وحينئذ نقول العبادة تطلق على معنيين المعنى الاول التعبد والمعنى الثاني المتعبد به وهو فعل العد اه وهو مفعول العبد يعني ما فعله العبد واضح يا جماعة؟ طيب اي ما المراد بالاية؟ المعنيان او او المعنى الاول الظاهر كلاهما وهما متلازمان. وقوله اعبدوا ربكم الذي خلقهن. الرب هو الخالق المالك ايش؟ المدبر الخالق المالك المدبر وعلى هذا فيكون قوله الذي خلقكم صفة كاشفة مبينة للواقع وليست صفة احترازية لانه ليس لنا ربان احدهما خالق والثاني غير خالق بل ربنا هو الخالق فالصفة هنا اذا صفة كاشفة وليست صفة احترازية واعبدوا ربكم الذي خلقكم والخلق هو الايجاد من عدم الايجاد من عدمه ولم يخلق الناس الا الله عز وجل لا يخلقهم اب ولا ام ولا ملك ولا احد لا يخلقهم الا الله. واذا كان الله تعالى يقول لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له فمن فعدم خلق بني ادم من باب اولى. نعم والذين من قبلكم يعني وخلق الذين من قبلكم ولهذا نجد سبحان الله بنو ادم يتسلسلون تنظر الى المسجد او تنظر الى مجتمع تجد هذا له سبعون سنة وهذا له خمسون وهذا له اربعون وهذا له ثلاثون وهذا له عشرون وهذا له عشر وهذا له خمس من اجل ان يأمر الكون يتعاقبون فاذا تأملت هذا عرفت كمال سلطان الله عز وجل وكمال حكمته هؤلاء الذين قبلنا مخلوقون ونحن من ذريتهم وجعلنا ذريته هم الباقين ذرية نوح. نحن من ذريتهم اذا من تفرع على مخلوق فهو مخلوق. والذين من قبلهم وعلى هذا فقوله والذين من قبلكم معطوفة على على الكاف خلقكم. نعم. والذين من قبلكم لعلكم تتقون لعل هنا للتعليم اي لتصلوا الى التقوى ومعلوم ان التقوى مرتبة عالية حتى قال الله عز وجل في الجنة اعدت للمتقين وقال تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وقال تعالى واعلموا ان الله مع المتقين لعلكم تتقون الذي الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرة رزقا لكم هذا من باب التعدد انواعا او تعديل انواع من افعاله عز وجل جعل الله لنا الارض فراشا موطأة يستقر الانسان عليها استقرارا كاملا ليست نشذا وليست مؤلمة عند النوم عليها او السكون عليها او ما اشبه ذلك والله تعالى قد وصف الارض باوصاف متعددة وصفها بانها فراش وبانها ذلول وبغير ذلك من مما جرى في القرآن الفراش كما نعلم يكون اه يعني موطأ للانسان مهيئا له يستريح فيه. والسماء بناء كما قال تعالى وبنينا فوقكم سبعا شدادا السماء جعله الله بناء اي بمنزلة البناء وبمنزلة السقف وجعلنا السماء سقفا محموظا وانزل من السماء ماء انزل من السماء ليست هي السماء الاولى بل المراد بالسماء في الثانية العلو لان الماء الذي هو المطر ينزل من السحاب قال الله تعالى الم تر ان الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله الماء الذي هو المطر لا ينزل من السماء التي هي البناء وانما ينزل من السحاب التي في العلو. وبهذا نعرف ان السماء يطلق على معنيين. المعنى الاول البناء الذي فوقنا والمعنى الثاني العلو وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم. اخرج به اي بسببه وانظر الى ان الحكمة او النكتة البديعة حيث اظاف الامر الى نفسه جل وعلا لكن بسبب فالسبب نوصل فقط والا فهل المطر يخرج النبات لا المخزي هو الله لكن السبب المطر. فاخرج به اي بسببه من الثمرات رزقا لكم. وجمع الثمرات لانها متنوعة لو اراد الانسان ان يحصي انواعها لعجز فضلا عن افرادها من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون فلا تجعلوا لله اندادا في العبادة وانتم لا وانتم تعلمون انه لا ند له في الخلق والرزق وانزال المطر وما اشبه ذلك من افعال الربوبية لان المشركين يقرون بان الخالق هو الله. والرازق هو الله. والمدبر للامر هو الله. يقولون بهذا اقراء تاما ويعلمون انه لا اله مع الله في هذا لكن في العبادة ينكرون هذا يشركون يجعلون مع الله الها اخر وينكرون على من وحد الله حتى قالوا في الرسول عليه الصلاة والسلام اجعل الالهة الها واحدا؟ الها واحدا؟ ان هذا لشيء هجاء ونقول ما شاء الله من الذي جاء بالامر بالشيء العجاب؟ هم. اما الرسول عليه الصلاة والسلام جاء بالصواب لكن هم جاءوا بالشيء العجاب نسأل الله العافية اذا فلا تجعلوا لله اندادا في ايش؟ وانتم تعلمون انه لا ند له في الربوبية من الخلق والرزق وغير ذلك واقراركم بالخلق والرزق ان الله منفرد به يلزم ان تجعل ان تجعلوا العبادة لله وحده فان لم تفعلوا فانتم متناقضون. ولهذا قال العلماء رحمهم الله توحيد الالوهية متظمن لتوحيد الربوبية وتوحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الالوهية يعني من اقر بالربوبية لزمه ان يقر بالالوهية ومن اقر بالالوهية فانه لم يقر بها حتى كان قد اقر بالربوبية فتوحيد الالوهية متضمن لتوحيد الربوبية وتوحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الالوهية في هذه الاية من الفوائد اه اولا العناية بالعبادة يستفاد هذا من من وجهين الوجه الاول تسطير الامر بها بالنداء والوجه الثاني تعميم النداء لجميع الناس مما يدل على ان العبادة من اهم شيء. وهو كذلك بل ان الناس ما خلقوا الا لاجل العبادة وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ومن فوائد هذه الاية الكريمة ان ان وجوب العبادة علينا مما يقتضيه العقل بالاضافة الى الشر لقوله اعبدوا ربكم فان الرب يستحق عز وجل ان يعبد ولا يعبد غيره والعجب ان هؤلاء المشركين الذين لم يمتثلوا هذا الامر اذا اصابتهم الظراء وتقطعت بهم الاسباب يتوجهون الى من؟ الى الله. اذا غشهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين لان فطرهم تحملهم على ذلك ولابد ومن فوائد الاية الكريمة اثبات ان الله عز وجل هو الخالق وحده وانه خالق الاولين والاخرين لقوله الذي خلقكم والذين من قبلكم نعم ومن فوائد هذه الاية الكريمة ان من طريق القرآن انه اذا ذكر الحكم غالبا ذكر الا الحكم اعبدوا والعلة كونه ربا خالقا لنا ولمن؟ قبلنا ومن فوائد الاية الكريمة ان التقوى مرتبة عالية لا ينالها كل احد الا من اخلص العبادة لله عز وجل لقوله لعلكم تتقون هل يمكن ان نأخذ من هذه الاية التحذير من البدع ربما يأخذها نأخذ منها التحذير من البدع وذلك لأن عبادة الله لا تتحقق الا بسلوك الطريق الذي شرعه العباد لان لانه لا يمكننا ان نعرف كيف نعبد الله؟ كيف نتوضأ؟ الا عن طريق الوحي والشرع كيف نصلي؟ يعني ما الذي ادرانا ان الانسان اذا قام يقرأ ثم ركع ثم سجد فهذا فهذه هي العبادة المطلوبة منا الا بعد ايش بعد الوحي. وعلى هذا فيمكن ان يقال ان هذا ان الامر بالعبادة يستلزم الامر تاء بالاتباع وهل يستفاد من الاية الحث على طلب العلم نعم كيف ذلك اذ لا تمكن العبادة الا بالعلم. ولهذا ترجم البخاري رحمه الله على هذه المسألة بقوله باب العلم قبل القول والعمل ثم قال تعالى ممتن مذكر العباد الذي جعلكم هذا فراشا يستفاد من من هذه الاية الكريمة بيان رحمة الله تعالى وحكمته بجعل الارض فراشه اذ لو جعلها خشنة صلبة لا يمكن ان يستقر الانسان عليها ما هدى لاحد باب لكن من رحمته ولطفه واحسانه جعلها فراشا ومن فوائد الاية الكريمة جعل السماء بناء لكن ما فائدتنا من جعل السماء بناء فائدتنا من جعل السماء بناء ان نعلم بذلك قدرة الله عز وجل لان هذه السماء المحيطة بكل الارض من جميع الجوانب نعلم انها كبيرة جدا وواسعة كما قال تعالى والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون ومن فوائد الاية الكريمة بيان قدرة الله عز وجل بانزال المطر من السماء لقوله وانزل من السماء ماء لو اجتمعت الخلائق على ان يخلقوا نقطة من الماء ما استطاعوا والله تعالى ينزل هذا المطر العظيم بلحظة اليس كذلك؟ نعم. وقصة الرجل الذي دخل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة قال ادع الله ان يغيثنا رفع يديه وقال اللهم اغثنا وما نزل من الخطبة الا المطر يتحاذر من لحيته ومن فوائد الاية الكريمة آآ حكمة الله سبحانه وتعالى ورحمته بانزال المطر من السماء وجه ذلك لو كان الماء الذي تحيا به الارض لو كان يجري على الارض لاضر الناس ولو كان يجعل الارض لحرم منه اراض كثيرة ما هي الاراضي التي تحرم المرتفعة لا يأتيها شيء ولكن من نعمة الله انه ينزل من السماء. ثم هناك شيء اخر ايضا انه انه ينزل رذاذا يعني قطرة قطرة ولو نزل كافواه القراب لاضر بالناس ولكن من رحمة الله عز وجل انه ينزل على ما تعادون ومن فوائد الاية الكريمة اثبات الاسباب لقوله فاخرج به من الثمرات رزقا لكم ومن فوائدها ان الاسباب لا تكون سببا الا بارادة الله بقوله فاخرج به ومن فوائدها فائدة مسلكية ان الانسان ينبغي له ان يضيف السبب الى الله ان يضيف الشيء الى الله مقرونا بالسبب فمثلا لو ان احدا من الناس غرق وجاء رجل فاخرجه انقذهم الى الغرض فليقل انقذني الله بفلان انقذني الله بفلان وله ان يقول انقذني الله وفل انقذني فلان له ان يقول ذلك لانه فعلا انقذه وله ان يقول انقذني الله ثم فلان كم هذي من من صيغة وليس له ان يقول انقذني الله وفلان لان هذا تشريك مع الله ويدل لهذا اي الاختيار ان يضيف الشيء الى الله عز وجل مقرونا بالسبب ان النبي صلى الله عليه وسلم لما دعا الغلام اليهودي للاسلام وكان هذا الغلام في سياق الموت فعرظ عليه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان يسلم فاسلم لكنه اسلم بعد ان استشار اباه التفت اليها ينظر اليه يستشيره قال اطعم ابا القاسم الجهل اذن لولده بل امر ولده ان يسلم وهو لم يسلم في تلك الحالة بعد ما ندري الله اعلم لكن على كل حال خرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول الحمد لله الذي انقذه بي من النار. شف التعبير انقذه بي من النار وهكذا ينبغي لنا نحن اذا اضفنا الشيء الى اذا حصل شيء بسبب ان نضيفه الى الله تعالى ايش؟ مقرونا ببيان السبب طيب ومن فوائد الاية الكريمة قدرة الله عز وجل وفضله باخراج هذه الثمرات من المال اما القدرة فظاهر تجد الارظ شهب جذب ليس فيها ورقة خضراء فينزل المطر وفي مدة وجيزة يخرج هذا النبات من كل زوج بهيج باذن الله عز وجل ففيه القدرة وفيه الفضل. ولذلك قال رزقا لكم