث عنه. من باب اتمام الفائدة وتقريرها ولو استغرق ذلك احيانا صفحات حتى يظن من لا عهد له بطريقتهم انه خروج عن صلب الموضوع لكنها مبثوثة كثيرا في كتب هؤلاء الائمة الاعلام رحمهم الله تعالى. وهو ان كان من جهة تحرير للمسألة فراء لها بالفوائد وافادة لطالب العلم وقارئ الكتاب فانها من جهة اخرى دلالة على سعة العلم. وغزارة بحره هم رحمهم الله فان احدهم اذا تناول قضية اشبعها بحثا. واذا اتى الى مسألة استغرق في الالمام بها والاحاطة بها من كافة في جوانبها ولهذا فان من يقرأ كتب هؤلاء الائمة ويتتلمذ على التعلم بما فيها يرث مع الايام ويكتسب قدرا عظيما من الفهم والتحصيل والتأصيل العلمي المنهجي المتين. فرحمهم الله ورحم سائر علماء المسلمين وجزاهم خير ما جزى اهل العلم عن امة الاسلام احسن الله اليكم قال رحمه الله ونظير هذا قوله تعالى اليس الله بكاف عبده والحسب هو الكافي اخبر سبحانه انه وحده كاف عبده. فكيف يجعل اتباعه مع الله في هذه الكفاية؟ والادلة الدالة على بطلان هذا التأويل الفاسد اكثر من ان تذكر ها هنا. والمقصود ان بحسب متابعة الرسول تكون العزة والكفاية النصرة كما ان بحسب متابعته تكون الهداية والفلاح والنجاة. هذا كلام مهم يا امة الاسلام الان تقرر معنا ان من ابتغى العزة فلا يجدها الا في طاعة الله واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومرت بك الشواهد ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين فلا تهينوا ولا تحزنوا وانتم الاعدو ان كنتم مؤمنين. وقوله صلى الله عليه وسلم وجعل الذلة والصغار على من خالف امري. هذا كلام اذا فهمت هذا رعاك الله فافهم انه كلما ازداد العبد ثباتا على الطاعة وتمسكا بالسنة ازداد عزا ولا بد عزا في الدنيا وفي الاخرة وكلما ابتعد خسر من ذلك العز بقدر ما يبتعد وستكون العزة المكتوبة للعبد في نفسه وللامة في مجموع افرادها بحسب اتباعها لرسول الله. صلى الله عليه وسلم فكلما توفر في الامة من شروط تحقيق هذا العز نالت من العز تحقيقا لوعد الله ولذلك فقد كانت عصور صدر الاسلام. بدءا بالخلافة الراشدة. فمات لها كانت من ازهى عصور الاسلام عزة مع انها ربما كانت من اقل عصور الاسلام امتلاكا لاسباب القوة المادية المحسوسة لكنها العزة التي كتبها الله. فاورثها الهيبة وقذف في قلوب اعدائها الرعب فالعزة انما تنال بهذا تحقيقا لوعد الله. قال والمقصود انه بحسب متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم. تكون العزة والكفاية والنصرة. كما انه بحسب متابعته تكون الهداية والفلاح والنجاة من اراد الاستكثار من هذه المعاني؟ من هذه الابواب من الخير. فلاح وهداية ونجاة وعزة وكفاية ونصرة من اراد الاستزادة فليستزد من تمسكه بطاعة الله واتباع رسول الله. صلى الله عليه واله وسلم. هذا لا يقال قال تجربة واختبارا بل يقال تحقيقا وتقريرا لما نطقت به النصوص وشهدت به الادلة وعاشته الامة ايضا في تاريخه القريب والبعيد. لا عزة للاسلام الا في الطريق الذي جعله الله عز وجل سلما للعز ترتقي به هذا قال امير المؤمنين عمر الفاروق رضي الله عنه نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله لا يرفع في الامة رأس ولا يكتب لها شأن ولا يحفظ لها بين الامم مقام. ولا ترث الهيبة ولن تبلغ الريادة. ما لم تعرف هذا المنطلق وتعود اليه وتتمسك به ثم تبني حضارتها وشأنها كله على هذا المنطلق ولا يعني هذا عدم الاخذ باسباب القوة والنصر والتمكين والمنافسة ومزاحمة الامم في اسباب الحضارة والتمكن والقوة بل هذا مطلوب وهو من جزء مما دلت عليه السنة والكتاب في التمسك باسباب القوة والاخذ بها. لكن المقصود انه عندما تتنكب الامة هذا الطريق وتبتعد عن سنة وهدي رسولها وامامها نبي الله صلى الله عليه وسلم فانها لن تجني سوى الذلة والصغار كما قال عليه الصلاة والسلام احسن الله اليكم. قال والمقصود ان بحسب متابعة الرسول تكون العزة والكفاية والنصرة كما ان بحسب متابعة كما ان بحسب متابعته تكون الهداية والفلاح والنجاة فالله تعالى علق سعادة الدارين بمتابعته وجعل شقاوة الدارين في مخالفته. فلاتباعه الهدى والامن الفلاح والعزة والكفاية والنصرة والولاية والتأييد. وطيب العيش في الدنيا والاخرة ولمخالفيه الذل والصغار والخوف والضلال والخذلان والشقاء في الدنيا والاخرة وقد اقسم صلى الله عليه وسلم بانه لا يؤمن احد حتى يكون هو احب اليه من نفسه وولده ووالده والناس اجمعين. نعم كما في حديث الصحيحين اخرجه البخاري عن عمر ومسلم عن انس رضي الله عنهم جميعا. قال عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين. هذا قسم وتأكيد على معنى عظيم ان الايمان لا حققوا الا بارتقاء معنى المحبة التامة المقدمة في القلب على حب كل محبوب ولد ووالد والناس اجمعين صلى الله عليه واله وسلم واقسم الله سبحانه بانه لا يؤمن من لم يحكمه في كل ما تنازع فيه هو وغيره. ثم يرضى بحكمه ولا يجد في نفسه حرجا مما حكم به. ثم يسلم له تسليما وينقاد انقيادا. يشير الى الاية الكريمة في سورة النساء فلا ورب قسم اقسم الله سبحانه وتعالى بذاته العلية فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ليس فقط مجرد التحكيم لا ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ليس يكفي مجرد التحاكم والاخذ بما دلت عليه الشريعة لا يعني ربما تحاكم عبد الى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وامتثل الحكم لكن يبقى في نفسه ضيق وحرج وغضاضة وشيء من التذمر والسخط هذا لا يحقق المراد حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت يعني تمام الرضا وانتزاع كل شائبة من النفس يكون فيها ادنى قدر من الاعتراض والتذمر والتسخط. ولا يكفي ذلك بل قال ويسلموا ديما الاسلام استسلام وانقياد تام ويسلموا تسليما بكل ما في معنى الاية الكريمة من التحاكم الى كتاب الله والى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم احسن الله اليكم. قال ابن القيم رحمه الله وقال تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان تكون فلهم الخيرة من امرهم. هكذا ظبط المصنف رحمه الله الاية الكريمة ان تكون بالتأنيث وهي ايضا قراءة صحيحة قرأ بها نافع وابن كثير وابو عمرو من بين القراء السبعة وانما كتب المصنف رحمه الله الاية بالتأنيث ان تكون لهم الخيرة من امرهم على قراءة الامام ابي عمرو البصري التي كانت سائدة في ديار الشام مدة من الزمان قبل ان تنتشر رواية حفص في عموم بلاد الاسلام. فربما وجدت في كلام الائمة وكتب بهم وتأليفهم كثيرا من مواضع الايات بقراءة الامام ابي عمرو في تلك الحقبة من الزمان. نعم فقطع سبحانه وتعالى التخيير بعد امره وامر رسوله. فليس لمؤمن ان يختار شيئا بعد امره صلى الله عليه وسلم بل اذا بل اذا امر فامره حتم وانما الخيرة في قول غيره اذا خفي امره وكان ذلك الغير من اهل العلم به وبسنته. فبهذه الشروط يكون قول غيره سائغ الاتباع لا واجب الاتباع. نعم شتان بين التحاكم والنظر والوقوف امام قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكمه وبين الوقوف امام قول اي قائل في الامة من بعده اي عالم ائمة الاسلام وعلماؤه العظام حتى الصحابة الكرام رضي الله عنهم فيما هي من مسائل الحكم والاجتهاد مما لا يأخذ حكم التوقيف انما هو كما قال المصنف يكون السائغ الاتباع ما واجب الاتباع يعني قول ابن مسعود وابي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عن الجميع فضلا عن ان يكون قول من جاء من بعدهم كابي حنيفة ومالك والشافعي واحمد رحم الله الجميع. كل اولئك ليسوا ليسوا في الامة في مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم. مهما بلغوا من التعظيم والاحترام والاجلال التقديم واتباع الامة لهم لكنه اتباع سائغ لا واجب. اما اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتباع واجب يلزم العباد ويأثمون بمخالفته. قال رحمه الله وانما الخيرة في قول غيره اذا خفي امره بهذا القيد قال وكان ذلك الغير من اهل العلم به وبسنته. فيكون قول غيره سائغ الاتباع لا واجب الاتباع. نعم فلا يجب على احد اتباع قول احد سواه. بل غايته انه يصوغ له اتباعه. ولو ترك الاخذ بقوله لم يكن عاصيا لله ورسوله فاين هذا ممن يجب على جميع المكلف على فاين هذا ممن يجب على جميع المكلفين اتباعه ويحرم عليهم مخالفة ويجب عليهم ترك كل قول لقوله. فلا حكم لاحد معه ولا قول لاحد معه كما لا تشريع لاحد معه وهذا الاصل العظيم الذي وجدناه في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. في مثل قوله تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون او ان تكون لهم الخيرة من امرهم لا خيار لك عبد الله. اذا امرك الله وامرك رسول الله عليه الصلاة والسلام فلا محل لان تختار ليس امامك الا شيء واحد ان تؤمن وتقبل وترضى وتعمل ما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ولهذا جاء ايضا في سورة النور انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا انا واولئك هم المفلحون. ايضا لا خيار. هو السمع والطاعة لا غير. هو الامتثال بل جاء النهي عن محاولة التقديم لاي شيء امام امر الله وامر رسوله عليه الصلاة والسلام. يا ايها الذين امنوا لا تقدم بين يدي الله ورسوله لا تقدموا ايش ما ذكر المفعول في الاية لا تقدموا قال اهل العلم حذف المفعول لقصد العموم لا تقدموا رأيا ولا حكما ولا عادة ولا اي شيء لا تقدموا اي شيء بين يدي الله ورسوله واتقوا الله ان الله سميع عليم. وهذا ايضا جاء التقرير في حق رسول الله عليه الصلاة والسلام وما اتاكم الرسول فخذوه بتمامه لا خيار لكم وما نهاكم عنه فانتهوا ليس تبعيض للدين فاخذ لبعضه وترك لبعضه. انما ذاك سبيل من ذم الله في كتابه. ومن ذم الله في كتابه قبل لنا اليهود والنصارى وفي امتنا اهل النفاق اجاركم الله. اما اليهود والنصارى فكما قال الله تعالى فما جزاء من يفعل ذلك منكم كخزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب. تدري لم قال الله عز وجل ذلك عنهم؟ لانهم قالوا نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض. فكان الجواب فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي؟ في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب. وفي اهل النفاق قال الله تعالى ايضا ذلك بانهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الامر فجاء الذنب اي ذنب فكيف اذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم؟ ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله اه وكرهوا رظوانه فاحبط اعماله. ارأيت ما الذي يسخط الله ان يكون اخذ الدين بالهوى ما يوافقنا نأخذه وما لا يوافقنا نرفضه ونتركه ونتعذر باي عذر وحجة هي واهية. ذلك بانه اتبعوا ما اسخط الله وقد كشف القرآن ذلك المسلك الخبيث الذي اتسم به اهل النفاق اجارنا الله. ذلك بانهم قالوا للذي كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الامر. والله يعلم اصرارهم. وفي قراءة اسرارهم. فكيف اذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله. وكرهوا رضوانه فاحبط اعماله. حذاري يا امة الاسلام فكل ما بين يدينا من دين الله وما جاءنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس لنا امة الاسلام الا الاتباع والاخذ به كله دون استثناء بلا تبعيض ولا اختيار ولا تشهين. قال المصنف رحمه الله يؤكد هذا المعنى الكبير العظيم يجب على جميع المكلفين اتباعه ويحرم عليهم مخالفته ويجب عليهم ترك كل قول لقوله فلا حكم لاحد معه ولا قول لاحد معه كما لا تشريع لاحد معه. امة الاسلام تحتكم الى ما جاء في كتاب الله اتقرر في سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام على هذا الاصل العظيم تربى اعظم جيل في الامة جيل الصحابة. فقد كانوا رضي الله عنهم متمسكين بهذا الاصل في مواقف تظرب لها الامثال. حفظتها الرواية ونقلتها الدواوين في موقف يدلك على عظمة ذلك الجيل ووالله ما بلغوا العظمة في الامة وكانوا خير القرون الا بهذا المسلك. التعظيم للكتاب والسنة التمسك بها ولذلك في حياتهم مواقف تجل عن الحصر وهي اكثر ايضا من ان تحصر في مقام كهذا. يروي عبدالله بن عمر حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام. لا تمنعوا اماء الله مساجد الله واحد ابناءه جالس في المجلس فيقول والله لنمنعهن اراد انه لا ينبغي ان تكون كلمة المرأة نافذة بلا اذن زوجها. بل الامر له والمنع له ثم يلتفت اليه ابن عمر ويقول احدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تقول والله لامنعهن. والله لا اجالسك تحت سقف ابدا. قالوا فهجره حتى عاد فتابوا انام ويحدث اخر بان النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن الخذف. يعني ان يؤخذ الحصى الصغير فيرمى هكذا. وجاء في بعض الروايات فانها تكسر السن وتفقأ العين فبينما هو جالس في المجلس اذا باحد ابنائه اخذ حصى فخذف بها عبثا ولهوا او سهوا قال احدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تعود فزجره وطرده من المجلس كانوا قوما اشد ما يعظمون في حياتهم هذا المعنى العظيم. امتثالا لما جاء في كتاب الله وما ايضا سنة رسول الله. نعم. فاين هذا؟ فاين هذا ممن يجب على جميع المكلفين اتباعه ويحرم عليهم مخالفته ويجب عليهم ترك كل قول لقوله. فلا حكم لاحد معه ولا قول لاحد معه. كما لا تشريع لاحد معه كل من سواه فانما يجب اتباعه على قوله اذا امر بما امر به ونهى عما نهى عنه. فكان مبلغا محضا ومخبرا لا منشئا ومؤسسا. فمن انشأ اقوالا واسس قواعد بحسب فهمه وتأويله لم يجب على الامة اتباع باعوها ولا التحاكم اليها حتى تعرض على ما جاء به فان طابقته فان طابقته ووافقته وشهد لها بالصحة قبلت حينئذ وان خالفته وجب ردها راحوها وان لم يتبين فيها احد الامرين جعلت موقوفة وكان احسن احوالها ان يجوز الحكم والافتاء بها وتركه واما ان يجب ويتعين فكلا ولما. نعم كلا لا تعين للحكم بقول احد من البشر الا لرسول الله. صلى الله عليه واله وسلم وغاية ما يكون في حق غيره من العلماء والائمة ومن يرجع اليهم في الامة من قضاة والحكام والعلماء ان يجوز الحكم والافتاء ويجوز الترك اما ان يجب ويتعين فليس ذلك الا في حق الله صلى الله عليه وسلم نعم وبعد فان الله سبحانه هو المنفرد بالخلق والاختيار من المخلوقات. قال تعالى وربك يخلق ما يشاء ويختار. نعم. قال وبعد يعني بعد تلك المقدمة اللطيفة التي ابتدأناها في مجلس الليلة ينطلق رحمه الله لبيان حق الله في التفضيل بين خلقه والاختيار وهو ما سنشرع فيه ليلة المجلس المقبل بعون الله تعالى وتوفيقه سائلين الله التوفيق والسداد والعلم النافع والعمل الصالح. ولكم في بقية ليلتكم ايها الكرام مستمتع بالاكثار من ذكر الله والتقلب في نعيم توحيده واجلاله وتعظيمه فانها مكنس الحسنات. ومنجم الخيرات والبركات وما فتح الله لعبد باب ذكره واشتغل به الا اورثه فضلا عظيما وخيرا كبيرا. وما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة كهذه فانها الخير العظيم والغيث العميم. من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. لا يذكرون محمدا في سيرة الا تعطر من شذاه المجلس. صلوا عليه واله وصحابه ليفوح ريحان وينبت نرجس. فاللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا وامامنا وقدوتنا محمد ابن عبد الله كصلاة وازكى سلام يا ذا الجلال والاكرام. ونسألك يا رب علما نافعا ورزقا واسعا. وشفاء من كل داء يا رب العالمين اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعافي مبتلانا يا حي يا قيوم. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. ربنا عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصل يا ربي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين