اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان الذين كفروا سواء عليهم فانذرتهم حملة ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم اشارته ولهم عذاب عظيم ومن الناس من يقول امن بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض من فزادهم الله مرضا. ولهم عذاب اليم. بما كانوا يكذبون اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى ان الذين كفروا سواء عليهم. الفوائد سبقت ها ها نعم قال الله تعالى والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون هذه عطف على ما سبق في قول هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب يعني والذين يؤمنون بما انزل وقد سبق ان قلنا انه يجوز عطف الصفات بعضها على بعض كما في قوله تعالى سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي اخرج المرء مع ان الاصل في الصفات الا تكون معطوفة من فوائد هذه الاية الثناء على الذين يؤمنون بما انزل الى الرسول عليه الصلاة والسلام وما انزل من قبله وان هذا من خصال المتقين لقوله والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك ومن فوائد الاية ايضا الثناء على على الموقنين بالاخرة وقد سبق في التفسير انه ليس المراد بالاقامة بالاخرة ان تؤمن بان هناك يوما يبعث الناس فيه بل تؤمن بكل ما جاء الكتاب والسنة مما يقع في ذلك اليوم بل ان شيخ الاسلام رحمه الله قال يدخل في الامام بلا مناخر الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت ثم قال عز وجل اولئك على هدوء من ربهم واولئك مفلحون. هذا ايضا بيان حالهم ومآله اما حالهم فقال على هدى من ربهم اي على علم وبينة ففيه دليل على سلامة هؤلاء في منهجهم لقوله اولئك على هدى من ربهم ومن فوائدها ايضا ان ان ربوبية الله عز وجل تكون خاصة وعامة لان قوله من ربهم اضافته الى هؤلاء فقط لكنه لكنها ربوبية خاصة اقتضت العناية التامة بهم ومن فوائدها ايضا ان مآل هؤلاء هو الفلاح بقوله واولئك هم المفلحون ومن فوائدها ان الفلاح خاص بهم لان هذه الجملة واولئك المفلحون تفيد الحصر ثم قال الله تعالى ان الذين كفروا سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون هذا بيان في القسم بيان للقسم الثاني من الناس لان هذه السورة ذكر الله اصناف الناس واقسامهم الاول المؤمنون الخلص والثاني الكفار الخلص في هذه الاية ان الذين كفروا كفروا بمن؟ كفروا بكل ما يجب الايمان به كفروا بالله كفروا برسله كفروا بملائكته كفروا بكتبه كفروا باليوم الاخر كفروا بالقدر خيره وشره او ما اشبه ذلك المهم انه عام بكل ما يجب الايمان به. فاذا كفروا به فهؤلاء كفار طيب وان كفروا ببعضه فكذلك لقول الله تعالى ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدنا ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن البعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقا واعتدنا على الكافرين عذابا مهينا عبد الرحمن الريس نخفف المكيف وقوله سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم هذه جملة مسبوكة بمصدر دون ان يوجد اه حرف مستعد مسبوكة بمصدر دون ان يوجد حرف مستقيم لان الجملة التي تسبت في المصدر يعني تحول الى مصدر لابد ان تقترن بحرف مصدري مثل ان وان وما المصدرية ولو المصدرية لكن هذه سبكت بمصدر مع انها ليس فيها شيء من من ادوات المصدر لكن اذا جاء السواء سواء عليه ما انذرتهم ام ينذرهم فهذه تكون آآ نعم تسبك بمصدر فالتقدير سواء عليهم انذارك ام عدمه والمراد بهؤلاء الكفار الذين حقت عليهم كلمة العذاب فهؤلاء لا يؤمنون سواء انذرهم ام لم ينذرهم لانه قد ختم على قلوبهم والعياذ بالله وليس المراد بذلك بهذا الا يدعوهم الرسول عليه الصلاة والسلام بل المراد ان يتسلى اذا لم يؤمنوا فيقال هؤلاء قد طبع الله على قلوبهم فلا يؤمنون وقوله سواء عليهم اانذرت؟ نعم. سواء بمعنى مستو عليهم انذارك وعدمك وقوله اانذرتهم الانذار هو الاعلان بتخويف وترهيب ام لم تنذرهم هذا القسم الثاني هذه نعم ام هنا متصلة او منفصلة منقطعة هذه متصلة لان المتصلة هي التي تأتي بين شيئين متعادلين كما هنا والمنقطعة التي تأتي بين شيئين منفصلين هذا فرق معنوي والفرق اللفظي المتصلة يصح ان يحل محلها او والمنقطعة لا يصح ان يحل محلها او فليحلوا محلها بل سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون الجملة هذي خبر ثاني اين الخبر الاول سواء عليهم انذرتهم ام لم تنذرهم هذه هي الخبر الاول وقولها يؤمنون الخبر الثاني في هذه الاية الكريمة تسلية الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم حين يرده الكفار ولا يقبلون دعوته وفيه ايضا ان من حقت عليه كلمة العذاب فانه لا يؤمن مهما كان المنذر والداعي لانه لا يستفيد قد كتم على قلبه افمن حق عليه كلمة العذاب ايش افانت تنقذ من في النار؟ يعني هؤلاء لهم النار انتهى امرهم ولا يمكن ان تنقذه من فوائد الاية الكريمة ان الانسان اذا كان لا يشعر لا يشعر بالخوف عند الموعظة ولا بالاقبال على الله فان فيه شبها من ممن؟ من الكفار الذين لا يتعظون بالمواعظ ولا يؤمنون عند الدعوة الى الله قال الله تعالى ختم الله على قلوبهم الختم بمعنى الطبع واصله من من من الختم الذي هو الخاتم لانه عند انتهاء القول الكتابة يختم القول بالكتابة يعني انه انتهى الامر فهؤلاء ختم الله على قلوبهم وايضا يشبه آآ وعاء النفقة اذا ختم عليه بالشمع الاحمر كما يقولون فانه معناه ان امره منتهي ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم يعني وختم على سمعه واذا ختم على القلوب صارت لا تفقه وعلى السمع صارت لا تسمع سماعا ينفع قال وعلى ابصارهم غشاوة هذي جملة مستأنفة والغشاوة الغطاء فاذا كان على الابصار غشاوة صارت لا تبصر فختمت الطرق الثلاثة للهدى وهي القلب والثاني السمع لما يقال والثالث البصر فيما يرام فالابواب الثلاثة كلها سدت قال الله تعالى افرأيت من اتخذ اله هو واه واضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله لا احد فان قال قائل هذا الختم هل له سبب او هو ابتلاء وامتحان من الله فالجواب ان له سببا بينه الله تعالى في قوله ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة وبقوله تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم والله لاتي القوم الظالمين. فاذا رأيت احدا قد ظل فاعلم انه السبب في في ضلال نفسه ولهم عذاب عظيم ولهم اي لهؤلاء الكفار الذين بقوا على كفرهم لهم عذاب عظيم وهو عذاب النار وعظمه الله تعالى لانه لا يوجد اشد من عذاب النار اعاذنا الله واياكم منها بكرمه وجوده انتهى الكلام على الصنف الثاني من اصناف الخلق وهم الكفار الخلص الصرحاء في هذه الاية الكريمة الاخيرة دليل على ان القلوب محل الوعي لقوله ختم الله على قلوبهم يعني فلا يصل اليه الخير وفي ايضا من فوائدها ان طرق الهدى اما بالسمع واما بالبصر لان الهدى قد يكون بالسمع وقد يكون بالبصر بالسمع فيما يقال وبالبصر فيما يشاهد وهكذا ايات الله عز وجل تكون مقروءة مسموعة وتكون بينة مشهودة ومن فائدة هذه هذه الاية وعيد هؤلاء الكفار بالعذاب العظيم كقوله ولهم عذاب عظيم ثم قال عز وجل ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين. هي برد عندكم هنا ومن الناس من هنا للتبعيض وعلامة من؟ التي للتبعيض ان يحل محلها بعض فهنا لو لو في غير القرآن لو قال وبعض الناس يقول اذا كان كلام مستقيما اذا من للتبعيظ من الناس من يقول من هذه المبتدأ؟ مؤخر من يقول امنا بالله وباليوم الاخر لكن اقول ذلك بلسانه اما في قلبه فلا ولهذا قال وما هم بمؤمنين بمؤمنين في ايش ما سمعنا الى الان طيب وما هم بمؤمنين في قلوبهم لكن البس عنهم يقولون امنا بالله وباليوم الاخر بل قد قال الله تعالى واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم بعده وان يقولوا تسمع لقولهم فهم يفتنون الناس برؤيتهم وبسماع اقوالهم لكن لا خير فيها ومن اراد ان يا يعرف صفات المنافقين فعليه بكتاب مدارس السالكين ذكر ابن القيم رحمه الله اه جمع صفاتهم بمقال واحد فمن اراد ان يراجعه فليراجعه يقول ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر ذكر الايمان بالله لانه هو المبتدع سبحانه وتعالى يعني الذي ابتدأت منه امور واليوم الاخر لانه هو المنتهى والانسان اذا امن بالله من الاخر استقام ولهذا يقرن الله تعالى دائما بين الايمان به واليوم الاخر دون الامام بالملائكة والكتب والرسل لان لان حقيقة الامر ان من لم يؤمن باليوم الاخر فانه لن يؤمن بالله لانه ماذا ماذا يحصل؟ ماذا ينتظر اذا كان لا يؤمن باليوم الاخر فلن يؤمن بالله قال وما هم بمؤمنين هذا تكذيب لهم في قولهم امنا بالله وباليوم الاخر كقول الله تعالى مكذبا لهم اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون. اتخذوا ايمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله انهم زعما كانوا يعملون ثم قال يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون وفي قراءة وما يخادعون الا انفسهم يخادعون المخادعة مفاعلة من الخداع والخداع والمكر والكيد كلها معان متقاربة يشملها هذا التعريف التوصل الى الايقاع بالخصم من حيث لا يشعر هذا هذا الخداع وهذا المكر يتوصل الى ايش؟ الايقاع بالخصم من حيث لا يشعر هذا هو هذا هو الخداع هؤلاء اذا قالوا انا مؤمنون غنمنا الان يقولون غنمنا لاننا خدعنا محمدا واصحابه ولكنه في الحقيقة هل خدعوا الرسول واصحابه خدعوا الله ولهذا قال يخادعون الله والذين امنوا وعلى رأس الذين امنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى وما يخدعون الا انفسهم يخدعون انفسهم في الواقع لانهم غروها حيث اظهروا خلاف ما ما يفتنون وهم يعلمون ان ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام حق لكنهم لم يؤمنوا بي بل انكروه فخدعوا انفسهم بذلك فان قال قائل ما وجه خداع لله والذين امنوا قلنا وجه خداعهم انهم اذا اظهروا الايمان سلمت اموالهم