نبدأ اولا في الفاتحة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم الى اخر شيء اولا سورة الفاتحة سميت بذلك لانه افتتح بها القرآن الكريم. وقد قيل انها اول سورة نزلت كاملة. وقيل ان اول سورة نزلت كاملة اقرأ. وان الله تعالى فكملها ثم جاءت السور. فالله اعلم. هذه السورة قال العلماء انها تشتمل على مجمل معاني القرآن. تشتمل على مجمل معاني القرآن. في التوحيد والاحكام والجزاء والطرق بني ادم وغير ذلك. ولهذا سميت ام القرآن والام هو المرجع. المرجع للشيء يسمى امه وهذه السورة لها مميزات تتميز بها عن غيرها منها انها ركن في الصلوات التي هي افضل اركان الاسلام بعد الشهادتين. فلا صلاة لمن لم يقرأ فاتحة الكتاب. ومنها انها رقية اذا قرئ بها على المريض شفي باذن الله لان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال للذي قرأها على اللديغ قال له وما تدريك انها انها رقية وقد ابتدع بعض الناس اليوم في هذه السورة بدعة وصاروا يختمون بها الدعاء ويبتدأون بها اه الخطب او الاحوال. وهذا غلط تجد مثلا اذا دعا ثم دعا ثم دعا قال بعد ذلك الفاتحة. ايش الفاتحة؟ من اين جاء هذا؟ او بعض الناس يبتدأ بها في خطبه او في في احواله وهذا ايضا غلط. لان العبادات مبناها على والاتباع. يقول الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم ولا حاجة الى الكلام عن البسملة من المعنى ولا من حيث الاعراب لانها تكررت عند علينا كثيرا. لكن الكلام هل البسملة اية من الفاتحة او لا؟ في هذا خلاف بين العلماء. فمنهم من يقول انها اية من الفاتحة. ويقرأ بها جهرا في الصلاة الجهرية. ويرى انه لا تصح الصلاة الا بقراءة البسملة. لانها من الفاتحة ومنهم من يقول انها ليست من الفاتحة وهذا القول هو الحق. ودليل هذا النص وسياق الاية وسياق السورة اما النص فقد جاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي طيب. فاذا قال الحمد لله رب العالمين قال حمدني عبدي. واذا قال الرحمن الرحيم قال اثنى علي عبدي واذا قال ما لك يوم الدين قال مجدني عبدي. واذا قال اياك نعبد واياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي نصفين. واذا قال اهدنا الصراط المستقيم الى اخره قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل. وهذا كالنص على ان البسملة ليست من الفاتحة. اما من هذا السياق فالفاتحة سبع ايات سبع ايات بالاتفاق. واذا اردت ان توزع سبع الايات على موضوع السورة وجدت ان نصفها هو قوله اياك نعبد واياك نستعين. وهي الاية التي قال الله فيها قسمت الصلاة بيني عبدي نصفين لان الحمد لله رب العالمين الواحدة الرحمن الرحيم ثانيا مالك يوم الدين الثالثة وكلها حق لله. اياك نعبد واياك نستعين. الرابعة يعني الان وهي قسمان. قسم منها حق لله وقسم حق للعبد. اهدنا الصراط المستقيم للعبد. صراط الذين انعمت عليهم للعبد غير المغضوب عليهم ولا الضالين للعبد ثم اي من جهة من جهة الساق من حيث اللفظ. لو قلنا ان البسملة اية ان تكون الاية ان تكون الاية السابعة طويلة على قدر كم على قدر ايتين. لازم ان تكون طويلة على قدر ايتين. شف صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين كم من سطر عندكم؟ سطرين اهدنا الصراط المستقيم سطر عندي. مالك يوم دين اقل من صبر. الرحمن الرحيم كذلك والحمد لله رب العالمين كذلك. فكيف يكون هناك تناسب مع ان بعض اقل من السطر وهذه ايه سطران. فالصواب الذي لا شك فيه ان البسملة ليست منه كما انها اي البسملة ليست من بقية السور. قال الله تعالى الحمد لله رب العالمين. الحمد وصف المحمود بالكمال الذاتي والوصفي والفعلي. فهو كان في ذاته وفي صفاته وفي افعاله. فهو وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم ولابد من هذا القيد. قال اهل العلم لان مجرد الوصف بالكمال بدون ولا تعظيم لا يسمى حمدا وانما يسمى مدحا. ولهذا يقع من انسان لا يحب الممدوح لكنه يريد من ان ينال منه شيئا. تجد بعض بعض الشعراء يقف امام الخلفاء ثم يأتي لهم باوصاف عظيمة لا محبة فيه ولكن محبة في المال الذي يعطونه او خوفا منهم. لكن حمدنا لربنا عز وجل محبة. محبة وتعظيم ذلك صار لا بد من القيد ان في الحمد انه وصف محمود بالكمال ايش؟ مع محبة والتعظيم. وقول الله عز وجل هذا اللفظ عالم على ربنا على ربنا عز وجل. لا يسمى به غيره وهو عالم تتبعه الاعلام الاخرى. اي تتبعه الاسماء. ولهذا دائما يأتي متبوعا في مواضع قليلة مثل قوله تعالى صراط العزيز الحميد الله الذي له ما في السماوات فان كلمة هذه الكلمة التابعة لما قبلها وهو قليل. وقول رب العالمين الرب هو من سمع فيه ثلاثة اوصاف الخلق والملك والتدبير. فهو الخالق عز وجل وهو المدبر لجميع الامور. وهو المالك لكل شيء عالميين قالها العلماء كل من سوى الله فهو عالي فهو من العالم. ووصفوا بذلك لانهم علم على خالقهم سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم. الرحمن صفة للفظ الجلالة والرحيم صفة اخرى. والرحمن هو ذو الرحمة الواسعة. والرحمة هو ذو الرحمة الواصلة. فالرحمن وصفه والرحيم فعله. ولو انه جيء بالرحيم وحده وبالرحمن وحده لشمل الوصف والفعل. لكن اذا اقترن الرحمن بالوصف والرحيم بالفعل. الرحمن الرحيم. وفي ذكر الرحمن الرحيم بعد الربوبية دليل على ان ربوبيته تبارك وتعالى مبنية على الرحمة. الرحمة للخلق الرحمة الواسعة الواصلة مالك يوم الدين مالك صفة لرب وهو وجل وعلا ما نعم ويوم الدين هو يوم القيامة. والدين هنا بمعنى ايش؟ الجزاء بمعنى الجزاء لانه سبحانه وتعالى مالك لذلك اليوم الذي يجازى فيه الخلائق. فلا مالك غيره في ذلك اليوم فان قال قائل اليس مالك الدين والدنيا؟ فالجواب؟ بلى. لكن ظهور ملكوته وملكه وسلطانه انما يكون في ذلك اليوم. لان الله تعالى ينادي لمن الملك اليوم فلا يجيب احد. فيقول لله الواحد القهار. في الدنيا يظهر ملوك. بل يظهر ملوك يعتقد شعوبهم انه لا مالك الا هو فالشيوعيون مثلا لا يرون ان هناك رب ان هناك ربا للسموات والارض. يرون انها حياة ارحام تدفع ارض تبلع وان نعم وان ربهم هو رئيسهم. طيب اذا خص ملكه في يوم الدين لانه ايه تظهر فيهم ملكوت يظهر فيه ملكوته وملكه. وفي قراءة سبعية ملك يوم الدين. والملك اخص من المالك. لان الملك هو ذو السلطة المطلقة طيب. ولا يسمى ملك الا من تحته رعية. اما مالك فهو ليس له سلطة مطلقة ثم هو لا يحتاج الى ان يكون تحته رعية ولهذا تجد الفقير الصعلوك يملك بقرته يملك شاته لكن في الجمع بين بين القراءتين فائدة عظيمة. وهو انه وهو ان ملكه جل وعلى ملك حقيقي. لان من الخلق من يكون ملكا ولكن ليس بمالك. يسمى ملكا اسما. وليس له من التدبير شيء. ومن الناس من يكون ملكا مالكا ولا لكم ملكا كعامة الناس. لكن الرب عز وجل مالك ملك. اياك نعبد واياك نستعين نعبد اياك نعبد لو طلبنا اعراب اياك نعبد فبماذا تجيبون نعم انه مفعول به مقدم. ولماذا انفصل؟ مع امكان الوصل يعني يمكن ان يقول نعبدك. فنقول لو وصلنا لو وصلنا فات امر مهم الا وهو الحصر الحصر. فهنا لما قدمناه لما قدمناه للحصر لزم ان ان يفصل لو قلت نعبده. ما يستقيم الكلام. وليس بلغة عربية اياك يعني لا سواك. نعبد اي نتذلل له. اكمل ذل ولهذا تجد المؤمنين جعلنا الله واياكم منهم يضعون اشرف ما في اجسامهم في موطئ الاقدام لله عز وجل يسجد على التراب تمتلئ جبهته من التراب. يسجد على موطئ الاقدام. كل وهذا ذلا لله. ولو ان انسانا قال انا اعطيك الدنيا كلها واسجد لي مهما ما وافق المؤمن ابدا. لان هذا الذل لله عز وجل. والعبادة تتضمن القيام بكل ما امر الله به وتركع كل ما نهى الله عنه. لان من لم يكن كذلك فليس بعابد لو لم يفعل الامر يعني لو لم يفعل المأمور به فهل يكون عابدا حقا؟ ابدا ولو لم يترك المنهي عنه ما كان عبدا حقا. العبد الذي يوافق المعبود في مراده الشرعي اذا فالعبادة تستلزم ان يقوم الانسان بكل ما امر به وان يترك كل ما نهي عنه. ولكن هل قيام كهذا يمكن ان يكون بغير معونة الله؟ لا. لا يمكن. ولهذا قال واياك نستعين يعني لا نستعين الا اياك. على العبادة. والله سبحانه وتعالى يجمع بين العبادة والاستعانة او التوكل في مواطن عدة من القرآن الكريم. لانه لا قيام بالعبادة على الوجه الاكمل الا بما الله والتفويض اليه والتوكل عليه. اهدنا الصراط المستقيم. الصراط فيها قراءتان. بالسين وبالصادق الخالصة. الصراط والصراط. والمراد بالصراط هنا الطريق والمراد بالهداية هداية الارشاد وهداية التوفيق. فانت بقولك اهدنا الصراط المستقيم اسأل الله تعالى علما وعملا. علما وعملا. ولهذا جاءت متعدية بنفسها الى المفعول لا بحرف الى. الدال على الغاية. عرفتم فيشمل الهداية الى الطريق وهذا بالعلم والهداية في الطريق وهذا بالعمل والتوفيق. وقول الذي لا اعوجاج فيه. وهذا الصراط الذي لا اعجاز فيه بين الله تعالى في الاية قول صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ففي هذه الاية بين الله عز وجل اصناف الناس انها ثلاثة. الذين انعم الله عليهم والمغضوب عليهم عليهم ويشفي. والضالون. فمن هؤلاء؟ الذين انعم الله عليهم هم الذين علموا الحق او عملوا به والذين غضب الله عليهم هم الذين علموا الحق ولم يعملوا به والظالون هم الذين عملوا بغير علم. جاهلون يريدون الحق ويريدون العبادة لكنهم جاهلون يتعبدوا لله بغير علم. وانظر كيف قدم المغضوب عليهم على الظالين. لان مخالفتهم لطريق الذين انعم الله عليهم اشد لانهم خالفوا عن علم والمخالف عن العلم اشد كبرا واستكبارا وعقوبة من الذين خالفوا عن عن غير علم. وكلا الطائفتين ضالة. بل كلتا وكلتا الطائفتين ضالة. وذلك لانهم ليسوا على هدى من الله